السبت، 15 أغسطس 2015

ا لرد على الصوفية = و قال اليافعي في كتاب "الإسناد": "ما نقل ونسب إلى المشايخ رضي الله عنهم مما يخالف العلم الظاهر فله مجال:

-       الأول: أن لا نسلم نسبته إليهم حتى يصح عنهم.-       والثاني: بعد الصحة يلتمس له تأويل عند أهل العلم 

-   الثالث: صدور ذلك عنهم في حال السكر والغيبة والسكر إن كان مباحا غير مؤاخذ لأنه غير مكلف في ذلك الوقت فسوء الظن بهم بعد هذه المخارج من عدم التوفيق " !- أقول: إن تاج الدين السبكي:1-                        أشعري غال في تعطيل الصفات.2-        صوفي غال، يؤمن بخرافات الصوفية وإن شئت فانظر الجزء الثامن من كتابه "الطبقات" (ص 403-418) لتعرف غلوه في التصوف والخرافات. 3-                        . فيه شدة زائدة على أهل السنة ولين زائد تجاه غلاة الصوفية كمآ رأيت بمآ فيهم أهل الحلول حدة الوجود قال في (طبقات الشافعية الكبرى 5/191): "أقول: للأشاعرة قولان مشهوران في إثبات الصفات هل تمر على ظاهرها مع اعتقاد التنزيه أو تؤول. والقول بالإمرار مع اعتقاد التنزيه هو المعزو إلي السلف وهو إختيار الإمام في الرسالة النظامية وفي مواضع من كلامه فرجوعه معناه الرجوع عن التأويل إلي التفويض ولا إنكار في هذا ولا في مقابله فإنها مسأله اجتهادية أعني مسأله التأويل او التفويض مع اعتقاد التنزيه إنما المصيبة الكبرى والداهية الدهياء الإمرار على الظاهر والاعتقاد انة المراد وأنه لا يستحيل على الباري فذلك قول المجسمة عباد الوثن الذين في قلوبهم زيغ يحملهم الزيغ على إتباع المتشابه ابتغاء الفتنة عليهم لعائن الله تترى احدة بعد أخرى ما أجرأهم على الكذب وأقل فهمهم للحقائق ) اه !!. - أقول: 1-               من قال:؟!. إن مذهب السلف هو التأويل أو التفويض 2-     إن مذهب السلف الصالح هو الذي دل عليه الكتاب والسنة وهو الإيمان بصفات الله وإثباتها له على الوجه اللائق بالله من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل. 3-     وهذا المذهب تجده مقررا في كتب السنة الصحاح والسنن وفي كتب التفسير وفي كتب العقائد التي دونت لإثبات عقيدة السلف وللرد على المعطلة الجهمية وعلى المشبهة من قبل أن يأتي مذهب الأشاعرة. 4-     لقد قرر العلماء أنه لا اجتهاد مع النص، ونصوص الصفات الصريحة في إثبات علو الله على خلقه واستوائه على عرشه في الكتاب والسنة تجاوزت العشرات ودان به السلف الصالح وردوا تحريف المعطلة وغلو المشبهة بالحجج القاطعة والبراهين الساطعة وكذلك قرروا وجوب الإيمان بسائر صفاته على الوجه اللائق به من غير تحريف ولا تعطيل ولا تشبيه ولا تمثيل. 5-     أنصح المغرورين بمذهب الأشاعرة أن يقرؤوا كتاب "الإبانة" وكتاب "مقالات الإسلاميين" وغيرهما من الكتب التي رجع فيها أبو الحسن إلى مذهب السلف ورد فيها على الجهمية المعطلة وغيرها. وأنصحهم بالرجوع إلى كتاب التوحيد من صحيح البخاري وخلق أفعال العباد للبخاري وإلى كتاب السنة من سنن أبي داود ومقدمة ابن ماجه لكتابه السنن وإلى مؤلفات أئمة السنة في بيان عقائد السلف بأدلتها. وليرجع القاري إلى ما نقله الترمذي عن أئمة السلف: قال -رحمه الله- في سننه (رقم 662) معلقا على حديث: (إن الله يقبل الصدقة ويأخذها بيمينه فيربيها لأحدكم كما يربي أحدكم مهره حتى أن اللقمة لتصير مثل أحد) هذا حديث حسن صحيح. - قال الترمذي: "وقد قال غير واحد من أهل العلم في هذا الحديث وما يشبه هذا من الروايات من الصفات ونزول الرب تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا قالوا قد ثبتت الروايات في هذا ويؤمن بها ولا يتوهم ولا يقال كيف هكذا روي عن مالك وسفيان. بن عيينة وعبد الله بن المبارك أنهم قالوا في هذه الأحاديث أمروها بلا كيف .وهكذا قول أهل العلم من أهل السنة والجماعة. وأما الجهمية فأنكرت هذه الروايات وقالوا هذا تشبيه وقد ذكر الله عز وجل في غير موضع من كتابه اليد والسمع والبصر فتأولت الجهمية هذه الآيات ففسروها على غير ما فسر أهل العلم وقالوا إن الله لم يخلق آدم بيده وقالوا إن معنى اليد ها هنا القوة وقال إسحاق بن إبراهيم: إنما يكون التشبيه إذا قال: (يد كيد) أو :( مثل يد) أو (سمع كسمع) أو مثل سمع فإذا قال سمع كسمع أو مثل سمع فهذا التشبيه وأما إذا قال كما قال الله تعالى يد وسمع وبصر ولا يقول كيف ولا يقول مثل سمع ولا كسمع فهذا لا يكون تشبيها وهو كما قال الله تعالى في كتابه: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) "اه. وأخرج البيهقي في الأسماء والصفات (ص 408) عن الأوزاعي أنه قال: (كنا والتابعون متوافرون نقول: إن الله تعالى ذكره فوق عرشه ، ونؤمن بما وردت السنة به من صفاته جلا وعلا ). وأثر مالك في ذلك مشهور لما سأله سائل عن الاستواء، فقد أخرج البيهقي في الصفحة نفسها من الكتاب نفسه قول مالك رحمه الله: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وما أراك إلا مبتدعا فأمر به أن يخرج)- أقول: وقد أخذ الأشعرية بنصيب من مذهب الجهمية فأولوا الاستواء والنزول واليد وسائر الصفات الخبرية ويزعمون -كما تزعم الجهمية- أن إثبات هذه الصفات يقتضي التشبيه ويدعون مع ذلك أنهم على مذهب السلف !! 6-     وقول السبكي: " فالواجب تسليم أحوال القوم وإنا لا نأخذ أحدا إلا بجريمة ظاهرة ومتى أمكننا تأويل كلامه وحمله على محمل حسن لا نعدل عن ذلك لا سيما من عرفناه من أهل الخير ولزوم الطريقة ثم برزت لفظة عن غلطة أو سقطة إنها لا تهدم ما مضى ". أ- وأي جريمة أشد من التفوه بالحلول ووحدة الوجود. ب- الغلطة والسقطة تغتفر للمسلم إذا كانت عن غير قصد وتعمد أما أن يتفوه الصوفي بالحلول ووحدة الوجود فلا يقال فيها غلطة أو سقطة بل نقول إن هذه عقيدة توارثها غلاة الصوفية جيلا عن جيل من قبل عهد الحلاج ومن عهده إلى يومنا هذا وأنكرها وشدد النكير على الصوفية علماء الإسلام منذ بدرت بوادر التصوف إلى يومنا هذا فمن تأول لهم لا يقبل تأويله لأنه يخالف النصوص النبوية وأقوال وتطبيقات الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام. 7-                        كيف يوجب السبكي على المسلمين التسليم بما ظاهره كفر وإلحاد؟ .بأي كتاب أو بأي سنة؟ كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يأخذون ويؤخذون بظاهر أقوالهم وأعمالهم؟ وكذلك التابعون وتابعوهم بإحسان. فمن حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم: ( إني لم أومر أن أنقب قلوب الناس ولا أشق بطونهم ) رواه البخاري (4/1581). وعن أم سلمة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو مما أسمع فمن قطعت له من حق أخيه شيئا فلا يأخذه فإنما أقطع له به قطعة من النار فلا يأخذها ) رواه البخاري (2/952) ومسلم (3/1337) واللفظ له. وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: " إن أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن الوحي قد انقطع وإنما نأخذكم الآن بما ظهر لنا من أعمالكم فمن أظهر لنا خيرا أمناه وقربناه وليس إلينا من سريرته شيء الله يحاسبه في سريرته ومن أظهر لنا سوءا لم نأمنه ولم نصدقه وإن قال إن سريرته حسنة "رواه البخاري (2/934). كيف تطبق هذه الأحكام على هذه الأمة كلها وعلى رأسهم الصحابة والتابعون ثم تسقط أحكام الشريعة المحمدية عن الصوفية؟ لا يقبل هذا إلا أن يكون الصوفية مجانين أو أطفالا. 7- يتعجب المسلم من دفاع السبكي عن أهل عقيدة الحلول ووحدة الوجود والتأدب معهم والدعوة إلى تأويل ضلالاتهم مع حملته الشعواء على أهل السنة والتوحيد والحديث وأئمتهم ووصفهم ظلما بأنهم من أهل الزيغ ومجسمة عباد وثن، وقوله عليهم لعائن الله تترى واحدة بعد أخرى وما أدري هل يدرك السبكي أن الصحابة والتابعين داخلون في هذا الطعن واللعن. وإذا كان هذا حاله فكيف نقبل دفاعه عن الصوفية وتأويلاته ؟ لضلالهم والظاهر انة لا يستثنى منهم أمثال ابن عربي وابن سبعين وابن الفارض.                              وهل يجوز للمسلم أن يقبل طعنه في أهل الحديث والسنة ولعنهم؟ !! فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) (البقرة: 113) وأما اليافعي فهو صوفي غال وعلى عقيدة ومنهج السبكي، بل قد يكون أسوأ حالا منه فهو يعظم ابن عربي إمام وحدة الوجود ويبالغ في ذلك، انظر الدرر الكامنة (2/354) والبدر الطالع للشوكاني (1/372) ويعظم الحلاج وغيره من غلاة التصوف، وله منظومة يتوسل فيها بالأنبياء والأولياء وبالطور والتين والزيتون وبالضحى والتراويح وبالصفا والمروة وبأشياء أخر وفي هذه المنظومة يقول: بحق سهل بسهل بابن خضرويه *** بابن الخفيف بممشاد مع هرم بحق ذي النون بالدقاق إن لهم *** في الأولياء شيمة تعلو على الشيم بابن أسباط بل شاه وشيمته ** ** وبالرفاعي والحلاج نجمعهم إلي آن يقول امرأ بالاستغاثة بغير الله:واهتف بيوسف مهما كنت منتظرا فنعم غوث لملهوف ومهتضمويقول قبلها:بحق قطب وأبدال هم أملي وهم لدى الخطب بعد الله معتصميويقول في هذه المنظومة:وفي ظفار رجال يستغاث بهم ويستعان بهم بالدفع في النقم
- خامسا: قال الهادي المختار: " إشكال ظاهر بعض النصوص:أما إذا رجعنا إلى ظاهر بعض النصوص القرآنية والأحاديث الشريفة فقد نجد نحن معشر العوام صعوبة في مدلولاتها فلعل الدكتور يساعدنا في فهمها، من ذلك مثلا قوله تعالى '' هو الأول والآخر والظاهر والباطن '' - الحديد 3. قال في شرح العقيدة الواسطية: واسمه جل وعلا الباطن أوجب أن لا يكون شيء دونه فلا شيء دونه باعتبار بطونه وفي هذا اللفظ معنى القرب والبعد من وجه ومعنى الاحتجاب والاختفاء من وجه وقوله '' وانت الباطن فليس دونك شيء '' نفى ان يكون شيء دونه كما نفى أن يكون فوقه فلو قدر فوقه شيء لكان اكمل منه في العلو والبيان إذ هذا شان الظاهر ولو كان دونه شيء لكان أكمل منه في الدنو والاحتجاب وهذا شأن الباطن وهذا يوافق قوله: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد) '' إلى أن يقول: فأولية الله عز وجل سابقة على أولية كل ما سواه وآخريته ثابتة بعد آخرية كل ما سواه فأوليته سابقه لكل شيء وآخريته بقاؤه بعد كل شيء وظاهريته سبحانه فوقيته وعلوه على كل شيء ومعنى الظهور يقتضي العلو وظاهر الشيء ما علا منه وأحاط بباطنه وبطونه إحاطته بكل شيء بحيث يكون أقرب إليه من نفسه وهذا قرب غير قرب المحب من حبيبه، هذا لون وهذا لون. فمدار هذه الأسماء الأربعة على الإحاطة وهي إحاطتان زمانية ومكانية ''. فالزمانية في قوله (هو الأول والآخر) والمكانية في قوله (الظاهر والباطن). (شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية لخالد المصلح ص43-44). فتأمل فضيلة الدكتور هذا الكلام بدقة، فهل نبقي النصوص على ظاهرها فيلتبس في الأذهان ما قد يفضي إلى الاتحاد فلا مفر عندئذ من التأويل الذي لا أظن أن الدكتور يقبله فما هو المخرج في هذه المسألة؟ . - أقول: أنا لا أعرف هذا "المصلح"، ولكن أنقل لك كلام أهل العلم في المعية ثم في القرب وكلاهما لا يقتضي الحلول في المخلوقات تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. وهذا الذي دل عليه كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في عشرات النصوص مثل:
قوله تعالى: ( الرحمن على العرش استوى ) في سبعة مواضع من كتاب الله تعالى
ومثل قوله تعالى: ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) (فاطر: 10) ومثل قوله تعالى: ( تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ) (المعارج: 4)
وقوله تعالى: ( وهو العلي العظيم ) (البقرة: 255)
 وقوله تعالى: ( وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير ) (الأنعام: 18)
 . أحاديث معراج الرسول صلى الله عليه سلم إلي ربه تبارك تعالى وأدلة علو الله تعالى على عرشه كثيرة جدا حتى قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "المجموع "(5/121):" قد وصف الله تعالى نفسه فى كتابه وعلى لسان رسوله بالعلو والاستواء على العرش والفوقية في كتابه فى آيات كثيرة حتى قال بعض أكابر أصحاب الشافعي في القرآن ألف دليل أو أزيد تدل على أن الله تعالى عال على الخلق وأنه فوق عباده "اه. وإليك كلام الأئمة -رحمهم الله- في القرب والمعية: 1- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "العقيدة الواسطية" ص28-29: 
"وليس معنى قوله (وهو معكم) أنه مختلط بالخلق فإن هذا لا توجبه اللغة وهو خلاف ما أجمع عليه سلف الأمة وخلاف ما فطر الله عليه الخلق بل القمر آية من آيات الله من أصغر مخلوقاته وهو موضوع في السماء وهو مع المسافر وغير المسافر أينما كان وهو سبحانه فوق عرشه رقيب على خلقه مهيمن عليهم مطلع عليهم إلى غير ذلك من معاني ربوبيته. وكل هذا الكلام الذي ذكره الله من أنه فوق العرش وأنه معنا حق على حقيقته لا يحتاج إلى تحريف ولكن يصان عن الظنون الكاذبة مثل أن يظن أن ظاهر قوله في السماء أن السماء تقله أو تظله وهذا باطل بإجماع أهل العلم والإيمان فإن الله قد وسع كرسيه السموات والأرض وهو الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ومن آياته أن تقوم السماء والأرض بأمره.
فأنزل الله تعالى هذه الآية. والثاني قوله: (أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وأقرب ما يكون الرب من عبده في جوف الليل) فهذا قربه من أهل طاعته وفى الصحيح عن أبي موسى رضي الله عنه قال : ( كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فارتفعت أصواتنا بالتكبير فقال يا أيها الناس أربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إن الذي تدعونه سميع قريب أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) فهذا قرب خاص بالداعي دعاء العبادة والثناء والحمد وهذا القرب لا ينافي كمال مباينة الرب لخلقه واستواءه على عرشه بل يجامعه ويلازمه فإنه ليس كقرب الأجسام بعضها من بعض تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا ولكنه نوع آخر والعبد في الشاهد يجد روحه قريبة جدا من محبوب بينه وبينه مفاوز تتقطع فيها أعناق المطي ويجده أقرب إليه من جليسه كما قيل:
ألا رب من يدنو ويزعم أنه *** يحبك والنائي أحب وأقرب
3- قال العلامة الزركشي في كتابه "البرهان في علوم القرآن 4 / 427-428"
متحدثا عن كلمة (مع) وما تقتضيه من المعاني:
"( مع ) للمصاحبة بين أمرين لا يقع بينهما مصاحبة واشتراك إلا في حكم يجمع بينهما "
وقسم المعية إلى قسمين: الأول يكثر في أفعال الجوارح وضرب له أمثلة.
ثم قال: "والثاني يكثر في الأفعال المعنوية نحو آمنت مع المؤمنين وتبت مع التائبين وفهمت المسألة مع من فهمها ومنه قوله تعالى: ( يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين ) وقوله: ( وكونوا مع الصادقين ) ( وقيل ادخلا النار مع الداخلين ) ( إنني معكما أسمع وأرى ) ( إن معي ربي سيهدين )
لا تحزن إن الله معنا ): أي بالعناية والحفظ.
يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه ): يعني الذين شاركوه في الإيمان وهو الذي وقع فيه الاجتماع والاشتراك من الأحوال والمذاهب وقد ذكروا الاحتمالين المذكورين في قوله تعالى: ( واتبعوا النور الذي أنزل معه ) قيل إنه من باب المعية في الاشتراك فتمامه الاجتماع في الزمان على حذف مضاف إما إن يكون تقديره أنزل مع نبوته وإما إن يكون التقدير مع اتباعه. وقيل لأنه فيما وقع به الاشتراك دون الزمان وتقديره واتبعوا معه النور.
وقد تكون المصاحبة في الاشتراك بين المفعول وبين المضاف كقوله: شممت طيبا مع زيد. ويجوز أن يكون منه قوله تعالى: (قال إنك لن تستطيع معي صبرا ) (الكهف: 67)
نقل ذلك أبو الفتح القشيري في "شرح الإلمام" عن بعضهم ثم قال: "وقد ورد في الشعر استعمال ( مع ) في معنى ينبغي أن يتأمل ليلحق بأحد الأقسام وهو قوله:
يقوم مع الرمح الرديني قامة *** ويقصر عنه طول كل نجاد
وقال الراغب: (مع) تقتضي الاجتماع إما في المكان نحو هما معا في الدار أو في الزمان نحو ولدا معا أو في المعنى كالمتضايفين؛ نحو الأخ والأب فإن أحدهما صار أخا للآخر في حال ما صار الآخر أخاه، وإما في الشرف والرتبة نحو: هما معا في العلو وتقتضي (مع): النصرة، والمضاف إليه لفظ (مع) هو المنصور نحو قوله تعالى: ( لا تحزن إن الله معنا ) ( إن الله مع الذين اتقوا ) ( وهو معكم أين ما كنتم ) ( واعلموا أن الله مع المتقين ) ( إن معي ربي سيهدين ) انتهى "اه.
-      أقول: قوله " آمنت مع المؤمنين ": المعية هنا معنوية لا تقتضي اختلاطا في مكان معين أو زمن معين فهي تتناول كل مؤمن من عهد آدم إلى قيام الساعة وقل مثله في قوله:" مع التائبين "إلخ
ومثله قوله تعالى: (.. وكونوا مع الصادقين ) وهي تقتضي النصر والتأييد كما في قوله تعالى: ( إن الله مع الذين اتقوا )
وتقتضي الاطلاع والعلم والمشاهدة كما في قوله تعالى :( وهو معكم أينما كنتم ) بالإجماع وهذه معاني هذه النصوص والسياقات تقتضيها وليست من التأويل في شيء.
إذا سلمت بأن الله سبحانه وتعالى فوق سماواته مستو على عرشه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تفويض ولا تمثيل وأنه منزه أن يكون في شيئ من خلقه سهل عليك الإيمان بمعية الله العامة والخاصة، وبقربه من عباده على الوجه اللائق به جل وعلا الذي قرره السلف الصالح رضوان الله عليهم .وأدركت بطلان ما يقرره المعطلة والمشبهة وأهل الحلول ووحدة الوجود.
وإذا كان الكون كله في قبضة الله جل وعلا -وله المثل الأعلى- كخردلة في يد أحدنا سهل على المؤمن أن يؤمن بأن الله تعالى -مع كونه فوق عرشه بائن من خلقه- مع مخلوقاته المعية العامة والخاصة وقربه من خلقه مع إجلاله وتنزيهه أن يكون في شيء من مخلوقاته تعالى الله عما يقول أهل الحلول ووحدة الوجود علوا كبيرا. لأن الله ليس كمثله شيء: لا في ذاته ولا في أسمائه وصفاته وأفعاله.
وأسأل الله أن يهيئ لهذه الكلمات آذانا صاغية وقلوبا واعية.
إن ربي لسميع الدعاء
وصلى الله على نبينا محمد
وعلى آله وصحبه
وسلم.


بحق شيخي وأشياخ له فهم غوثي وعوني ومقصودي ومعتصمي انظر مرآة الجنان، تأليفه (4 / 364-366) فيلحق تأويله بتأويل السبكي. وإني أنصح الهادي المختار وأمثاله أن يتركوا التعلق بالتصوف وأباطيله والتعلق بخيوط العنكبوت وأنصحهم بالتوبة إلى الله والاعتصام بالكتاب والسنة واتباع السلف الصالح في عقيدتهم ومنهجهم وهديهم وسائر شئونهم فإن ذلك هو طريق النجاة والسعادة، وما خالفه من طرق الضلال والهلاك.                                                                                   قال تعالى: ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) وقال تعالى: ( وأن هذا صراطي مستتقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) ومن شر السبل الطرق الصوفية لا سيما الطرق المعاصرة كالتيجانية والمرغانية والنقشبندية والسهروردية والقادرية والرفاعية والجشتية.  فليحذر المؤمن الناصح لنفسه وللإسلام والمسلمين من هذه الطرق وليحذر منها. 

 وقوله تعالى: ( أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور ) (الملك: 16) 

فصل : وقد دخل في ذلك الإيمان بانه قريب من خلقه مجيب كمآ جمع بين ذلك في ق وله: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) الآية. وقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) وما ذكر في الكتاب والسنة من قربه ومعيته لا ينافي ما ذكر من علوه وفوقيته فإنه سبحانه ليس كمثله شيء من جميع نعوته وهو علي في دنوه قريب في علوه "اه.2- قال شيخ شبها ابن القيم -رحمه م الله- في مدارج السالكين (2 / 265-267):

(فصل: قال: الدرجة الثا نية: حياء يتولد من النظر في علم القرب : فيدعوه إلى ركوب المحبة ويربطه بروح الأنس ويكره إليه ملابسة الخلق النظر في علم القرب تحقق القلب بالمعية الخاصة مع الله فإن المعية نوعان: عامة وهى معية العلم والإحاطة كقوله تعالى: (وهو معكم أينما كنتم الحديد) وقوله: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا) المجادلة 7وخاصة وهى معية القرب كقوله تعالى: (إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون) النحل 128 وقوله: (إن الله مع الصابرين) البقرة 153 وقوله: (وإن الله لمع المحسنين) العنكبوت 69؛ فهذه معية قرب تتضمن الموالاة والنصر والحفظ وكلا المعنيين مصاحبة منه للعبد لكن هذه مصاحبة اطلاع وإحاطة وهذه مصاحبة موالاة ونصر وإعانة ف مع في لغة العرب تفيد الصحبة اللائقة لا تشعر بامتزاج ولا اختلاط ولا مجاورة ولا مجانبة فمن ظن شيئا من هذا فمن سوء فهمه أتي وأما القرب فلا يقع في القرآن إلا خاصا وهو نوعان قربه من داعيه بالإجابة وقربه من عابده بالإثابة فالأول كقوله تعالى: (وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان) البقرة 186، ولهذا نزلت جوابا للصحابة رضي الله عنهم وقد سألوا رسول الله ربنا قريب فنناجيه أم بعيد فنناديه؟ 

وأهل السنة أولياء رسول الله وورثته وأحباؤه الذين هو عندهم أولى بهم من أنفسهم وأحب إليهم منها يجدون نفوسهم أقرب إليه وهم في الأقطار النائية عنه من جيران حجرته في المدينة والمحبون المشتاقون للكعبة والبيت الحرام يجدون قلوبهم وأرواحهم أقرب إليها من جيرانها ومن حولها هذا مع عدم تأتي القرب منها فكيف بمن يقرب من خلقه كيف يشاء وهو مستو على عرشه وأهل الذوق لا يلتفتون فى ذلك إلى شبهة معطل بعيد من الله خلى من محبته ومعرفته والقصد أن هذا القرب يدعو صاحبه إلى ركوب المحبة وكلما ازداد حبا ازداد قربا فالمحبة بين قربين قرب قبلها وقرب بعدها وبين معرفتين معرفة قبلها حملت عليها ودعت إليها ودلت عليها ومعرفة بعدها هي من نتائجها وآثارها) اه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق