السبت، 15 أغسطس 2015

الرد على الصوفية_- "éé = 3-سلك الأشعري في عرض الآراء منهج عرض آراء ومقالات الفرق، دون أن يكون للمؤلف أي توجيه في ذلك العرض، فلا تعقيب ولا رد ولا نقد ولا مناقشة لتلك الآراء، وقد التزم الأشعري بهذا المنهج في جميع كتابه، ولذا عد مصدرا موثوقا به في نقل آراء الفرق الأخرى، وخاصة المعتزلة الذين يعدون من خصومه.

4-تميز كتاب المقالات بالجمع بين الطريقتين في عرض آراء الفرق، فالجزء الأول معظمه كان وفق الطريقة الأولى، وهي جعل أصحاب المذاهب أصولا.
أما الجزء الثاني فهو وفق الطريقة الثانية، وهي جعل المسائل أصولا، ثم إيراد في كل مسألة مذهب طائفة طائفة وفرقة فرقة .
ومنهج الأشعري هذا جعل كتابه بمثابة كتابين مختلفين ضم أحدهما إلى الآخر، فمن أراد آراء الفرق في مسألة ما، أمكنه ذلك، ومن أراد آراء فرقة ما، أمكنه ذلك، وقد اقتضى منه ذلك شيء من التكرار الملاحظ لآراء الأشخاص في أكثر من موضع.
5 -حصر الأشعري أصول الفرق في عشر فرق (1) خلافا للمؤلفين الآخرين كما سيأتي.
6-اختلف منهج الأشعري في طائفة المعتزلة عن سائر الطوائف من حيث:
. أ- عدم تقسيم المعتزلة إلى فرق، كمآ هو شأن سائر الفرق الآخرى
ب- عرض آرائهم وفق الطريقة الثانية فقط، وهي جعل المسائل أصولا.
ج- التوسع والإطناب في عرض آرائها توسعا ملحوظا، حيث استغرق الحديث عنهم نصف الجزء الأول تقريبا، ومعظم الجزء الثاني ، وذلك لسعة علمه واطلاعه على دقائق آرائهم، ودقة فهمه لمقولاتهم.
7-كان الأشعري أعلم بالمقالات وقائليها، وأدق في نقل الأقوال، وعزوها إلى قائليها، وأكثر تحريا ممن جاء بعده، بل إن كتابه هو مصدر معظم من جاء بعده من المؤلفين في مقالات الفرق ، كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في عدة مواضع من كتبه منها قوله:
__________
(1) مقالات الإسلاميين 1/65.
(/ 25)
"والأشعري أعلم بمقالات المختلفين من الشهرستاني، ولهذا ذكر عشر طوائف، وذكر مقالات لم يذكرها الشهرستاني، وهو أعلم بمقالات أهل السنة وأقرب إليها وأوسع علما من الشهرستاني" (1).
وقال: "ولهذا تجد نقل الأشعري أصح من نقل هؤلاء، لأنه أعلم بالمقالات ، وأشد احترازا من كذب الكذابين فيها ... "(2).
وقال أيضا: "ومن أجمع الكتب التي رأيتها في مقالات الناس المختلفين في أصول الدين كتاب أبي الحسن الأشعري ..." (3).
وقال: "وكتاب المقالات للأشعري أجمع هذه الكتب وأبسطها، وفيه من الأقوال وتحريرها مالا يوجد في غيرها "(4).
8-الإيجاز والاختصار في عرض الآراء والمقالات بوجه عام (5).
ثانيا: كتاب "الفرق بين الفرق" لعبد القاهر البغدادي "ت 429 ه"
ا - عقيدته : هو أبو منصور عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي المتوفى سنة 429 ه (6)، وكان أشعري المذهب ويدل على ذلك عدة أمور منها:
1-اتفاق المترجمين له على نسبته إلى هذا المذهب
2-عرضه لعقيدة الأشعرية في كتابه الفرق بين الفرق على أنها عقيدة أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية، ولم يصنف الأشعرية على أنها إحدى الطوائف بل جعلهم هم أهل الحق (7).
3-كتابه "أصول الدين" أكبر دليل على انتسابه إلى هذا المذهب، فقد ألفه على طريقة المتكلمين في تقسيمه لأبوابه، وتقريره لمسائل الاعتقاد على منهج الأشاعرة في مختلف الأبواب (8).
ب - منهج البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق
__________
(1) النبوات ص 247.
(2) منهاج السنة 6/301
. (3) المصدر السابق 5/275
(4) المصدر السابق 6/303.
(5) انظر حول هذه النقاط كتاب الشهرستاني ومنهجه في كتابه الملل والنحل ص 258-265 بتصرف.
(6) ترجمته في وفيات الأعيان 1/298، طبقات الشافعية للسبكي 3/238، فوات الوفيات 1/298، تبيين كذب المفتري ص 253، الأعلام 4/48.
(7) الفرق بين الفرق ص 312 وما بعدها.
(8) انظر المصدر السابق ص 88، 90، 133، 156، وغيرها.
(/ 26)
تميز منهج البغدادي في كتابه الفرق بين الفرق بعدم ميزات من أهمها ما يلي:
1-اعتمد في تقسيم الفرق الإسلامية على حديث الافتراق، وسعى في تحديد الفرق طبقا للعدد المذكور في الحديث
2-كانت طريقته في عرض آراء الفرق بجعل أصحاب الآراء وزعماء الفرق أصولا، ثم إيراد آراء كل منهم في كل مسألة.
3-تميز كتاب الفرق بين الفرق بحسن التنظيم وجودة الترتيب لآراء الفرق والتقسيمات المتعلقة بها.
4-قدم قبل الخوض في آراء الفرق بمقدمات، ضمنها ذكر الخلافات الواقعة في أول الأمة، وكيف وقع الافتراق، والإشارة إلى فرق الأمة إجمالا، وتوسع في ذلك فكانت تلك المقدمات كالخلاصة لبقية كتابه.
5-اقتصر البغدادي على عرض آراء الفرق الإسلامية فقط.
6-وافق البغدادي في عده لأصول الفرق أبا الحسن الأشعري، حيث جعل كل منهما أصول الفرق عشرة (1)، وعد بعض الفرق خارجة عن الإسلام وإن كانت تنتسب إليه، كغلاة الشيعة (2).
7-عرض البغدادي الأشعرية وآراءهم عرضا يفيد أنها العقيدة الصحيحة التي عليها جمهور أهل السنة والجماعة في نظره وهم معظم المسلمين كما زعم، ولم يدخلها ضمن تصنيفه للفرق الإسلامية (3).
8-كان عرض البغدادي للفرق أكثر شمولا من عرض غيره، حيث يعطي القارئ تصورا عن الفرقة من جوانب متعددة، سواء كانت تاريخية أو فقهية أو غيرها، إضافة إلى الآراء العقدية لها
__________
(1) الفرق بين الفرق ص 38-39
(2) المصدر السابق ص 230 وما بعدها.
(3) المصدر السابق ص 312 وما بعدها.
(/ 27)
9-اتبع البغدادي في كتابه منهج التقرير والنقد، لا مجرد النقل الموضوعي لآراء الفرق، فكان يعرض آراء الفرق ومقولاتها، ثم يتبع ذلك بمناقشتها، وبيان بطلانها وتهافتها من وجهة نظره، وكانت مناقشاته وتعقيباته تتسم بالشدة، والقسوة وتصل إلى حد السب والسخرية والشماتة والتهكم بالرأي وصاحبه (1)، وذكر الإلزامات على الرأي، ومقارنة بعض آراء الفرقة بالمذاهب والأديان المنحرفة، بل يبلغ نقده حد الاتهام بالأعراض (2)، بل التكفير والإخراج من ملة الإسلام، وهذا في مواضع متعددة من كتابه، وخاصة في حديثه عن المعتزلة (3) (4).
ثالثا: كتاب الفصل لابن حزم "ت 456 ه"
ا - عقيدته: هو علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الأندلسي المتوفى (456 ه)، أما مذهبه العقدي فإن ابن حزم لم يكن له مذهب عقدي متميز سار عليه في جميع أبواب الاعتقاد، بل نجده مضطربا اضطرابا شديدا في مختلف المسائل العقدية، فنجده مثلا يوافق المتكلمين في طريقة إثباتهم لوجود الله بطريق الحدوث، لكنه زاد عليهم في الاستدلال بالآثار الدالة في المخلوقات على وجود الصانع وهو أحد أدلة أهل السنة.
ونجده يستعمل العديد من مصطلحات المتكلمين المجملة ، كنفي الجسمية والعرضية والزمانية والمكانية والحركة، مع أن الصواب في ذلك هو عدم النفي المطلق بل التفصيل في هذه المسائل.
ويوافق المعتزلة في إثبات الأسماء لله عز وجل مجردة عن المعاني المتعلقة بها، ومن غير أ ن تشتق منها الصفات، بل يعتبرها أنها أعلام محضة لا معنى لها.
والصفات التي يثبتها ابن حزم يرجعها إلى الذات كما هو مذهب طوائف من المتكلمين في هذه المسألة، ونجده أيضا يؤول العديد من الصفات كالصورة، والأصابع، والساق، والاستواء، والنزول، وغيرها.
__________
(1) المصدر السابق ص 175، 177 -178.
(2) المصدر السابق ص 173.
(3) المصدر السابق ص 114 وما بعدها.
(4) انظر حول هذه النقاط كتاب الشهرستاني ومنهجه في كتابه الملل والنحل ص 265-269 بتصرف.
(/ 28)
في حين نجده يوافق أهل السنة في جملة مسائل منها، مسألة الرؤية في الآخرة، والقرآن، وأنه كلام الله، وغالب مباحث أفعال الله تعالى، في باب القضاء والقدر.
في حين يوافق الأشاعرة في عدم تعليل أفعال الله تعالى خلافا لأهل السنة والجماعة (1) .
هذه بعض المسائل التي تبين اضطراب ابن حزم في منهجه العقدي مما يتعذر معه نسبته لطائفة معينة.
ب - منهج ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء النحل
اتسم منهج ابن حزم في كتابه الفصل بعدة سمات من أبرزها ما يلي:
1-شمل كتاب الفصل الحديث عن الفرق الإسلامية والملل الأخرى من مختلف الأديان، وركز ابن حزم حديثه عن أهل الكتاب، وأولاهم اهتماما كبيرا حتى استغرق ذلك جزءا كبيرا من الكتاب، بينما حديثه عن الفرق الإسلامية كان مختصرا ويسيرا.
2-لم يعتمد ابن حزم في كتابه على حديث الافتراق، بل ضعفه وأبطله وأنكر صحته (2).
3-جعل ابن حزم أصول الفرق خمسة وهي: "المعتزلة، والمرجئة، والشيعة، والخوارج، وأهل السنة" (3)
4-سلك ابن حزم في طريقة عرضه لآراء الفرق الطريقتين المتبعتين في ذلك، وهما : إما جعل المسائل أصولا ثم ذكر من قال بها من مختلف الطوائف، وهي التي استخدمها أكثر، وإما جعل أصحاب المقالات وزعماء الفرق أصولا، ثم ذكر قولهم في كل مسألة
5-سلك ابن حزم في كتابه منهج التقرير والنقد لمختلف الآراء، ولم يكتفي بمجرد العرض الموضوعي لها، بل لم يدخر جهدا في إبطال ونقد كل مذهب ومقالة عرضها تخالف ما يعتقده، وقد كان في نقده ومناقشته لتلك الآراء عنيفا، شديدا في عباراته وألفاظه، قويا في رده، خاصة في مناقشته لأهل الكتاب فيما تضمنه كتابهم المقدس بزعمهم حيث نقده نقدا شديدا ، وبين تحريفه.
__________
(1) انظر حول الآراء العقدية لابن حزم كتاب ابن حزم وموقفه من الإلهيات للدكتور أحمد بن ناصر الحمد.
(2) الفصل في الملل والأهواء والنحل 3/138 ط / دار الجيل.
(3) المصدر السابق 2/88 .
(/ 29)
ومع قسوته وعنفه إلا أنه كان موضوعيا، وكان نقده علميا لا عاطفيا حماسيا.
6-جاء كتاب ابن حزم مضطربا في ترتيبه غير منظم، وقد أصاب السبكي في ذلك عندما قال: "وكتاب الملل والنحل للشهرستاني هو عندي خير كتاب صنف في هذا الباب، مصنف ابن حزم وإن كان أبسط منه، إلا أنه مبدد ليس له نظام ... "(1).
وقد علل أصحاب دائرة المعارف الإسلامية وجود هذا الاضطراب في كتاب ابن حزم بقولهم: "إن الترتيب المنطقي لهذا الكتاب الفصل مضطرب إلى حد ما بسبب إدماج رسائل مستقلة فيه ... "(2) (3).
رابعا: كتاب الملل والنحل للشهرستاني "ت 548"
ا - عقيدته: هو محمد بن عبد الكريم بن أحمد الشهرستاني المتوفى سنة 548 ه (4)، وكان الشهرستاني أشعري المعتقد ويدل لذلك عدة أمور منها:
1-إجماع المترجمين له على نسبته إلى المذهب الأشعري في المعتقد، ولم يخالف في ذلك أحد (5)
__________
(1) طبقات الشافعية للسبكي 3/78
. (2) دائرة المعارف الإسلامية 1/254
(3) انظر حول هذه النقاط كتاب الشهرستاني ومنهجه في كتابه الملل والنحل ص 269-273 بتصرف.
(4) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 20/286، طبقات الشافعية للسبكي 4/78، وفيات الأعيان 4/273، الوافي بالوفيات للصفدي 3/278، المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 3/27، تاريخ ابن الوردي 2/86 وغيرها.
(5) انظر المشترك وضعا والمفترق صقعا لياقوت الحموي ص 279، ووفيات الأعيان لابن خلكان 4/274 ، الوافي بالوفيات للصفدي 3/278، المختصر في أخبار البشر لأبي الفداء 3/27، تاريخ ابن الوردي 2/86.
(/ 30)
2-دلالة العديد من كتبه على انتسابه إلى المذهب الأشعري في المعتقد، مثل كتابه الملل والنحل الذي قرر فيه أن المذهب الأشعري هو مذهب أهل السنة والجماعة، وتصريحه في كتابه نهاية الإقدام حين يعرض آراء المذهب الأشعري بقوله: "نقول، قلنا، قولنا، قول الحق "(1)، وغير ذلك؛ بخلاف عرض آراء المذاهب المخالفة، حيث يصدرها بقوله:" قالوا، يقولون، قولهم، حققوه "(2)، وغير ذلك
فكاتبه هذا في جملته تقرير للمذهب الأشعري بأدلته وحججه ومناقشة الآراء المخالفة والرد عليها (3 ).
ومن الأمور التي اشتهرت في حق الشهرستاني اتهامه بالميل إلى الفلاسفة الباطنية، ومن العلماء الذين وجهوا له هذا الاتهام ابن أرسلان الخوارزمي (4)، وعلي بن أبي القاسم البيهقي (5)، والسمعاني (6)، والذهبي (7).
وقد دافع عنه آخرون وحاولوا تبرئته من هذه التهمة منهم السبكي (8)، وابن حجر العسقلاني (9)، والدكتورة سهير محمد مختار (10).
__________
(1) انظر نهاية الإقدام ص 282، 284، 292، 311، 387، 399، وغيرها من المواضع.
(2) انظر المصدر السابق ص 281، 305، 405، 408، 409، وغيرها من المواضع.
(3) انظر لمزيد من التفصيل في مذهبه العقدي "الشهرستاني وكتابه الملل والنحل ص 90-117.
(4) انظر معجم البلدان 3 / 377، وسير أعلام النبلاء 20/288، ولسان الميزان 5/263.
(5) انظر تاريخ حكماء الإسلام ص 142.
(6) انظر التحبير في المعجم الكبير 2/161، وسير أعلام النبلاء 20/287.
(7) انظر العبر في خبر من غبر 03/07.
(8) انظر طبقات الشافعية 4/79.
(9) انظر لسان الميزان 5/264.
(10) انظر الشهرستاني وآراؤه الكلامية والفلسفية ص 362.
(/ 31)
وقد حقق القول في هذه المسألة شيخ الإسلام ابن تيمية وبين رأيه في هذه التهمة قائلا: "أما قوله (يعني بذلك ابن مطهر الحلي) إن الشهرستاني من أشد المتعصبين على الإمامية، فليس كذلك بل يميل كثيرا إلى أشياء من أمورهم، بل يذكر أحيانا أشياء من كلام الإسماعيلية الباطنية منهم ويوجهه؛ ولذا اتهمه الناس بالإسماعيلية، وإن لم يكن الأمر كذلك، وقد ذكر من اتهمه شواهد من كلامه وسيرته، وقد يقال: هو من الشيعة بوجه، ومع أصحاب الأشعري بوجه ... وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة إما بباطنه وإما مداهنة لهم ... "(1).
ومما يؤكد ذلك أن الشهرستاني صنف في ذكر فضائح الباطنية (2)، وفي الرد على ابن سينا الفيلسوف الإسماعيلي، يقول ابن القيم: "وصارع محمد الشهرستاني ابن سينا في كتاب سماه (المصارعة) أبطل فيه قوله بقدم العالم، وإنكار المعاد، ونفي علم الرب تعالى وقدرته وخلقه العالم "(3).
وإن كان للشهرستاني بعض الردود على مطاعن الشيعة في الصحابة (4)، ووصفهم بالحيرة والضياع (5)، إلا أن ميله للتشيع أمر مؤكد في حقه كما قال شيخ الإسلام عنه: "وبالجملة فالشهرستاني يظهر الميل إلى الشيعة إما بباطنه وإما مداهنة لهم، فإن هذا الكتاب الملل والنحل صنفه لرئيس من رؤسائهم، وكانت له ولاية ديوانية، وكان الشهرستاني مقصود في استعطافه له، وكذلك صنف له كتاب المصارعة ..." (6 ).
وربما كان هذا التذبذب محاولة منه لإرضاء الطرفين، أهل السنة والشيعة، والله أعلم.
ب - منهج الشهرستاني في كتابه الملل والنحل
__________
(1) منهاج السنة 6 / 305-307
. (2) درء تعارض العقل والنقل 5/8
(3 ) إغاثة اللهفان 2/381، وانظر مقدمة الشهرستاني لكتابه مصارعة الفلاسفة ص 16، ونهاية الإقدام ص 5، 23.
(4) انظر الملل والنحل 1 / 164-165.
(5) المصدر السابق 1/172، 1/93.
(6 ) منهاج السنة 6/306، وانظر اعتراف الشهرستاني بذلك في مصارعة الفلاسفة ص 14.
(/ 32)
تتمثل أبرز سمات المنهج الذي سار عليه الشهرستاني في كتابه الملل والنحل في النقاط التالية:
1-جمعه بين الحديث عن الفرق الإسلامية وملل ومذاهب أخرى، فكتابه أشبه بالموسوعة المختصرة في الأديان والمذاهب والفرق المختلفة
2-اعتماده حديث الافتراق، حيث بني تقسيمه للفرق على ضوئه، وتكلف في حصر الفرق وتحديدها ليطابق العدد المذكور في ذلك الحديث.
3-اشترط الشهرستاني في أول كتابه بأن يسلك المنهج الموضوعي في العرض دون التعقيب أو النقد أو الرد (1)، إلا أنه لم يلتزم بهذا الشرط بل كانت له بعض التعقيبات والمداخلات أثناء حديثه عن بعض الفرق والطوائف.
4-اقتصر في عرض آراء ومقالات الفرق على طريقة جعل أصحاب المقالات وزعماء الفرق أصولا، ثم إيراد تحت كل منهم آراءه في مسألة مسألة، وعلل ذلك بأنه أضبط للأقسام وأليق ببيان الحساب (2).
5-حصر المؤلف أصول الفرق في أربع فرق كبار هي: "القدرية، الصفاتية، الخوارج، الشيعة" (3)
6-عدم الدقة في النقل وقلة العلم بمقالات بعض الفرق، كما قال ذلك عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في معرض المقارنة بين كتابه وكتاب المقالات للأشعري الذي وصفه بضد ذلك فقال : "... والشهرستاني قد نقل في غير موضع أقوالا ضعيفة، يعرفها من يعرف مقالات الناس، مع أن كتابه أجمع من أكثر الكتب المصنفة في المقالات وأجود نقلا، ولكن هذا الباب وقع فيه ما وقع. ولهذا لما كان خبيرا بقول الأشعرية وقول ابن سينا ونحوه من الفلاسفة، كان أجود ما نقله قول هاتين الطائفتين. وأما الصحابة والتابعون وأئمة السنة والحديث، فلا هو وأمثاله يعرفون أقوالهم، بل ولا سمعوها على وجهها بنقل أهل العلم لها بالأسانيد المعروفة، وإنما سمعوا جملا تشتمل على حق وباطل "(4).
__________
(1) الملل والنحل 1/11.
(2) المصدر السابق 1 / 10-11.
(3) المصدر السابق 1/10.
(4) منهاج السنة 6/304 305
(/ 33)
ولعل هذا الخلل وقع منه بسبب مصادره في النقل حيث صرح شيخ الإسلام بأن أكثر مصادره هي كتب المعتزلة وقلة خبرته بالحديث وآثار السلف، فقال: "والشهرستاني أكثر ما ينقله من المقالات من كتب المعتزلة ..." (1).
وقال أيضا: "والشهرستاني لا خبرة له بالحديث وآثار الصحابة والتابعين، ولهذا نقل في كتابه هذا ما ينقله من اختلاف غير المسلمين واختلاف المسلمين، ولم ينقل مع هذا مذهب الصحابة والتابعين وأئمة المسلمين في الأصول الكبار، لأنه لم يكن يعرف هذا هو وأمثاله من أهل الكلام، وإنما ينقلون ما يجدونه في كتب المقالات، وتلك فيها أكاذيب كثيرة من جنس مافي التوريخ "(2).
7-تضمن منهج الشهرستاني في كتابه العناية بالأسماء والمصطلحات، فلا يكاد يذكر فرقة في حديثه إلا يسميها، بل قد يذكر أكثر من اسم لها إن وجد، ويعزو الآراء إلى قائليها، سواء كانوا فرقة أو أفرادا.
8-تميز كتاب الشهرستاني عن غيره من المصنفات في المقالات بحسن التنظيم، وجودة الترتيب للفرق وآرائهم.
9-تميز منهجه العام في العرض بالإيجاز والاختصار.
10-قدم لكتابه قبل الخوض في آراء الفرق بمقدمات ضمنها ذكر الخلافات الواقعة في أول الأمة، وتوسع في ذلك، وبين كيف وقع الافتراق، وأشار إلى فرق الأمة إجمالا، حتى كأنما أجمل كتابه في تلك المقدمات (3).
الخاتمة
اهميه التأليف في علم المقالات استقلالا.
لاتزال الحاجة ماسة إلى تخليص مادة هذا العلم مما أصابها من تشويه وقلب للحقائق بسبب ما حوته أكثر كتب هذا الفن ذيوعا وانتشارا، ولذلك أود أن ألفت النظر إلى ضرورة إعادة صياغة هذا العلم وذلك لوجود عدة ثغرات هي بحاجة إلى معالجة ألخصها من خلال عدة وقفات على النحو التالي:
__________
(1) منهاج السنة 6/307
(2) منهاج السنة 6/319 320
(3) انظر حول هذه النقاط كتاب الشهرستاني ومنهجه في كتابه الملل والنحل ص 253-273، بتصرف.
(/ 34)
الوقفة الأولى: علم ​​مقالات الفرق يعنى كما هو معلوم بالمقالة وقائلها، ولكل جانب من هذين الجانبين أهميته؛ وارتباطه مع الجانب الأخر، ولكن مع ارتباط الجانبين في بعض النواحي إلا آن لكل واحد منهما من جانب الخصوصية والاستقلالية
ومن المعلوم آن المقاله قد تشترك فيها أكثر من فرقة، والفرقة قد تكون لها أكثر من مقالة، وغالبا ماتندثر بعض الفرق ولكن مع ذلك تبقى أفكارها فتتلقفها فرق أخرى بمسميات جديدة، كما هو مشاهد في عصرنا الحاضر، فبعض أفكار المعتزلة والخوارج ومقالاتهم تنادي بها اليوم بعض الطوائف والجماعات المعاصرة التي قد لا ترتبط بتلك الفرق إلا من جهة تبنيها لبعض أفكارها، وبطبيعة الحال لا يمكن أن تنسب إلى تلك الفرق انتسابا مطلقا لأنها قد لا تتفق معها في سائر أفكارها الأخرى، فلكي تنسب جماعة أو طائفة إلى المعتزلة على سبيل المثال فلا بد أن تكون مقرة بالأصول الخمسة المعروفة عندهم وهي (التوحيد، والعدل، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والوعد والوعيد)
وقد جرت العادة - في الغالب الأعم - أن تدرس الفرقة ثم يتم التعرف على بعض مقالاتها التي اشتهرت بها الأمر الذي يجعل الدارس يربط المقالة بالفرقة التي قالت بها، مما يصرف الذهن عن التنبه إلى كون تلك المقالة قد يكون هناك من تبناها من الفرق الأخرى، أو أنها قد تظهر في فترات زمنية لاحقة تحت مسميات جديدة غير التي كانت تعرف بها سابقا في كتب الفرق المتقدمة، ومثل هذا اللبس يقع فيه بعض الدارسين مما يجعلهم يخلطون بين تلك الحقائق ولا يميزون بينها مما يؤثر سلبا على الهدف الأسمى الذي بسببه أدرج هذا الفن في علم العقيدة، وخص بالبحث والدراسة.
(/ 35)
ثم إنه مع تباعد الأزمنة وانقراض بعض الفرق، وبقاء أكثر مقالاتهم التي أحدثوها حتى زمننا هذا ووجود مسميات جديدة تحمل تلك الأفكار السابقة، فإني أرى الحاجة ماسة إلى دراسة المقالات بنوع من الاستقلالية عن الفرق التي تبنتها قديما، حتى يسهل رصد تلك المقالات وتتبعها جذورا وفروعا.
ولا شك أن أهل الاختصاص يدركون أن الغاية من دراسة علم الفرق هو معرفة المقالات المخالفة مع ما يستدعيه ذلك من التعرف على بعض الجوانب التاريخية ذات العلاقة بالفرق التي تبنت تلك المقالات وما تفرع عنها، فالمقالة تأتي في المقام الأول فهي بيت القصيد، وقطب رحى علم الفرق ،.
ولكن مع هذه الدعوة لابد من التنبيه على ضرورة المحافظة على الروابط القائمة بين الجانبين وذلك للارتباط الوثيق بينهما، ولا يعني كلامي السابق أنني أدعو إلى الفصل الكلي بين الجانبين، أو أنني أنتقد المنهج الأخر المعتمد على وضع الرجال وأصحاب المقالات أصولا ثم إيراد مذاهبهم في المسائل مسأله مسأله فلهذا المنهج فوائده وخصائصه.ولكن مقصودي هو ضرورة إيجاد التوازن بين الجانبين وان يعطي كل جانب حقه من العناية والاهتمام والدراسة والبحث وذلك للمبررات السابق ذكرها
الوقفة الثانية: إن عناية كتب الفرق تنصب - في الغالب الأعم - على النقل المجرد للمقالات دون الدخول في تفاصيلها، فلا تتعرض إلى جذورها وشبهها ومسائلها والردود عليها أو الانتصار لها، فتبقى دراسة هذه الجوانب قاصرة ومحدودة الجانب ولا يمكن استيفاؤها من هذا الوجه.
وهذا الجانب له أهميته عند دراسة هذا العلم فكثير من المقالات هي في حقيقتها دخيلة على هذه الأمة، إذ هي دسيسة من دسائس أعداء هذا الدين من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم، فالبحث في جذور هذه المقالات ومعرفة أصولها يعين على معرفة طرق أهل الباطل وكشف أساليبهم، ويمكن من صدهم وفضح باطلهم وهذا الجانب لا توليه كتب الفرق الاهتمام اللازم
(/ 36)
فمثل هذا الحال يستدعي آن تدرس المقالات بنوع من الاستقلالية عن دراستها من خلال، ارتباطها بدراسة فرقة بعينها كمآ هو الحاصل في دراسة مادة الفرق اليوم 

الوقفة الثالثة: يدرك المتخصص في هذا الفن أن غالب من ألف في هذا الباب ليسوا من أهل السنة، وإنما هم من المعتزلة أو الرافضة أو الأ شاعرة، ولذلك فإن مشاهير الكتب المؤلفة في علم الفرق لا تعبر عن مذهب أهل السنة والجماعة، وليس لدى أصحابها الدراية اللازمة بعقيدة أهل السنة والجماعة، وفي اعتقادي أن عزوف كبار علماء أهل السنة عن التأليف بمثل هذه الطريقة التي سار عليها أصحاب تلك المؤلفات له ما يبرره، فالعبرة في المقام الأول للأقوال لا لقائليها ولذلك كثرت مؤلفاتهم في المسائل والردود وقلت في باب الفرق، بل انتقدوا منهج وطريقة تلك المؤلفات، وفي هذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله: "وقد تدبرت كتب الاختلاف التي يذكر فيها مقالات الناس إما نقلا مجردا، مثل كتاب "المقالات" لأبي الحسن الأشعري، وكتاب "الملل والنحل" للشهرستاني، ولأبي عيسى الوراق، أو مع الانتصار لبعض الأقوال، كسائر ما صنفه أهل الكلام على اختلاف طبقاتهم - فرأيت عامة الاختلاف الذي فيها من الاختلاف المذموم.أما الحق الذي بعث الله به رسوله، وأنزل به كتابه، وكان عليه سلف الأمة - فلا يوجد فيها في جميع مسائل الاختلاف، بل يذكر أحدهم في المسألة عدة أقوال، والقول الذي جاء به الكتاب والسنة لا يذكرونه، وليس ذلك لأنهم يعرفونه ولا يذكرونه، بل لا يعرفونه. ولهذا كان السلف والأئمة يذمون هذا الكلام؛ ولهذا يوجد الحاذق منهم المنصف الذي غرضه الحق في آخر عمره يصرح بالحيرة والشك، إذ لم يجد في الاختلافات التي نظر فيها وناظر ما هو حق محض؛ وكثير منهم يترك الجميع ويرجع إلى دين العامة الذي عليه العجائز والأعراب) (1) __________ (1) منهاج السنة 5/268 269(/ 37)الوقفة الرابعة: أن المقالات تتفاوت في الكم والكيف، فهناك مقالات كبيرة تندرج تحتها جملة من الأقوال وتتشعب عنها أنواع من الأراء والأفكار والمسائل، ومثل هذه المقالات بحاجة إلى دراسة مستقلة توضح تلك الجوانب وتشرح تلك الأفكار والأراء، وتبين نوع العلاقة وأوجه الخلاف وحجج كل قول ومن قال به.ومن ثم يذكر من تبنى تلك المقالات وقال بها. الوقفة الخامسة: لما كان البحث عن معلومات هذا الفن إنما يتأتى غالبا من أحد طريقين هما: أولا: النظر في الكتب المؤلفة في علم الفرق. وثانيا: الرجوع إلى الكتب المؤلفة في مسائل الاعتقاد . والطريق الأول أسهل بكثير من الطريق الثاني، وذلك نظرا لكون كتب الاعتقاد ليس لها نمط موحد في ترتيب الأبواب والمسائل، فيندر أن تجد كتابين يتفقان في ترتيب المسائل وطريقة سردها، ولذلك فإن من الصعوبة بمكان البحث عن معلومة تتعلق بمسألة أو مقالة معينة في تلك الكتب ، مع كون تلك الكتب تحتوي على مادة كبيرة في موضوع علم المقالات، وبالأخص كتب أهل السنة، الأمر الذي يستدعي في نظري أن تجرد تلك المادة الضخمة وتجمع ليسهل الاستفادة منها والرجوع إليها، وهذا متيسر بإذن الله لو أن هذا العلم أفرد بالتصنيف والتأليف بصورة مستقلة. وفي الحقيقة لا تزال مادة علم المقالات إلى يومنا هذا موزعة ومشتتة بين عدة علوم، فهناك كتب علم الفرق، وكتب علم العقيدة، وكتب علوم التأريخ والرجال، وغيرها من كتب الفنون، وتحتوي كتب التراجم والسير وتأريخ الرجال من كتب أهل السنة، على مادة جيدة في هذا المجال، ومن ذلك على سبيل المثال مؤلفات الذهبي، وهذه المادة هي كذلك بحاجة إلى جمع وإخراج ودراسة، لتعطي إضافة مهمة في هذا الجانب ولعل فيمآ كتبته في هذا البحث دافعا لإحياء لهذا الجانب وحافزا لمزيد من الكتابات ألتي تثري هذا المجال الذى هو بأمس الحاجه إلي أقلام الدارسين، والله الموفق.(/ 38)ملاحظات على أفكار صوفية د. لطف الله بن عبد العظيم خوجه (*) (1) لماذا يفرض الصوفية طاعة الشيخ !!؟ أكثر أرباب التصوف الإشادة بشأن الشيخ ووجوب اقتداء المريد به: - فهذا أبو عبدالرحمن السلمي يقول: "من لم يتأدب بشيخ فهو بطال، ومن لم يلحقه نظر شيخ وشفقته لايجيء منه شيء "(1). - وقال القشيري: "من لم يكن له أستاذ لم يفلح أبدا هذا أبو يزيد يقول: من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان" (2). - وقال ذو النون المصري: "طاعة مريد شيخه ، فوق طاعته ربه "(3). وسبب هذه النظرة: أن الشيخ في نظر المتصوفة هو الواسطة بين الله والمريدين، وهو أمين الإلهام كما أن جبريل أمين الوحي، يقول السهروردي: "كلام الشيخ بالحق من الحق، فالشيخ للمريدين أمين الإلهام، كما أن جبريل أمين الوحي "(4). بهذه الأفكار عزز الصوفية مكانة الشيخ في حياة المريد، فصار له كالقارب في البحر، يحمله في سفره، فلا بد له من الاعتناء بأمره وأحواله وعدم مخالفته أبدا ولو بقلبه، قال القشيري: - "ومن شرطه أن لا يكون له بقلبه اعتراض على شيخه ... ثم يجب حفظ سره حتى زره إلا عن شيخه، ولو كتم نفسا من أنفاسه عن شيخه فقد خانه في حق صحبته، ولو وقعت له مخالفة فيما أشار عليه شيخه، فيجب أن يقر بذلك بين يديه في الوقت، ثم يستسلم لما يحكم به عليه شيخه عقوبة له على جنايته ومخالفته، إما بسفر يكلفه أو أمر يراه "(5).(/ 2)وقد كتب عبدالوهاب الشعراني كتابه "الأنوار القدسية في معرفة قواعد الصوفية" وعامته في أدب المريد مع شيخه، فيلازمه، ويصبر عليه، ويحبه، ويسلم له حاله، ولا يعترض عليه، ولا يتزوج إلا بإذنه، ولا يكتمه شيئا، ويريه فقره إليه، ولا يقول له: لا . يرضى بكل اختياره، ويتعاهد عياله، ولا يمد رجله تجاه شيخه، وغير ذلك . وبذلك جعلوا المريد بين يدي شيخه كالميت بين يدي مغسله، وألزموه بلبس معين، ومشية معينة، وشيخ معين، وطريقة معينه إن في هذا التبجيل الكبير للشيخ سرا قد لا يعرفه الكثير، أشار إليه الجيلي، حين ذكر أن الإنسان الكامل، وهو محمد صلى الله عليه وسلم يظهر في صورة الأولياء، في كل زمان ومكان، وعلى ذلك فإن المريد يتعامل في حقيقة الأمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أو الإنسان الكامل، الذي هو، في نظرهم، من نور الله ومحل نظر الله تعالى، ومنه خلق العالم، وهو أول موجود، فلذا كان من الواجب أن يوقره وينزل طاعته منزلة طاعة الله، يقول الجيلي: "وسر هذا الأمر تمكنه صلى الله عليه وسلم من التصور بكل صورة، فالأديب إذا رآه في الصور المحمدية التي كان عليها في حياته فإنه يسميه باسمه، وإذا رآه في صورة ما من الصور وعلم أنه محمد، فلا يسميه إلا باسم تلك الصورة، ثم لا يوقع الاسم إلا على الحقيقة المحمدية، ألا تراه صلى الله عليه وسلم لما ظهر في صورة الشبلي رضي الله عنه، قال الشبلي لتلميذه: أشهد أني رسول الله، وكان التلميذ صاحب كشف فعرفه، فقال: أشهد أنك رسول الله ... فإذا كشف لك عن الحقيقة المحمدية أنها متجلية في صورة من صورة الآدميين، فيلزمك إيقاع اسم تلك الصورة على الحقيقة المحمدية، ويجب عليك أن تتأدب مع صاحب تلك الصورة تأدبك مع محمد صلى الله عليه وسلم ، لما أعطاك الكشف شأن محمد صلى الله عليه وسلم متصورة بتلك الصورة، فلا يجوز لك بعد شهود محمد صلى الله عليه وسلم فيها أن تعاملها بما كنت تعاملها به من قبل ...(/ 3)وقد جرت سنته صلى الله عليه وسلم أنه لايزال يتصور في كل زمان بصورة أكملهم، ليعلي شأنهم ويقيم ميلانهم، فهم خلفاؤه في الظاهر وهو في الباطن حقيقتهم "(6). فالشيخ إذن في مقام رسول الله أو في مقام الإنسان الكامل والموجود الأول، الذي يمتاز بألوهية المعدن والمنشأ والمعاد، ولذا فإنه يستحق الطاعة المطلقة كطاعة الله تعالى. (2) ما هو ابن عربي؟! يكثر المتصوفة من الاعتذار لابن عربي، مع ما جاء عنه من قول بالحلول والاتحاد والوحدة، لأجل: - الإبقاء عليه ضمن دائرة التصوف؛ فهو يمثل عمق التصوف وحقيقته، ومشكلته عندهم: أنه أفصح بوضوح عن الفكرة الصوفية، كما هي؛ وبذلك أحرج المتصوفة: - فبراءتهم منه يعني إبطال حقيقة التصوف، القائم على الحلول والاتحاد والوحدة وهذا يحرجهم مع الفكرة، ومع أنفسهم - وقبولهم به يعني الاعتراف بأن فكره هو التصوف الحقيقي وهذا يحرجهم مع غير المتصوفة، فلا يستطيعون ترويج الفكرة، ولا الذب عن أنفسهم. ما وجدوا من هذا الحرج مخرجا إلا أن يقولوا: - أن كلامه دقيق، لا يفهمه أحد من خارج التصوف، بل فهمه يحتاج إلى شروط صوفية، وهو أن يرتقي السالك في المنازل والمعارج، حتى يصل إلى مرتبة يصح له فيها فهم الكلام الصوفي. وهكذا تخلصوا، ولو ظاهريا، من إلزامهم بالفكرة الحلولية، بدعواهم دقة كلام ابن عربي، واحتفظوا في الوقت نفسه بالصلة بينهم وبين هذه الفكرة، بتعظيم ابن عربي وكلماته. هذه الطريقة المترددة بين وجهين من الكلام، هي طريقة ابن عربي نفسه، فمرة يقول الكلام، ثم يكر عليه ليأتي بضده، وهو بذلك سهل لأتباعه التزام العذر له ... سئل مرة عما يعنيه بقوله: يا من يراني ولا أراه **** كم ذا اراه ولا يراني يشير بذلك إلي مذهبه في حده الوجود، وأنه يرى الحق متجليا في صور أعيان الممكنات، ولا يراه الحق؛ لأنه هو المتجلي في صورته، فأجاب من فوره: يا من يراني مجرما **** ولا أراه آخذا(/ 4)كم ذا أره منعما **** ولا يراني لائذا (7). يقول محقق كتاب الفصوص أبو العلا عفيفي، وهو تلميذ المستشرق الإنجليزي نيكلسون: "يغلب على ظني أنه يعتمد تعقيد البسيط وإخفاء الظاهر لأغراض في نفسه، فعباراته تحتمل في أغلب الأحيان معنيين على الأقل: - أحدهما ظاهر، وهو ما يشير به ظاهر الشرع. - والثاني باطن، وهو ما يشير به إلى مذهبه. ولو أن من يعمق النظر في معانيه ويدرك مراميه، لا يسعه إلا القول بأن الناحية الثانية هي الهدف الذي يرمي إليه، أما ما يذكره مما له صلة بظاهر الشرع، فإنما يقدمه إرضاء لأهل الظاهر من الفقهاء، الذين يخشى أن يتهموه بالخروج والمروق "(8). وكل من تعمق في مذهبه، وقرأ له زمنا، وكان منصفا، مبتغيا الحق، لم يجد عذرا صحيحا يحسن به مذهبه، إلا أن يكون على عقيدته، فيلبس كتلبيسه. غير أنه قد يرد ذلك إلى مرض غلب عليه، اختل به مزاجه، فصدر منه ما صدر، فقد نقل ملا علي القارئ عن الجزري قوله: "وأحسن ما عندي في أمر هذا الرجل أنه لما ارتاض غلبت عليه السوداء ، فقال ما قال، فلهذا اختلف كلامه اختلافا كثيرا، وتناقض تناقضا ظاهرا، فيقول اليوم شيئا، وغدا بخلافه "(9). **** إذا كان الأمر كذلك، فالاعتذار عنه بادعاء أن كلامه دقيق، لا يفهمه كل أحد: غير مقبول. وكذلك القول بأنه مدسوس عليه، دع عنك القول ببطلان نسبة كتبه إليه: الفصوص، والفتوحات. مردود غير مقبول للأسباب التالية: 1- أن أصل فكرته: التجلي الإلهي في صور الكائنات. وهي نفس فكرة الحلول والاتحاد والوحدة، تملؤ كتبه، فإنك تجدها في كل صفحة، وفصل، وباب. وفي مثل هذا الحال يتعذر قبول دعوى أنها مدسوسة، فالمدسوس لا يغلب. 2- أن المتصوفة المتقدمين قبلوا بهذه الكتب، وشرحوها، كالقاشاني، والنابلسي.(/ 5)3- أن المعتنين بتراث ابن عربي اليوم، الناشرين لها، كالدكتور عثمان يحيى، والدكتور أبو العلا عفيفي، والدكتور سعاد الحكيم، وكل هؤلاء باحثون مدققون، لم يؤثر عنهم إنكار النسبة. **** نبذ من كلام ابن عربي. هذه نبذ من كلام ابن عربي، الذي يزعمون أنه دقيق، يظهر فيه حقيقة مذهبه، فماذا يقول: * "فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل . لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصه فلهذا أحب صلى الله عليه سلم النساء، لكمال شهود الحق فيهن ... فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله، وأعظم الوصلة النكاح، وهو نظير التوجه الإلهي على من خلقه على صورته، ليخلقه فيرى فيه نفسه، فسواه وعدله، ونفخ فيه من روحه الذي هو نفسه، فظاهره خلق وباطنه حق ". وفي الفص الإدريسي في تفسير قوله تعالى: {وخلق منها زوجها} قال تعالى الله عما يقول هذا وأمثاله من الملحدين: "فما نكح سوى نفسه، فمنه الصاحبة والولد والأمر الواحد في العدد" وجاء عبدالغني النابلسي فشرح هذه الكلمة شرحا موافقا لقول ابن عربي فقال: "وفي الحقيقة حضرة إلهية توجهت على حضرة إلهية أخرى من قبيل المغايرة بين الواحد ونفسه إذا كان معلوما" (10). * يقول في ترجمان الأشواق (11): كل ما أذكره من طلل **** او ربوع او مغان كل ما او نساء كاعبات نهد **** طالعات او شموس او دمى صفة قدسية علوية أعلمت **** إن لمثلي قدما وتمثل الحضرة الإلهية في المرأة، تعالى وتقدس، ليست شناعة انفرد بها ابن عربي، بل سبق إليها المتصوفة القدماء، حيث نزلوا أشعار الغزل في الذات الإلهية، وتغزلوا كما يتغزلون بالمرأة، كما قال أبو عبد الله المغربي: لا تدعني إلا بيا عبدها **** فإنها أصدق أسمائي (12). وهي موجودة عند ابن الفارض، والجيلي الذي يقول: وكل كحيل الطرف يقتل صبه * *** بماض كسيف الهند حالا مضارع(/ 6)وكل اسمرار في القوائم كالقنا **** عليه من الشعر الرسيل شرائع وكل مليح بالملاحة قد زها **** وكل جميل بالمحاسن بارع وكل لطيف جل او دق حسنه **** وكل جليل فهو باللطف صادع محاسن من أنشاه ذلك كله *** * فوحد ولا تشرك به فهو واسع (13). والمقام لا يتسع لاستزادة من الأمثلة، لكنها حقائق ثابتة في التصوف. -------------------------- --- (*) عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى. (1) تسعة كتب في أصول التصوف والزهد ص 160. (2) الرسالة للقشيري 2/735. (3) تذكرة الأولياء 1/171، نقلا عن كتاب: في التصوف الإسلامي ص 78. (4) عوارف المعارف للسهروردي 5/265، ملحق بإحياء علوم الدين للغزالي. (5) الرسالة للقشيري 2/736737. (6) الإنسان الكامل للجيلي 2/7475، وانظر: حقيقة الإنسان الكامل ص 411 (7) الفتوحات المكية 2 / 491. (8) مقدمة الفصوص 1/17، 18. (9) الرد على القائلين بوحدة الوجود ص 34. (10) انظر: شرح جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص للنابلسي 1/129 . (11) ص 10 (12) طبقات الصوفية للسلمي ص 245. (13) الإنسان الكامل 1/90. المصدر: الإسلام اليوم أرباب الطريقة منوعات من كلام الأئمة كتب عن الصوفية جولات مع الصوفية شبهات وردود صوتيات عن الصوفية فرق الصوفية شخصيات تحت المجهر العائدون إلي العقيدة الملل النحل الصفحة الرئيسية مواقع اسلامية(/ 7)من أوحال الصوفية الخلوتية إلى طريق الهدى من مكة المكرمة (جلاس) أحد قرى السودان، وبالتحديد سنة 1321 ه، رزق عمر بن عبدالهادي الشايقي ولدا، فشكر الله وسماه (محمد) .. ولما بدأ الطفل يعقل، أدخله في أحد الخلاوي ليحفظ القرآن الكريم، فتم له ذلك، نظرا لهمة الطفل (محمد)، أفاق محمد بواقع مؤلم في هذه القرية، دروشة صوفية خلوتية، قد أنكرها بفطرته وبما علم من كلام ربه، واستنكر بقلبه طقوس البدعة، وما يفعله بعض الجهلة من شركيات ووثنيات وبدع؛ ولكن أين الهدى؟ ! ! وهو لا يعلم من الدنيا إلا هؤلاء الدراويش؟ !! فمنذ ولد وهو بين هؤلاء الخلوتين .. فلما تضايق منهم ومما كان يرى أنكر .. فاستنكر عليه .. فعزم على طلب الحق .. لكن أين؟! .. بدأ يسأل ويتساءل .. حتى رأى بصيص من نور أتى من بعيد، فما أن وجد ضالته إلى وهب مسرعا يحث الخطى إليه .. فعقد العزم على الذهاب إليه .. فأعلن رغبته بالحج وعقد العزم على الهجرة إلى النور .. وفي عام 1337 ه والشاب في سنه السابعة عشر حج بمفرده، فلما انتهى من المناسك، بحث حتى يرتوي من معين كاد يهلك بدونه، فأنقذه الله، ورأى من ذلك البصيص النور، فعكف طالبا للعلم، ثم شد رحله إلى المدينة ليطل العلم على علماء المدينة النبوية، فاستقر بها ولازم الشيخ محمد الطيب الأنصاري رحمه الله ولازمه ملازمة طويلة، ثم عاد إلى مكة المكرمة واستقر بها والتحق بدار الحديث ودرس بها .. وراسل أهل بلده في السودان وناصحهم .. ثم عين مدرسا بها ثم وكيلا لمحمد حمزة الأزهري، ثم مديرا لها، ثم بعد التقاعد مشرفا عليها ..(/ 2)ومن أعماله الجليلة في ميدان العلم تصحيح بعض الكتب منها شرح البيقونية الذي شرحه محمد أمين الأثيوبي، أحد زملائه .. وفي ميدان الدعوة والتعليم فقد لازم التعليم والدعوة منذ التحاقه بدار الحديث بمكة المكرمة، طالبا وداعية ومعلما .. وأنتقل إلى رحمة الله في 10/4 / 1416 ه اسأل الله أن يرفع منزلته في عليين، مع الشهداء والصديقين والنبيين .. وصلى الله على الهادي البشير، والسراج المنير، محمد بن عبدالله علي وعلى آله وصحبه وسلم. كتبه أبو عمر الدوسري (المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة العائدون العائدون إلي العقيدة موقع صحوة الشيعة موقع مهتدون الملل النحل الصفحة الرئيسية مواقع اسلامية(/ 3)من التشيع إلى السنة .. من الضلال إلى أقوال الرسول. المحدث مقبل الوادعي رحم الله الشيخ مقبل .. أسد يزأر في وجه الباطل .. حياة مليئة بالتضحيات .. الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله من مواليد مدينة شيعية باليمن .. يقال لها (صعدة) كان شيعيا زيديا ..- نعم وليس الشيعة إلا الزيدية أما بقية الطوائف ممن ينتسبون للتشيع فهم روافض وحتى فرقة من فرق الزيدية وهم الجارودية في الزيدية يسمونهم رافضة- .. ثم شرح الله صدره للتوحيد فأصبح سنيا سلفيا .. هدى الله على يديه إلى توحيد من ظلمات الشرك آلآف من البشر وعدد من المناطق والقرى والهجر .. كان منشغل بأقوال قال فلان وفلان .. فأصبح ليله ونهاره قال صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .. كان يعيش مع الناس فأصبحت أنفاسه لا تهدأ إلا بتلاوة وتدبر وتعليم أحاديث نبينا محمد عليه السلام .. فسبحان الهادي .. ولأن بيئته شيعية - من جميع الفرق- فقد رموه عن يد واحدة .. وتهجموا عليه حتى بطلق النار والتشابك .. لأن الشيخ (وحد الله) فقالوا أراغب أنت عن آلهتنا؟ !! جرد حسام التوحيد بضياء السنة محتميا بالكتاب والسنة-فهما العاصمان والمعصومان- فأزال لوثة الشرك وبدد ظلام المبتدعة .. وكسر وثن الشرك .. وجرد المسلم للإسلام .. وحسم (الاستغاثة) والشرك بتوحيده جل في علاه .. يطيب لي أن أنقل لكم شيئا من فيض ذكره ومآثره .. إنهم النجوم التي يستضاء بها .. وهذه قصيدة توجز حياة الشيخ رحمه الله .. كتبت في حياته .. شيخ المعالي حمدا لمن بالحسن قد حلاكا "" "" "" "" وجليل حكمته فقد أعطاكا(/ 2)حللا من الأخلاق حليتم بها "" "" "" "" نعم المكارم ربنا أهداكا ورعاك ربي في ظلام دامس "" "" "" "" اذ كنت طفلا يوم آن رباكا وحملت اسم أبيك في يوم مضى "" "" "" "" اذ كنت مقبل العلوم عداكا ونشأت في وكر التشيع فتره "" "" "" "" ما كنت تدري والإله رعاكا وفررت بالدين الحنيف مهاجرا "" "" "" "" ورموك بالآفات يا حاشاكا ورجعت من سفر فنلت معاليا "" "" "" "" وعدوت في لهف لنيل مناكا حذرت من شرك ومن بدع بدت "" "" "" "" ودعوت للتوحيد لا لهواكا أرأيت اذ كنت الوحيد بداره "" "" "" "" فردا أعز الله من واساكا فشرعت في تعليم طلاب أتوا "" "" "" "" نفر قليل في فسيح رباكا فتكالب الأعداء في خبث لكم "" "" "" "" فدعوت ربك فاستجاب دعاكا في مسجد الهادي قمت مناصحا "" "" "" "" فرأيت أوغادا تريد عراكا حتى رآك من اللئام حقيرهم "" "" "" "" مضى إليكم لا يريد فكاكا وتفرق الجمع الغفير طرائقا "" "" "" "" ما بين مبغضكم ومن زكاكا نجاك ربي من خبيث فعالهم "" "" "" "" أبي الرحيم بإن تراق دماكا وتقلد الشيعي أخبث حلة "" "" "" "" اذ كان ينشر في الطريق شباكا قطعت شباك العنكبوت ومزقت "" "" "" "" بقذائف التوحيد نال هلاكا مات التشيع فالإله أماته "" "" "" "" وبفضل شيخي لا يطيق حراكا نصر الإله خطاك يا شيخ الهدى "" "" "" "" اذ كنت تنصر في الورى مولاكا فأذقت فاسقهم كؤوس مرارة "" "" "" "" وتحشرجت من مرهن عداكا فرق تهاوت تحت ظل قلاعكم "" "" "" "" أخرى تهاب الليل من ذكراكا نظروا إلي وقع السهام فهالهم "" "" "" "" شاب الحليم وذل من رؤياكا واستسلم الفظ الغليظ لسنة "" "" "" "" ومن ابتدى في غية ورماكا ترجمة مقبل بن هادي الوادعي أبي عبد الرحمن مقبل بن هادي من الوادعي(/ 3)إلى أخيه في الله الشيخ العلامة، والمؤرخ الفهامة، الحبيب الكريم المفضال، محمد بن علي الأكوع حفظه الله. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد التحية: فمرحبا بك وبرسالتك العزيزة، ولقد طلب مني والله هذا المطلب غير واحد، وأماطلهم، وأعتذر لكثرة شواغلي، وأيضا لا أحب نشر ذلك، ولكن الشيخ محمد ذلك الذي محادثته أحلى من العسل، له مودة في قلبي، لا أستطيع أن أعصي له أمرا. فأنا من وادعة التي هي شرق صعدة من وادي دماج، وقد وصفتم - حفظكم الله - وادي دماج في بعض تعليقاتكم أظنه على "صفة جزيرة العرب" وبساتينه وأشجاره وخضرته بما فيه كفاية، ولعل الله ييسر لكم زيارة طلبة العلم بدماج وترون إن شاء الله ما يسركم. وأنا مقبل بن هادي بن مقبل بن قائدة () الهمداني الوادعي الخلالي، من قبيلة آل راشد. وشيباتنا يقولون: إن وادعة من بكيل، وأنتم حفظكم الله أعرف بالأنساب مني ومنهم، لأن هذا فنكم الذي لا ينافسكم منافس فيه من المعاصرين. قبيلة وادعة: وادعة في بلاد شتى من البلاد اليمنية، وأكبرها فيما أعلم الساكنون بلواء صعدة، فهم يسكنون بدماج شرقي صعدة ، وبصحوة في أعلى دماج تحت جبل براش. وبالدرب، وآل حجاج، والطلول بين شرقي صعدة وجنوبها. وبشمال صعدة الزور، وآل نائل، وآل رطاس، والرزامات في وادي نشور. وبحاشد غربي الصنعانية ويسمون وادعة حاشد لأنهم يسكنون في بلاد حاشد حتى قال بعضهم: يا وادعة في وسط حاشد *** إيش أمنش يا بكيلية قال: أمنتنا بنادقنا *** ضرب الزمر والفرنجية(/ 4)ووادعة في نجران في أعلى وادي نجران ()، ووادعة في ظهران الجنوب. وفي عام من الأعوام مر جمع من قبائلنا بمركز (القرارة) شمال مدينة ظهران المركز السعودي، فلما سلموا جوازاتهم للمسؤولين هنالك ونادوا بأسمائهم، قالوا: من كان وادعيا فليكن على جنب. فتميز قبائلنا على جنب، وقالوا في أنفسهم: ماذا يريد هؤلاء منا ؟! فلما انتهوا بالنداء بالأسماء صافحهم الجنود هنالك، وقالوا: نحن من وادعة ظهران ولابد من ضيافتكم، فوعدهم أصحابنا عند الرجوع من الحج إن شاء الله، وعند رجوعهم مروا بهم فأضافوهم وأكرموهم غاية الإكرام، وكانوا بالأشواق إلى التعرف على وادعة صعدة فهي تعتبر الأم. وقبائل وادعة كغيرهم من القبائل اليمنية التي لم تؤت حقها من التوعية الدينية، وفيهم مجموعة طيبة قدر أربعين شابا ملازمين للدروس سنذكر بعضهم إن شاء الله في جملة الطلاب. وإني أحمد الله، فغالب وادعة الذين هم بجوار صعدة يدافع عني وعن الدعوة، بعضهم بدافع الدين، وبعضهم بدافع التعصب القبلي، ولولا الله ثم هم لما أبقى لنا أعداء الدعوة خصوصا شيعة صعدة عينا ولا أثرا. وأذكر لهم مواقف أسأل الله أن يثيبهم عليها ويجزيهم خيرا: منها: مضاربة شديدة في جامع الهادي، بسبب صدي عن الدعوة فيه، فقام معي رجال القبائل من وادعة وغيرهم حتى أنقذني الله على أيديهم، وكان الشيعة يريدون القضاء علي، وكان ذلك في زمن الرئيس (إبراهيم الحمدي) وأهل الشر من شيوعيين وشيعة رافعون رؤوسهم، فسجنونا مع بعض الطرف الآخر قدر أحد عشر يوما في رمضان فكان يزورني في السجن في بعض الليالي قدر خمسين شابا، ويدخل إلى المسؤولين في بعض الليالي قدر مائة وخمسين رجلا من وادعة حتى أزعجوا المسؤولين، وأخرجونا من السجن، والحمد لله. ومنها: أن أعداء الدعوة ربما يأتون بالسلاح إلى دماج فيطردهم أهل دماج وهم صاغرون.(/ 5)ومنها: الرحلات، فإذا قلت: نريد رحلة. تنافسوا حفظهم الله في رفقتي والمحافظة علي فربما نخرج في بعض الرحلات في قدر خمس عشر سيارة. وفي هذه الأيام الدعوة ماشية على أحسن ما يرام لأني بحمد الله قد كبرت، ولعلي أبلغ من العمر نحو اثنتين وستين سنة، فالتجارب ونصائح محبي الدعوة تدفعاني على الرفق وعدم مجاراة الأعداء الذين ليس لهم إلا السباب والشتائم: {خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين} ()، {سلام عليكم لا نبتغي الجاهلين} () وأيضا الشغل بالتعليم والتأليف والدعوة لم يبق لي وقتا لمجاراة أولئك، فليقولوا ما شاءوا فذنوبي كثيرة عسى أن يخففوا عني ويحملوا من أوزاري، ولله در من قال: يا وادعة في وسط حاشد *** إيش أمنش يا بكيلية دراستي ومشايخي: درست في المكتب حتى انتهيت من منهج المكتب، ثم ضاع من العمر ما شاء الله في غير طلب علم، لأنه ما كان هنالك من يرغب أو يساعد على طلب العلم، وكنت محبا لطلب العلم، وطلبت العلم في (جامع الهادي) فلم أساعد على طلب العلم، وبعد زمن اغتربت إلى أرض الحرمين ونجد، فكنت أسمع الواعظين ويعجبني وعظهم، فاستنصحت بعض الواعظين ما هي الكتب المفيدة حتى أشتريها؟ فأرشد إلى "صحيح البخاري" و "بلوغ المرام"، و "رياض الصالحين"، و "فتح المجيد شرح كتاب التوحيد"، وأعطاني نسيخات من مقررات التوحيد، وكنت حارسا في عمارة في الحجون بمكة، فعكفت على تلك الكتب، وكانت تعلق بالذهن لأن العمل في بلدنا على خلاف ما فيها، خصوصا "فتح المجيد".(/ 6)وبعد مدة من الزمن رجعت إلى بلدي أنكر كل ما رأيته يخالف ما في تلك الكتب من الذبح لغير الله، وبناء القباب على الأموات، ونداء الأموات، فبلغ الشيعة ذلك، فأنكروا ما أنا عليه فقائل يقول منهم: من بدل دينه فاقتلوه، وآخر يرسل إلى أقربائي ويقول: إن لم تمنعوه فسنسجنه، وبعد ذلك قرروا أن يدخلوني (جامع الهادي) من أجل الدراسة عندهم لإزالة الشبهات التي قد علقت بقلبي، ويدندن بعضهم بقول الشاعر: عرفت هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلبا خاليا فتمكنا *** وبعد ذلك دخلت للدراسة عندهم في جامع الهادي، ومدير الدراسة القاضي (مطهر حنش)، فدرست في "العقد الثمين"، وفي "الثلاثين المسألة وشرحها" لحابس، ومن الذين درسونا فيها (محمد بن حسن المتميز) وكنا في مسألة الرؤية فصار يسخر من ابن خزيمة وغيره من أئمة أهل السنة، وأنا أكتم عقيدتي، إلا أني ضعفت عن وضع اليد اليمنى على اليسرى في الصلاة وأرسلت يدي، ودرسنا في "متن الأزهار" إلى النكاح مفهوما ومنطوقا، وفي شرح الفرائض كتاب ضخم فوق مستوانا فلم أستفد منه. فلما رأيت الكتب المدرسة غير مفيدة، حاشا النحو فإني درست عندهم "الآجرومية" و "قطر الندى"، ثم طلبت من القاضي (قاسم بن يحيى شويل) أن يدرسني في "بلوغ المرام" وبدأنا فيه، وأنكر علينا ذلك ثم تركنا، فلما رأيت أن الكتب المقررة شيعية معتزلية قررت الإقبال على النحو فدرست "قطر الندى" مرارا على (إسماعيل حطبة) رحمه الله في المسجد الذي أسكن ويصلي فيه وكان يهتم بنا غاية الاهتمام، وفي ذات مرة أتى إلى المسجد (محمد بن حورية) فنصحته أن يترك التنجيم فنصحهم أن يطردوني من الدراسة، فشفعوا لي عنده وسكت ، وكان يمر بنا بعض الشيعة ونحن ندرس في "القطر" ويقول: (قبيلي صبن غرارة) بمعنى أن التعليم لا يؤثر في وأنا أسكت وأستفيد في النحو.(/ 7)حتى قامت الثورة وتركنا البلاد ونزلنا إلى نجران ولازمت (أبا الحسين مجد الدين المؤيد) واستفدت منه خصوصا في اللغة العربية، ومكثت بنجران قدر سنتين، فلما تأكدت أن الحرب بين الجمهورية والملكية لأجل الدنيا عزمت على الرحلة إلى أرض الحرمين ونجد، وسكنت بنجد قدر شهر ونصف في مدرسة تحفيظ القرآن التابعة للشيخ (محمد بن سنان الحدائي) حفظه الله، ولقد كان مكرما لي لما رأى من استفادتي وينصحني بالاستمرار مدة حتى يرسلني إلى (الجامعة الإسلامية)، فتغير علي الجو بالرياض، وعزمت على السفر إلى مكة، فكنت أشتغل إن وجدت شغلا ، وأطلب العلم في الليل أحضر دروس الشيخ (يحيى بن عثمان الباكستاني) في "تفسير ابن كثير"، والبخاري، ومسلم. وأطالع في الكتب والتقيت بشيخين فاضلين من علماء اليمن: أحدهما: القاضي (يحيى الأشول) صاحب معمرة، فكنت أدرس عنده في " سبل السلام "للصنعاني ويدرسني في أي شيء أطلب منه. الثاني: الشيخ (عبد الرزاق الشاحذي المحويتي) وكان أيضا يدرسني فيما أطلب منه . ثم فتح معهد الحرم المكي وتقدمت للاختبار مع مجموعة من طلبة العلم، فنجحت الحمد لله وكان من أبرز مشايخنا فيه الشيخ (عبد العزيز السبيل)، ودرست مع مجموعة من طلبة المعهد عند الشيخ (عبد الله بن محمد بن حميد) رحمه الله في "التحفة السنية "بعد العشاء في الحرم، فكان رحمه الله يأتي بفوائد مفيدة من" شرح ابن عقيل "وغيره، وكانت فوق مستوى زملائي فتملص زملائي، فترك رحمه الله الدرس. ودرست مع مجموعة من الطلاب عند الشيخ (محمد السبيل) حفظه الله شيئا من الفرائض. وبعد الاستقرار في المعهد خرجت للإتيان بأهلي من نجران فأتيت بهم وسكنا بمكة مدة الدراسة في المعهد ست سنين، والدراسة في الحرم نفسه.(/ 8)وبركة دراسة المساجد معلومة، ولا تسأل عن أنس وراحة كنا فيها، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول: ((وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وحفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، وذكرهم الله فيمن عنده)). النهار في دراسة المعهد، والدروس كلها تخدم العقيدة والدين، ومن بعد العصر إلى بعد العشاء في الحرم نشرب من ماء زمزم الذي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيه: ((إنه طعام طعم وشفاء سقم)). ونسمع من الواعظين القادمين من الآفاق لأداء حج أو عمرة. ومن المدرسين في الحرم بين مغرب وعشاء الشيخ (عبد العزيز بن راشد النجدي) صاحب "تيسير الوحيين في الاقتصار على القرآن والصحيحين" وله فيه أخطاء لا نوافقه عليها، وكان رحمه الله يقول: الصحيح في غير الصحيحين يعد على الأصابع، فبقيت كلمته في ذهني منكرا لها حتى عزمت على تأليف "الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين" فازددت يقينا ببطلان كلامه رحمه الله. وكان رحمه الله رجل التوحيد، وله معرفة قوية بعلم الحديث، ومعرفة صحيحه من سقيمه، ومعلوله من سليمه، ويعجبني فيه أنه ينفر عن التقليد حتى إنه ألف رسالة بعنوان "الطواغيت المقنعة"، فظن بعض العلماء الكبار أنه يعنيهم، وجمعت لجنة من كبار العلماء لمناقشته فقالوا: أنت عنيتنا بهذا وعنيت الحكومة؟ فقال: إن كنتم ترون أنكم متصفون بالصفات التي ذكرت في الكتاب فهو يشملكم، وإن كنتم ترون أنكم لستم متصفين بالصفات التي ذكرت في الكتاب فهو لا يشملكم. ثم منع الكتاب من الدخول إلى المملكة، أفادني بذلك.(/ 9)وفي ذات ليلة طلب منه أن يلقي درسا وكأنه لاختباره، فبدأ درسه بقوله تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون} () وسرد من الآيات التي تدل على تحريم التقليد، وبعض أفاضل العلماء عند الكرسي، وبعد ذلك منع من التدريس في الحرم، والله المستعان. ومن مشايخي في الحرم المكي الذين استفدت منهم الشيخ (محمد بن عبد الله الصومالي) فقد حضرت عنده نحو سبعة أشهر أو أكثر، وكان رحمه الله آية في معرفة رجال الشيخين، ومنه استفدت كثيرا في علم الحديث ، على أني بحمد ربي من ابتدائي في الطلب لا أحب إلا علم الكتاب والسنة. وبعد الانتهاء من معهد الحرم من المتوسط ​​والثانوية، وكل الدروس دينية، انتقلنا إلى المدينة إلى الجامعة الإسلامية، فحول أكثرنا إلى كلية الدعوة وأصول الدين، وأبرز من درسنا فيها الشيخ (السيد محمد الحكيم) والشيخ (محمود عبد الوهاب فائد) المصريان. وعند أن جاءت العطلة خشيت من ذهاب الوقت وضياعه فانتسبت في كلية الشريعة، لأمرين: أحدهما: التزود من العلم. الثاني: أن الدروس متقاربة وبعضها متحدة، فهي تعتبر مراجعة لما درسناه في كلية الدعوة. وانتهيت بحمد الله من الكليتين، وأعطيت شهادتين، وأنا بحمد الله لا أبالي بالشهادات، المعتبر عندي هو العلم.(/ 10)وفي عام انتهائنا من الكليتين فتحت في الجامعة دراسة عالية ما يسمونه بالماجستير، فتقدمت لاختبار المقابلة ونجحت بحمد الله وهي تخصص في علم الحديث، وبحمد الله حصلت الفائدة التي أحبها، وكان أبرز من درسنا الشيخ (محمد الأمين المصري) رحمه الله، والشيخ (السيد محمد الحكيم المصري) وفي آخرها الشيخ (حماد بن محمد الأنصاري) وكنت أحضر بعض الليالي درس الشيخ (عبد العزيز بن باز) في الحرم المدني في "صحيح مسلم"، وأحضر كذلك مع الشيخ (الألباني) في جلساته الخاصة بطلبة العلم للاستفادة. ومنذ كنت في الحرم المكي وأنا أدرس بعض طلبة العلم في "قطر الندى" وفي "التحفة السنية"، وعند أن كنت بالمدينة كنت أدرس بعض إخواني في الحرم المدني في "التحفة السنية" ثم وعدت إخواني في الله بدروس في بيتي بعد العصر في "جامع الترمذي"، و "قطر الندى"، و "الباعث الحثيث"، وانتشرت دعوة كبيرة من المدينة ملأت الدنيا في مدة ست سنوات، بعض أهل الخير هم الذين يسعون في تمويلها، و (مقبل بن هادي) وبعض إخوانه في الله هم الذين يقومون بتعليم إخوانهم، وأما الرحلات للدعوة إلى الله في جميع أنحاء المملكة فمشتركة بين الإخوان كلهم، طالب العلم للتزود من العلم ولإفادة الآخرين، والعامي للتعلم، حتى استفاد كثير من العامة وأحبوا الدعوة. وكان بعض إخواننا في الله طلبة العلم إمام مسجد في الرياض فأنكر عليه بعض أهل العلم السترة، فقال: عجزنا فيكم فوالله لا يقوم إلا عامي يعلمكم أحاديث السترة. فدعا أخا من محبي الدعوة من العامة وحفظه أحاديث السترة من "اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان"، وقام وألقى تلكم الأحاديث، وبعدها خجل المعارضون وسكتوا.(/ 11)وبعد هذا تحرك المقلدة وعلماء السوء، وكان السبب في تحرك المقلدة الذين هم في نظر الناس علماء أنهم إذا التقوا بطالب علم صغير من طلابنا واستدلوا بحديث قال لهم: من أخرجه؟ وهذا شيء ما ألفوه، ثم يقول لهم: ما حال الحديث؟ وهذا أيضا ما ألفوه، فخجلوهم أمام العامة، وربما قال لهم الطالب: هذا حديث ضعيف في سنده فلان، وضعفه فلان، فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وأشاعوا أن هؤلاء خوارج، وحاشا الأخوة من الخوارج الذين يستحلون دماء المسلمين ويكفرون بالمعصية وكانت تحدث السقطات من بعض الأخوة المبتدئين؛ لأن الغالب على المبتدئ الحماسة الزائدة - وكنت آنذاك أحضر رسالة الماجستير - فما شعرنا ذات ليلة إلا بالقبض علينا، فقبضوا على نحو مائة وخمسين وهرب من هرب، وارتجت الدنيا بين منكر ومؤيد، فبقينا في السجن نحو شهر أو شهر ونصف، وبعدها. خرجنا بحمد الله أبرياء ثم بعد هذا خرجت بعض رسائل (جهيمان) فقبض على مجموعة منا، وعند التحقيق قالوا لي: أنت الذي كتبتها، جهيمان لا يستطيع أن يكتب. فنفيت ذلك، والله يعلم أني لم أكتبها ولم أشارك فيها، وبعد سجن ثلاثة أشهر أمر بترحيل الغرباء. ولما وصلت إلى اليمن عدت إلى قريتي ومكثت بها أعلم الأولاد القرآن، فما شعرت إلا بتكالب الدنيا علي، فكأني خرجت لخراب البلاد والدين والحكم، وأنا آنذاك لا أعرف مسؤولا ولا شيخ قبيلة، فأقول: حسبي الله ونعم الوكيل، وإذا ضقت ذهبت إلى صنعاء أو إلى حاشد، أو إلى ذمار، وهكذا إلى تعز، وإب، والحديدة، دعوة وزيارة للإخوان في الله وبعد أيام أخرج بعض فاعلي الخير مكتبتي من المدينة، فطلب منه خمسمائة ريال سعودي في مركز (كدم)، وكان المسؤول عنه (المشرقي) فأبى، يظنها رشوة، وهو لا يدري أنها رشوة في حقهم، وأما هو فليست برشوة، لأن الرشوة ما أعطي لإحقاق باطل، أو لإبطال حق.(/ 12)فأرسلوا بالكتب إلى صعدة ومدير الإعلام (الحملي) حاقد على السنة، فطلب الكتب أصحابنا فقال: إن شاء الله بعد الظهر، وما جاء بعد الظهر إلا وقد حرك الشيعة، فطلبوا من المسؤولين توقيفها لأنها كتب وهابية. ولا تسأل عن الغرامة المالية، والمتاعب، والضيم التي حصلت لي. إخوان بذلوا جهودا في متابعة ذلك، كثير من أهل بلدي، (الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر)، (الشيخ هزاع ضبعان)، المسؤولون في مكتب التوجيه والإرشاد منهم القاضي (يحيى الفسيل ) رحمه الله، الأخ (عائض بن علي مسمار)، وبعد متاعب طويلة أبرق أهل صعدة إلى الرئيس (علي بن عبد الله بن صالح) فأحال القضية إلى القاضي (علي السمان) فأرسل إلي القاضي ووعد أنه سيسلم المكتبة وقال: إن أهل صعدة متشددون، فهم يكفرون علماء صنعاء. فطلبت المكتبة إلى صنعاء، وقدر أن وصلت الكتب والقاضي (علي السمان) في بعثة إلى الخارج، فذهب الإخوة إلى المسؤول في وزارة الأوقاف فقال لهم: إنها مصاطرة - بالطاء -. وتحرك بعض إخواننا في الله من مكتب التوجيه والإرشاد وذهبوا واستلموها، وقالوا: هي من اختصاصنا، فنحن ننظرها فما كان صالحا سلمناه للوادعي، وما كان يخل بالدين أبقيناه عندنا، وبما أنهم يعرفون أنها كتب دينية محضة فقد سلموها لي من غير تفتيش، فجزاهم الله خيرا ، فأخذتها إلى البلاد والحمد لله، وقام أقربائي جزاهم الله خيرا ببناء مكتبة صغيرة، ومسجد صغير، وقالوا: نصلي فيه جمعة درءا للفتن والمشاكل، فكنا في بعض الأوقات نصلي قدر ستة نفر وفي ذات مرة طلبني المحافظ (هادي الحشيشي) فذهبت إلى الشيخ (قائد مجلي) رحمه الله فاتصل به وقال: ما تريد من الوادعي؟ فقال: لا شيء إلا مجرد التعرف عليه، فقال: نطلع إليه في معهده.(/ 13)وفي أخرى طلبني مسؤول آخر فدخل معي إليه (حسين بن قائد مجلي) فتكلم على الشيعة، وشرح له أننا ندعو إلى الكتاب والسنة، وأن الشيعة حسدونا على ذلك، ويخافون أن تظهر الحقائق، فقال المسؤول: إن الشيعة سودت تاريخ اليمن، وما دامت دعوتك كذلك فادع ونحن معك. وبعد هذا مكثت في مكتبتي، وما هي إلا أيام فإذا بعض الأخوة المصريين، وفتحنا دروسا في بعض كتب الحديث وبعض كتب اللغة، وبعد هذا ما زال طلبة العلم يفدون من مصر، ومن الكويت، ومن أرض الحرمين ونجد، ومن عدن، وحضرموت، ومن الجزائر، وليبيا، والصومال، ومن بلجيكا، ومن كثير من البلاد الإسلامية وغيرها. وعدد الطلاب الآن ما بين الستمائة إلى السبعمائة ()، منهم قدر مائة وسبعين عائلة، والله يأتيهم برزقهم من عنده، كل هذا لا بحول منا ولا قوة، ولا بسبب كثرة علمنا، ولا شجاعتنا ولا فصاحتنا في الخطابة، ولكن هذا أمر أراد الله أن يكون فكان، ولله الحمد والمنة الذي وفقنا لذلك. أعدها وجمعها أبو عمر (المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة العائدون العائدون إلي العقيدة موقع صحوة الشيعة موقع مهتدون الملل النحل الصفحة الرئيسية مواقع اسلامية(/ 14)من الصوفية: من هم أكفر من أبي جهل وأبي لهب !! أبو ريان الطائفي الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد: فقد حكى الله تعالى عن كفار قريش في أكثر من موطن في القرآن الكريم أنهم يشركون بالله تعالى في الرخاء، ويفزعون إليه في الشدة، قال تعالى: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم بريح طيبة وفرحوا بها جاءتها ريح عاصف وجاءهم الموج من كل مكان وظنوا أنهم أحيط بهم دعوا الله مخلصين له الدين لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين) (يونس: 22).(/ 1)وقال تعالى: (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون * ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون) (النحل: 53-54) وقال تعالى: (وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الإنسان كفورا) (الإسراء: 67). وقال تعالى: (فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون) (العنكبوت: 65).(/ 2)وقد قرر شيخ الإسلام الإمام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله تعالى - في أكثر من موطن من كتبه: أن مشركي العصور المتأخرة أكفر من كفار قريش، وذلك لأن كفار قريش إذا ضاقت بهم الحيل، وعلموا عجز آلهتهم عن تحقيق مرادهم فزعوا إلى الله تعالى، أما كفار الأزمنة المتأخرة! فشركهم بالله يزداد في المصائب والمحن، فيفزعون إلى آلهتهم: إلى القبور والأولياء، وينادونها بالغوث والمدد، والأخذ باليد! . وخذ من ذلك ما ذكره الزبيدي في (طبقات الخواص: 102) في ترجمة: إسماعيل الجبرتي الصوفي شيخ الطريقة! فقال: (إن الشيخ حضرة مرة سماعا !!، فلما كان في أثناء السماع إذا به قد صرخ صرخات كثيرة، وجعل يجري في الطابق وهو يقول: الجلبة، الجلبة، ثم استقام وأخذ يشير بيده كالذي يمسك شيئا، ثم وقف ما شاء الله كذلك! ، ثم رجع إلى السماع، فلما كان بعد ليال وصل الشيخ يعقوب المخاوي من السفر وأخبر أنه حصل عليهم في البحر ليلة كذا ريح عاصف وتغير البحر حتى أشرفوا على الهلاك، وقال: فقلت: يا شيخ إسماعيل الغارة يا أهل يس !!!!، قال: فرأيته والله بعيني وقد أقبل على وجه الماء كالطائر، وأمسك الجلبة بيده حتى استقرت، وسلمنا الله تعالى ببركته)!. قال الزبيدي:! (وكان الشيخ يعقوب كثير السفر، فشكا إلى الشيخ كثرة ما يحدث عليه من أهوال البحر، فقال الشيخ قل: يا أهل يس !!!!!).(/ 3)قلت: فبالله يا أرباب العقول، ويا أصحاب الحجا، أيهما أشد كفرا: كفار قريش أما أتباع هذه الطرق الصوفية الإلحادية، وانظر - يا رعاك الله - إلى هذا الشيخ الزنديق !! ، الذي يوصي مريديه بالفزع إلى أهل يس، والاستغاثة بهم من دون الله تعالى، فأي دين لهؤلاء، وأي أيمان لهم، والله تعالى يقول: (قل ادعوا الذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا) (الإسراء: 56)، وقال تعالى: (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون) (النمل: 62). وقال تعالى: (قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير) (سبأ: 22) فهؤلاء كفار بنص كلام الله تعالى فيمن دعا غير الله، قال تعالى: (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون) (المؤمنون: 117 ). وقال تعالى: (فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون) (غافر: 14) ****(/ 4)جاء في كتاب تذكير الناس بكلام أحمد بن حسن العطاس الذي جمعه: أبو بكر العطاس بن عبد الله بن علوي الحبشي سنة 1393 ه، ما نصه: وحكى سيدي رضي الله عنه عن الحبيب عبد الله بن عمر بن يحي أنه لما وصل إلى مليبار دخل على الحبيب علوي بن سهل، فرأى في بيته تصاوير طيور وديكة وغيرها. فقال: يا مولانا إن جدكم صلى الله عليه وسلم يقول: "يكلف الله صاحب التصاوير يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح" فقال له الحبيب علوي: عاد شيء غير هذا؟ فقال: لا قال: فنفخ الحبيب علوي تلك التصاوير، فإذا الديكة تصرخ والطيور تغرد. فسلم له الحبيب عبد الله بن عمر له حاله. اه. [تذكير الناس بكلام أحمد العطاس ص 155] .انتهى النقل ذكر صاحب المشرع الروي [21/02] أن الشيخ عبد الله باعباد سأل علوي بن الفقيه المقدم عما ظهر له من المكاشفات بعد موت والده فقال: "ظهر لي ثلاث: أحيي وأميت بإذن الله ، وأقول للشيء كن فيكون، وأعرف ما سيكون "فقال عبد الله باعباد: نرجو فيك أكثر من هذا" انتهى النقل. فأي كفر أظهر من هذا الكفر ؟؟؟ ***** ذكر الزبيدي الصوفي في كتابه "طبقات الخواص" (ص: 275) في ترجمة الصوفي محمد بن يعقوب الكميت المعروف بأبي حربة أنه ركب البحر مع جماعة فتغير عليهم الريح في بعض الأيام وانكسر الدقل وسقط الشراع وأشرفوا على الغرق، فتعلقوا بالفقيه !، ولازموه في كشف ذلك عنهم، فقام إلى الدقل و وضع يده على موضع الكسر وقال: يارسول الله: اشعب !!!!، فالتأم الدقل بإذن الله تعالى وارتفع الشراع وساروا سالمين. - قال الزبيدي - ويحكى عنه أنه كان يقول: ما استغثت برسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أجاب وأراه بعيني الشحمية !!!.(/ 5)قلت: فاقرأ هذه الكلام يا من أنعم الله عليه بنعمة التوحيد، وسلامة العقل، واعرف مقدار فضل الله عليك كيف هداك واجتباك واصطفاك واختارك للهداية وسلوك الصراط المستقيم: (الله يجتبي إليه من يشاء ويهدي إليه من ينيب)، وكيف أضل الله هؤلاء، وصرفهم عن التعلق به! (ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم)، فاحمد الله على العافية، واعرف فضل نعمة الله تعالى عليك، وأشبع لسانك وجنانك بقولك (الحمد لله رب العالمين) وأنت تقرأ الفاتحة في كل حين. الحمد لله رب العالمين أن هدانا للتوحيد. الحمد لله رب العالمين أن جنبنا الإشراك بالله. الحمد لله رب العالمين أن هدانا للسنة. الحمد لله رب العالمين أن جنبنا البدعة. الحمد لله رب العالمين على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. الحمد لله رب العالمين الذي فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا. أخوكم أبو ريان الطائفي كان الله في عونه ونصرته أرباب الطريقة منوعات من كلام الأئمة كتب عن الصوفية جولات مع الصوفية شبهات وردود صوتيات عن الصوفية فرق الصوفية شخصيات تحت المجهر العائدون إلي العقيدة الملل النحل الصفحة الرئيسية مواقع اسلامية(/ 6)من سيعرفنا بهذه القصيدة ؟؟ !! إنه أحد العلماء الأجلاء .. كان سيدا في بني قومه .. كان طالب علم ومريد صوفي .. تابعهم .. طلب العلم على يديهم .. حتى بان له الحق فاتبع الحق .. وهذه قصته وسيرته وقصة الهادية: HTTP: // شبكة الاتصالات العالمية .D-sunnah.net / منتدى / showt ...؛ رقم الموضوع =15088
وهنا يعفرنا الشيخ بالبردة .. وهو أقرب من يكون وأعرف .. ود ددها مرارا متعبدا حتى بان له ما فيها فوقف مع الدليل فأنظر وتأمل قوله: 
وهنا يعفرنا الشيخ بالبردة .. وهو أقرب من يكون وأعرف .. ود ددها مرارا متعبدا حتى بان له ما فيها فوقف مع الدليل فأنظر وتأمل قوله: http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/27. HTM قوادح عقدية في بردة البوصيري http://www.saaid.net/arabic/ar20. HTM قراءة البردة(/ 1)سلت اللجنة الدائمة: س: ما حكم الكتاب المسمى ب "البردة" بالمديح التي تستعمل في الدعاء في وطننا؟ وهل هذا الكتاب إذا قرأته تثاب أم لا؟ وهل قراءة هذا الكتاب تصل إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما يقول بعض الناس؟ ج: أكثر من قراءة القرآن الكريم، ومن ذكر الله بما ثبت من الأذكار عن النبي صلى الله عليه وسلم، واستغن بذلك عن قراءة البردة ونحوها، فإن التعبد بقراءتها وقراءة أمثالها بدعة محدثة، وقد ثبن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" وفي رواية: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"، وعلى هذا فلا ثواب في قراءتها بل في بعض أبياتها شرك أكبر مثل: يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به * * * سواك عند حلول الحادث العمم إلي آن قال:(/ 2)إن لم يكن في معادي آخذا بيدي * * * فضلا وإلا فقل يا زلة القدم فان من جودك الدنيا وضرتها * * * ومن علومك علم اللوح القلم اللجنة الإعلامية الإعلامية الدائمه للبحوث العلمية والإفتاء عضو: عبد الله بن قعود عضو: عبد الله بن غديان نائب رئيس اللجنة الإعلامية الإعلامية: عبد الرزاق عفيف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق