السبت، 15 أغسطس 2015

الرد على الصوفية = وكذلك حكى السري السقطي: أن واحدا منهم دخل عليه فلما رأى عنده محبرة وقلما خرج، ولم يقعد عنده، ولهذا قال سهل بن عبد الله التستري: يا معشر الصوفية، لا تفارقوا السواد على البياض، فما فارق أحد السواد على البياض إلا تزندق وقال الجنيد: علمنا هذا مبني على الكتاب والسنة، فمن لم يقرأ القرآن ويكتب الحديث لا يقتدى به في هذا الشأن .

وكثير من هؤلاء ينفر ممن يذكر الشرع، أو القرآن أو يكون معه كتاب أو يكتب، وذلك لأنهم استشعروا أن هذا الجنس فيه ما يخالف طريقهم، فصارت شياطينهم تهربهم من هذا، كما يهرب اليهودي والنصراني ابنه أن يسمع كلام المسلمين حتى لا يتغير اعتقاده في دينه، وكما كان قوم نوح يجعلون أصابعهم في آذانهم، ويستغشون ثيابهم لئلا يسمعوا كلامه ولا يروه، وقال الله تعالى عن المشركين: { وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون } [فصلت: 26]، وقال تعالى: { فما لهم عن التذكرة معرضين كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة. } [المدثر: 49-51] وهم من أرغب الناس في السماع البدعي، سماع المعازف. ومن أزهدهم في السماع الشرعي سماع آيات الله تعالى ".

فهذا حال الصوفية الأوائل الذي يعرفه شيخ الإسلام وغيره فلماذا يكتمه القاري ويجتزئ بكلام الجنيد الذي لا يستفيد منه صوفية عصره فضلا عمن بعدهم ولماذا يجعل القاري من ابن تيمية مدافعا عن الصوفية وهو يذمهم أشد الذم؟ !! 15- قال القاري: "وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني: "القدر ظلمة فادخل في الظلمة بالمصباح، وهو الحكم: كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا تخرج عنهما" (مجموع الفتاوى 10/519) ".- أقول: سبق كلام الذهبي في كتاب الغنية للشيخ عبد القادر، وليت الشيخ عبد القادر حذر من الدخول في ظلمات التصوف، ومن يقرأ له في كتاب الغنية يندهش من حاله فهو في باب الأسماء والصفات وفي القدر مع أهل السنة فإذا دخل في ظلمات التصوف وجده رجلا ! آخر ولأضرب لك بعض الأمثلة ممآ في كتابه الغنية:قال: "فصل في ذكر صلاة يوم الثلاثاء: عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك -رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من صلى يوم الثلاثاء عشر ركعات عند انتصاف النهار وفي حديث آخر عند ارتفاع النهار يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة وقل هو الله أحد ثلاث مرات لم تكتب عليه خطيئة إلى سبعين يوما فإن مات إلى سبعين يوما مات شهيدا وغفر له ذنوب سبعين سنة ".وقال: "عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من صلى يوم الأحد أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآمن الرسول مرة كتب الله له بعدد كل نصراني ونصرانية حسنات، وأعطاه ثواب نبي وكتب له حجة وعمرة وكتب له بكل ركعة ألف صلاة ثم أعطاه الله تعالى في الجنة بكل حرف مدينة من مسك أذفر "الغنية (2/140). أخرج ابن الجوزي في الموضوعات في فضل صلاة يوم الأحد حديثا قريبا من هذا الحديث وقال هذا موضوع وفيه جماعة مجاهيل " . وأقول: إن هذا الحديث من أشد الكذب على رسول الله صلى الله عليه سلم كيف يعطي ثواب نبي والمرأ لو أنفق عمره في العمل ما لحق ثواب صحابي ولو أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه وكيف يعطي بكل حرف مدينة من مسك أذفر الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأن القاري يعطى بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها. 
2-     وقال: "فصل في فضل صلاة ليلة الثلاثاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم من صلى ليلة الثلاثاء اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وإذا جاء نصر الله خمس مرات بنى الله له في الجنة بيتا عرضه وطوله وسع الدنيا سبع مرات. 3-     وقال فصل في ذكر صلاة ليلة الأربعاء، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من صلى ليلة الأربعاء ركعتين يقرأ في أول ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الفلق عشر مرات وفي الركعة الثانية فاتحة الكتاب مرة وقل أعوذ برب الناس عشر مرات ينزل من كل سماء سبعون ألف ملك يكتبون له الثواب إلى يوم القيامة "الغنية (2/143). هكذا بدون أسانيد وهذه مجازفات عظيمة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد أكثر من ذكر الفضائل من هذا النوع بدون زمام ولا خطام. ويقول خلال حديثه عن الصوفي والمتصوف: "فالمتصوف المبتديء والصوفي المنتهي ...، المتصوف متحمل والصوفي محمول حمل المتصوف كل ثقيل وخفيف فحمل حتى ذابت نفسه وزال هواه وتلاشت إرادته وأمانته فصار صافيا فسمي صوفيا فحمل فصار محمول القدرة كرة المشيئة مربى القدس منبع العلوم والحكم بيت الأمن والفوز كهف الأولياء والأبدال وموئلهم ومرجعهم ومتنفسهم ومستراحهم ومسرتهم، اذ هو عين القلادة درة التاج منظر الرب                                                                                ثم يصف المريد بصفات لا يطيقها البشر من المكابدة ثم يقول: "ثم يجاهد نفسه وهواه بأمر الله عز وجل حتى يفارق أخراه وما أعد عز وجل لأوليائه فيها من جنة لرغبته في مولاه فيخرج من الأكوان فيصفى من الأحداث ويتجوهر لرب الأنام فتنقطع منه العلائق والأسباب والأهل والأولاد فتنسد عنه الجهات وتنفتح في وجهه جهة الجهات وباب الأبواب وهو الرضى بقضاء رب الأنام ورب الأرباب ويفعل فيه فعل العالم بما كان وما هو آت والخبير بالسرائر والخفيات وما تتحرك به الجوارح وما تضمره القلوب والنيات ثم يفتح تجاه هذا الباب باب يسمى باب القربة إلى المليك الديان، ثم يرفع منه إلى مجالس الأنس ثم يجلس على كرسي التوحيد، ثم يرفع عنه الحجب ويدخل دار الفردانية ويكشف عنه الجلال والعظمة، فإذا وقع بصره على الجلال والعظمة بقي بلا هو فانيا عن نفسه وصفاته عن حوله وقوته وحركته وإرادته ومناه ودنياه وأخراه فيصير كإناء بلور "الغنية (2/160). 
من أين أخذ عبد القادر صفات الصوفي والمتصوف؟ هل أخذها من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؟ ألم ينه رسول الله عن التبتل والرهبانية؟ ألم ينه عن التشدد وأمر بالاعتدال في العبادة في الصلاة والصوم والنوم والقيام وقراءة القرآن. 
من أين لعبد القادر من أن الصوفي مربى القدس منبع العلوم والحكم بيت الأمن والفوز، كهف الأولياء والأبدال وموئلهم ومرجعهم درة التاج منظر الرب. 
هل قال رسول الله هذا عن نفسه أو عن أحد من أصحابه مثل هذا؟ . 
أما قال الله لرسوله: (قل لا أملك لكم ضرا ولا رشدا)؟ أما قال لإمام الأنبياء وخاتم الرسل: (قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا) .
وهل يجوز الزهد في الآخرة وهل زهد الأنبياء والصحابة والصديقون فيها؟ . 
من أين لعبد القادر أن الله اطلع الصوفية على ما أضمرت قلوب العباد وانطوت عليه النيات وجعلهم جواسيس القلوب والأمناء على السرائر والخفيات إلى آخر هذه الدعاوى الباطلة؟ . فعلم الغيب وبما في قلوب العباد وسرائرهم وخفياتهم أمر مختص بالله لا يشركه فيها ملك مقرب ولا نبي مرسل ، والله يقول :( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله) فإذا كان هذا أثر التصوف في الشيخ عبد القادر المنتمي إلى مذهب الإمام أحمد إمام السنة فكيف بحال غيره؟ .  16- قال القاري: "وقال أبو يزيد البسطامي:" لو نظرتم إلى رجل أعطي الكرامات حتى يرتقي في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وأداء الشريعة "(الرسالة القشيرية 1/103)".- أقول:
. كل الطوائف بما فيهم الروافض يدعون أنهم على حق وأنهم متمسكون بالكتاب والسنة، ولكن الواقع هو الذي يبين من هو على الحق ومن هو صاحب الدعاوى 
. والصوفية لهم دعاوى كثيرة وعريضة، ولكن واقعهم يبين زيف دعاواهم 
ولأبي يزيد عبارات ومخالفات خطيرة جعلت أهل بلده يخرجونه منها. 
و من عباراته ما نقله أبو عبد الرحمن السلمي بإسناده إلي أبي يزيد انة سئل: بأي شيء وجدت هذه المعرفة؟ فقال: ببطن جائع وبدن عار                                                                                        فهل جاء الأنبياء بهذا وهل جاء به الكتاب والسنة؟ وهل كان الصحابة تأتيهم المعرفة عن طريق جوع البطون وعري الأبدان؟ أليس هدا انحراف عن منهج الإسلام؟ . 
أين هو من الصحابة والسلف، أين هو من عمر بن الخطاب الذى فتح الدنيا وملأها عدلا  يقول: "ليت أن الأمر بعد رسول الله كان كفافا لا لنا ولا علينا ". ولأبي يزيد كلام كثير مستغرب، راجع طبقات الأولياء للسلمي (ص67-74) 
قال الذهبي: وقد نقلوا عن أبي يزيد أشياء الشأن في صحتها عنه منها: سبحاني وما في الجبة إلا الله، ما النار لاستندن إليها غدا، وأقول اجعلني لأهلها فداء أو لأبلغنها (1) ، ما الجنة؟ لعبة صبيان، هب لي هؤلاء اليهود ما هؤلاء حتى تعذبهم؟ ومن الناس من يصحح هذا عنه ويقول: قال هذا في حال سكره 
قال أبو عبد الرحمن السلمي: أنكر عليه أهل بسطام ونقلوا إلى الحسين بن عيسى البسطامي أنه يقول: لي معراج كما كان للنبي معراج فأخرجه من بسطام فحج ورجع إلى جرجان فلما مات الحسين رجع إلى بسطام، قال الذهبي: قلت كان الحسين من أئمة الحديث 
    وأبو يزيد من أهل (الفرق) ( 2) فمسلم حاله له ( 3) والله يتولى السرائر ونتبرأ إلى الله من كل من تعمد مخالفة الكتاب والسنة مات أبو يزيد سنة إحدى وستين ومائتين "الميزان (2 / 346-347)
 1- تحدث عن فضائل الصلوات أيام الأسبوع، اعتمد في هذه الفضائل على أحاديث أغلبها موضوعات. 
 (1) هكذا وفي السير "لأبلعنها" بالعين المهملة. 
 (2) قال في الهامش: "ليس في خ". 
 (3) علق المحقق في الهامش بقوله: أخطأ الذهبي في قوله: "يسلم له حاله" ما يسلم حاله إلا إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، أقول: الصواب مع هذا المحقق إذ ليس لنا إلا الظاهر والله يتولى السرائر .

وذكر الشيخ عبد القادر فضائل صلاة الليالي وفيها من الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تقشعر منه جلود من يعرف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويبغض الكذب على الناس فضلا عن الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والكذب على رسول الله يستوجب صاحبه النار، قال صلى الله عليه وسلم: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" وقال: من روى عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين                                                                                         1-     قال: "وروى سعيد عن أبي هريرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من صلى يوم السبت أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة وقل يا أيها الكافرون ثلاث مرات، فإذا فرغ من صلاته وسلم قرأ آية الكرسي كتب الله بكل حرف حجة وعمرة ورفع له بكل حرف أجر سنة صيام نهارها وقيام ليلها وأعطاه بكل حرف ثواب شهيد وكان تحت عرشه مع النبيين والشهداء "الغنية (2/142).

ومن أين له أن الصوفي يترقى إلى هذه المراتب فيفتح له باب القربة إلى الملك الديان ثم يرفع منه إلى مجالس الأنس ثم يجلس على كرسي التوحيد ثم ترفع عنه الحجب فيدخل دار الفردانية ويكشف عنه الجلال والعظمة فإذا وقع بصره على الجلال والعظمة بقي بلا هو، فهل الصوفي يرى الله في هذه الدنيا فيعطى منزلة أفضل من منزلة محمد وموسى عليهم الصلاة والسلام؟ وما معنى بقي "بلا هو" فانيا عن نفسه وصفاته أليس هذا فتحا للقول بوحدة الوجود؟ .                                                                                          ثم يقول الشيخ عبد القادر بعد ذكر عناية الله بالصوفية: "فالله تعالى تولى إخراجهم من الظلمات إلى النور، وهو عز وجل أطلعهم على ما أضمرت قلوب العباد، وانطوت عليه النيات، إذ جعلهم ربي جواسيس القلوب والأمناء على السرائر والخفيات، وحرسهم من الأعداء في الخلوات والجلوات، لا شيطان مضل ولا هوى متبع يميل بهم إلى الزلات، قال الله عز وجل: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان) ولا نفس أمارة بالسوء، ولا شهوة غالبة متبعة تدعوه إلى اللذات المردية في الدركات المخرجة من أهل السنة والجماعات "الغنية (2 / 161).

ثم ما هي هذه المعرفة وكيف يرضى هذا المدح ويعتد بهذه المعرفة الصوفية التي استمدها من الجوع والعري، لا من كتاب الله وسنة رسوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق