السبت، 15 أغسطس 2015

الرد على الصوفية = ثم يقول الشيخ عبد القادر بعد ذكر عناية الله بالصوفية: "فالله تعالى تولى إخراجهم من الظلمات إلى النور، وهو عز وجل أطلعهم على ما أضمرت قلوب العباد، وانطوت عليه النيات، إذ جعلهم ربي جواسيس القلوب والأمناء على السرائر والخفيات، وحرسهم من الأعداء في الخلوات والجلوات، لا شيطان مضل ولا هوى متبع يميل بهم إلى الزلات، قال الله عز وجل: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) ولا نفس أمارة بالسوء، ولا شهوة غالبة متبعة تدعوه إلى اللذات المردية في الدركات المخرجة من أهل السنة والجماعات "الغنية (2/161).  من أين لعبد القادر أن الله اطلع الصوفية على ما أضمرت قلوب العباد وانطوت عليه النيات وجعلهم جواسيس القلوب والأمناء على السرائر والخفيات إلى آخر هذه الدعاوى الباطلة؟  .  فعلم الغيب وبما في قلوب العباد وسرائرهم وخفياتهم أمر مختص بالله لا يشركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل، والله يقول :( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) فإذا كان هذا أثر التصوف في الشيخ عبد القادر المنتمي إلى مذهب الإمام أحمد إمام السنة فكيف بحال غيره؟  .   16- قال القاري:  " وقال أبو يزيد البسطامي: "لو نظرتم إلى رجل أعطي الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة" (الرسالة القشيرية 1/103) ".- أقول: . كل الطوائف بما فيهم الروافض يدعون أنهم على حق وأنهم متمسكون بالكتاب والسنة، ولكن الواقع هو الذي يبين من هو على الحق ومن هو صاحب الدعاوى   والصوفية لهم دعاوى كثيرة وعريضة، ولكن واقعهم يبين زيف دعاواهم  ولأبي يزيد عبارات ومخالفات خطيرة جعلت أهل بلده يخرجونه منها.  ومن عباراته ما نقله أبو عبد الرحمن السلمي بإسناده إلى أبي يزيد أنه سئل: بأي شيء وجدت هذه المعرفة؟  فقال: ببطن جائع وبدن عار "  ؟ فهل جاء الأنبياء بهذا وهل جاء به الكتاب والسنة  وهل كان الصحابة تأتيهم المعرفة عن طريق جوع البطون وعري الأبدان؟  أليس هدا انحراف عن منهج الإسلام؟   ثم ما هي هذه المعرفة وكيف يرضى هذا المدح ويعتد بهذه المعرفة الصوفية التي استمدها من الجوع والعري، لا من كتاب الله وسنة رسوله.  أين هو من الصحابة والسلف، أين هو من عمر بن الخطاب الذى فتح الدنيا وملأها عدلا    يقول: "ليت أن الأمر بعد رسول الله كان كفافا لا لنا ولا علينا"  ولأبي يزيد كلام كثير مستغرب، راجع طبقات الأولياء للسلمي (ص67-74)  قال الذهبي: وقد نقلوا عن أبي يزيد أشياء الشأن في صحتها عنه منها: سبحاني وما في الجبة إلا الله، ما النار لاستندن إليها غدا، وأقول اجعلني لأهلها فداء أو لأبلغنها  (1)  ، ما الجنة؟  لعبة صبيان، هب لي هؤلاء اليهود ما هؤلاء حتى تعذبهم؟   ومن الناس من يصحح هذا عنه ويقول: قال هذا في حال سكره.  قال أبو عبد الرحمن السلمي: أنكر عليه أهل بسطام ونقلوا إلى الحسين بن عيسى البسطامي أنه يقول: لي معراج كما كان للنبي معراج فأخرجه من بسطام فحج ورجع إلى جرجان فلما مات الحسين رجع إلى بسطام، قال الذهبي: قلت كان الحسين من أئمة الحديث      وأبو يزيد من أهل (الفرق)  (  2)  فمسلم حاله له  (  3)  والله يتولى السرائر ونتبرأ إلى الله من كل من تعمد مخالفة الكتاب والسنة مات أبو يزيد سنة إحدى وستين ومائتين "الميزان (2 / 346-347).  - أقول: هذا كلام عجيب ، قال عمر بن الخطاب- رضي الله عنه -: "إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء، الله يحاسب سريرته ومن أظهر لنا سوأ لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة "، البخاري، الشهادات (2641) قال الحافظ: وفي رواية أبي فراس". ومن يظهر لنا شرا ظننا به شرا وأبغضناه عليه "   وحكى الشوكاني الإجماع أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم وحكى البقاعي قريبا منه.   وساق أبو القاسم القشيري بإسناده إلى أبي يزيد أنه سئل عن ابتدائه وزهده فقال: ليس للزهد منزلة، قال السائل: قلت: لماذا   فأجابته لآني كنت ثلاثة أيام في الزهد فلما كنت في اليوم الرابع خرجت منه، في اليوم الأول زهدت في الدنيا وما فيها، واليوم الثاني زهدت في الآخرة وما فيها واليوم الثالث زهدت فيما سوى الله، فلما كان اليوم الرابع لم يبق لي سوى الله، فهمت فسمعت هاتفا يقول: يا أبا يزيد لا تقوى معنا فقلت هذا الذي أريد وسمعت قائلا يقول: وجدت وجدت "الرسالة للقشيري ص 36.   ؟ ما هذا الزهد؟ هل أخذه أبو يزيد من القرآن أو السنة؟ وهل الأنبياء زهدوا في الدنيا وما فيها على هذة الطريقة وهل رسول الله صلى الله عليه سلم زهد مثل هذا الزهد؟   أليس قد كان لرسول الله وأصحابه أموال يستعينون بها على طاعة الله في الجهاد في سبيل الله وفي أنواع طرق الخير والبر؟   أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم قد قال حبب إلي من دنياكم النساء والطيب.   وكيف يزهد أبو يزيد في الآخرة وما فيها وقد أعد الله فيها الجنة للمتقين جنة عرضها السماوات والأرض وعلى رأسهم الأنبياء والصديقون والشهداء الصالحون، فكيف يزهد فيها وهذا شأنها وفيها رؤية المؤمنين لربهم وهو أعلى نعيم يناله أهل الجنة.   وهذا إبراهيم خليل الله وثاني أولي العزم من الرسل يسأل ربه الجنة فيقول : (   واجعلني من ورثة جنة النعيم   ).وهذا محمد أفضل الرسل وخاتم النبيين يقول: "   إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صل علي صلاة صل الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة   "صحيح مسلم (384).   وعن جابر -رضي الله عنه - ذكر قصة معاذ، قال: وقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم (للفتى)   ؟ كيف تصنع يا ابن أخي إذآ صليت   قال: أقرأ بفاتحة الكتاب وأسأل الله الجنة وأعوذ به من النار وإني لا أدري مادندنتك ولا دندنة معاذ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني ومعاذا حول هاتين أو نحو هذا   . "    يعني حول سؤال الجنة والاستعاذة من النار "أبو داود، الصلاة، حديث (793).   ورواه أبو داود أيضا من طريق أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل كيف تقول في الصلاة؟   قال: أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم حولها ندندن "حديث (792) ورواه الإمام أحمد وابن ماجة وهو حديث صحيح.   وقال تعالى عن بعض الأنبياء (   إنهم كانوا يدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين   ) أي يدعوننا راغبين في الجنة راهبين من النار.   فما هي المنزلة التي بلغها أبو يزيد إذا كان يزهد فيما يرغب فيه الأنبياء وهو أعلى منازل الجنة، إنها الفلسفة التي تجهل بدهيات القرآن والسنة وما دعا إليه الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، فأين دعاوى اتباع الكتاب ؟ والسنة   وما هو تفسير الزهد فيمآ سوى الله؟   لا أريد أن أفسره أتركه لغيري وكيف وصل أبو يزيد إلى ما يدعيه في ثلاثة أيام؟ وما نوع هذا الهاتف الذي هتف به وما الذي وجد؟ .   قال القشيري: وقيل لأبي يزيد ما أشد ما لقيت في سبيل الله؟   فقال: لا يمكن وصفه فقيل له ما أهون ما لقيت نفسك؟   فقال: أما هذا فنعم دعوتها إلى شيء من الطاعات فلم تجبني، فمنعتها الماء سنة، وقال أبو يزيد منذ ثلاثين سنة أصلي واعتقادي في نفسي عند كل صلاة أصليها كأني مجوسي أريد أن أقطع زناري "الرسالة للقشيري (ص 36)   أشد ما لقيه أبو يزيد عند الصوفية لا يمكن وصفه، وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد يوم لقيه أنه يوم الطائف فكان يوم الطائف أشد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كل ما لقيه خلال ثلاث عشرة سنة من أهل مكة.   وأشد مما لقيه في يوم أحد والمعارك كلها.   وهل حرمان نفسه من الماء مدة سنة أو حتى أسبوعا من الإسلام؟.    وهل يطيق البشر بما فيهم الرسل الكرام ؟ هذا العذاب أليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن قال أصوم ولا أفطر: "   فمن رغب عن سنتي فليس مني   ؟ ".   هذه الترهات المخالفة لشرائع الأنبياء والعقول والفطر تعتبر مناقب عند الصوفية وأنا لا أعتقد صحتها فإن صحت فهي على أبي يزيد لا له وأرجو أن يكون من أساطير الصوفية ليسلم منها أبو يزيد.   وساق القشيري إلى الفرغاني قال سمعت الجنيد وقد سئل من العارف قال من نطق عن سرك وأنت ساكت.   الرسالة للقشيري (ص 45).   وهذه عقيدة صوفية يدعيها كثير منهم ولا ينكرها سائرهم.   وروى القشيري بإسناده إلى أبي محمد الجريريني قال سمعت الجنيد يقول: ما أخذنا التصوف من القيل والقال ولكن من الجوع وترك الدنيا وقطع المألوفات والمستحسنات "الرسالة (ص 45)   هذه من الأدلة على أن التصوف ليس مأخوذا من كتاب الله ولا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه الصحابة والتابعون.   قال تعالى: (   قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة   ).   وقال تعالى: (   يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم   ).   وقال تعالى: (   يا أيها الذين آمنوا كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين   ) البقرة (168).   وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "   أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم   ) المؤمنون الآية (51).   وقال تعالى: (   يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم   ) البقرة (172) ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرم وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك "مسلم الزكاة (1015) والترمذي في التفسير حديث (2989) وأحمد (2/328) وغيرهم.   - قال صاحب الرسالة القشيرية في ترجمة سهل بن عبد الله التستري (ص36-37): (وقال: سهل كنت ابن ثلاث سنين وكنت أقوم بالليل أنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار، وكان يقوم بالليل فربما كان يقول: يا سهل اذهب فنم فقد شغلت . قلبي   سمعت محمد بن الحسين رحمه الله يقول: سمعت أبا الفتح يوسف بن عمران الزاهد يقول: سمعت عبد الله بن عبد الحميد يقول: سمعت عبد الله بن لؤلؤ يقول: سمعت عمر بن واصل البصري يحكي عن سهل بن عبد الله قال: قال لي خالي يوما: ألا تذكر الله الذي خلقك؟   فقلت: كيف أذكره فقال: قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك: الله معي، الله ناظر إلي، الله شاهدي، فقلت ذلك ثلاث ليال     ثم أعلمته، فقال لي: قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته، فقال: قل في كل ليلة إحدى عشرة مرة، فقلت ذلك فوقع في قلبي حلاوة، فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علمتك ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة ، فلم أزل على ذلك سنين فوجدت لها حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يوما: يا سهل من كان الله معه وهو ناظر إليه وشاهده أيعصيه؟   إياك والمعصية، فكنت أخلو فبعثوني إلى الكتاب فقلت: إني لأخشى أن يتفرق علي همي ولكن شارطوا المعلم أني أذهب إليه ساعة فأتعلم ثم أرجع، فمضيت إلى الكتاب وحفظت القرآن وأنا ابن ست سنين أو سبع سنين، وكنت أصوم الدهر وقوتي خبز الشعير إلى أن بلغت اثنتي عشرة سنة، فوقعت لي مسألة وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فسألت أهلي أن يبعثوني إلى البصرة أسأل عنها، فجئت البصرة وسألت علماءها فلم يشف أحد منهم عني شيئا، فخرجت إلى عبادان إلى رجل يعرف بأبي حبيب حمزة بن عبد الله العباداني فسألته عنها فأجابني، وأقمت عنده مدة أنتفع بكلامه وأتأدب بآدابه ثم رجعت إلى تستر فجعلت قوتي اقتصارا على أن يشتري لي بدرهم من الشعير الفرق فيطحن ويخبز لي فأفطر عند السحر كل ليلة على أوقية واحدة بحتا بغير ملح ولا إدام، فكان يكفيني ذلك الدرهم سنة، ثم عزمت على أن أطوى ثلاث ليال ثم أفطر ليلة ثم خمسا ثم سبعا ثم خمسا وعشرين ليلة وكنت عليه عشرين سنة، ثم خرجت أسيح في الأرض سنين ثم رجعت إلى تستر وكنت أقوم الليل كله) اه.   - أقول: قوله :( قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن تحرك به لسانك ... الخ   - قال الإمام الشوكاني في "تحفة الذاكرين" ناقلا كلام صاحب " عدة الحصن الحصين "ص 52 -وهو يتكلم عن آداب الذكر -: (وأن يتدبر ما يقول ويتعقل معناه وإن جهل شيئا تبينه ولا يعتد له بشيء مما رتبه الشارع على قوله حتى يتلفظ به ويسمع نفسه) اه   - وقال النووي في "الأذكار" ص 11 : (اعلم أن الأذكار المشروعة في الصلاة وغيرها واجبة كانت أو مستحبة لا يحسب شيء منها ولا يعتد به حتى يتلفظ به بحيث يسمع نفسه إذا كان صحيح السمع لا عارض له) اه   - ونقل علي بن سلطان محمد القاري في "مرقاة المفاتيح" (5 / 156) أن القاضي عياض قال: "لا ثواب في الذكر بالقلب" ووافقه البلقيني فقال: "وهو حق لا شك فيه" وخالفنا في ذلك علي القاري والصواب مع هؤلاء العلماء   وجاء في "حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح" (ج 1 / ص 215): "وذكر ابن الجزري في" الحصن الحصين ":" أن كل ذكر مشروع أي مأمور به في الشرع واجبا كان أو مستحبا لا يعتد بشيء منه حتى يتلفظ به ويسمع به نفسه "اه والمعنى: أنه إذا قرأ في قلبه حال القراءة أو سبح بقلبه في الركوع والسجود لا يكون آتيا بفرض القراءة وسنة التسبيح. .) اه   وهذآ الذى قرره هؤلاء العلماء مأخوذ من القرآن والسنة.   قال الله تعالى: (   يأيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا   .)   ولا يفهم المسلمون من هذه الآية إلا الذكر باللسان مع حضور القلب، ولا يعتد بالذكر حتى يتلفظ به.   عن عبد الله بن بسر أن رجلا قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: "   لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله   ".   أخرجه أحمد (4/190188) والترمذي (5/388) حديث (3375) وابن حبان، الإحسان (3 / 96-97) حديث (814) والحاكم (1/495) وصححه، وصحيح الترمذي (3615) وابن ماجة (2/1246)، وله شاهد من حديث معاذ.   وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "   لأن أقول سبحان الله وبحمده أحب إلي مما طلعت عليه الشمس   ".   وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "   من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر   "متفق عليه، البخاري (6405) وفي مسلم (6738)" من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه ".   وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "   كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده   "البخاري (6406) ومسلم (6740).   وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "   قال الله تبارك وتعالى: أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت به شفتاه   "أخرجه أحمد (2/540) وابن ماجة (2/1246) وابن حبان، الإحسان (3/97) وغيرهم من طرق عن الأوزاعي عن إسماعيل بن عبيد الله عن كريمة ابنة الخشخاش وعن أم الدرداء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- مرفوعا.   وعن معاذ -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله   "   قال أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله   "أخرجه ابن حبان (3/100) وأخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة، والطبراني في الكبير والبزار، وهو في درجة الحسن، وانظر تخريجه في حاشية (ص 100) من الجزء المذكور.   فهذا هدي خير الأنبياء وخاتمهم، قال تعالى :(   لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة   ) وقال صلى الله عليه وسلم إنكارا على من تشدد في العبادة: "   ومن رغب عن سنتي فليس مني   "وهديه صلى الله عليه وسلم في عمله وتعليمه لأمته أن يكون الذكر باللسان مع الإخلاص لله رب العالمين.   وأقول: ثم إن هذا الذكر الذي ألزم به سهل والتزمه بدعة في كيفيته ومراحله وفي تخصيص عدده وتخصيص وقته، ثم صيامه على هذه الوجوه:   1-                                    يقتصر على أكل أوقية من الشعير بحتا من غير ملح ولا إدام.ثم يطوى ثلاث ليال ثم يفطر ليلة ثم يطوى خمسا ثم سبعا ثم خمسا وعشرين ليلة ويستمر على هذا خمسا وعشرين سنة.   هل جاءت شريعة الإسلام السمحة بمثل هذا التنكيل والتعذيب؟   حاشا الإسلام من هذه الرهبانية التي حاربها فلا رهبانية في الإسلام.   2-            ثم سياحته في الأرض سنين مخالف لشريعة الإسلام، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "   سياحة أمتي الجهاد في سبيل الله   ".3-            قيام الليل كله قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث عن عبد الله بن عمرو وأبي الدرداء وعائشة وغيرهم ومنها - حديث أنس - رضي الله عنه - قال: جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يسألون عن عبادة النبي صلى الله عليه وسلم فلما أخبروا كأنهم تقالوها، فقالوا وأين نحن من النبي صلى الله عليه وسلم، قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبدا، وقال الآخر أما أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أما أنا اعتزل النساء فلا أتزوج أبدا، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا، أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له لكني أصوم وأفطر وأصلي وأرقد وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني "البخاري، النكاح (5063 ) ومسلم، النكاح (3293) باختلاف في بعض الألفاظ.   فليعلم القاري أن ما نقلناه من مخالفات الصوفية يعتبر نزرا يسيرا من أقوال أئمة التصوف القدامى وأعمالهم وزهدهم وعبادتهم.   ألا يرى الناصح لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم أن للصوفية منهجا يخالف الكتاب والسنة فلا يصدق عليه أنه هو عين التوحيد ولا يصدق عليه أنه هو الإحسان وأن من يحيل الصوفية في هذا العصر على منهج الصوفية الأولين قد أخطأ خطأ كبيرا وأحال على جهل وانحراف خطير.    ومن غلو الصوفية في شيوخهم أنهم ينقلون كلامهم كأنه وحي يوحى ولا يزنونه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهذا مما دفع الشيوخ إلى الأقوال الكثيرة التي لا صلة لها بالكتاب والسنة.   وهذا بخلاف أهل السنة وعلمائهم الذين يزنون أقوال الناس بعد الأنبياء بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فما وافقهما قبلوه وما خالفهما ردوه ومن أصولهم قوله تعالى: (   فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا   ).   ومن أصولهم المستمدة من الكتاب والسنة "كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم".   وتجد الصوفية من أبعد الناس عن هذه الأصول، ارجع إلى تراجم شيوخهم وأقوالهم لترى الغلو والمبالغات والأقوال والعقائد والإسراف في حكايات الكرامات ومنها ادعاء علم الغيب والرقابة على قلوب الناس وخطراتهم ما لا نجد منه شيئا من هذا عند السلف.   - أقول:    فهذا حال أئمة الصوفية القدامى إن رجعت إلى كلامهم وإلى مؤلفاتهم لا تجدهم ملتزمين بالكتاب والسنة ولا على طريقة الصحابة والسلف الصالح بل لا نجد عندهم إلا الطوام فكيف بحال الصوفية المعاصرين ؟!   وكيف يقال: إن التصوف الصحيح هو عين التوحيد ؟!   إذا كان حال الصوفية هو ما نقلناه عنهم؟ !!   17- قال القاري:   "فهؤلاء وغيرهم من أئمة التصوف الصحيح   (   [1]   )كأئمة الفقهاء يردون كل شيء إلى الكتاب والسنة، فإذا غلا بعض الصوفية في (الزهد) فحرم على نفسه أو على غيره التزوج بالنساء، أو أكل الحلال أو العمل في التجارة أو نحوها، فإنه يكون مخالفا للكتاب والسنة بل يكون مخالفا للتصوف، فنرد عليه قوله ونذم حاله، حسب وصية أئمة التصوف ".
شتان بين أئمة الفقه والحديث وبين أئمة التصوف اهتماما بكتاب الله وسنة رسوله حفظا وتفقها واستنباطا وتدوين دين الله من عقائد وأحكام وغيرها في دواوين السنة والعقائد والفقه والدعوة إلى هذا الحق والخير والتربية عليه والذب عنه ورد غوائل أهل الضلال من الفرق ورد غوائل أعداء الإسلام من الملاحدة والمنافقين ، شتان بين هؤلاء وبين الصوفية الذين قلت عنايتهم بالعلم حديثا وفقها وعقائد ومن قلد منهم العلماء في شيء من العقائد تجده يتخبط في ميادين التصوف ومن ألف منهم تجد مؤلفاتهم مليئة بالأفكار المنحرفة والأحاديث الباطلة فيتورع أوائلهم في الحلال والحرام ولا يتورعون في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن تفسير كتاب الله بالأقوال الباطلة والاستناد إلى الوساوس التي يسمونها بالإشارات، أما متأخروهم فقد مر الحديث عنهم ولا سيما في التوسع في كسب الأموال من الطرق الفاسدة وتوسعهم في العقائد الفاسدة كالحلول ووحدة الوجود وفي التعلق بالأولياء وقبورهم وتفريقهم للأمة بكثرة الطرق الصوفية ألتي تجاوزت الع   شرات ألتي يكفي بعضها لإهلاك معظم الأمة وإيقاعها في الضلال.   
18-  تحدث القاري   عن اشتقاق التصوف وحكى عن ابن تيمية انة مأخوذ من الصوف ثم قال: "ولا أرى كبير فائدة في هذا البحث لأن النقاش ليس في الأسماء ولكن في المعاني والمدلولات، وإذا كان بالإمكان التخلص من هذه الأسماء الحادثة، فعلينا أن نتخلص من لفظة "الصوفي" و "الصوفية" الحادثة في منتصف القرن الثاني، وربما قبل ذلك وكذلك نتخلص من لفظة "السلفي" و "السلفية" الحادثة بعد ذلك بقرون، لم يعرف وصف أحد ب "السلفي "أو طائفة ب" السلفية "طوال القرون الثلاثة المفضلة، والجواب على هذا هو الجواب على ذاك".- أقول للقاريء وغيره  : 
والسلفيون من فجر تاريخهم ومؤلفاتهم إلى يومنا هذا تشهد بذلك، دع عنك أدعياء السلفية الذين يشهد عليهم ولاؤهم وانتماؤهم لأهل الضلال والأهواء فلا يجوز عدهم في السلفيين فإن ولاءهم لأهل الأهواء ومحاربتهم للسلفيين تدينهم ببعدهم عن السلفية والسلفيين حتى يرجعوا إلى محض السلفية منهجا وولاء وذبا عنها وعن أهلها على طريقة أئمة السلف   . 
أما لفظ السلفية والسلفيين فقد اضطر إليها السلفيون اضطرارا وهو لفظ تداوله العلماء وأقره ابن تيمية وابن باز اللذين تحتج بهما، فإذا تخلى أهل البدع من الصوفية وغيرهم عن التصوف والتجهم والاعتزال والتمشعر وعادوا إلى الكتاب والسنة وجب على الجميع بما فيهم السلفيون أن ينتموا إلى الإسلام ويدعوا هذه التسميات.   
وأخيرا فإني أدعو المسلمين جميعا علماء وحكاما وطلاب علم وشعوبا إلى العودة الحميدة إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه السلف الصالح من عقيدة واحدة ومنهج واحد وأن يدعوا المناهج والعقائد الفاسدة التي فرقتهم ومزقتهم شر ممزق وغرست في النفوس العداوة والبغضاء والأحقاد والفتن وسلطت عليهم الأعداء من أهل الملل والنحل من يهود ونصارى وغيرهم ولن تزول عنهم هذه البلايا حتى يحققوا هذه العودة التي أوجبها عليهم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهي من أعظم ما فرضه الله عليهم.   
 
 
وبها يخرجهم الله من دوامة الذل والهوان التي يعيشونها من قرون وينصرهم على أعدائهم وأعداء دينهم إن ربنا لسميع الدعاء.
    1) هكذا وفي السير "لأبلعنها" بالعين المهملة.   
 (2) قال في الهامش: "ليس في خ".   
 (3) علق المحقق في الهامش بقوله: أخطأ الذهبي في قوله: "يسلم له حاله" ما يسلم حاله إلا إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول: الصواب مع هذا المحقق إذ ليس لنا إلا الظاهر والله يتولى السرائر   .   
(    [1]) التصوف الذي يرى القاري أنه صحيح إنما هو في واقعه وساوس وخطرات وشطحات وتعذيب للنفس بالجوع والعطش على طريقة رهبان النصارى والهنادك.    
الشيخ ربيع بن هادي عمير المدخلي 
27 / شعبان / 1426 ه

- أقول:

و   كأن القاري لا يخاف على الصوفية في المستقبل إلا الانحراف في الزهد ولا يدرك إنهم قد انحرفوا من نشأتهم في الزهد غيره آمآ متأخروهم فحدث عنهم ولا حرج وقد مضى الحديث عنهم. 

إذا كان النقاش في المعاني والمدلولات لا في الأسماء، فهل تستوي المعاني والمدلولات عند الصوفية وعند السلفيين في الضلال، هل المنهج السلفي القائم على كتاب الله وسنة رسوله وعلى ما كان عليه الصحابة وسائر القرون المفضلة ومن بعدهم من أئمة الهدى، هل هذا المنهج الذي يسير عليه السلفيون عقيدة ومنهجا ودعوة يستوي مع المناهج الصوفية التي أنكرها أئمة الإسلام منذ ذر قرنها إلى زمن الحلاج وأشياعه إلى ابن القشيري ثم الغزالي، وزادها توسعا في الضلال ابن عربي والتلمساني وابن الفارض وابن سبعين الذين تدور الصوفية في فلكهم وفلك ضلالاتهم التي منها الحلول ووحدة الوجود من عهدهم إلى يومنا هذا وواقعهم ومؤلفاتهم تشهد بهذا. 

نسأل الله أن يأخذ بنواصيهم إلى الحق والخير وإلى القيام بهذه الفريضة العظيمة التي يكمن فيها عزهم وكرامتهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق