الرد على الصوفية=

• ومن أهم هذه السمات المميزة لمذاهب التصوف والقاسم المشترك للمنهج المميز بينهم في تناول العبادة وغيرها مايسمونه (( الذوق )) والذي أدى إلى اتساع الخرق عليهم ، فلم يستطيعوا أن يحموا نهجهم الصوفي من الاندماج أو التأثر بعقائد وفلسفات غير إسلامية ، مما سهل على اندثار هذه الطبقة وزيادة انتشار الطبقة الثانية التي زاد غلوها وانحرافها .• الطبقة الثانية : خلطت الزهد بعبارات الباطنية ، وانتقل فيها الزهد من الممارسة العملية والسلوك التطبيقي إلى مستوى التأمل التجريدي والكلام النظري ، ولذلك ظهر في كلامهم مصطلحات : الوحدة ، والفناء ، والاتحاد ، والحلول ، والسكر ، والصحو ، والكشف ، والبقاء ، والمريد ، والعارف ، والأحوال ، والمقامات ، وشاع بينهم التفرقة بين الشريعة والحقيقة ، وتسمية أنفسهم أرباب الحقائق وأهل الباطن ، وسموا غيرهم من الفقهاء أهل الظاهر والرسوم مما زاد العداء بينهما ، وغير ذلك مما كان غير معروف عند السلف الصالح من أصحاب القرون المفضلة ولا عند الطبقة الأولى من المنتسبين إلى الصوفية ، مما زاد في انحرافها ، فكانت بحق تمثل البداية الفعلية لما صار عليه تيار التصوف حتى الآن .• ومن أهم أعلام هذه الطبقة : أبواليزيد البسطامي ت263هـ ، ذوالنون المصري ت245هـ ، الحلاج ت309هـ ، أبوسعيد الخزار 277 ـ 286هـ ، الحكيم الترمذي ت320هـ ، أبوبكر الشبلي 334هـ وسنكتفي هنا بالترجمة لمن كان له أثره البالغ فيمن جاء بعده إلى اليوم مثل :ـ ذوالنون المصري : وهو أبو الفيض ثوبان بن إبراهيم ، قبطي الأصل من أهل النوبة ، من قرية أخميم بصعيد مصر ، توفي سنة 245 هـ أخذ التصوف عن شقران العابد أو إسرائيل المغربي على حسب رواية ابن خلكان وعبد الرحمن الجامي . ويؤكد الشيعة في كتبهم ويوافقهم ابن النديم في الفهرست أنه أخذ علم الكيمياء عن جابر بن حيان ، ويذكر ابن خلكان أنه كان من الملامتية الذين يخفون تقواهم عن الناس ويظهرون استهزاءهم بالشريعة ، وذلك مع اشتهاره بالحكمة والفصاحة .ويعده كتاب الصوفية المؤسس الحقيقي لطريقتهم في المحبة والمعرفة ، وأول من تكلم عن المقامات والأحوال في مصر ، وقال بالكشف وأن للشريعة ظاهراً وباطناً . ويذكر القشيري في رسالته أنه أول من عرف التوحيد بالمعنى الصوفي ، وأول من وضع تعريفات للوجد والسماع ، وأنه أول من استعمل الرمز في التعبير عن حاله ، وقد تأثر بعقائد الإسماعلية والباطنية وإخوان الصفا بسبب صِلاته القوية بهم ، حيث تزامن مع فترة نشاطهم في الدعوة إلى مذاهبهم الباطلة ، فظهرت له أقوال في علم الباطن ، والعلم اللدني ، والاتحاد ، وإرجاع أصل الخلق إلى النور المحمدي ، وكان لعلمه باللغة القبطية أثره على حل النقوش والرموز المرسومة على الآثار القبطية في قريته مما مكنه من تعلم فنون التنجيم والسحر والطلاسم الذي اشتغل بهم . ويعد ذوالنون أول من وقف من المتصوفة على الثقافة اليونانية ، ومذهب الأفلاطونية الجديدة ، وبخاصة ثيولوجيا أرسطو في الإلهيات ، ولذلك كان له مذهبه الخاص في المعرفة والفناء متأثراً بالغنوصية .ـ أبويزيد البسطامي : طيفور بن عيسى بن آدم بن شروسان ، ولد في بسطام من أصل مجوسي ، وقد نسبت إليه من الأقوال الشنيعة التي يشكك الكثير من الباحثين في صدق نسبتها إليه مثل قوله : (( خرجت من الحق إلى الحق حتى صاح فيّ : يا من أنت أنا ، فقد تحققت بمقام الفناء في الله )) ، (( سبحاني ما أعظم شأني )) وهي أقوال لاتُغفر لصاحبها ، سواءً كان في حالة سكر أو صحو ، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يعده من أصحاب هذه الطبقة ويشكك في صدق نسبتها إليه حيث كانت له أقوال تدل على تمسكه بالسنة ، ومن علماء أهل السنة والجماعة من يضعه مع الحلاج والسهروردي في طبقة واحدة .ـ الحكيم الترمذي : أبوعبد الله محمد بن علي بن الحسين الترمذي المتوفى سنة 320ه‍ أول من تكلم في ختم الولاية وألف كتاباً في هذا أسماه ختم الولاية كان سبباً لاتهامه بالكفر وإخراجه من بلده ترمذ ، يقول عنه شيخ الإسلام ابن تيمية : (( تكلم طائفة من الصوفية في (( خاتم الأولياء )) وعظموه كالحكيم الترمذي ، وهو من غلطاته ، فإن الغالب على كلامه الصحة بخلاف ابن عربي فإنه كثير التخليط )) . [ مجموع الفتاوى 1/363 ] . وينسب إليه انه قال : (( للأولياء خاتم كما ان للأنبياء خاتماً )) ، مما مهد الطريق أمام فلاسفة الصوفية أمثال ابن عربي وابن سبعين وابن هود والتلمساني للقول بخاتم الأولياء ، وأن مقامه يفضل مقام خاتم الأنبياء .• الطبقة الثالثة :وفيها اختلط التصوف بالفلسفة اليونانية ، وظهرت أفكار الحلول والاتحاد ووحدة الوجود ، على أن الموجود الحق هو الله وماعداه فإنها صور زائفة وأوهام وخيالات موافقة لقول الفلاسفة ، كما أثرت في ظهور نظريات الفيض والإشراق على يد الغزالي والسهروردي . وبذلك تعد هذه الطبقة من أخطر الطبقات والمراحل التي مر بها التصوف والتي تعدت مرحلة البدع العملية إلى البدع العلمية التي بها يخرج التصوف عن الإسلام بالكلية . ومن أشهر رموز هذه الطبقة : الحلاج ت309هـ ، السهروردي 587هـ ، ابن عربي ت638هـ ، ابن الفارض 632هـ ، ابن سبعين ت 667 هـ .ـ الحـلاج : أبو مغيث الحسين بن منصور الحلاج 244 ـ 309هـ ولد بفارس حفيداً لرجل زرادشتي ، ونشأ في واسط بالعراق ، وهو أشهر الحلوليين والاتحاديين، رمي بالكفر وقتل مصلوباً لتهم أربع وُجهت إليه :1ـ اتصاله بالقرامطة .2ـ قوله (( أنا الحق )) .3ـ اعتقاد أتباعه ألوهيته .4ـ قوله في الحج ، حيث يرى أن الحج إلى البيت الحرام ليس من الفرائض الواجب أداؤها .كانت في شخصيته كثير من الغموض ، فضلاً عن كونه متشدداً وعنيداً ومغالياً ، له كتاب الطواسين الذي أخرجه وحققه المستشرق الفرنسي ماسنيون .• يرى بعض الباحثين أن أفراد الطائفة في القرن الثالث الهجري كانوا على علم باطني واحد ، منهم من كتمه ويشمل أهل الطبقة الولى بالإضافة إلى الشبلي القائل : (( كنت أنا والحسين بن منصور ـ الحلاج ـ شيئاً واحداً إلا انه أظهر وكتمت )) ، ومنهم من أذاع وباح به ويشمل الحلاج وطبقته فأذاقهم الله طعم الحديد ، على ماصرحت به المرأة وقت صلبه بأمر من الجنيد حسب رواية المستشرق الفرنسي ماسنيون .رد مع اقتباسرد مع اقتباس#25أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590الحلقة -21-ظهور الفرق :وضع أبو سعيد محمد أحمد اميهمي الصوفي الإيراني 357 ـ 430 هـ تلميذ أبي عبد الرحمن السلمي أول هيكل تنظيمي للطرق الصوفية بجعله متسلسلاً عن طريق الوراثة .يعتبر القرن الخامس امتداداً لأفكار القرون السابقة ، التي راجت من خلال مصنفات أبي عبد الرحمن السلمي ، المتوفى 412هـ والتي يصفها ابن تيمية بقوله : (( يوجد في كتبه من الآثار الصحيحة والكلام المنقول ماينتفع به في الدين ، ويوجد فيه من الآثار السقيمة والكلام المردود مايضر من لا خيرة له ، وبعض الناس توقف في روايته )) [ مجموع الفتاوى 1/ 578 ] ،فقد كان يضع الأحاديث لصالح الصوفية .• ما بين النصف الثاني من القرن الخامس وبداية السادس في زمن أبي حامد الغزالي الملقب بحجة الإسلام ت505هـ أخذ التصوف مكانه عند من حسبوا على أهل السنة . وبذلك انتهت مرحلة الرواد الأوائل أصحاب الأصول غير الإسلامية ، ومن أعلام هذه المرحلة التي تمتد إلى يومنا هذا :ـ أبوحامد الغزالي : محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الملقب بحجة الإسلام 450 ـ 505هـ ولد بطوس من إقليم خراسان ، نشأ في بيئة كثرت فيها الآراء والمذاهب مثل علم الكلام والفلسفة ، والباطنية ، والتصوف ، مما أورثه ذلك حيرة وشكاً دفعه للتقلب بين هذه المذاهب الأربعة السابقة أثناء إقامته في بغداد ، رحل إلى جرجان ونيسابور ، ولازم نظام الملك ،درس في المدرسة النظامية ببغداد ، واعتكف في منارة مسجد دمشق ، ورحل إلى القدس ومنها إلى الحجاز ثم عاد إلى موطنه . وقد ألف عدداً من الكتب منها : تهافت الفلاسفة ، والمنقذ من الضلال ، وأهمها إحياء علوم الدين . ويعد الغزالي رئيس مدرسة الكشف في المعرفة ، التي تسلمت راية التصوف من أصحاب الأصولية الفارسية إلى أصحاب الأصول السنية ،ومن جليل أعماله هدمه للفلسفة اليونانية وكشفه لفضائح الباطنية في كتابه المستظهري أو فضائح الباطنية . ويحكي تلميذه عبد الغافر الفارسي آخر مراحل حياته ، بعدما عاد إلى بلده طوس ، قائلاً : (( وكانت ثمة أمره إقباله على حديث المصطفى ومجالسة أهله ، ومطالعة الصحيحين ـ البخاري ومسلم ـ اللذين هما حجة الإسلام )) ا . هـ . وذلك بعد أن صحب أهل الحديث في بلده أمثال : أبي سهيل محمد بن عبد الله الحفصي الذي قرأ عليه صحيح البخاري ،والقاضي أبي الفتح الحاكمي الطوسي الذي سمع عليه سنن أبي داود [ طبقات السبكي 4 / 110 ] .ـ وفي هذه المرحلة ألف كتابه إلجام العوام عن علم الكلام الذي ذم فيه علم الكلام وطريقته ، وانتصر لمذهب السلف ونهجهم فقال : (( الدليل على أن مذهب السلف هو الحق : أن نقيضه بدعة ، والبدعة مذمومة وضلالة ،والخوض من جهة العوام في التأويل والخوض بهم من جهة العلماء بدعة مذمومة ، وكان نقيضه هو الكف عن ذلك سنة محمودة )) ص[96] .ـ وفيه أيضاً رجع عن القول بالكشف وإدراك خصائص النبوة وقواها ، والاعتماد في التأويل أو الإثبات على الكشف الذي كان يراه من قبل غاية العوام .• يمثل القرن السادس الهجري البداية الفعلية للطرق الصوفية وانتشارها حيث انتقلت من إيران إلى المشرق الإسلامي ، فظهرت الطريقة القادرية المنسوبة لعبدالقادر الجيلاني ، المتوفى سنة 561ه‍ ، وقد رزق بتسعة وأربعين ولداً ، حمل أحد عشر منهم تعاليمه ونشروها في العالم الإسلامي ،ويزعم أتباعه أنه أخذ الخرقة والتصوف عن الحسن البصري عن الحسن بن علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما – رغم عدم لقائه بالحسن البصري ، كما نسبوا إليه من الأمور العظيمة فيما لا يقدر عليها إلا الله تعالى من معرفة الغيب ، وإحياء الموتى ، وتصرفه في الكون حياً أو ميتاً ، بالإضافة إلى مجموعة من الأذكار والأوراد والأقوال الشنيعة . ومن هذه الأقوال أنه قال مرة في أحد مجالسه :(( قدمي هذه على رقبة كل ولي لله )) ، وكان يقول : (( من استغاث بي في كربة كشفت عنه ، ومن ناداني في شدة فرجت عنه ، ومن توسل بي في حاجة قضيت له )) ، ولا يخفى ما في هذه الأقوال من الشرك وادعاء الربوبية .• كما ظهرت الطريقة الرفاعية المنسوبة لأبي العباس أحمد بن الحسين الرفاعي ت 540ه‍ ويطلق عليها البطائحية نسبة إلى مكان ولاية بالقرب من قرى البطائح بالعراق ، وينسج حوله كتَّاب الصوفية – كدأبهم مع من ينتسبون إليهم – الأساطير والخرافات ، بل ويرفعونه إلى مقام الربوبية . ومن هذه الأقوال : (( كان قطب الأقطاب في الأرض ، ثم انتقل إلى قطبية السماوات ، ثم صارت السماوات السبع في رجله كالخلخال )) [طبقات الشعراني ص141 ، قلادة الجواهرص42] .-وقد تزوج الرفاعي العديد من النساء ولكنه لم يعقب ، ولذلك خلفه على المشيخة من بعده علي بن عثمان ت584ه‍ ثم خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت604ه‍ ، ولأتباعه أحوال وأمور غريبة ذكرها الحافظ الذهبي ثم قال : (( لكن أصحابه فيهم الجيد والرديء )) .-وفي هذا القرن ظهرت شطحات وزندقة السهروردي شهاب الدين أبو الفتوح محيي الدين بن حسن 549-587ه‍ ثم خلفه عبد الرحيم بن عثمان ت604ه‍ ، صاحب مدرسة الإشراق الفلسفية التي أساسها الجمع بين آراء مستمدة من ديانات الفرس القديمة ومذاهبها في ثنائية الوجود وبين الفلسفة اليونانية في صورتها الأفلاطونية الحديثة ومذهبها في الفيض أو الظهور المستمر ، ولذلك اتهمه علماء حلب بالزندقة والتعطيل والقول بالفلسفة الاشراقية مما حدا بهم أن يكتبوا إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي محضراً بكفره وزندقته فأمر بقتله ردة ، وإليه تنسب الطريقة السهروردية ومذاهبها في الفيض أو الظهور المستمر . ومن كتبه : حكمة الإشراق ، هياكل النور ، التلويحات العرشية ، والمقامات .• تحت تأثير تراكمات مدارس الصوفية في القرون السالفة أعاد ابن عربي ، وابن الفارض ، وابن سبعين ، عقيدة الحلاج ، وذي النون المصري ، والسهروردي .• في القرن السابع الهجري دخل التصوف الأندلس وأصبح ابن عربي الطائي الأندلسي أحد رؤوس الصوفية حتى لُقب بالشيخ الأكبر .- محيي الدين ابن عربي : الملقب بالشيخ الكبر 560-638ه‍ رئيس مدرسة وحدة الوجود ، يعتبر نفسه خاتم الأولياء ، ولد بالأندلس ، ورحل إلى مصر ، وحج وزار بغداد ، واستقر في دمشق حيث مات ودفن ، وله فيها الآن قبر يُزار ، طرح نظرية الإنسان الكامل التي تقوم على أن الإنسان وحده من بين المخلوقات يمكن أن تتجلى فيه الصفات الإلهية إذا تيسر له الاستغراق في وحدانية الله ، وله كتب كثيرة يوصلها بعضهم إلى 400كتاب ورسالة مايزال بعضها محفوظاً بمكتبة يوسف أغا بقونية ومكتبات تركيا الأخرى ، وأشهر كتبه : روح القدس ، وترجمان الأشواق وأبرزها : الفتوحات المكية وفصوص الحكم .- أبو الحسن الشاذلي 593-656ه‍ : صاحب ابن عربي مراحل الطلب –طلب العلم – ولكنهما افترقا حيث فضّل أبوالحسن مدرسة الغزالي في الكشف بينما فضل ابن عربي مدرسة الحلاج وذي النون المصري ، وقد أصبح لكلتا المدرستين أنصارهما إلى الآن داخل طرق الصوفية ، مع ما قد تختلط عند بعضهم المفاهيم فيهما ، ومن أشهر تلاميذ مدرسة أبي الحسن الشاذلي ت656ه‍ أبوالعباس ت686ه‍ ، وإبراهيم الدسوقي ، وأحمد البدوي ت675ه‍ . ويلاحظ على أصحاب هذه المدرسة إلى اليوم كثرة اعتذارها وتأويلها لكلام ابن عربي ومدرسته .وفي القرن السابع ظهر أيضاً جلال الدين الرومي صاحب الطريقة المولوية بتركيا ت672ه‍ . أصبح القرن الثامن والتاسع الهجري ما هو إلا تفريع وشرح لكتب ابن عربي وابن الفارض وغيرهما ،ولم تظهر فيه نظريات جديدة في التصوف . ومن أبرز سمات القرن التاسع هو اختلاط أفكار كلتا المدرستين . وفي هذا القرن ظهر محمد بهاء الدين النقشبندي مؤسس الطريقة النقشبندية ت791ه .وكذلك القرن العاشر ماكان إلا شرحاً أو دفاعاً عن كتب ابن عربي ، فزاد الاهتمام فيه بتراجم أعلام التصوف ، والتي اتسمت بالمبالغة الشديدة . ومن كتب تراجم الصوفية في هذا القرن : عبد الوهاب الشعراني ت 973ه‍ صاحب الطبقات الصغرى والكبرى . • وفي القرون التالية اختلط الأمر على الصوفية ، وانتشرت الفوضى بينهم ، واختلطت فيهم أفكار كلتا المدرستين وبدأت مرحلة الدراويش .- ومن أهم ماتتميز‍ به القرون المتأخرة ظهور ألقاب شيخ السجادة ، وشيخ مشايخ الطرق الصوفية ، والخليفة والبيوت الصوفية التي هي أقسام فرعية من الطرق نفسها مع وجود شيء من الاستقلال الذاتي يمارس بمعرفة الخلفاء ، كما ظهرت فيها التنظيمات والتشريعات المنظمة للطرق تحت مجلس وإدارة واحدة الذي بدأ بفرمان أصدره محمد علي باشا والي مصر يقضي بتعيين محمد البكري خلفاً لوالده شيخاً للسجادة البكرية وتفويضه في الإشراف على جميع الطرق والتكايا والزوايا والمساجد التي بها أضرحة كما له الحق في وضع مناهج التعليم التي تعطى فيها . وذلك كله في محاولة لتقويض سلطة شيخ الأزهر وعلمائه ، وقد تطورت نظمه وتشريعاته ليعرف فيما بعد بالمجلس الأعلى للطرق الصوفية في مصر .ومن أشهر رموز هذه القرون المتأخرة :
- أبوالسعود البكري المتوفى 1812أول من عرف بشيخ مشايخ الطرق الصوفية في مصر بشكل غير رسمي .
- أبوالهدى الصيادي الرفاعي 1220-1287ه‍

- عبدالغني النابلسي 1050-1287ه‍ .

- عمر الفوتي الطوري السنغالي الأزهري التيجاني ت 1281ه‍ ، ومما يحسن ذكره له أنه اهتم بنشر الإسلام بين الوثنيين ، وكون لذلك جيشاً ، وخاض به حروباً مع الوثنيين ، واستولى على مملكة سيغو وعلى بلاد ماسينه . ومن مؤلفاته : سيوف السعيد ، سفينة السعادة ، رماح حزب الرحيم على نحو حزب الرجيم .

- محمد عثمان الميرغني ت1268ه‍ .

- أبوالفيض محمد بن عبد الكبير الكتاني ، فقيه متفلسف ، من أهل فاس بالمغرب ، أسس الطريقة الكتانية 1290-1327ه‍ ، انتقد عليه علماء فاس بعض أقواله ونسبوه إلى فساد الاعتقاد .ومن كتبه : حياة الأنبياء ، لسان الحجة البرهانية في الذب عن شعائر الطريقة الأحمدية الكتانية .

- أحمد التيجاني ت1230ه‍ .
- حسن رضوان 1239-1310ه‍ صاحب أرجوزة روض القلوب المستطاب في التصوف .

- صالح بن محمد بن صالح الجعفري الصادقي 1328-1399ه‍ انتسب إلى الطريقة الأحمدية الإدريسية بعد ماسافر إلى مصر والتحق بالأزهر ، وأخذ الطريقة عن الشيخ محمد بخيث المطيعي ، والشيخ حبيب الله الشنقيطي ، والشيخ يوسف الدجوي ، ومن كتبه : الإلهام النافع لكل قاصد ، القصيدة التائية ، الصلوات الجعفرية .

أهم العقائد :• مصادر التلقي :- الكشف : ويعتمد الصوفية الكشف مصدراً وثيقاً للعلوم والمعارف ، بل تحقيق غاية عبادتهم ، ويدخل تحت الكشف الصوفي جملة من الأمور الشرعية والكونية منها :1- النبي صلى الله عليه وسلم : ويقصدون به الأخذ عنه يقظةً أو مناماً .2- الخضر عليه الصلاة السلام : قد كثرت حكايتهم عن تقياه ، والأخذ عنه أحكاماً شرعية وعلوماً دينية ، وكذلك الأوراد ، والأذكار والمناقب .3- الإلهام : سواء كان من الله تعالى مباشرة ، وبه جعلوا مقام الصوفي فوق مقام النبي حيث يعتقدون أن الولي يأخذ العلم مباشرة عن الله تعالى حيث أخذه الملك الذي يوحي به إلى النبي أو الرسول .4- الفراسة : والتي تختص بمعرفة خواطر النفوس وأحاديثها .5- الهواتف : من سماع الخطاب من الله تعالى ، أو من الملائكة ، أو الجن الصالح ، أو من أحد الأولياء ، أو الخضر ، أو إبليس ، سواء كان مناماً أو يقظةً أو في حالة بينهما بواسطة الأذن .6- الإسراءات والمعاريج : ويقصدون بها عروج روح الولي إلى العالم العلوي ، وجولاتها هناك ، والاتيان منها بشتى العلوم والأسرار .7- الكشف الحسي : بالكشف عن حقائق الوجود بارتفاع الحجب الحسية عن عين القلب وعين البصر .8- الرؤى والمنامات : وتعتبر من أكثر المصادر اعتماداً عليها حيث يزعمون أنهم يتلقون فيها عن الله تعالى ، أو عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أو عن أحد شيوخهم لمعرفة الأحكام الشرعية .- الذوق : وله إطلاقان :1- الذوق العام الذي ينظم جميع الأحوال والمقامات ، ويرى الغزالي في كتابه المنقذ من الضلال إمكان السالك أن يتذوق حقيقة النبوة ، وأن يدرك خاصيتها بالمنازلة .2- أما الذوق الخاص فتتفاوت درجاته بينهم حيث يبدأ بالذوق ثم الشرب .- الوجد : وله ثلاثة مراتب :1- التواجد .2- الوجد .3- الوجود .- التلقي عن الأنبياء غير النبي صلى الله عليه وسلم وعن الأشياخ المقبورين .- تتشابه عقائد الصوفية وأفكارهم وتتعدد بتعدد مدارسهم وطرقهم ويمكن إجمالها فيما يلي :- يعتقد المتصوفة في الله تعالى عقائد شتى ، منها الحلول كما هو مذهب الحلاج ، ومنها وحدة الوجود حيث عدم الانفصال بين الخالق والمخلوق ، ومنهم من يعتقد بعقيدة الأشاعرة والماتريدية في ذات الله تعالى وأسمائه وصفاته .- والغلاة منهم يعتقدون في الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً عقائد شتى ، فمنهم من يزعم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصل إلى مرتبتهم وحالهم ، وأنه كان جاهلاً بعلوم رجال التصوف كما قال البسطامي : (( خضنا بحراً وقف الأنبياء بساحله )) . ومنهم من يعتقد أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو قبة الكون ، وهو الله المستوي على العرش وأن السماوات والأرض والعرش والكرسي وكل الكائنات خُلقت من نوره ، وأنه أول موجود وهذه عقيدة ابن عربي ومن تبعه . ومنهم من لا يعتقد بذلك بل يرده ويعتقد ببشريته ورسالته ولكنهم مع ذلك يستشفعون ويتوسلون به صلى الله عليه وسلم إلى الله تعالى على وجه يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة .- وفي الأولياء يعتقد الصوفية عقائد شتى ، فمنهم من يفضِّل الولي على النبي ، ومنهم يجعلون الولي مساوياً لله في كل صفاته ، فهو يخلق ويرزق ، ويحيي ويميت ، ويتصرف في الكون . ولهم تقسيمات للولاية ، فهناك الغوث ، والأقطاب ، والأبدال والنجباء حيث يجتمعون في ديوان لهم في غار حراء كل ليلة ينظرون في المقادير . ومنهم من لا يعتقد ذلك ولكنهم أيضاً يأخذونهم وسائط بينهم وبين ربهم سواءً كان في حياتهم أو بعد مماتهم .وكل هذا بالطبع خلاف الولاية في الإسلام التي تقوم على الدين والتقوى ، وعمل الصالحات ، والعبودية الكاملة لله والفقر إليه ، وأن الولي لا يملك من أمر نفسه شيئاً فضلاً عن أنه يملك لغيره ، قال تعالى لرسوله : (( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً )) [الجن :21] .- يعتقدون أن الدين شريعة وحقيقة ، والشريعة هي الظاهر من الدين وأنها الباب الذي يدخل منه الجميع ، والحقيقة هي الباطن الذي لا يصل إليه إلا المصطفون الأخيار .- التصوف في نظرهم طريقة وحقيقة معاً .- لابد في التصوف من التأثير الروحي الذي لا يأتي إلا بواسطة الشيخ الذي أخذ الطريقة عن شيخه .- لابد من الذكر والتأمل الروحي وتركيز الذهن في الملأ الأعلى ، وأعلى الدرجات لديهم هي درجة الولي .- يتحدث الصوفيون عن العلم اللدني الذي يكون في نظرهم لأهل النبوة والولاية ، كما كان ذلك للخضر عليه الصلاة والسلام ، حيث أخبر الله تعالى عن ذلك فقال : ((وعلمناه من لدنا علماً )) .- الفناء : يعتبر أبويزيد البسطامي أول داعية في الإسلام إلى هذه الفكرة ، وقد نقلها عن شيخه أبي علي السندي حيث الاستهلاك في الله بالكلية ، وحيث يختفي نهائياً عن شعور العبد بذاته ويفنى المشاهد فينسى نفسه وما سوى الله ، ويقول القشيري : الاستهلاك بالكلية يكون (( لمن استولى عليه سلطان الحقيقة حتى لم يشهد من الغبار لا عيناً ولا أثراً ولا رسماً )) .( مقام جمع الجمع ) وهو : (( فناء العبد عن شهود فنائه باستهلاكه في وجود الحق )) .إن مقام الفناء حالة تتراوح فيها تصورات السالك بين قطبين متعارضين هما التنزيه والتجريد من جهة والحلول والتشبيه من جهة أخرى .• درجات السلوك :- هناك فرق بين الصوفي والعابد والزاهد إذ أن لكل واحد منهم أسلوباً ومنهجاً وهدفاً . وأول درجات السلوك حب الله ورسوله ، ودليله الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم الأسوة الحسنة : (( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة )) .ثم التوبة : وذلك بالإقلاع عن المعصية ، والندم على فعلها ، والعزم على أن لا يعود إليها ، وإبراء صاحبها إن كانت تتعلق بآدمي .- المقامات : (( هي المنازل الروحية التي يمر بها السالك إلى الله فيقف فترة من الزمن مجاهداً في إطارها حتى ينتقل إلى المنزل الثاني )) ولابد للانتقال من جهاد وتزكية . وجعلوا الحاجز بين المريد وبين الحق سبحانه وتعالى أربعة أشياء هي : المال ، والجاه ، والتقليد ، والمعصية .- الأحوال : (( إنها النسمات التي تهب على السالك فتنتعش بها نفسه لحظات خاطفة ثم تمر تاركة عطراًً تتشوق الروح للعودة إلى تنسُّم أريجه )) . قال الجنيد : (( الحال نازلة تنزل بالقلوب فلا تدوم )) .والأحوال مواهب ، والمقامات مكاسب ، ويعبرون عن ذلك بقولهم : (( الأحوال تأتي من عين الجود ، والمقامات تحصل ببذل المجهود )) .- الورع : أن يترك السالك كل ما فيه شبهة ، ويكون هذا في الحديث والقلب والعمل .- الزهد : وهو يعني أن تكون الدنيا على ظاهر يده ، وقلبه معلق بما في يد الله . يقول أحدهم عن زاهد : (( صدق فلان ، قد غسل الله قلبه من الدنيا وجعلها في يده على ظاهره)) . قد يكون الإنسان غنياً وزاهداً في ذات الوقت إذ أن الزهد لا يعني الفقر ، فليس كل فقير زاهداً ، وليس كل زاهد فقيراً، والزهد على ثلاث درجات :1- ترك الحرام ، وهو زهد العوام .2- ترك الفضول من الحلال ، وهو زهد الخواص .3- ترك ما يشغل العبد عن الله تعالى ، وهو زهد العارفين .- التوكل : يقولون : التوكل بداية ، والتسليم واسطة ، والتفويض نهاية إن كان للثقة في الله نهاية ، ويقول سهل التستري:(( التوكل : الاسترسال مع الله تعالى على ما يريد )) .- المحبة : يقول الحسن البصري ت110ه‍ : (( فعلامة المحبة الموافقة للمحبوب والتجاري مع طرقاته في كل الأمور ، والتقرب إليه بكل صلة ، والهرب من كل ما لا يعينه على مذهبه )) .- الرضا : يقول أحدهم :(( الرضا بالله الأعظم ، هو أن يكون قلب العبد ساكناً تحت حكم الله عز وجل )) ويقول آخر : (( الرضا آخر المقامات ، ثم يقتفي من بعد ذلك أحوال أرباب القلوب ، ومطالعة الغيوب ، وتهذيب الأسرار لصفاء الأذكار وحقائق الأحوال )) .- يطلقون الخيال : لفهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى يصل السالك إلى اليقين وهو على ثلاث مراتب :1- علم اليقين : وهو يأتي عن طريق الدليل النقلي من آيات وأحاديث (( كلا لو تعلمون علم اليقين )) . [سورة التكاثر:5] .2- عين اليقين : وهو يأتي عن طريق المشاهدة والكشف : (( ثم لترونَّها عين اليقين )) [سورة التكاثر:7] .3- حق اليقين : وهو ما يتحقق عن طريق الذوق : (( إن هذا لهو حق اليقين فسبح باسم ربك العظيم )) [سورة الواقعة:95،96] .- ولعل أخطر ما في الشريعة الصوفية هو منهجهم في التربية حيث يستحوذون على عقول الناس ويلغونها ، وذلك بإدخالهم في طريق متدرج يبدأ بالتأنيس ، ثم بالتهويل والتعظيم بشأن التصوف ورجاله ، ثم بالتلبيس على الشخص ، ثم بالرزق إلى علوم التصوف شيئاً فشيئاً ، ثم بالربط بالطريقة وسد جميع الطرق بعد ذلك للخروج .رد مع اقتباسرد مع اقتباس#26أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590الحلقة -22-شطحات الصوفية :1. سلك بعضهم طريق تحضير الأرواح معتقداً بأنه من التصوف ، وسلك آخرون طريق الشعوذة والدجل ، واهتموا ببناء الأضرحة وقبور الأولياء وإنارتها وزيارتها والتمسح بها ، وكل ذلك من البدع التي ما أنزل الله بها من سلطان .2. يقول بعضهم بإسقاط التكاليف عن الولي أي أن العبادة تصير لا لزوم لها بالنسبة إليه ، لأنه وصل إلى مقام لا يحتاج معه إلى القيام بذلك ، ولأنه لو اشتغل بوظائف الشرع وظواهره انقطع عن حفظ الباطن وتشوش عليه بالالتفات عن أنواع الواردات الباطنية إلى مراعاة الظاهر .3. ينقل عن الغزالي انتقاده لمن غلبه الغرور ويعدد فرقهم :- فرقة اغتروا بالزي والهيئة والمنطق .- فرقة ادعت علم المعرفة ومشاهدة الحق ومجاوزة المقامات والأحوال .- فرقة وقعت في الإباحة وطووا بساط الشرع ورفضوا الأحوال ، وسووا بين الحلال والحرام .- بعضهم يقول : الأعمال بالجوارح لا وزن لها وإنما النظر إلى القلوب ، وقلوبنا والهة بحب الله وواصلة إلى معرفة الله.4. مذهب الوحدة المطلقة لم يكن له وجود في الإسلام بصورته الكاملة قبل ابن عربي ، فهو الواضع لدعائمه والمؤسس لمدرسته وله فصوص الحكم والفتوحات المكية وغيرهما .5. الحلاج يعتبر صاحب مدرسة الاتحاد والحلول وله أقوال منها :أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنـافإذا أبصرتـني أبصرتـه وإذا أبصرتـه أبصـرتناوقوله :مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة في الماء الزلالفإذا مسّـَك شيء مسـني فإذا أنـت أنا في كل حـال6. يستخدم الصوفيون لفظ ( الغوث والغياث ) وقد أفتى ابن تيمية كما في كتاب مجموع الفتاوى ص 437 : (( فأما لفظ الغوث والغياث فلا يستحقه إلا الله ، فهو غوث المستغيثين ، فلا يجوز لأحد الاستغاثة بغيره لا بملك مقرب ولا نبي مرسل )) .7. أجمعت كل طرق الصوفية على ضرورة الذكر ، وهو عند النقشبندية لفظ الله مفرداً ، عند الشاذلية لا إله إلا الله ، عند غيرهم مثل ذلك مع الاستغفار والصلاة على النبي ، وبعضهم يقول عند اشتداد الذكر : هو هو ، بلفظ الضمير . يقول ابن تيمية في كتاب مجموع الفتاوى ص 229 : (( وأما الاقتصار على الاسم المفرد مظهراً أو مضمراً فلا أصل له ، فضلاً عن أن يكون من ذكر الخاصة والعارفين ، بل هو وسيلة إلى أنواع من البدع والضلالات ، وذريعة إلى تصورات أحوال فاسدة من أحوال أهل الإلحاد وأهل الاتحاد )) .ويقول في ص 228 أيضاً : من قال : ياهو ياهو ، أو هو هو ، ونحو ذلك ، لم يكن الضمير عائداً إلا إلى مايصوره القلب ، والقلب قد يهتدي وقد يضل )) .8. قد يأتي بعض المنتسبين إلى التصوف بأعمال عجيبة وخوارق ، يقول ابن تيمية ص 494 : (( وأما كشف الرؤوس ، وتفتيل الشعر ، وحمل الحيات ، فليس هذا من شعار أحد من الصالحين ، ولامن الصحابة ، ولا من التابعين ، ولا شيوخ المسلمين ، ولا من المتقدمين ، ولا من المتأخرين ، ولا الشيخ أحمد بن الرفاعي ، وإنما ابتدع هذا بعد موت الشيخ بمدة طويلة )) .يقول أيضاً في ص 504 : (( وأما النذر للموتى من الأنبياء والمشايخ وغيرهم أو لقبورهم أو المقيمين عند قبورهم فهو نذر شرك ومعصية لله تعالى )) .في ص 506 من نفس الكتاب : (( وأما الحلف بغير الله من الملائكة والأنبياء والمشايخ والملوك وغيرهم فإنه منهي عنه ))يقول في ص 505 من نفس الكتاب أيضاً : (( وأما مؤاخاة الرجال والنساء الجانب وخلوتهم بهن ، ونظرهم إلى الزينة الباطنة ، فهذا حرام باتفاق المسلمين ، ومن جعل ذلك من الدين فهو من إخوان الشياطين )) .9. في مقام الفناء عن شهود ما سوى الرب وهو الفناء عن الإرادة يقول ابن تيمية ص337 من كتابه : (( وفي هذا الفناء قد يقول : انا الحق ، أو سبحاني ، أو ما في الجنة إلا الله ، إذا فنى بمشهوده عن شهوده ، وبموجوده عن وجوده ، وفي مثل هذا المقام يقع السكر الذي يسقط التمييز مع وجود حلاوة الإيمان كما يحصل بسكر الخمر وسكر عشق الصور . ويحكم على هؤلاء أن أحدهم إذا زال عقله بسبب غير محرم فلا جناح عليه فيما يصدر عنه من الأقوال والأفعال المحرمة ، بخلاف ماإذا كان سبب زوال العقل أمراً محرماً . وكما أنه لاجناح عليهم فلا يجوز الاقتداء بهم ولا حمل كلامهم وفعالهم على الصحة ، بل هم في الخاصة مثل الغافل والمجنون في التكاليف الظاهرة )) .أما في مقام الفناء عن وجود السوي فيقول ص337 من الكتاب: (( الثالث : فناء وجود السوي ، بمعنى أنه يرى الله هو الوجود وأنه لاوجود لسواه ، لابه ولا بغيره ، وهذا القول للاتحادية الزنادقة من المتأخرين كالبلياني والتلمساني والقونوي ونحوهم ، الذين يجعلون الحقيقة أنه غير الموجودات وحقيقة الكائنات ، وأنه لاوجود لغيره ، لا بمعنى أن قيام الأشياء به ووجودها به لكنهم يريدون أنه عين الموجودات ، فهذا كفر وضلال )) .تجاوزات بعض المنتسبين إلى الصوفية في الوقت الحاضر :1. الغلو في الرسول .2. الحلول والاتحاد .3. وحدة الوجود .4. الغلو في الأولياء .5. الادعاءات الكثيرة الكاذبة ، كادعائهم عدم انقطاع الوحي ومالهم من المميزات في الدنيا والآخرة .6. ادعاؤهم الانشغال بذكر الله عن التعاون لتحكيم شرع الله والجهاد في سبيله ، مع ماكان لبعضهم من مواقف طيبة ضد الاستعمار مثل الأمير عبد القادر الجزائري .7. كثيراً ما يتساهل بعض المحسوبين على التصوف في التزام أحكام الشرع .8. طاعة المشايخ والخضوع لهم ، والاعتراف بذنوبهم بين أيديهم، والتمسح بأضرحتهم بعد مماتهم .9. تجاوزات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ، في هيئة ما يسمونه الذكر ، وهو هز البدن والتمايل يميناً وشمالاً ، وذكر كلمة الله في كل مرة مجردة ، والادعاء بأن المشايخ مكشوف عن بصيرتهم ، ويتوسلون بهم لقضاء حوائجهم ، ودعاؤهم بمقامهم عند الله في حياتهم وبعد مماتهم .رد مع اقتباسرد مع اقتباس#27أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590يرفع.......رد مع اقتباسرد مع اقتباس#28أبو البراء محمود الليبي أبو البراء محمود الليبي غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلMar 2009المشاركات118جزاكم الله خير ونفع بكمرد مع اقتباسرد مع اقتباس#29أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590بارك الله فيك يا أبا البراءرد مع اقتباسرد مع اقتباس#30أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590الحلقة -23-المنتقى من كتاب"هذه هي الصوفية"لعبد الرحمن الوكيل رحمه اللهالحلقة(1)إفتراء على دين اللهما بالي أسرف في الحجاج؛ لأثبت ما ليس في حاجة إلى دليل يثبته، بل ما الصوفية – نفسها – تقر مؤمنة به؟!سلوها لم انتبذت من المسلمين مكاناً قصياً تسمي فيه المدنسين برجسها صوفيين، ولا مسلمين، والاسمان متقابلان تقابل الظلام الجائر، والضوء الباهر؟ سلوها لم تمقت ما سمي به الله من يعبدونه على بصيرة، وتجنح إلى اسم ماله من دلالة إلا على كفر أو مذلة؟ سلوها من هم كهان دينها، وأحبار طقوسها؟ سلوها لم تورث أحقاد طواغيتها على الكتاب والسنة؟ سلوها لم تفتن الأغرار عن دين الحق، فتزعم لهم أن الإسلام شريعة وحقيقة، تعني بالشريعة ما أوحاه الله إلى رسوله، وبالأخرى وساوس الأبالسة النافثين لبدع الصوفية. سلوها، وسلوها؟ ولكن لا تكدوا أنفسكم، فهذا ابن عجيبة الفاطمي الهوى، الصوفي الدين يلهمكم جواب ما عنه تسألون، فإليكم ما افتراه: "وأما واضع هذا العلم "يعني التصوف" فهو النبي صلى الله عليه وسلم علمه الله بالوحي والإلهام، فنزل جبريل أولاً بالشريعة فلما تقررت، نزل ثانياً بالحقيقة، فخص بها بعضاً دون بعض، وأول من تكلم فيه، وأظهره سيدنا علي كرم الله وجهه، وأخذه عنه الحسن البصري(ص 5 إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة جـ 1 ط 1913م. وفي قوله ذاك دليل الصلة الوثيقة بين الصوفية وبين الشيعة التي تؤله أئمتها)" وإنها لفرية جائرة الإفك على رسول الله، وبهت له بجريمة ملعونة، جريمة كتمان العلم، واي علم؟ إنه علم الحقيقة في دين الصوفية!! أفيكتم الرسول الحق وعلمه ودلائله، وقد توعد كاتم العلم بعقاب شديد من الله "من كتم علماً يعلمه الله إياه، ألجم يوم القيامة بلجام من نار(أبو داود والترمذي وابن حبان والحاكم وصححة من طريق أبي هريرة وقال الترمذي: حسن صحيح.)" ثم وراء هذا البهتان اتهام صريح لأبي بكر وعمر وعثمان، ومعهم خيار الصحابة من السابقين، بأنهم كانوا أنضاء ضلالة وجهالة بما يعرج بالروح على محبة الله، وراءه محاولة حقود مصممة على تجريد الجماعة الإسلامية من خيرا سلفها وخيار خلفها من صفة الإيمان الحق. وحسب الصوفية أن تبوء هي وحدها بما تبهت به الصديقين والشهداء.وسيلة المعرفة عند الصوفيةويدين الصوفية ببهتان آخر يدمعها بالمروق عن الإسلام، ذلك هو اعتقادها أن الذوق الفري (يعني به الذوق الخاص بكل إنسان)- لا الشرع، ولا العقل – هو وحده وسيلة المعرفة ومصدرها. معرفة الله وصفاته، وما يجب له (لم نقل: وما يستحيل عليه. لأن الصوفية تؤمن بأنه سبحانه يجب له كل شئ، لأنه عين كل شئ، فلا يستحيل عليه نقص ولا عجز)، فهو – أي الذوق – الذي يقوم حقائق الأشياء، ويحكم عليها بالخيرية أو الشرية، بالحسن أو القبح، بأنها حق أو باطل، فلا جرم أن تدين الصوفية بعدد عديد من أرباب وآلهة، ولا عجب أن ترى النحلة منها تعبد وثناً بغير ما تعبده به أخرى، أو تخنع لصنم يكفر به سواها من النحل الصوفية، ولا عجب من ذلك كله، ما دامت تجعل "الذوق" الفردي حاكماً وقيماً على المسميات وأسمائها، فيضع للشئ معناه مرة، ثم ينسخه بنقيضه مرة أخرى. هذه الحدة في توتر التناقض صبغة الصوفية دائماً في منطقها المخبول، ولقد ضربت الصوفيين أهواء أحبارهم بالحيرة والفرقة، فحالوا طرائق قدداً، تؤله كل طريقة منها ما ارتضاه كاهنها صنماً له، وتعبده بما يفتريه هواه من خرافات!! على حين يجمعهم على الوحدة هوى واحد، وغاية واحدة، هي القضاء على الإسلام والجماعة الإسلامية.وما إخالك يا سماحة الشيخ تمتري فيما ذكرته لك، فأنت به خبير، وإلا ففيم هذه الشيع المتطاحنة (يقول رويم البغداد: "لا يزال الصوفية بخير ما تنافروا، فإن اصطلحوا، هلكو" ص 181 طبقات الصوفية للسملي، فليتنافر المسلمون، ولتطاحنوا فهذا دين الصوفية.) وفيم هذه المشيخات المتنابذة، كلما دخلت واحدة منها عليك لعنت أختها، بل فيم هذه الحرب التي يثيرونها عليك في مكر دنئ ورياء ماكر؛ إذ جلست على عرشهم دون أن تكون لك قدم ثابتة في التصوف، ودون أن تنصب شيخ طريقة من قبل؟!! قلها صريحة الجرأة يا سماحة الشيخ، يهب الله لك هداه، ومقام الصديقين، وإنه للخير الذي تنشده نفس كل مؤمن.الفصل الثانيآلهة الصوفيةيفتري الصوفية – فمالهم من سجية غير ذلك – أنهم الذين يعرفون الله معرفة لا يمس يقينها ريب، ولا يشوب جلال الحق فيها شبهة، ويصمون المسلمين بعمى البصيرة (يقول نيكلسون "والصوفية لا يفتئون يعلنون أنهم أمة الله المختارة" ص 117 الصوفية في الإسلام ترجمة نور الدين شريبة) وما زالت تلك دعواهم. فما الرب الذي يعبدونه وإذا شئت إحكام الدقة، فسلهم: ما الرب الذي اختلقوه، ثم عبدوه؟اقرأ من الفتوحات، أو الفصوص، أو ترجمان الأشواق، أو عنقاء مغرب، أو مواقع النجوم، وكلها لابن عربي. اقرأ من الإنسان الكامل للجيلي، اقرأ من تائية ابن الفارض وشرحها للنابلسي أو القاشاني، اقرأ من الطبقات والجواهر والكبريت الأحمر لشعراني، اقرأ من الإبريز للدباغ، اقرأ من كتاب الجواهر، والرماح وهما للتيجانية، وروض القلوب المستطاب لحسن رضوان، بل اقرأ حتى مجموع الأوراد الذي يتعبدون به الآن ودلائل الخيرات، "وأحزاب" الكهنة منهم في العشايا والأسحار.إن الصوفية تنعت ابن عربي بأنه "الشيخ الأكبر والكبريت الأحمر" وتخر له ساجدة، والجيلي بأنه "العارف الرباني والمعدن الصمداني" وابن الفارض بأنه "سلطان العاشقين" والشعراني بأنه "الهيكل الصمداني والقطب الرباني" فماذا أدعوك إذن إلى تلاوة كتب تنقم منها الصوفية دلائل الحق، وإشراق الهدى، بل إلى كتب تقدسها الصوفية على اختلاف نوازعهم، وتباين أهوائهم، ويجلونها – ولا أعدو الصدق إذا قلت يعبدونها – ويرونها الأفق الأسمى لنور التوحيد، والمنبع السلسال لفيوض الربانية!! فإن قرأت شيئاًَ من تلك الكتب، فتدبر بعده آية واحدة من كتاب الله، واقذف بنور الحق الإلهي على دياجير الباطل الصوفي، وثمت يروعك، ويستفز الغضاب الثوائر من لعناتك أن تجد الصوفية تدين برب يتجسد في أحقر الصور، وتتعين "هويته وإنيته(الهوية عندهم هي الحقيقة الباطنة للذات الإلهية، والإنية هي حقيقتها الظاهرة في مجاليها المتنوعة)" في أنتن الجيف، وتتمثل حقيقته الوجودية صور أوهام في الذهن الكليل، وظنون حيرى في الفكر الضليل، وتهاويل أسطورية في الخيال. ألم تؤله الصوفية في دين كاهنها التلمساني رمة كلب تقزز من صديدها الدود(مر التلمساني على كلب أجرب ميت في الطريق، فقال له رفيق له – وكان التلمساني يحدثه عن وحدة الوجود - : أهذا أيضاً هو ذات الله؟ مشيراً إلى جثة الكلب. فقال التلمساني: نعم. الجميع ذاته، فما من شئ خارج عنها، انظر 145 مجموعة الرسائل الكبرى لابن تيمية)؟.ومعذرة يا سماحةالشيخ، فوالذي هدى المسلمين إلى دينه الحق، وأوجب الجهاد دونه، ما قلت إلا الحق للحق، وما رميت إلا بالحق، وإن شئت فمرحباً بموعد نلتقي فيه للمحاجة، فاختر ما شئت من أمكنة، وإن يكن قبة البدوي!!وهاك من النصوص ما يكشف لك في جلاء عن معتقدات الصوفية، وسأختار من النصوص مالا يمكر به التأويل، من كتب تتخذها الصوفية شرعة لها ومنهاجاً في الدين.إله ابن الفارضابن الفارض هو عمر بن أبي الحسين علي بن المرشد بن علي شرف الدين الحموي الأصل المصري المولد، توفي سنة 632هـ، ولم نتحدث عمن سبقه من الصوفية كالحلاج أو البسطامي مثلاً، لأننى اخترت أن أنقل عمن يجمع الصوفية جميعاً سلفاً وخلفاً على تقديسهم، أما الحلاج وغيره فيطعن فيه رياء ونفاقاً بعض الصوفية فتركته، حتى لا يكون لهم رياء معذرة) يؤمن هذا الصوفي ببدعة الاتحاد، أو الوحدة سمها بما شئت. بصيرورة العبد رباً، والمخلوق خلاقاً، والعدم الذاتي الصرف وجوداً واجباً، وإذا شئت الحق في صريح من القول، فقل: هو مؤمن ببدعة الوحدة، تلك الأسطورة التي يؤمن كهنتها بأن الرب الصوفي تعين بذاته وصفاته وأسمائه وأفعاله في صور مادية، أو ذهنية، فكان حيواناً وجماداً وإنساً وجناً وأصناماً وأوثاناً. وكان وهما وظناً وخيالاً، وكانت صفاته وأسماؤه وأفعاله، عين ما لتلك الأشياء من صفات وأسماء وأفعال؛ لأنها هي هو في ماهيته ووجوده المطلق أو المقيد، وكل ما يقترفه البغاة من خطايا، وما تنهش الضاريات من لحوم، أو تعرق من عظام، فهو فعل الرب الصوفي، وخطيئته وجرمه!!وإخالك الآن تود لو تسوى بي الأرض، أو تدهمني – على غرة صاعقة، إذ يجري على لسان الحق ذكر ابن الفارض منعوتاً بالزندقة وتعجب أن يكون سلطان العشق الصوفي زنديقاً!!وما علي – برحمة الله – مما تود، ولن يمنعني عجبك في ذهوله من أن أحكم على ابن الفارض بما ارتضاه هو ديناً له وتدبر ما سأنقل لك عنه من تائيته، فلعل يزول عجبك، وينفثئ غضبك.جلت في تجليها الوجود لناظري ففي كل مرئي رآها برؤيةيزعم أن الذات الإليهة هتكت عنه حجب الغيرية، وجلت له الحق المغيب، فرأى حقيقة الله متعينة بذاتها في كل مظاهر الوجود، رأي هذا الكون المادي بكل ما يدب عليه، أو يغتال الحياة والأعراض في غياهب ليله الساجي، ومغاوره المظلمة، رآه هو عين الله وماهيته، ورأى وجوده عين وجوده، فما تم من شئ عند ابن الفارض إلا وهو الله، بل ما للرب – رب ابن الفارض- وجود سوي وجود تلك الصور المادية، أو الذهنية المنطبعة عن شئ متحقق، أو متوهم، أو متخيل. أما وقد نعق بهذا البهتان، فليفتر لنفسه ما يترتب على الإيمان به؛ لهذا راح يزعم أنه بذاته اتحد بذات ربه، فكانت الثنائية في الاسم، وكانت الوحدة في الحقيقة والوجود، وأنه في جلوة تلك الوحدة يشهد في ذاته وصفاته وأفعاله ذات الله وصفاته وأفعاله، وعن هذا يعبر.وأشهدت غيبي، إذ بدت، فوجدتني هنالك إياها بجلوة خلوتيشهد "هوية" الوجود الإلهي، أو باطنه، "إنية" وجوده هو، أو ظاهره، فلم يجد للرب وجوداً سوى وجوه ولا لذاته كياناً متقوماً غير كيانه، فهتف في جذل البشرى: أنا الله!!بيد أنه خشي أن يتوهم أحد أن هذا الشهود وهم طارئ، أو حال عارض أو صورة من حلم أسبل لها فكره وعينه، خشي هذا، فقال:ففي الصحو بعد المحو لم أك لغيرها وذاتي بذاتي، إذ تحلت ، تجلتوهكذا صرح ابن الفارض في جرأة شرود بما يرمز عنه سواه من منافقي الصوفية، حين يفجؤهم برهان الحق، ولذا يقول.إلى كم أواخي الستر، هاقد هتكته وحل أواخي الحجب في عقد بيعتييعني أنه عاهد الحق حين بايعه على أن يهتك كل ستر، و يحل كل أنشوطة، حتى يرى كل ذي بصر أن الله يتمثل دائماً في صور الخلق، وتتعين ذاته بذواتهم!!وتدبر هذه الصراحة الصارخة الجرأة في قول ابن الفارض: "وذاتي بذاتي، إذ تحلت تجلت" تدبر تجد الزنديق، يأبى أن يثبت لربه ذاتاً، ويتعالى أن يجعل وجوده هو فيض وجود ربه، فلم يقل :"وذاتي بذاته" أو "ذاته بذاتي" وإنما قال: ليحكم بالعدم الصوفي على رب الوجود الحق، وخالقه: "وذاتي بذاتي" فليس ثمت إلا ذاته هو في الحالينّّ ألا تحس الجحود طاغي البغي؟!ما ثم عند ابن الفارض من رب، ولا مربوب. إلا وهو ابن الفارض إنه الخلاق. وإنه هو الوجود، وواهب الوجود، وما الرب الأكبر إلا أثر من آثار قدرته، أو جزئي تأئه حيران من كليه!! هذا دين ابن الفارض. فبماذا تحكم عليه؟!فوصفين إذ لم تدع باثنين وصفها وهيئتها – إذ واحد نحن- هيئتييزعم أن كل ما وصف به الله نفسه، فالموصوف به على الحقيقة هو ابن الفارض؛ لأنه الوجود الإلهي الحق، في أزليته، وأبديته، وديمومته، وسرمديته.فإن دعيت كنت المجيب، وإن أكنمنادى أجابت من دعاني، ولبتإن دعي الله أجب ابن الفارض؛ لأنه عينه، وإن دعي ابن الفارض لبى الله، لأنه اسمه ومسماه! ولكن أتلمح الكبر جائر العتو من ابن الفارض على خالقه؟ إذ يزعم أنه إن دعي الرب، فما يفعل ابن الفارض شيئاً سوى أن يجيب، أما إذا دعي ابن الفارض، فما يكفي الرب أن يجيب، وإنما يهرول ملهوفاً إلى التلبية!!.ما كفاه زعمه أنه الله، فأكد أن الرب الأكبر ما هو إلا صورة شاحبة منه، وظل حيران له!!.فقد رفعت (يصح أن يكون معناه أن الخطاب رفع بينه وبين غيره، لعدم وجود غير، ويصح أن يكون معناه أن"الفتحة" من تاء الخطاب في مثل "خلقت" بفتح التاء تحولت إلى ضمة وهي علامة رقع، فصارت "خلقت" بضم التاء لا فتحها أي صارت تاء المخاطب بفتح الطاء عين تاء المتكلم) تاء المخاطب بيننا وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي.الخطاب يستلزم الاثنينية، إذ لا بد له من طرفين متقابلين مخاطب ومخاطب، ولهذا يكفر ابن الفارض بما يؤكده الخطاب في آيات الله، أو في دعاء الداعي من دلالة على المغايرة بين المتخاطبين!! وينفي صدور خطاب أو دعاء منه إلى "غير ما" فما ثم "غير" حتى يخاطبه، أو يدعوه!!.فإذا ما صدر منه خطاب، أو دعاء إلى الله، فلا تحسبن أنه يخاطب غيره؛ إذا الخطاب صادر منه إليه، والدعاء متوجه به من نفسه إلى نفسه.لقد كان يقول من قبل أن يكشف عنه الغطاء: أنت أنت، فما تجلت له الحقيقة صار يقول: "أنا أنا" فما "أنت" تلك إلا "أنا" ذاتاً ووجوداً!!.ويرى ابن الفارض أن إثبات الربوبية الخلاقة وحدها لنفقسه شئ دون مقامه الأكبر، فيفتري أن له الربوبية بوحدانيتها وصفاتها وأسمائها وأفعالها، بملكها وملكوتها، برحمانيتها وجبروتها، بقدرتها، القهارة، وعلمها المحيط الشامل، بما أبدعت من خلق، ومنحت من حياة.ولا فلك إلا ومن نور باطني به ملك يهدى الهدى بمشيئتي(يقول تعالى لبنيه الأعظم (28:56 إنك لا تهدي من أحببت، ولكن الله يهدي من يشاء) فجعل ابن الفارض نفسه أعظم من محمد، وقريناً مساوياً لله!!)ولا قطر إلا حل من فيض ظاهريبه قطرة عنها السحائب سحتولولاي لم يوجد وجود، ولم يكن شهود، ولم تعهد عهود بذمـةفلا حي إلا من حياتي حياته وطوع مرادى كل نفس مريدة(أيقول هذه مسلم؟ إنها لله وحده، فنسبها ابن الفارض على نفسه!!)فبماذا يحكم المؤمن على زنديق يفتر أن ملكوت كل شئ بيده، وأن الوجود كله قطرة فيض من جوده ووجوده، وأن الإرادة البشرية كلها طوع هواه.وكل الجهات الست نحوي توجهت بما تم من نسك وحج وعمرةلها صلواتي بالمقام، أقيمها وأشهد فيها أنها لي صلتهذه الصلوات يقيمها النساك في قدس المحاريب، وهذه الضراعات يتبتل بها القديسون، وهذه الدعوات يتهجد بها العباد تحت سجوات الليل، وهذه المناسك ينسكها الحجاج والمعتمرون. إنها لا ترفع في الحقيقة إلى الله، وإنما تتوجه بها القلوب إلى ابن الفارض رجاء رحمته، وابتعاء رضاه!.وهؤلاء المصلون يولون وجوههم شطر المسجد الحرام. إنهم يولونها شطر هيكل ابن الفارض. وهذه النذور يحفد بها الملهوفون، إنها قرابين العبودية منهم، ويبتغون بها وجه ابن الفارض!والله جل شأنه يقول: (2:115 ولله المشرق والمغرب، فأينما تولوا فثم وجه الله) غير أن ابن الفارض يرفع في وجه الحق باطله، فيفتري أنه ما ثم إلا وجهه هو، وأن الكون كله ما يولي بجهاته الست وجهه إلا إليه!.وذلك الرب الصوفي الهيمان في ملكوت ابن الفارض! ايعيش عاطلاً بلا عمل؟ أيخالف عن أمر ابن الفارض؟ كلا فقد أرغمه ابن الفارض على أن يرتسم خاشع الذل في المعابد يصلي لابن الفارض، ويرجو رحمته.أرأيت إلى سلطان العاشقين: كيف يفتري في شعره الوثني كل هذه الخطايا المجوسية؟!ويهفو ابن الفارض لاهث الأنفاث؛ ليفتري لك مرة أخرى. أنه هو الله. كلانا مصل واحد ساجد إلى حقيقته بالجمع (الجمع عند الصوفية هو "شهود الحق "أي الله" بلا خلق)في كل سجدة.ولكن لـ(كلانا) هذه دلالتها الحتمية على وجود اثنين أو تحقق وجودين يغاير أحدهما الآخر. لهذا كر ابن الفارض يعدو في لهفة مجنونة؛ ليستدرك على "كلانا" بما ينسخ ما توهمه، فقال:وما كان لي صلي سواي، ولم تكن صلاتي لغير في أدا كل سجدةعبادة الأنوثةولست أدري لم يغرم الصوفية دائماً بنعوت المرأة يحملونها على ربهم، فيزعمون أن ربهم يتجلى – غزلي الجمال – في صورة أنثى عاشقة ملهوفة تتقتل بفتون أنوثتها الهيم لحيوان يراودها عن نفسها.يصور لنا أحد أتباع ابن الفارض لوناً من ألوان مجون سلطان العاشقين فيقول: "دفع إلى دارهم، وقال: اشتر لنا بها شيئاً للأكل، فاشتريت ومشينا إلى الساحل، فنزلنا في مركب، حتى طلع البهسنا، فطرق باباً، فنزل شخص فقال: بسم الله، وطلع الشيخ، فطلعت معه، وإذا بنسوة بأيديهن الدفوف و والشبابات، وهم يغنون له، فرقص الشيخ على أن انتهى، وفرغ ونزلنا، وسافرنا حتى جئنا إلى مصر، فبقي في نفسي شئ، فلما كان في هذه الساعة جاءه الشخص الذي فتح له الباب، فقال له: يا سيدي فلانة ماتت – وذكر واحدة من أولئك الجواري – فقال: اطلوا الدلال، وقال: اشتر لي جارية تغني بدلها، ثم أمسك أذني، فقال: لا تنكر على الفقراء !!" ص 319 جـ 4 لسان الميزان لابن حجر العسقلاني طبع الهند 1230هـ. هذا هو ابن الفارض القديس يرقص ويغني والنسوة يرقصن معه ويضربن له الدفوف!! ومع هذا يرحم على تابع أن ينتقده!! وهكذا كل الشيوخ) فاسمع إليه يقول:ففي النشأة الأولى تراءت لآدم بمظهر حواء قبل حكم البنوةوتظهر للعشاق في كل مظهر من اللبس في أشكال حسن بديعةففي مرة "لبنى" وأخرى "بثينة" وآونة تدعى"بعزة" عزتيزعم أن ربه ظهر لآدم في صورة حواء، و"لقيس" في صورة "لبنى" و "لجميل" في صورة "بثينة" و "لكثير" في صورة "عزة". فما حواء البشر إلا الحقيقة الإلهية، وما أولئك العشاق سكرت على شفاههن خطايا القبل المحرمة، وتهاوت بهن اللهفة الجسدية الثائرة تحت شهوات العشاق، ما أولئك جميعاً سوى رب الصوفية تجسد في صور غوان تطيش بهداهن نزوة ولهى، أو نشوة سكرى، أو رغبة تتلظى في عين عاشق!!.ويسرف ابن الفارض في توكيد أنوثة ربه، وتجليه أبدا في صورت جسد امرأة يزل بها موعد الليل، فيقول:ولسن سواها، لا، ولا كن غيرها وما إن لها في حسنها من شريكةخشي ابن الفارض أن يتوهم أحد في ربه أنه يغاير حقيقته، أو تتباين صفاته، وهو يتجلى مرة بعد مرة في صورة غانية، أو أن يظن أن هؤلاء الغانيات "لبنى، بثينة، عزة" تغير حقائقهن حقيقة ربه في شئ ما، خشي ابن الفارض ذلك، فاستدرك على الأوهام بما يحيلها يقيناً ثابتاً في أنوثة ربه، فقال: " ولسن سواها، لا، ولا كن غيرها" وهكذا صدق فيهم قول الله (117:4 إن يدعون من دونه إلا إناثاً، وإن يدعون إلا شيطاناً مريداً) ماذا يحدث للشباب المسلم، ومنه لو أنه آمن بهذه الصوفية؟!فليفهم كل عاشق يطويه الليل على خاطئة أنه حين يقترف الخطيئة مع أنثاه، وتعربد في جسدها الرخص أنيابه وأظفاره، ليفهم كل عاشق أن أنثاه هذه التي يعرق أنوثتها ليست إلا رب الصوفية الأعظم!!.وليصحح مؤرخو الأدب تاريخ، فابن الفارض يؤكد أن أولئك العشاق "قيس، جميل، كثير" وكل شعراء العشق لم يريقوا خمور الغزل إلا للذات الإلهية متجسدة في صور عشيقاتهن القواتل!!.أوعيت إذن علة إطلاق الصوفية على أربابهم أسماء نسوة (أنصت إلى المنشدين اليوم في حلق الرقص الصوفي أو الذكر كما يزعمون تجدهم يرقصون الذاكرين على مناجاة "ليلى وسعاد" وغيرهما!!) جلهن عواطل من الفضيلة، عوار عن الشرف؟!كتبهأفقر خلق الله إلى عفوهأبو جهاد سمير الجزائريفي :27 ربيع الأول1430الموافق ل :22 مارس 2009رد مع اقتباسرد مع اقتباس#31أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590الحلقة -24-المنتقى من كتاب"هذه هي الصوفية"لعبد الرحمن الوكيل رحمه اللهأبو جهاد الجزائريالحلقة(2)إله ابن عربيأما هذا الطاغوت الأكبر، فقد افترى للصوفية رباً عجيباً يجمع بين النقيضين المتوترين في ذاته، وبين الضدين الحقيقيين في صفاته، فهو الوجود الحق، وهو العدم الصرف، هو الخلاق، وهو المخلوق، هو عين كل كائن، وصفاته عين صفات كل موجود وكل معدوم، هو الحق الكريم والباطل اللئيم، هو الفكرة العبقرية، والخرافة الحمقاء، هو الخاطرة الملهمة، والوهم الذاهل، والخيال الحيران، والمستحيل الذي لا يتصور فيه العقل أبداً أن يخطر حتى مرة واحدة في بال الإمكان، والممكن الذي يرى فيه الفكر أجلى معاني الإمكان، والذي لا يتوهم فيه العقل وهم استحالة. هو المؤمن، وهو الكافر، هو الموحد الخالص التوحيد، وهو المشرك الأصم الوثنية. هو الجماد الغليظ، وهو الحيوان ذو المشاعر المرهفة، والحساسية المتوقدة، هو الملاك الساجد تحت العرش، وهو الشيطان الذي يصطرخ في سقر، هو القديس الناسك يذوب قلبه في دموع التسابيح، وهو العربيد يضج الماخور من بغى خطاياه، هو الراهبة التي تحيا على النور يغمر الوجود بمباهجه، وهو الظلام موار الكهوف بالفزع والرهبة، تلك هي بعض ذاتيات رب ابن عربي، وبعض خصائص الإله الصوفي!!.ولهذا يؤمن الطاغوت بأن اليهود عباد العجل ناجون، بل يؤمن بأنهم كانوا على علم بحقيقة الألوهية، لم ينعم موسى ولا هارون بلمحة من تجلياته، ولا ببارقة من انكشاف الأسرار الإلهية المغيبة لن!! لأنهم ما قصروا العبادة على فكرة مجردة خاوية كموسى، وإنما عبدوا الرب متجلياً في صورة عجل، فأدركوا من حقيقة الأمر ما لم يدركه هارون، وهو أن الذات الإلهية لا تعبد إلا حين تتجلى في صور خلقية!!.ويؤمن ابن عربي بقدسية عبدة الأصنام، ويمجد صدق إيمانهم وإخلاص توحيدهم، يؤمن بالصابئة عباداً يوحدون الله، ويخلصون له الدين، يؤمن بسمو إيمان الذين عبدوا ثلاثة آلهة غير أنه يعيب عليهم قصورهم عن إدراك الحقيقة كاملة؛ إذ عبدوا الله في ثلاثة أقانيم، على حين كان الواجب أن يعبدوه في كل شئ، فليس الرب عنده هو تلك الأقانيم فحسب، وإنما هو عين ما يرى أو يحس، فأصحاب الثالوث عنده مخطئون؛ لأنهم عبدوا بعض مظاهر الرب، أو بعض تعيناته وكان واجباً أن يعبدوه في الكل؛ لأنه هو ذلك الكل فيما ظهر منه، وفيما بطن!! (اقرأ الفص "العيسري" و "المحمدي" من فصوص الحكم لبن عربي).ربوبية كل شئواسمع إليه يؤكد لك أن كل شئ هو الله سبحانه : " سبحان من أظهر الأشياء، وهو عينها (ص 604 جـ2 الفتوحات المكية لابن عربي.)" "إن العارف من يرى الحق (الله) في كل شئ، بل يراه عين كل شئ (ص 374 فصوص بشرح بالي، ص 382 بشرح قاشاني ص 192 جـ1 بتحقيق الدكتور عفيفي.)" وكلمة "شئ" في دين الطاغوت تطلق حتى على الصور الذهنية والوهمية وعلى العدميات، فوق إطلاقها على كل موجود له كيانه المادي المستقل المتقوم بذاتياته وخصائصه. فانب عربي كما ترى أصرح الدعاة إلى وحدة الوجود، بل هو كاهنها الأكبر!!.الرب إنسان كبيرواسمع إليه يحكم على ربه بأنه يجب أن يوصف بما يوصف به الخلق، حتى بما فيهم من نقص وعجز وحمق وجهالة، ويحد بما يحد به كل كائن على حدة: "فما يحد شئ إلا وهو حد الحق(والحد هو أتم أنواع التعريف، فإذا عرفت الصنم مثلا بحد ما، فهذا التعريف صادق على الرب الصوفي، لأنه هو ذلك الصنم نفسه) فهو الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات فهو الشاهد من الشاهد، والمشهود من المشهود، فالعالم صورته، وهو روح العالم المدبر له، فهو الإنسان الكبير(ص 111 فصوص الحكم ط الحلبي)".الرب هو صور العالمواسمع إليه يؤكد لك أن ربه هو كل ما ترى من صور العالم: "هي ظاهر الحق؛ إذ هو الظاهر، وهو باطنها؛ إذ هو الباطن، وهو الأول؛ إذ كان، ولا هي، وهو الآخر؛ إذ كان عينها عند ظهورها(ص 112 فصوص ط الحلبي) وتدبر تعريف ابنعربي لربه بقوله: "هو عين ما ظهر، وهو عين ما بطن في حال ظهوره، وما ثم من يراه غيره (يعني أنك إذا رأيت إنساناً، أو حجراً، فقد رأيت الرب الصوفي، بل الرائي والمرئي هما عين ذلك الرب)، وما ثم من يبطن عنه، فهو ظاهر لنفسه، باطن عنه، وهو المسمى أبا سعيد الخراز(هو أحمد بن عيسى ممن تكلم في الفناء الصوفي نوفي سنة 279)، وغير ذلك من أسماء المرئيات(ص 77 جـ 1 فصوص ط الحلبي) والعارف الحق بالله عند ابن عربي هو من يرى "سريان الحق (الله) في الصور الطبيعية والعنصرية، وما بقيت له صورة إلا ويرى عين الحق فيها(ص 181 المصدر السابق).صفات الرب صفات الخلقويحكم ابن عربي على ربه، ويصفه بالعجز الذليل، والنقص المشين، والسفه والحماقة، وبأنه مناط مذمة وتحقير مهانة. فيقول : "ألا ترى الحق يظهر بصفات المحدثات، وأخبر بذلك عن نفسه، وبصفات النقص، وبصفات الذم؟! ألا ترى المخلوق يظهر بصفات الحق من أولها إلى آخرها – وكلها حق له – كما هي صفات المحدثات حق للحق (ص 80 فصووص راجع ما كتبته في "دعوة الحق" ص 30 وما بعدها.).لقد خشي ابن عربي أن يتوهم فيه إنسان أنه يطلق صفات الخلق على الله سبحانه إطلاقاً مجازياً، أو يطلق صفات الله على خلقه كذلك. خشي هذا، فمحا توهم المجاز عن الأولى بقوله: "كما هي صفات المحدثات حق للحق" فلا تتوهم مجازاً ما فيما يحكم به ابن عربي على ربه، أو فيما يصفه به من ذم ونقص وعجز. ومحاه عن الأخرى بقوله:"وكلها – أي صفات الله من ربوبية وإلهية وخالقية ورازقية، وسواها مما هو من صفات الله وحد – حق له"، أي للمخلوق، فالخلق يوصف بصفات الله على الحقيقة لا على المجاز!! ذاك دين ابن عربي.رب الصوفية وجود وعدمورب الصوفية في دين ابن عربي يستغرق كل نسبة عدمية، أو وجودية "فالعي لنفسه، هو الذي يكون له الكمال الذي يستغرق به جميع الأمور الوجودية، والنسب العدمية، بحيث لا يمكن أن يفوته نعت منها وسواء كانت محمودة عرفاً وعقلاً وشرعاً، أو مذمومة عرفاً وعقلاً وشرعاً، وليس ذلك إلا لمسمى الله تعالى خاصة (ص 79 فصوص)"يكون مناط الذم من الشرع والعقل والعرف؟ لقد نعت ابن عربي ربه بكل مذمة، فلماذا لا يذمه الشرع والعقل والعرف؟!كل شئ رب للصوفيةلقد كفرت الصابئة؛ لأنهم عبدوا الكواكب، وكفرت اليهود؛ لأنهم عبدوا العجل، وكفرت النصارى؛ لأنهم عبدوا ثلاثة أقاني، وكفرت الجاهلية؛ لأنهم عبدوا أصناماً أقاموها لمن مات من أوليائهم، لتكون مقصد الرجاء، ومطاف الآمال، كما كان أصحابها، وهم ناعمون بالحياة. فماذا تقول في الصوفية، أو بماذا تحكم عليها، وهي تدعو إلى عبادة كل شئ؟! ألا يقول الجيلي :"إن الحق تعالى من حيث ذاته، يقتضي ألا يظهر في شئ، إلا ويعبد ذلك الشئ، وقد ظهر في ذرات الوجود (ص 83 جـ 2 الإنسان الكامل للجيلي) ويزيد ابن عربي الفرية جلاء بقوله : "و العارف المكمل من رأى كل معبود مجلي للحق يعبد فيه، ولذلك سموه كلهم إلهاً، مع اسمه الخاص بحجر، أو شجر، أو حيوان، أو إنسان، أو كوكب، أو ملك" (ص 195 جـ 1 فصوص، وقد عدد في هذا النص آلهة الذين كفروا من قبل، فعبدوا الحجر والشجر والحيوان والإنسان والكوكب والملك، يعني الصابئة واليهود والنصاري والذين أشركوا. وصوب عبادتهم، إذ كل ما عبدوه في دينه ليس غلا رباً تجلى في صورة ذلك المعبود).فهل تراني جنحت إلى غلو ما حين قلت لك: إن الصوفية استمدت من كل كفر، ودانت بكل ما دان به الكافرون من قبل، فكانت هي وحدها تاريخ الوثنية كلها، وحمأتها منذ ابتدعها إبليس ليضل الكافرين؟!.ألا ترى ابن عربي حفي القلب والشعور والعاطفة بعبادة الحجر والشجر "آلهة الجاهلية" وبعبادة الحيوان "آلهة الفرعونية واليهودية" وبعبادة الإنسان "إله النصرانية والشيعة" وبعبادة الكوكب والملك "أي آلهة الصابئة"؟!.فالصوفية هي كل ذلك الكفر، ثم تحته وفوقه، وعن شماله ويمينه ومن خلفه ومن قدامه كفرها الخاص بها!! وفيما ذكر ابن عربي ما يثبت اليقين في قلبك بما أقول.التجسد في النساءوكما عبد ابن الفارض جسد الأنثى، عبده كذلك ابن عربي، بيد أن الأول عبد المرأة مستباحة العفة له، وعبدها الآخر مستعصية الشرف عن أهوائه.وإليك نصاً واحداً من فصوصه يكشف لك عن مدى إيغال ابن عربي في عبادة الأنثى "ولما أحب الرجل المرأة، طلب الوصلة (يقصد بها ما يحدث بين الذكر والأنثى)، أي غاية الوصلة التي تكون في المحبة، فلم يكن في صورة النشأة العنصرية أعظم وصلة من النكاح (يقصد به ماله من معنى في أذهان العامة بدليل ما ذكره بعده. لا يريد الزواج بل شيئاً آخراً) ولهذا تعم الشهوة أجزاءه كلها، ولذلك أمر بالاغتسال منه – فعمت الطهارة، كما عم الفناء فيها – عند حصول الشهوة، فإن الحق غيور على عبده أن يعتقد أنه يلتذ بيغره، فطهره بالغسل (يزعم أن الله لم يأمر بالغسل إلا ليتطهر العبد مما توهمه من أنه كان مع امرأة، على حين كان هو مع الربة الصوفية جسداً وخطيئة!!)؛ ليرجع بالنظر إليه فيمن فنى فيه، إذ لا يكون إلا ذلك، فإذا شاهد الحق الرجل الحق(الحق في دين الصوفية هو الذات الإلهية في وجودها المطلق!!) في المرأة، كان شهوداً في منفعل، وإذا شاهده في نفسه – من حيث ظهور المرأة عنه – شاهده في فاعل، وإذا شاهده في نفسه من غير استحضار صورة ما تكون عنه، كان شهوده في منفعل عن الحق بلا واسطة، فشهوده للحق في المرأة أتم وأكمل؛ لأنه يشاهد الحق من حيث هو فاعل منفعل، ومن نفسه من حيث هو منفعل خاصة؛ فلهذا أحب صلى الله عليه وسلم النساء؛ لكمال شهود الحق فيهن (يزعم ابن عربي أن علة حب الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء هي اعتقاده أنهن الله في أجمل صور تعيناته وتجلياته، ورغبته في الالتذاذ الجسدي المتنوع بربه!!) إذ لا يشاهد الحق مجرداً عن المواد أبداً، فشهود الحق في النساء أعظم الشهود وأكمله، وأعظم الوصلة النكاح (ص 217 فصوص جـ 1 ط الحلبي، ص 437 استامبول بشرح القاشاني، ص 420 بشرح بالى ط 1309هـ).وتستطيع أن تلخص، وتستخلص من هذا النص وحده دين ابن عربي كله. إنه يعتقد أن رب الصوفية يتجلي أعظم تجل له في صورة أنثى يهصر جسدها المستسلم حيوان ثائر الجسد. يعتقد أن العاشقين ينتهبان خطايا الليل، هما رب الصوفية!! ويحلف على العشاق عربدت بهم خمرة الأجساد من دنان الإثم أن يدينوا بأنهم كانوا مع الرب الصوفي ليلاً وخطيئة وغريزة ولذة!! فما استغرقوا في اللذة بأنثى، بل بالرب المتجسد الخطايا في أنوثة عصفت بها الرذيلة!! ثم ينحدر ابن عربي في سرعة مجنونة إلى أعمق الأغوار السحيقة من المادية، فيؤكد لنا : أن الرب الصوفي شئ مادي، وأنه لا يرى أبداً كاهنا الأكبر هذه الفرية الكبرى فيقول : "لا يشاهد الحق (الله) مجرداً عن المواد أبداً" ويقول: "وهو من حيث الوجود عين الموجودات، فالمسمى محدثات هي العلية لذاتها، وليست إلا هو(ص 76 جـ 1 فصوص لابن عربي ط الحلبي)":وما ينبغي – احتراماً لعقلك يا سماحة الشيخ – أن أدلك على أساطير الزندقة في تلك النصوص الصوفية، فإنها تكاد تنشب مخالبها في العين لتراها!!أترى تخزك الندامة على أنك شكوتنا، فنكأت لك الجراح، أم تراها تخزك لما ظلمت به من يود لك الخير، ويدعوك إليه، ولأنك في مكانك هذا تحمل أوزار الصوفية كلها على ظهرك؟!التجسد المسيحي، والتجسد الصوفيوتلوذ بي عاطفة من إشفاق تحملني على ألا أزيد جرحك انتكاساً بذكر نصوص أخر، غير أنني أود تذكير الشيخ بأن المسيحية حين سلبتها الصوفية رشدها وهداها، وقداسة الروحانية فيها، فرغبت بها عن التوحيد الخالص إلى الشرك؛ بعبادة ثلاثة آلهة!! إن المسيحية حين استعبدتها غواية الصوفية أبت أن تخبط وراءها في كل مهلكة، فلم تؤمن بتجسد الذات الإلهية في كل شئ وإنما اختارب جسداً طيباً طاهراً، شرف الله صاحبه بالرسالة، وآمنت بأنه التجسد الأعظم لله!! ومع هذا لم تنل من الله إلا لعنة الأبد، وغضب الأبد، وسعير جهنم يصلونها، وبئس المصير.أما شيخكم الأكبر، فقد هوى به الكفر، أو هوى هو بالكفر، إلى أبعد أعماق الهاوية الساحقة الماحقة، وانحدر به إلى كل منحدر، فآمن بتجسد ربه في أجساد تقيحت من الدنس، آمن بتجسد ربه في الجيف، وفي الأوثان، وعدل السامري، وفرعون موسى، ثم هفت به غلمته الآثمة، فكشفت عن دخيلة نفسه الآبقة تعبد رباً تتلظى غرائزه، وتتسعر شهواته، وتشتهي مفاتنه حين يتجسد في أنثى طاحت بها نزواتها لقي تحت رغبة كل عابر يراود خطيئة!فقر الإله الصوفي إلى الخلقالله سبحانه يقول: (35:15 يأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله، والله هو الغني الحميد) غير أن الصوفية تؤمن بإله هو الفقير إلى الخلق. فقير إليهم في وجوده فقير إليهم في علمه، فقير إليهم في بقائه، فقير إليهم في طعامه وشرابه، فقير إليهم في كل شئ يهب له الظهور بعد الخلفاء، والوجود بعد العدم، ويحول بينه، وبين الفناء.

يقول ابن عربي: "فوجودنا وجوده، ونحن مفتقرون إليه من حيث وجودنا، وهو مفتقر إلينا من حيث ظهوره لنفسه" ويقول : "فأنت غذاؤه بالأحكام (أي أسماؤك أسماؤه، وصفاتك صفاته، وأفعالك أفعاله، فلولاك ما سمى ولا وصف، ولا حكم عليه بحكم لأنك عينه وذاته) وهو غذاؤك بالوجود، فتعين عليه ما تعين عليك، والأمر منه إليك، ومنك إليه، غير أنك تسمي : مكلفاً، وما كلفك إلا بما قلت له: كلفني بحالك، وبما أنت عليه – ولا يسمي مكلفاً.فيحمدني، وأحمده ويعبدني وأعبده (ص 83جـ 1 فصوص ط الحلبي)ذلك هو رب الصوفية الذي افتراه لها ابن عربي، وبه يدين أقطابها، وله يسجدون!!

إله الغزالي(هو محمد بن محمد بن أحمد الطوسي أبو حامد الغزالي مات سنة 505هـ)ولعلم ما يقلق دهشتك، ويثير ثائرتك أن يقرن بأولئك هذا الذي افترى له الصوفية أضخم لقب في التاريخ، وهو "حجة الإسلام" ليفتكوا بهذا اللقب الخادع ما بقي من ومضات النور الشاحبة في قلوب المسلمين. فاسمع إلى كاهن الصوفية – لا حجة الإسلام – يتحدث عن التوحيد ومراتبه "للتوحيد أربع مراتب ... والثانية: أن يصدق بمعنى اللفظ قلبه، كما صدق به عموم المسلمين، وهو اعتقاد العوام!! (تدبر وصفه لعموم المسلمين بأنهم عوام في الاعتقاد!!). والثالثة: أن يشاهد ذلك بطريق الكشف بواسطة نور الحق، وهو مقام المقربين، وذلك بأن يرى أشياء كثيرة، ولكن يراها على كثرتها صادرة عن الواحد القهار(في هذه المرتبة يقرر وحدة الفاعل، بدليل ما سيقرره بعد، وهو أنه لا يشاهد إلا فاعلاً واحداً، فيلزمه نسبة فعل المجرم إلى ذلك الفاعل الواحد). والرابعة : ألا يرى في الوجود إلا واحداً (قرر فيما سبق وحدة الفاعل ولكنه لم ينف وجود غيره، أما في هذه، فيقرر وحدة الموجود أي وحدة الوجود، يقرر أن الذوات على كثرتها هي في الحقيقة ذات واحدة) وهي مشاهدة الصديقين، وتسميه الصوفية: الفناء في التوحيد، لأنه من حيث لا يرى إلا واحداً، فلا يرى نفسه أيضاً، وإذا لم ير نفسه؛ لكونه مستغرقاً بالتوحيد، كان فانياً عن نفسه في توحيده، بمعنى أنه فنى عن رؤية نفسه والخلق"ثم يحدثنا الغزالي عن مقامات الموحدين في كل مرتبة، فيصف صاحب المرتبة الرابعة من التوحيد بقوله: "والرابع موحد بمعنى أنه لم يحضر في شهوده غير الواحد، فلا يرى الكل من حيث إنه كثير، بل من حيث إنه واحد، وهذه هي الغاية القصوى في التوحيد. فإن قلت. كيف يتصور ألا يشاهد إلا واحداً، يكون الكثير واحداً؟ فاعلم أن هذه غاية علوم المكاشفات (يكل المعرفة بأسمى مراتب التوحيد إلى علوم المكاشفات، فما تلك العلوم؟ إنها قطعاً شئ آخر غي الكتاب والسنة، إنها أساطير الصوفية التي استمدوها من "أذواقهم ومواجيدهم" ثم سجلوها في كتبهم، فكأن القرآن وسنة الرسول ليس فيهما ما يصل بالقلب إلى قدس الحق من التوحيد الخالص، فتدبر تجد الغزالي يهدف إلى صرف المسلمين عن هدي ربهم إلى خرافات الصوفية وضلالاتهم)، وأسرار هذا العلم لا يجوز أن تسطر في كتاب (اقرأ بعد هذا قول الله تعالى "ما فرطنا في الكتب من شئ" وأهم شئ هو توحيد الله في ربوبيته وإلهيته، ولكن الغزالي يزعم أن حقيقة التوحيد الحق لا يجوز أن تسطر في كتاب، وهذا معناه أنها ليست في كتاب الله، وأنه لا يعرفها أحد إلا الصوفية أرباب الكشف!!) فقد قال العارفون: إفشاء سر الربوبية كفر (هذا معناه أنه هو وأمثاله من الصوفية يعرفون أسرار الربوبية، غير أنهم يضنون بها على الكتب، وأن المسلمين جميعاً لا يعرفون حقيقة التوحيد!! ومعناه مرة أخرى: أن كتاب الله ليس فيه الحق من التوحيد) ثم يضرب لنا مثلاً عن شهوة الوحدة في الكثرة بقوله : "كما أن الإنسان كثير إن التفت إلى روحه وجسده وأطرافه وعروقه وعظامه وأحشائه، وهو باعتبار آخر ومشاهدة أخرى واحد .. فكذلك كل مافي الوجود من الخالق والمخلوق له اعتبارات ومشاهدات كثيرة مختلفة فهو باعتبار من الاعتبارات واحد، وباعتبار أخر سواه كثير ومثاله الإنسان، وإن كان لا يطابق الغرض، ولكنه ينبه في الجملة على كيفية مصير الكثرة في حكم المشاهدة واحداً، ويستبين بهذا الكلام ترك الإنكار والجحود لمقام لم تبلغه، وتؤمن إيمان تصديق (بهذا الهراء يستدل الغزالي على الوحدة بين الخلق والخالق، ويحتم علينا الإيمان به!! كنا نحب أن يأتينا بآية من كتاب الله، أو أثارة من فكر صحيح وبرهان عقلي. بيد أنه لجأ إلى الخيال السقيم يشبه الوحدة بين الله وعباده بالوحدة بين الإنسان وأعضائه!!)، وإلى هذا أشار الحسين بن منصور الحلاج (صلب سنة 309هـ لثبوت زندقته) حيث رأى الخواص يدور في الأسفار فقال: فيماذا أنت؟ فقال : أدور في الأسفار؛ لأصحح حالتي في التوكل، فقال الحسين: قد أفنيت عمرك في عمران باطنك، فأين الفناء في التوحيد؟! فكأن الخواص (هو إبراهيم بن إسماعيل أبو اسحق الخواص مات 291هـ) كان في تصحيح المقام الثالث، فطالبه بالمقام الرابع (كل النصوص التي ذكرتها من كتاب الإحياء للغزالي جـ4 من ص 212 وما بعدها ط دار الكتب العربية. وعجيب أن يمجد الغزالي الحلاج، وهو يعلم أنه قائل هذه الأبيات:سبحان من أظهر ناسوته سر سنا لاهوته الثاقبثم بدا في خلقه ظاهراً في صورة الآكل والشاربحتى لقد عاينه خلقة كلحظة الحاجب بالحاجب* * *مزجت روحك في روحي كما تمزج الخمرة بالماء الزلالفإذا مسك شئ مني فإذا أنت أنا في كل حالالطواسين للحلاج ص 130، 142. عجيب أن يمجد العزالي صوفياً يزعم أن الله آكل شارب، يحب الحياة ويخاف الموت، ويمحقه العدم ويقتله الحزن، وتزل به الشهوات، لانه عين خلقه!! ألم يجد الغزالي من المؤمنين من يتمثل به في بلوغ أمسى مراتب التوحيد؟ أمل يعطفه توحيد أبي بكر وعمر، فينصرف عنهما إلى تمجيد زندقة الحلاج؟!)أرأيت على من صنمته الصوفية باللقب الفخم الضخم؛ لتفتن به المسلمين عن هدي الله؟! أرأيت إلى الغزالي يدين بوحدة الوجود، أو الشهود؟! سمها بما شئت، فعند الكفر تلتقي الأسطورتان، لا تقل : إن وحدة الوجود أنشودة من البداية، ووحدة الشهود أغرودة عند النهاية، فكلتاهما بدعة صوفية بيد أنها غايرت بين الاسمين، وخالفت بين اللونين، ولكن البصر البصير لا يخدعه اسم الشهد سمي به السم الناقع!!كلتاهما زعاف الرقطاء، غير أن واحدة منهما في كأس من زجاج، والأخرى في كأس من ذهب!!ولقد فضح العزالي سره حين تمثل في إعجاب بتوحيد الحلاج. وهذا وحده كاف في إدانة الغزالي بالحلاجية، ولقد علمت ما هي!!رأي في الغزاليولقد فطن إلى حقيقة دين الغزالي المستشرق نيكلسون، وإلى أنه النافث لجرثومة الصوفية، فقال: "إن الغزالي أوسع المجال لبعض صوفية وحدة الوجود أمثال ابن عربي وغير هؤلاء من طوائف الصوفية الذين كانوا إخوانا في ذلك الدين الحر بكل ما لكلمة الحر من معنى (ص 104"في التصوف الإسلامي" ترجمة الدكتور عفيفي.) ولقد كنا نحب أن يفطن إلى ذلك بعض من يمجدون الغزالي، كما فطن إليه المستشرق المسيحي (سبقه إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رضي الله عنه، فكشف كشفاً صريحاً مؤيداً بالنصوص القاطعة عن صوفية الغزالي وإن كان لم يستشهد بتلك النصوص التي نقلتها من الإحياء فيما قرأت لشيخ الإسلام)!!ويقول جولد زيهر : "وابن عربي الذي أشرنا من قبل إلى تأثره بالغزالي يخضع تفسيره الذي نحا فيه منحى التأويل إخضاعاً تاماً لوجهة النظر التي أخذ بها الغزالي (ص 259 مذاهب التفسير لجولد زيهر)!" ويقول: "خلص الغزالي الصوفية من عزلتها التي ألفاها عليها، وأنقذها من انفصالها عن الديانة الرسمية، وجعل منها عنصراً مألوفاً في الحياة الدينية، وفي الإسلام، ورغب في الاستعانة بالآراء والتعاليم بالتصوف، لكي ينفث في المظاهر الدينية الجامدة "كذا!!".. قوة روحية(ص 159 العقيدة والشريعة لجولد زيهر) ويقول: "إن الغزالي رفع من شأن الآراء الصوفية، وجعلها من العوامل الفعالة في الحياة الدينية في الإسلام (ص 161 نفس المصدر) وهكذا لم يعمل الغزالي للإسلام بل للصوفية، وبعد أن كان المسلمون على حذر من سمها، وفي انفصال تام عنها حملهم بسحر بيانه على أن يعتنقوا أساطيرها. ويقول كارل بكر "ولقد سادت روح "الغنوص" فرق صدر الإسلام كلها، ثم سادت التصوف الذي كان يعد في البدء بدعة خارجة عن الدين، ولكنه أصبح بفضل الغزالي خالياً من السم معترفاً به من أهل السنة (ص 10 التراث اليوناني ترجمة الدكتور بدوي) هذا هو خطر الغزالي!! صور التصوف للمسلمين رحيقاً خالياً من السم، فترشفوه، ففتك بهم.رأي في خطر وحدة الوجوديقول "نيكلسون" : "إن الإسلام يفقد كل معناه، ويصبح اسما على غير مسمى، لو أن عقيدة التوحيد المعبر عنها بـ "لا إله إلا الله" أصبح المراد بها: لا موجود- على الحقيقة إلا الله. وواضح أن الاعتراف بوحدة الوجود في صورتها المجردة قضاء تام على كل معالم الدين المنزل، ومحو لهذه المعالم محواً كاملاً" حقيقة ساطعة، يقررها مسيحي، ويكفر بها شيوخ كبار يزعمون أنهم أحبار الدين وأئمته!! وهل المقام الرابع للتوحيد في دين الغزالي إلا مقام القائلين "لا موجود إلا الله" ؟ بل إنها لتسبيحة الصوفية في العشايا والأبكار!! وإني لعلي بينة من أني بهذا الحق الذي اشهد به، أثير ثائرة الكبار من الشيوخ، فكتاب "الإحياء" قرآنهم الأول. وبما يهرف الغزالي فيه، يؤولون كتاب الله، ويحرفون آياته. وفي وجه الحق من هدي الله يرفعون صلالة الأساطير من "الإحياء" وخرافة الأوهام من "المشكاة"!!ولكني أصرخ بالحق في وجوه الثائرين: رويدكم!! فما نؤله من دون الله أحداً، وما نتخذ كتاباً يهدينا غير كتابه، ولا قدوة غير رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا نسجد لصنم، ولا ننعق بطاغوت، وإن يكن هو الغزالي، أو كتبه (يحاول السبكي في كتابه طبقات الشافعية تبرئة ساحة الغزالي بزعمه أنه اشتغل في أخريات أيامه بالكتبا والسنة. ونحن نسأل الله أن يكون ذلك حقاً، ولكن لا بد من تحذير المسلمين جميعاً من تراث الغزالي، فكل ماله من كتب في أيديهم تراث صوفي، ولم يترك لنا في أخريات أيامه كتاباً يدل على أنه اشتغل بالكتاب والسنة)!!دندنة الغزالي بوحدة الوجوديقول : "العارفون بعد العروج إلى سماء الحقيقة، اتفقوا على أنهم لم يروا في الوجود إلا الواحد الحق، ولكن منهم من كان له هذه الحالة عرفانا علمياً (أي وصل إليها عن طريق الدليل والبرهان) ومنهم من صار ذوقاً وحالا (أي وصل إليها عن طريق الكشف والإلهام)، وانتفت عنهم الكثرة بالكلية، واستغرقوا بالفردانية المحضة، فلم يبق عندهم إلا الله، فسكروا سكراً، وقع دونه سلطان عقولهم، فقال بعضهم: أنا الحق(قائلها طيفور البسطامي)!. وقال الآخر: سبحاني!. ما أعظم شأني(قائلها البسطامي)! وقال الآخر : مافي الجبة إلا الله (قائلها الحلاج) وكلام العشاق في حال السكر، يطوي، ولا يحكى (يصف الغزال هذه المجوسية الصوفية بأنها هتفات أرواح سكرت بعشق الله، ولم يجد الغزالي ما ينقد به هذه الصوفية – إن عددته نقداً – سوى قوله: وكلام العشاق يطوى ولا يحكى !! ولكن ما حكم الله يا غزالي؟ لا يجيب !!، ولكنه حكم من قبل بأن ذلك أسمى مراتب التوحيد!!) فلما خف عنهم سكرهم، وردوا إلى سلطان العقل، عرفوا أن ذلك لم يكن حقيقة الاتحاد، بل يشبه الاتحاد، مثل قول العاشق في حال فرط العشق:أنا من أهوى، ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا(هذا البيت للحلاج وانظر ص 34 طواسين، والبيت الذي بعده.فإذا أبصرتني، أبصرته وإذا أبصرته أبصرتناوالغزالي يعرف أن ذلك للحلاج غير أنه يتستر على شيطان وحيه، والحلاج حلول يؤمن بثنائية الحقيقة الإلهية، فيزعم أن الإله: له وجهان، أو طبيعتان هما : اللاهوت والناسوت، وقد حل الأول في الاخر. فزوج الإنسان هي لاهوت الحقيقة الإلهية، وبدنه ناسوته. فإذا كان الغزالي قد رفض القول بالاتحاد، ودان بما يشبهه، فقد آمن بما هو أخبث منه، وهو الحلول. بدليل استشهاده بالبيت الذي عبر به الحلاج عن حلوليته!!) وتسمى هذه الحالة بالإضافة إلى المستغرق فيها بلسان المجاز: اتحاداً وبلسان الحقيقة توحيداًً. ووراء هذه الحقائق أسرار لا يجوز الخوض فيها (ص 122 مشكاة الأنوار للغزالي ط 1934م)" توحيد من؟؟ أتوحيد الرسول صلى الله عليه وسلم، أم توحيد البررة الأخيار من أصحابه؟ أجيبوا يا ضحايا الغزالي وسدنة الأصنام من كتبه؟رد مع اقتباسرد مع اقتباس#32أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590الحلقة -25-آلهة الصوفية !!!باختصارمن(هذه الصوفية لعبد الرحمن الوكيل)أبو جهاد الجزائريإله ابن عامر(هو عامر بن عامر أبو الفضل عزالدين توفي غالباً أواخر القرن الثامن الهجري)ولكيلا ترتاب في أن ما ذكرته لك هو دين الصوفية جميعاً من سلفهم إلى خلفهم ومعاصريهم. أذكر لك دين بعض أصنامهم الصغيرة، فاسمع إلى ابن عامر في تائيته التي عارض بها تائية ابن الفارض، وزنا وقافية، ولطخها بنفس الزندقة الفارضية!تجلى لي المحبوب من كل وجهة فشاهدته في كل معنى وصورةوخاطبين منى بكشف سرائر تعالت عن الأغيار لطفاً، وجلتفقال : أتدري من أنا؟ قلت : أنت يا منادي أنا؛ إذ كنت أنت حقيقتي(قول المسلم: تعالى الله عن شريك. أما قول الصوفي : تعالى الله عن الأغيار أي ما ثم غير له، إذ ه عين كل شئ!!).بهذا بدأ ابن عامر قصيدته، فكان صريح الزندقة فيها!نظرت، فلم أبصر سوى محض وحدة بغير شريك، قد تغطت بكثرةتكثرت الأشياء، والكل واحد صفات وذات ضمناً في هويةويظل الصوفي يهوى حتى يبلغ القرار السحيق من وحدة الوجود.فأنت أنا ! بل : أنا أنت(1). وحدةمنزهة عن كل غير وشركة(2)إله الصدر القونوي(3)يقول في كتابه "راتب الوجود" : "فالانسان هو الحق، وهو الذات، وهو الصفات، وهو العرش، وهو الكرسي، وهو اللوح، وهو القلم، وهو الملك، وهو الجن، وهوالعالم الأخراوي، وهو الوجود، وما حواه، وهو الحق(4)، وهو الخلق، وهو القديم، وهو الحادث(5) وإخال أني أنتقص من فكرك، إن حاولت أنا أن أدلك على خطايا الوثنية في بذاء القونوي.

إله النابلسي(هو عبد الغني بن إسماعيل النابلسي توفي سنة 1143هـ)يقول معقباً على قوله تعالى : (48 : 10 إن الذين يبايعونك، إنما يبايعون الله) يقول: "أخبر تعالى أن نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم هو الله تعالى وتقديس وبيعته بيعة الله، ويده التي مدت للبيعة هي يد الله" ويفسر قول الله لموسى: (20 : 13 وأنا اخترتك) بقوله: "بأن تكون أنا، وأكون أنا أنت، فاستمع لما يوحى إليك مني، وهذا نظير حديث الإنسان الغافل لنفسه، يحدثها وتحدثه"ويفسر قوله سبحانه لموسى (20: 39 وألقيت عليك محبة مني، ولتصنع على عيني) بقوله: "أي ذاتي فأظهر بك، وتغيب أنت، وتظهر أنت، وأغيب أنا، وما هما اثنان، بل عين واحدة (عن رسالة اسمها "حكم شطح الولي" للنابلسي مخطوطة بالظاهرية بدمشق رقم 4008نقلاً عن كتاب "شطحات الصوفية ص 153 للدكتور بدوي)" وما ألمس من بهتان مسف في فجور الزور، وقحة الكذب؛ كبهتان النابلسي يزعم أن الصوفية تعتد بالكتاب والسنة في إيمانهم بوحدة الوجود؛ إذ يقول "إن عمدتنا وعدتنا هو التمسك بالقرآن العظيم وسنة نبيه الكريم في معرفتنا بربنا وإطلاق ما أطلقه على نفسه في كلامه القديم، وما أطلقه عليه نبيه البر الرحيم(نفس المصدر السابق وبمثل هذا الرياء يخدع الصوفية المسلمين عن دينهم، إذ يلونون الباطل بلون من الحق، ليمكروا به، وحق ما يقول جولد زيهر: "كان التصوف خصوصاً هو الذي عني بتصوير كثير من الأفكار الإفلاطونية المحدثة والغنوصية في صورة إسلامية، فعن دوائر التصوف صدر الكثير من الأحاديث الموضوعة التي قصد بها إلى تبرير قواعد التصوف" ويقول : "كل تيار فكري في مجرى التاريخ الإسلامي زاول الاتجاه إلى تصحيح نفسه على النص المقدس واتخاذ هذا النص سنداً له على موافقته للإسلام ومطابقته لما جاء به الرسول، وبهذا وحده كان يستطيع أن يدعي لنفسه مقاماً وسط هذا النظام الديني وأن يحتفظ بهذا المقام" انظر ص 218 التراث اليونان لبدوي و ص 3 مذاهب التفسير لجولد زيهر) لم يقنع بالكفر السفيه وحده، فأضاف إليه بهتاناً دنيئاً؛ إذ يزعم أن كتاب الله هو عدته في التمسك بوحدة الوجود، ويقيني أنك لو قرأت الفقرة الأخيرة، وأنت غافل عن عقيدة النابلسي، لأيقنت أنه مؤمن فاض بنور الحق قلبه، وهكذا كل صوفي يلبس لكل حال لبوسها، ويعطيك جانباً منه يرضيك، حتى إذا سكنت إليه خلتك، فقتلك!إله ابن بشيش(هو عبد السلام بن بشيش أو مشيش من كبار شيوخ الشاذلية)للورد الذي افتراه ابن بشيش سحر الأمل، استهل بعد ياس في مشاعر الصوفية، ورقة البشائر تأسو الدموع وجراح الأحزان، إذ يرونه – على اختلاف طرائقهم – وحياً ينفح قداسة وربانية، وصلاة يخشع بها سجد الملائك، وتسابيح ترتلها الحور في خمائل الفردوس!وإليك هذا الورد الذي يضرع به الصوفية في معابد الأصنام كلما قبل السحر جبين الليل! "اللهم صل على من منه انشقت الأسرار، وانفلقت الأنوار، وفيه ارتقت الحقائق" همسات غير خافتة بأسطورة الحقيقة المحمدية الصوفية، بيد أن هذه الهمسات تعلو رويداً رويداً حتى تحول صريخاً وفحيحاً في قوله: "ولا شئ إلا وهو به منوط؛ إذ لولا الواسطة، لذهب كما قبل الموسوط، الله إنه سرك الجامع الدال عليك، وحجابك الأعظم القائم لك بين يديك" ثم تجن لهفته، فيهرول مجنون الخطى إلى هتك الستر عن معتقده، فيضرع إلى الله بهذه الصوفية الملحدة "وزج بي في بحار الأحدية (الأحدية "هي مجلى الذات ليس للأسماء، ولا للصفات ولا لشئ من مؤثراتها فيه ظهور، فهي اسم لصرافة الذات المجردة عن الاعتبارات الحقية والخلقية، وليس لتجلي الأحدية في الأكوان مظهر أتم منك إذا استغرقت في ذاتك، ونسيت اعتباراتك، وهو أول تزلات الذات من ظلمة العماء على نور المجالي، وهذه الأحدية في لسان العموم هي الكثرة المتنوعة" هذه هي الأحدية عند الصوفية انظر ص 30 جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي) وانشلني من أوحال التوحيد، و أغرقني في عين بحر الوحدة، حتى لا أرى، ولا أسمع، ولا أجد، ولا أحس إلا بها".إله الدمرداش(هو محمد الدمرداش المحمدي توفي سنة 929هـ)يقول:لقد كنت دهراً قبل أن يكشف الغطاإخالك إني ذاكر لك شاكرفلما أضاء الليل أصبحت شاهداًبأنك مذكور وأنك ذاكر (ص 16 القول الفريد للدمرداش ط 1348هـ)حتى هذه الزعنفة التائهة تزعم أن الغطاء كشف عنها فرأت أنها هي الله!! واسمع إليها تقول:هو الواحد الموجود في الكل وحد سوى أنه في الوهم سمي بالسوي (ص 14 المصدر السابق).والكل هنا تعم الشيئية المطلقة في عمومها وشمولها، فما ثم إذن عنده من شئ يدركه الحس، أو يتخيله الوهم، أو تطيش به الغريزة إلا هوه عين الله ذاتاً وصفة!! غير أن الوهم الذي حال بين العقول وبين إدراك هذه الحقيقة، فظنت أن هذه الكائنات المحسة، وتلك الصور الذهنية شئ آخر غير الله! ولذا يقول : "فلا وجود سوى الله، والغير هم وخيال(ص 14 المصدر السابق)إله ابن عجيبة(هو أحمد بن عجيبة الإدريسي الفاسي نسبة إلى فاس بالمغرب توفي في منتصف القرن الثالث الهجري)وهذا الذي تجرع الفاطمية الخبيثة ينقل في شرحه لحكم بن عطاء الله هذه الأبيات:أرب وعبد، ونفى ضد؟ قلت له : ليس ذاك عنديفقال : ما عندكم؟ . فقلنا وجود فقد، وفقد وجدتوحيد حق بترك حق وليس حق سواي وحديويشرحها بقوله: "ومعناها الإنكار على من أثبت الفرق، بأن جعل للعبودية محلاً مستقلاً منفصلاً عن أسرار معاني الربوبية، قائماً بنفسه، ولا شك أن العبودية تضاد أوصاف الربوبية على هذا الفرق، وأنت تقول في توحيد الحق: لا ضد له، فقد نقضت كلامك. ولذلك قال : ونفى ضد؟! فالواو بمعنى: مع، وهو داخل في الإنكار. أي : أيوجد رب. وعبد مستقل، مع نفي الضد للربوبية، والعبودية تضاد أوصاف الربوبية؟ ! والحق أن الحق تعالى تجلى بمظاهر الجمع في قوالب الفرق، ظهر بعظمة الربوبية في إظهار قوالب العبودية، فلا شئ، معه(ص 209 وما بعدها إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة)" يريد الفاطمي الخبيث أن يقول: نحن نؤمن بأن الربوبية لا ضد لها، فإذا آمنا بوجود عبودية تغاير الربوبية في الذات والصفات، فقد تناقضنا ونقضنا ما قلناه، فالذي ينبغي الإيمان به هو الوحدة المطلقة، هو أن العبد عين الرب حتى لا نناقض قولنا: إن الرب لا ضد له!! (يقول جولد زيهر: "عمد الصوفية إلى إقحام آرائهم في القرآن والحديث بطريق التأويل، وهكذا ورثوا الإسلام تركة فيلون" ص 140 العقدية والشريعة.)وحسبك هذا من العلج الفاطمي!.إله حسن رضوان(توفي سنة 1310هـ أي منذ نيف وستين عاماً!!)يقول في منظومته الكبرى"روض القلوب".فليس في الوجود شئ يشهد سواه، فالأشياء به توحدوالكثرة الموجودة الموهومة في ذاتها بوحدة معدومةوالحق في الأشياء جميعاً ظاهراً وسره قامت به المظاهروكل ذرة من الذرات تنبي بأن الكل عين الذاتفوحدة الوجود لا تفارق شيئاً، ولكن يستفاد الفارقفبالحدوث والفناء يوصف إذن، ولا يضر إذ يعرف(ص 269 روض القلوب المستطاب ط 1322هـ)ثم يبشر سالك الطريق الصوفي بقوله:ولا يزال نوره يزيد حتى لديه يكمل التوحيدوسر وحدة الوجود ينكشف لعينه، ومنه ذوقاً يرتشففتضمحل الكثرة المشهودة له بنور الوحدة المقصودةفلا يرى بعينه الموحدة في الكون شيئاً غير ذات واحدة(ص115المصدر السابق)
من بواكير الزندقةوأصخ إلى فحيح الزندقة ينفث سمها الأول طيفور البسطامي أبو يزيد : "خرجت من الله إلى الله، حتى صاح مني في: يا من أنا أنت(ص 160 جـ 1 تذكرة الأولياء)" وإليه "سبحاني ما أعظم ثاني (نفس المصدر السابق ونفس الصفحة)"! أرأيت إلى الأصنام الصغيرة. تدين بدين أمها الكبيرة؟!.تأليه الحيوان النجسهأنذا شرقت وغربت، وياسرت، ويامنت مع الصوفية أحباراً وكهاناً، قدامى ومحدثين، ونقلت عن سلفهم، وسجل ماضيهم وحاضرهم، نقلت ما يدينون به في أمانة لم يجنح بها عن قدسها غل ولا حقد ولا غضب، نقلت هذا كله؛ لؤمن من لا يزال على فكره وقلبه غشاوة من سحر الصوفية، أن الصوفية – قديماً وحديثاً في النصرانية، وفي اليهودية، وفي دين من خدعوك بأنهم مسلمون – تؤمن بأن هذا الكون كله، حتى جيفه ورممه وخنازيره، وكلابه ماهو إلا حقيقة الرب الأعظم "هوية وإنية". ولذا ينقل محمد بهاء الدين عن زعيم صوفي قوله:وما الكلب والخنزير إلا إلهنا .... وما الله إلا راهب في كنيسة(النفحات الأقدسية شرح الصلوات الإدريسية ط 1314هـ)وناقل هذا صوفي يتمثل بهذا البيت الصوفي في روعة الحب الخاشع، ليكشف لك عن روحانية الجمال الصوفي!.آراء بعض المستشرقين فيما جاء به الإسلام من التوحيدفهذا غستاف لوبون يقول – وهو يتحدث عن وحدة الوجود - : "إن الإسلام يختلف عن النصراني، ولا سيما في التوحيد المطلق الذي هو أصل أساسي، فالإله الواحد الذي دعا إليه الإسلام مهيمن على كل شئ، ولا تحف به الملائكة والقديسون وغيرهم، وللإسلام وحده كل الفخر، بأنه أول دين أدخل التوحيد المحض، والإسلام وإدراكه سهل خال مما نراه في الأديان الأخرى، ويأباه الذوق السليم من المتناقضات والغوامض، ولا شئ أكثر وضوحاً ، وأقل غموضاً من أصول الإسلام القائلة بوجود إله واحد، وبمساواة جميع الناس أمام الله" ص 158 حضارة العرب ترجمة عادل زعيتر، ويقول سيديو: "من شأن مبدأ التوحيد الجليل الذي انتشر بين قوم وثنيين أن يضرم الحمية في النفس المتحمسة العالية، ويسود هذا المبدأ القرآن وغليه يعود إبداعه، ويبدو هذا التوحيد المحض جازماً تجاه علم اللاهوت الذي تورطت فيه الفرق النصرانيةن بعد أن زاد عددها بفعل البدع" ص 88 تاريخ العرب العام لسيديو ترجمة زعيتر ثم يقول في ص 89 من الكتاب: " ومحمد إذ كان رسول الخالق بلغ أن الله لا ولد له، وإن إله الكون واحد، وأن الله مصدر كل قوة، وأن إلى الله مرد من لم يجيبوا دعوته، ويود محمد أن يجتذب الناس إلى عبادة خالق كل شئ بغير واسطة").رد مع اقتباسرد مع اقتباس#33أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590الحلقة -26-من كتاب هذه الصوفية لعبد الرحمن الوكيلأبو جهادوحدة الأديانآمنت الصوفية بأن الله سبحانه هو عين خلقه، هذه الأسطورة – أسطورة وحدة الوجود – استلزمت عند الصوفية الإيمان بوحدة الأديان سواء منها ما نسجته عناكب الأوهام، وافترته أساطير الخيال، وفارت به الشهوات، أو ما أوحاه الله إلى رسله، ولهذا آمن الصوفية سلفهم وخلفهم بأن الإيمان والتوحيد عين الكفر والشرك، وبأن الإسلام على هداه وقدسه، عين الدين المجوسي في ضلاله ورجسه.دين ابن عربيوكعهدك بي أذكرك بما اختلقوه من إفك حول تلك الأسطورة؛ ليهلك من هلك عن بينة، ويحيا من حىّ عن بينة.يقول ابن عربي:عقد الخلائق في الإله عقائداً وأنا اعتقدت جميع ما عقدوه (انظر شرح الفصوص لعبد الرحمن جامي شرح الفص الهودي)ويقول:لقد كنت قبل اليوم أنكر صاحبي إذا لم يكن ديني إلى دينه دانيلقد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعى لغزلان، ودير لرهبانوبيت لأوثان، وكعبة طائف وألواح توراة، ومصحف قرآنأدين بدين الحب أني توجهت ركائبه، فالدين ديني وإيماني(ص 39 ذخائر الأعلاق شرح ترجمان الأشواق لابن عربي)ويحذر ابن عربي أتباعه أن يؤمنوا بدين خاص، ويكفروا بما سواه، فيقول: "فإياك أن تتقيد بعقد مخصوص، وتكفر بما سواه، فيفوتك خير كثير، بل يفوتك العلم بالأمر على ما هو عليه، فكن في نفسك "هيولي" (الهيولي لفظ يوناني بمعنى الأصل والمادة، وفي الاصطلاح الفلسفي هي "ما به الشئ بالقوة، أو جوهر في الجسم قابل لما يعرض لذلك الجيم من الاتصال والانفصال"، وقد استعملها ابن عربي هنا بمعنى القابل، أي الذي تنطبع فيه صور المعتقدات كلها، وينفعل بها، وتصدر عنه أفعاله طبقاً لمعتقداته المتنوعة.) لصور المعتقدات كلها، فإن الله تعالي أوسع وأعظم من أن يحصره عقد دون عقد، فالكل مصيب، وكل مصيب مأجور، وكل مأجور سعيد، وكل سعيد مرضي عنه(ص 191 وما بعدها فصوص الحكم بشرح بالي ط 1309هـ).وهذا الدين الأسطوري يستلزم حتما\ً نفي عذاب الآخرة، فرب الصوفية في دينهم كل مشرك وكل موحد، ويستحيل أن يعذب الرب نفسه، ولهذا يقول ابن عربي:فلم يبق إلا صادق الوعد وحده ومالوعيد الحق(يعني بالوعد النعيم في الآخرة، ويعني بالوعيد عذاب الآخرة. يريد من هذا نفي العذاب مطلقاً في الآخرة حتى للمشركين) عين تعاينوإن دخلوا دار الشقاء، فإنهم على لذة فيها نعيم مبايننعيم جنان الخلد فالأمر واحد وبينهما عند التجلي تباينيسمى عذاباً من عذوبة طعمه وذاك له الكقشر، والقشر صائن(ص 94 فصوص جـ 1 بتحقيق الدكتور عفيفي).وهكذا يوغل ابن عربي إيغالاً سحيقاً في الغلو العجيب من التناقض، ويكدح شيطانيته؛ لتبتدع من البدع ما يقضى به على بقية الخير اليتيمة من إيمان المسلمين! لقد آمن بأن الرب عين العبد، وأن الإيمان صنو الكفر حقيقة وغاية ، فما الذي يمنعه من الإيمان بأن الوعد عين الوعيد؟ وأن نعيم الجنة وكوثرها عين عذاب السعير وغسلينها؟ لم يمنعه شئ، فصرح كما ترى به! فأي قضاء على الدين والأخلاق، أشد طغياناً من ذلك، إذا كان العمل الصالح يستوي والعمل الخبيث، وإذا كانت الفضيلة عني الرذيلة، وإذا كان الخير قرين الشر، وما مصير الإنسانية لو أنها آمنت بهذه الصوفية؟!الحكم بنجاة فرعونوبهذا يحكم ابن عربي بنجاة فرعون موسى، يقول معقباً على قوله تعال (قرة عين لي ولك) : "فبه قرت عينها بالكمال الذي حصل لها، وكان قرة عين لفرعون بالإيمان الذي أعطاه الله عند الغرق، فقبضه طاهراً مطهراً، ليس في شئ من الخبث (ص 201 المصدر السابق) ويقول عن فرعون أيضاً : "فنجاه الله من عذاب الآخرة في نفسه، ونجى بدنه، فقد عمته النجاة حساً ومعنى (ص 212 المصدر السابق)".واقرأ بقية ما افتراه في "الفص الموسوي" من كتابه الفصوص، ففيه يفضل فرعون على موسى!.دين الجيليالجيلي يؤمن بوحدة الوجود، كما بينت لك، وأنقل لك هنا نصاً يدينه، ويكشف عن معتقده هذا، وهو إيمانه بأن الله عين خلقه.وما الخلق في التمثال إلا كثلجة وأنت بها الماء الذي هو تابعوما الثلج في تحقيقه غير مائه وغيران في حكم دعته الشرائع(تأمل سخريته بالشرائع، لا لشئ سوي أنها تحكم بالمغايرة بين الخلق والخالق في الذات والصفات. والجيلي يشبه الوحدة بين الله وخلقه بالوحدة بين الثلج والماء، فكلاهما عين الآخر، فالثلج ماء متجمد، والماء ثلج ذائب، فالمغايرة بينهام في الاسم، لا في الحقيقة، كذلك الله وخلقه، إذ المغايرة بينهما في الاسم فقط، كالمغايرة بين الماء في حال تجمده، وبينه في حال ذوبانه)ولكن بذوب الثلج يرفع حكمه ويوضع حكم الماء، والأمر واقعتجمعت الأضداد في واحد البها وفيه تلاشت، وهو عنهن ساطع(ص 23جـ1 الإنسان الكامل للجيلي ط 1293هـ) ولإيمان الجيلي بوحدة الوجود، آمن بوحدة الأديان.وأسلمت نفسي حيث أسلمني الهوى ومالي عن حكم الحبيب تنازعفطوراً تراني في المساجد راكعا وإني طوراً في الكنائس راتعإذا كنت في حكم الشريعة عاصياً فإني في علم الحقيقة طائع (ص 143جـ1 إيقاظ الهمم في شرح الحكم لابن عجيبة ط 1231هـ)ويقول مفسراً لا إله إلا الله: "يعني الإلهية المعبودة ليست إلا أنا، فأنا الظاهر في تلك الأوثان، والأفلاك والطبائع، وفي كل ما يعبده أهل كل ملة ونحلة، فما تلك الآلهة كلها إلا أنا؛ ولهذا أثبت لهم لفظ الآلهة، وتسميته لهم بهذا اللفظ من جهة ما هم عليه في الحقيقة تسمية حقيقية لا مجازية... أنه أراد أن يبين لهم أن تلك الآلهة مظاهر، وأن حكم الألوهية فيهم حقيقة، وأنهم ما عبدوا في جميع ذلك إلا هو، فقال : لا إله إلا أنا، أي ما ثم من يطلق عليه اسم الإله إلا وهو أنا .. لا إله إلا أنا، أي ما ثم إلا أنا، وكل ما أطلقوا عليه اسم الإله، فهو أنا(ص 69 جـ 1 الإنسان الكامل للجيلي، وتراه يصوب عبادة الأصنام، وعبادة الأفلاك، وعبادة الطبيعة، لأن هذه الأشياء التي عبدت ليست إلا ذات الله متعينة في تلك الصور، ومسماة بتلك الأسماء!!)".هذه الوثنية الطاغية الجاحدة تبشر بها الصوفية حفية دائماً بتقديس عدو الله، كفرعون، وإبليس، ثم تزعم للناس أن أقطابها أحباء الله وأودّاؤه، وأنهم مشارق ألوهية وربوبية، وأن لهم القدرة الخلاقة القهارة التي تسخر الوجود كله لقبضتها الظلوم! لقد مجد ابن عربي فرعون، حتى فضله على موسى كليم الله، وهاهو الجيلي يمجد إبليس العدو الأول لله وللبشرية!يقص الله علينا إباء إبليس عن السجود لآدم، وقوله :"أنا خير منه" فيقول الجيلي: "وهذا الجواب يدل على أن إبليس من أعلم الخلق بآداب الحضرة، وأعرفهم بالسؤال، وما يقتضيه من الجواب" واقرأ بقية خطاياه في كتابه "الإنسان الكامل"؛ لتراه في إعجابه الرائع بإبليس، وتقديسه له، وحكمه بأنه في الفردوس يوم القيامة، يقول الجيلي ص 42 جـ 2 من الإنسان الكامل " لايلعن إبليس أي لا يطرد من الحضرة الإلهية إلا قبل يوم الدين؛ لأجل ما يقتضيه أصله، وهي الموانع الطبيعية التي تمنع الروح عن الحقق بالحقائق الإلهية، وأما بعد ذلك فإن الطبائع تكون لها من جملة الكمالات فلا لعنة، بل قرب محض، فحينئذ يرجع إبليس إلى ما كان عليه عند الله من القرب الإلهي.. قيل إن إبليس لما لغن هاج وهام لشدة الفرح حتى ملأ العالم بنفسه، فقيل له: أصنع هكذا، وقد طردت من الحضرة؟ فقال: هي خلقة أفردني الحبيب بها لا يلبسها ملك مقرب ولا نبي مرسل" هذا نص الجيلي بلفظه!دين ابن الفارضيقول في تائيته الكبرى:فبي مجلس الأذكار سمع مطالع ولي حانة الخمار عين طليعةوما عقد الزنار حكما سوى يدي وإن حل بالإقرار بي، فهي حلتوإن نار بالتنزيل محراب مسجد فما بار بالإنجيل هيكل بيعةوأسفار توراة الكليم لقومه يناجي بها الأحبار كل ليلةوإن خر للأحجار في البد عاكف فلا وجه للإنكار بالعصبيةوما زاغت الأبصار من كل ملة وما راغت الأفكار من كل نحلةومااحتار من للشمس عن غرة صبا وإشراقها من نور إسفار غرتيوإن عبدالنار المجوس،وما انطفت كماجاء في الأخبار في ألف حجةفما قصدوا غير، وإن كان قصدهم سواي، وإن لم يظهروا عقد نية(الزنار هو ما يشده النصارى على أوساطهم، والبيعة (البيع) معابد النصارى، والبد هو الصنم أو بيت الأصنام، وصبا أي مال قلبه وفي البيت قبل الأخير، يشير إلى مايقال من أن نار المجوس التي ظلت تشتغل ألف عام خمدت ليلة مولد النبي)حانات الخمر، ومواخير الخطايا، وصلوات اليهود (أماكن عبادتهم) وبيع النصارى وهياكل المجوس والصابئة، وبيوت الأصنام، ومجالس الذكر، ومساجد الله، كلها عن ابن الفارض ساح فساح يعبد فيها الله عبادة يحبها ويرضاها (يقول جولد زيهر: "مهما تظاهر الصوفيون بتقديرهم للإسلام، فلغالبيتهم نزعة مشتركة إلى محو الحدود التي تفصل بين العقائد والأديان، وعندهم أن هذه العقائد كلها لها نفس القيمة النسبية إزاء الغاية المثلى التي ينبغي الوصول إليها، ص 151 العقيدة والشريعة.)رد مع اقتباسرد مع اقتباس#34أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590الحلقة -27-شيوخ الصوفية وكراماتهمالمنتقى من كتاب"هذه هي الصوفية"لعبد الرحمن الوكيل رحمه اللهأبو جهاد الجزائري
عبادة الأحبار والكهان(لا ينكر مسلم إكرام الله لأوليائه بما وعدهم به من أن لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ونستطيع أن نعرف من القرآن ما يكرم الله به أولياءه فقد وصفهم الله بأنهم المؤمنون المتقون، فاقرأ في القرآن ما أعده الله للمؤمنين المتقين، تعرف ما يكرمهم الله به، ولكنك لن تجد فيه ما يزعمه الصوفية)ما ألحفت الصوفية في شئ إلحافها في الدعوة إلى اتخاذ شيوخها أرباباً من دون الله، ففرضت على الدرويش أن يكون وطاءً ذليلً لشيخه مستعبد الفكر سليب الإرادة كجثة الميت في يد الغاسل، وجعلت هذه العبودية الممتهنة أولى الدلائل على طاعة المريد لشيخه، وعلى حبه له، وعلى أنه يرقى معارج الوصول إلى حظائر القدس.اسمع إلى طيفور البسطامي يقول :"من لم يكن له أستاذ فإمامه الشيطان (ص 147 كتاب الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية ط 1913م)" وغلى صاحب لطائف المنن يزعم : "من لم يكن له أستاذ يصله بسلسلة الأتباع، ويكشف له عن قلبه القناع، فهو في هذا الشأن لقيط لا أب له، دعي لا نسب له (ص 146 المصدر السابق.)"وإلى محمد عثمان يقرر آداب المريد مع شيخه: "ومشاهدتك له في كل حال ورد عليك أنه بواسطته إليك يا فتى، ومنها أن تجلس جلوس الصلاة عنده، وأن تفنى فيه، وألا تجلس فوق سجادته، وألا تتوضأ بإبريقه ولا تتكئ على عكازه، واسمع ما قال بعض الأصفياء: من قال لشيخه: لم؟! لا يفلح، ولتكن محضره في قلبك وخيالك، فإن غفلت عنه وقتاً، فهذا من مقتك، واجتهد في أن تنال مقام الفناء فيه، فمن ثم ترقى إلى مقام البقاء به (الهبات المقتبسة لمحمد عثمان ط 1939م)وقد نظمها مصطفى البكري، فقال:وسلم الأمر له، لا تعترض ولو بعصيان أتى أذى فرضوكن لديه مثل ميت فأنى لدى مغسل؛ لتمسى دانيولا تطأ له على سجادة ولا تنم له على وسادة(بلغة المريد للبكري)وقد سبقه الجيلي بهذا.وكن عنده كالميت عند مغسل يقلبه كيف يشاء، وهو مطاوع(منحة الأصحاب للرطبي ص 75).وتحتم الصوفية على المريد ألا يعصى شيخه في أمر أو نهي، وإن رآه يخالف السنة المحمدية (انظر ص 131 قواعد الصوفية) ولكي يظل الدرويش تحت قبضة الشيخ يستذل كرامته، ويغصبه ماله وعرضه، قررت الصوفية على لسان الشعراني أن من أشرك بشيخه شيخاً آخر وقع في الشرك بالله (ص 154 المصدر السابق)، وأن من أخذ الطريق على غير شيخه، كان على غير دين (ص 103 جـ 2 لطائف المنن وقد شاكلوا الإسماعيلية في ذلك إذ يزعمون أن من أشرك مع إمامه سلطة أخرى أو ارتاب في وجوب الطاعة له، كان كمن أضاف للنبي نبياً آخر، وكمن شك في نبوته، وبذا صار كمن وضع مع الله إلهاً آخر. انظر ص 218 العقدية والشريعة لجولد زيهر). وكتب الصوفية طافحة بمثل تلك المنكرات التي تهدر الكرامة والقيم الإنسانية النبيلة، وتجعل من الإنسان لقى طريح الذل والهوان والصغار، وموطئاً مستعبدا لكل نعل نجسة باغية الوطء، تنزو بالرجس الحقير، وهذا سر ما ترى عليه الصوفية من انشطارها شطرين، شطر معبود، وآخر عابد، وسر ما يروعك إذ تبصر شيخاً كبيراً كبيراً يلعق نعل طفل صغير ما زال يتعثر في خراءته، ويتلطخ بنجاسة بوله!! لا لشئ سوى أنه حفيد مولاه شيخ الطريقة، ففيه سره، وفيه ربانيته (نصبت مشيخة الطرق طفلاً سنه خمس سنوات شيخاً لسجاة كبرى في مصر انظر ص 154 المجموعة الدمرداشية!!) وسر مخالفة الصوفية جميعاً عن أمر الله؛ لما يدينون به من أن شيوخهم لا يهمسون بهمسة إلا عن وحي من الله، فقلوبهم العروش التي استوى عليها برحمانيته، وسماوات كبريائه وجلاله وجماله، وأقداس وحيه التي يفيض منها هداه!! يقول القشيري: "من صحب شيخاً من الشيوخ، ثم اعترض عليه بقلبه، فقد نقض عهد الصحبة، ووجبت عليه التوبة!! على أن الشيوخ قالوا: حقوق الأستاذين لاتوبة منها (ص 151 الرسالة للقشيري.)

آراء المستشرقين في التوسليقول جولد زيهر: "بقى كثير من عناصر الديانات السابقة للإسلام، واستأنفت حياتها في المظاهر العديدة الخاصة بتقديس الأولياء. وفي الحق ليس من شئ أشد خروجاً على السنة القديمة من هذا التقديس المبتدع المفسد لجوهر الإسلام والماسخ لحقيقته، وإن السنى الصادق الحريص على اتباع السنة لا بد أن يعده من قبيل الشرك الذي يستثير كراهيته واشمئزازه" ويتحدث عن تقديس العامة للأولياء، فيقول: "وأضرحة الأولياء والأماكن المقدسة الأخرى هي موضع عبادتهم التي يرتبط بها أحياناً ما يظهره العامة من تقديس وثني غليظ لبعض الآثار والمخلفات، بل إن العامة تخص الأضرحة ذاتها بمالا يقل عن العبادة المحضة" ويتحدث عن الولي المحلي: "ويخشى الواحد منهم أن يحنث في يمين حلف فيه باسم الولي أكثر مما يحمر خجلاً عندما يحلف بالله باطلاً (النصوص السابقة عن ص 234، 232 العقيدة والشريعة)"ويقول رونلدسن: "بالرغم من التوحيد المصرح به في القرآن فإن الأمم الإسلامية، لا زالت تحتفظ بكثير من العادات الوثنية؛ فإن من أهم الصفحات في الحياة الدينية للعوام في جميع الأمم الإسلامية، هو تقديسهم لقبور الصالحين، وفي هاتين القضيتين ساير العلماء المحدثون (التعميم الخطأ، فالمحدثون يرون هذه البدعة من الشرك، ولعله يقصد من وضعوا الأحاديث التي نسبت زوراً إلى رسول الله، وترشح لقبول هذه البدعة.) اندفاع الرأي العام، وقد أصبح لكل قوم أئمة محليون يزورون قبورهم وآثارهم، فيفرح ذلك الإمام، ويشفع لهم، وينجيهم من الفقر والمرض (ص 266 عقيدة الشيعة)!!" وهكذا يدع الصوفية الفرصة سانحة لعدو الإسلام، ليجدف عليه بما يقترف الصوفية!! تأمل فيما قاله، تجد صوفية مصورة بكل خبثها!!.فالصوفية يعتقدون أن أولياءهم ليسوا بشراً، وإنما هم آلهة تخلق ما تشاء وتختار، أوهم – كما نقلنا لك من قبل – ذات الله سبحانه وتعالى تجسدت مرة فكانت تيجانية، وأخرى، فكانت نقشبندية، وأخرى، فكانت رفاعية، أو شاذلية، أو برهامية!!كرامات الصوفيةصوفي يخطب الجمعة عارياًالشعراني كاهن الخطايا الصوفية، يبشر بها، ويكافح في سبيل الدعوة إليها، وعجيب أن ترى الشعراني يعقد على ذكر كل اسم صوفي يتنزى جسده فاحشة بقوله: "رضي الله عنه" ! اسمع إلى الكاهن يبشر بهتك العورة كرامة! "ومنهم الشيخ إبراهيم العريان، كان يطلع المنبر، ويخطبهم عرياناً، فيقول: السلطان، ودمياط، وباب اللوق، بين الصورين، وجامع طولون، الحمد لله رب العالمين، فيحصل للناس بسط عظيم (ص 129 جـ 2 الطبقات اللشعراني ط ابن شقرون).صوفي يبهت البرئ بذنبهويمضي الشعراني في تمجيد شيخه العريان فيقول :"وكان يخرج الريح بحضرة الأكابر، ثم يقول: هذه ضرطة فلان، ويحلف على ذلك، فيخجل ذلك الكبير منه(نفس الصفحة والمصدر السابق)".ولشد ما يشدخ العجب رأسه من العجب من صوفي يقدس الصوفية خطاياه، ويجعلون من معجزات قطبانيته بهت البرئ بذنب افترى هو جريرته، أو بخطيئة "ذوقية" يمجها حتى ذوق الخنفساء!.هذا مع استحلال الكذب المفضوح العريان، مقسماً بالله على صدقه!.أرأيت إلى الصوفية كيف تعبد خاطئاً ينفث مثل هذه اليحاميم المنتنة الخانقة في مجالس العظماء، ثم لا يمنعه فساد ذوقه، وسوء أدبه من أن يقذف سواه بذنبه، ويحلف بالله على صدق بهتانه؟!الصوفي يؤجر على كشف عورتهوإليك ما يأفكه الدباغ: "إن غير الولي إذا انكشفت عورته، نفرت منه الملائكة الكرام، والمراد بالعورة: العورة الحسية، والعورة المعنوية التي تكون بذكر المجون وألفاظ السفه، وأما الولي، فإنها لا تنفر منه، إذا وقع له ذلك؛ لأنه إنما يفعله لغرض صحيح، فيترك ستر عورته لما هو أولى منه (ص 43 جـ 2 الإبريز للدباغ ط 1292هـ)".لقد جعلها الشعراني كرامة خاصة بالعريان، أما الدباغ، فيجعل كشف العورة دستوراً في الولاية الصوفية!،أما الكمشخانلي، فيحدثنا عن أنواع الأولياء المتصرفين، فيقول: "والرحمانيون وهم ثلاثة أيضاً، وهم عند الوحي يجلسون عرايا، ويسمعون الوحي ويفهمون المراد منه (ص 123 جامع الأصول في الأولياء)"! فتأمل الصوفية تزعم أن أولياءها يسمعون الوحي! ومن هم؟ سفهاء عرابيد، اتخذتهم الخطايا دعاة مجونها وسفهها! وألسنة تعبر عن سوءاتها!.تطور الصوفيين إلى وحوش وغيرهايقول الشعراني عن الغمري: "ودخل عليه سيدي محمد بن شعيب، فرآه جالساً في الهواء، وله سبع عيون" يقول. عن الشيخ أبو لعي: "تدخل عليه تجده جندياً، ثم تدخل عليه، فتجده سبعاً، ثم تدخل عليه فتجده فيلاً، وكان يقبض من الأرض، ويناول الناس الذهب والفضة (ص 80، 81 جـ2 الطبقات)".ترى لو أن مسلماً قتل صوفياً وهو"فيل، أو سبع" أتلزمه الدية، أم يلزمه القصاص؟ يزعم الشعراني أن ذلك الشيخ المتطور إلى فيل وسبع قد قطعه بعض الناس بسيوفهم، وأخذوه في تليس، ثم أصبحوا، فوجدوا الشيخ حياً جالساً (ص 80 المصدر السابق)"!خطايا: ثم ذكر الشعراني من جرائم شيوخه ما يفسد الصبي على أمه الطهور بأسلوب تستحي حتى البغي أن تهمس به في حانتها المعربدة، فاقرأه، تجد ثورة الخطيئة من جسد أو جعة الشبق!.اقرأ ما سجله عن كرامات على وحيش وأبو خودة (ص 122، 123جـ2 طبقات صبيح ويقول الشعراني عن أبي خودة: "وكان رضي الله عنه إذا رأى امرأة، أو أمرداً راوده عن نفسه، وحسس على مقعدته سواء كان ابن أمير أو ابن وزير ولو كان بحضرة والده أو غيره، ولا يلتفت إلى الناس)".، وغيرهما، ثم اذكر ما كان يقترفه المجرمون من (كلمتان غير واضحتان في السطر الثاني ص 106)، وبأية جريرة منكرة أخذهم الله أخذة رابية! وثمت ترى الشعراني يجعل من هذه الفاحشة الموبقة كرامة لسادته هؤلاء! معقباً على ذكر كل جريمة يقترفها فاسق منهم بقوله: رضي الله عنه! ولا تعجب، فتلك الجريمة دين الصوفية من قديم. قال يوسف بن الحسين الرازي: "نظرت في آفات الخلف، فعرفت من أين أتوا، ورأيت آفة الصوفية في صحبة الأحداث، ومعاشرة الأضداد، وأرقاق النسوان (ص 190 طبقات الصوفية للسلمي)". وإنه ليعترف بعدها بما يدينه بتلك الخطايا فيقول: "كل ما رأيتموني أفعله، فافعلوه إلا صحبة الأحداث، فإنه أفتن الفتن (ص 189 نفس المصدر)" ويقول: "عاهدت ربي أكثر من مائة مرة، ألا أصحب حدثاً، ففسخها على حسن الخدود، وقوام القدود، وغنج العيون، وما سألني الله تعالى معهم عن معصية (ص 191 نفس المصدر)" ويقص الخراز أنه رأى إبليس في النوم، فقال له: "تركت لي فيكم لطيفة. قلت: ما هي؟ قال: صحبة الأحداث، قال أبو سعيد : وقل من يتخلص من هذا من الصوفية(ص 232 نفس المصدر)".ولقد وبخ الله سبحانه قوم لوط بقوله: (26: 165 أتأتون الذكران من العالمين؟" ولعنهم، وأمطر عليهم حجارة من سجيل، فما بالك بالصوفية، وقد اقترفت هذه الجريمة في صورة نكراء منكرة مسفة في الخزي والضعة والحقارة، اقترفتها مع الذكران ومع العجماوات من الدواب!؟ وأين؟ على قارعة الطريق، وعلى مشهد من كل رائح إلى السوق، أو غاد منه!ذلك ما ذكره الشعراني، وجعله كرامة ربانية لأوليائه، ويزيدها تفصيلاً، فيزعم أن "وحيشاً" كان يرغم صاحب الدابة على أن يستذلها له عند اقتراف الجريمة (طالعها في الطبقات جـ 2 ص 135 ط صبيح.)! وينازعني الحياء؛ لكيلا أسطر لك جرائم الصوفية بأسلوب الشعراني، فخذ بكتابه، وطالع فيه أية ترجمة لصوفي، وثمت، تطالعك الجريمة بوجهها الدميم الصفيق الغليظ المنكر!.رمة تتصرف في الوجوديقول الشعراني: "إن شيخي أخذ علي العهد في القبة تجاه وجه سيدي أحمد البدوي، وسلمني إليه بيده، فخرجت اليد الشريفة من القبر (يذكر الصاوي في حاشيته على شرح الخريدة للدردير، أن الرفاعي وقف تجاه قبر الرسول، وناجاه بهذين البيتين:في حالة البعد روحي كنت أرسلها تقبل الأرض عني، وهي نائبتيوهذه دولة الأشباح، قد حضرت فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي!!قالوا: فخرجت اليد من القبر، ويظهر أن الشعراني أبى إلا أن تكون له ولسيده البدوي تلك الكرامة!!)، وقبضت على يدي قال سيدي الشناوي: يكون خاطرك عليه، واجعله تحت نظرك، فسمعت سيدي أحمد يقول من القبر: نعم!. ولما دخلت بزوجتي، وهي بكر، مكثت خمسة أشهر لم أقرب منها، فجاء، وأخذني، وهي معي، وفرش فرشاً فوق ركن قبته، وطبخ لي حلوى، ودعا الأحياء والأموات إليه، وقال: أزل بكارتها هنا، فكان الأمر تلك الليلة، وتخلفت عن حضوري للمولد، وكان هناك بعض الأولياء، فأخبروني أن سيدي أحمد البدوي كان ذلك اليوم يكشف الستر عن الضريح، ويقول: أبطأ عبد الوهاب، ما جاء!" ثم يزعم أن البدوي يدعو العرب والعجم ويسوقهم في مولده، وأنه أرى الشعراني كثيراً من الأحياء والأموات من الشيوخ والزمني بأكفانهم يمشون ويزحفون معه يحضرون المولد (اقرأ ترجمة السيد البدوي في طبقات الشعراني)!ويقول عن الحريثي: "قصدته في حاجة، وأنا فوق سطوح مدرسة أم خوند بمصر، ويقول خرج من قبره يمشي من دمياط. إلى أن صار بيني وبينه نحو خمسة أذرع، فقال: عليك بالصبر، ثم اختفى (جـ 2 ص 154 المصدر السابق ويروون أن رجلاً قصد إلى ضريح صوفي "مشتكياً فمد له القبر بعود الريحان خطاباً مكتوباً فيه بيت من الشعر لم يجف مداده، انظر ص 318 جـ 2 شرح الحكم لابن عجيبة)"!.على هذا يحمل الشيوخ الدراويش، ويستعبدونهم، فما يفعل الشيخ من شئ، إلا ويوحي إلى درويشه أنه أنه فعله عن أمر إلهي، وإن يكن ما فعله خطيئة خاطئة. ولا يملك الدرويش إلا أن يؤمن! ألا ترى الجنيد يجيب – حين سئل: أيزني العارف؟ - بقوله: "نعم! وكان أمر الله قدراً مقدوراً" ! حق لونه بباطل. ذلك الجنيد! زان ويسميه عارفاً! أي مؤمناً بلغ ذروة الإيمان، لأنه رأى القضاء في لوح الغيب فنفذه(يقول الدباغ: "إن الولي الكبير فيما يظهر للناس يعصى، وهو ليس بعاص، وإنما روحه حجبت ذاته، فظهرت في صورتها، فإذا أخذت في المعصية فليست بمعصية" ص 23 جـ 2 الإبريز. ويقول: "يتصور في طور الولاية أن يقعد الولي مع قوم يشربون الخمر، وهو يشرب معهم، فيظنونه أنه شارب الخمر، وإنما تصورت روحه في صورة من الصور وأظهرت ما أظهرت" ص 41 المصدر السابق. وهكذا يقررون أن الرذيلة فضيلة.)!.والرسول يقول "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن".حجة من الحقأسائلك – وما تضنيني كثرة التساؤل – ألهذه الوثنية صلة بقرآن، أو فكر؟ هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد ووري قبره، فيعز على ابنته فاطمة أن يهيل أصحاب أبيها العظيم التراب على وجهه الكريم، فتقول ملتاعة القلب بالأسى والحزن :"أو هان عليكم أن تهيلوا التراب على وجه رسول الله؟". ويجيبها أنس بالحق، يأسو في قلبها الحزين لوعة العاطفة، ويجلي عنه ران الهموم. "لو لا أننا أمرنا بذلك، ما فعلناه".ترى لم لم يفصل رسول الله بعد موته في الخصومة التي احتدمت بين وزيره الأول أبي بكر، وبين ابنته الحبيبة فاطمة؟. و يوم الجمل؟ ولم لم ينذر عمر بالمكيدة التي دبرت له حتى قبل بها؟ ولماذا لم يحل بين خنجر المجوسي وبين صدر عمر الغامر (أما الشعراني، فيتحدث عن كرامة سيده الشريف المجذوب، فيقول: "ولما طعن أصحاب النوبة سيدي علياً الخواص جاءه الشريف، ورد عنه الطعنة" ص 135 جـ 2 الطبقات!!) الإيمان؟!. ولماذا لم يحم عثمان ذا النورين من قاتله؟! وعلياً من السكين الخاتلة القاتلة؟!وهذا ريحانته سيد شباب الجنة الحسين رضي الله عنه يحيط به عدوه كاليأس الظلوم بالأمل الكريم، وهاهو يرفع على يديه طفله في عمر الزهرة الندية، ثم يناشد عدوه حسوة من ماء يبل بها غليل عصفوره الظمآن!.فلم ينل إلا سهماً غادراً ينفذ إلى صدر الصغير الرقيق!.فلماذا لم يمدد رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه بكأس من سلسبيل؟ أو ليمنع السهم الغادر عن هتك الشغاف من الطفل الصغير، ومن قتل أبيه البطل الأبي الكريم؟!جواب ذلك كله: لأنه صلى الله عليه وسلم كان لا يملك شيئاً يمدهم به، أو يعين، إذ هو ميت، ولم يرو عنه في حديث صحيح أو ضعيف، ولا في تاريخ يعني بالحقائق أو الأساطير، أنه أمد بشئ، أو أعان بعون ما، بعد أن توفاه ملك الموت الذي وكل به.فلو أن الله سبحانه أعطى خصائص الحياة الدنيا في القبر لميت يعين بها الأحبة، أو يمدهم بقدرة منه، لوهبها لمحمد صلى الله عليه وسلم! بيد أنك ترى هذه الأحداث الجسام تدهم خيار الصحابة، والبررة الرياحين من آل بيته، فلا نسمع أنه صلى الله عليه وسلم أمدهم بشئ!؛ لأنه لا يقدر على ذلك!.أما البدوي رغم موته، فينعم بالحياة الزاخرة القادرة في الدنيا، ويهبها لمن يشاء من الموتى، ويقضي حوائج الخلق، ويعطي العهود، ويكلم الطائفين حول صنمه، هو رمة عفنة!.ألا ترى الشعراني يحب أن يؤكد لك أن هذا البدوي الأسطوري العجيب، أفضل وأكرم عند الله من سيد الخلق؟!صوفي يدبر الأمريقول الدباغ: "رأيت ولياً بلغ مقاماً عظيماً، وهو أنه، يشاهد المخلوقات الناطقة والصامتة، والوحوش، والحشرات، والسموات، ونجومها، والأرضين ، وكرة العالم بأسرها تستمد منه ويسمع أصواتها وكلامها في لحظة واحدة، ويمد كل واحد بما يحتاجه، ويعطيه ما يصلحه من غير أن يشغله هذا عن ذاك (ص 73 جـ 2 الإبريز للدباغ) يصف عبداً بصفات الربوبية والإلهية!! ويقول أحمد التيجاني (هو أحمد بن محمد أبو العباس ولد سنة 1150هـ) عن نفسه: "روحي" روحه صلى الله عليه وسلم تمد الرسل والأنبياء، وروحي تمد الأقطاب والعارفين من الأزل إلى الأبد (نفس ما ادعاه لنفسه الطاغوت ميرزا حسين علي الملقب بالبهاء!!)، وإذ جمع الله تعالى خلقه في الموقف ينادي مناد بأعلى صوته يسمعه كل من في الموقف، يأهل المحشر، هذا إمامكم الذي كان مددكم منه، كل ما فاض من ذوات الأنبياء تتلقاه ذاتي. ومني يتفرق على جميع الخلائق ( ص 5 جـ2 رماح حزب الرحيم وما بعدها، ص3 جواهر المعاني ص 46، 47 جـ1 لعلي حرازم.)" ويصفه تابع له بقوله: "إذ تةجه أغنى وأقنى، وبلغ المنى ( ص 5 جـ2 رماح حزب الرحيم وما بعدها، ص3 جواهر المعاني ص 46، 47 جـ1 لعلي حرازم.)" ويصفه آخر بقوله: "لايتلقن واحد من الأولياء فيضاً من حضرة نبي إلا بواسطته ( ص 5 جـ2 رماح حزب الرحيم وما بعدها، ص3 جواهر المعاني ص 46، 47 جـ1 لعلي حرازم.)" وآخر بقوله "نفوذ بصيرته الربانية التي ظهر مقتضاها من إظهار مضمرات، وإخبار بمغيبات، ولعم بعواقب الحاجات، وما يترتب عليها من المصالح والآفات ( ص 5 جـ2 رماح حزب الرحيم وما بعدها، ص3 جواهر المعاني ص 46، 47 جـ1 لعلي حرازم.)"ويقول البسطامي: "|رفعني "أي الله" فأقامني بين يديه وقال لي: يا أبا يزيد: إن خلقي يحبون أن يروك، فقلت : ربني بوحدانيتك وألبسني أنانيتك، وارفعني إلى أحديتك، حتى إذا رآني خلقك، قالوا: رأيناك لتكون أنت ذاك، ولا أكون أنا هناك (اللمع للطوسي ص 383 مطبعة بريل بليدن)". ونعت "حرازم" للتيجاني، بأنه يغني ويقني، ويعلم الغيب، نعت له بصفات الله. فالله سبحانه يصف نفسه بقوله: (53 : 48 وأنه هو أغنى وأقنى) (72: 26 عالم الغيب، فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول، فإن يسلك من بين يديه ومن خلفة رصداً).أنواع الكراماتيزعم المناوي أن للصوفيين أنواعاً من الكرامات."النوع الأول: إحياء الموتى، وهو أعلاها، فمن ذلك أن أبا عبيد اليسري الدماميني أحضر له فراخ مشوية فقال: طيري بإذن الله تعالى، فطارت.ووضع الكيلاني يده على عظم دجاجة أكلها، وقال لها: قومي بإذن الله، فقامت، ومات لتلميذ أبي يوسف الدهماني ولد، فجزع عليه، فقال له الشيخ: قم بإذن الله، فقام، وعاش طويلاً، وسقط من سطح الفارقي طفل، فمات فدعا الله، فأحياه (ص 11 الكواكب الدرية لعبد الرءوف المناوي ط 1938م)".نفس المعجزات التي من الله بها على إبراهيم وعيسى، وعلى الذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها!! ويقول الكلاباذي: "أجمعوا على إثبات كرامات الأولياء، كالمشي على الماء، وكلام البهائم، وطي الأرض، وظهور الشئ في غير موضعه (ص 44 التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ط 1933م) وقد نظمها حسن رضوان.وإن تجلى جل شأنه على وطية بقدرة تحملاوشاهد الأشياء تحت قبضته وأنها تكونت عن قدرتهشهود غيب، غير أنه ظهر عليه منه في الشهادة الأثرومن هنا حوال أرباب لهمم كمشيهم فوق الماء بالقدمأو الهواء، أو على السحاب أو طي أو خبز من الترابومن هنا دانت الصوفية بأولياء لهم "التصرف العام والحكم الشامل العامفي جميع المملكة الإلهية، وله بحسب ذلك الأمر والنهي والتقرير والتوبيخ والحمد والذم (ص 79 جـ 2 جواهر المعاني لحرازم)".ويتحدث الكوهني عن معجزات سلامة الراضي: "حملت إحدى زوجات الإخوان، وفي التاسع مات الجنين، وبقى عشرة أيام ميتاً ببطن أمه، وعند الوضع ذاكر هذه الأخ شيخنا، فقال: كذلك يا فلان؟! وبتمامه تم الوضع طبيعياً كأن لم يكن هناك وليد مات منذ عشرة أيام. وأحد الإخوان كف بصره، فذاكر حضرة الأستاذ، فقال له: إن كتمت الأمر، أبصرت، فرضى بالشرط فمسح على عينه، فأبصر، وكان لبعض وجهاء بندر الجيزة ابنة وحيدة أصابتها حمى، وبعد شفائها، خرست، فلم تتكلم أبداً، فعرضوها على الأطباء سنوات، فلم تشف، فأحضروها لشيخنا، ونظر إليها نظرة، فسألها عن اسمها، فنطقت به، وذهب خرسها في الحال (ص 258 طبقات الشاذلية الكبرى للحسن بن محمد الكوهني الفاسي، وقد ألف كتابه في حياة شيخه "الذي مات من عهد قريب جداً)".نفس المعجزات التي من الله بها على عيسى عليه السلام.وهكذا تدين الصوفية بأن من أوليائها من يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى وكثير من هؤلاء الذين نسبت إليهم تلك القدر الإلهية طائفة تمردت على الله تمرد الشيطان!.الصوفية يملكن كلمة التكوينتزعم الصوفية أن شيوخها يقولون للشئ: كن، فيكون، فيتحدث أحدهم عن الولي الذي استخلفه الله، فيقول: "إنه خليفة ملكه الله كلمة التكوين متى قال للشئ: كن، كان من حينه (ص 8 جـ 2 جواهر المعاني لعلي بن حرازم)".ويقول أبو السعود: "إن الله أعطاني التصرف منذ خمس عشرة سنة، وتركناه تظرفاً" ويعلق ابن عربي على هذا بقوله: "وأما نحن، فما تركناه تظرفاً وإنما تركناه لكمال المعرفة (ص 129 جـ 1 فصوص ط الحلبي) ترى ماذا كان يعمل الله، وأبو السعود يتصرف في الوجود؟. هكذا يجعل الصوفية أولياءهم شركاء لله.معجزات الرسل من قدرة اللهأما رسل الله، فما كانت معجزاتهم طوع أيديهم، كما تزعم الصوفية لشيوخها، ولا بأمرهم، وإنما كانت بيد الله وحده، وبأمره يكرم بها نبيه متى شاء سبحانه، ولا متى شاء الرسول. ما ضرب موسى بعصاه الحجر، أو البحر بأمره، وما انفلق البحر بقدرته، وإلا ففيم كان خوف موسى من أن يدركه فرعون وجنوده، لو أنه كان حتى على ظن من قدرة عصاه على فلق البحر؟!.بل لماذا مسته رعدة الخوف حين ألقى السحرة حبالهم وعصيهم، حتى ثبته الله بقوله: (20: 68 لا تخف، إنك أنت الأعلى) هذه آية قدرة على صنع المعجزات؟ أم هو العجز البشري يضرع في صدق إلى قدرة الله المنقذة؟.وما نزل جبريل بالقرآن على محمد بأمره، أو إرداته، بل بأمر الله وحده وإرادته (19: 62 وما نتنزل إلا بأمر ربك).وتدبر، يتجل لك الهدى بينا من قوله سبحانه: (21: 69 قلنا: يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم) ما قالها إبراهيم، وإنما القائل لها – لأنه القادر عليها – رب إبراهيم. فأني من هذا زعم الصوفية، أن شيوخها يصرفون أقدار الوجود بنزعات الهوى، وعواء الشهوات؟! ويقولون للشئ كن، فيكون؟! تعالى الله عما يأفك الخراصون علواً كبيراً!.ثم ماذا يتسفيد الخلق من دجاجة يردها الكيلاني إلى الحياة؟ ومن ذابة، يحي اليسرى منها العظام، وهي رميم؟! ومن كرامات الحريثي ووحيش يقترفان بغي الجريمة على مدرجة الطريق؟!.إن الصوفية – كما رأيت – قد حكمت بأن معجزات أولى العزم من الرسل طوع الهوي من البله الخرقي المشعبذين من أوليائها! فماذا يمنع أدعياء الصوفية من الزعم بأن الله سبحانه أوحى إليهم قرآناً، كما أوحى إلى محمد (ادعاها ربيب الصوفية ميرزا محمد علي الملقب "بالباب" ومن بعده مسيلمة ميرزا حسين علي الملقب بالبهاء. وادعاها غلام أحمد القادياني!!)، ما دامت الصوفية تحكم بأن معجزات الرسل أثارة من قدرة المعتوهين، ومقترفي الإثم والخطايا؟ بل ما دمتم يا كهنة الصوفية قد حكمتم بأن لأوليائكم حياة كحياة الله، وقدر قهارة شاملة، كقدرته، فالله سبحانه، يقول: (36: 78 قال: من يحي العظام، وهي رميم؟ قل: يحييها الذي أنشأها أول مرة) ولقد زعمتم أن إحياء العظام، وهي رميم من قدرة أوليائكم؟ ولا ريب في أن من يقدر على أن يهب لغيره الحياة، قادر على أن يهب الديمومة لنفسه، والخلود الأبدي لحياته. وإلا، فكيف يهب لغيره، ما لا يهب، أو يستطيع أن يهبه لنفسه؟! أرأيت إلى الصوفية، كيف يصفون الحمقى الشاردين في تيه الضلالة بما يوصف به الخلاق العلي الكبير وحده؟رد مع اقتباسرد مع اقتباس#35عبد الرحمن محمد الفرجاني عبد الرحمن محمد الفرجاني غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلMar 2009المشاركات37بارك الله فيكم وجزاكم الله خيراوالحمد لله على نعمتانالاسلام ان جعلنا مسلمينواتباع المنهج السلفيرد مع اقتباسرد مع اقتباس#36عبد الرحمن محمد الفرجاني عبد الرحمن محمد الفرجاني غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلMar 2009المشاركات37استاذنكم لنقل الموضوع وابدي اعجابي بعنوان الموضوعوجزاكم الله خيرارد مع اقتباسرد مع اقتباس#37أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590أكون شاكرا لكبارك الله فيك أخيرد مع اقتباسرد مع اقتباس#38أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590سماع نطق الجماداتيعدد ابن عربي أنواع الكرامات، فيقول: "ومنها سماع نطق الجمادات على مراتب نطقها في العوائد وخرقها (ص 75 مواقع النجوم لابن عربي ط 1325هـ) والله يقول : (17 : 44 ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فهل نصدق المفتري؛ لنكذب الله سبحانه؟! : "ومنها مكالمته للملأ الأعلى ومحادثته لهم (ص 81 المصدر السابق، وقد أخذها ابن عربي عن استاذه الغزالي، وزاد هذا فقال: إن الولي ينادى من سرادقات العز، كما نودي موسى!!)".ترى أكلم الصديق وعمر الملأ الأعلى؟ بل أكلمه الرسل قبل البعثة، أو في غير أوقات الوحي؟ ولكن من الرسل عند الصوفية؟ إن أي زنديق صوفي أفضل عندهم من خاتم النبيين. ألا ترى البسطامي يفتري : "تالله، إن لوائي أعظم من لواء محمد (عن السهلجي والشعراني في لطائف المنن، ص 125، نقلاً عن شطحات الصوفية للدكتور بدوي) يقول : "لأن تراني مرة، خير لك من أن ترى ربك ألف مرة (المصدر السابق)".صوفي يطوف الملكوتيخاطب صوفي ربه بقوله : "إن قوماً طلبوك، فأعطيتهم طي الأرض، والمشي على الهواء، وكنوز الأرض، فانقلبت لهم الأعيان" ثم يتحدث عما أنعم عليه به ربه، فيقول : "أدخلني في الفلك الأسفل، فدورني في الملكوت السفلي، فأراني الأرضين، وما تحتها، إلى الثرى، ثم أدخلني في الفلك العلوي، فطوف بي في السماوات، وأراني ما فيها من الجنان إلى العرش، ثم أوقفني بين يديه، فقال لي: سلني أي شئ رأيت حتى أهبه لك، فقلت : يا سيدي ما رأيت شيئاً أستحسنه، فأسألك إياه! (ص 103 قوت القلوب لأبي طالب المكي ط 1351هـ)" حتى عرش الله لم يستحسنه هذا الصوفي الوقح، ومع ذلك يزعم أن الله قال له : "أنت عبدي حقاً!".أتراه، وهو يطوف بجوف الأرض، لم ير "البترول" ، فيدل على مكانه قومه؟!.والبيومي (هو علي بن حجازي بن محمد البيومي توفي سنة 1183هـ) يزعم أنه رأى الشيخ دمرداس في السماء، وأنه قال له : لا تخف في الدنيا ولا في الآخرة، وأنه كان يرى النبي في الخلوة، وأنه سمعه يقول لأبي بكر : اسمع بنا نطل على زاوية دمرداش، وأنه دخل على السيد البدوي، ورأى النبي عنده، وأنه خشي أن يكون واهماً في رؤية النبي، فرأى الدمرداش عند ضريحه يقول له : مد يدك إلى النبي فهو حاضر عندي (ص 320 جـ 1 عجائب الآثار للجبرتي)!.صوفي يضمن الجنة لمن يطعمهيزعم طاغوت التيجانية الأول ما يأتي: "أخبرني سيد الوجود يقظة، لا مناماً: كل من أحسن إليك بخدمة، أو غيرها، وكل من أطعمك يدخلون الجنة، بلا حساب، ولا عقاب، فسألته لكل من أحبني، ولكل من أحسن لي بشئ من مثقال ذرة، ومن أطعمني طعامه، كلهم يدخلون الجنة بغير حساب ولا عقاب وسألته لكل من أخذ عني ذكراً، أن تغفر لهم جميع ذنوبهم، ما تقدم منها وما تأخر، وأن يرفع الله عنهم محاسبته على كل شئ، وأن يكونوا آمنين من عذاب الله من الموات إلى دخول الجنة، وأن يكونوا كلهم معي في عليين في جوار النبي، فقال لي صلى الله عليه وسلم : ضمنت لهم هذا ضمانة، لا تنقطع، حتى تجاورني، أنت وهم في عليين (ص 97 وما بعدها جـ 1 جواهر المعاني في فيض التيجاني لعلي حرازم)!".والله سبحانه يقول لمحمد : (28 : 56 إنك لا تهدي من أحببت) ويقول محمد صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة: "اعملي فإني لن أغني عنك من الله شيئاً" وتشهد امرأة جليلة لصحابي عند موته بقولها: أشهد أن الله قد أكرمك، فيقول لها رسول الله معاتباً، يضع الصواب مكان الخطأ: "وما يدريك أن الله قد أكرمه؟ وإني لأرجو الخير والله إني لرسول الله، ولكني لا أدري ما يفعل بي غداً؟!" أما التيجاني؟! لقد قرأت قوله، فيم تحكم عليه؟، غير أني أضع إصبعك على قوله: "وكل من أطعمك" لأريك مبلغ حرص الصوفية على انتهاب أقوات الناس؟!.قلب الصوفي أوسع من عرش اللهيقول البسطامي: "لو أن العرش، وما حواه مائة ألف مرة ألف مرة في زاوية من زوايا قلب العارف، لما أحس به، فقلب العبد الخصوصي بيت الله، وموضع نظره، ومعدن علومه، وحضرة أسراره، ومهبط ملائكته، وخزانة أنواره، وكعبته المقصودة، وعرفاته المشهودة (ص 120 جـ 2 فصوص الحكم لابن عربي ط الحلبين ص 141 مواقع النجوم)".الملكوت في بطن صوفيوالدباغ الفاطمي الهدف يقول: "إني أرى السموات السبع والأرضين السبع، والعرش داخلة وسط ذاتي، وكذا ما فوق العرش من السبعين حجاباً (ص 73 جـ 2 الإبريز للدباغ)"كرامات شتىواقرأ في طبقات المناوي زعمه أن الصوفية يخطابون الموتى، وأن جده خاطب الشافعي رضي الله عنه في قبره، وأن روح "ذا النون المصري (هو ثوبان بن إبراهيم النوبي توفي سنة 245هـ)" كانت تدبر أجساماً عدة (سيأتيك زعم الدباغ أن روح القطب تدير 366 جسداً) وأن الخواص، كانت تنزل عليه الموائد من السماء، وأن الخضر كان يسقيه، واقرأ فيه تفضيل البسطامي (هو طيفور بن عيسى أبو يزيد البسطامي توفي سنة 361هـ) الأولياء على الأنبياء (هذا دين الصوفية، فابن عربي يقول:مقام النبوة في برزخ فويق الرسول، ودون الولي)وأن طارقاً طرق بابه، فقال البسطامي: من تطلب؟ فقال: أبا يزيد، فأجابه: مافي البيت غير الله (اقرأ كل هذا في الكواكب الدرية للمناوي في تراجم من ذكرت أسماءهم)، واقرأ للسلمي زعمه أن داود والخضر، لقيا إبراهيم بن أدهم – وهو "بوذا" الصوفية – وخاطباه، وأكلا معه، وعلماه اسم الله الأعظم (ص 30، 34 الطبقات للسلمي، ص 8 الرسالة للقشيري).الجنة والنار بيد من؟يزعم الدسوقي أنهما بيديه، فيفتري : "أن بيدي أبواب النار أغلقها، وبيد جنة الفردوس فتحتها، من زارني أسكنته جنة الفردوس، وما كان ولي متصلاً بالله، إلا وهو يناجي ربه، كما كان موسى يناجي ربه (اقرأ ترجمة الدسوقي في الطبقات للشعراني)".معجزات الرسل بعض كرامات الصوفيةيفتري الدباغ هذا البهتان المجوسي، فيقول: "كل ما أعطيه سليمان في ملكه وما سخر لداود، وما أكرم به عيسى، أعطاه الله وزيادة لأهل التصرف من أمة النبي، ومكنهم من القدرة على إبراء الأكمه والأبرص. وإحياء الموتى (ص 12 الإبريز للدباغ جـ2)"النشل كرامة صوفيةوأبى الدباغ إلا أن يفضح أقطابهم بهذه الكرامة، كرامة السرقة خلسة، فيقول: "إن الولي صاحب التصرف، يمد يده إلى جيب من شاء، فيأخذ منه ما شاء من الدراهم، وذو الجيب لا يشعر (ص 14 المصدر السابق)" والدباغ قطب صوفي معبود.أأدلك على ردغة الوثنية في تلك الشركيات، أم تراها في غير حاجة إلى دلالة؟ وكذلك الظلام، وكذلك النتن، وكذلك اليحموم الخانق!.الله – وتعالى علواً كبيراً – وعرشه وكرسيه، ملكه وملكوته، والعالم كله إنسه وجنه، حيوانه وجماده، علويه وسفليه. مشاعر الناس وخواطرهم وإرادتهم وعواطفهم وقلوبهم ونفوسهم. كل أولئك في دين الصوفية الآثم تحت قبضة طواغيتها، وبطشهم، وطوع سعار غرائزهم الضارية، وجنون شهواتهم المهمومة الآبقة!.رد مع اقتباسرد مع اقتباس#39أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590الحلقة -28-طواغيت الصوفيةالقطب وأعوانه !!!أسطورة خرافية، تنزع إلى تجريد الله من الربوبية والإلهية، وخلعهما على وهم باطل سمي في الفلسفة: "العقل الأول" وفي المسيحية : "الكلمة" وفي الصوفية: "القطب"!.والقطب: هو أكمل إنسان متمكن في مقام الفردية، أو الواحد الذي هو موضع نظر الله في الأرض في كل زمان، عليه تدور أحوال الخلق، وهو يسري في الكون، وأعيانه الباطنة والظاهرة سريان الروح في الجسد، ويفيض روح الحياة على الكون الأعلى والأسفل، وقد يسمى "الغوث" باعتبار التجاء الملهوف إليه (انظر جامع الأصول للكمشخانلي والتعريفات للجرجاني تحت مادة "قطب").القطب القديم والقطب الحادثوالقطب عند الصوفية نوعان. أحدهما: حادث أو حسي، وهو ما سبق الحديث عنه، والآخر قديم، أو معنوي، وهو الحقيقة المحمدية، يقول القاشاني: "وهو – أي القطب – إما قطب بالنسبة إلى ما في عالم الشهادة من المخلوقات يستخلف بدلا منه عند موته من أقرب الأبدال منه، أو قطب بالنسبة إلى جميع المخلوقات في عالم الغيب والشهادة، ولا يستخلف بدلا من الأبدال، ولا يقوم مقامه أحد من الخلائقن وهو قطب الأقطاب المتعاقبة في عالم الشهادة لا يسبقه قطب، ولا يخلفه آخر، وهو الروح المصطفوي المخاطب بلولاك، لما خلقت الكون (ص 103 جـ 2 كشف الوجوه الغر للقاشاني، وقد ادعى ابن الفارض لنفسه أنه القطب القديم وقطب الأقطابفي دارت الأفلاك، فاعجب لقطبها الـ محيط، والقطب مركز نقطةولا قطب قبلي عن ثلاث خلقته وقطبية الأوتاد عن بديلة).لا حركة لها، وإنما هو الروح القائم فيها جملة وتفصيلاً، ثم تصرفه في مراتب الأولياء، فلا تكون مرتبة في الوجود لعارفين والأولياء خارجة عن ذوقه، فهو المتصرف في جميعها، والممد لأربابها، به يرحم الوجود، وبه يبقى الوجود في بقاء الوجود رحمة لكل العباد، وجوده في الوجود حياة لروحه الكلية وتنفس نفسه يمد الله به العلوية والسفلية. ذاته مرآة مجردة، يشهد فيها كل قاصد مقصده (ص 81 وما بعدها جواهر المعاني).علم القطبيتحدث تيجاني عنه بقوله: "ومما أكرم الله به قطب الأقطاب، أن يعلمه علم ما قبل وجود الكون، وما وراءه، وما لا نهاية له، وأن يعلمه علم جميع الأسماء القائم بها نظام كل ذرة من جميع الموجودات، وأن يخصصة بأسرار دائرة الإحاطة، وجميع فيوضه، وما احتوى عليه (ص 79 جـ 2 المصدر السابق)".خصوصية القطب"قطب الأقطاب في كل وقت لا تقع بينه وبين الرسول حجابية أصلاً، وحيثما جال رسول الله من حضرة الغيب، ومن حضرة الشهادة، إلا وعين قطب الأقطاب متمكنة من النظر إليه، لا يحتجب عنه في كل لحظة من اللحظات (ص 63 المصدر السابق)" وحسبك هذا من تلك الأسطورة (كتبت عنه مقالاً ضافياً في مجلة الهدى النبوي) التي ألهتها الصوفية، وجعلت منها رباً أكبر يعبد ويخشى ويرهب (العجيب أن ابن الحاج – وله سابقة فضل في محاربة البدعة – يؤمن بهذه الأسطورة ويقول عن القطب "إن الله تعالى يديره في الآفاق الأربعة من أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء" انظر ص 328 مشتهى الخارف لمحمد بن الخضر الشنقيطي. وهكذا تقتل الصوفية بسمومها كل من يظن بها ظناً واحداً من خير!!).أعوان القطبأولاً: الإمامان، وهما يمنزلة الوزيرين له، أحدهما لعالم الملك، والآخر لعالم الملكوت. ثانياً: الأوتاد الأربعة: وقيل هم ثلاثة، لكما مات قطب الوقت أقيم مكانه واحد منهم، وعلمهم فيض من قطب الأقطاب، وإن ماتوا، فسدت الأرض! ثالثاً: الأبدال: والبدل حقيقة روحانية تجتمع إليها أرواح أهل ذلك الموطن الذي رحل عنه وليه. وعددهم أربعون، اثنان وعشرون منهم بالشام، وثمانية عشر بالعراق! رابعاً: النجباء وهم دون الأبدال ومسكنهم مصر! وعلمهم أن يحملوا عن الخلق أثقالهم وعددهم سبعون! خامساً: النقباء وعددهم ثلاثمائة، وقبل خمسمائة، وهم الذين يستخرجون خبايا الأرض (المصدر السابق، ص 93 جامع الأصول للكمشخانلي)!

تلك هي مملكة الأساطير التي ابتدعها خرافات الصوفية الحمقى، وخيالاتهم المخبولة (بل تزعم الصوفية أن كل صوفي يستطيع أن يكون قطباً يتصرف في الوجود. يقول أحدهم وهو يبشر الصوفية بنتيجة سلوك الطريق "وصرت أنت قطب الوجود تدوره بيدك كيف شئت" ص 114 جـ 1 الفتوحات الإلهية ط 1913م)؛ ليستعبدوا الخلق لما يشتهون، وليجعلوا منهم أخلاص رهبة منهم، وخوف مذعور. تلك هي المملكة التي ابتدعتها أوهام الصوفية إزاء ملكوت الله؛ ليغضبوا بها من الأحياء أقواتهم وإيمانهم، ومن الموتى أكفانهم! ترى ما ذا بقي لله وملائكته ورسله؟! الله أكبر، له الملك في الدنيا والآخرة.خاتم الأولياءوكما جعل الله للنبيين خاتماً، جعل الصوفية للأولياء خاتماً، والعنكبوت الأول الذي سال لعاله بهذه الأسطورة هو الحكيم الترمذي (هو غير صاحب السنن، فهو محمد بن علي بن الحسن بن بشير أو "بشر" الترمذي الملقب بالحكيم عاش إلى حدود 320هـ)، قال السلمي: "نفوه من ترمذ، وشهدوا عليه بالكفر بسبب تصنيفه كتاب "ختم الولاية"، وقال: إنه يقول: "إن للأولياء خاتماً، كما أن للأنبياء خاتماً، وأنه يفضل الولاية على النبوة (ص 170 جـ 2 مفتاح السعادة لطاش كبري زادة طبع الهند)" ويقول ابن تيمية عنه : "في كلامه من الخطأ ما يجب رده، ومن أشنعها ما ذكره في ختم الولاية، مثل دعواه فيه أنه يكون في المتأخرين من درجته عند الله أعظم من درجة أبي بكر وعمر وغيرهما، ومنها ادعاه من خاتم الأولياء الذي يكون في آخر الزمان، وتفضيله وتقديمه على من تقدم من الأولياء، وأنه يكون معهم كخاتم الأنبياء مع الأنبياء (ص 79 وما بعدها رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين لشيخ الإسلام ابن تيمية)".وتوالت عناكب الصوفية على هذه الأسطورة، حتى قتلت بها ذباباً من الخلق كثيراً. قال ابن عربي – وهو يتحدث عن علم وحدة الوجود: "وليس هذا العلم إلا لخاتم الرسل، وخاتم الأولياء! وما يراه أحد من الأنبياء، أو الرسل إلا مشكاة الرسول الخاتم، ولا يراه أحد الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم، حتى إن الرسل لا يرونه –متى رأوه- إلا من مشكاة خاتم الأولياء، فإن الرسالة والنبوة – أعني نبوة التشريع – تنقطعان، والولاية لا تنقطع أبداً، فالمرسلون من كونهم أولياء، لا يرون ما ذكرناه إلا من مشكاة خاتم الأولياء (ص 62 جـ 1 فصوص الحكم ط الحلبي)تفضيل خاتم الأولياء على خاتم النبيينزعم ابن عربي في النص الذي نقلته عنه آنفاً أن الرسل لا يستمدون أشرف علومهم إلا من خاتم الأولياء، وهذا يستلزم تفضيل الولي الخاتم على الرسل بعامة وعلى النبي الخاتم بخاصة، يقول ابن عربي: "ولما مثل النبي صلى الله عليه وسلم النبوة بالحائط من اللبن، وقد كمل سوى موضع لبنة، فكان صلى الله عليه وسلم تلك اللبنة، غير أنه صلى الله عليه وسلم لا يراها إلا كما قال لبنة واحدة، وأما خاتم الأولياء، فلا بد له من هذه الرؤيا، فيرى ما مثله به رسول الله، ويرى في الحائط موضع لبنتين، فلا بد أن يرى نفسه تنطبع في موضع تينك اللبنتين، فيكمل الحائط.. كما هو آخذ عن الله في السر ما هو بالصورة الظاهرة متبع فيه؛ لأنه يرى الأمر على ما هو عليه، فإنه آخذ من المعدن الذي يأخذ منه الملك الذي يوحي به إلى الرسول" ويقول: "وفينا من يأخذه عن الله، فيكون خليفة عن الله بعين ذلك الحكم (ص 63، 163 المصدر السابق) فضل خاتم الأولياء بأمرين، أولهما: أخذ عن الله مباشرة، أما خاتم النبيين فيأخذ عن الله بواسطة الملك. الأمر الآخر: هو أنه على يديه تم الدين، فابن عربي يشير بهرائه ذاك إلى الحديث الصحيح الذي مثل فيه رسول الله ما بعث به والأنبياء من قبله ببيت كانت تنقصه لبنة، وأنه صلى الله عليه وسلم، هو الذي جاء بتلك اللبنة، يعني أنه هو الذي أتم الله به على المسلمين دينهم.ولكن ابن عربي يزعم أن الدين كان ناقصاً لبنتين، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم بواحدة، وأتى خاتم الأولياء بهذه، وبلبنة أخرى، فلم يكمل دين الله إلا علي يد خاتم الأولياء! أين هذا الإفك من قول الحق جل وعلا: (5: 3 اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً)؟!.ادعاء كل شيخ أنه الخاتميقول ابن تيمية: "ثم إن هذا خاتم الأولياء صار مرتبة موهومة، لا حقيقة لها، وصار يدعيها لنفسه، أو لشيخه طوائف، وقد ادعاها غير واحد، ولم يدعها إلا من في كلامه من الباطل، ما تقله اليهود، ولا النصارى، كما ادعاها صاحب الفصوص (ص 63 وما بعدها رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين)" وحق ما يقول شيخ الإسلام – وعهدنا به الصدق والأمانة البالغة في النقل – فابن عربي يزعم في الفتوحات المكية أنه رأى رؤيا، ثم يقول: "ثم عبرت الرؤيا بانختام الولاية بي (ص 15 جـ 2، ص 5 رماح حزب الرحيم)" وادعتها التيجانية لشيخها أحمد. قال أحد أتباعه "الفصل السادس والثلاثون في ذكر فضل شيخنا، وبيان أنه خاتم الأولياء، وإمام الصديقين، ممد الأقطاب والأغواث ... (ص 15 جـ 2، ص 5 رماح حزب الرحيم)".لماذا فضل خاتم الأولياء؟يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "تم صاحب الفصوص وأمثاله، بنوا الأمر على أن الولي يأخذ عن الله بلا واسطة، والنبي يأخذ بواسطة الملك؛ فلهذا صار خاتم الأولياء أفضل عندهم من هذه الجهة (ص 64 رسالة حقيقة مذهب الاتحاديين) وابن تيمية في فهمه الدقيق، ووعيه الكامل، وأمانته التي تستعصي على التهم يقرر الحق قوله، فقد نقلت لك عن ابن عربي ما يؤيد الحق الذي قرره ابن تيمية. وهاهو البسطامي يقول لأهل الشريعة: "أخذتم علمكم ميتاً عن ميت، وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت(ص 246 الكواكب الدرية للمناوي) ويقول : "خضنا بحراً، وقف الأنبياء بساحله (ص 63 جـ2 جواهر المعاني)" وقال ابن عربي: علماء الرسوم – يعني أهل الشريعة – يأخذون خلفاء عن سلف إلى يوم القيامة، فيبعد النسب، والأولياء يأخذون عن الله، ألقاه في صدورهم من لدنه رحمة منه، وعناية سبقت لهم عند ربهم (ص 246 الكواكب الدرية للمناوي) يعني أن أتباع الشريعة الإسلامية، إنما يأخذونها عن أناس طواهم الموت، أما الصوفية، فلهم الصلات المباشرة مع الله، يأخذون عنه من غير واسطة ملك أو نبي أو رسول! وبهذا كفروا بشريعة محمد، ومهدوا لأتباعهم الكفر بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم.الديوان الصوفيللصوفية أسطورة تزعم أن في الوجود ديواناً باطنياً، يحكم فيه القطب الأكبر بما يشاء، ويصرف – هو من ومعه من أقطاب صغار – أقدار الوجود. إنه عند الصوفية محكمة عليا يحاكم فيها الأقطاب أقدار الله، دون أن تستطيع أية قدة إلهية نسخ حكم لها، وقد وصف الدباغ هذا الديوان، وفصل مهامه، فلنترك له الحديث عن هذه الخرافة.مكان الديوان وقضاتهيقول الدباغك "الديوان يكون بغار حراء، فيجلس الغوث خارج الغار (سجل هذا على الصوفية الدرويش الصوفي الإنجليزي المستشرق ادوارد لين، فقال: "ويعتقد أن سطح الكعبة مركز القطب الرئيسي، ويفضل مركزاً آخراً بباب القاهرة المسمى: باب زويلة، ويسمى العامة باب زويلة: "المتولي"؛ لاعتقادهم أنه مركز هذا الكائن المجهول، ومن وراء مصراعي الباب العظيم الذي لا يقفل أبداً فضاء صغير، يقال: إنه مكان القطب، ويدق المصابون بالصداع مسماراً في الباب لفك السحر، كما أن المصابين بوجع الأسنان يخلعون سناً، ويولجونها في أحد شقوق الباب، وللقطب في مصر مراكز أخرى أقل شهرة، أحدها في قبر السيد البدوي، والآخر في مدينة المحلة، ويعتقد أن القطب ينتقل من مكة إلى القاهرة أو من مكان إلى آخر في لحظة، ويروي الكثير من المسلمين أن إلياس ويخلطه العامة بالخضر كان قطب زمانه، وأنه يولي الأقطاب المتعاقبين؛ إذ يقررون أنه لم يمت. ويزعمون أنه شرب من عين الحياة، ويكلف بعض الأولياء القيام ببعض الأعمال الشاقة ويقال لهم: أصحاب الدرك" ص 163 المصريون المحدثون وقد جاء هذا الانجليزي إلى مصر في القرن 19، وتصوف وأخذ العهد ثم راح يسجل الخزي الخرافي لا على الصوفيين بل على المصريين عامتهم، فانظر جناية الصوفية على مصر والإسلام!!)" ومكة خلف كتفه الأيمن، والمدينة أمام ركبته اليسرى وأربعة أقطاب عن يمينه، وهم مالكية على مذهب مالك بن أنس، وثلاثة أقطاب عن يساره، واحد من كل مذهب من المذاهب الثلاثة، والوكيل أمامه، ويسمى : قاضي الديوان ومع الوكيل يتكلم الغوث" والدباغ مغربي، ولمذهب مالك السيطرة في المغرب، فكان لا بد من هذه العصبية التي جعلت الدباغ يزعم أن أربعة الأقطاب كلهم مالكية! ترى على أي مذهب كان أولئك الأقطاب قبل مالك؟1 ولو أن المتكلم كان حنفياً، لقال: إنهم حنفيون!أهل التصريف"والتصرف للأقطاب السبعة على أمر الغوث، وكل واحد من الأقطاب السبعة تحته عدد مخصوص يتصرفون تحته!"الذين يحضرون الديوان ولغتهم"ويحضره النساء وصفوفهن ثلاثة، ويحضره بعض الكمل من الأموات، ويكونون في الصفوف مع الأحياء، والأموات حاضرون في الديوان ينزلون إليه من البرزخ يطيرون طيراً، بطيران الروح، وتحضره الملائكة والجن، وفي بعض الأحيان يحضره النبي، وكلامه مع الغوث، وأما ساعة الديوان، فهي الساعة التي ولد فيها النبي، والأنبياء يحضرونه في ليلة واحدة هي ليلة القدر، فيحضره في تلك الليلة الأنبياء والمرسلون، ويحضره الملأ الأعلى من الملائكة المقربين ويحضره سيد الوجود معه أزواجه الطاهرات (هكذا في وسط الرجال؟! ومع عظم شأن ذلك الديوان، فإن الدباغ يقول عن نفسه: "إيش هذا الديوان؟ والأولياء الذين يقيمونه كلهم في صدري!! وإنما يقام الديوان في صدري والسموات والأرض بالنسبة إلى كالموزونة في فلاة من الأرض" ص 8 جـ 2 الإبريز)، ولغة أهل الديوان هي السريانية (تدبر الكيد الخفي للعربية لغة القرآن!!)؛ لاختصارها، ولأن الديوان يحضره الأرواح والملائكة، والسريانية هي لغتهم. والصغير من الأولياء يحضره بذاته!".عدد أجساد القطب الكبير"وأما القطب الكبير، فلا تحجير عليه، فإنه يدبر على رأسه، فيحضره، ولا يغيب عن داره؛ لأن الكبير يقدر على التطور على ما شاء من الصور، ولكمال روحه، تدبر له إن شاء ثلثمائة وستة وستين ذاتاً (أي بعدد أيام السنة الكبيسة!! فله في كل يوم إذن جسد جديد!!)".تقاتل الأقطاب"وقد يغيب الغوث عن الديوان، فلا يحضره، فيحصل بين أولياء الله من أهل الديوان ما يوجب اختلافهم، فيقع منهم التصرف الموجب لأن يقتل بعضهم بعضاً (يسفكون الدم ظلماً، ومع هذا فهم أقطاب كبار يتصرفون في أقدار الوجود والله يقول : (5: 32 من قتل نفساً بغير نفس، أو فساد في الأرض، فكأنما قتل الناس جميعاً)، وإذا حضر سيد الوجود مع غيبة الغوث، فإنه يحضر معه أبوبكر وعمر وعثمان وعلى والحسن والحسين وفاطمة وتجلس فاطمة مع جماعة من النسوة اللاتي يحضرن الديوان".فيم يتصرف الأقطاب؟"وأهل الديوان إذا اجتمعوا فيه، اتفقوا على ما يكون من ذلك الوقت إلى مثله من الغد، فهم يتكلمون في قضاء الله تعالى في اليوم المستقبل والليلة التي تليه (والله يقول: (31: 34 وما تدري نفس ماذا تكسب غداً)، ولهم التصرف في العوالم كلها السفلية، والعلوية، وحتى في الحجب السبعين، فهم الذين يتصرفون فيه، وفي أهله، وفي خواطرهم، وما تهجس به ضمائرهم، فلا يهجس في خاطر واحد منهم شئ غلا بإذن أهل التصرف(وصف الله نفسه بأنه عليم بذات الصدور، وقد وصف الصوفية أقطابهم بهذا وأكثر منه، فماذا تقول فيهم؟)،وإذا كان هذا في عالم الرقا الذي هو فوق الحجب السبعين التي هي فوق العرش، فما بالك بغيره من العوالم؟!".انعقاد الديوان في غير الغار"ويكون الديوان في موضع آخر غير غار حراء مرة في العام في موضع يقال له: زاوية أسا1 خارج أرض سوس، بينها وبين أرض غرب السودان، فيحضره أولياء السودان، ويجتمعون في غير هذين الموضعين السابقين؛ لأن الأرض لا تطيقهم (انتهى مختصراً بلفظه من الإبريز للدباغ جـ 2 ص 2 إلى ص 9 ط 1292هـ)".هذا هو الديوان الصوفي، كما وصفه كاهن صوفي كبير نقلته بلفظه نفسه، بل قل: هذه هي أسطورة الوثنية المخبولة الحمقاء (دمغهم بهذا الخبال مستشرق مسيحي، فقال: "وللأولياء حكومة باطنة يرون أن عليها يتوقف نظام العالم، ورأس هذه الحكومة الأعلى يسمى: القطب، وهو أرفع صوفية في عصره، وإليه رئاسة الاجتماعات التي يعقدها في انتظام مجلس شوراه الموقر!! وأعضاء هذا المجلس لا يعوقهم عن الحضور حواجز الزمان والمكان، وإنما يأتون من أرجاء الأرض في لمحة طرف، يعبرون البحار والجبال والصحارى في ترتيب تصاعدي كما يلي: الأخيار 300، فالأبدال الـ40، فالأبرار ال 70، فالأوتاد ال 4، فالنقباء ال 3، وهؤلاء جميعاً يعرف الواحد منهم الآخر، ولا يعمل الواحد منهم إلا برضى الباقين، وعمل الأوتاد الطواف حول الأرض جميعاً في كل ليلة، فإن كان هناك مكان لم تقع أعينهم عليه، بدت فيه في اليوم الثاني شائبة نقص، فيخبرون القطب حتى يجعل همه إلى ذلك المكان المشوب، فيبرأ مما أصابه بفضل القطب" ص 119 الصوفية في الإسلام لنيكلسون ترجمة نورالدين شربية)، وكم للصوفية مثلها من أساطير!! قتلة سفاحون سفاكون للدماء، ينعتهم الدباغ بأنهم يتصرفون في أقدار الله وملكوته؟! فماذا بقي للرب الصوفي، وهذا كله في قبضة السفاكين؟!رد مع اقتباسرد مع اقتباس#40أبو أسامة سمير الجزائري أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياًتاريخ التسجيلSep 2008المشاركات5,590الحلقة -29-المنتقى من كتاب"هذه هي الصوفية"لعبد الرحمن الوكيل رحمه اللهأبو جهاد الجزائريعبادة الصوفية
"من آداب المريد مع شيخه أن يذكر ما لقنه له أستاذه، فلا يتجاوزه إلى غيره (من رسالة الحلواني ص 30)" ولهذا تعددت صيغ الذكر الصوفي، تبعاً لتعدد الطرائق، وتباين الشيوخ، فمنهم من يذكر بالاسم المفرد، ومنهم من يذكر بـ "هو هو" ومنهم من يذكر بـ "أه أه".وكل طاغوت صوفي يحرم على عبدته أن يذكروا بغير ما أذن لهم فيه، أو أن يذكروا بما ترقص به الطرق الأخرى؛ لاعتقادهم أن بعض أسماء الله قد يضر ذكرها هذا، وينفع ذاك، أو تضر في حال، وتنفع في حال أخرى، والخبير بما ينفع الذاكر، أو يضره، إنما هو الشيخ؛ لهذا لا يستطيع "الدرويش" أن يذكر "لا إله إلا الله" إلا إذا أمره بها شيخه، ولا ينادي ربه بيا لطيف، وإلا أصابه مس أو خبال، أو كما يسمونه "لطف"!.اسمع إلى القديس الصوفي أبن عطاء الله السكندري يفتري الإثم الأكبر: "اسمه تعالى "العفو" يليق بأذكار العوام؛ لأنه يصلحهم، وليس من شأن السالكين إلى الله ذكره! اسمه تعالى "الباعث" يذكره أهل الغفلة، ولا يذكره أهل طلب الفناء، اسمه تعالى "الغافر" يلقن لعوام التلاميذ، وهم الخائفون من عقوبة الذنب، وأما من يصلح للحضرة، فذكره مغفرة الذنب عندهم يورث الوحشة، اسمه تعالى "المتين" يضر أرباب الخلوة، وينفع أهل الاستهزاء بالدين (ص 23 وما بعدها مفتاح الفلاح ط 1332هـ)".ويستمر ابن عطاء في سرد هذا البهتان حتى يستوفي أكثر أسماء الله. والله تعالى يقول: (17: 110 قل: ادعو الله، أو ادعوا الرحمن، أياما تدعو، فله الأسماء الحسنى) ويقول : (7: 180 ولله الأسماء الحسنى، فادعوه بها، وذروا الذين يلحدون في أسمائه، سيجزون ما كانوا يعملون) اسمه الغافر لا يصلح إلا للعوام! كأنما أولئك الطواغيت معصومون من الذنب، أو آلهة! على حين كان يستغفر الرسول ربه في اليوم مائة مرة! فهل تجد رحماً بين حق القرآن، وبين باطل الصوفية؟!ذكر رسول اللهومن عبير السنة المطهرة، يسطع عليك ما يشفي روحك، فقارن بينه وبين ذلك اليحموم الصوفي. قال صلى الله عليه وسلم: "كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم" "متفق عليه" وكان صلى الله عليه وسلم يقول دبر كل صلاة حين يسلم: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، ولا حول، ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، له النعمة، وله الفضل، وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله، مخلصين له الدين، ولو كره الكافرون" "رواه مسلم" وقال: سيد الاستغفار أن تقول: "اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت خلقتني، وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" رواه البخاري.وفي الصحيحين عن ابن عباس، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقوم، إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل: "الله لك الحمد؛ أنت نور السموات والأرض، ومن فيهن، ولك الحمد؛ أنت قيوم السموات والأرض، ومن فيهن، ولك الحمد؛ أنت رب السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد؛ أنت الحق، ووعدك الحق، وقولك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت فاغفر لي. ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت إلهي، لا إله إلا أنت، ولا حول، ولا قوة إلا بك".أرأيت إلى هذا الذكر النبوي الجامع؟! إنها ضراعة النبوة والعبودية الخالصة تفتحت لها أبواب السماء، ما فيه ذكر باسم مفرد، ولا ضرب صدر بذقن، ولا هزة الرأس إلى أخمص القدم! ما فيه التناوح بالرأس يمنة ويسرة، ولا نتع من سرة إلى قلب. ما فيه منشد، ولا دف، ولا شبابة. ما في دائرة يقف في مركزها نصب يرقص الذاكرين بتصديه! إنما فيه قلب مؤمن ضارع ملأه حب الله خشية ورهبة وتقوى، يتوجه إلى خالقه الأعظم، مالك الملك كله في إيمان صادق، وتوحيد خالص، فصلوات الله وسلامه على محمد عبد الله ورسوله.عبادة الصوفيةما عبادة الصوفية؟ أهي تلك النذور يحفدون بها إلى الجيف؟ أهي هذا السجود على عتبات الأصنام دوخها وطء النعال؟! أهي هذا التقبيل الملهوف العاشق لأحجار الأوثان رجاء سلسبيل رحمة منها ومغفرة؟ أهي هذا التوسل إلى الله بعظام نخرة، وصفوان أملس، وخشب عافه السوس من طول ما طعم منه؟ أهي هذا الدعاء العريض بالهامدين في القبور، ينشدون منهم مدد الحياة، وروح الخلود؟ أهي تلك الأوراد (لكل طريقة ورد خاص بها تفضله على جميع الأوراد الأخرى، بل تفضله على القرآنقال طاغوت التيجانية: "وسألته صلى الله عليه وسلم عن صلاة الفاتح، فأخبرني أولاً بأن المرة الواحدة منها تعدل من القرآن ست مرات، ثم أخبرني ثانياً أن المرة الواحدة منها تعدل من كل تسبيح وقع في الكون، ومن كل ذكر، ومن كل دعاء كبير أو صغير، ومن القرآن ستة آلاف مرة" ص 103 جـ 1 جواهر المعاني لابن حرازم التيجاني طريقة. فتدبر كيف تجاهد الصوفية في سبيل صرف المسلمين عن كتاب الله !!) الشركية ينعق بها الصوفية تحت سجوات ليلهم المعربد، وشفوف السحر الراقص، في هياكل الطواغيت؟! أهي هذا الحلف بالقبور والهامدين فيها، وجعل الحلف بالله عرضة للفرار من ذنب، أو جريرة؟!ذلك هو الجانب العملي من التصوف في ذكره وزهده وعبادته، أتراه يصلح لهداية الإنسانية، وقيادتها إلى مثلها العليا؟ أم تراه يفتك بها فتك السل الدفين بالصدر الرقيق الحزين؟! أما جانبه النظري، فقد دانوا فيه كما بينت لك بأن العبد عين الرب، وبأن الشرك عين التوحيد، ذلك هو التصوف بنوعيهإن شئت أن تجعله نوعين! فهل تراه يودي بالمسلمين إلا إلى التهلكة بعد أن يحيلهم من عباد للرحمن إلى عبدة للطاغوت؟ من أمة قوية عزيزة كريمة موحدة الغايات والمبادئ إلى أشتات واهنة، وأشباح هزيلة مستضعفة، تضرب بها الوثنية في متاهات الباطل، ويقضي عليها الوهن والذل والصغار، فتصبح المطايا الذلل للاستعمار، وأحلاف الضعة، والمهانة والاستكانة؟!دعاوى الصوفية وأدعيتهمغشت الصوفية بصائر عشاقها بما تسحر به من فنون الخيال الغزلي، والشاعرية الحالمة في الصور البيانية المتأنقة الفتنة، المكحولة الروعة ذلك ما جعل بعضهم يجادلنا في شأن الصوفية، فيأتينا بأدعية ونجاوي صوفية، فيها وشي السحر الشاعر وفتنته، وبدعاوى فيها روحانية الحق وروعته، ثم يقول: أو من يقولون هذا، تفتري عليهم أنهم غير مسلمين؟!لهؤلاء الذين خلبهم عشق الصوفية أقول: ما من كهان نحلة ضالة، أو أحبار دين زائف، إلا وناجوا معبودهم، ودعوه بما يخيل عليك من سحره أنها ضراعة نبوة في فجر الوحي، فهل نعدهم مسلمين بتلك النجاوى، وهذه الأدعية؟!سلوهم قبل الفتنة: لمن هذه النجوى؟ ولمن تضرعون بهذا الدعاء؟ سلوهم عن صفات معبودهموأسمائه الحسنى، وعن شرعته التي كلفهم بها، وهناك حين يجيبونكم توقنون أنهم لا يناجون الله، ولا يدعونه، وإنما يفعلون ذلك لآلهة أخرى ابتدعوها؛ لتعبد من دون الله!.ويذكرنا هؤلاء المسحورون بدعاوى الصوفية، إذ يفترون: "كلامنا هذا مقيد بالكتاب والسنة!" وكذلك زعمت كل فرقة نجمت في الجماعة الإسلامية؛ لتجد لها أنصاراً وأعواناً من الأغرار، الذين يخدعهم زيف القول الحلو عن رياء العمل المر! قالتها الشيعة التي تؤله أئمتها، وقالتها المعطلة، وقالتها المجسمة، وتقولها القاديانية والبهائية! وقد نقلت لك عن النابلسي – وهو صنم صوفي كبير – دعواه أن وحدة الوجود مستمدة من الكتاب والسنة!.أنك لا تستطيع أن تمنع إنساناً من أن يدعي ما يشاء، ولكن الذي تستطيعه هو أن تبتلي دعواه، وتزنها بميزان الحق من الكتاب، وثمت تستطيع أن تحكم عليه عن بينة بالصدق، أو الكذب فيما ادعاه. وقد ابتليت معتقدات الصوفية وأربابها وآلهتها، فهل ترى لها أثارة من نسب إلى شرع، أو عقل؟لقد جحدت الصوفية الحقيقة الأولى، تلك التي يقررها الشرع، ويحكم بها العقل. وهي أن الله سبحانه وتعالى مغاير لخلقه في ذاته وصفاته وأفعاله، فكيف نحكم عليها بأنها تؤمن بما يترتب على تلك الحقيقة العليا من حقائق مقدسة؟ ليس المهم أن تقول، بل الأهم أن تعمل بما تقول، فهل يعمل الصوفية بالكتاب والسنة، كما ينافق بعض زعمائهم؟! ومما يجادلنا به عشاق السحر الصوفييقول ابن الفارض:وإن خطرت لي في سواك إرادة على خاطري يوما حكمت بردتيوعلى ما في هذا البيت من غلو الإسراف في دعوى التجرد (للإرادة الإنسانية مجال فساح من الخير الذاتي، كإرادة الزواج. وكسب العيش، وإرادة التمتع الروحي بما أبدع الله من جمال في جنات الأرض، وما على من يريد ذلك جناح من الله ذي الرحمة. ألم يقل الرسول صلى الله عليه وسلم: "حبب إلي من دنياكم النساء والطيب، وجعلت قرة عيني في الصلاة" وهل الحب إلا إرادة مصممة قاهرة؟ فهل أشرك محمد؛ لأنه أراد ذلك؟)، وحقارة الكذب، فإن هؤلاء ينسون قول ابن الفارض في نفس القصيدة:فلا حي إلا من حياتي حياته وطوع مرادي كل نفس مريدةوينسون ما طفحت به تائيته الكبرى من زندقة باغية الجرأة، تؤكد لك أنه حين يناجي رباً، فإنما يعني به أنثى مستباحة العفة، أو رمة بالية أو نفسه التي تحقق بها وجود ذلك الرب في مرتبته العينية! ويجادلنا هؤلاء بقول رابعة: "ما عبدتك خوفا من نارك، ولا طمعاً في جنتك، وإنما عبدتك لذاتك"، ثم يهتفون لرابعة شهيدة العشق الإلهي! رابعة التي تزعم أنها تجردت من كل رغبة، أو رهبة أو طمع، أو خوف!.هؤلاء ينسون أن رابعة بهذا السحر الصوفي الفاتن تستشرف عزة الألوهية! وتفتري لنفسها الشائنة مقاماً يسمو عن مقام الرسل الذين جعل الله من صفاتهم أنهم يدعونه: رغباً ورهباً، أو خوفاً وطمعاً، يقول الله عن زكريا وآله: (21: 9 إنهم كانوا يسارعون في الخيرات، ويدعوننا رغباً ورهباً ، وكانوا لنا خاشعين) ثم تأمل هذه الآيات التي تنجيك من سحر رابعة: (7: 154 وادعوه خوفاً وطمعاً إن رحمة الله قريب من المحسنين) وصف الله من يدعونه خوفاً وطمعاً بأنهم محسنون، والإحسان أسمى مراتب العبادة، وأكمل مقامات العبودية، والعبودية هي غاية الحب، مع غاية التذلل ، فما الحب الذي تطفح به مشاعر رابعة؟!(32: 16، 17 إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها، خروا سجداً، وهم لا يستكبرون، تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً، ومما رزقناهم ينفقون) أرأيت في صور القديسين الناسكين أروع من صور هؤلاء الذين تتجافى جنوبهم عن المضاجع لذكر الله؟! ومن أخص صفاتهم دعاء الله خوفاً وطمعاً! فما حب رابعة؟!من أخص خصائص البشرية أنه ترغب وترهب، حتى بشرية الأنبياء والرسل. ترهب وهي أسمى مقاماتها، ومن أصدق الدلائل على الحب المسيطر القاهر، أن يمتلئ القلب رغبة في المحبوب ورهبة من. رغبة في رضاه، ورهبة من غضبه (وجزاء رضوان الله في الآخر الجنة، وجزاء غضبه فيها النار، فإذا لم ترغب في جنته، فأنت غير راغب في رضاه، وإذا لم ترهب ناره، فأنت لا ترهب غضبه، وإذا لم ترغب الرضا، وترهب الغضب، فأنت دعي حب كذوب) أو جفاه، فإذا لم تكن ثم رغبة في نواله، فقد سئمته، وإذا لم تكن ثم رهبة من عقابه فقد احتقرته، كلما تسامى الحب، قويت الرغبة في نوال المحبوب، واشتدت الرهبة من حرمانه. الرغبة والرهبة جناحا الحب اللذان يحلق بهما فوق الذرى، فإذا تجردت منهما كان حبك كاذباًن لا يقهر منك شعوراً، ولا يوجه إرادة.ولكن رابعة تزعم أنها تجردت من تلك البشرية الطهور، بشرية القديسين، بشرية أولى العزم من الرسل! فماذا وراء هذا الزعم؟ وراءه أنها في قمتها العليا لا تدنو منها مكانة المصطفين الأخيار من أنبياء الله، وراءه أنها ليست بشراً، بل إلهاً، فالملائكة أنفسهم يرغبون، ويرهبون! وراءه اتهام صريح لمن نزل القرآن – وتعالى الله عن إفك رابعة – بأنه أخطأ حين أمرنا أن ندعوه خوفاً وطمعاً، وداجي حين رغبنا في الجنة، وخوفنا من النار.دعواها التجرد شعور منها – وما أخبث هذا الشعور وأكذبه – بأنها ساوت من تحب!! ثم من رابعة هذه؟ أليست هي التي تقول عن الكعبة: "هذا الصنم المعبود في الأرض (ص 38 وما بعدها كتاب شهيدة العشق الإلهي للدكتور بدوي)"؟.ثم اقرأ هذه الآية: (66: 11 وضرب الله مثلاً للذين آمنوا امرأة فرعون، إذ قالت :رب ابن لي عندك بيتاً في الجنة) هذه القديسة العظيمة التي طيب الله ذكرها، وخلده في كتابه، وضربها مثلاً للذين آمنوا، إنها تضرع إلى الله؛ ليبني لها بيتاً في الجنة، أما رابعة التي لا تزن في القيمة خاطرة من امرأة فرعون، فتستعلي أن تطلب الجنة! واقرأ النور في قوله سبحانه: (9: 111 إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ، يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل) وعد كريم عظيم من الكريم القادر، يشتري به نفس المؤمن وماله، وما ذلك الوعد؟ أن تكون له الجنة، وقد وصف وعده في ختام الآية بقوله تعالى: "وذلك هو الفوز العظيم" ولكن رابعة في تعاليها الجاحد، لا تراه فوزاً عظيماً، فتطلب غيره! أليس هذا اتهاماً للكريم بالبخل، أو بأنه لم يحسن الوعد، ولا شراء نفس المؤمن وماله بالجنة؟!وينتفض هؤلاء إعجاباً بمعروف الكرخي (توفي سنة 200هـ وكان يقول: "إذا كانت حاجة إلى الله فاقسم عليه بي" انظر ص 9 الرسالة للقشيري مطبعة التقدم، فتأمل منذ متى كفرت الصوفية؟!، إذ يروون عنه أنه بال على شاطئ نهر، وتيمم، فقيل: يا أبا محفوظ!! الماء منك قريب!! فقال: "لعلي لا أبلغه(ص 83 طبقات الصوفية للسلمي، وقد نسبه أبو طالب إلى الرسول، انظر ص 29 جـ 3 قوت القلوب ط 1351هـ)" لقد كان رسول الله يطوف على نسائه، فيغتسل منهن جميعاً بغسل واحد، فلماذا كان لا يغتسل عقيب كل واحدة؟ أكان معروف أشد خوفا من رسول الله؟ والله أرحم مما يظن معروف، لو أنه سبحانه قبض إليه عبده قبل أن يبلغ الماء القريب ليتوضأ. إنه هوس صوفي يغلو في الحب، حتى يتجرد من الرغبة والرهبة، ويغلو في الخوف، حتى يتيمم والماء منه قيد شبر واحد!! فما ندري أنحب حتى لا نخاف، أم نخاف حتى لا نحب؟! ويبهتون ابن حنبل أنه سأل بشراً الحافي عن الزكاة، فقال بشر: أما عندكم فالعشر، وأما عندنا، فالعبد، وما ملكت يداه لسيده!! وتبرق عيون الصوفية بالسرور السكران، وتميد أعطافهم من نشوة الخمر الصوفي !!.هؤلاء ينسون الإثم الكبير في قول الصوفي الحافي: "عندنا أم عندكم" فإنه نزغة من الأسطورة الصوفية التي تزعم: أن الدين شريعة وحقيقة(يقول الدباغ: "إن الولي يسمع كلام الباطن، كما يسمع كلام الظاهر" ولهذا قدي يعصى الولي الصوفي في نظر الشريعة، فيكون مطيعاً في نظر الحقيقة. يقول الدباغ: "إن الولي الكبير فيما يظهر للناس يعصى وهو ليس بعاص وإنما حجبت روحه ذاته. فظهرت في صورتها، فإذا أخذت في المعصية فليست بمعصية" ص 42 جـ 2 الإبريز. وهكذا يطلب منا الصوفية اعتقاد أن معاصيهم طاعات!!)، وأن الأولى دين الظاهرية، وأن الأخرى دين الباطنية، وقد سبق الحديث عن ذلك؟.ويتناسون أنه ينتسب إلى غير أهله حين يزعم أن هذا الحق الذي قاله: "العبد، وما ملكت يداه لسيده" هو من دين الصوفية، أو من شرعة الباطن!ويذكرنا هؤلاء بالأدعية الصوفية التي تتبرج فيها أنوثة البيان الفاتنة، وتنهل منها دموع الحب، وتنوح جراحه، ولكني أذكر هؤلاء بأن البرهمية (نسبة إلى "برهما" الكائن الأوحد كما سمي في "الفيدا" كتاب الهند القديم المقدس، وتؤمن هذه النحلة بثلاثة آلهة "براهمان" الرئيس الأعلى، و "فيشنو" إله الحياة، والثالث "سيفا" وهو إله التدمير والخراب. وتؤمن هذه الطائفة بقدسية كهنة الدين؛ لأنهم في نظرهم الذين يملكون لهم الشفاعة عند الآلهة والتأثير عليهم، وعنها أخذت الصوفية هذا التقديس.) أو البوذية (نسبة إلى "بوذا" متنبئ هندي ولد في القرن السادس قبل الميلاد. وقد تطورت البوذية حتى اعتقدت في بوذا أنه إله تجسد لنقذ البشرية، بأن تحمل عنها عبء خطاياها!! ويظن بعض الباحثين أنه أسطورة لم توجد، وبصورة بوذا صورت الصوفية إبراهيم بن أدهم) ناجت ربها بصلوات من الدعاء، يغازل الروح شعرها بالروعة الآسرة، شفافة الترانيم عن نفس دلهها العشق، وقلب تبله الغرام، كذلك صنعت الزرادشتية (نسبة إلى "زرادشت" متنبئ فارسي ولد قبل المسيح، جاءهم بكتاب اسمه أفيستا، ثم أضيفت إليه شروح فسمي: "زند أفيستا" وتؤمن هذه النحلة بإلهين أحدهما للخير، واسمه "أورمزد" وآخر للشر، واسمه "أهرمن" إلا أن زرادشت يؤمن بانتصار الخير على الشر، فهو ذو نزعة تفاؤلية، لا تشاؤمية كما في ديانة ماني) والمانوية، والفرعونية واليهودية، والمسيحية والبهائية (نسبة إلى ميرزا حسين على الملقب بالبهاء، وخلاصة دينه أن الله سبحانه يظهر في دورات متعاقبة في صور الرسل، وأنه – أي ميرزا حسين علي- أتم وأكمل صورة للتجسد الإلهي، وأنه النبع الذي استمد منه الرسل جميعاً من لدن نوح إلى محمد صلى الله عليه وسلم) والقاديانية (نسبة إلى ميرزا غلام أحمد القادياني نسبة إلى قاديان توفي سنة 1908م وقد ادعى أن المسيح الموعود، أو المهدي المنتظر، وأن الله يوحي إليه، وقد انشطر أتباعه من بعده شطرين أحدهما الأحمدية، والأخرى القاديانية، والأولى أقل غلواً من الأخرى، وكلتاهما تكفر من لا يؤمن بغلام أحمد على أنه المسيح الموعود!!) ! وأنت إذ تتلو من أدعية هؤلاء – دون أن تكون على بينة من نسبتها إليهم – لن تشك في أنها ضراعات القديسين، بشرتهم برضاها السماء!! فهل نعدهم بهذه الأدعية دعاة حق، وجنود إسلام؟! لا تسأل الداعي: بماذا تدعو ربك؟ ولكن سله أولاً : من ربك الذي تدعوه، وما صفاته؟!وهاك أنماطاً من الأدعية، فاقرأها، وتدبرها، وثمت تشعر بقلبك، وقد غمره اليقين بأنها ضراعة عبودية خالصة تتبتل تحت السحر في المحاريب، بيد أنك حين تعرف حقيقة من بث دموع الحب في تلك الأدعية، وإلى أي دين هو ينتسب، سيرود بك العجب كل مراد له، وستأسى على هذا الحلم الجميل الذي نعم به خيالك لحظة، بل ستشعر، كأنما تهوى من قمة السماء إلى غور جب بما يسكرك به من سلاف الأدعية، فتظن بالصوفية في نشوتك ظن الخير، وتحسبها مع المسلمين في فجر ومحراب!.فاقرأ معي هذا الدعاء: "اللهم لتكن مشيئتك أن أسير في طريق شريعتك، وأن أرتبط ارتباطاً وثيقاً بوصاياك، اللهم احمني من الذنوب والعصيان وإغراء الشيطان، ولا تجعلن للشهوات سلطاناً علي، ولتكن إرادتي خاضعة لك، أعني على التمسك بالخير، واشملني برعايتك اللهم آمين (ص 246 كتاب الفكر اليهودي جمع دكتور هرمس ترجمة الفريد يلوز)" أترى هذا النجوي أثارة من باطل؟ أم تجدها صالحة؛ لتدعو الله بها، وأنت حول بيته؟ وتأمل قوله: "اللهم اللهم" وقوله: "لتكن إرادتي خاضعة لإرادتك (قارن بهذا قول ابن الفارض "وطوع مرادي كل نفس مريدة")". ولكن أتدري لمن هذا الدعاء؟ إنه ليهودي! والله تعالى يقول عن اليهود: (2: 61 وضربت عليهم الذلة والمسكنة، وباءوا بغضب من الله، ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله، ويقتلون النبيين بغير الحق، ذلك بما عصوا وكان يعتدون) فهل شفع هذا الدعاء وغيره عند الله لليهود؟ كلا. وإن راحوا يملأون به سمع الوجود؛ لأنهم لا يدعون به الله، وإنما يدعون رباً آخر، اختلقته أوهامهم المادية الصماء، لقد رفعوا أيديهم إلى السماء، وهي ملطخة بدم النبيين، وفي قلوبهم شتى أرباب وآلهة! وأطغى من هذا الشر، اقترفت الصوفية.وهاك آخر: "إلهي عليك توكلت، فلا أخزى إلى الأبد، عرفني يا رب طرقك، وسبلك، علمني، أرشدني على حقك، وعلمني؛ لأنك أنت هو إلهي ومخلصي، وإياك رجوت اليوم كله، إذا تصورت كثرة أفعالي الردية أنا الشقي، فإني أرتعد من يوم الدينونة الرهيب (قارن بهذا زعم ابن عربي أن الوعد في الآخرة عين الوعيد، وأن النار عين الجنة!!)، لكن إذ أنا واثق بتحنن إشفاقك، أهتف إليك مثل داود: ارحمني ياألله كعظيم رحمتك (ص 241ن 268 كتاب خلاص النفوس في الصولات والطقوس)" وهذه النجوى الحنون، ألا تجدها رفافة تروح الحب الآمل في رحمة المعبود؟ ألا ترى فيها الهتاف بدعاء : "ياألله".ولكن أتدري ما هي؟ إنها صلاة رومية أرثوذكسية! والله تعالى يقول عن هؤلاء، ومن دان دينهم: (5: 73 لقد كفر الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد) فهل شفع، أو يشفع هذا الدعاء، ومثله لهم؟ أتراه ينسخ عنهم حكم الله بأنهم كافرون؟! كلا، وإن تجاوبت بأصدائه جنبات الوجود! فقد آمنوا برب هو ثالث ثلاثة، فلم يناجوا بها "الله" حقاً، وإنما ناجوا بها رباً، يزعمون أنه تجسد في ثلاثة مظاهر! وكفر الصوفية اشد شناعة؛ فقد آمنت برب هو عين كل شئ! أو كما يقولون في تسبيحتيهم المقدستين: "المظاهر عين الظاهر" يعنون بالمظاهر أنواع الخلف، وبالظاهر الله تعالى وتقدس والأخرى: "ذات ما ترى، عين ما ترى" يعنون أن ما تراه بعينيك من مظاهر الوجود هو عين الإله الصوفي!.وهاك دعاء آخر: "السلام عليك أيها الإله العظيم، لقد أتيت إليك يا سيدي في سلام، فكن بي عطوفاً، فأنت صاحب العطف، واستمع لندائي، لب ما أقوله، فإني أنا واحد من عابديك (ص 341 "مصر" تأليف أدولف إرمان ترجمة الدكتور عبد المنعم بكر.)" أتنكر من هذا الدعاء شركاً؟ أو تستنكر منه وثنية؟ ولكنك إذ تبتلي معتقد صاحبهن تحتدم عاطفتك مقتاً له، ولسانك لعنة تنصب عليه؛ فإنه لونية فرعونية عبدت ربها في صورة عجل، أو كوكب! وكذلك الصوفية! بل إنها مرغت تلك الوثنية الفرعونية في ردغتها ثم خرجت بها صوفية تعبد كل شئ!واستمع معي إلى هذا الدعاء: "ربنا إنا نتوجه إليك، ونتضرع بين يديك ونذكرك بالتهليل والتكبير، ونثني عليك بالتسبيح والتقديس. إلهي! وملاذي، أمد إليك أيدي الابتهال، يا ربي المتعالي، وياذا الجلال والجمال، أن تنزل كل بركتك وموهبتك، وسابقة رحمتك، وسابغة نعمتك على أحبتك الذين شملتهم لحظات أعين رحمانيتك (ص 230، 265 مكاتيب عبد البهاء)" فهذه النجوى المضمخة بالعبير سكران الروح، غرامي النفحات، أتحس فيها شيئاً يرغب عنه إخلاص توحيدك؟ ولكن أتدري لمن هي؟ إنها للزنديق القزم القمئ عباس بن ميرزا حسين أو "عبد البهاء" يناجي بها ربه وإنما يناجي بها أباه ميرزا حسين علي الذي آمن به زنادقة البابية من الشيعة أنه أتم و أكمل مظهر تجسدت فيه الذات الإلهية، فقد زعم لهم ذلك، فآمنوا بما زعم! وقد زادت الصوفية هذا الكفر خطيئة، فعبدت رباً يتجسد بذاته ووجوده وصفاته وأفعاله في كل شئ!مقارنة

ثم قارن بين تلك الأدعية التي آمنت ألفاظها، وكفرت قلوبها، وبين هذا الدعاء الصوفي الذي كفر لفظه ومعناه وقلب مفتريه! "إلهي استهلك كليتي في كليتكن وأمد أوليتي بأوليتك، حتى أشهد في أوليتي، وآخريتك في آخريتي، وظاهريتك في ظاهريتي، وباطنيتك في باطنيتي، وقابليتك في قابليتي، وأنت في إنيتي (أي وجوده الظاهر)، وهويتك في هويتي (الهوية باطن الذات الإلهية عند الصوفية، يطلب من الله أن يجعل وجوده بالباطن والظاهر عين وجوده هو في إنيته وهويته!!)، ومعيتك في معيتي، حتى أكون عنوان ذلك السر كله بل شكله وصورته (ص 15 مجموعة الأحزاب ط استامبول سنة 1298هـ)"يدعو الله سبحانه، وتعالى أن يجعله عينه وجوداً وذاتاً وحقيقة!! ومن يجرؤ على هذا ؟؟؟































رد مع اقتباسرد مع اقتباس#41ابوانس الورفلى
اخى فى الله ..
جزاك الله خيرا على الموضوع الكريمرد مع اقتباسرد مع اقتباس#42
أبو أسامة سمير الجزائري
أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياً
تاريخ التسجيل
Sep 2008
المشاركات
5,590
وإياك أخي وبارك فيكرد مع اقتباسرد مع اقتباس#43
أبو أسامة سمير الجزائري
أبو أسامة سمير الجزائري غير متواجد حالياً
تاريخ التسجيل
Sep 2008
المشاركات
5,590
الحلقة -30-
خلاصة دين الصوفية
لأبي جهاد سمير الجزائري
الحلقة الأخيرة من المنتقى من
"هذه هي الصوفية"
لعبد الرحمن الوكيل
ونلخص لك دين الصوفية في كلمات قصار.
أما في الوجود
فيدينون بأن المطلق منه عين المقيد، أو نفس العيني المتقوم بخصائصه في هذا، أو ذاك من الأشياء ذات الكيان المادي، أو بمعنى آخر: يرون أن الله هو عين خلقه،
وأما في الاعتقاد
فيدينون بأن الكفر والإيمان، أو الشرك والتوحيد، اسمان لحقيقة واحدة أو مترادفان لهما مدلول واحد
وأما في الدين
فيرون السماوي منه عين الوضعي، فمنزل الأول، هو الله، باعتباره حقيقة مجردة عن النعوت الإيجابية أو السلبية، أو الإضافية، وواضع الثاني هو الله –باعتباره متجسداً في صورة بشرية!!
وأما في الجزاء الأخروي
فيلتقي عندهم طرفاه الثواب والعقاب فالنعيم في الفردوس عين العذاب في جهنم. كلاهما عين الآخر في الحقيقة والأثر!!
وأما في الفكر
فيدينون بأن الحقيقة عين الخرافة أو الأسطورة، وبأن الحق والباطل، أو الصواب والخطأ يتحدان في الدلالة، وكلاهما مقياس صحيح لصاحبه،
وأما في الأخلاق
فيدينون بأن الخير والشر، أو الفضيلة والرذيلة سواء في الباعث والغاية وفي القيمة، وإن شئت حديثاً أكثر اختصاراً، فقل: إن خلاصة دين الصوفية وفكرها وخلقها: لا تقابل، لا تضاد، لا تناقض، إذ الكل ذات واحدة، هي ذات الله سبحانه. أو كما يقول ابن عربي: "ما في الوجود مثل، فما في الوجود ضد، فإن الوجود حقيقة واحدة، والشئ لا يضاد نفسه (ص 92 فصوص جـ1 ط الحلبي)".
خلف الصوفية كسلفهم
قد يقول قائل: ما لنا، ولابن عربي وغيره، فتلك أمة قد خلت، ومالها من أثر! ولكني أقول لهذا الذي خدعته الصوفية عن سمها، فسقته إياه يحسبه عسلاً مصفى: نحن لا نحارب أناساً، وإنما نحارب تراثاً وثنياً، آمن به سلف الصوفية على أنه الروحانية القدسية في الإسلام، وعاثوا به فساداً في عقائد المسلمين.
والصوفية المعاصرة، تدين بما دان به سلفها كابن عربي وابن الفارض. وفي تقديس كهنة الصوفية لذكراهما، وفي التغني بشعرهما الوثني في نشوة سكرى. في ذلك كله برهان على أن الصوفية المعاصرة، امتداد طويل عريض عميق لدين ابن عربي والشعراني! إنها تتعبد بكل ما خلفت الصوفية السالفة من تراث، وتقدس ما كتب أحبارها، وتبشر به على أنه تجليات الروح الإلهي، وتؤمن به إيماناً عميقاً، يسلب الفكر، ويختلب البصيرة، ويهوى بالنفس إلى غور سحيق من الإلحاد، بل ربما أذنت لك الصوفية في الطعن على كتاب الله، وتثور وترغى وتزبد إذا مسست كتاب صوفي زنديق بسوء. ولئن أنكرت مرة على طبقات الشعراني ما فيها من خطايا، لرموك بعمى البصيرة.
كل صوفي هو ابن عربي في زندقته، وابن الفارض في وثنيته، والشعراني في خباله وخطاياه، تدبر أورادهم اليوم، وقصائدهم التي يرقصون بها رواد حانات الذكر! تدبر نعيبهم في كل لحظة بالهامدين، تجد دليل ما أقول.
ألا تسمع منهم: مدد يأهل التصريف؟ مدد يا رئيسة الديوان (تأمل الحجاج قبل الحج وبعده تراهم يطوفون حول الأضرحة في مصر، كأنما يريدون طمأنة أوثانهم أنهم على العهد مقيمون!! بل تأمل الأسطورة التي يبتدعها سدنة كل صنم؛ إذ يزعمون أن من زار هذا الوثن، أو ذاك سبع مرات ماشياً كتب له ثواب حجة!! زعموا هذا للبدوي في طنطا، وللدسوقي في دسوق، ولشبل في الشهداء!!)؟
واستمع إلى أولئك "المخمرين (هم طائفة من الدراويش يجلسون بعد الذكر، ثم يتبارون في إنشاد أزجال أو أشعار يزعمون أنها إلهام ساعتهم، وما زلت أذكر ذلك الرجل الهرم في قريتي "زاوية البقلي" وهو يقول عن الأقطاب:
ساعة يجونا عرب ...ساعة يجونا اعجام
ساعة يجونا نصارى ... لابسين زنار
ساعة يجونا سكارى ... من حدا الخمار
بعد حلقات الذكر، تجدهم يتسابقون إلى القول بأنهم : "يهود نصارى، مجوس" والدراويش يصيحون من الفرحة الطروب: "إكفر، اكفر" يامربي!
فرار الصوفية من النقد
زعم الصوفية أن من ينتقدهم، يطرد من رحمة الله! يهولون بهذا قيدا ظلوماً "للدراويش" حتى لا يحطموا أغلال الصوفية عن أعناقهم وقالوا: "وهذا الفن من الكشف يجب ستره عن أكثر الخلق: لما فيه من العلو، فغوره بعيد (ص 3، 8 رسالة الفناء من مجموعة رسائل ابن عربي طبع الهند، ص 8 إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة)"! باطنية منافقة، وريبة تلوذ به الصوفية إذا صعقتها صدمة الحق. وقالوا: "إذا رأيت منتقداً على التصوف، ففر منه فرارك من الأسد، واهجره (ص 3، 8 رسالة الفناء من مجموعة رسائل ابن عربي طبع الهند، ص 8 إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة)"
ترى هل يفر الصوفية من هذا النقد العادل؟ ما أرتضي لهم أن يكون تحت سطوة هذا الجبن الرعديد، ورهن هذا العجز الذليل!!
وقالوا: "طريق الكشف والشهود، لا تحتمل المجادلة والرد على قائله، وحرمانه يعود على المنكر (ص 3، 8 رسالة الفناء من مجموعة رسائل ابن عربي طبع الهند، ص 8 إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة)" كل هذا؛ ليظل ضحايا الصوفي عمى البصائر، والقلوب، مختوماً على سمعهم، فلا يسمعون من أحد كلمة حق تجادل باطلاً صوفياً (كان يحضر مجلس الدباغ رجل لا يعتقد فيه أنه ولي كبير!! فكان إذا حضر سكت الدباغ عن أساطيره الصوفية خشية أن يفضحه الرجل أمام تلاميذه، ثم قال لهم: "إذا حضر هذا الرجل فلا تسألونا عن شئ حتى يقوم" ويروي أحد تلاميذه أنهم كانوا إذا سألوا الدباغ وذلك الرجل حاضر وجدوه – أي الدباغ – كما يقول تلميذه: "كأنه رجل آخر لا نعرفه ولا يعرفنا وكأن العلوم التي تبدر منه لم تكن له على بال" ص 42 جـ 2 الإبريز. أعرفت سر سكوت الصوفية أمامك؟ إنهم يخشون بطش الحق بهم أمام دراويشهم)!!
أما أن يا سماحة الشيخ، فسأظل إن شاء الله – ورعايته أستلهمها وعونه أستمده – أثيرها حرباً على الصوفية في تراثها الوثني، ومعتقداتها الفاسدة، وما نبتغي بها سوى الذياد عن الحق، ورضا الحق، ولن يروعنا في سبيل الله منكم وعيد. نعم سأظل – وعلى الله توكلت – أحارب باطل الصوفية بالحق من كتاب الله. فإنها محسوبة على الإسلام، بل يظن الكثير في أقطابها أنهم مشارق ربانية، وينابيع نورانية، ومثل عليا للروحانية، فحق على كل مسلم تمزيق هذه الأقنعة التي نسجتها تهاويل الأوهام، وأفانين الأساطير؛ لكيلا يحتج على دين الله بدين الصوفية؛ وليؤمن المسلمون أن الخير والهدى والسعادة في الاعتصام بكتاب الله وحده، والاقتداء بخاتم النبيين وحده، فهو أخلص الخلق توحيداً لربه، وأهداهم إيماناً به، وأزكاهم طاعة، وأشدهم تقاةً، وأرفهم بما نزله الله عليه، وهداه، وهدى المسلمين به.
مزاعم كاذبة
تزعم الصوفية "أن التصوف صفة الله (ص 158 طبقات الصوفية للسلمي)"! وأن "من صدق بهذا العلم، فهو من الخاصة، وكل من فهمه فهو من خاصة الخاصة، وكل من عبر عنه، وتكلم فيه؛ فهو النجم الذي لا يدرك، وأن علم التصوف لا يستغنى عنه أحد، وأن نسبته إلى العلوم نسبة الكلي لها، ونسبة الشرط الذي لا بد منه لتحصيلها، وأنه لا يوجد تحت أديم السماء أشرف من علم التصوف، وأن لن ينقطع، حتى ينقطع الدين (ص 7،8 كتاب إيقاظ الهمم شرح الحكم لابن عجيبة)" كأنما رسول الله، وأصحابه كانوا من جهلة العوام!
وكأنما العلم الحديث الذي فجر الذرة، وسخر قواها، وجعل من الحديد طيراً، كأنما هو غير مجد في تقدم البشرية! لأنه ليس تصوفاً!
بل هذا معناه : أن ما جاء به المتصوفة أفضل وأعظم مما جاء به خاتم النبيين! أليسوا يقولون: "إنه لا يوجد تحت أديم السماء أشرف من هذا العلم؟" والرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن صوفياً، ولا دعا بدعوة التصوف!
فهل في مقدور صوفي أن يثبت صدق تلك الزعوم الكواذب، والظنون الشواحب البواهت! كما ثبت بالحق الساطع أنها زيغ وزيف وبهتان؟!
مرحى بالمحاجة
وهنا ينازعني الإشفاق على شيبتك يا سماحة الشيخ، وعلى نفسك الذاوية من هجير الأسى، ولفح اللوعة المضنية، بيد أني أرى من الخير، أن أصل ما بيني وبينك بالإلحاف في رجاء صادق، هو أن تقرأ، وأن تقرأ! ولست بطامع في أن ترد على ما كتبت! ترى أيخلف الشيخ الكبير ظني(أعثرني الله على كبير منهم في منزل رجل كريم لا يعرف دين الصوفي الكبير الذي كان علي بينة من عدة لغات وعدة فلسفات، ويتزعم طائفة كبيرة لها فروعها المنتشرة في كل مكان، فما هي إلا لحظات قصار، حتى قهر الله بالحق آياته، مما اضطره إلى أن يحكم بأن عقيدة السلف هي خير عقيدة. وهذا ديدنهم. فرار جبان، وكذب جبان!!)؟
لوأصيخوا إلى قول الله: (40: 41-44 وياقوم: مالي أدعوكم إلى النجاة، وتدعونني إلى النار، تدعونني؛ لأكفر بالله، وأشرك به ما ليس لي به علم، وأنا أدعوكم إلى العزيز الغفار، لا جرم أنما تدعونني إليه، ليس له دعوة في الدنيا، ولا في الآخرة، وأن مردنا إلى الله، وأن المسرفين هم أصحاب النار، فستذكرون ما أقول لكم، وأفوض أمري إلى الله، إن الله بصير بالعباد) فهلا أفضتم إلى حمى الله، وعلى إشراق الهدى من كتابه وسنة رسوله، نسعى في الوجود دعاة إيمان وحق وتوحيد وإخاء وسلام؟!
دعوة من الحب إلى الضحايا
أما أنت أيتها الضحايا المسكينة التعسة، وأنت يا قرابين الشهوات من الطواغيت، فللهوى الباغي دماؤك المسفوحة، وللأوثان منك النسك الملحد.
أيها الحيارى في ظلمات الليل، وغيابة التيه، انظروا، وانظروا، مصوب عيونكم داع كريم حبيب، تتألق البشائر علي محياه، يدعوكم بالحب: أن هلموا قبل أن يطويكم التيه، وتجتاحكم عواصفه، فباب التوبة مفتوح على مصراعيه، وما على بابه إلا كل من يرحب بكم. ومن سموات الهدى والقدس تسمعون قول الرحمن (39: 53 يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم، لا تقنطوا من رحمة الله. إن الله يغفر الذنوب جميعاً، إنه هو الغفور الرحيم) (25: 70-71 إلا من تاب، وآمن، وعمل عملاً صالحاً، فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات، وكان الله غفوراً رحيماً، ومن تاب وعمل صالحاً، فإنه يتوب إلى الله متاباً) واحذروا، فإن الله يقول: (4: 48 إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فتعالوا إلى الله، فما يملك ابن عربي، أو البدوي أن يقبل لكم متاباً، أو يغفر لكم ذنباً، أو يبدل سيئاتكم حسنات! أو يعفو عن زلة واحدة!.
أيها التائهون في كهوف الظلمات! عودوا إلى الحق من هدي الله الحق، ثم انظروا حواليكم حين تنيبون إلى الله، وتعملون بهديه. ألا ترون الإسلام رفاف الألوية في عزة على قمة الوجود الإنساني كله، وعلى الذرى السامقات من كل مناحيه؟! إلا ترون هداه يناسم في رحمة شرقه وغربه؟ ألا ترون الحياة فياضة الصفاء والبشر والخير، تهم بالسلام الوديع الرفيق الآمن؟! ألا ترون القلوب ينابيع ثرة للإخاء والحب والإيثار؟ ألا ترون الكون كله محاريب إيمان، وحمى حق وعدل، ومغاني سلام كريم؟! لا تعجبوا إذا رأيتم ذلك كله فإنه وعد الله العلي الكبير القدير: (24: 55 وعد الله الذين آمنوا منكم، وعملوا الصالحات، ليستخلفنهم في الأرض، كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً، يعبدونني، لا يشركون بي شيئاً، ومن كفر بعد ذلك، فأولئك هم الفاسقون) كل هذا يحققه الله للمسلمين إذا هم أخلصوا لله وحده دينهم، ووعد الله لن يتخلف؛ لأنه الكريم القدير، وقد حقق الله سبحانه وعده لمحمد صلى الله عليه وسلم، ولأصحاب محمد، ولكل من سلك بالحق سبيل محمد، وسيحققه لكم إذا اتبعتم سبيله.
دعوة صادقة الحب أيها الحيارى: لا منجاة لكم من آلامكم وأحزانكم، ومن الخوف الذي يعصف بكم، والقلق الذي تضطرب به مشاعركم، لا منجاة لكم من تلك الهموم الساجية إلا إذا لذتم بحمى الله وحده (لاذ الصوفية بفاروق، وأفاضوا عليه عبداناً يشكرونه على أن منح شيخهم كسوة، وبين يدي فاروق، وقف شيخ الصوفية يخطب عابداً شاكراً، فقال عن الكسوة: "إنها يا مولاي رمز لما أعطاك الله من مواهب، وعنوان لفيض من فيوضاته سبحانه على قلب فاروق الطاهر تكشف عن مدى طهر وضعه الله فيك، فصفت روحك الطيبة. وإن هذا التكريم للصوفية إنما هو قبس من قلبك النقي ينير لنا الطريق، ويهدينا سواء السبيل، فبك نستضئ، ومن هديك نسترشد ، ومن روحك العالية نستمد الإلهام والهدى وإني إذ أتشرف بالوقوف بين يديك اليوم أقطع على نفسي عهداً وثيقاً أن أكون لجلالتك المخلص الوفي أمدك الله يا مولاي بروح من عنده، وألبسك حلة من مجده، وأيدك بجند من جنده، وأعانك بعونه وكفلك بعين رعايته" اقرأ الصحف الصادرة بتاريخ 25/3/1947م. فهل يذكر الصوفية؟! "بك نستضئ" تقديم الجار والمجرور يفيد قصر استضاءتهم على فاروق؟ فهل يذكرون؟ "من هديك نسترشد" هكذا؟ بتقديم الجار والمجرور؟ هذا معناه أن الصوفية لم تكن تهتدي بشئ إلا بهدي فاروق!!)، تؤمنون به، وتتدبرون آياته، وتهتدون بهديه، وتقتدون برسوله وحده (8: 24 يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله، وللرسول، إذا دعاكم لما يحييكم، واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه، وأنه إليه تحشرون).
خاتمــــــة
وإني – وقد ناضلت الصوفية بهدي الله – أعرف أن هذا النضال يثير علي بغي أحقادهم، ويقف بي على شفا خطر يدهم بغتة منهم بجورهن غير أني أومن بهذه الحكمة الرائعة المؤمنة: "لأن يكون الناس جميعاً عدواً لي في الدنيا، خير من أن يكون الله وحده خصمي يوم القيامة" وأجعل من هذه الآية الكريمة مناراً لي (12: 110 حتى إذا استيأس الرسل، وظنوا أنه قد كذبوا، جاءهم نصرنا، فنجي من نشاء، ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين) هذا وعد الله لرسله، ووعده لأتباع رسله. فليتدبر الصوفية! وليشكوا إلى النيابة ما شاءوا، فلن ترى النيابة فيمن يدلها على الجناة جانياً، ولا في رد العدوان عن كل مقدسات الدين والفضيلة، وقيم الفكر جريمة! والصوفية بغي وفتنة مجنونة الأحقاد، غير أنها تحتال عذراء طاهرة ألم بها ظن مرتاب، وملائكية تسلسل الوحي في فجر المحراب!
ولن أضع القلم – وحسبي الله – إلا إذا أصميت الصوفية، وأدميت، أو إلا إذا تهدمت أنا، أو قضيت! فلن تخشى صولة الحق، سورة الباطل، ولكن كل هذا لن يمس قلوبنا بحقد، ولا نفوسنا بضغينة، بل إن ليرفع بأيدينا – ومن خلفها قلوبنا تحثها – في ضراعة خاشعة إلى الله أن يهب لنا، وللصوفية الإيمان الحق، وأن يهديهم سبحانه سبيل الإسلام.
(3: 8 ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا، وهب لنا من لدنك رحمة؛ إنك أنت الوهاب).
عبدالرحمن الوكيل
وكيل جماعة أنصار السنة المحمدية