السبت، 15 أغسطس 2015

الرد على صوفية


قال الأستاذ الدكتور محمد في حق الأستاذ الكوثري: "العلامة السيد محمد بن زاهد بن العلامة حسن الحلمي بن علي الكوثري المتوفى بمصر سنة 1371 ه المولود سنة 1296 ه. المحدث الشهير، الإمام، الناقد، البصير، حجة لا يبارى في علم الرجال، بارع في الحديث ورجاله، ماهر في علم الكلام، أديب في النقاش والجدال، مجاهد بقلمه ولسانه في بلاده تركيا وفي مصر. مؤلفاته التي سار بها الركبان، وتحدث عنها الأعيان دليل عظيم واضح على علو كتب هذا الإمام، ورسوخ قدميه، وطول باعه في العلوم مع تحقيق وتدقيق وتحبير وتحرير، وله المقالات الكبرى، والمؤلفات العديدة رحمه الله رحمة واسعة "انتهى. 
قلت: قال الله في كتابه الكريم في سورة البقرة مخاطبا اليهود عليهم لعائن الله تعالى: {ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون} وقال أيضا جل وعلا في سورة آل عمران: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} والآيتان الأخريان أشار إليها الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله تعالى عنه في حديث أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد حسن فقال: "إن الناس يقولون: أكثر أبوهريرة، والله لولا آيتان في كتاب الله ما حدثت حديثا، ثم تلا هاتين الآيتين".
(/ 2)
قال الله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} (البقرة: 159). 
فأقول أنا أيضا: والله لولا هذه الآيات الكريمات والأخرى في معناها، وكذا الأحاديث النبوية في هذا المعنى لما تعرضت لما كتبه الدكتور محمد العلوي في رسالته آنفة الذكر. وهذه الآيات نص صريح في وجوب بيان العلم، وعدم كتمانه عن الناس، خصوصا في هذه الأمور التي يلتبس فيها الحق بالباطل. ولقد ترك الرجلان - أعني الكوثري والدحلان - من المؤلفات التي أشرتم إليها بقولكم "سار بها الركبان وتحدث عنها الأعيان" وفيها من الكفر والإلحاد والشر والطعن في أئمة السنة النبوية ما لا يعلم ضررها إلا الله جل وعلا على الأمة الإسلامية وعلى جميع الناس. أردت أن أقول كلمة الحق التي أعلمها في حق هذين الرجلين اللذين أطلقت عليهما من الأوصاف البراقة، وهما في بعد بمكان وأنت على كل حال مأجور إن شاء الله تعالى إن كنت لا تعلم عن حالهما وحقيقتهما، وأنا سوف أضع أمامك وأمام من لا يعلم حالهما هذه الحقائق العلمية الثابتة ناقلا عن كتبهما ومؤلفاتهما التي مجدتموها ثم الرد عليها بما يناسب. ثم أنت حري أخي الفاضل الكريم بما أنعم الله تعالى عليك من مكانة علمية في حرمة المقدس في الظاهر بالرجوع إلى الحق، أو تثبت لنا أنهما رجعا عن تلك العقيدة الفاسدة التي كانا عليها، ودعيا لها.
(/ 3)
قال الشيخ محمد زاهد الكوثري في المقالات الكبرى التي أشرتم إليها في ترجمته قال: تحت عنوان "بدعة الصوتية حول القرآن" ثم قال: "والواقع أن القرآن في اللوح، وفي لسان جبريل عليه الصلاة والسلام، وفي لسان النبي صلى الله عليه وسلم وألسنة سائر التالين ، وقلوبهم، وألواحهم، مخلوق حادث محدث ضرورة، ومن ينكر ذلك يكون مسفسطا ساقطا من مرتبة الخطاب "ثم قال بعد كلام طويل:" وبهذا نتبين شهادة ابن تيمية في حق العلماء، وليس عنده سوى ألفاظ مرصوصة، لا إفادة تحتها في بحوثه الشاذة كلها. وغير المفيد لا يعد كلاما ولم يصح في نسبة الصوت إلى الله حديث ". 
قلت: حاصل كلام الكوثري أن هذا القرآن الكريم الذي بين أيدي المسلمين مهما كانت صفته فهو مخلوق عنده، وأنه لا يثق ببحوث شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى 
فإذا كآنت بحوث شيخ الإسلام عليه رحمة الله شاذة في نظره ولذا لا أحب أن أنقل له من كلامه شيئا من كتبه ومؤلفاته التي سوف يأتي الوصف الدقيق عنها فيما بعد إن شاء الله تعالى، وإنما سأنقل له شفاء لمرضه ومرض أتباعه عن مؤلفات الأئمة من السلف الذين مضت بينهم وبين شيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله تعالى جميعا مئات السنين.
(/ 4)
فمثلا هذا الإمام العلامة أبو سعيد عثمان بن سعيد الدارمي المتوفى 280 ه والذي لا تخفى منزلته العلمية على أحد ممن ينتسب إلى العلم قال عنه الذهبي في تذكرة الحفاظ: "الحافظ، الإمام الحجة محدث هراة أو تلك البلاد، أخذ الحديث عن المديني ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية، وأكثر الترحال في طلب الحديث "يقول في كتابه البارع الفذ الرد على الجهمية باب الاحتجاج للقرآن أنه غير مخلوق ثم قال رحمه الله تعالى:" فمن ذلك ما أخبر الله تعالى في كتابه عن زعيم هؤلاء الأكبر وإمامهم الأكفر الذي ادعى أولا أنه مخلوق وهو الوحيد، واسمه الوليد بن المغيرة، فأخبر الله تعالى عن الكافر ودعواه، وردها ووعده بالنار أن ادعى أن قول الله قول البشر وقوله {إن هذا إلا قول البشر} (المدثر: 25) وقول الجهمية هو مخلوق واحد لا فرق بينهما فبئس التابع وبئس المتبوع، وقال تعالى: {ذرني ومن خلقت وحيدا} (المدثر: 11) إلى قوله: {ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر سأصليه سقر} (المدثر: 22-26) " 
يعني أنه ليس بقول البشر كما ادعى الوليد، ولكنه قول الله تعالى، ثم ساق الأحاديث بأسانيدها، وهي نص صريح على أن القرآن هو كلام الله تعالى تكلم به جل وعلا حقا وحقيقة، ثم قال رحمه الله تعالى: "فهذا ينبئك أنه نفس كلام الله تعالى، وأنه غير مخلوق، لأن الله لم يخلق كلاما إلا على لسان مخلوق، فلو كان القرآن مخلوقا كما يزعم هؤلاء المعطلون لكان إذا من كلام المخلوقين ".
(/ 5)
وقال الحافظ الإمام أبو القاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الرازي اللالكائي في كتابه البارع العظيم شرح السنن المتوفى في بدينور سنة 418 ه تحت عنوان سياق ما روي من المأثور عن السلف في جمل اعتقاد أهل السنة والتمسك بها والوصية لحفظها قرنا بعد قرن، ثم قال : "اعتقاد أبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري رضي الله تعالى عنه"، ثم قال رحمه الله تعالى: "أخبرنا محمد بن عبد الرحمن بن العباس قال حدثنا أبو الفضل شعيب بن محمد بن الراجيان قال حدثنا علي بن حرب الموصلي بسر من رأى سنة سبع وخمسين ومائتين، قال: سمعت شعيب بن حرب يقول: "قلت لأبي عبد الله سفيان بن سعيد الثوري حدثني بحديث من السنة ينفعني الله عز وجل، فإذا وقفت بين يدي الله تبارك وتعالى، وسألني عنه فقال لي من أين أخذت هذا؟ قلت: يا رب حدثني بهذا الحديث سفيان الثوري وأخذته عنه، فأنجو أنا وتؤخذ أنت. فقال لي: يا شعيب هذا توكيد وآي توكيد اكتب بسم الله الرحمن الرحيم، القرآن كلام الله غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، من قال غير هذا فهو كافر، والإيمان قول وعمل ونية، يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ".. ثم ذكر بقية العقيد بتمامها نقل الإمام العلامة الذهبي في تذكرة الحفاظ هذا الكلام بنصه في ترجمة سفيان بن سعيد الثوري ثم قال:" وهذا ثابت عن سفيان كما قال الحافظ اللالكائي في كتاب السنة "وقال الإمام العلامة بقية السلف الصالح، إمام المحدثين في عصره الحافظ الجليل أبوبكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي المتوفى سنة ثمان وخمسين وأربعمائة في كتابه الأسماء والصفات: "باب ما روي عن الصحابة والتابعين، وأئمة المسلمين رضي الله تعالى عنهم أن القرآن كلام لله غير مخلوق ، ثم ساق إسناده إلى أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه الله قال: "إن أبابكر رضي الله تعالى عنه قادل قوما من أهل مكة على أن الروم تغلب فارس، فغلبت الروم فارس فقرأها عليهم، فقالوا: كلامك
(/ 6)
هذا! أم كلام صاحبك، فقال: ليس بكلامي ولا كلام صاحبي ولكنه كلام الله عز وجل "، ثم قال الإمام البيهقي:" تابعه محمد بن يحيى الذهلي عن شريح ابن النعمان، إلا أنه قال: فقال رؤساء مشركي مكة: يا ابن أبي قحافة: هذا مما أتى به صاحبك؟ قال لا: ولكنه كلام الله وقوله "، ثم قال:" وهذا إسناد صحيح "وهكذا نقل الإمام البيهقي هذا المعنى بأسانيده عن جملة كبيرة من الصحابة والتابعين رحمهم الله تعالى، ثم قال:" وعن عامر بن شهر قال: كنت عند النجاشي فقرأ ابن له آية من الإنجيل فضحكت، فقال النجاشي: أتضحك من كلام الله عز وجل "وهكذا نقل بمثل هذه القصة عن خباب الأرث رضي الله تعالى عنه وعن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال:"؟ إن القرآن كلام الله تعالى، فمن كذب على القرآن فإنما كذب على الله عز وجل "وعن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال:" قرآنا عربيا غير ذي عوج: قال: غير مخلوق "وقد أطال الإمام البيهقي رحمه الله تعالى الكلام، وانتقل في هذا الباب عن أئمة السلف من الصحابة والتابعين، ومن تبعهم رحمهم الله تعالى جميعا. وقال الإمام العلامة أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة المصري الحنفي المتوفى سنة 320 ه في عقيدته "إن القرآن كلام الله منه بدأ بلا كيفية قولا، وأنزله على رسوله وحيا ، وصدقه المؤمنون على ذلك حقا، وأيقنوا أنه كلام الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوق ككلام البرية، فمن سمعه فزعم أنه كلام البشر فقد كفر، وقد ذمه الله تعالى وعابه، وواعده بالسقر، حيث قال جل وعلا: {سأصليه سقر} (المدثر: 26 ) فلما أوعد بسقر لمن قال {إن هذا إلا قول البشر} (المدثر: 25) علمنا وأيقنا أنه قول خالق البشر، ولا يشبهه قول البشر "وعقد الإمام أبو داوود السجستاني في كتابه السنن بابا مهما عظيما فقال:" باب في القرآن "، ثم ساق بأسانيده ستة أحاديث وهي نص صريح على أن القرآن غير مخلوق ثم قال الإمام أبو داوود في نهاية هذه
(/ 7)
الأحاديث: "وهذا دليل على أن القرآن ليس بمخلوق". 
ولقد جاد وأفاد العلامة الشيخ شرف الحق شارح السنن في الكلام على هذه الأحاديث، وفند دعوى الجهمية وأبطلها. وهكذا صنع الإمام العلامة ناصر السنة، وقامع البدعة الشيخ أبو محمد حسين بن مسعود البغوي في كتابه العظيم النافع شرح السنة، فوضع بابا مهما بعنوان باب الرد على من قال بخلق القرآن، ثم ساق تحته الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، والآثار الموقوفة والمقطوعة، ثم قال رحمه الله تعالى: "وقد مضى سلف هذه الأمة وعلماء السنة على أن القرآن كلام الله ووحيه ليس بخالق ولا مخلوق، والقول بخلق القرآن ضلالة، وبدعة لم يتكلم بها أحد في عهد الصحابة والتابعين رحمهم الله تعالى، وخالف الجماعة الجعد بن درهم فقتله خالد بن عبد الله القسري، قال سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار قال: "سمعت مشائخنا منذ سبعين سنة يقولون: إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق "وعن جعفر بن محمد الصادق أنه سئل عن القرآن فقال:" أقول فيه ما يقول أبي وجدي: ليس بخالق ولا مخلوق، ولكنه كلام الله "قال يحيى بن خلف المقرئ:" كنت جالسا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال: ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق فقال: عندي كافر فاقتلوه "وعن ابن المبارك وليث بن سعد وسفيان بن عيينة، وهشيم بن بشير، وعلي بن عاصم، وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح مثله قيل لعبد الرحمن بن مهدي:" إن الجهمية يقولون إن القرآن مخلوق فقال: إن الجهمية أرادوا أن ينفوا أن يكون الرحمن على العرش استوى، وأرادوا آن ينفوا آن يكون الله كلم موسى وأرادوا آن ينفوا آن يكون القرآن كلام الله، أرى أن يستتابوا فإن تابوا وإلا ضربت أعناقهم الشريعة "وقال الإمام العلامة الشيخ أبوبكر محمد بن حسين الآجري التلميذ الرشيد للإمام أبي داوود السجستاني في كتابه العظيم ". ":" القرآن كلام الله عز وجل، وأن كلامه جل وعلا ليس بمخلوق، ومن زعم أن القرآن مخلوق فقد كفر "، ثم قال
(/ 8)
رحمه الله تعالى: "اعلموا رحمنا الله تعالى وإياكم أن قول المسلمين الذين لم تزغ قلوبهم عن الحق، ووفقوا للرشاد قديما وحديثا، أن القرآن كلام الله عز وجل ليس بمخلوق، لأن القرآن من علم الله تعالى عز وجل، وعلمه لا يكون مخلوقا تعالى عز وجل عن ذلك، دل على ذلك الكتاب والسنة، وقول الصحابة رضي الله تعالى عنهم، وقول أئمة المسلمين رحمة الله عليهم، ولا ينكر هذا إلا جهمي خبيث، والجهمية عند العلماء كفرة ". 
ثم بدأ بإيراد الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة فأجاد وأفاد رحمه الله رحمة واسعة. وقال الإمام أبو داوود السجستاني صاحب السنن في كتابه الفذ المبارك "مسائل الإمام أحمد" تحت باب في الجهمية: "أخبرنا أبوبكر قال أبو داوود: سمعت أحمد قال:" سمعت عبد الرحمن بن مهدي أيام صنع بشر المريس ما صنع يقول: من زعم أن الله لم يكلم موسى يستتاب فإن تاب وإلا ضربت عنقه ". وقال الإمام الحافظ الكبير محمد بن إسحاق بن خزيمة صاحب الصحيح في كتابه العظيم كتاب التوحيد وإثبات صفات الرب ... باب ذكر البيان من كتاب ربنا المنزل على نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، ومن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على الفرق بين كلام الله عز وجل الذي به يكون خلقه، وبين خلقه الذي يكون بكلامه وقوله، والدليل على نبذ قول الجهمية الذين يزعمون أن كلام الله مخلوق، جل ربنا وعز عن ذلك، ثم ساق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على ذلك، ثم قال رحمه الله تعالى: "فاسمع الآن الأخبار الثابتة الصحيحة بنقل العدل عن العدل موصولا إلى النبي صلى الله عليه وسلم الدالة على أن كلمات ربنا ليست بمخلوقة على ما زعمت المعطلة الجهمية، عليهم لعائن الله" وبعد سياقه الروايات الكثيرة قال: "أفليس العلم محيطا - يا ذوي الحجا - أنه غير جائز أن يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالتعوذ بخلق الله من شر خلقه، هل سمعت عالما يجيز أن يقول: أعوذ بالكعبة من شر خلق الله، أو يجيز أن يقول:
(/ 9)
أعوذ بالصفا والمروة، أو أعوذ بعرفات ومنى من شر ما خلق الله، هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه "ثم قال:" ولذكر القرآن أنه غير مخلوق مسألة طويلة تأتي في موضعها من هذا الكتاب إن وفق الله ذلك لإملائها "قلت: وقد ألف الإمام أبو عبد الرحمن عبد الله بن الإمام أحمد بن محمد بن حنبل كتابا عظيما جليلا وسماه السنة، وقد طبع لأول مرة على نفقة جلالة الإمام المغفور له - إن شاء الله - عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود المعظم، وهو جدير بهذا الشأن الخطير. فهذه بعض النقول عن أئمة السلف رحمهم الله تعالى نصت على أن القرآن كلام الله تعالى حقيقة وليس بمخلوق، ومن يذهب خلاف هذا المذهب فهو كافر عندهم كما جاء عن الإمام مالك بن أنس رحمه الله تعالى، وعن غيره من أئمة الإسلام السابقين، ولا أزيد على هذه النقول إلا كلمة واحدة وهي: أشهد الله تعالى على أنها حق وصدق ودين أدين الله بها فأقول- وإن كنت لست ممن يعتمد على كلامه -: إن القائل بخلق القرآن كافر مرتد حلال الدم والمال، يفرق بينه وبين زوجته المسلمة. 
وأما قول الشيخ الكوثري في شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى وفي بحوثه كما مر بكم آنفا من كلامه فأقول: ليس هذا أول سهام مسمومة توجه إلى حامل لواء السنة النبوية، وقد سبق الكوثري في هذا الشيخ الهيتمي المكي في كتبه ورسائله التي وصفها العلامة الإمام أبي المعالي محمود شكري الألوسي في كتابه غاية الأماني في الرد على النبهاني بقوله: "وأما كتب ابن حجر" المكي "التي فرح بها الزائغ، فإنها لا تصلح عند من له بصيرة ونظر لغير العطار والإسكاف، فهي إما مزاود للعقاقير، وإما بطائن للخفاف، حيث إنها قشور لا لب فيها، وهكذا كتب السبكي وابنه ". قلت: وهكذا بعض كتب أحمد زيني دحلان ومحمد زاهد الكوثري.
(/ 10)
وقال عن كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "إن كتب الشيخ بحمد الله محفوظة عند أهلها من أهل الحديث، وناصري السنة، وأتباع الإمام أحمد نضر الله وجهه في الهند وبلاد نجد ومصر والشام والعراق، وهذه هي الكتب التي لا نظير لها، وإنها مما يتنافس بها المتنافسون، فليت شعري أي كتاب فقد منها ولم يوجد منه نسخ كثيرة، وليت هذا الزائغ راجع دفاتر خزائن دار السلطنة المحروسة، ودفاتر خزائن كتب مصر الخديوية وغيرها، وخزائن كتب الشام والعراق والهند وغير ذلك قلت: إن كلام الشيخ الكوثري في حق شيخ الإسلام ابن تيمية وفي حق بحوثه لا وجه له، بل هو دليل على جهله ويعقبه للباطل، واتباعه لهواه، وإن قوله هذا لا يصدر عن طفل مبتدئ في العلم، ولكن الله تعالى فضحه بسبب تطاوله على خير عالم في الزمان الأخير، ولم يلتفت إلى ما هو فيه من المسلك والحال الذي ينبغي أن يرثى له، وقد سبقه رجل آخر وهو زنديق واسمه محمد بن محمد العلاء البخاري، فقد ألف كتابا خبيثا وسماه "من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كان كافرا" فرد عليه الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر ابن ناصر الدين الدمشقي الشافعي ردا جليلا علميا سماه "الرد الوافر" وقد حققه الأستاذ الشيخ محمد زهير الشاويش، صاحب المكتب الإسلامي ببيروت ودمشق، وطبعه في عام 1393 ه وهو كتاب فريد في بابه، سلك فيه مؤلفه العلامة ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله تعالى مسلكا فريدا دافع فيه عن شيخ الإسلام "ابن تيمية" بطريقة بلغت الغاية في بيان فضل شيخ الإسلام، إذ جمع أسماء جمهرة كبيرة من العلماء الذين عاصروا "ابن تيمية" أو جاءوا بعده ولقبوه ب "شيخ الإسلام" وترجم لكل واحد منهم ترجمة وافية جمع فيها فضائله، ومؤلفاته، وشيئا من سيرته، بحيث أصبحت تراجم هؤلاء الأعلام في هذا الكتاب من أفضل ما ترجم لهم به، ولقد شاهدت عرضا لهذا الكتاب المبارك في بعض أعداد جريدة الدعوة الإسلامية التي تصدر بمدينة الرياض، ويقول
(/ 11)
العلامة ابن ناصر الدين في كتابه هذا تحت عنوان وسبب تأليف الكتاب: "وجمهور النقاد، وأئمة السنة أهل الإسناد، كلامهم منقسم في الجرح والتعديل إلى قوي ومتوسط، وكلام فيه تسهيل وفي عصرنا هذا الذي قل فيه من يدري هذا الفن، أو يرويه، أو يحقق تراجم من رأى من أهل مصره، فضلا عمن لم يره، أو مات قبل عصره، قد نطق فيه من لا خبرة له بتراجم الرجال، ولا عبرة له فيما تقلده من سوء المقال، ولا فكرة له فيما تطرق به إلى تكفير خلق من الأعلام بأن قال: من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كان كافرا لا تصح الصلاة وراءه "وهذا القول الشنيع الذي نرجو من الله العظيم أن يعجل لقائله جزاءه، قد أبان قدر قائله في الفهم، وأفصح عن مبلغه من العلم، وكشف عن حمله من الهوى، ووصف كيف اتباعه لسبيل الهدى ولا يرد بأكثر من روايته عنه ونسبته إليه، فكلام الإنسان عنوان عقله، يدل عليه، أما علم هذا القائل أن لفظة "شيخ الإسلام" تحتمل وجوها من معاني الكلام "وقال الإمام العلامة الذهبي في حق شيخ الإسلام ابن تيمية:" الشيخ الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه المجتهد، المفسر البارع شيخ الإسلام، علم الزهاد، نادرة العصر، تقي الدين أبو العباس أحمد ابن مفتي شهاب الدين عبد الحليم ابن الإمام المجتهد شيخ الإسلام مجد الدين عبد السلام بن عبد الله بن القاسم الحراني، أحد الأعلام، ولد في ربيع الأول سنة إحدى وستين وستمائة، ثم ذكر عمن أخذ ثم قال: "وعني بالحديث، ونسخ الأجزاء، ودار على الشيوخ وخرج، وانتقى وبرع في الرجال وعلل الحديث وفقهه، وفي علوم الإسلام وعلم الكلام وغير ذلك وكان من بحور العلم من الأذكياء المعدودين والزهاد الأفراد، والشجعان الكبار ، والكرماء الأجواد، أثنى عليه الموافق والمخالف، وسارت بتصانيفه الركبان، لعلها ثلاث مائة مجلد "قلت: اللهم إلا الكوثري والسبكي وابنه، والدحلان تكلموا فيه حسدا وعدوانا، وبغضا فأنت حسيبهم.
(/ 12)
وأما الحديث الذي زعم الكوثري عدم صحته، وهو حديث نسبة الصوت إلى الله تعالى، فإذا كان الرجل ينكر أن يكون هذا القرآن هو كلام الله تعالى ووحيه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزعم أنه مخلوق، فكيف بهذا الحديث المبارك الذي صح عند جماهير أهل الحديث، منهم الحافظ الإمام أبو عبد الله البخاري رحمه الله تعالى وإن كان ليس على شرطه في الجامع الصحيح، فقد أورده رحمه الله في جامعه معلقا في موضعين في كتاب العلم، وفي كتاب التوحيد، وأخرجه بإسناده في كتاب الأدب المفرد، وأخرجه أيضا الإمامان الجليلان أحمد بن حنبل، وأبو يعلى الموصلي في مسنديهما، وأخرجه أيضا الحافظ تمام الرازي في فوائده، وأخرجه أيضا الإمام ابن أبي عاصم النبيل "أحمد بن عمرو" في كتاب العلم، والحافظ الإمام الحارث بن أبي أسامة في مسنده، وأخرجه أيضا الإمام نصر المقدس في كتابه الحجة ، والخطيب البغدادي في رسالته الرحلة في طلب الحديث، كلهم من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل بن جابر رضي الله تعالى عنه، وهذا نصه: عن جابر عن عبد الله بن أنس رضي الله تعالى عنهما قال: "سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يحشر العباد يوم القيامة عراة، غرلا، بهما" قال قلنا: وما بهما؟ قال: "ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من قرب ومن بعد، أنا الملك، أنا الديان". ثم ذكر الحديث بطوله، وتكلم عليه الحافظ في الفتح في الموضعين، وعبد الله بن محمد بن عقيل وإن كان اختلف في الاحتجاج بأحاديثه كما حكى ذلك الحافظ في الفتح، إلا أنه توبع بمتابعة تامة، تابعه محمد بن المنكدر، عن جابر وهو في مسند الشاميين للإمام أبي القاسم الطبراني.
(/ 13)
وله طريق ثالث أخرجها الخطيب البغدادي في طلب الحديث من طريق أبي الجارود العبسي، وصحح الحافظ ابن حجر هذا الحديث بقوله في الفتح بعد أن قال: "وأصل الاحتجاج للنفي الرجوع إلى القياس على أصوات المخلوقين، لأنها التي عهد أنها ذات مخارج، ولا يخفى ما فيه ، إذ الصوت قد يكون من غير مخارج كما أن الرؤية قد تكون من غير اتصال أشعة كما سبق، ولكن تمنع القياس المذكور، صفات الخالق لا تقاس على صفة المخلوقين، وإذا ثبت الصوت بهذه الأحاديث الصحيحة وجب الإيمان به ". قلت: ومن هنا كانت دعوى الشيخ الكوثري كاذبة المائة في المائة، أو مجازفة قبيحة، وقد جمع العلامة أبو الحسن بن الفضل جزءا مهما في أحاديث الصوت، أشار إليها الحافظ في الفتح، فلو وجدت لكانت قاصمة الظهر للمنكر؛ وأما قول الحافظ: "إذ الصوت قد يكون من غير مخارج" فنعم فهو صحيح. قال الله تعالى في محكم كتابه في حق السماء والأرض: {فقال لها وللأرض ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين} فهذا خطابه جل وعلا للسماء والأرض، وأمره لهما وهما مخلوقان جامدان لا مخارج لها في الحس، مع أنهما أجابا ربهما بقولهما {قالتا أتينا طائعين} فإذا كان المخلوق الجامد يسمع منه الصوت بدون مخارج معهودة، فكيف الخالق جل جلاله، وبهذا المعنى ثبت عن المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه سمع صوت الجذع، أي جذع النخلة عندما فارقها إلى المنبر الخشبي الذي صنع له صلى الله عليه وسلم . قال الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب إلى جذع قبل أن يتخذ المنبر، فلما اتخذ المنبر، وتحول إليه حن عليه، فأتاه فاحتضنه فسكن. قال: "ولو لم أحتضنه لحن إلي يوم القيامة ". والحديث أخرجه البخاري والترمذي، والنسائي، وابن ماجة بألفاظ متغايرة. وقال الحافظ في الفتح: "وقد نقل ابن أبي حاتم في مناقب الشافعي، عن أبيه،
(/ 14)
عن عمرو ابن سواد، عن الشافعي قال: ما أعطى الله نبيا ما أعطى محمدا، فقلت: أعطى عيسى إحياء الموتى، قال: أعطى محمدا حنين الجذع حتى سمع صوته، فهذا أكبر من ذلك "قلت: وبهذا عرف أن المخلوق الجامد قد يصدر منه الصوت بدون مخارج معهودة، فكيف الإنكار في حق الخالق! وللشيخ محمد العربي التباني المالكي رسالة قيمة سماها تبنية الباحث السري عما في مقالات الكوثري، فعليك أن تطالع هذه الرسالة حتى تقف على حقيقة ناصعة من أمر هذا الرجل الذي وصفته بالبراعة في فن الحديث ورجاله.
(/ 15)
وأما ما قام به الشيخ الكوثري كتابه في "التأنيب" من مغالطات فاحشة قبيحة، وخيانة علمية كبرى لم يسبق لها مثيل في تاريخ العلم، فانظر بدقة فائقة، ونظرة فاحصة فيما رد عليه العلامة الشيخ عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في كتابه الفذ البارع "التنكيل بما في تأنيب الكوثري من الأباطيل "وأنا سوف أنقل لك من الكتاب المذكور مثالا واحدا حتى تكون على بصيرة تامة مما أطلقت في حقه من عبارات طويلة عريضة من إمامة في العلم، وبصارة في النقد والتحرير، وبراعة في الحديث ورجاله وهو لا يستحق شيئا من ذلك إلا إذا قلنا: "إنه كان مع سعة اطلاعه وعلمه كذوبا خائنا متعصبا لما يذهب إليه من إنكار صفات الباري جل وعلا، وطاعنا في أئمة السنة وحماتها وحفاظها - كما سوف يأت - فقد أضله الله على علم" فهذا لا بأس به. وقد كشفه العلامة عبد الرحمن بن يحيى المعلمي في "التنكيل" إذ قال رحمه الله تعالى في مقدمة التنكيل: "فرأيت الأستاذ قد تعدى ما لا يوافقه أهل العلم من توقير أبي حنيفة، وحسن الذب عنه إلى ما لا يرضاه عالم متثبت من المغالطات المضادة للأمانة العلمية، ومن التخليط في القواعد، والطعن في أئمة السنة ونقلتها، حتى تناول بعض أفاضل الصحابة والتابعين، والأئمة الثلاثة، مالكا والشافعي وأحمد وأضرابهم، وكبار أئمة الحديث وثقات نقلته، ورد الأحاديث الصحيحة الثابتة، والعيب للعقيدة السلفية، فأساء في ذلك جدا حتى إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى ". ثم قال العلامة المعلمي: "وطعن الكوثري في الأئمة الرواة وهم نحو ثلاثمائة، وفيهم أنس بن مالك رضي الله عنه، فمن أوابده تبديل الرواة، يتكلم في الأسانيد التي يسوقها الخطيب طاعنا في رجالها واحدا واحدا، فيمر به الرجل الثقة الذي لا يجد فيه طعنا مقبولا ، فيفتش الأستاذ عن رجل آخر يوافق ذلك الثقة في الاسم واسم الأب ويكون مقدوحا فيه، فإذا ظفر به زعم أنه هو الذي في السند ". ثم أورد العلامة المعلمي على ذلك
(/ 16)
أمثلة كثيرة جدا، وبذلك ظهرت براعة الكوثري في الحديث ورجاله بالمعنى الذي ذكره العلامة المعلمي، وإليك المثال المذكور آنفا. قال في طليعة التنكيل (01/02): "صالح بن أحمد ومحمد بن أيوب قال الخطيب في تاريخ بغداد:" أخبرنا محمد بن عيسى بن عبد العزيز البزاز بهمذان، حدثنا صالح بن أحمد التميمي الحافظ، حدثنا القاسم بن أبي صالح، حدثنا محمد بن أيوب، أخبرنا إبراهيم بن بشار، قال: سمعت سفيان بن عيينة ... "قال العلامة المعلمي:" تكلم الأستاذ في هذه الرواية في ص 97 من التأنيب فقال: "في سنده صالح بن أحمد التميمي، وهو ابن أبي مقاتل القيراطي هروي الأصل، ذكر الخطيب عن ابن حبان أنه كان يسرق الحديث ... والقاسم بن أبي صالح الحذاء ذهبت كتبه بعد الفتنة، فكان يقرأ عن كتب الناس، وكف بصره كما قاله العراقي، ونقله ابن حجر في لسان الميزان، ومحمد بن أيوب ابن هشام الرازي كذبه أبو حاتم، ولا أدري كيف يسوق الخطيب مثل ذلك الخبر بمثل السند المذكور، لعل الله سبحانه وتعالى طمس بصيرته ليفضحه فيما يدعي أنه المحفوظ عند النقلة بخذلانه المكشوف في كل خطوة "قلت: فقد ظهر أدبه في النقاش والجدال، وننظر الآن من الذي خذله الله تعالى وهتك ستره، وفضحه، وطمس بصيرته ووسمه بعار الخيانة العظمى قال العلامة عبد الرحمن المعلمي ذاكرا عدة أمور إسنادية لا تخفى على أحد من طلبة العلم، وهي قوية اعتمد عليها، واطلع بها على خيانة كبيرة ارتكبها الأستاذ الكوثري في ترجمة صالح بن أحمد المذكور الذي بدله الكوثري برجل آخر وهو: صالح بن أحمد التميمي الحافظ الهمذاني الثقة الثبت "، ثم قال أخيرا رحمه الله تعالى:" المقصود هنا إثبات أن الكوثري قد عرف يقينا أن صالح بن أحمد الواقع في السند ليس هو بالقيراطي، بل هو ذاك الحافظ الفهم الثقة الثبت، ولكن الكوثري كان مضطرا إلى الطعن في تلك الرواية ولم يجد في ذاك الحافظ مغمزا، ووقعت بيده ترجمة القيراطي المطعون فيه، وعرف أن هذا
(/ 17)
الفن أصبح في غاية الغربة، فغلب على ظنه أنه إذا زعم أن الواقع في السند هو القيراطي لا يرد عليه أحد، والله تعالى له معه حساب آخر والله المستعان "قلت: وهكذا صنع الأستاذ الكوثري في محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الإمام ولا أريد. أن أطول عليك في مثل هذا المقام، فقد تعدى الكوثري عن الوصف الدقيق فيه تعصبه وبغضه لأهل السنة، فإن كنت ذا فهم وبصر في فن الرجال، فعليك أن تدرس كتاب التنكيل كله من أوله إلى آخره حتى تطلع على الخبايا من الزوايا، والله ما أريد التشنيع بهذه الكتابة، وإنما القصد إن شاء الله تعالى بيان الحق من أمر الأستاذ الكوثري، وما آل إليه أمره، ومساعيه في رد السنة النبوية الصحيحة، وطعنه في أئمتها الأخيار الأبرار الذين حفظ الله بهم هذا الكيان المبارك. 
وإليك أيها الأخ الفاضل هذا الكلام نقلا عن العلامة الشيخ المعلمي فيما يتعلق بجرأة الكوثري في غير الحق، قال رحمه الله تعالى في التنكيل: "ومن ذلك أن الخطيب ساق عدة روايات عن الثوري، والأوزاعي" قال: ... فقال الأستاذ الكوثري في التأنيب ص 72: "لو كان هذا الخبر ثبت عن الثوري والأوزاعي، لسقطا بتلك الكلمة وحدها في هوة الهوى والمجازفة، كما سقط مذهباهما لبعدهما سقوطا لا نهوض لها أمام الفقه الناضج، وقد ورد لا شئوم في الإسلام، وعلى مزمن أن الشئوم يوجد في غير الثلاث الوارد في السنة، وأن صاحبنا مشئوم فمن أين لها معرفة أنه في أعلى درجات المشئومين "؟ 
__________________ 
---
(/ 18)
أجاب العلامة المعلمي بكلام طويل أنقل منه ما يأتي: "شاهد الثوري والأوزاعي طرفا من ذلك، ودلتهما الحال على ما سيصير إليه الأمر، فكان كما ظنا، هل كانت المحنة في زمان المأمون، والمعتصم، والواثق إلا على يدي أصحابكم ينسبون أقوالهم إلى صاحبكم وفي كتاب قضاة مصر طرف من ذلك. وهل جر إلى استفحال تلك المقالات إلا تلك المحنة؟ وأي ضرر نزل بالأمة أشد من هذه المقالات؟ وأما سقوط مذهبيهما فخيرة اختارها الله تعالى لهما، فإن المجتهد قد يخطئ خطأ لا يخلو من تقصير، وقد يقصر في زجر أتباعه عن تقليده هذا التقليد الذي نرى عليه كثيرا من الناس منذ زمن طويل الذي يتعسر، أو يتعذر الفرق بينه وبين اتخاذ الأحبار والرهبان أربابا من دون الله، فقد يلحق المجتهد كفل تلك التبعات، فسلم الله تعالى الثوري والأوزاعي من ذلك، فأما ما يرجى من الأجر على الأتباع في الحق، فلهما من ذلك النصيب الأوفر مما نشراه من السنة علما وعملا، وهذه الأحاديث الواردة في الأمهات الست المتداولة بين الناس حافلة بالأحاديث المروية عن طريقهما، وليس فيها لصاحبكم ومشاهير أصحابه حديث واحد. وقال الإمام أبو عبدالله محمد بن إسماعيل البخاري في تاريخه الكبير في ترجمة الثوري: "قال لنا عبدان عن ابن المبارك، كنت إذا شئت رأيت سفيان مصليا، وإذا شئت رأيته محدثا في غامض الفقه". قلت: والأوزاعي لا تقل درجته العلمية عن أمير المؤمنين في الحديث سفيان الثوري، فهو إمام أهل الشام وشيخ الإسلام. قال الإمام الذهبي: "ربي يتيما فقيرا في حجر أمه تعجز الملوك أن تؤدب أولادها أدبه في نفسه، ما سمعت منه كلمة فاضلة إلا احتاج مستمعها إلى إثباته عنه قال الوليد بن مزيد:" ولا رأيته ضاحكا يقهقه، ولقد كان إذا أخذ في ذكر المعاد أقول ما ترى في المجلس قلب إلا وهو يبكي "قال إسماعيل بن عياش:" سمعتهم يقولون سنة أربعين ومائة: الأوزاعي اليوم عالم الأمة "وقال الخريبي:" كان الأوزاعي أفضل أهل
(/ 19)
زمانه، وكان يصلح للخلافة "فقال أبو إسحاق الفزاري:". "قال بشر بن المنذر:" لو خيرت هذه الأمة لاخترت لها الأوزاعي رأيت الأوزاعي كأنه عمي من الخشوع "وكان الوليد يقول:" ما رأيت أكثر اجتهادا في العبادة منه "وقال أبو مهر: "كان الأوزاعي يحيي الليل صلاة وقرآنا وبكاء" وقال محمد بن كثير المصيصي: "سمعت الأوزاعي يقول: كنا والتابعون متوافرون- نقول: إن الله تعالى فوق عرشه، ونؤمن بما وردت به السنة من صفاته" قال الحاكم: "الأوزاعي إمام عصره عموما، وإمام أهل الشام خصوصا "قال الوليد:" سمعت الأوزاعي يقول: عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس، وإياك ورأس الرجال وإن زخرفوه بالقول، فإن الأمر ينجلي وأنت على طريق مستقيم "قال عامر بن يساف:" سمعت الأوزاعي يقول: إذا بلغك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث فإياك أن تقول بغيره، فإنه كان مبلغا عن الله "قال أبو إسحاق الفزاري عن الأوزاعي كان يقول:" خمسة كان عليها الصحابة والتابعون: لزوم الجماعة، واتباع السنة، وعمارة المساجد، والتلاوة، والجهاد ".
(/ 20)
قلت: ومن هنا كان تطاول الكوثري على الأوزاعي لدفاعه عن السنة النبوية والاستماتة في سبيلها. نقل الحافظ في التهذيب عن بقية بن الوليد قال: "إنا لنمتحن الناس بالأوزاعي، فمن ذكره بخير عرفنا أنه صاحب سنة" وقد أطلت عليك أيها الأخ الفاضل فيما يتعلق بالشيخ الكوثري، وبقي معك حديث طويل فيما يتعلق بالأستاذ أحمد زيني دحلان الذي أفردت له ذكرا في رسالتك فقلت في حقه: "الفصل الثالث- المبحث الأول"، ثم قلت: "وذكر السيد أحمد دحلان، وعمن أخذ، واتصال الوالد به، وقد أفردته بالذكر دون غيره، لأنه مدار الرواية في الحجاز وغيره لهذا العصر، مع ترجمة موجزة جدا له : "فهو شيخ الإسلام، ومفتي الأنام، وأحد مجددي هذا الدين الحنيف، وأساطينه، وباعث النهضة العلمية المتينة في الحجاز، العابد الزاهد الناسك، الإمام، الحجة، المشارك، السيد أحمد بن زيني دحلان المولود بمكة سنة 1231 ه، المتوفى بالمدينة سنة 1304 ه . تولى الافتاء بمكة واشتغل بالعلوم والتدريس، وقامت بجهوده في عصره نهضات علمية، فأنشئت أول مطبعة بمكة في أيامه واكن متوليا نظارتها، وقد تخرج على يده علماء أماثل، فهو أستاذ أمة، ومربي جيل، وله في كل العلوم باع طويل، وقدم راسخة، ومؤلف أو رسالة، ومن أهم مؤلفاته الفتوحات، وخلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام ". 
قلت: هكذا وصفت الرجل يا أخي فمجدته، ورفعت شأنه، ولعلك قد اطلعت على جميع مؤلفاته، أو على الأقل على أكثرها، ومنها: خلاصة الكلام في أمراء البلد الحرام، وهي من أهمها في نظركم كما أشرتم إليها، وتوجد منه نسخة في مكتبة الحرم المكي العامرة، يقول فيها الشيخ أحمد زيني دحلان بعد كلام طويل لا فائدة في نقله: "ثم أمر محمد بن سعود علماء مكة أن يدرسوا عقيدته التي ألفها محمد بن عبد الوهاب، وسماها كشف الشبهات، ووقع فيها شيء من الكفريات، فقرءوها ورأوا ما فيها من التلبيس الذي هو من وساوس إبليس، ولم يقدروا على الإنكار ".
(/ 21)
قلت: أهكذا الرجل الذي وصفته بشيخ الإسلام، ومفتي الأنام، وأحد مجددي هذا الدين الحنيف، وأساطينه في نظرك في غير ذلك من الألقاب الفارغة يعبر عما في كتاب كشف الشبهات مع وجازته، واختصاره من علم نافع عظيم جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، إن هذه العبارة القبيحة الصادرة من أحمد زيني دحلان في حق شيخ الإسلام، وناصر السنة الشيخ محمد عبد الوهاب رحمه الله تعالى لدليل واضح على خباثة نفسية الرجل، وما تحمل من حقد وبغض وحسد نحو دعاة الحق والهدى، والله إنها رزية كل الرزية أن تطلع على كلامه هذا الخبيث القبيح ثم تصفه بما وصفته من ألقاب كاذبة فارغة لا تفيده بشيء إلا الاشتهار بدعوته النكرة الخبيثة إلى الإلحاد والكفر والزندقة والعياذ بالله، أهكذا الإسلام الصحيح الذي جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم؟ أهذه دعوته صلى الله عليه وسلم من دعاء الأموات والاستغاثة بهم، والتي دعا إليها أحمد زيني دحلان!                                                                                                ستقف بين يدي الجبار غدا، فاتق الله في نفسك إن كنت يا أخي فيما زين لك من أمور هذه الدنيا الفانية، والرجوع إلى الحق أفضل من التمادي في الباطل، وقد تكون المناقشة هنا معك حادة بالنسبة لما مضى من الكلام، لأنك فيما يبدو لي أنك اطلعت على كتب الدحلان كلها أو جلها، وقد تكون أكثرها عندكم في البيت حتى أحطت بها علما، ثم حكمت على الدحلان عليه من الله ما يستحق بما حكمت بتلك الأوصاف الضخمة، أو قلدت أحدا ولا يخلو شأنك من أحد الأمرين، ولا أظن بك الأول، وإن كان الثاني فالمشكلة لا تزال قائمة، فهذا التقليد قد أعمى البصيرة وسد الطريق، وأغلق الباب، أي باب العلم، وما كان المسلمون الأوائل يطلقون العبارات الفارغة البراقة دون أن يكون هناك حقائق علمية ثابتة في الرجل، فيعتبر عملك هذا عملا شاذا مرتجلا مبنيا على الأوهام الخطيرة التي أحاطت بك من كل جانب، أطلعني في كتاب كشف الشبهات لشيخ الإسلام، ومجدد الملة المحمدية، وناصر السنة وقامع
(/ 22)
البدعة، الإمام العلامة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى تلك الكفريات التي زعمها - ولعلك اطلعت على كلامه - أحمد زيني دحلان. وإليك فهرست كتاب كشف الشبهات:
1- بيان إفراد الله بالعبادة. 2- الفرح بفضل الله. 3- بيان أن الطريق إلى الله لابد من أعداء. 4- الجواب المجمل. 5- الجواب المفصل. 6- الشبه الثلاث هي أكبر ما عند المشركين. 7- النبي صلى الله عليه وسلم لا يشفع إلا بإذن الله. 8- بيان عبادة الأصنام. 9- حكم من صدق الرسول صلى الله عليه وسلم وجحد ركنا من أركان الإسلام. 10- شبهة أخرى للمشركين. 11- حكم الاستغاثة. 12- المسألة المهمة. انتهى الفهرست.
(/ 23)
قال الله تعالى في سورة النساء: {ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا} فارجع إلى تفسير هذه الآية الكريمة، وإلى سبب نزولها فسوف تجد إن شاء الله تعالى أن صاحبك أحمد زيني دحلان داخل في هذه الآية الكريمة، فإن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما هو مذهب أهل الأصول، فعليك أيها الأخ الفاضل أن تدرس دراسة وافية حرة نزيهة لهذه الرسالة القيمة التي ألفها الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ثم الخروج منها بفوائد علمية إذا كنت ذا بصر وفهم، وطابق بما فيها من المعاني بالقرآن الكريم، والسنة النبوية الصحيحة، وستجد إن شاء الله تعالى أمام كل مسألة دليلها من الكتاب والسنة، وإجماع الأمة، ثم انظر مرة أخرى ما تفوه به الشيخ أحمد زيني دحلان في رسائله، وكتبه ضد الدعوة المحمدية وهي دعوة التوحيد الخالص التي دعا إليها شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى، والأحرى أن تحلل عبارات الرسالة "كشف الشبهات" تحليلا علميا، فقد حملت بحمد الله أعظم شهادة من جامعة الأزهر وهي العالمية - الدكتوراه - وسوف تجد إن شاء الله تعالى إن جردت نفسك بتوفيق المولى جل وعلا عن التعصب والتقليد، أن مضمون الرسالة المذكورة الأخذ عن معان الكتاب والسنة، وإجماع الأمة جميعا إلا الشاذ منهم، ولم يخرج شيخ الإسلام عن هذه الثلاث، وهذا كتاب التوحيد إذا نظرت فيه بنظرة علمية دقيقة، ستجد إن شاء الله تعالى أن الرجل العظيم عليه رحمة الله تعالى لسار فيه وسائر تواليفه المباركة سيرا مباركا كسائر المحدثين القدماء في الإسلام، يعقد بابا ثم يأتي بالآية القرآنية، ثم بالأحاديث النبوية تقوية للباب الذي عقده، وهكذا صنع رحمه الله تعالى رحمة واسعة، ونور مرقده، وجعل الجنة مثواه في جميع تواليفه المباركة كما ذكرت آنفا.
(/ 24)
وإني لعلى علم أنك قد اطلعت على كتاب "صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ الدحلان" لمؤلفه المحدث الشيخ العلامة بشير السهواني الهندي رحمه الله تعالى. يقول الأستاذ الكبير صاحب المنار، الشيخ رشيد رضا معرفا هذا التأليف المبارك في مقدمته التي وضعها على كتاب "صيانة الإنسان" قال: "وكان أشهر هؤلاء الطاعنين - يعني في دعوة شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب - مفتي مكة المكرمة، الشيخ أحمد زيني دحلان المتوفى سنة 1304 ه، ألف رسالة في ذلك تدور جميع مسائلها على قطبين اثنين، قطب الكذب والافتراء على الشيخ، وقطب الجهل بتخطئته فيما هو مصيب فيه "ثم ذكر أشياء وبعده قال:" ومما أجملناه أن قواعد الجهل التي بنى عليها الشيخ أحمد دحلان رده على الوهابية إباحة دعاء لغير الله تعالى من الأنبياء، والصالحين الميتين، والاستغاثة بهم، وشد الرحال إلى قبورهم لدعائهم عندها، وطلب قضاء الحوائج منهم ثلاث قواعد: 
1- الروايات الباطلة وما في معناها من الحكايات والمنامات والأشعار، وهي لا قيمة لها عند أحد من علماء الملة، وإنما تروج بضاعتها في سوق العوام 
2- الاستدلال بالنصوص على ما لا تدل عليه شرعا؛ كاستدلاله بالسلام على أهل القبور ، وبخطاب النبي صلى الله عليه وسلم بقتلى المشركين ببدر، واحتال ذلك قياسا على حياة الموتى، وجواز دعائهم، ومطالبتهم بقضاء الحوائج، ودفع المصائب، ووجه الجهل في هذا أنه يقيس حياة البرزخ على حياة الدنيا، وعالم الغيب على عالم الشهادة، وهو قياس باطل عند علماء أصول الشرع، وعند جميع العقلاء، ويترتب عليه عقائد وأحكام تعبدية لا تثبت إلا بنص الشارع الحكيم عليه الصلاة والسلام، مع كون الذي يثبتها مقلدا للغير ليس من أهل الاجتهاد، وباعترافه واعتراف متبعيه في جهله هذا.
(/ 25)
3- قلب الحقائق، وتعكيس القضية فيما ورد من الترغيب في اتباع جماعة المسلمين، والترهيب عن مفارقة الجماعة بزعمه، ومقتضى جهله هم الأكثرون في العدد في كل عصر ". وهذه الدعوى مخالفة لنصوص القرآن، والأحاديث الصحيحة، وآثار السلف، والواقع ونفس الأمر في كثير من البلاد والأزمنة، وقد فند المؤلف - أي مؤلف صيانة الإنسان - هذه الدعوى بما أوتي من سعة الاطلاع على كتب الحديث والآثار، فبين ما ورد من الآيات والروايات فيها، وما قاله الأئمة العلماء في تفسيرها وما في معناها من فشو البدع، ثم يقول العلامة الشيخ رشيد رضا: "وجملة ما يقال عن هذا الكتاب أنه ليس ردا على الشيخ دحلان وحده، ولا على من احتج بما نقله عنهم من الفقهاء مما لا حجة فيه، كالشيخ تقي الدين السبكي، والشيخ ابن حجر الهيتمي المكي، بل هو رد على جميع القبوريين، والمبتدعة، حتى الذين جاءوا بعده إلى زماننا هذا "قلت: هكذا وصف العلامة الشيخ رشيد رضا هذا الرد المحكم، فوجب عليك أن تطالعه، وكتاب غاية الأماني في الرد على النبهاني، للعلامة الإمام أبي المعالي محمود شكري الألوسي، وأن تجرد نفسك عن التعصب لأحد كائنا من كان إلا للحق وحده، والله جل وعلا سوف يفتح عليك، ويشرح صدرك للحق، ولا أريد أن أنقل لك الأمثلة الكثيرة التي استدل بها الشيخ دحلان على دعواه الباطلة من مخالفته طريق الحق والصواب في كتابه "الدرر السنية في الرد على الوهابية" وقد رد عليه العلامة بشير في كتابه هذا المبارك "صيانة الإنسان" وعلى كل دليل باطل استدل به على زعمه الباطل، فأورد لك مثالا واحدا، فانظر ثم انظر كيف استدل به على دعواه الباطلة من جواز نداء الأموات.
(/ 26)
قال العلامة بشير في صيانة الإنسان: "قوله" أي قول الدحلان "وروى البخاري عن أنس رضي الله تعالى عنه، أن فاطمة رضي الله تعالى عنها قالت لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يا أبتاه "إلى قوله: ففي هذا الحديث أيضا نداؤه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ... ". 
أجابه العلامة بشير رحمه الله تعالى بقوله: "هذا ليس من النداء في شيء، بل هو ندبة، يرشدك إلى هذا كون هذا الكلام صادرا وقت الوفاة، ووقوع لفظ النعي فيه، وزيادة الألف في آخره لمد الصوت المطلوب في الندبة، فالقول بكونه نداء أدل دليل على جهل قائله ". قلت: هذا الحديث أخرجه البخاري، والإمام أحمد في المسند، والنسائي وابن ماجة، والدارمي في سننهم، وتكلم عليه الحافظ في الفتح بقوله: "(يا أبتاه) كأنها قالت: يا أبي، والمثناة بدل من التحتانية، والألف للندبة، ولمد الصوت، والهاء للسكت ". قلت: هكذا مبلغ علم دحلان في السنة النبوية وعلمه في اللغة العربية ومع ذلك فهو شيخ الإسلام وحجة الأنام، ومفتي الأنام فلا حول ولا قوة إلا بالله العظيم، ولقد صدق المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه الصحيح الذي أخرجه البخاري من الجامع الصحيح وكذا مسلم ، والإمام أحمد في مسنده، والترمذي في الجامع وكذا ابن ماجة، والدارمي في سننه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينزعه عن الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤساء جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ". هكذا كانت الأحوال في مكة المكرمة وغيرها من المدن الإسلامية بسيطرة هؤلاء الجهلة على مناصب هامة من الدولة، وعن طريقهم فشت البدعة، وظهرت الفتن والشرك، وخفي على الناس أمر دينهم الصحيح الذي أنزل الله تعالى به الكتب، وأرسل الرسل.
(/ 27)
استدل هذا شيخ الإسلام، ومفتي الأنام المزعوم على جواز نداء الميت بعد الموت بحديث ضعيف أخرجه الإمام أبو القاسم الطبراني في معجمه الكبير، عن أبي أمامة رضي الله تعالى عنه بسياقة طويلة، وفيه التلقين للميت بعد الموت. قال الشيخ دحلان: "وفي التلقين الخطاب والنداء، وقد ذكره كثير من الفقهاء، واستندوا في ذلك على هذا الحديث، فكيف يمنعون النداء مطلقا " 
أجابه العلامة بشير بجواب مفصل ومقنع، واستند رحمه الله تعالى على عدم صحة هذا الخبر، ونقل عن أئمة الجرح والتعديل ما يكفي ويشفي في هذا الباب، ثم نقل عن الإمام ابن القيم من كتابه "الروح" أنه قال: "وحاصل كلام الأئمة أنه حديث ضعيف، والعمل به بدعة، ولا يغتر بكثرة من يفعله، وفي نزل الأبرار:" وقد أنكر هذا التلقين جماعة من أهل العلم وبدعوه "؛ انظر ذلك في الهدي النبوي وغيره، كثمار التنكيت للمؤلف قلت: والحديث أورده صاحب مجمع الزوائد وقال في نهاية الحديث: "رواه الطبراني في الكبير، وفيه من لم أعرفه جماعة" قلت: لأن في سنده عاصم بن عبد الله بن عاصم بن عمر بن الخطاب العدوي أيضا قال الذهبي : "ضعفه مالك" وقال يحيى: "ضعيف لا يحتج به" وقال ابن حبان: "كثير الوهم، فاحش الخطأ فترك" وقال أحمد: "قال ابن عيينة: كان الأشياخ يتقون حديثه" وقال النسائي: "ضعيف" وقال أبو زرعة وأبو حاتم : "منكر الحديث". وقال الدار قطني: "يترك، وهو مغفل" وفي الختام أدعو الله جل وعلا، وأتضرع إليه سبحانه وتعالى أن يهدينا جميعا صراطه المستقيم، ويرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، ويجعلنا من دعاة الحق وأنصاره، {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم} (الحشر: من الآية 10) وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه
(/ 28)
أجمعين.
توثيق النص
الموضوع: عرض نقد لما كتبه الدكتور محمد علوي المالكي حول الكوثري والدحلان
المؤلف: الشيخ عبد القادر بن حبيب الله السندي
رقم العدد: 27
رقم الصفحة: 46-69
سنة النشر: محرم 1395 ه
عمادة البحث العلمي - جميع الحقوق محفوظة 1423 ه / 2002 م
(/ 29)
سبب توبة كمال الدين عمر المراغي من الصوفية 
يقول أبو العباس: حدثني الثقة (يعني المراغي) الذي رجع عنهم لما انكشف له أسرارهم أنه قرأ عليه فصوص الحكم لابن عربي، قال: 
فقلت له: هذا الكلام يخالف القرآن. 
فقال: القرآن كله شرك، وإنما التوحيد في كلامنا. 
قال فقلت له: فإذا كان الكل واحدا فلماذا تحرم علي ابنتي وتحل لي زوجتي؟ 
فقال: لا فرق عندنا بين الزوجة والبنت، الجميع حلال، لكن المحجوبون قالوا: حرام، فقلنا: حرام عليكم. 
المرجع: كتاب الصفدية 1/244 لابن تيمية، أما الثقة الذي حدث ابن تيمية بذلك، فهو كمال الدين المراغي (ت 732 ه) انظر الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي (ت 842) ص 215. نقلا عن (أخبار جلال الدين الرومي) لأبي الفضل القونوي ص67-68. 
قلت -أي المنهج-: 
وهذا هو غاية المنتهى ونهاية الصفاء !! 
وهذه الأسرار .. وكلام لا يفهمه إلا خواص الخواص .. من بلغ به اليقين !! فأنظر بعين البصيرة يا ذا العقل السليم .. 
يقول أبو الفضل القونوي: 
"ومن هذه النظرة إلى الأشياء انطلقت الإباحية الوجودية في التراث الصوفي كله شعره ونثره، وأصبح مجون أئمة الزندقة هؤلاء أسرارا إلهية، وأحوالا رحمانية، وحكمة مستورة عن أهل الظاهر هذا صوفي معاصر للعفيف التلمساني والجلال الرومي اسمه الحاج بكداش (ت تقريبا 670 ه) هذا الذي تنسب إليه البكداشيه، يروى عنه هذا الإسفاف في كتاب عن مناقبه: 
مر الحاج بكداشمارين يتسافدان، فقال لرفيقه الملا سعيد الدين: أتحب أن تكون العالي منها أم السافل؟
(/ 2)
فلما قال سعد الدين: بل العالي. قال الحاج بكذاش: مازال عرق التعصب فيك سالما لم يجف، هلا قلت: السافل حتى تذوق لذة المعطي 
[أوزن فردوسي، مناقب الحاج بكذاش الولي ص63-64، نشر عبدالباقي، مكتبة الانقلاب اصطمبول 1958 م] 
وكذلك كتاب المناقب بالعربية مثل: الشعراني (ت 973 ه) والمناوي (ت 1031 ه) والنبهاني (1350 ه)، لا تخلو كتب مناقب أوليائهم عن هذا وشبهه، انظطلاقا من هذة النظرة الوجودية التلمسانية 
هذا واصل صوفي اسمه الشيخ علي وحيش عاش في مصر ومات سنة (917)، روى الشعراني والنبهاني له ما يلي: 
(... وكان إذا رأى شيخ بلد أو غيره ينزله عن حمارته ويقول: أمسك لي رأسها حتى أفعل بها، فإاذ امتنع سمره في الأرض فلا يستطيع أن ينقل خطوة واحدة، وإن أطاع حصل له خجل عظيم من المارة الناظرين إليه) 
وهذه كرامة أخرى تلمسانية صوفية، ذكرها النبهاني أيضا في أوسع كتب مناقب أولياء الصوفية، ولو كان يعرف الفارسية لضم مناقب الأفلاكي إلى كتابه لأنها على شرطه! 
حكى قصة ولي يقال له علي العمري فذكر -والصراحة في التعبير منقولة عنه- أنه غضب على خادمه وهما في الحمام، فعزم (عزمة كمل الصوفية!) على تأديبه، فأخذ بإحليل نفسه بيديه الاثنتين وأخرجه من تحت إزاره، فطال طولا عجيبا حتى بلغ كتفه بل جاوزها، ثم جعل يوقع بإحليله على خادمه جلدا جلدا، أما الخادم فيتلوى من الألم وشدته فلما رأى الولي (المطاطي) بلوغه الكفاية في التأديب، جعل إحليله يرجع إلى خلقته الأولى. 
وإني لجد معتذر أيها القارئ، مما نقلته إليك .. مما يخدش الحياء، لا أقول بأظافير الخنا بل بمخالبه! "
من كتاب [أخبار جلال الدين الرومي] ص68-69
أعده
أبو عمر الدوسري (المنهج) - شبكة الدفاع عن السنة
العائدون
العائدون إلي العقيدة
موقع صحوة الشيعة
موقع مهتدون
الملل النحل
(/ 3)
الصفحة الرئيسية
مواقع اسلامية
(/ 4)
سخافة عقول الصوفية، اسأل الله العافية 
الصوفية من أكثر سخافة الطوافة للعقول، فقد استحكمت فيهم خسارة الدين والعقل، فلا دين يوعظون به، ولا عقل يعتبرون به، وسوف أذكر إشارة بعض سخافاتهم مع ذكر مصدره، وراجعه إن شئت وإلا فاكتف بالإشارة واسأل الله العافية، واحمده على نعمة الهداية التوحيد والسنة. 
منهم ولي مكث أربعين سنة لم يأكل ولم يشرب !! 
[جامع الكرامات للنبهاني: 1/299]. 
منهم ولي ينام سبع عشرة سنة ثم يقوم ليصلي بدون وضوء !! 
[جامع الكرامات للنبهاني: 2 / 428- 429]. 
ومنهم من يقول لعصاه: كوني إنسانا فتكون إنسانا، فتذهب وتقضي حوائجه ثم تعود كما كانت !! .
[جامع الكرامات: 1 / 296-297]
ومنهم من زعموا أنه لم يدخل الحمام قط !!! 
[طبقات الشعراني: 1 / 46]. 
ومنهم من بوله كالحليب !!!!! 
[طبقات الشعراني: 2/140]. 
ومنهم: من يجر سفينة أخذها الوحل بخصيتيه !!!!!!!!!!! 
[جامع الكرامات: 2/46] 
ومنهم من لا يدخل الحمام إلا كل ثلاثة أشهر !!!!
(/ 2)
[جامع الكرامات: 2/366]. 
ومنهم من يجلد خادمه بإحليل نفسه !!!!!! ، بعد أن مده فطال طولا عجيبا و وضعه على كتفه فلما فرغ عاد إلى طوله الأول !!!!! 
[جامع الكرامات: 2/396 ] 
ومنهم: من زعم أن الجيلاني أمر الملائكة أن تسجد لأحد الأولياء !!!!!!! 
[الفتح الرباني: 370]. 
ومنهم: من زعم أن الكعبة تطوف حول أوليائهم خارج مكة !!!! 
[نشر المحاسن: 33] 
فهذه بعض سخافات الصوفية الملاحدة وما بقي أطم وأعظم. 
وللفائدة: هذا النبهاني صاحب: (! كرمات الأولياء !!!)، له كتاب: (شواهد الحق) من أقذر الكتب وأقبحها، فانتهض إليه أسود التوحيد والسنة فأبطلوا بنيانه وأخرسوا لسانه، وهو حي يرزق ذلك الحين !!! ، فرد عليه شيخ مشايخنا سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى، وله فيه قصيدة [ديوانه: 89] مطلعها: 
وقفت على نظم حوى الكفر والشرا ****** صاحبه خب لئيم وقد اجري 
ينابيع كفر في تقاسيم غية ** **** فحرر في تقسيمة الإفك والشعرا 
إلي آخر قصيدته، كما رد عليه شيخ مشايخ الأشياخ: أبو المعالي الألوسي رحمه الله تعالى في كتابه منقطع النظير: (غاية الأماني في الرد على النبهاني) مطبوع في مجلدين من وقف عليه ظهر له مبلغ ضلال الرجل وغيه 
ويوجد غير ذلك من الردود ألتي يتأكد علينا جميعا قرائتها والنظر فيها: ففيها كل ما يكشف شبه القوم، فلم يأت أتنباعهم بجديد، لأنهم على دين آبائهم ومشايخهم، يتكلون بلسانهم وحجتهم، والحمد لله 
*** 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله 
جزاكم الله خيرا، يرفع ذكرى وموعظة وكشفا لحال زنادقة التصوف 
وهنا: تسكب العبرات على التوحيد، وتتقطع علائق القلوب خوفا من الشرك ومن حبائل إبليس، وتنفجر براكين الغيرة لنصرة التوحيد، ورفع منار السنة على أيدي أفراد الرجال قبل جماعاتهم.
(/ 3)
وهنا: يعلم المسلم الذي وفقه الله تعالى إلى الخير، وسلك الصراط المستقيم أنه إذا تقاصر عن تعلم التوحيد، والدعوة إليه، وتكراره في كل مقام، وفي سائر الأحوال، وفوق ذلك كله فزعه إلى الله تعالى واللجوء إليه سائلا منه الثبات، فإذا لم يحصل هذا ، وفرطنا فيه، وتقاعسنا عنه، وإلا فلا تستغرب أن يكون في الأمة أئمة ضلالة مثل هؤلاء، وتلوك ألسنتهم بأمثال هذه العبارات الشيطانية الكفرية، كما حصل لقوم نوح لما نسي العلم وفشا الجهل عبدوا الأوثان من دون الله تعالى. 
فحق على كل من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى أن يجدد التوحيد في قلبه، ويشعل حماس الدعوة إليه، ويعيد النظر في كتب التوحيد، وتدريسها، وشرحها، واختصارها، ونظمها، والعمل بها دوما، ولا حول ولا قوة إلا بالله. 
*** 
الحمد لله. 
ذكر الزبيدي !! في كتابه (طبقات الخواص: 65) في ترجمة أبي العباس أحمد بن أبي الخير المعروف بالصياد: أنه نام ساجدا سنة كاملة في البراري !! 
وأنه كان يطرأ عليه حال الفناء حتى كان يقيم أياما مطروحا تسفي عليه الرياح وينبت عليه العشب !!! 
بالله عليكم أي سخافة هذه السخافة ؟! 
**** 
قال الزبيدي في طبقات الخواص: 71، في ترجمة: أحمد بن علوان الصوفي: 
(وقبره ظاهر معروف مقصود للزيارة والتبرك من الأماكن البعيدة !! لا سيما آخر جمعة من شهر رجب !!!! فإن أهل تلك النواحي يقصدونه من كل موضع أهل تعز أو غيرهم ويخرجون بالنساء والأولاد وقرية الشيخ المذكور محترمة !!!! ومن استجار !!! بها لا يقدر أحد أن يناله بمكروه نفع الله به وبسائر عباده الصالحين آمين ..). 
**** 
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
(/ 4)
قال الزبيدي في "طبقات الخواص" (ص: 98) في ترجمة إسماعيل بن محمد ابن ميمون الحضرمي: (ومن ذلك - أي كراماته !! - أنه قد اشتهر بين الناس أن من قبل قدم الفقيه إسماعيل دخل الجنة !!)، ثم ذكر رؤيا رآها أحد الأشخاص في النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقول ذلك !! ، قال اليافعي: وكان الجلة من العلماء يقبلون قدمه !! 
قلت: تبا لهؤلاء العلماء ما أذلهم وما أضلهم !!! .
وذكر الزبيدي (ص: 97) أن من ألقابه : موقف الشمس !!! ، حيث تأخر عن دخول مدينة زبيد وخشي أن تقفل الأبواب من دونه !! فأشار إلى الشمس أن تقف !! فوقفت حتى قدم المدينة والباب مفتوح !!! .
قلت: وهذه كذبة تخترق الآفاق، وكرامة حمل الريح له، أو فتح الباب له !! أقرب لقبول العقول من هذه الفرية !!! .
ونقل الزبيدي (ص: 100) أنه قال: وضع الكون بين يدي وقيل لي: يا إسماعيل اختر، فاخترت الآخرة على الدنيا، واخترت الله عوضا عنها وعن نفسي !! .
قلت: صح أن النبي صلى الله عليه وسلم زويت له (الأرض)، وهذا (جمع) له، وأي رغبة له عن الدنيا وهو يقول عن نفسه (الكون كله!): زهدت في كل شي إلا المرأة الحسناء (ولم يقل الصالحة !! ) والدابة النفيسة !! ، وكثر تزوحه بالنساء حتى صار يأمر أولاده بأن لا يتزوجوا إلا بكرا خشية أن يتزوجوا من قد تزوجها من قبل !!! [طبقات الخواص: 101].
فائدة: الزبيدي مؤلف "طبقات الخواص" هو صاحب المختصر لصحيح البخاري المسمى ب (التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح)، وكتابه "طبقات الخواص" كشف عن سوء عقيدته! .
فائدة أخرى: سألني - مختبرا - شيخ الحنابلة وخاتمة المسندين شيخنا الشيخ المعمر العلامة الأثري عبدالله بن عقيل - بارك الله في عمره -: أيهما أفضل "مختصر الزبيدي" أم "مختصر الألباني" ؟! .
فأجبت: "مختصر الزبيدي" أشهر! .
(/ 5)
فقال: ما عن الشهرة سألتك! ، وإنما أيهما أفضل؟! 
فقلت: "مختصر الألباني". 
فقال: نعم، لأنه أبقى أحاديث الصحيح وإنما هذب أسانيدها وحذف المكرر وأبقى الأبواب على ما هي عليه بعكس "مختصر الزبيدي" 
أبو ريان الطائفي 
كان الله في عونه ونصرته 
أرباب الطريقة 
منوعات 
من كلام الأئمة 
كتب عن الصوفية 
جولات مع الصوفية 
شبهات وردود 
صوتيات عن الصوفية 
فرق الصوفية 
شخصيات تحت المجهر 
العائدون إلي العقيدة 
الملل النحل 
الصفحة الرئيسية 
مواقع اسلامية
(/ 6)
بسم الله الرحمن الرحيم سوبر مان صوفي هنآك ظاهرة عند الصوفية يسمونها التطور فمنهم من يري في عدة صور تارة تراه رجلا وتارة تراه سبعا وتارة فيلا وتارة صبيا وتارة بعينين وأخرى بسبعة أعين ومن الممكن آن يقطع بالسيوف قطعا ويظل حيافتعال لترى دنيا العجائب مع الصوفية او بالأحرى تعال لتقرأ عن دين الخرافة الذي جسم على قلب الأمة دهرا طويلا من الزمان ...  والله المستعان. أولا: الشيخ حسين أبو علي رضي الله عنه قال عنه الشعراني الصوفي في الطبقات 2/87 "كان هذا الشيخ رضي الله عنه من كمل العارفين وأصحاب الدوائر الكبرى وكان كثير التطورات تدخل عليه بعض الأوقات تجده جنديا ثم تدخل فتجده سبعا ثم تدخل فتجده فيلا ثم تدخل فتجده صبيا وهكذا ومكث أربعين سنة في خلوة مسدودة بابها ليس لها غير طاقة يدخل منها الهواء وكان يقبض من الأرض ويناول الناس الذهب والفضة وكان من لا يعرف أحوال الفقراء يقول هذا كيماوي سيماوي ". وهذا من كمل العارفين !! حتى لا يحتال أحد ويقول انه مجنون وقد قلت حتى لو كان مجنونا فأي دين هذا الذى يعتني بقصص المجانين ويودعها كتابا يتحدث فيه عن الأولياء وانتبه إلي قول الشعراني: من أصحاب الدوائر الكبيرة فضع تحتها ألف خط إلى أن أحدثك عن تصرفهم في الكون.                                                                                           ثانيا: نفس هذا الشيخ قال الشعراني: "فدخلوا على الشيخ فقطعوه بالسيوف وأخذوه في تليس ورموه على الكوم واخذوا على قتله ألف دينار ثم أصبحوا فوجدوا الشيخ حسينا رضي الله عنه جالسا فقال لهم: غركم القمروكانت النموس تتبعه حيث مشى في شوارع وغيرها فسموا أصحابه بالنموسية وكان رضي الله عنه بريئا من جميع ما فعله أصحابه من الشطح الذى ضربت به رقابهم في الشريعة ". وتأمل قوله: في الشريعة أما في الحقيقة فهيهات !! وهذا يبين أن الأمة رغم سيطرة الصوفية كان فيها من يحاكم هؤلاء الزنادقة المتسترين بالإسلام، واقرأ كيف قتل الحلاج وغيره.


(/ 1)
ثالثا: شيخنا أبو علي هذا كان من جماعته: الشيخ عبيد 
وهذآ سوبر مان لأبعد الحدود! 
قال عنه الشعراني: "واخبرني بعض الثقات انه كان مع الشيخ عبيد في مركب فوحلت، فلم يستطع أحد آن يزحزحها 
فأجابته الشيخ عبيد: اربطوها في بيضي (الخصيتين) بحبل وأنا انزل اسحبها 
ففعلوا (طبعا مع ستر العورة !!) فسحبها ببيضه حتى تخلصت من الوحل إلى البحر، مات رضي الله عنه في سنة نيف وتسعين وثمانمائه ". 
(بدون تعليق) 
رابعا: سيدي الشيخ محمد الغمري 
قال عنه الشعراني في الطبقات 2 / 87 
(أحد أعيان أصحاب سيدي احمد الزاهد رضي الله عنه 
كان من العلماء العاملين والفقراء الزاهدين المحققين سار في الطريق يسيرة صالحة وكانت جماعته في المحلة الكبرى وغيرها يضرب بهم المثل في الأدب والاجتهاد 
قال: ودخل عليه سيدي محمد بن شعيب الخيسي يوما الخلوة فرآه جالسا في الهواء وله سبع عيون 
فأجابته له: الكامل من الرجال يسمى أبا العيون ". 
طبعا كل الناس ناقصون إلا حضرة الشيخ !!! 
فهل تشك أن هذا الشيخ كان ملبوسا بالجن أو جنا متلبسا بالإنس؟ 
أنا لا اشك 
خامسا: ومنهم سيدنا ومولانا شمس الدين الحنفي 
الطبقات 2 / 88 
"كان رضي الله عنه من أجلاء مشايخ مصر وسادات العارفين صاحب الكرامات الظاهرة والأفعال الفاخرة والأحوال الخارقة والمقامات السنية" 
إلى أن قال: "وهو أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود، وصرفه في الكون". 
إلى أن قال: "قال الشيخ أبو العباس: وكنت إذا جئته وهو في الخلوة اقف على بابها فإن قال لي ادخل دخلت، وان سكت رجعت 
فدخلت عليه يوما بلا استئذان فوقع بصري على أسد عظيم 
". فغشي علي فلما أفقت خرجت واستغفرت الله تعالى من الدخول عليه بلا إذن 
"وقد مكث في خلوته سبع سنين تحت الأرض ابتدأها وعمره أربع عشرة سنة". 
قال الشيخ أبو العباس رضي الله عنه ": ولم يخرج الشيخ من تلك الخلوة حتى سمع هاتفا يقول: يا محمد اخرج انفع الناس ثلاث مرات
(/ 2)
قآل له في الثالثة إن لم تخرج وإلا هيه 
فأجابته الشيخ: فما بعد هيه إلا القطيعة، قال الشيخ فقمت وخرجت إلى الزاوية فرأيت على الفسقية جماعة يتوضؤون فمنهم من على رأسه عمامة صفراء ومنهم زرقاء، ومنهم من وجهه وجه قرد، ومنهم من وجهه وجه خنزير، ومنهم من وجهه كالقمر، فعلمت أن الله أطلعني على عواقب أمور هؤلاء الناس، فرجعت إلى خلفي وتوجهت إلى الله تعالى فستر عني ما كشف لي من أحوال الناس وصرت كآحاد الناس ". 
وصدق شيخ الإسلام: إن هؤلاء لما عاشوا في البدعة مع أورادهم المبتدعة والرهبانية المحرمة مع ترك الجمع والجماعات تنزلت عليهم الشياطين فجرت على أيديهم بعض الخوارق لإضلال الناس 
لكن انظر إلي تزكية النفس والتظاهر بالمساواة مع الناس 
وللحديث تتمة إن شاء الله. 
[كتب هذا المقال بتاريخ ... ونشر بالساحة الإسلامية]. 
كتبه ... الموحد
(/ 3)
عالم من المغرب يتحدث عن الصوفية
من لقاء موقع الشبكة الإسلامية
مع فضيلة الشيخ محمد بن الأمين بوخبزة
من علماء المغرب
----------------------------- ------
5- لكم جهاد كبير شيخنا في محاربة التصوف الغالي والبدعة بكل أنواعها؛ فهل تعتقدون أن المحيط الإسلامي يستجيب لدعاة الإصلاح والالتزام بنهج النبي صلى الله عليه وسلم؟ وهل ترون الدعاة قد قاموا بواجبهم تجاه نصرة السنة؟ 
الجواب: 
التصوف، هذا الأخطبوط والسرطان الفتاك، هو المسؤول الأول بعد فشل كل محاولة في محاربته والقضاء عليه - عن تأخر المسلمين وقعودهم عن اللحاق بركب الحضارة السليمة الصالحة، والتقدم العلمي الذي لا حياة كريمة بدونه، بما بثه ويبثه في النفوس والعقول من الخنوع والخضوع والخمول والذل، وإلغاء وظيفة العقل، والغلو في البشر وتأليههم وما إلى ذلك مما تطفح به مصادره القديمة والحديثة من مصائب وتعاليم وثنية على رأسها: عقيدة الاتحاد والحلول، ووحدة الوجود، التي لا تصوف بدونها، والتي يدندن حولها جميع مشايخ الصوفية المشهورين، وزاد الطين بلة سكوت العلماء عن هذا البلاء الماحق، بل وتأييد عدد كبير منهم لهم شفقة من الإرهاب الفكري الذي يمارسه عليهم الصوفية ويتواصون به ومن الكلمات الشائعة بين العامة في هذا المجال قولهم: "سلم للخاوي تنج من العامر".
(/ 2)
واستجابة الناس ولا سيما الشباب للدعاة الصالحين محدودة لأسباب كثيرة على رأسها تأييد بعض ذوي الشأن للصوفية لحاجة في نفس يعقوب، وفيما يتعلق بالشباب: غرته والبطالة واستيلاء اليأس عليه، فهو بين أمرين: إما الثورة على الكل والإلحاد والتحرر من الدين والقيم، أو الارتماء في أحضان الزوايا والشيوخ الذين يبشرونه بنعيم الولاية والعرفان، ولكن بعد الخلوة وفقدان العقل والإيمان، ولله عاقبة الأمور .. وأنا أقول هذا بعد تجربة شخصية، ودراسة ميدانية، ومعرفة كافية بالتصوف، ومخالطة لطرق شتى منه ولأهلها، ولا يغرنك ما يردده المغفلون من التحلية والتخلية، والأحوال الربانية، فإن الصالح من ذلك هو مقام الإحسان الذي جاء في حديث جبريل، وهو من الدين الإسلامي الخالص، وقد كان هذا مضمن البعثة المحمدية قبل أن يخلق التصوف اللقيط. 
نقلها 
أبو عمر المنهجي - شبكة الدفاع عن السنة 
أرباب الطريقة 
منوعات 
من كلام الأئمة 
كتب عن الصوفية 
جولات مع الصوفية 
شبهات وردود 
صوتيات عن الصوفية 
فرق الصوفية 
شخصيات تحت المجهر 
العائدون إلي العقيدة 
الملل النحل 
الصفحة الرئيسية 
مواقع اسلامية
(/ 3)
عبدالقادر الجيلاني بين أهل السنة والصوفية 
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد: 
فاطلالة على سيرة الشيخ عبدالقادر من مظانها السنية، كطبقات الحنابلة وكتب شيخ الإسلام .. لا من يفتري عليه كأصحاب الجبات الصوفية والقائمين على المزارات الشركية قاتلهم الله .. 
من هو الشيخ عبدالقادر الجيلاني؟! 
الشيخ الزاهد عبدالقادر الجيلاني .. أحد علماء الحنابلة .. له كتاب "الغنية" في مذهب أحمد .. 
هذا الشيخ المظلوم .. وقد ظلمه أصحاب التصوف والقبوريون فكذبوا عليه .. حتى وصل ببعضهم أن يستغيثون به من دون الله .. وسنرى .. أن هؤلاء المشركون هم أنفسهم يخالفون الشيخ عبدالقادر من الكتب التي عندهم وينسبونها للشيخ .. 
تنبيه: أن التصوف عند السلف بمعنى الزهد، أما اليوم فهي الابتداع بالدين واختراع طرق واتباع بدع وتشريع ما لم يشرع الله .. أنظر -بعد قليل - كيف يقرر الشيخ عبدالقادر عقيدة السلف وأنظر للقادرية ومن ينتسبون لعبدالقادر كيف يشركون بالله ويخالفون أمر الله الذي قرره وأكد عليه الشيخ في كتبه !! 
أنظر كيف يطوفون بقبره ويصيرونه ندا لله .. قاتل الله أصحاب الجبايات الذين يضلون الناس ليكسبوا من هذه المزارات الدراهم الكثيرة .. 
سئل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي: 
هل كان عبد القادر الجيلاني على عقيدة أهل السنة والجماعة وأن تلاميذه عظموه بعد وفاته؛ لأنني قرأت هذا في بعض الكتب؟ 
فأجاب:
(/ 2)
نعم عبد القادر الجيلاني من الصالحين، ومن الحنابلة ولكن الناس عكفوا على قبره، وغلوا فيه ودعوه من دون الله، وهو لا يرضى بذلك، وهو من العلماء الأفاضل - من علماء الحنابلة وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - وله كتاب الغنية، ومن ذلك ما ذكر شيخ الإسلام عنه قصة: 
وهو أن الشياطين تستولي على بعض الناس، وتغريهم بالشرك، وتتسلط على المشركين، ومن ذلك أن بعض الشياطين تدخل في القبور، وتخاطب من يدعوها من دون الله، ويسمع منها الصوت مثل العزى، كان يسمع منها الصوت، فيظن المشرك إذا دعاه، وقد يقضي له حاجته، فيظن أن الميت هو الذي دعاه، وقد ينشق القبر، ثم يخرج الشيطان في صورة الميت، ويسلم عليه، ويقول: أنا أقضي لك حوائجك حتى يغريه بالشرك، ويشجعه على الشرك، هكذا ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - يأتي ويقول: ذكر عني أنه رآني شخص بصورتي في البلد الفلاني، وأنا في البلد الفلاني، هذا شيطان تشبه به 
ومن ذلك ما يحصل من الشياطين ما حصل لعبد القادر الجيلاني قال: رأيت عرشا بين السماء والأرض، فناداني صوت قال: يا عبد القادر أنا ربك قد أسقطت عنك الفرائض، وأبحت لك المحارم كلها، أسقطت عنك جميع الواجبات، قال: فقلت له: اخسأ يا عدو الله، فتمزق ذلك العرش، وذلك النور، وقال: نجوت مني بحلمك وعلمك يا عبد القادر وقد فتنت بهذه الفعلة سبعين صديقا أو كما قال. قيل له: كيف عرفت يا عبد القادر أنه شيطان. قال: عرفت بقوله: أسقطت عنك الواجبات، وأبحت لك المحرمات، وعرفت أن الواجبات لا تسقط عن أحد إلا من فقد عقله، وقال: إنه لم يستطع أن يقول: أنا الله، بل قال: أنا ربك.
(/ 3)
فهذه من القصص التي ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عن عبد القادر الجيلاني - رأى عرشا بين السماء والأرض ويخاطبه فالشياطين لهم شيطنة يتسلطون على بعض الناس، وعباد القبور وغيرهم، يشجعونهم على الشرك، ويؤذونهم، حتى إذا ترك الشرك يؤذيه الشيطان حتى يفعل الشرك إذا تأخر عن الشرك آذاه ولو ما يذبح لغير الله آذاه، وتسلط عليه، قال الله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون حتى إن بعضهم - بعض عباد القبور - يزحف أو يأتي كأنه ساجد حتى يصل إلى القبر، يقول، ولا يستطيع يمشي وهو مستقيم، لو يمشي وهو مستقيم سقط خبطه الشيطان، حتى يمشي وهو راكع، أو يزحف على ركبتيه، وإذا غير هذه الحالة ما استطاع.
وهذا مشاهد وواقع في قصص كثيرة من هذا، وأنا ذكر لي بعض المصريين الحجاج يقول: إنه يذبح للسيد البدوي وبعضهم يقول: يذبح في العام مرة، ويقول: علي ذبيحة لأهل الله، هذا ولي لأهل الله، علي ذبيحة لأهل الله، ويقول: إني أردت مرة أن أترك الذبح، أو تأخرت عن الذبح، فجاءني في الليل جمل فتح فاه، يريد أن يأكلني فما تخلصت حتى ذبحت - حتى ذبح للبدوي - فهذا من تلاعب الشياطين، والشياطين تتسلط عليهم كما قال الله: إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم به مشركون.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
((قلت: ولهذا يقول الشيخ عبد القادر - قدس الله روحه -
(/ 4)
كثير من الرجال إذا وصلوا إلى القضاء والقدر أمسكوا وأنا انفتحت لي فيه روزنة فنازعت أقدار الحق بالحق للحق والرجل من يكون منازعا لقدر لا موافقا له وهو - رضي الله عنه - كان يعظم الأمر والنهي ويوصي باتباع ذلك وينهى عن الاحتجاج بالقدر)) (8/303 )
وقال:
((وأما أئمة الصوفية والمشايخ المشهورون من القدماء:
مثل الجنيد بن محمد وأتباعه ومثل الشيخ عبد القادر وأمثاله فهؤلاء من أعظم الناس لزوما للأمر والنهي وتوصية باتباع ذلك وتحذيرا من المشي مع القدر كما مشى أصحابهم أولئك وهذا هو "الفرق الثاني" الذي تكلم فيه الجنيد مع أصحابه. والشيخ عبد القادر كلامه كله يدور على اتباع المأمور، وترك المحظور والصبر على المقدور ولا يثبت طريقا تخالف ذلك أصلا لا هو ولا عامة المشايخ المقبولين عند المسلمين ويحذر عن ملاحظة القدر المحض بدون اتباع الأمر والنهي)) (8/366)
وهنا أنظر الصوفيين مع هذا الشيخ الجليل وكيف يصيرونه وثنا يعبدونه من دون الله بالطواف على قبره والصلاة إليه والذبح وتقديم القرابين والاستغاثة به وغير ذلك .. ثم نتبع بكلامه الذي يفضح ادعاءات الصوفية ويبين كذب اتباعهم له.
يقول الشيخ عبدالرحمن بن حسن في كشفه (كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس) ص261-264:
(/ 5)
"وكذلك ما كان يفعله أهل العراق، والمغرب، والسواحل، من البناء على قبر عبدالقادر الجيلاني، وبناء المشاهد لعبادة عبدالقادر، كالمشهد الذي في أقصى المغرب، وينادونه من مسافة أشهر؛ بل سنة لتفريج كرباتهم، وإغاثة لهفاتهم، ويعتقدون أنه من تلك المسافة يسمع داعية ، ويجيب مناديه. 
يقول قائلهم: إنه وويسمع ومع سماعه ينفع 
وهو لما كان حيا يسمع ويبصر، لم يعتقد أحد فيه أنه يسمع من ناداه من وراء جدار، ثم بعد موته صار منهم ما صار، وهل هذا إلا لاعتقادهم أنه يعلم الغيب، ويقدر على ما لا يقدر عليه إلا الله؟

فلو جاز في حق عبدالقادر لجاز في حق من هو أفضل منه بأضعاف، من الخلفاء الراشدين، والسابقين الأولين، والأئمة المهتدين، أن يدعى من تلك المسافة، ويستجيب، لكن الله تعالى صان أولياءه، وخيار أهل الإيمان أن يفعل معه مثل هذا، فأين اعتقاد من اعتقد في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب الإلهية، فخد لهم الأخاديد، وألقى فيها من الحطب، وأضرم فيها النار فقذفهم فيها.

قال ابن عباس: "إنهم يقتلون بالسيف"، وفعله أمير المؤمنين لشدة غيرته على التوحيد، وشدة إنكاره للشرك والتنديد 
. وهذا الذي يفعله هؤلاء مع من ذكرنا إنما هو من تأله القلوب بهم، وشدة اعتقادهم فيهم، وصرف خصائص الربوبية والإلهية لهم 
وعبدالقادر -رحمه الله- لاشك أنه له فضل ودين، وهو حنبلي المذهب، وأكثر أصحاب الإمام أحمد أفضل منه في العلم، وكذلك الإمام أحمد، ومن في طبقته من أئمة المحدثين والفقهاء أفضل من عبدالقادر بالاتفاق، فلو جازت هذه الأمور في حق عبدالقادر لجاز أن تفعل في حق أحد من هؤلاء، بل وفي حق من هو أفضل من الكل كأعيان التابعين ومن قبلهم من الصحابة كالخلفاء الراشدين.
(/ 6)
وعبدالقادر من سائر أهل مذهبه، وله كتاب "الغنية" في مذهب أحمد، وله زهد وعبادة، وليس أفضل من الفضيل بن عياض، وبشر بن الحافي والجنيد، بل أهل العلم يعلمون أن هؤلاء أفضل منه، فهو فاضل بالنسبة لمن دونه، مفضول بالنسبة إلى من ذكرنا من الأئمة قبله، وإن كان يذكر له كرامات الله أعلم بصحة ذلك، وما آفة الأخبار إلا رواتها، فإن صح منها شيء فكرامات الصحابة أعظم، كما وقع لعمر وعلي وغيرهما، فلم يعبدوا لأجل ما وقع لهم من كرامات. 
والكرامة فعل الله تعالى، وليست فعلا لمن وقعت له، ومن أحسن مناقب عبدالقادر أن إبليس تراءى له في غمامة فقال: أنا ربك وقد أبحت لك المحارم، فقال له: اخسأ أنت إبليس، إن الله لا يأمر بالفحشاء، أو قال: {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن} فرحم الله عبدالقادر، فلقد كان لا يرضى بما قد كانوا يفعلونه معه، ولا بمثل قطرة منه. 
وأعظم المحارم التي ينكرها ما كان يفعل اليوم وقبله عند ضريح من الشرك الذي لا يغفره الله، فإنه أعظم ذنب عصى الله به، لا يرتاب في هذا مؤمن. 
وهذا الذي ذكرناه على سبيل التمثيل، وإلا فبناء المساجد، والمشاهد على القبور وعبادتها، قد عمت به البلوى في كثير، وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد يحذر ما فعلوا))، وقال لأم سلمة لما ذكرت له كنيسة بأرض الحبشة، وما فيها من الصور قال: ((أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدا، وصوروا فيه تلك الصور ، أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة)).
(/ 7)
فما أعظم ما وقع من الشرك في كثير من هذه الأمة، فقد ربا على شرك أهل الجاهلية، فإن أولئك أقروا بتوحيد الربوبية وجحدوا توحيد الإلهية، وهؤلاء صرفوا خصائص الربوبية والإلهية لغير الله، فالله المستعان. "اه
قال الشيخ عبدالقادر الجيلاني في كتابه الفتح الرباني:
"يا من يشكو الخلق مصائبه، ايش ينفعك شكواك إلى الخلق !!؟
لا ينفعونك ولا يضرونك وإذا اعتمدت عليهم اشركت في باب الحق عز وجل يبعدونك، وفي سخطه يوقعونك! ..
ويلك أما تستحيي أن تطلب من غير الله وهو أقرب إليك من غيره ".
ويقول:
"لا تدعو مع الله أحدا كما قال {فلا تدعو مع الله أحدا}"
وقال لولده عند مرض موته:
"لا تخف أحدا ولا ترجه، وأوكل الحوائج كلها إلى الله، واطلبها منه، ولا تثق بأحد سوى الله عز وجل، ولا تعتمد إلا عليه سبحانه، التوحيد، وجماع الكل التوحيد "
من كتاب الفتح الرباني والفيض الرحماني ص117-118،159،373 نقلا عن موسوعة أهل السنة للشيخ أبو عبيدة عبدالرحمن محمد سعيد
قول الشيخ الإمام العارف قدوة العارفين الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله روحه
(/ 8)
قال في كتابه تحفة المتقين وسبيل العارفين في باب اختلاف المذاهب في صفات الله عز وجل وفي ذكر اختلاف الناس في الوقف عند قوله {وما يعلم تأويله إلا الله} قال إسحاق في العلم إلى أن قال: والله تعالى بذاته على العرش علمه محيط بكل مكان والوقف عند أهل الحق على قوله إلا الله وقد روى ذلك عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا الوقف حسن لمن اعتقد أن الله بذاته على العرش ويعلم ما في السموات والأرض إلى أن قال ووقف جماعة من منكري استواء الرب عز وجل على قوله: {الرحمن على العرش استوى} وابتدأوا بقوله استوى له ما في السموات وما في الأرض يريدون بذلك نفي الاستواء الذي وصف به نفسه وهذا خطأ منهم لأن الله تعالى استوى على العرش بذاته وقال في كتابه الغنية أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار فهو أن تعرف وتتيقن أن الله واحد أحد إلى أن قال وهو بجهة العلو مستو على العرش محتو على الملك محيط علمه بالأشياء إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان بل يقال أنه في السماء على العرش استوى قال الله تعالى الرحمن على العرش استوى وساق آيات وأحاديث ثم قال وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل وأنه استواء الذات على العرش ثم قال وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف. هذا نص كلامه في الغنية
من كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم 1/175
قال الناظم رحمه الله تعالى
فصل:
هذا وخامس عشرها الإجماع من ** رسل الإله الواحد المنان
فالمرسلون جميعهم مع كتبهم ** قد صرحوا بالفوق للرحمن
وحكى لنا إجماعهم شيخ الورى ** والدين عبد القادر الجيلاني
شرح قصيدة ابن القيم 1 / 432-433
وأبو الوليد المالكي أيضا حكى ** إجماعهم واني ابن رشد الثاني
(/ 9)
وكذا أبو العباس أيضا قد حكى ** إجماعهم علم الهدى الحراني 
وله إ طلاع لم يكن من قبله ** لسواه من متكلم بلسان 
قال الشيخ الإمام شيخ الإسلام سيد الوعاظ أبو محمد عبد القادر ابن الجيلي في كتاب الغنية له: 
أما معرفة الصانع بالآيات والإختصار فهو أن يعرف ويتيقن أن الله واحد أحد إلى أن قال وهو بجهة العلو مستو على العرش يحنو على الملك محيط علمه بالأشياء إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان بل يقال إنه في السماء على العرش كما قال {الرحمن على العرش استوى} وذكر آيات وأحاديث إلى أن قال وينبغي إطلاق صفة الإستواء من غير تأويل وإنه إستواء الذات على العرش قال وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل على كل نبي أرسل بلا كيف وذكر كلاما طويلا 
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((فأمر الشيخ عبد القادر (الجيلاني) وشيخه حماد الدباسي وغيرهما من المشايخ أهل الاستقامة رضي الله عنهم: بأنه لا يريد السالك مرادا قط، وأنه لا يريد مع إرادة الله عز وجل سواها، بل يجري فعله فيه، فيكون هو مراد الحق)). 
ثم قال: ((فأما المستقيمون من السالكين كجمهور مشائخ السلف: مثل الفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم، وأبي سليمان الداراني، ومعروف الكرخي، والسري السقطي، والجنيد بن محمد، وغيرهم من المتقدمين ومثل الشيخ عبد القادر، والشيخ حماد، والشيخ أبي البيان وغيرهم من المتأخرين، فهم لا يسوغون للسالك ولو طار في الهوى أو مشى على الماء أن يخرج عن الأمر والنهي الشرعيين بل عليه أن يفعل المأمور، ويدع المحظور إلى أن يموت، وهذا هو الحق الذي دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف، وهذا كثير في كلامهم.
(/ 10)
وقال شيخ الإسلام أيضا: ((والثابت الصحيح عن أكابر المشايخ يوافق ما كان عليه السلف، وهذآ هو الذى كان يجب آن يذكر
فان في الصحيح الصريح المحفوظ عن أكابر المشايخ مثل بن عياض، وأبي سليمان الداراني، ويوسف بن أسباط، وحذيفة المرعشى، ومعروف الكرخي ، إلى الجنيد بن محمد، وسهل بن عبد الله التستري، وأمثال هؤلاء ما يبين حقيقة مقالات المشايخ.
وقال ابن تيمية عن الجيلاني: ((والشيخ عبد القادر ونحوه من أعظم مشائخ زمانهم أمرا بالتزام الشرع، والأمر والنهي، وتقديمه على الذوق والقدر، ومن أعظم المشائخ أمرا بترك الهوى والإرادة النفسية.
من مقال للدكتور يحيى اليحيى حفظه الله ..
فالشيخ يقر بكرامات الأولياء والصالحين، وما لهم من المكاشفات، وهم على صلاحهم رضي الله عنهم، وهو كما قال الله فيهم: {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
إلا أنهم لا يستحقون من حق الله شيئا، ولا يطلب منهم ما لا يقدر عليه إلا الله، وهم بريئون ممن أشرك بالله كبراءة عيسى من النصارى، وموسى من اليهود، وعلي من الرافضة، وكذلك عبدالقادر الجيلاني رحمه الله بريء من أتباع الشيطان الذين ينتسبون إليه ويتسمون بالفقراء الجيلانية.
ثم يبين الشيخ أن هؤلاء الذين يزعمون حب الصالحين، وهم يخالفونهم، ويشركون مع الله في الدعاء والنذر والذبح وغير ذلك من العبادة التي لا تصلح إلا لله، إن هؤلاء في الحقيقة أعداء الصالحين، أما من هداه الله، فلم يدع إلا الله؛ فهو والله الذي يحبهم؛ لأن من أحب قوما أطاعهم، فمن أحب الصالحين حقيقة يطيعهم، فلا يعتقد إلا في الله كما في طريقتهم
-------------------- - ------------
[وبإمكانك مراجعة المصادر التالية للاطلاع على أقوال الشيخ رحمه والتي ملخصها ما سبق ذكره، ومن أراد التفصيل يرجع إلى المراجع المدونة بالأسفل:
(/ 11)
"مؤلفات الشيخ" القسم الأول / الشخصية: رقم 21 ص 147 
== = = = = =: رقم 8 ص54-55. 
= = = = =: رقم 15 ص 101. 
"مؤلفات الشيخ" القسم الثالث / مختصر السيرة: ص 296 
"مؤلفات الشيخ" القسم الرابع / التفسير: ص282-183 
"مؤلفات الشيخ" القسم الأول / العقيدة -كشف الشبهات-: ص 169. 
= = = -ستة الأصول العظيمة-: ص395-396] 
--------- ---- ----------------------- 
وهذا غيض من فيض .. ولو أردنا التفصيل لطال بنا الحديث 
ولم أرد آن أقف كثيرا مع الصوفيين في كلامهم عن ما يتعقدونه بالجيلاني وادعاء الكرامات منها أنه قاسم الأرزاق ومغيث الملهوف ومجيب الدعاء ومن كراماته أنه يحتلم في ليلة أربعين ليلة ... إلى غير ذلك من الضلال .. 
رحم الله الشيخ عبدالقادر فوالله أنه لا يرضى بما يفعله أدعياء ااتباع الطريقة القادرية !! 
رحم الله الشيخ فقد أهان سيرته وكال الكذب عليه بني صوفان لا كثرهم الله !! 
أعدها 
أبو عمر المنهجي - شبكة الدفاع عن السنة 
أرباب الطريقة 
منوعات 
من كلام الأئمة 
كتب عن الصوفية 
جولات مع الصوفية 
شبهات وردود 
صوتيات عن الصوفية 
فرق الصوفية 
شخصيات تحت المجهر 
العائدون إلي العقيدة 
الملل النحل 
الصفحة الرئيسية 
مواقع اسلامية
(/ 12)
عبدالقادر بن بدران الدمشقي نبذ الصوفية ولزوم منهج السلف 
هو الإمام العلامة المحقق المحدث المفسر الأصولي الشيخ عبدالقادر بن أحمد بن مصطفى ببن بدران الدمشقي -رحمه الله تعالى-، ولد عام (1280-1346ه) في بلدة "دوما" 
عاش ابن بدران في بيئة كانت فيها الصوفية منتشرة، والجهل فيها متفش، وقد قرأ على بعض الشيوخ الذين كان مسلكهم صوفيا، وصرح بفضل الله عليه، وأنه اتبع منهج السلف، الذي هو أحكم والقرون المفضلة، ومنهج الأئمة المصلحين. 
يقول في هذا الصدد: (إنني لما من علي بطلب العلم، هجرت له الوطن والوسن، وكنت أطوف المعاهد لتحصيله وأذهب كل مذهب ... فتارة أطوح بنفسي فيما سلكه ابن سينا ... وتارة أتلقف ما سكبه أبو نصر الفارابي من صناعة المنطق ... ثم أجول في ميادين العلوم مدة - فارتد إلي الطرف خاسئا وهو حسير ... فلما همت في تلك البيداء، ناداني منادي الهدي الحقيقي: "هلم الشرف والكمال، ودع نجاة ابن سينا الموهمة إلى النجاة الحقيقية، وما ذلك إلا بأن تكون على ما كان عليه السلف الكرام من الصحابة والتابعين، والتابعين لهم بإحسان ... ) فهنالك هدأ روعي، وجعلت عقيدتي كتاب الله، أكل علم صفاته إليه بلا تجسيم ولا تأويل ولا تشبيه ولا تعطيل، وانجلى على ما كان على قلبي من رين أورثته قواعد أرسطوطاليس، وقلت ما كان إلا من النظر في تلك الوساوس والبدع والدسائس ... إن من اتبع هواه هام في كل واد، ولم يبال بأي شعب سلك ولا بأي طريق هلك ...) [المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل لابن بدران ص42-43]
(/ 2)
هذا جانب من عقيدته، وهناك جانب آخر لا يقل عنه أهمية، ألا وهو نبذ الخرافة والبدع المنكرة من الصوفية، التي تختلق الكرامات وتنقلها عن أقطابها.
من ذلك قوله -رحمه الله-: "أقول إن نقل الكرامات أصبح أمرا عسيرا، لأن أصحاب الرجل ( الولي والشيخ) يستعملون الغلو دائما، والأخبار تحتمل الصدق والكذب ... "ثم ينقل عن المتصوفة قصصا وأخبرا عجيبة في هذا المجال [منادمة الأطلال ومسامرة الخيال]
يقول الشيخ محمد بن ناصر العجمي متحدثا عن عقيدة ابن بدران:

وحدثني الأديب الكبير علي الطنطاوي، حينما سألته عن العلامة ابن بدران فقال: "كآنت الوهابية تع وحدثني الأديب الكبير علي الطنطاوي، حينما سألته عن العلامة ابن بدران فقال: "كانت الوهابية تعد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق