السبت، 15 أغسطس 2015

الرد على صوفية = الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.أما بعد:   . فان من أعظم ما نكب به المسلمون البدع والضلالات ألتي انتشرت فيهم من قرون فلم يسلم منها إلا من حفظه الله وسلمه ممن اعتصم بكتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه سلم وما كان عليه السلف الصالح ومن تبعهم بإحسانومن شر أنواع البدع والضلال ألتي استفحل شرها وامتد ضررها وجثمت على صدر الأمة وعلى عقول كثرة ساحقة منها بدع الصوفية والتصوف وما حوته من خرافات وانتشرت بسببها عبادة القبور والغلو في الأولياء والاستغاثة والاستنجاد بهم واعتقاد أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون وضلالات كبرى لا تحصى فكان لهذه الطوام الصوفية الآثار المدمرة في حياة الأمة مما جعل الكثير منها غثاء كغثاء السيل سهل لأمم الكفر التداعي عليها كما تداعى الأكلة على قصعتها.ومع كل هذا التدمير الذي جلبه على الأمة الصوفية والتصوف بالإضافة إلى الرفض وغيره من البدع تجد من يدافع عن التصوف والصوفية والرفض والروافض وسائر البدع وأهلها.وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.                                                       بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله صحبه ومن أتبع هداه آمآ بعد: فقد اطلعت على مقال نشر في ملحق جريدة المدينة المسمى ب "الرسالة" للدكتور / عبد العزيز قاري، بتاريخ الجمعة 20 ربيع الأول عام 1426 ه، الموافق 29 إبريل 2005 م، تحت عنوان: د / عبد العزيز قاري الصوفية مذهب من مذاهب أهل السنة والجماعة والتصوف الصحيح عين التوحيد قال المحرر ياسر عامر: "اعتبر إمام مسجد قباء السابق بالمدينة المنورة وأستاذ علم الحديث الشيخ عبد العزيز قاري أن الصوفية مذهب من مذاهب أهل السنة والجماعة، ودعا عقلاء الصوفية والجيل الجديد منهم إلى نهج التصحيح لا التبرير". - أقول: 1- أنا كنت أحد أعضاء هيئة التدريس في الجامعة الإسلامية المدرسين في كلية الحديث ورئيس قسم السنة سابقا في هذه الجامعة وما علمت أن الدكتور عبد العزيز قاري كان أستاذ علم الحديث وما أظنه يدعي هذا ولعل هذا خطأ من المحرر. 2- إن مذهب أهل السنة والجماعة مذهب واحد فقط لا مذاهب، فأهل السنة والجماعة يقال لهم: أهل السنة والجماعة، ويقال: لهم أهل الحديث، ويقال لهم: السلفيون أو أتباع مذهب السلف، ولا يدخل فيهم الصوفية لا سابقا ولا لاحقا وقد حمل أئمة الإسلام حديث الطائفة المنصورة وحديث الفرقة الناجية على أهل الحديث وعلمائهم لا على الصوفية ولا على غيرها، ولا سيما بعد تشعب الصوفية إلى فرق كثيرة جدا كلها قائمة على عقائد ضالة ومناهج خرافية تصادم الكتاب والسنة وما عليه أهل السنة والجماعة. ومن عقائدها: الحلول، ووحدة الوجود، وتقديس الأولياء، واعتقاد أنهم يعلمون الغيب ويتصرفون في الكون، وأن فيهم أقطابا وأوتادا، ويدعون هؤلاء ويستغيثون بهم في الشدائد من دون الله، وأفضلهم من يقرر هذه الأفعال الخطيرة ولا ينكرها، والخصومة بينهم وبين أهل السنة قديمة ومستمرة إلى يومنا هذا فكيف يقال: إنهم من أهل السنة والجماعة؟! 3- قوله: "ودعا عقلاء الصوفية إلى التصحيح لا التبرير". أقول: . أ - هذا كلام مجمل لا يستفيد منه أحد لا صوفية ولا غيرهم، فمن النصيحة لهم آن يبين لهم القاري الجوانب ألتي تحتاج للالى التصحيح بيانا واضحا ب - إن دعوتهم إلى التصحيح تدل أنهم شيء آخر غير أهل السنة. ج - إن هذه الطريق غير طريق الأنبياء والمصلحين فإنهم ما كانوا يدعون الكافرين والمنحرفين إلى أن يصححوا ما عندهم من الضلال بأنفسهم وإنما يأتي التصحيح من الله ويبلغ ذلك الأنبياء ثم وراثهم. د - قد صحح علماء أهل السنة والجماعة كل ما فسد من دين الصوفية عقيدة وعبادة ومنهجا، لأنهم يدركون أنهم لا رغبة لهم في التصحيح ولا قدرة لغلبة الجهل عليهم ولبعدهم وبعد عقائدهم ومناهجهم عن الكتاب والسنة ومذهب أهل السنة والجماعة، فلم يقبلوا هذا التصحيح بل حاربوا أهل السنة الذين صححوا ونصحوا لهم، فهل بعد كل هذا سيسارعون إلى التصحيح الذي دعاهم إليه القاري؟!. وأنا أطلب من القاري - إن كان يعتقد فيهم أنهم سيسرعون إلى تنفيذ نصيحته - آن يساعدهم بمآ يعينهم ويشجعهم على التصحيح الذى يرضي الله ويدخلهم في عداد أهل السنة والجماعة ونرجوا آن يتحقق ما يصبو إليه القاري بل يصبو إليه أهل السنة والجماعة، ونرجو مرة أخرى أن يدخل القاري في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم".  4- قال المحرر: "وقال فضيلته في كلمته التي ألقاها في منتدى بجدة وحضرتها (الرسالة): إن أكثر من كتب في التصوف ارتكز على روايات المتأخرين من أحوال الزهاد والعباد، كإبراهيم بن أدهم، والفضيل بن عياض، ولم يرتكز على روايات القرون الأولى المفضلة اكد فضيلته على ضرورة ربط التصوف بالرعيل الأول من السلف، والسلف في نظر الشيخ القاري هم الصحابة ". - أقول: . إن إبراهيم بن أدهم والفضيل بن عياض يعدان من أهل القرون المفضلة فكلاهما من طبقة متوسطي أتباع التابعين، وهما ليسا من الصوفية، وانما هما من أهل الدين والورع والزهد المشروع ويفيد كلام القاري آن أكثر مؤلفات الصوفية ارتكزت على روايات أناس جاءوا بعد القرون المفضلة، وإن الواقع ليؤكد ذلك، وهذا يدل على انفصام منهج الصوفية وعقيدتهم عن عقيدة ومنهج السلف الصالح: القرون المفضلة التي شهد لها رسول الله بأنها خير القرون "ثم يأتي بعدها قوم يشهدون ولا يستشهدون وينذرون ولا يوفون ويكثر فيهم السمن آمآ أهل السنة والجماعة أهل الحديث فهم امتداد للقرون المفضلة عقيدة ومنهجا "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي وعد الله تبارك وتعالى ". وبداية الصوفية وإن كان في عهد الحسن البصري وابن سيرين -رحمهما الله- اللذين أنكراها عليهم. بداية كتابات الصوفية -فيما أعلم - هي كتابات الحارث بن أسد المحاسبي أحد تلاميذ يزيد بن هارون الذي يعد في أتباع التابعين آخر القرون المفضلة، وكان الحارث من المعاصرين للإمام أحمد وإخوانه من أئمة الحديث والسنة. ألف الحارث كتبا للصوفية فأنكرها أهل السنة ومنهم الإمام الحافظ أبو زرعة، قال الحافظ الذهبي: (قال الحافظ سعيد بن عمرو البردعي: شهدت أبا زرعة وقد سئل عن الحارث المحاسبي وكتبه فقال للسائل: إياك وهذه الكتب هذه كتب بدع وضلالات عليك بالأثر فإنك تجهد فيه ما يغنيك قيل له في هذه الكتب عبرة فقال من لم يكن له في كتاب الله عبرة فليس له في هذه الكتب عبرة بلغكم أن سفيان ومالكا والأوزاعي صنفوا هذه الكتب في الخطرات والوساوس ما أسرع الناس إلى البدع مات الحارث سنة ثلاث وأربعين ومائتين وأين مثل الحارث فكيف لو رأى أبو زرعة تصانيف المتأخرين ك (القوت) لأبي طالب وأين مثل القوت كيف لو رأى بهجة الأسرار لابن جهضم، وحقائق التفسير للسلمي لطار لبه كيف لو رأى تصانيف أبي حامد الطوسي في ذلك على كثرة ما في الإحياء من الموضوعات كيف لو رأى الغنية للشيخ عبد القادر كيف لو رأى فصوص الحكم والفتوحات المكية بلى لما كان الحارث لسان القوم في ذاك العصر كان معاصره ألف إمام في الحديث فيهم مثل أحمد بن حنبل وابن راهويه ولما صار أئمة الحديث مثل ابن الدخميسي وابن شحانة كان قطب العارفين كصاحب الفصوص وابن سفيان(1)نسأل الله العفو والمسامحة آمين) ميزان الاعتدال في نقد الرجال (2/166). وقال ابن الجوزي وبالإسناد إلى أبي يعقوب إسحاق بن حية قال: "قال: سمعت أحمد بن حنبل وقد سئل عن الوساوس والخطرات فقال: ما تكلم فيها الصحابة ولا التابعون، وقد روينا في أول كتابنا هذا عن ذي النون نحو هذا. وروينا عن أحمد بن حنبل أنه سمع كلام الحارث المحاسبي، فقال لصاحب له لا أرى لك أن تجالسهم، وقال ابن الجوزي: وقد ذكر الخلال في كتاب السنة عن أحمد بن حنبل أنه قال: حذروا من الحارث أشد التحذير، الحارث أصل البلية يعني في حوادث كلام جهم، ذاك جالسه فلان وفلان وأخرجهم إلى رأي جهم ما زال مأوى أصحاب الكلام حارث بمنزلة الأسد المرابط ينظر أي يوم يثب على الناس، تلبيس إبليس (ص 151). ثم نقل ما ذكره الذهبي عن أبي زرعة قوله عن كتب الحارث إنها كتب بدع وضلالات .. إلخ "، تلبس إبليس (ص / 150). فهذا هو موقف أئمة الإسلام الناصحين من التصوف وأهله إدانة لمؤلفاتهم وتحذير من ضلالاتهم وشطحاتهم. وأما إلحاح القاري على ربط الصوفية بالسلف الصالح ولا سيما الصحابة؛ فهذا الربط يجب أن يكون شاملا لكل الفرق المنتمية إلى الإسلام بما فيها الأحزاب السياسية التي تتهاون في أمر الصوفية والروافض وغيرهم، ويجب على كل عالم ناصح وغيور أن يسعى جادا في إرجاع المنحرفين عن صراط الله المستقيم والمتبعين لغير سبيل المؤمنين إلى الكتاب والسنة وما كان . عليه السلف الصالح 5- قال المحرر: (وطالب الشيخ القاري في محاضرته التي كانت بعنوان: "التصوف الصحيح هو عين التوحيد"، بأنه ينبغي عند النظر في شئون التصوف والمتصوفة التطرق إلى جانبين: الإنصاف من جهتنا، والتصحيح من جهتهم واعتبر آن الإنصاف هو من منهج أهل السنة والجماعة، قائلا: لا بد من إنصاف مذهب التصوف بين صحيحه وسقيمه، فالتصوف في جذوره كان صحيحا، وهذا من كلام أهل السنة والجماعة، كشيخ الإسلام الإمام ابن تيمية، وهو مدرسة كبرى في حياة المسلمين لا يمكن إلغاؤها بجرة قلم وفي الجهة المقابلة طالب الشيخ القاري بضرورة الإصلاح، وذلك بتنقية ممارسات المتصوفة الحاصلة اليوم قائلا: "ممارسات أكثر المسلمين في العالم الإسلامي اليوم من التصوف تجدهم يمارسون ممارسات لا تمت إلى الصوفية الأولى -الرعيل الأول- فالتصوف في أصله التعلق الكامل بالخالق وقطع العلائق" وأضاف أن أخطر ما شوه التصوف هو دخول الفلسفة عليه). - أقول: 1- من سبقك من أئمة السنة إلى القول: بأن التصوف هو عين التوحيد، وحتى لو قالها أحد لرده واقع التصوف وعقائده ومناهجه، ولرده جهود أئمة الإسلام وأقوالهم في إدانته بالانحراف منذ ذر قرنه، ولو كان هو عين التوحيد، فكيف يحاربه أئمة الإسلام ؟! 2- مطالبتك من ينظر في شئون التصوف بالإنصاف، فهل ترى أيها الرجل أنك أتقى وأورع من أئمة الإسلام والسنة وعلى رأسهم الإمام أحمد، وأبو زرعة، والشافعي، وابن الجوزي، وابن تيمية، والذهبي ، وابن القيم، وابن عبد الهادي وابن عبد الوهاب، والشوكاني، والصنعاني، وأئمة الدعوة السلفية، وغيرهم وأنهم قد ظلموا الصوفية وعلى رأسهم الحلاج، وابن عربي، وابن سبعين، والشعراني، والنبهاني، ودحلان، وطوائفهم كالرفاعية وكالتيجانية، والمرغنية، والنقشبندية، والسهروردية، والجشتية ؟! فقولك: الإنصاف من جهتنا، أظن أن أهل السنة لا يوافقونك على هذا الاعتراف الضمني بأنهم قد ظلموا الصوفية، بل يجب أن يقال: إن الصوفية قد ظلموا الإسلام والمسلمين بنشر تصوفهم الذي من ثماره وآثاره ما يراه الناس من آلاف المشاهد في بلدان المسلمين وحتى في المساجد تدعى من دون الله ويستغاث بهم في الشدائد وتشد إليها الرحال، ويقام لها الاحتفالات والموالد، ويقدم لها النذور والذبائح والأموال الطائلة التي لا تسخى نفوس كثير من مقدميها أن يقدموها لله وفي سبيله. أترى أن أهل السنة لم ينصفوهم وهذا حالهم؟ بل لا يعرف الناس عنهم إلا أنهم يضعون السدود والحواجز بين الناس وبين الحق والنور الذي يقدمه لهم علماء السنة الناصحون من كتاب الله ومن سنة رسول الله ومن هدي السلف الصالح. لماذا تريد أن يتعب أهل السنة في التفريق بين صحيح التصوف وسقيمه ؟! فهل آلزم الله تعالى الرسول صوأصحابه أن يذهبوا إلى التوراة والإنجيل وقد بدلت نصوصهما مع أن جذورهما صحيحة بل وحي من الله فهل ألزمهم بأن يقوموا بالتمييز بين الحق والباطل ؟! أو أن الله تبارك وتعالى بين ما عندهم من الضلال وكفى المؤمنين هذا التمييز.لقد جرى أهل السنة في نقد الفرق ومنها الصوفية على طريقة الكتاب والسنة في بيان الباطل ليحذره الناس، ولم يقولوا إن ما عندكم من حق فهو باطل حتى يقال إنهم قد ظلموهم. ولهم الحق أن يحذروا من التصوف والرفض والتجهم والاعتزال وسائر أنواع الضلال وإن كان يوجد عندهم شيء من الحق، لكن هذا الحق قد غمس بالباطل، ومعظم الناس لا يستطيع التمييز بين الحق والباطل، فمن الإنصاف للمسلمين ومن الحكمة والنصح أن يحذر من التصوف والصوفية والرفض والروافض، لأن سلامة الناس ونجاتهم لا تتحقق إلا بهذا الأسلوب. أرأيت كيف حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من البدع وسماها شر الأمور؟! أرأيت كيف ذم رسول الله ص الخوارج ووصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة، وقال: "اقتلوهم حيث وجدتموهم فإن لمن قتلهم أجرا عند الله"، مع أن عندهم من العبادة ما يجعل الصحابة -رضوان الله عليهم- يحقرون قراءتهم عند قراءتهم وصلاتهم عند صلاتهم، فهل كلف رسول الله الصحابة أن يذهبوا ليميزوا بين حق الخوارج وباطله حنى يكونوا منصفين؟!.إن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة وأئمة الإسلام أتقى الناس لله وأخشاهم له وأشدهم ورعا وإنصافا ونصحا، ومن إنصافهم للناس ونصحهم لهم أن حذروهم من بدع الخوارج والروافض والتصوف وسائر البدع وأهلها. وقولك: (الإنصاف هو منهج أهل السنة والجماعة). أقول: هذا حق ، وقد ميزهم الله بذلك، ومنهجهم في نقد الصوفية هو الحق والمنهج الذي ترى أنه هو الإنصاف، لا أصل له في شريعة الإسلام، ولو كان من الإسلام لسبقونا إليه. وما نسبته إلى أهل السنة ومنهم ابن تيمية من أن التصوف في جذوره كانت صحيحة؛ أرى أنه لا أساس له، وما رأينا منهم إلا النقد لجذوره وفروعه، وقد سبق تحذير أبي زرعة وكلام الذهبي المتضمن لمغايرة أهل السنة للصوفية ومنابذتهم لهم من عهد أحمد ومن معه والمحاسبي ومن معه، فإن قلت: أنا أقصد المعاصرين، فنقول: بين اختلاف المنهجين والظلم الذي ترتب على مخالفة المعاصرين من أهل السنة لمنهج أسلافهم، وإلا فليعلم الناس أنك تتكلم بغير علم وبغير حجج. وقوله: (وهو مدرسة كبرى في حياة المسلمين لا يمكن إلغاؤها بجرة قلم) ؟ لا أدري أهذا وصف لشيخ الإسلام أم للتصوف . واذا كان وصفا للتصوف فمن قال من أهل السنة إنه يمكن إلغاؤه بجرة قلم، وكيف يقولون هذا وهم يعلمون ويدركون جهود أئمة الإسلام من فجر تاريخ التصوف إلى اليوم لم تلغه، بل لعناد أساطين الصوفية ما يزداد على مر الأيام والقرون إلا انتشارا وتضخما والعياذ بالله، والله يقول لرسوله: (إن عليك إلا البلاغ) (الشورى: من الآية 48)، ويقول تعالى لرسوله: (فذكر إنما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر) (الغاشية: 21-22)، ويقول :( ليس عليك هداهم) (البقرة: من الآية 272)، ومع ذلك فرسول الله مكلف بالتبليغ والجهاد. وأهل السنة ما عليهم إلا الدعوة والبلاغ والصبر على الأذى، ولا يجوزلهم السكوت عن باطل الصوفية ولا عن باطل غيرهم لأن الله تعالى يقول: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) (البقرة: 159). وقوله: (وممارسات أكثر المسلمين في العالم الإسلامي اليوم من التصوف تجدهم يمارسون ممارسات لا تمت إلى الصوفية الأولى -الرعيل الأول- فالتصوف في أصله التعلق الكامل بالخالق وقطع العلائق). - أقول: في هذا الكلام حذر شديد من جرح مشاعر الصوفية وإيهام في الكلام لا يظهر منه فداحة ما عند الصوفية من البعد السحيق عما كان عليه السلف من تحقيق التوحيد بأنواعه الثلاثة: توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات، والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم في كل جوانب الإسلام ومحاربة مظاهر الشرك ووسائله كلها. وفي هذا الكلام إيهام الناس أن الرعيل الأول وهم الصحابة الكرام كانوا صوفية أعاذهم الله وأعاذ أتباعهم بحق من التصوف، وهذا باطل قطعا، وأنكر ابن الجوزي على أبي نعيم عده بعض الصحابة من الصوفية حيث قال: وجاء أبو نعيم الأصبهاني فصنف لهم كتاب الحلية وذكر في حدود التصوف أشياء منكرة قبيحة ولم يستح أن يذكر في الصوفية أبا بكر وعمر وعثمان وعليا وسادات الصحابة رضي الله عنهم فذكر عنهم فيه العجب وذكر منهم شريحا القاضي والحسن البصري وسفيان الثوري وأحمد بن حنبل، وكذلك ذكر السلمي في طبقات الصوفية الفضيل وابراهيم بن أدهم ومعروفا الكرخي وجعلهم من الصوفية بأن أشار إلى أنهم من الزهاد فالتصوف مذهب معروف يزيد على الزهد ويدل على الفرق بينهما أن الزهد لم يذمه أحد وقد ذموا التصوف على ما ذكره سيأتي). [تلبيس إبليس: ص / 148]. ولقد حارب أئمة الإسلام التصوف وأهله وكتبه من أول ظهوره كما أسلفنا ذلك في هذا المقال. وقال الشافعي: إذا دخل الرجل في التصوف أول النهار لا يأتي الليل إلا وقد ذهب عقله، أو كما قال. وفيه: إيهام أن صوفية اليوم فقط هي التي خالفت الرعيل الأول، ويفيدنا هذا الكلام براءة صوفية ما قبل اليوم من هذه المخالفة. وهذا فيه ما ينافي العهد الذي أخذه الله على أهل العلم وهو البيان، قال تعالى: (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه) (آل عمران: من الآية 187)، والرسول يقول: " الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة، قال الصحابة: لمن، قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهموممن انبرى للدفاع عن الصوفية والتصوف فادعى أن التصوف الصحيح عين التوحيد وأن الصوفية من أهل السنة والجماعة الدكتور عبد العزيز قاريء المدرس سابقا مع الأسف في قلعة التوحيد والسنة الجامعة الإسلامية، وارتكب من المغالطات بهذا الصدد مالا يجوز السكوت عليه بل يجب كشف هذه المغالطات وبيان حقيقة الصوفية والتصوف، وتابع القاري في مغالطاته بعض الصوفية فلم يحرك ساكنا تجاه أباطيلهم بل ذهب يؤكد باطلة وباطلهم                                                                                                                         فقمت تجاه هذا الباطل بجهد المقل نصرة لدين الله الحق وذبا عنه في عدد من المقالات وبينت آن التصوف الصحيح إنما هو وساوس وخطرات وجهالات وتعذيب للنفس وتجويع لها وصيام غير مشروع على طريقة رهبان النصارى، فكيف يكون هذا هو عين التوحيد؟

ثم عن لي جمع هذه المقالات في كتاب واحد ثم نشرها ليسهم في دحض الباطل وفي التمييز بين الحق والباطل، والضلال والهدى، وسميته "كشف زيف التصوف وبيان حقيقته وحال حملته" حوار مع الدكتور القاري وأنصاره ". 

أسأل الله أن ينفع به الإسلام والمسلمين وأن يبدد به ظلمات الباطل إن ربي لسميع الدعاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق