السبت، 15 أغسطس 2015

الرد على الصوفية

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه. أما بعد: فقد اطلعت على مقال الهادي المختار الذي نشر في الرسالة عدد الجمعة الموافق 12 ربيع الآخر عام 1426 ه والذي تضمن ردا على مقالي الذي نشر في الرسالة في يوم الجمعة 5 ربيع الآخر 1426 ه الذي بينت فيه بالأدلة موقف كبار السنة والتوحيد والحديث من الصوفية وأرائها وزعمائها وكتبها مثل موقف الإمام أحمد وأبي زرعة وابن الجوزي والذهبي وغيرهم. ومما يؤخذ على هذا الكاتب: أولا - إنه تجاهل الأئمة الذين اعتمدت على أقوالهم في نقد الصوفية والتصوف وعلى رأسهم الإمام أحمد.ثانيا - ذكر من أئمة السلفية تحت العنوان السابق الدكتور يوسف القرضاوي والدكتور موسى الشريف وذكر سهل بن عبد الله التستري واستشهد بأقوال ابن عطاء الله الإسكندري وهو من كبار الصوفية القائلين بوحدة الوجود، وذكر أبا حامد الغزالي ونسي موقف علماء المغرب وعلى رأسهم القاضي عياض من كتابه الإحياء حيث قاموا بإحراقه ونسي موقف علماء السنة من هذا الكتاب ومن صاحبه؛ ومنهم ابن تيمية وابن الجوزي والذهبي وأئمة الدعوة في نجد، واستشهد بقول أحمد التيجاني الذي ملئت كتبه وكتب أتباعه بالأباطيل والافتراءات على رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنها قائمة على القول بالحلول ووحدة الوجود، فهؤلاء الصوفية كلهم يقولون: مذهبنا قائم على الكتاب والسنة، فإذا سبر الناس كتبهم ومذاهبهم ومنهجهم وجدوا الفروق الكبيرة بينها وبين أقوالهم.مواقف أهل السنة وعلمائها من الصوفية وزعمائها وحيث إن ملحق الرسالة لا يتحمل التفصيل فسأذكر في هذا المقال ما يؤكد مقالي في الصوفية الذى رد عليه الهادي المختار غيره، منها: - أولا: ما ذكره الشعراني في كتاب الطبقات (1 / 13-14)، حيث ذكر:2- وذكر أنه وقع لذي النون المصري مثل ذلك، ويزعم الشعراني أنه وشوا به إلى بعض الحكام وحملوه من مصر إلى بغداد مغلولا مقيدا، ويؤخذ من كلامه أنهم كانوا يعتقدون فيه أنه زنديق، والذين عاملوه هذه المعاملة هم علماء الأمة وفقهاؤها وإن طعن فيهم الشعراني. 3- ذكر أنهم قتلوا الحسين الحلاج وقطعوا يديه ورجليه. وهو معروف بأنه زنديق يقول بالحلول ووحدة الوجود ومعروف بالسحر والشعوذة واتفقت عليه كلمة العلماء. 4- قال: وشهدوا على الجنيد أنه كان يقرر علم التوحيد، ثم إنه تستر بالفقه واختفى. 5- وذكر أنهم أخرجوا الحكيم الترمذي إلى بلخ حين صنف كتاب علل الشريعة وكتاب ختم الأولياء فأنكروا عليه بسبب هذين الكتابين، وقالوا: فضلت الأولياء على الأنبياء، وأغلظوا عليه فجمع كتبه كلها وألقاها في البحر فابتلعتها سمكة ثم لفظتها بعد سنين. هكذا يقول الشعراني!. 6- وذكر عددا آخرين من زعماء الصوفية يطردون من بلدانهم لما فيهم من الضلال، منهم أبو بكر النابلسي وأبو الحسن الشاذلي، أخرجوه وجماعته من المغرب إلى الإسكندرية لأنهم اتهموه بالزندقة. والذين يعاملون زعماء الصوفية هذه المعاملة التي ذكرها الشعراني هم علماء الإسلام وفقهاؤه. - ثانيا: ويؤكد هذا ما قاله ابن الجوزي في (تلبيس إبليس) :فهذه مواقف أهل السنة من الصوفية الأوائل إلى عهد الشاذلي. - ثالثا: ومواقف ابن تيمية وابن القيم والذهبي وابن حجر وشيوخه وتلاميذه، والإمام المقري في اليمن، وغير هؤلاء من أهل السنة من الصوفية المتأخرين، ولا سيما أتباع ابن عربي، مثل مواقف علماء السلف وفقهائهم من الصوفية وزعمائها الأوائل.        وليرجع من شاء إلى ( الفرقان بين أولياء الشيطان وأولياء الرحمن )، و ( الفرقان بين الحق والباطل )، ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، و ( إغاثة اللهفان ) و ( مدارج السالكين ) لابن القيم، و ( الميزان ) للذهبي، و ( تنبيه الغبي ) للبقاعي -أحد تلاميذ الحافظ ابن حجر- جمع فيه أقوال العلماء في أهل وحدة الوجود. ونأسف أن بعض المنتسبين إلى السنة يتعلقون بعبارات لابن تيمية وابن القيم والذهبي في بعض أفراد الصوفية الذين لا يعدون قطرة في بحر التصوف والصوفية، يتعلقون بهذه العبارات ليدافعوا بها عن الصوفية وبلائها الجاثم على صدر الأمة منذ نشأ التصوف إلى يومنا هذا. وأنا أسألهم: هل هذه الطرق الصوفية القائمة الآن مثل التيجانية والميرغنية والسهروردية والقادرية والجشتية والرفاعية والشاذلية والبرهانية وغيرها من الطرق الكثيرة، هل هم على عقيدة أهل السنة ومنهجهم ؟! وهل هذه القبور المقدسة في مشارق العالم الإسلامي ومغاربه التي يعتقد في أهلها أو في كثير منهم أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون ويستجيبون الدعاء ويكشفون الكربات، هل هي قائمة على كتاب الله وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح؟ ألا تعلمون أن أهم أسباب هذه البلايا في العالم الإسلامي إنما هم الصوفية؟ أرى أنه من الواجب عليكم أن تتركوا مثل هذه الأساليب التي تقوم على التلبيس وأن تسلكوا مسلك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في محاربة الشرك ومظاهره ووسائله، وفي الجهر بالنصيحة لهذه الأمة، وتحذيرها من خطر الصوفية وعقابيلها، وأن تهتفوا بهم وبالأمة جميعا إلى العودة إلى الكتاب والسنة وما كان عليه الصحابة الكرام وتابعوهم بإحسان، ذلكم هو الطريق النافع للأمة والذي يخلصها من الأوضاع المهلكة التي يعيشونها والتي من أعظم أسبابها الفكر الصوفي وعقائده ومناهجه، ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ). - ثالثا: ولقد فهمت من مقال الهادي المختار أنه من أتباع الطريقة التيجانية أو من المخدوعين بهذه الطريقة وأهلها فرأيت أن أسوق له أمثلة من عقائد هذه الطائفة وشيخها :قولها بوحدة الوجود  1- قال صاحب جواهر المعاني (1/255) نقلا عن شيخه التيجاني: ".. اعلم أن أذواق العارفين في ذوات الوجود أنهم يرون أعيان الموجودات" كسراب بقيعة "الآية فما في ذوات الوجود كله إلا الله سبحانه وتعالى تجلى بصورها وأسمائها وما ثم إلا أسماؤه وصفاته فظاهر الوجود وصور الموجودات وأسماؤها ظاهرة بصورة الغير والغيرية، وهي مقام أصحاب الحجب الذين حجبوا بظاهر الموجودات عن مطالعة الحق فيها، والظاهر المحض إنما هو وجود الحق وحده في كل شيء ".2- وقال صاحب الجواهر (2 / 91-92) عن الشيخ التيجاني في شرح حديث باطل: "وتحقيق ما في هذا الحديث هو ما قلناه أولا وهو أن جميع المخلوقات مراتب للحق يجب التسليم له في حكمه وفي كل ما أقام خلقه لا يعارض في شيء ، ثم حكم الشرع من وراء هذا يتصرف فيه ظاهرا لا باطنا ولا يكون هذا إلا لمن عرف وحدة الوجود فيشاهد فيها الوصل والفصل، فإن الوجود عين واحدة لا تجزؤ فيها على كثرة أجناسها وأنواعها ووحدتها لا تخرجها عن افتراق أشخاصها بالأحكام .والخواص وهي المعبر عنها عند العارفين أن الكثرة عين الوحدة والوحدة عين الكثرة فمن نظر إلى كثرة الوجود وافتراق أجزائه نظره عينا واحدة على كثرته، ومن نظر إلى عين الوحدة نظرة متكثر بما لا غاية له من الكثرة، وهذا النظر للعارف فقط لا غيره من أصحاب الحجاب وهذا لمن عاين الوحدة ذوقا لا رسما وهذا خارج عن القال ومعنى الفصل والوصل، فالوحدة هي الوصل والكثرة هي الفصل "أ.ه 3- وحدة الوجود ووحدة الأديان: أ- قال التيجاني: " واعلم أن حضرة الحق سبحانه وتعالى متحدة من حيث الذات والصفات والأسماء والوجوه.والوجود كله متوجه إليه بالخضوع والتذلل والعبادة والخمود تحت سلطان القهر وامتثال الأمر والمحبة والتعظيم والإجلال. فمنهم المتوجه إلى صورة الحضرة الإلهية نصا جليا في محو الغير والغيرية. ومنهم المتوجه إلى الحضرة العلية من وراء ستر كثيف، وهم عبدة الأوثان ومن ضاهاهم فإنهم في توجههم إلي عبادة الأوثان ما توجهوا لغير الحق سبحانه تعالى، ولا عبدوا غيره لكن الحق سبحانه تعالى تجلى لهم من تلك الستور بعظمته وجلاله وجذبهم بحسب ذلك بحكم القضاء القدر الذى لا منازع لهم فيه وهذآ هو التوجه إلي الله كرها، يقول سبحانه وتعالى: (ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها ..). الآية. فالوجود كله متوجه إلى حضرة الحق سبحانه وتعالى بصفة ما ذكرنا فردا فردا وأن الكفار والفجرة والمجرمين والظلمة، فهم في ذلك التخليط الذي خالفوا فيه نصوص الشرع وصورة الأمر الإلهي فإنهم في ذلك ممتثلون لأمر الله تعالى ليسوا بخارجين عن أمره ومراده إلا أنهم خرجوا عن صورة الأمر الإلهي ظاهرا وغرقوا فيه باطنا "جواهر المعاني وبلوغ الأماني (1/239). ب - وقال أيضا : ".. فكل عابد أو ساجد لغير الله في الظاهر فما عبد ولا سجد إلا لله تعالى لأنه هو المتجلي في تلك الألباس، وتلك المعبودات كلها تسجد لله تعالى وتعبده وتسبحه خائفة من سطوة جلاله سبحانه وتعالى ولو أنها برزت لعبادة الخلق وبرزت لها بدون تجلية فيها لتحطمت في أسرع من طرفة العين لغيرته تعالى لنسبة الألوهية إلى غيره، قال سبحانه وتعالى لكليمه موسى: (إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني) والإله في اللغة هو المعبود بالحق وقوله: (لا إله إلا أنا) يعني لا معبود غيري وان عبد الأوثان من عبدها فما عبد غيري ولا توجهوا بالخضوع والتذلل لغيري ..الخ  نماذج من كتاب: (الخلاصة الوافية الظريفة في شرح الأوراد اللازمة والوظيفة للطريقة التيجانية الشريفة)  تأليف: محمد سعد الرباطابي التيجاني - أقول:؟! فهل هذة العقيدة ألتي يؤمن أهلها بالأقطاب والأغواث والكنوز المطلسمة منبثقة من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه سلم وهل يعرف الناس ظيفة الغوث والقطب وان من التصرف في الكون منها ؟! 3- ويقول عن كراماته أنها كثيرة شهيرة لا يحصرها العد ولا تستقصىومن لي بحصر البحر والبحر زاخر *** ومن لي بإحصاء الحصى الكواكب ومن أعظم كراماته رضي الله عنه رؤيته لذات سيد الوجود وعلم الشهود سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه سلم يقظة لا مناما دائما بحيث لا يغيب عنه طرفة عين ويسأله صلى الله عليه سلم عن كل أمر يبدو له ويشاوره صلى الله عليه سلم في كل شيء دق او جل "(ص / 12-13).فهل هناك مسلم أو عاقل يصدق هذه الدعاوى العريضة ؟!فهل يصدق هذا الرجل إذا قال إن ميزانه الكتاب والسنة ؟! وهل يقول مثل هذا الكلام عاقل فضلا عن إنسان يدعي أعلى مراتب الولاية؟!. 5- ويقول: الرباطابي التيجاني : "وتولى سيدنا وشيخنا القطبانية العظمى في شهر المحرم 1214 من هجرة سيد المرسلين وهو مقيم بفاس، وهذا من خرق العادة وفي اليوم الثامن عشر من شهر صفر الخير من السنة المذكورة بلغ مقام الختم والكتم الخاصين بختم الولاية المحمدية الخاصة.6- ويقول: "قال الشيخ رضي الله عنه: إن جميع الأولياء يدخلون في زمرتنا ويأخذون أورادنا ويتمسكون بها إلى يوم القيامة حتى الإمام المهدي المنتظر إذا قام في آخر الزمان الخ.يأخذها ويكون من خلفاء الشيخ رضي الله عنه الوارثين لعلومها وأسرارها وقد نوه سيدنا الشيخ رضي الله عنه كثيرا بفضلها ولم يقل ذلك إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "(ص / 38). ويشيد الرباطابي بفضائل هذه الطريقة. فمن هم هؤلاء الأولياء الذين يدخلون في زمرتهم ويأخذون أوراده؟ وهل الأولياء كلهم تيجانية؟ ومن هو هذا المهدي المنتظر الذي يأخذ بطريقة أحمد التيجاني ويترك الكتاب والسنة، ويكون خليفة للتيجاني لا خليفة خلفاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ الظاهر أنه يريد بهذا المهدي المنتظر صاحب السرداب الذي ينتظر الروافض قيامه. 7- وينقل الرباطابي التيجاني عن إمام التيجانية قوله : طريقتنا تنسخ جميع الطرق وتبطلها ".وهل في الطرق الصوفية ناسخ ومنسوخ ؟! وما هو الحكم على الطرق القائمة ؟! وهل يسلم أصحابها بهذه الدعوى؟! وهل يسلم أهل السنة بهذا أو ذاك؟! 8- ونقل الرباطابي عن إمامه أنه قال: "من ترك وردا من أوراد المشائخ لأجل الدخول في طريقتنا هذه المحمدية الإبراهيمية الحنيفية أمنه الله في الدنيا والآخرة فلا يسوؤه شيء أبدا وهذا وعد صادق منه صلى الله عليه وسلم إلينا وأن كل من دخل زمرتنا وخرج منها إلى غيرها طرده الله من حضرته وسلبه ما منحه من محبتنا ويموت كافرا والعياذ بالله من مكر الله ولا يفلح أبدا "!.هكذا يقول عن طريقته أنها محمدية إبراهيمية حنيفية ومن دخل فيها أمنه الله في الدنيا والآخرة، وينسب هذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، والرسول ما شهد بمثل هذا لمن دخل في الإسلام بمجرد دخوله، ( فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره ) والأمان المطلق له شروطه الصعبة. 9- ويقول: طريقتنا طريق محض الفضل أعطاها لي رسول الله صلى الله عليه وسلم منه إلي مشافهة من غير واسطة يقظة لا مناما، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا منة لمخلوق عليك من مشايخ الطرق وكان المصطفى صلى الله عليه وسلم شيخه ومربيه ووجهته وقدوته ". ص / 37.سبحان الله! بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم إلى العالمين بشيرا ونذيرا فبلغ الرسالة وأدى الأمانة وما مات حتى أكمل الله به الدين. ثم يبعثه الله لأحمد التيجاني وحده فيعلمه ويربيه ويشاوره ويملي عليه كل شيء ولا يفارقه طرفة عين !!! اللهم إننا نبرأ إليك من هذه الأباطيل ونشهد أنها أكاذيب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونؤمن بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ونتبعها ونتبع سبيل المؤمنين الذين مدحهم الله وزكاهم. ونؤمن بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ". ولا أكذب من هذه الأقوال والدعاوى العريضة. فهل ادعى أحد من الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الأربعة أو ادعى أحد من الصحابة أو زوجاته صلى الله عليه وسلم أو أهل بيته أنه رآه مرة واحدة في اليقظة؟ أو أنه سأله عن مسألة واحدة بعد موته؟ !!! إن روح رسول الله في الجنة وفي الرفيق الأعلى كيف يترك الجنة ويلازم أحمد التيجاني لا يغيب عنه طرفة عين يشاوره ويجيبه عن كل أمر يبدو له؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.  وللطريقة التيجانية شروط تبلغ تسعة وعشرين شرطا منها:  1- أن يكون المريد خاليا من أوراد المشائخ أو ينسلخ عنها وقد عاهد الله أن لا يعود إليها البتة. 2- عدم الزيارة لجميع الأولياء الأحياء منهم والأموات إلا من أذن له الشيخ في زيارتهم وهم الأنبياء والصحابة وإخواننا في الطريقة. قال رضي الله عنه: كل من أخذ وردنا ودخل طريقتنا لا يزور أحدا من الأولياء الأحياء والأموات أصلا.وقال رضي الله عنه : قال لي سيد الوجود صلى الله عليه وسلم: "إذا مر أصحابك بأصحابي فليزوروهم وأما غيرهم من الأولياء فلا". (ص / 43).ثم قال: والزيارة الممنوعة عندنا هي الزيارة بقصد التعلق وطلب الاستمداد لا الزيارة لله ومواصلة الأرحام وتعلم العلم وسماع الوعظ من العلماء " أي أنهم يوجبون قصر التعلق والاستمداد على شيوخ التيجانية والصحابة للعداوة والتحاسد بينهم وبين شيوخ الطرق الأخرى وهذا التعلق والاستمداد [1] هو عين الشرك بالله فهم لا يحرمون هذا الشرك من أجل إخلاص الدين والتوحيد لرب العالمين ولا من أجل أنه شرك بالله وإنما من باب التحزب واحتكار المريدين. صلاة الفاتح وجوهرة الكمال عقد التيجاني محمد سيد الرباطابي فصلا في فضل الأوراد اللازمة للطريقة ذكر فيه بعص الآيات والأحاديث في فضل الاستغفار، وفضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم فضل لا إله إلا الله ولم يذكر حديثا واحدا من أحاديث الاستغفار الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر صيغة من صيغ الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم كالصلاة الإبراهيمية بل اقتصر على ذكر صلاة الفاتح وفضلها المفترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: "ويكفي في فضل صلاة الفاتح لما أغلق الخ قول الشيخ رضي الله عنه: إن سيد الوجود صلى الله عليه وسلم أخبره بأن المرة الواحدة منها تعدل كل تسبيح وقع في الكون، وكل ذكر، وكل دعاء صغير وكبير ستة آلاف مرة. ثم قال (يعني الشيخ التيجاني): وخاصة صلاة الفاتح لما أغلق الخ أمر إلهي لا تدخل للعقول فيه، فلا يلتفت إلى تكذيب مكذب، ولا قدح قادح فإن لله فضلا خارجا عن دائرة القياس ويكفيك قول الله تعالى: ( ويخلق ما لا تعلمون ). فما توجه متوجه بأحب إلى الله بعمل يبلغها وإن كان ما كان ولا توجه متوجه بأحب إلى الله منها، ولا أعظم حظوة إلا مرتبة واحدة وهي: مرتبة من توجه إلى الله باسمه العظيم الأعظم لا غير، وتكفيه صلاة الفاتح لما أغلق ولا يحصل هذا الخير إلا لمن صدق بما سمع وسلم لفضل الله تعالى ولا يأخذه الحد والقياس. قال: واعلم أن كل ما تذكره من الأذكار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والأدعية لو توجهت بجميعها مائة ألف عام كل يوم مائة ألف مرة وجمع ثواب ذلك ما بلغ مرة واحدة من صلاة الفاتح لما أغلق الخ ولا يحصل فضلها إلا بشرطين: الأول : الأذن الخاص من الشيخ أو مقدميه ولو تعددت الوسائط إلى آخر الدهر.الثاني : أن يعتقد أنها ليست من تأليف مؤلف بل جاءت للقطب البكري من حضرة الغيب، وهي من أقسام وحي الإلهام للأولياء رضي الله عنهم ويعتقد أنها من كلام الله كالأحاديث القدسية وليست من تأليف البشر وقد ذكرت جملة صالحة من فضلها في الجواهر العلية وفضلها أكبر من أن يحصر وأعظم من أن يسطر وفضل الله أوسع والله ذو الفضل العظيم ".ونتساءل كيف ادخر الله صلاة الفاتح وفضلها للقطب البكري ثم للتيجاني والتيجانية فلم يعطها لأولى العزم من الرسل ومنهم سيد ولد آدم محمد صلى الله عليه وسلم ولم يعطها للأنبياء وسائر الرسل الكرام ولا الملائكة المقربين وأوحاها للقطب البكري؟ ! عن أنس رضي الله عنه قال: قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها، فلما انتهيا إليها بكت، فقالا لها ما يبكيك؟ ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم. فقالت: ما أبكي أن لا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن أبكي أن الوحي قد أنقطع من السماء فهيجتهما على البكاء فجعلا يبكيان "صحيح مسلم حديث (2454) فهؤلاء أصحاب رسول الله يعتقدان اعتقادا جازما أن الوحي قد انقطع من السماء لأن محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين كما جاء بذلك الكتاب والسنة وقام عليه الإجماع فمن اعتقد أن الله يوحي بعد موت محمد صلى الله عليه وسلم إلى أحد فقد كذب الكتاب والسنة والإجماع. وهل يجب على الناس أن يصدقوا التيجاني بأن صلاة الفاتح من أقسام وحي الله؟ وأن الصوفية يوحي الله إليهم بما هو أفضل مما أوحاه الله إلى الأنبياء والرسل الكرام !! وهل نصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ سئل عن أفضل الأعمال فأجاب: "الصلاة لوقتها فقال السائل: وهو عبدالله بن مسعود ثم أي؟ قال: "بر الوالدين" فقال عبدالله ثم ماذا؟ قال رسول الله: "الجهاد في سبيل الله" او نصدق التيجاني بإن صلاة الفاتح أحب إلي الله من كل عمل يتوجه به متوجه إلي الله والاسم الأعظم ولعله يخترع لله اسما يسميه هو الاسم الأعظم. هل نصدق التيجاني أن المرة الواحدة تعدل كل تسبيح وقع في الكون وكل ذكر ودعاء صغير وكبير ستة آلاف مرة إلى آخر ما يدعيه. وفي (جواهر المعاني) لعلي حرازم التيجاني ص / 135 حاكيا عن إمامه الشيخ أحمد التيجاني قوله : (فلما رأيت الصلاة التي فيها المرة الواحدة بسبعين ألف ختمة من دلائل الخيرات تركت الفاتح لما أغلق الخ واشتغلت بها وهي: اللهم صلى على سيدنا محمد وعلى آله صلاة تعدل جميع صلوات أهل محبتك وسلم على سيدنا محمد وعلى آله سلاما يعدل سلامهم لما رأيت فيها من كثرة الفضل، ثم أمرني بالرجوع صلى الله عليه وسلم إلى صلاة الفاتح لما أغلق فلما أمرني بالرجوع إليها سألته صلى الله عليه وسلم عن فضلها أخبرني أولا بأن المرة الواحدة منها تعدل القرآن ست مرات، ثم أخبرني ثانيا: أن المرة الواحدة تعدل من كل تسبيح وقع في الكون ومن كل ذكر ومن كل دعاء كبير أو صغير ومن القرآن ستة آلاف مرة لأنه من الأذكار "(ص / 135-136). ويقول: ثم قال الشيخ رضي الله عنه: وأخبرني صلى الله عليه وسلم أنها لم تكن من تأليف البكري (أي صلاة الفاتح) ولكنه توجه إلى الله مدة طويلة أن يمنحه صلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيها ثواب جميع الصلوات وسر جميع الصلوات، وطال طلبه مدة ثم أجاب دعوته فأتاه الملك بهذه الصلاة مكتوبة في صحيفة من النور ثم قال الشيخ: فلما تأملت هذه الصلاة وجدتها لا تزنها عبادة جميع الجن والإنس والملائكة ".انظر (ص / 137-138). وقال على حرازم: (فائدة: قال الشيخ رضي الله عنه: عدد ألسنة الطائر الذي يخلقه الله من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم الذي له سبعون ألف جناح إلى آخر الحديث ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف إلى أن تعد ثمان مراتب وستمائة وثمانون ألف ألف ألف ألف ألف ألف ألف إلى أن تعد سبع مراتب وسبعمائة ألف ألف ألف ألف ألف إلى أن تعد خمس مراتب فهذا مجموع عدد ألسنة وكل لسان يسبح الله تعالى بسبعين ألف لغة في لحظة وكل ثوابها للمصلي على النبي صلى الله عليه وسلم في كل مرة، هذا في غير الياقوته الفريدة وهي: الفاتح لما أغلق الخ وأما فيها فإنه في كل مرة ستمائة ألف طائر على الصفة المذكورة كما تقدم فسبحان المتفضل على من يشاء من عباده من غير منة ولا علة، انتهى من خط سيدنا وحبيبنا وخازن سر سيدنا أبي عبدالله سيدي محمد بن المشري حفظه الله وأدام ارتقاءه) (ص / 143-144 من جواهر المعاني). فهل سمع بشر بأكذب من هذا الكذب والافتراء على الله ؟! فهذا هو واقع الطريقة التيجانية وواقع شيوخها، فهل يقال إنهم من أهل السنة؟! وأقرأ الطرق الأخرى مثل الرفاعية والشاذلية والنقشبندية والجشتية والمرغنية فستجد ما يهيلك ويذهلك من العقائد الإلحادية كالحلول ووحدة الوجود والشرك الأكبر والخرافات والأساطير ما يندى له الجبين. فهل يقال إن أهل هذه الطرق وما شاكلها من أهل السنة والجماعة!.؟  وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.  ربيع بن هادي عمير المدخلي  1- أنهم نفوا أبا يزيد البسطامي من بلده سبع مرات. 1- أن ذا النون هجره علماء مصر ورموه بالزندقة وكان من المنكرين عليه الإمام عبد الله بن عبد الحكم المالكي. 2- وقال: وأخرج أبو سليمان الداراني من دمشق وقالوا إنه يزعم أنه يرى الملائكة 3- وشهد قوم على أحمد بن أبي الحواري أنه يفضل الأولياء على الأنبياء فهرب من دمشق إلى مكة. 4- وذكر عن أبي يزيد البسطامي أنه يقول: لي معراج مثل معراج النبي صلى الله عليه وسلم فأخرجوه من بسطام. ميدان الفضل والإفضال (ص / 62) نقلا عن كتاب (التيجانية) للأستاذ علي الدخيل الله (ص / 84).  1- الطريقة التيجانية أخذها شيخها وإمامها أحمد التيجاني الشيطانية 2 - ويقول محمد سعد الرباطابي التيجاني عن شيخ الطريقة أحمد التيجاني: "ورضي الله تعالى عن بهجة الأخيار ومعدن البركات والأسرار قطب الأقطاب وغوث الأغواث القطب المكتوم والكنز المطلسم قدوتنا وشيخنا وإمامنا ختام الأولياء وممدهم الشيخ أحمد بن محمد التيجاني الشريف الحسني وعن أصحابه المنتسبين إليه ومحبيه أجمعين" (ص / 3).  4- ويقول عن علمه : وكان رضي الله عنه يقول: لو سألني سائل أربع سنين وأنا أملي عليه وهو يكتب لم يفرغ يعني من غير تأمل، ولا يستغرب ذلك وقد قال له صلى الله عليه وسلم : كل ما أمليت فأنت مترجم عني ". 29 / ربيع الآخر / 1426 ه
(1): الاستمداد عند الصوفية: استمداد المريد من روحانية شيخه بكثرة رعاية صورته ليتأدب ويستفيض منه في الغيبة كالحضور، وقيل الفناء في الشيخ مقدمة الفناء في الله وهذآ من أهم المهمات اكد الآداب في العبادة وهذآ الأمر لا يجحده إلا من كتب الله على جبهته الخسران واتسم والعياذ بالله بالمقت والحرمان أولئك هم الأخسرون أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. انظر نو ر الهداية والعرفان ص / 55 وتنوير القلوب ص / 518 كلاهما من كتب النقشبندية. ونحن نرى أنه يجب الكفر بهذا الأمر ونرجو السعادة لمن يجحده. 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق