السبت، 15 أغسطس 2015

الرد على الصوفية عباد القبور = تعد تهمة خطيرة مخيفة، وكانوا يحذروننا من الاجتماع بهم، فوقفت مرة في حلقة ابن بدران، العالم الحنبلي المعروف، وكان هناك طلاب يمرون في الأسواق، فرأوني في حلقة ابن بدران وقدموا في تقريرا إلى المشايخ، فضربت (فلقة) في رجلي "[علامة الشام: عبدالقادر بن بدران ص 22]

وسبب ذلك أن ابن بدران كان على منهج السلف، ودمشق آنذاك، وكذلك أكثر المدن السورية، كانت على جمود المتصوفة، والبعد عن مرونة العلماء المجتهدين في أيام الدولة العثمانية.

فقد كان ابن بدران يظهر تعلقه بأئمة السلف: ابن تيمية وابن القيم الجوزية، فيقول: "كان ابن تيمية على منهاج ما كان عليه الصحابة والتابعون بإحسان، ويناهض حصون العادات السيئة والبدع، فيدكها ولا يخشى في الله لومة لائم .. فهب قوم قصروا عن مداه ، فعاندوه حسدا وبغيا .. ولاشك أنه بلغ رتبة الاجتهاد المطلق، فعليه رحمة الله تعالى "[الفتاوى القازانية ص 207] أما مذهبه فقال محمد بن سعيد الحنبلي: "... وكان شافعيا ثم تحنبل، وسبب ذلك - كما قاله بعض الخواص عنه                                                                   " كنت في أول عمري ملازما لمذهب الإمام الشافعي -رحمه الله- سالكا فيه سبيل التقليد، ثم من الله علي فحبب إلي الاطلاع على كتب التفسير والحديث وشروحها، وأمهات كتب المذاهب الأربعة، وعلى مصنفات شيخ الإسلام وتلميذه الحافظ ابن القيم، وعلى كتب الحنابلة، فما هو إلا أن فتح الله بصيرتي وهداني من غير تحزب لمذهب دون مذهب، فرأيت أن مذهب الحنابلة، أشد تمسكا بمنطوق الكتاب العزيز والسنة المطهرة ومفهومها، فكنت حنبليا من ذلك الوقت "[نبذة في ترجمة ابن بدران في آخر كتاب المدخل] لقد تميز ابن بدران بالعفة والأدب والعلم والتقوى، مع الزهد في حطام الدنيا .. وقد أثنى عليه كل عالم منصف يعرف قدره وفضله: قال عنه الزركلي: "فقيه أصولي، عارف بالأدب والتاريخ كاره للمظاهر، يقنع بالكفاف، لا يعنى بملبس أو بمأكل، ضعف بصره قبل الكهولة، وفلج في أعوامه الأخيرة "[الأعلام 1/37] وقال الأستاذ أدهم الجندي: "وبرع ابن بدران في سائر العلوم العقلية والأدبية والرياضية، وتبحر في الفقه والنحو، فكان -رحمه الله- علما من الأعلام"وقال: "كان شيخا جليلا زاهدا في حطام الدنيا، متقشفا في ملبسه ومسكنه ومعيشته .. "[أعلام الأدب والفن: 1 / 224-225]وقال عنه محمد تقي الدين الحصني: ".. كان سلفي العقيدة، يبح التقشف ويميل بطبعه إلى الانفراد عن الناس، والبعد عن الأمراء، وله اختصاص في علم الآثاروالكتب القديمة، ومعرفة أسماء الرجال ومؤلفاتهم من صدر الإسلام إلى اليوم "[منتخبات التواريخ لدمشق: 2 / 762-763] وقال الشيخ محمد بن السعيد العثماني: "كان -رحمه الله- شيخا جليلا مقتفيا لطريقة السلف الصالح مدافعا عنها، صابرا على أذى الأعداء فيها، تاركا للتعصب، مع الدين والتقوى والعفة والصلاح .. "[نبذة من ترجمة ابن بدران في آخر المدخل] (/ 4) وقال العلامة الشيخ محمد بهجة البيطار في كلامه عن شيخيه جمال الدين القاسمي وابن بدران: "وكانت صلة ابن بدران بالقاسمي حسنة، وكان للشيخين أمل كبير وسعي عظيم، وفي تجديد النهضة الدينية العلمية في ديار الشام، فقد أشبها -رحمهما الله- أئمة السلف تعليما للخواص، وإرشادا للعوام، وتأليفا للكتب النافعة، وزهدا في حطام الدنيا الزائلة "[مقدمة منادمة الأطلال] وقال محب الدين الخطيب حين ذكر وفاته في مجلة الفتح: "هو -أي ابن بدران- من أفاضل العلماء .. تلقى العلم عن المشايخ مدة خمس سنوات، ثم انصرف إلى تعليم نفسه بنفسه، فكان من أهل الصبر على التوسع في اكتساب المعارف، من العلوم الشرعية والأدبية والعقلية ، وهو حنبلي المذهب .. "[الفتح، العدد 67] وقد عين مفتيا للحنابلة، ومدرسا بالجامع الأموي .. وغير ذلك .. وقد ابتلي كثيرا، من الحكام ومشايخ الدولة، والصوفية، والجهلة الأغمار، وكان يشتكي من التعدي والحسد، وتألبهم عليه، يقول البارودي: "الشيخ ابن بدران أحد فقهاء قصبة دوماء، وهو من العلماء المجددين كان جريئا لا يهاب أحدا ..." ثم ذكر أن من جرئته أعترض على بعض مخالفات رئيس بلدية دوما صالح طه، فأصدر صالح طه أمرا من الوالي بإبعاد الشيخ ابن بدران عن دوما، فانتقل إلى دمشق مدة سنيتن حتى انتهت مدة نفيه، وقد أفاد أهل دمشق وانتشرت دعوته الإصلاحية السلفية، وخدم تاريخ دمشق بتهذيب تاريخ دمشق، وألف [الروض الباسم في تراجم المفتين بدمشق الشام] ولقد ألف ابن بدران المؤلفات الكثيرة، التي تشهد له بالفضل وسعة الاطلاع، غير أن بعضها لم يكتمل، بسبب ما أصيب به من داء الفالج في آخر عمره .. وقد بلغت مصنفاته (46 مصنفا). وفيما يلي ذكر أهم تلك المصنفات: 1 - المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل 2 - منادمة الاطلال ومسامرة الخيال (/ 5) 3 - الروض الباسم في تراجم المفتين بدمشق الشام 4 - العقود الدرية في الأجوبة القازانية 5 - العقود الياقوتية في جيد الأسئلة الكويتية 6 - حاشية الروض المربع شرح زاد المستنقع "الجزء الأول" 7 - تعليق على لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لابن قدامة 8 - تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر "يقع في ثلاثة عشر مجلدا" 9 - تاريخ دوما منذ فجر الدولة العباسية حتى القرن الرابع عشر الهجري 10 - الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية 11 - شرح روضة الناظر لابن قدامة 12 - ديوان تسلية اللبيب عن ذكر حبيب وقد تتلمذ على يديه خلق كثير، من أبرزهم: 1 - المؤرخ خير الدين الزركلي، صاحب كتاب الأعلام. 2 - العلامة محمد صالح العقاد الشافعي، الذي كان يقال عنه: "الشافعي الصغير" 3 - العلامة المؤرخ محمد أحمد دهمان، وهو من أخص طلابه، وقد أسس في حياة شيخه المطبعة والمكتبة السلفية بدمشق، حيث طبع مؤلفات شيخه ابن بدران. 4 - الأديب الشاعر محمد سليم الجندي، من أعضاء المجمع العلمي في دمشق، قال علي الطنطاوي عنه: "ما أعرف تحت أديم السماء أعلم منه بالعربية وعلومها" [دمشق للطنطاوي 114] 5 - الشاعر الأديب محمد بن محمود البزم، ترجم له الزركلي في الأعلام. 6 - فخري بن محمود البارودي، من رجال السياسة والأدبوعلماء آخرون، إذ أنجب تلامذة أصبحوا أعلاما خالدين، كما يقول أدهم الجندي في كتابه "أعلام الأدب والفن "1/225 وقد أصيب آخر حياته بمرض الفالج، فنقل للمستشفى وظل فيه ستة أشهر، ثم خرج، وتوفي - رحمه الله- في ربيع الثاني 1346. ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق * غالب هذه الترجمة استفادتها من كتاب [علماء الشام في القرن العشرين] نقلها المنهج - شبكة الدفاع عن السنة

العائدون علامة الشام محمد بهجة البيطار من بيت غلاة الصوفية إلي إتباع السلفية محمد بهجة بن محمد بهاء الدين البيطار، العالم الفقيه، والمصلح الأديب، والمؤرخ الخطيب، ولد بدمشق في أسرة دمشقية عريقة، جدها الأعلى من الجزائر. كان والده من شيوخ دمشق، ومن مشايخ الصوفية الغلاة، يقول الطنطاوي:  "ومن أعجب العجب، أن والد الشيخ بهجة كان صوفيا من غلاة الصوفية، القائلين بوحدة الوجود، على مذهب ابن عربي، وابن سبعين والحلاج ..." [رجال من التاريخ ص416-417] نشأ في حجره، وتلقى عليه مبادئ علوم الدين واللغة .. ثم درس على يد أعلام عصره، مثل: جمال الدين القاسمي، محمد الخضر حسين، محمد بن بدران الحسني، محمد رشيد رضا .. وكان تأثره بالشيخ جمال الدين القاسمي كبيرا، قال عاصم البيطار ولد الشيخ بهجة:" وكان والدي ملازما للشيخ جمال الدين، شديد التعلق به، وكان للشيخ - رحمه الله- أثر كبير، غرس في نفسه حب السلفية ونقاء العقيدة، والبعد عن الزيف والقشور، وحسن الانتفاع بالوقت والثبات على العقيدة، والصبر على المكاره في سبيلها، وكم كنت أراه يبكي وهو يذكر أستاذه القاسمي " فسبحان من يخرج الحي من الميت .. وقد أسهم في نشر العقيدة الصحيحة .. وتولى عدد من المناصب العلمية .. وقد اختير الشيخ "بهجة البيطار" في جمعية العلماء، ثم في رابطة العلماء في دمشق. وتولى الخطابة والإمامة والتدريس في جامع "القاعة" في الميدان خلفا لوالده، ثم في جامع "الدقاق" في الميدان أيضا، استمر فيه حتى وفاته. (/ 2) تنقل في وظائف التدريس في سوريا والحجاز ولبنان، كما أنه درس في الكلية الشرعية بدمشق: التفسير والأخلاق، ودرس كذلك في دار المعلمين العليا وفي كلية الآداب في دمشق .. وبعد التقاعد قصر نشاطه على المحاضرات الجامعية والتدريس الديني. وكان الشيخ عضوا في المجمع العلمي العربي، ومشرفا على مجلته. سافر للحجاز وحضر مؤتمر العالم الإسلامي في مكة المكرمة عام 1345 ه، وأبقاه الملك عبدالعزيز فجعله مديرا للمعهد العلمي السعودي في مكة، ثم ولاه القضاء، فاشتغل به مدة ثم استعفاه، قولاه وظائف تعليمية، وجعله مدرسا في الحرم، وعضوا في مجلس المعارف .. ثم دعي الشيخ لإنشاء دار التوحيد في الطائف .. وكان خطيبا بارعا يخطب ارتجالا .. وقد كان سببا في هداية عدد كبير من طلبة العلم والمثقفين والأدباء إلى العقيدة الإسلامية الصحيحة .. ومنهم الشيخ الأديب علي الطنطاوي حيث يقول عن تلكم الحوارات: "" لقد وجدت أن الذي أسمعه منه يصدم كل ما نشأت عليه، فقد كنت في العقائد على ما قرره الأشاعرة والماتريدية، وهو شيء يعتمد في تثبيت التوحيد من قريب أو بعيد على الفلسفة اليونانية، وكنت موقنا بما ألقوه علينا، وهو أن طريقة السلف في توحيد الصفات أسلم، وطريقة الخلف أحكم، فجاء الشيخ بهجة يقول: (بأن ما عليه السلف هو الأسلم، وهو الأحكم) ... وكنت نشأت على النفرة من ابن تيمية والهرب منه؛ بل وبغضه، فجاء يعظمه لي، ويحببه إلي، وكنت حنفيا متعصبا للمذهب الحنفي، وهو يريد أن أجاوز حدود التعصب المذهبي، وأن اعتمد على الدليل، لا على ما قيل .. . وتأثرت به، وذهبت مع الأيام مذهبه مقتنعا به، بعد عشرات من الجلسات والسهرات في المجادلات والمناظرات ...) رجال من التاريخ لعلي الطنطاوي ص 414 ثم يقول الشيخ علي الطنطاوي-رحمه الله تعالى-: (/ 3) "وكان اتصالي بالشيخ بهجة قد سبب لي أزمة مع مشايخي، لأن أكثر مشايخ الشام ممن يميلون إلى الصوفية، وينفرون من الوهابية، وهم لا يعرفونها ولا يدرون أنه ليس في الدنيا مذهب اسمه الوهابية، وكان عندنا جماعة من المشايخ يوصفون بأنهم من الوهابيين، على رأسهم الشيخ محمد بهجة البيطار. .. "


علامة ال مغرب محمد الزمزمي الغماري من الشرك والصوفية إلي التوحيد والسنة العلامة الشريف محمد الزمزمي بن محمد بن الصديق الغماري .. ولد في أسرة أشعرية حتى النخاع، وبيت لطريقة صوفية (الطريقة الصديقية)، يكثر فيهم التجهم !! ويظهر فيهم التعصب .. ولد هذا الشيخ ببور سعيد بمصر في طريق والديه إلى الحج عام 1330 ه. حفظ القرآن الكريم على شيخه الفقيه محمد الأندلسي، وفي عام 1349 شرع في قراءة العلم على أخيه الأكبر أحمد، ثم شد الرحلة إلى القاهرة صحبه أخيه عبدالله الذي قرأ معه الآجرومية، وطرفا من ألفية بن مالك، وورقات إمام الحرمين، وأوائل جمع الجوامع على الباخرة. ولما وصل إلى القاهرة التحق بالأزهر، فقرأ على جماعة من شيوخه، كالشيخ عبدالسلام غنيم، وأبي طالب حسنين، ومحمود الإمام، وعبدالمجيد الشرقاوي، والشيخ محمد بخيت المطيعي وغيرهم، واختار في الفقه قراءة مذهب أحمد رحمه الله تعالى. ثم رجع إلى طنجة عند وفاة والده عام 1354، وجعل يلقي دروسا تطوعية بالجامع الكبير، وبزاوية والده في التفسير والحديث، والتف حوله جماعة من الطلبة، فقرأ معهم الأصول والمنطق والعربة والبلاغة ... نشأ -كما ذكرنا- كأسرته وباقي أهل بيته على التصوف وكان جلدا فيه، وألف في نصرته كتابا أسماه: "الانتصار لطريق الصوفية الأخيار"، ذكر فيه أدلة ما يختص به الصوفية (/ 2) ثم لما بلغ سن الأشد -أي الأربعين-، ونضج تفكيره، وثاب إلى رشده، أشهر على هذه الطرق البدعية حربا عنيفة لا هوادة فيها، وضللهم وبدعهم، وكفر عددا منهم، وتبرأ من والده كتابة وكتب: [الزاوية وما فيها من البدع والأعمال المنكرة]، قال في ديباجته: "ألا فليشهد علي المؤمنون، والعلماء الصالحون أني أتبرأ من المتصوفة الجاهلين، وأتقرب إلى الله تعالى ببغضهم، وأدعو إلى محاربتهم ... " وقد كان من محاربته للصوفية تركيزه على من خبر سرهم، وعرف شناعتهم، وتلاعبهم على الناس، وهم إخوته وتلامذة والده، فعاداهم وهجرهم، .. ووقعت بينه وبين إخوته ردود عديدة، أدت إلى فضحهم وكشف حقيقتهم، وهجر الناس لهم، وتبينهم أن الحق بالدليل، لا بأبناء الصديق الغماري وطريقتهم !! وقد قام بعض إخوته (المشايخ الجهمية) بمرافعة ضد في محاكم الطاغوت، يقاضونه على أن فضحهم وبين عوارهم .. نسأل الله السلامة والعافية. ومن كتبه القاصمة لأرباب التصوف بالعموم؛ وأهله بالخصوص ما دونه باسم (الطوائف الموجودة في هذا الوقت) وفيه براءته من أحوال إخوانه الصوفية الدرقاوية البدعية !! ومنها كتابه في الهجر، جليل القدر، عظيم الأمر، الذي أسماه ب (إعلام المسلمين بوجوب مقاطعة المبتدعين والفجار والظالمين )، وهو رد على أخيه عبدالله، لما لديه من الدعوة إلى القبوريات، وإلى بناء المساجد على القبور، وخدمة زاوية أبيه الصوفية الصديقية، وفي سلسلة يطول ذكرها من البدع المضلة ... (/ 3) ومن رسائله التي هزت أصحاب الزاوية الضالة، كتابه (كشف الحجاب عن المتهور الكذاب) .. حتى أن أخيه القبوري عبدالله قال في سبيل التوفيق بأنه "يقصدني" وأخذ في ذكر ما بينه وبين أخيه .. والذي بينهم هو توحيد أو شرك .. فأحد يرفع راية الإسلام بنقائه وصفائه مخلصا لله الدين .. والآخر يرفع راية عبادة القبور، واستحسان البدع وهم من السنة نفور .. هذه خلاصة الخلاف .. لقد كان -رحمه الله- أثريا عاملا بالدليل، شديدا على متعصبة المذاهب، قوالا بالحق، بعيدا عن الظلمة وذوي السلطة، شديدا عليهم وعلى المتفرنجين، زاهدا في الدنيا .. له تآليف كثيرة، منها: (دلائل الإسلام) و (التفرنج) و (المحجة البيضاء) و (إعلام الفضلاء بأن الفقهاء ليسوا من العلماء) و (تحذير المسلمين من مذهب العصريين) و (الحجة البيضاء ..) و (كشف الحجاب عن المتهور الكذاب) و (إعلام المسلمين بوجوب مقاطعة المبتدعين والفجار والظالمين) ... ولقد ألم بالشيخ مرض ألزمه الفراش مده حتى استوفاه الله في يوم الجمعة 28 من ذي الحجة عام 1408 ه، غفر الله ورحمة ورفع منزلته في عليين. كتبه أبو عمر الدوسري (المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة العائدون العائدون إلي العقيدة موقع صحوة الشيعة موقع مهتدون الملل النحل الصفحة الرئيسية مواقع اسلامية (/ 4) علي الطنطاوي من العقيدة الأشعرية والماتريدية والصوفية إلي السلفية من لا يعرف الشيخ الأديب الأريب الخطيب محمد علي الطنطاوي -رحمه الله تعالى- .. الذي جاهد بنفسه وماله وأهله لخدمة هذا الدين .. إنه نبراس في الاقتداء في جانب الجهاد والتعبئة للمشاعر الدينية .. وهو أسوة في الأدب المحتشم الملتزم .. وهو قدوة في الاستكبار على الهوى واستصغار النفس لتقبل الحق شاءت أم أبت إذا بان له الحق بدليله .. فمن لا يعرف هذا الشيخ؟ !! إن المنابر لتذكر خطبه المجلجلة .. والمساجد تذكر ركعاته الخاشعة المتأنية .. والصحف تذكر سيفه إذا سله .. والإذاعة لتذكر صوته الأخاذ بتلابيب القلوب .. علي الطنطاوي .. هذا الشيخ .. ولد في بيت صالح .. لكنه تربى على غير اعتقاد أهل السنة .. وسلك طريقة يخالف الجماعة .. كيف؟ !! هل تريد أن تعرف الخبر !!؟ الخبر يخبرك به الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله تعالى- حيث يقول: (/ 2) "إنه نشأ أول أمره في وسط صوفي، إذ كان والده نقشبنديا مثل أكبر المشايخ، فتعلم منه كره ابن تيمية وكره الوهابية، حتى إذا شخص إلى مصر، وصحب خاله المرحوم الأستاذ محب الدين الخطيب، بدأ ينظر إلى ذلك الموضوع بروح جديدة دفعته إلى إعادة النظر في أمر القوم .. بيد أنه لم ينته إلى الاستقرار إلا بعد اتصاله بالشيخ بهجة البيطار، فمن هناك بدأت استقامته على الطريقة والتزام الجادة، وكان من أثر ذلك كتاباه اللذان أخرجهما عن حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب .. إلا أن هذا الاستقرار لم يأت بالمجان. بل كلفه وأخاه عبدالغني -كما يقول- طويلا من النقاش مع الشيخ بهجة، غفر الله لنا وله، فقد دخلا معه في معركة جدال حادة، بلغت بهما حد إغضابه، وهو المعروف بوقار العلم وسعة الصدر، والبعد عن التعصب، حتى لم يعد لهما حجة يصح الاعتداد بها بعد أن اتضحت معالم الحق في أجلى بيان " علماء ومفكرين عرفتهم 3/192 ويتحدث الشيخ علي الطنطاوي - رحمه الله تعالى- عن كيفية انتقاله من عقيدة الأشاعرة والماتريدية إلى عقيدة أهل السنة والجماعة، يقول عن شيخه الذي اهتدي على يديه محمد بهجة البيطار - رحمه الله تعالى-: (/ 3) "لقد وجدت أن الذي أسمعه منه يصدم كل ما نشأت عليه، فقد كنت في العقائد على ما قرره الأشاعرة والماتريدية، وهو شيء يعتمد في تثبيت التوحيد من قريب أو بعيد على الفلسفة اليونانية، وكنت موقنا بما ألقوه علينا، وهو أن طريقة السلف في توحيد الصفات أسلم، وطريقة الخلف أحكم، فجاء الشيخ بهجة يقول: (بأن ما عليه السلف هو الأسلم، وهو الأحكم) ... وكنت نشأت على النفرة من ابن تيمية والهرب منه؛ بل وبغضه، فجاء يعظمه لي ، ويحببه إلي، وكنت حنفيا متعصبا للمذهب الحنفي، وهو يريد أن أجاوز حدود التعصب المذهبي، وأن اعتمد على الدليل، لا على ما قيل ... وتأثرت به، وذهبت مع الأيام مذهبه مقتنعا به، بعد عشرات من الجلسات والسهرات في المجادلات والمناظرات .. .) رجال من التاريخ لعلي الطنطاوي ص 414 ثم يقول الشيخ علي الطنطاوي-رحمه الله تعالى-: "وكان اتصالي بالشيخ بهجة قد سبب لي أزمة مع مشايخي، لأن أكثر مشايخ الشام ممن يميلون إلى الصوفية، وينفرون من الوهابية، وهم لا يعرفونها ولا يدرون أنه ليس في الدنيا مذهب اسمه الوهابية، وكان عندنا جماعة من المشايخ يوصفون بأنهم من الوهابيين، على رأسهم الشيخ محمد بهجة البيطار ... " المرجع السابق: ص 416 الكلام الذي سبق في الحوار مع الطنطاوي .. جعل المقابل -وهو الشيخ محمد المجذوب رحمه الله- يقف مع هذه المسألة وقفات في [علماء ومفكرين عرفتهم للمجذوب 3 / 206-209] .. أدعك مع الحوار .. ومع تعقبات الشيخ [خالد أهل السنة] لبعض ما لم يوفق فيه الشيخ الطنطاوي -رحمه الله-: "بين الصوفية والسلفية : م-: يا فضيلة الشيخ اسمحوا لي أن أقول لكم إنني والقراء الذين سيطلعون على ما سأكتبه عنكم نريد أن نعرف موقفكم النهائي من الدعوة السلفية والمسالك الصوفية؟ (/ 4) الطنطاوي: لقد أسلفت الكلام عن موقفي عن السلفية عند حديثي عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب، وترون ذلك واضحا في ما كتبته عنه في مدخل الجزء الأول من الكتابين .. حيث بينت أنت انتقلت إلى أقصى الطرفين. م: وقد حدثتنا عن ترددك بينهما .. ط: أجل .. قد ترددت ثم استقررت على مذهب السلف؛ ولكن هناك مشكلة واحدة .. أحب أن أقف عليها قليلا، شيخ الإسلام من أعاظم مفكري الإسلام، وكذلك ابن حزم إمام عظيم، ولكل منهما رأي عليه بعض الاعتراض فابن تيمية ينكر التأويل إطلاقا، وابن حزم ينكر القياس .. وقد عالجت هذه الناحية في كتابي (تعريف عام بدين الإسلام) " تعقب الشيخ خالد أهل السنة: 1 - قوله: "فابن تيمية ينكر التأويل مطلقا" الاستدراك: . إن كان يقصد انة ينكر التأويل الذى بمعنى التفسير والتأويل بمعنى الحقيقة ألتي يؤول إليهآ الكلام فقد غلط وان كان يقصد بالتأويل المعنى الثالث الحادث وهو ( المجاز) الذي هو صرف اللفظ عن المعنى الظاهر الراجح إلى المعنى الخفي المرجوح .. فإنه لم ينكره إذا كانت له قرينة صارفة وتعذر إرادة حقيقة الكلام. وهذا التأويل بمعناه الثالث لا وجود له في آيات الأسماء والصفات لأنها على الحقيقة ولا يدخلها (المجاز) إطلاقا.ويستمر الطنطاوي قائلا: "من ذلك مثلا استواء الرحمن سبحانه وتعالى على العرش .. فمن أنكر الاستواء كفر دون شك، ومن فسر بمثل قعود الناس فقد كفر أيضا .. ولابد أن يكون الحق بين هذين الجانبين .. فأنا شهد الله سلفي العقيدة، لكن هناك أمور من آيات الصفات لا أرها تفهم إلا مؤولة ". تعقب الشيخ خالد أهل السنة: 2 - قوله: ".. لكن هناك أمور من آيات الصفات لا أراها إلا مؤولة" الاستدراك: (/ 5) ظاهر أنه يريد بقوله "مؤولة" يعني على (المجاز) وأنه لا يراد حقيقة الكلام، وقد نسب كلامه هذا لرأيه بقوله: "لا أراها" والعقيدة والتوحيد لا مجال فيها للرأي أو الاجتهاد أو القياس؛ بل نفيهم نصوصها على ظاهرها والكلام فيها على الحقيقة. ويستمر الطنطاوي قائلا: "فربنا الذي يخبر أنه استوى على العرش، يقول في آية أخرى من كتابه الحكيم: {وهو معكم أينما كنتم} فلابد من تأويل هذه المعية بأنها معية علم وسمع وبصر، وهو النحو الذي جرى عليه ابن تيمية في تأويلها .. " تعقب الشيخ خالد أهل السنة: 3 - قوله : "فربنا الذي يخبر بأنه استوى .." إلى قوله: "وهوالنحو الذي جرى عليه ابن تيمية في تأويلها" الاستدراك: هذا غلط منه ومجانبة للصواب.



 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق