السبت، 15 أغسطس 2015

الرد على الصوفية وشرك البردة=كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب في قصيدة البردة 

لما نظرت اقع النادي المفضل الصوفية مع هذة القصيدة الشركية وشبه إجماعهم على قبولها وإنشادها وحفظها والعمل بها، وجب التحذير منها، وهذا ما قام به عدد من أهل العلم ومنهم الشيخ الإمام. وهذه هي الوقفة الثالثة وهي التحذير من هذه القصيدة وبيان الشرك الذي احتوته عدد من هذه الأبيات. وهي كذلك في سفر التفسير. والوقفة الرابعة وهي أشد العجب ليس من الجاهليين والذين ليس عندهم الهدى؛ ولكن أشد العجب ممن عنده الكتاب والسنة؛ بل ويشرح بعضها ويفسر بعض الآيات الناهية عن الشرك والغلو ثم هو يقع فيها فما يدري ما يخرج من رأسه! قال: الإمام محمد بن عبدالوهاب: تفسير سورة الفاتحة من مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب ص 13 المجلد الخامس، وقد دلني عليها أخي الحبيب الدر المنثور-: "وأما الملك فيأتي الكلام عليه، وذلك أن قوله: (مالك يوم الدين) وفي القراءة الأخرى (ملك يوم الدين) فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله ك (وما أدراك ما يوم الدين { 17} ثم ما أدراك ما يوم الدين {18} يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله {19} ([سورة الانفطار الآيات: 17/19].(/ 3)فمن عرف تفسير هذه الآية، وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم، مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره، عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها، وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها، فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها، فأين هذا المعني والإيمان بما صرح به القرآن، مع قوله صلى الله عليه وسلم: ((يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا)) [أخرجه البخاري في صحيحة: كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب رقم: 2753، والنسائي في سننه: كتاب الوصايا إذا أوصى لعشيرته الأقربين (6 / 248-250) رقم: 3644، 3646، 3647، من حديث أبي هريرة. من قول صاحب البردة: ولن يضيق رسول الله جاهك بي ***** اذا الكريم تحلي بأسم منتقم فان لي ذمة منه بتسميتي ***** محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم إن لم تكن في معادي آخذا بيدي ***** فضلا وإلا فقل يازلة القدم فليتأمل من نصح نفسه هذة الأبيات معناها ، ومن فتن بها من العباد، وممن يدعى أنه من العلماء واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن. هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله: (يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) وقوله: ((يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا)) لا والله، لا والله لا والله إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق، وأن فرعون صادق، وأن محمدا صادق على الحق، وأن أبا جهل صادق على الحق. لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان.(/ 4)فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة، ومن فتن بها عرف غربة الإسلام وعرف أن العدل واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا، ليس عن التكفير والقتال، بل هم الذين بدءونا بالتكفير وعند قوله: (فلا تدعوا مع الله أحدا) [سورة الجن الآية: 18] .وعند قوله: (أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب) [سورة الإسراء: الآية: 57]. وقوله: (له دعوة الحق والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء) [سورة الرعد الآية: 14]. فهذا بعض المعاني في قوله: (مالك يوم الدين) بإجماع المفسرين كلهم، وقد فسرها الله سبحانه في سورة (إذا السماء انفطرت) ( الإنفطار: 1) كما قدمت لك. " يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في أحد رسائله الشخصية -كما في الدرر السنية 2 / 44- إلى الأخ حسن: "وأما ما ذكرت من أهل الجاهلية كيف لم يعرفوا الالهية إذا أقروا بالربوبية هل هو كذا أو كذا أو غير ذلك.فهو لمجموع ما ذكرت وغيره. وأعجب من ذلك ما رأيت وسمعت ممن يدعي أنه أعلم الناس، ويفسر القرآن، ويشرح الحديث بمجلدات، ثم يشرح (البردة) ويستحسنها، ويذكر في تفسيره وشرحه للحديث أنه شرك، ويموت ما عرف ما خرج من رأسه، هذا هو العجب العجاب !! أعجب بكثير من ناس لا كتاب لهم ولا يعرفون جنة ولا نارا، ولا رسولا ولا إلها "وراجع إن شئت: (حقوق النبي صلى الله عليه وسلم الله عليه وسلم بين الإجلال والإحلال) من إصدار المنتدى الإسلامي (السيف المسلول على عابد الرسول) للشيخ عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي -رحمه الله- فقد تطرق لهذه القصيدة نقله أبو عمر المنهجي - شبكة الدفاع عن السنة أرباب الطريقة منوعات من كلام الأئمة كتب عن الصوفية









(/ 5)جولات مع الصوفية شبهات وردود صوتيات عن الصوفية فرق الصوفية شخصيات تحت المجهر العائدون إلي العقيدة الملل النحل الصفحة الرئيسية مواقع اسلامية(/ 6)ذلشيخ أحمد الشريف السنوسي ابن عم المهدي ولد سنة 1290 ه (1873 م) تلقى تعليمه على يد عمه شخصيا، وعاصر هجمة الاستعمار (*) الأوروبي على شمال إفريقيا وهجوم إيطاليا على ليبيا فاستنجد في عام 1917 م بالحكومة العثمانية، فلم تنجده خوفا من على مركزها الديني. وقد وقف مع (مصطفى كمال أتاتورك) ظنا منه أنه حامي الدين كما كان يطلق عليه ولصد الهجمة الغربية على تركيا .. ولما تبين له مقاصده الحقيقية المعادية للإسلام غادر الشيخ أحمد تركيا إلى دمشق عام 1923 م، وعندما شعرت فرنسا بخطره على حكومة الانتداب طلبته فهرب بسيارة عبر الصحراء إلي الجزيرة العربية. الشيخ عمر المختار 1275 1350 ه (1856 1931 م) وهو البطل المجاهد، أسد القيروان، الذي لم تحل السنوات السبعون من عمره بينه وبين الجهاد (*) ضد الإيطاليين المستعمرين لليبيا، حيث بقي عشر سنوات يقاتل قوى الاستعمار أكبر منه بعشرات المرات، ومجهزة بأضخم الأسلحة في ذلك العصر، إلى أن تمكن منه الاستعمار (*) الإيطالي الغاشم، ونفذ فيه حكم الإعدام وذلك في يوم الأربعاء السادس عشر من أيلول (سبتمبر) 1931 م ويرجى أن يكون شهيدا في سبيل الله. الأفكار والمعتقدات: . • السنوسية حركة تجديدية (*) إسلامية. تأثر السنوسي بالإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وأبي حامد الغزالي ومحمد بن عبد الوهاب وبحركته السلفية (*) في مجال العقيدة بوجه خاص وتأثر السنوسي أيضآ بالتصوف الخالي من الشركيات الخرافات، كالتوسل بالأموات والصالحين، ووضع منهجا للارتقاء بالمسلم. تتشدد السنوسية في أمور العبادة، وتتحلى بالزهد في المأكل والملبس. وقد أوجب السنوسيون على انفسهم الإمتناع عن شرب الشاي والقهوة والتدخين. تدعو السنوسية إلى الاجتهاد (*) ومحاربة التقليد (*). وعلى الرغم من أن السنوسي مالكي المذهب، إلا أنه يخالفه إن جاء الحق مع غيره.(/ 3)الدعوة إلي الله بالحكمة والموعظة الحسنة والابتعاد عن أسلوب العنف واستعمال القوة. الاهتمام بالعمل اليدوي لجاد من تعاليم السنوسية. وكان السنوسي يقول دائما: "إن الأشياء الثمينة توجد في غرس شجرة وفي أوراقها" لذلك ازدهرت الزراعة والتجارة في الواحات الليبية حيث مراكز الدعوة السنوسية. "الجهاد (*) الدائم في سبيل الله ضد المستعمرين الصليبيين وغيرهم"، هذا هو الشعار الدائم للسنوسية. وقد دفع ثمن ذلك آلاف في جهادهم ضد الاستعمار الإيطالي (*) يرجى ألا يحرموا أجر الشهادة في سبيل الله. الجذور الفكرية والعقائدية: • إن تربية السنوسي الإسلامية وقوة إخلاصه وحماسه للإسلام فضلا عن ذكائه وصلابته كل ذلك كان من الدوافع الأساسية للحركة السنوسية بشكل عام. • آمآ المؤثرات والجذور الفكرية والسلوكية ألتي أثرت في دعوته فنجملها فيمآ يلي: تأثره الشديد بتعاليم الإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وخاصة أفكارهم السلفية في مجال العقيدة، وقد اكتسب هذا التأثر أثناء زيارته للحجاز لأداء فريضة الحج عام 1254 ه (1837 م ) التي كانت نقطة البداية للحركة السنوسية. وأخذ السنوسي من الصوفية أساليب البيعة (*) ودرجات التزكية الروحية مثل درجة المنتسب ثم درجة الإخوان ثم درجة الخواص. الإنتشار ومواقع النفوذ: تعد واحة (جغبوب) في الصحراء الليبية بين مصر وطرابلس مركز الدعوة السنوسية، ففي هذه القرية كان يتعلم كل عام مئات من الدعاة، ثم يرسلون إلى كافة أجزاء أفريقيا الشمالية، دعاة للإسلام. • وقد بلغت زوايا السنوسية الفرعية 121 زاوية تتلقى من زاويتهم الرئيسية التعليمات والأوامر في كل المسائل المتعلقة بتدبير وتوسيع أمر الدعوة السنوسية التي أصبحت تضم المسلمين من جميع الأجناس.(/ 4)• وانتشرت الدعوة السنوسية في أفريقيا الشمالية كلها، وقد امتدت زواياها من مصر إلى مراكش. ووصلت جنوبا إلى الصحراء في السودان والصومال وغربا إلى الجزائر وكذلك انتشرت الدعوة السنوسية في خارج أفريقية حيث وصلت إلى أرخبيل الملايو في الشرق الأقصى. • وقد استطاعت السنوسية أن تنشر الإسلام في القبائل الوثنية (*) الإفريقية وتؤسس المدارس التعليمة والزوايا. ولم يقتصر التعليم على الذكور بل امتد التعليم إلى النساء والأطفال من الجنسين، واستعانت الدعوة بالنساء لنشر الإسلام بين نساء القبائل الوثنية. ويتضح مما سبق: أن السنوسية حركة دعوة إسلامية إصلاحية تجديدية (*) تعتمد في معظم أمورها على الكتاب والسنة مع تأثر بالتصوف، وقد ظهرت في ليبيا في القرن الثالث عشر الهجري، ومنها انتشرت إلى شمال أفريقيا والسودان والصومال وبعض البلاد العربية. وقد تأثرت هذه الحركة الدعوة بالإمام أحمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيمية وأبي حامد الغزالي والشيخ محمد بن عبد الوهاب وحركته السلفية (*) في مجال العقيدة. كما تأثرت هذه الحركة بالتصوف الخالي من الشركيات والخرافات كالتوسل بالأموات والصالحين ولها منهج متكامل للارتقاء بالمسلم. ومؤسس هذه الحركة هو محمد بن علي السنوسي 1202 1276 ه الذي تأثر بالمذهب المالكي إلا أنه يخالفه إن جاء الحق مع غيره. وتعتمد الحركة في الدعوة إلى الله على أسس الحكمة والموعظة الحسنة والابتعاد عن العنف. وهي تهتم بالعمل اليدوي الجاد والجهاد (*) الدائم في سبيل الله ضد المستعمرين والصليبيين وغيرهم. -------------------------------- ---------------------- مراجع للتوسع: . الإسلام في القرن العشرين، عباس محمود العقاد حركة التجديد الإسلامي في العالم العربي الحديث، جمال الدين عبد الرحيم مصطفى. محاضرات عن الحركات الإصلاحية جمال الدين الشيال.(/ 5)محاضرات عن تاريخ العالم الإسلامي المعاصر، د. عبد الفتاح منصور. محمد بن عبد الوهاب، أحمد عبد الغفور عطار. قادة فتح المغرب العربي، محمود شيت خطاب. حاضر العالم الإسلامي، لوثروب ستودارد تعليق شكيب أرسلان. الأعلام، للزركلي. الإسلام في النظرية والتطبيق، المهدية مريم جميل. فرق ومذاهب مذاهب وفرق الملل النحل مواقع اسلامية(/ 6)بسم الله الرحمن الرحيم من فضائع الصوفية ... أقوال علماء الإسلام فيهم جرى نقاش في أحد المنتديات، فانبرى من يدافع عن دراويش الصوفية، وبعض رموزها، فطلب مني آنذاك أن أكتب بشيء من البسط حول هذا الموضوع. فقلت: سأبدأ برأس الهرم! وأس التصوف ورأسه! شيخ الطريقة الصوفية رجل ملحد. بل قال بما لم يقله إبليس. ((ولا تعجلوا علي)) حتى تنتهوا من قراءة ما كتبت. شيخ الطريقة يصفه غير واحد من علماء الإسلام بالإلحاد والزندقة. حتى من محبيه ومؤيديه، كما سيأتي. حتى قالوا عن بعض كلامه: لا يحتمل سوى الإلحاد !!!!! هذا الشيخ هو ابن عربي الطائي الصوفي، وهو الذي يسمونه [الكبريت الأحمر] يعني نادر الوجود !! كما يسمونه الشيخ الأكبر محيي الدين! وكان أحد الفضلاء يسميه الشيخ الأكفر محيي الشرك !! وفرق بينه وبين عالم أهل السنة القاضي ابن العربي المالكي. فالأول (ابن عربي) صوفي، والثاني (ابن العربي) سني. ومن مشايخ الصوفية ابن الفارض والحلاج الذي قتل على الزندقة. وسيأتي شيء من أخبارهم وأقوالهم. قال الإمام الذهبي رحمه الله عن سيد الصوفية ((الحلولي)) أعني ابن عربي الطائي قال عنه: وكان ذكيا كثير العلم كتب الإنشاء لبعض الأمراء بالمغرب ثم تزهد وتفرد وتعبد وتوحد وسافر وتجرد وأتهم وأنجد وعمل الخلوات، وعلق شيئا كثيرا في تصوف أهل الوحدة، ومن أردإ تواليفه كتاب ((الفصوص)) فإن كان لا كفر فيه فما في الدنيا كفر !!! نسأل الله العفو والنجاة. فواغوثاه بالله، وقد عظمه جماعة وتكلفوا لما صدر منه ببعيد الاحتمالات. انتهى. وتنظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (ج 23 ص 48) ثم إن ابن عربي الصوفي لم يكتف بتأليف كتابا ينضح بالكفر الصريح والإلحاد بل لم يستح آن ينسب ذلك الكفر إلي الرسول صلى الله عليه سلم(/ 1)فقد قال في مقدمة كتابه (فصوص الحكم): أما بعد فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيده كتاب فقال لي: هذا فصوص الحكم! خذه! واخرج به إلى الناس ينتفعون به ... !! وقديما قيل: (((كذب له قرون))) !!!! هاهو ابن عربي ينفض جبته ويقول: ما في الجبة إلا الله هل يحتمل سوى معتقد الحلول الذى كان يدين به ابن عربي والحلاج وغيرهم من مشايخ وأساطين الصوفية ؟؟ وهو الذي يقول: لولا سريان الحق في المخلوقات ما كان للعالم جود وهو القائل في فص حكمة !! ، وهو يخاطب الله: فأنت عبد وأنت رب *** لمن له فيه أنت عبد رب أنت أنت عبد *** لمن له في الخطاب عهد وهو القائل في فصوصه بإن قوم نوح ما عبدوا سوى الله في صورة الأصنام !!! وأن بني إسرائيل لما عبدوا العجل ما عبدوا إلا الله الذي حل في العجل !!! وعلى هذا فدعوات الأنبياء وبعثتهم عبث في عبث! وفصوصه تنضح بأن الله سبحانه عين كل شئ مادي أو روحي !!! قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وذكر ابن عربي أنه دخل على مريد له في الخلوة وقد جاءه الغائط فقال: ما أبصر غيره أبول عليه، فقال له شيخه: فالذي يخرج من بطنك من أين هو؟ قال: فرجت عني. ومر شيخان منهم التلمسانى والشيرازى على كلب أجرب ميت، فقال الشيرازى للتلمسانى: هذا أيضا من ذاته؟ (أي من ذات الله) فقال التلمسانى: هل ثم شئ خارج عنها. انتهى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -. وقال في بيان تلبيس الجهمية:(/ 2)فطوائف من الجهمية يقولون: إنه (سبحانه) بذاته في كل مكان، وقد ذكر الأئمة والعلماء ذلك عن الجهمية وردوا ذلك عليهم، وطوائف أخر يقولون: إنه موجود الذات في كل مكان وأنه على العرش كما نقله الأشعري عن زهير وأبي معاذ، وأيضا هؤلاء الاتحادية يصرحون بذلك تصريحا لا مزيد عليه حتى يجعلونه (سبحانه) عين الكلب والخنزير والنجاسات لا يقولون إنه مخالط لها بل وجودها عين وجوده. وهذا من أعظم الكفر. انتهى كلامه - رحمه الله -. --- وابن عربي هو القائل في فصوصه: فالأدنى من تخيل فيه (أي في كل معبود) الألوهية، فلولا هذا التخيل ما عبد الحجر ولا غيره ...) إلي آخر كلامه الذى ينضح بالكفر الصريح قال ابن العربي المالكي - رحمه الله -: وعلى هذا المعنى يحوم ابن الفارض وابن الفارض هو صاحب القصيدة التائية الشركية وهو القائل في قصيدة له: ! ولا غرو إن صلى الأنام إلي أن **** ثوت بفؤادي وهى قبلة قبلتي قال القاضي ابن العربي المالكي (القاضي العلم المعرفة عالم من علماء السنة) رحمه الله: وكذلك نقطع بتكفير كل من كذب، وأنكر قاعدة من قواعد الشرع ... ثم قال: وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من الماليكة وقاضي قضاتها أبو عمرو المالكي على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الإلهية، والقول بالحلول، وقوله: أنا مع الحق. مع تمسكه في الظاهر بالشريعة، ولم يقبلوا توبته. انتهى. والحلاج شيخ الصوفية هو الذي يقول: أنا الحق! وصاحبي وأستاذي إبليس وفرعون. أقول: صدق في آخر كلامه، وهو كذوب !! وأول من قال بالفرق بين الشريعة والحقيقة هم غلاة الصوفية وهم من فرق الباطنية الذين جعلوا للدين ظاهرا وباطنا وممن كفر ابن عربي بعينه شيخ الإسلام زين الدين العراقي صاحب كتاب طرح التثريب وكتاب ألفية العراقي وشرحها. فقال لما سئل عن قول ابن عربي الصوفي في نوح وقومه(/ 3)قال العراقي - رحمه الله -: وأما قوله فهو عين ما ظهر، وعين ما بطن، فهو كلام مسموم، ظاهره القول بوحدة الوجود المطلقة، وأن جميع مخلوقاته هي عينه! ثم قال - رحمه الله -: وقائل ذلك والمعتقد له كافر بإجماع العلماء. انتهى. ولولا خشية الإصابة بالغثيان لأوردت أمثلة يشيب لها الولدان. ​​ووالله لولا أن علماء الإسلام نقلوا ذلك لما تحدثت به. ولولا أنه مما استفاض واشتهر نقله في كتب السلف لما نقلته. ولولا أن هناك من ينافح ويدافع عن أمثال هؤلاء لما أوردت ما أوردته . وما تركت من الأقوال والفظائع أكثر مما أوردت. ونسأل الله السلامة والعافية. وهؤلاء المخرفين قد رد عليهم علماء الإسلام ومن أكثر من جردهم وكشف عوارهم وفضحهم شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في مجموع الفتاوى، فلذلك يشن عليه الصوفية وعشاق الخرافة هجمات شرسة. - - دفاع عن ابن عربي أبعد كل هذة الفظائع ألتي هي قطرة من بحر الصوفية وغلاتها يأتي من يدافع عن أمثال ابن عربي، ويلتمس له الأعذار، وهو لا يلتمس الأعذار لعلماء الإسلام الكبار !!! الدكتور البوطي وابن عربي الصوفي وممن التمس العذر لابن عربي الصوفي الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي، ووالده من قبله. فقد قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي منافحا عن ابن عربي: لا يجوز تكفيره بموجب كلامه الذي فيه (((الإلحاد الصريح))) !!! حتى يعلم ما في قلبه هل يعتقد ما يقول أو لا؟ انتهى كلام الدكتور. وقد رد على هذا الهراء الشيخ صالح الفوزان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة فأجابته:(/ 4)ولو صح قول الدكتور هذا ما كفر أحد بأي قول أو فعل مهما بلغ من القبح والشناعة والكفر والإلحاد حتى يشق عن قلبه، ويعلم ما فيه من اعتقاد، وعلى هذا فعمل المسلمين على قتال أهل الكفرة وقتل المرتدين خطأ على لازم قول الدكتور! لأنهم لم يعلموا ما في قلوبهم، وهل هم يعتقدون ما يقولون وما يفعلون من الكفر أو لا؟ . انتهى كلامه حفظه الله قال القاضي ابن العربي المالكي - رحمه الله -: ولا يقبل ممن اجترأ على مثل هذه المقالات القبيحة أن يقول: أردت بكلامي هذا خلاف ظاهره، ولا نؤول له كلامه، ولا كرامة. انتهى. أقول ليت الدكتور البوطي عامل شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم ومحمد بن عبد الوهاب بنفس الأسلوب والطريقة! ولكنه الدفاع المستميت عن مشايخ الضلالة ودراويش الطرقية وملحدي الصوفية. والدكتور البوطي يدافع عن محمد علوي المالكي الذي صدر تكفيره من قبل جماعة من علماء المملكة، والذي يعد من غلاة الصوفية في الوقت الحاضر. بل قال البوطي: محمد علوي المالكي من أهل السنة والجماعة !!! ولم يقرأ الناس في تأليفه وكتاباته ولم يروا من واقع حاله إلا ما يزيدهم ثقة باستقامته وصلاح حاله وسلامة عقيدته. انتهى كلام الدكتور. مرة ثانية أقول: ليت البوطي يكيل بنفس المكيال لشيخ الإسلام ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب رحمهم الله والدكتور البوطي حاول جاهدا الدفاع عن ذلك الزنديق الملحد ابن عربي الصوفي (وليس قول الملحد الزنديق هو من مخترعاتي بل قول عامة علماء الإسلام) [ [وينظر لذلك على سبيل المثال تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي للعلامة برهان الدين البقاعي المتوفى سنة 885 ه رحمه الله. ومجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله]] وقد حاول الدكتور البوطي الدفاع عن كلمة ابن عربي (ما في الجبة إلا الله) وعن قول الصوفية: ما عبدتك خوفا من نارك، ولا طمعا في جنتك(/ 5)وقد رد عليه العلامة الشيخ صالح الفوزان فقال: فإن قول القائل: (ما في الجبة إلا الله) صريح في الحلول والاتحاد، وقوله: ما عبدتك خوفا من نارك ولا طمعا في جنتك. مخالف لهدي الأنبياء جميعا حيث وصفهم الله بأنهم يدعونه رغبا ورهبا، ومخالف لصفة المؤمنين الذين يدعون ربهم خوفا وطمعا ... كما حاول الدكتور البوطي التماس العذر للصوفية وتبرير اصطلاحات الصوفية التي منها تفريقهم بين الشريعة والحقيقة. وقد رد عليه الشيخ الفوزان حفظه الله فقال: هل هناك حقيقة تخالف الشريعة ؟؟ حتى يقال الحقيقة والشريعة ؟؟ إلا في اصطلاح الصوفية أن الشريعة للعوام والحقيقة للخواص! وهذا إلحاد واضح، وليت الدكتور لم يدخل هذه المجاهل المخيفة. انتهى كلام الشيخ الفوزان. ومما نقله الشيخ الفوزان عن الدكتور البوطي - وهو من شطحاته - أن قال البوطي: يجب التأكد من صحة النصوص الواردة والمنقولة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرآنا كانت أو سنة ؟؟؟ فرد عليه الشيخ الفوزان بقوله: هل القرآن يحتاج إلى تأكد من صحته ؟؟ أليس هو متواتر تواترا قطعيا ؟؟ انتهى المقصود من كلام الشيخ. ولمعرفة حقيقة دوافع الدكتور البوطي يقرأ ما قاله هو قال: إن التمذهب بالسلفية بدعة !!! عجيب يا دكتور إتباع السلف بدعة والتصوف والدروشة طاعة وقربة وسنة ؟؟؟؟؟ وقد قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله عن الدكتور البوطي : هل الذي حمله على ذلك (القول) كراهيته للبدع فظن أن التمذهب بالسلفية بدعة فكرهه لذلك؟ كلا ليس الحامل له كراهية البدع؛ لأننا رأيناه يؤيد في هذا الكتاب كثيرا من البدع: يؤيد الأذكار الصوفية المبتدعة، ويؤيد الدعاء الجماعي بعد صلاة الفريضة وهو بدعة ويؤيد السفر لزيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو بدعة.(/ 6)فاتضح لنا - والله أعلم - أن الحامل له على شن هذه الحملة هو التضايق من الآراء السلفية التي تناهض البدع والأفكار التي يعيشها كثير من العالم الإسلامي اليوم وهي لا تتلاءم مع منهج السلف. انتهى كلام الشيخ الفوزان. [[كل كلام الشيخ الفوزان المتقدم نقلا عن كتاب بعنوان: نظرات وتعقيبات على ما في كتاب السلفية لمحمد سعيد رمضان .. من الهفوات]] وقد نقل الدكتور البوطي عن أبيه أنه كان يجل الشيخ ابن عربي !! ولا يذكره إلا بنعته الأكبر !! ولم يكن يسمح لأحد أن ينتقص من مكانته في مجلسه قط !! وكذلك بقية الذين فاهوا أو نقل عنهم بعض الشطحات، كأبي يزيد البسطامي الذي نقل عنه قوله: ما في الجبة إلا الله، وقوله: سبحاني ما أجل شأني! ، وكابن الفارض في بعض ما جاء على لسانه في تائيته الكبرى ... كان رحمه الله يجلهم إجلالا كبيرا. كما ذكر عن أبيه أنه ربما جنح إلى حسن الظن بالحلاج !! يقول الدكتور البوطي عن أبيه: وبالجملة فقد كان رحمه الله يجل هؤلاء العلماء! ! ويعدهم أئمة في الإرشاد وإصلاح النفوس !! وكان يحذرني بين الحين والآخر من الخوض في شأنهم وإساءة الظن بهم !! هذا بعض دفاع البوطي (الأب والابن) عن أمثال ابن عربي وابن الفارض والحلاج !! --- وختاما أعلم أني أطلت، ولكن بقيت نقطة أشارت إليها إحدى الأخوات التي جرى معها النقاش حول مسألة تعقيد التوحيد. حيث تقول: عقدتم التوحيد !! فأقول: ليست آلمسألة كمآ يزعم ويدعى اننا عقدنا التوحيد بل آلمسألة آن حال هؤلاء المتكلمين كمآ قال ابن القيم رحمه الله حينما قال: ثقل الكتاب عليهم لما رأوا **** تقييده بشرائع الإيمان واللهو خف عليهم لما رأوا **** ما فيه من طرب ومن ألحان ومن المقصود بهذا وأمثاله إلا الصوفية وأضرابهم ؟؟؟؟ أصحاب قرع الطبول والموالد والبدع المتتالية! وأصحاب ((هو .. هو .. هو ..)) !! وأهل ( (الله .. الله .. الله)) !!(/ 7)[[هذا يعتبرونه ذكر]] !!! بل إن الدكتور البوطي نفسه يذكر هذا عن أبيه وعن نفسه، أنهم يقولون في صباح كل يوم مائة مرة (الله) !! مستدلا بقوله تعالى :( واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا)! [كما في كتاب (هذا والدي) للدكتور البوطي] أقول: ؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا ؟ فأين هذا الذكر من سنة وسيرة من أنزلت عليه هذة الآية وهل هم أولى بفهم هذة الآية ممن نزلت عليه، وهو أفصح من نطق بالضاد عليه الصلاة والسلام؟ لقد نزلت هذه الآية على نبي الله صلى الله عليه وسلم وأمر بذلك، فهل ذكر الله بالاسم المفرد ( الله) ؟؟؟ كما يذكر الدكتور البوطي عن أبيه أنه كان يدخل المكتبة التي يزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولد فيها ليتبرك بتلك المكتبة !! كما يذكر عن ابنه أنه يتوسل برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الله لشفاء والده المريض !! ويذكر عن والده أنه كان يحضر مجالس (الحضرة)، وهي مجالس يقال فيها الذكر على هيئة أناشيد ويتمايل الناس فيها !!! أي ذكر هذا؟ وأقول: إن كثيرا من المتكلمين وان كان حاز الشهادات العالية إلا انة لا يفهم معنى لا إله إلا الله فأذكر أني سمعت دكتورا يشار إليه بالبنان يفسر معنى لا إله إلا الله بانه لا معبود إلا! الله ثم أخذ يشرح فهمه لها، فقال: يعني لا خالق ولا رازق ولا نافع ولا ضار إلا الله! هذا كان يقر به أهل الجاهلية الأولى بنص القرآن قال سبحانه: (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله) والآيات في هذا المعنى كثيرة. بل كان أهل الجاهلية يقرون بما يخالفه الصوفية أو بعضهم من اعتقاد تدبير الأمر، فيعتقد أهل الجاهلية أن الله هو الذي يدبر الأمر، بينما يعتقد بعض الصوفية أن الأقطاب هم الذين يدبرون الأمر !!(/ 8)قال جل جلاله: (قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون) . ولمعرفة حقيقة هذا يراجع كتاب (كيف نفهم التوحيد) للشيخ محمد أحمد با شميل - - ومن الكتب التي فضحت الصوفية وبينت عوارها: كتاب برهان الدين البقاعي المتوفى سنة 885 ه، وعنوانه: مصرع التصوف او (تنبيه الغبي إلى تكفير ابن عربي) بتحقيق تلميذ الصوفية (سابقا) الشيخ عبد الرحمن الوكيل ومن الكتاب المعاصرين الشيخ عبد الرحمن الوكيل له أكثر من رسالة حول الصوفية له كتيب بعنوان (صوفيات) وآخر بعنوان (هذه هي الصوفية) والكاتب عاش ردحا من الزمن في خرافات ودروشة الصوفية !! وكتاب للشيخ عبد الرحمن بن عبد الخالق بعنوان: . الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة وقد ضمنه قصة توبة الشيخ الدكتور تقي الدين الهلالي من الطريقة التيجانية ورجوعه إلي مذهب أهل السنة والجماعة. كما ضمنه قصة توبة الشيخ عبد الرحمن الوكيل ورجوعه كذلك إلى مذهب أهل السنة والجماعة. اعلم آن هذا القول ربما لا يروق لكثير من المنتسبين للتصوف او من محبيه كمآ انة لن يروق للمتنفعين، والمنتفعين بالتزهد والدروشة! ولكني أرجو أن أنال به رضا مولاي سبحانه وجل جلاله وتقدست أسماؤه. والله يتولانا بولايته، ويرحمنا برحمته. كتبه عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم assuhaim @ الاسلام. كوم الصفحة الرئيسة(/ 9)موقف ابن عابدين الفقيه من الصوفية والتصوف Mawqif ابن عابدين مين آل Sufiyya-wa't-Tassawwuf *** دراسة تحليلية وانتقادية حول مضمون رسالة »سل الحسام الهندي في نصرة مولانا خالد النقشبندي« لمؤلفها: الشيخ محمد أمين المعروف بابن عابدين *** كتبه : فريد الدين بن صلاح بن عبد الله بن محمد الهاشمي Feriduddin ايدين البريد الألكتروني للشيخ فريد الدين ferid@maktoob.com أسطنبول - 1993 م. الطبعة النانية -2003 م. Vakf السليمانية؟ ؟ LMI آرا؟ ر؟ rmalar ميركيزي ياي؟ nlar؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد،
فهذه دراسة تحليلية حول مضمون رسالة سل الحسام الهندي في نصرة مولانا خالد النقشبندي، لمؤلفها: الشيخ محمد أمين المعروف بابن عابدين (1) فقمت بهذه الدراسة بناء على طلب من العالم الفاضل الفقيه الكامل الدكتور الشيخ عبد العزيز أبي محمد سلجوق بايندر، رئيس هيئة الفتوى بدار الإفتاء الشريفة بمدينة إسطنبول.
__________
(1) ابن عابدين: محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي (1784-1836). فقيه الديار الشامية وإمام الحنفية في عصره. مولده ووفاته في دمشق. له (رد المحتار على در المختار)، خمس مجلدات، يعرف بحاشية ابن عابدين. و (رفع الأنظار عما أورده الحلبي على الدر المختار)، و (العقود الدرية في تنقيح الفتاوي الحامدية)، جزآن، و (نسمات الأسحار على شرح المنار)، أصول، وحاشية على المطول، في البلاغة؛ والرحيق المختوم في الفرائض؛ وحواشي على تفسير البيضاوي، التزم فيها أن لا يذكر شيئا ذكره المفسرون؛ ومجموع رسائل، مجلدان، وهي 32 رسالة، وعقود اللآلي (الأعلام، خير الدين الزركلي)
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فهذه دراسة تحليلية حول مضمون رسالة سل الحسام الهندي في نصرة مولانا خالد النقشبندي، لمؤلفها: الشيخ محمد أمين المعروف بابن عابدين (1) فقمت بهذه الدراسة بناء على طلب من العالم الفاضل الفقيه الكامل الدكتور الشيخ عبد العزيز أبي محمد سلجوق بايندر، رئيس هيئة الفتوى بدار الإفتاء الشريفة بمدينة إسطنبول. __________ (1) ابن عابدين: محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي (1784-1836). فقيه الديار الشامية وإمام الحنفية في عصره. مولده ووفاته في دمشق. له (رد المحتار على در المختار)، خمس مجلدات، يعرف بحاشية ابن عابدين. و (رفع الأنظار عما أورده الحلبي على الدر المختار)، و (العقود الدرية في تنقيح الفتاوي الحامدية)، جزآن، و (نسمات الأسحار على شرح المنار)، أصول، وحاشية على المطول، في البلاغة؛ والرحيق المختوم في الفرائض؛ وحواشي على تفسير البيضاوي، التزم فيها أن لا يذكر شيئا ذكره المفسرون؛ ومجموع رسائل، مجلدان، وهي 32 رسالة، وعقود اللآلي (الأعلام، خير الدين الزركلي)(/ 1)فطالعت هذه الرسالة بإلمام واهتمام. فهي تتضمن مقالة ردية كتبها الفقيه محمد أمين المعروف بابن عابدين، رد فيها على تهم قصد بها الشيخ خالد البغدادي النقشبندي. (1778-1826م). فنقلت مقاطع هامة من هذه الرسالة وأتبعت كل فقرة بملاحظات مناسبة، ثم اختتمت كلامي بالحكم النهائي في مضمون هذه الرسالة على سبيل الإجمال وفي ضوء الكتاب والسنة. أسأل الله تعالى أن يجعلها لوجهه الكريم، وأن يرشد بها كل من يبحث عن الحقيقة وهو يهدي السبيل. فأقول مستعينا بالله تعالى، قال ابن عابدين: »فألف بعضهم رسالة ... إلخ«. (ص / 2). ولم يذكر اسم المؤلف في البداية على سبيل الاحتقار، ثم قال مشيرا إلى الشيخ خالد البغدادي: »الإمام الشهير، والعارف الكبير ... إلخ«. وبالغ في تعظيمه إلى أن قال: »وهو الإمام الأوحد، والعلم المفرد، والهمام الماجد، حضرة سيدي الشيخ خالد ... إلخ«. وأضاف إلى ذلك ما لا يستسيغه الفقهاء ولا يستحسنه العلماء مما يزعزع ثقة المسلم المثقف أن يجعله في عداد الفضلاء العدول.(/ 2)قال: »واشتهر به الطريقة النقشبندية الواضحة الجلية ... إلخ« (ص / 3)، فإظهر بمثل هذا الإمتداح انحيازه إلى طائفة من الفرق الباطنية (وهي النقشبندية) فأظهر بذلك أنه غير محايد على أقل تقدير. بل هو متعصب لأهل الطرق الصوفية ومخالف لموقف علماء الإسلام من الباطنية وأباطيلهم. وفضلا عن هذا، فقد أطنب ابن عابدين بمدائح متواصلة لهذا الشيخ تعظيما وتوقيرا له، ولم يقف عند هذا الحد، بل ازداد مجاملة، فتصنع بمدح سلطان زمانه تزلفا إليه دونما قرينة، وتكلف في مداهنته له بعبارات خلابة، وخطابات براقة تملق فيها من غير مناسبة كقوله : »أدام الله طلعته السعيدة في أفق الزمان كوكبا منيرا، وخلد ذا لآراء السديدة في باهي مملكته عضدا ووزيرا ... إلخ« فخالف بهذه اللهجة المتصنعة الموقف المستنكف المتأنف لعلماء الإسلام من أهل السلطة والمناصب. ثم تابع ابن عابدين كلامه بأسلوب العوام يذب عن هذا الشيخ إلى أن استدل بشهادة مفتي دمشق السيد حسين أفندي، وأسهب في مدحه باستعارات وتعبيرات مجازية استعرض فيها بلاغته وباعه الطويل في العلوم العربية وآدابها وقواعدها على غرار ملالي (1) الأكراد، حتى غدا كأنه امتدح نفسه بمدح غيره، وكفى بذلك ملامة أن يقال: »إن هذا قد أثنى على نفسه. «لأنه ما ادعى أحد علما أو قصد ذلك بطريقة ما إلا رمي بالجهل. ثم قال ابن عابدين: »فبادرت إلى التوجه والإقبال على الطاعة والامتثال لسؤاله (أي المفتي)، بلا إهمال ولا إمهال، فجمعت هذه الأوراق ...« إلى أن قال: »شهدت ببراءة ساحته المحترمة (الضمير راجع إلى الشيخ خالد)، عامة أهل البلاد من __________ (1) ملالي: جمع ملا، وهي صفة تطلق على رجال الدين في اللغة الكردية والفارسية بمعنى الشيخ في اللغة العربية.(/ 3)الناس ... منهم مفتي الأنام في دمشق الشام، السيد حسين أفندي ... إلخ «وتفنن ابن عابدين بعد ذلك في صياغة مدح هذا المفتي، ثم انتقل إلى سرد ما هو بصدده، فقال:». اعلم أني أريد أن أكشف لك الغطا، وأنبهك على بعض ما وقع في تلك الرسالة من الخطا، لألا تزل بك الخطى (بضم الخاء المعجمة، وهي جمع خطوة)، كل هذه الصيغ المسجعة تدل على اهتمام ابن عابدين بالقشر وليس باللب. إذ نشاهد من خلال كلامه أنه مفتتن بزخارف القول ليسحر بها العقول وهو منهمك في الدفاع عن خالد البغدادي لسبب غير شديد، إذ ينقل من كلام الشخص الذي نال من خالد، فعاد يهاجمه بقوله: قال ذلك الزاعم المزاعم: (كلاهما اسم فاعل من أصل واحد، والموالاة دلالة على التشديد). ومن جملة ما نقل ابن عابدين من كلام هذا الشخص الذي لم يسمه في البداية، يفيد: أن الشيخ خالدا يقوم بتسخير الجن، ويستعين بالأرواح الأرضية الخبيثة، ويدعي علم الغيب عن إخبار الجان له، ويدعي أنه قتل وربط كثيرا من العفاريت والجان، كل ذلك بإقراره مع أنه يدعي الولاية والإرشاد في الوقت نفسه. ثم يستطرد هذا الشخص قائلا: »فلما كان السؤال متعلقا برجل مشخص معين مذكور باسمه، اقتضى التوقف والتفحص عن أحواله ليتحقق عندي جميع ما في السؤال ...« فيدل كلام (هذا الشخص المجهول) الذي استرسل فيه أنه قد فحص وفتش الأمر وبحث، حتى شهدت جماعة بكل ما قد سجله من أمر هذا الشيخ، وذكر أسماء بعض المعروفين من هؤلاء الشهود، وهم: الشيخ إسماعيل النقشبندي، والشيخ أحمد علي آغازاده الكردي، والشريف أفندي الدياربكري.(/ 4)كما أنه بعد وصفه أتباع الشيخ خالد ب (الفرقة الخالدية الضالة المضلة)، أضاف قائلا: »بأنه لم ينكر ولم يكتم أحد من هؤلاء ما نقل عن شيخهم، بل أقروا بأن الشيخ خالدا نفسه يفتخر بما يظهر منه من هذه الأمور ويعده من جملة خوارقه وعلامة ولايته «. ثم لخص هذا الشخص مقالته فقال: »فثبت عندي صدق ما في السؤال (...)، فبادرت إلى الجواب (...) ومن كتم علما ألجم بلجام من النار. فأجبت متوكلا على الله التواب قائلا بأنه ساحر بالإجماع. أي باتفاق المحققين من علماء المذاهب الأربعة «. قال ابن عابدين: هذا تص كلامه. (ص / 5) *** بعد هذه النقولات، بدأ ابن عابدين بمعاتبة هذا الرجل ورميه بالتعسف والمجانبة عن طريق الإنصاف من جهة، كما وقف بجانب الشيخ خالد موقف المدافع المتحمس المفتدي من جهة أخرى. ومن الغريب أن ابن عابدين الفقيه يعبر عن فائق إعجابه بالشيخ خالد الصوفي بقوله: . »فإن الذي شاهدناه من حالته البديعة (...) إحياؤه بقع المساجد والخلوات بإقامة الأذكار والأوراد والصلوات ... إلخ« كأن إحياء المساجد مقصورة على صلوات الصوفية وأورادهم وأذكارهم التي أكثرها مستحدثات وبدع وحفلات سرية وحلقات شيطانية وشطحات وخرافات إسرائيلية وضجيج ومبالغات وهذيانات مستورثة من البوذية والمانوية والشامانية وغيرها من الأديان الوثنية ومن التيارات الفلسفية. كلها مخالفة لأذكار رسول الله صلى اله عليه وسلم، ومنافية لمجالسه وأحواله ومناسكه ونوافله الطيبة الشريفة الثابتة في سنته النبوية الطاهرة البيضاء. ثم يدعي ابن عابدين: أن هذا الشيخ كان له بعض مريدين قد طردهم فتطاولوا عليه بالفرية. (س / 6)(/ 5)أما مسألة الطرد عند النقشبندية، فليس أمرا بسيطا كما هو شائع بين الناس. إذ أن الطرد عند العامة هو الإبعاد المحض. أي إذا طردت شخصا من مكان تكون قد أبعدته من تلك الساحة بخلاف ما قد اصطلحته الصوفية. أما عندهم، فالمريد إذا طرده الشيخ أصبح مطرودا ومبعودا من باب الله أيضا، ومن باب رسوله ... وهو شقي من أهل النار بعد ذلك على التأبيد. ويحرم عليه الجنة وإن قضى جميع حياته ساجدا لله تائبا إليه ومستغفرا؛ (!) فلا ينفعه عمل صالح حتى يرضى عنه شيخه وهذا أشبه ما يكون بقرارات بابا (الزعيم الروحي للمذهب الكاثوليكي) المعروفة بالأفوروز Aphoroseضد العصاة المسيحيين
هذا، وليس من الأمور الخفية ما قد جرت من مشاحنات مريرة وصراع متواصل بين مشايخ الطرق الصوفية في المنطقة الشرقية من تركيا بسبب اتهام بعضهم البعض الآخر بأنه مطرود من قبل شيخه وأنه لا يجوز الإنابة إليه. وكمثال على ذلك: فإن أسرة الشيخ محمد الكفروي ألصقت هذه التهمة بالشيخ صبغة الله الحيزاني، فأفضى ذلك إلى عداء شديد بين هاتين الأسرتين حتى كانت جماعات من مريدي الشيخ محمد الكفروي تقصد من مدينة آغري 
هذا، وليس من الأمور الخفية ما قد جرت من مشاحنات مريرة وصراع متواصل بين مشايخ الطرق الصوفية في المنطقة الشرقية من تركيا بسبب اتهام بعضهم البعض الآخر بأنه مطرود من قبل شيخه وأنه لا يجوز الإنابة إليه. وكمثال على ذلك: فإن أسرة الشيخ محمد الكفروي ألصقت هذه التهمة بالشيخ صبغة الله الحيزاني، فأفضى ذلك إلى عداء شديد بين هاتين الأسرتين حتى كانت جماعات من مريدي الشيخ محمد الكفروي تقصد من مدينة آغري ؟ AR؟ وتصل إلى ضواحي مدينة بدليس B؟ TL؟ S (1)
__________
(1) بدليس: ولاية من المدن الواقعة في شرقي تركيا. وهى على مقربة من بحيرة وان 
__________ (1) بدليس: ولاية من المدن الواقعة في شرقي تركيا. وهى على مقربة من بحيرة وان وان. عدد سكانها: 300843 حسب إحصائيات عام 1985 م. يختلف أهل المدينة بين أكثرية من الأكراد وقلة من الأتراك. إلا أن جميع العشائر القاطنة بضواحيها أكراد ما عدا قبيلتين عربيتين، وهما: قبيلة شيبو والقبيلة البدرية. وما زال أبناء هاتين القبيلتين يتكلمون باللغة العربية، إلا أن لهجتهما قد تأثرت باللغة الكردية إلى حد بعيد، كما أنهم يجهلون القراءة والكتابة بالعربية.
أما المسافة بين مدينتي بدليس وآغري، فتقدر بثلاثمائة كم. لقد كان لمشايخ الطرق الصوفية تأثيرا كبيرا على سكان هذه المنطقة إلى السنين الأخيرة. وكان الصراع قائما بين أتباعهم بسبب المنافسة في طلب الشهرة والرياسة. إلا أن هذا التأثير بدأ في التردي منذ أن انتشرت النزعة القومية بين صفوف الجيل الصاعد للأكراد. كما قد اضطر كثير من هؤلاء الشيوخ بعد الأحداث الدامية الأخيرة أن يرحلوا إلى مناطق أخرى من الجهة الغربية للبلاد.
أما المسافة بين مدينتي بدليس وآغري، فتقدر بثلاثمائة كم. لقد كان لمشايخ الطرق الصوفية تأثيرا كبيرا على سكان هذه المنطقة إلى السنين الأخيرة. وكان الصراع قائما بين أتباعهم بسبب المنافسة في طلب الشهرة والرياسة. إلا أن هذا التأثير بدأ في التردي منذ أن انتشرت النزعة القومية بين صفوف الجيل الصاعد للأكراد. كما قد اضطر كثير من هؤلاء الشيوخ بعد الأحداث الدامية الأخيرة أن يرحلوا إلى مناطق أخرى من الجهة الغربية للبلاد.(/ 6)بشق الأنفس، حيث بها ضريح الشيخ صبغة الله وخليفته الشيخ عبد الرحمن التاغي المعروف بين معارضيه بالشيخ الطاغي، كانوا يقومون بمثل هذا السفر الذي يكلفهم، لمجرد أن يبصقوا على قبورهم وأن يصبوا على أرواح المدفونين في هذه المقبرة جام غضبهم بأنواع السب والشتم واللعن! وما زالت هذه العداوة قائمة بين الأسرتين منذ مائة وخمسين عاما. كل ذلك أسفر عن ادعاء الكفرويين: أن الشيخ صبغة الله الحيزاني اغتصب منصب الخلافة في الطريقة النقشبندية، وادعى وراثة عبد الله الهكاري من غير استحقاق، بينما كان هو في الحقيقة خليفة خليفته (الشيخ طه) الذي طرده من الطريقة، وأعلن أنه دعي منتحل كذاب. ومعنى ذلك: أن الشيخ صبغة الله الحيزاني نازع الشيخ الكفروي على منصبه في الطريقة وعلى رتبته في السلسلة النقشبندية بهذا الإدعاء. تلك السلسلة التي يزعمون أنها متصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم (!) ويعود الخلاف بين هذين الخصمين إلى أن كلاهما كانا خليفتي الشيخ طه الهكاري، والقصة طويلة لا محل لها من الإعراب. هكذا فإن مفهوم الطرد عند ابن عابدين العلامة الفقيه (!) لا يختلف عن مفهومه عند الباطنية. ونستنتج من هذا: أن من كان قد طرده الشيخ خالد، فإنه كان مطرودا عند الله في اعتقاد ابن عابدين ...(/ 7)إن مسألة الطرد عند المقشبنديين، تتضح بكل ما فيها من دجل وتضليل عبر كلمات خالد البغدادي بالذات، في رسالة بعثها إلى مريديه في إسطنبول، يحذرهم فيها مخالطة رجل طرده من طريقته، (1) ويهددهم أنه سوف يقطع همته منهم، أي أنه لن يمدهم بكراماته في الدنيا ولا بشفاعته عند الله يوم القيامة إن خالطوه واتبعوه، كما يخبرهم بأن ذلك الرجل مطرود. وأما مفهوم الهمة عند النقشبنديين فإنه معتقد هام جدا في طريقتهم، وقد ذكروا منها ما لا يحصى من حكايات عريبة من طي الأرض لهم، ومشيهم على البحر، وطيرانهم على أجنهة السحب وأمثال ذلك على سبيل الاستشهاد بكراماتهم ... ومعنى الهمة عندهم: أن الشيخ يمد مريده متى أصابته نازلة فناداه، يقطع مسافات شاسعة فيحضر عند مريده وينقذه مما حل به من البلاء. وهذا مقطع من نص كلام خالد البغدادي في صدد همته، ورد ذلك في رسالة ابن عابدين. يقول البغدادي: »فألآن أخبركم بأني وجميع رجال السلسلة تبرأنا من عبد الوهاب، فهو مطرود عن الطريقة، فكل من تصادق معه لأجل الطريقة فليترك مصادقته ومكاتبته، وإلا فهو بريء من إمداد هذا الفقير، وإمداد السادات الكرام، ولا أرضى أن يكاتبني ولا أن يستمد همتي بعد وصول هذا المكتوب إليه ... «(2) __________ (1) هو عبد الوهاب السوسي، موصوع هذه العجالة. (2) عبد المجيد بن محمد بن محمد بن عبد الله الخاني، الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية، ص / 232(/ 8)نعم، فإن ابن عابدين العلامة الفقيه (!) أيضا كان يعتقد بهذه الخذعبلات. ولعل هذا هو من الأسباب التي دفع ابن عابدين إلى هذا الميدان حتى اصبح جنديا يدافع عن قلعة الصوفية. يستطرد ابن عابدين قائلا: »فعلمنا أن ما ذكر (أي هذا الرجل المطرود) كذب وافتراء. ويستبعد ابن عابدين بهذا الرأي الجازم أن يكون الشيخ خالد قد قال شيئا مما نسب إليه (أنه يقوم بتسخير الجن، ويستعين بالأرواح الأرضية الخبيثة، ويدعي علم الغيب عن إخبار الجان له، ويدعي أنه قتل وربط كثيرا من العفاريت والجان ...). إذ أنه لو لم يكن يخشى الله لخشي العباد أن ينحط قدره على الأقل «. (ص / 6) كان هذا لفظ ابن عابدين بالذات! ثم أشار إلى »هذه الإدعاءات الباطله« على حد وصفه إياها: »فإنه مما تأنفه الأسماع وتمجحه الطباع« وبالاختصار يقول ابن عابدين: إن الشيخ إسماعيل المذكور لم يقل كما أخبر عنه كاتب الرسالة، وإنما أفاد أنه كان يسمع أصواتا خفية، ولم ير أحدا أثناء الذكر والحلقة التي يسمونها: التوجه. (ص / 7) فأنا تذكرت هنا أمرا بهذه المناسبة، وهي أن مشايخ الطريقة النقشبندية بالمنطقة الشرقية في تركيا كانوا يقيمون طقوسا غريبة لا يعرفها المسلمون ولا يعترفون بها، ومن جملة هذه الطقوس أنهم كانوا يعقدون حلقة خاصة تختلف عن حفلة (ختم خواجكان)، ويسمونها التوجه. ومن الغريب أن مشايخ هذه الطريقة بالمنطقة الغربية لا يعرفون عن هذه العادة شيئا، رغم ما يدعون أنهم يتصلون بتلك السلسلة المزعومة، ورغم اتحادهم معهم في الطريقة والمشرب والمعتقد. وهذا من الحجج التي تدل على عدم استقرارهم وبطلان دعواهم التي لا تقوم على أساس من الحق.(/ 9)ثم يسجل ابن عابدين نص رسالة كتبها الشيخ إسماعيل المذكور، يتبرأ فيها كاتبها عما أسند إليه، كما يعتز بشيخه خالد النقشبندي، ويمتدحه مدحا طويلا، ثم يتبرأ من كل من يتوهم السحر أو الكفر أو الفسق أو البدعة في حق شيخه. كذلك يتبرأ خاصة من كاتب الرسالة التي طعن بها في شيخه، وسماه هنا، بعد أن امتنع من ذلك عبر حديثه، فقال: »لاسيما من المنكر المطرود الذي اسمه عبد الوهاب ...«. (ص / 8) لقد كنت في قلق منذ بدأت أتصفح رسالة (سل الحسام الهندي)، هذه التي تناولتها، واتخذتها موضوعا لبحثي ودراستي حول الطريقة النقشبندية، كنت في قلق لأتعرف على اسم هذا الشخص الذي سل ابن عابدين الحسام عليه لينتقم منه عن خالد البغدادي ، ولكنه لم يذكره ألا بالضمائر استخفافا به، حتى وصلت إلى هذا المقطع من الكتاب، فوجدت اسمه مذكورا في رسالة أخرى منقولة ضمن سطور ابن عابدين. وهذا يعني أن ابن عابدين، بلغ منه الغضب على هذا الشخص حتى جعله يكره أن يذكر اسمه في كتاب لم يدونه إلا ليملأه باللعن عليه. وبذا عرفنا أن ذلك الشخص الذي اصبح غرضا لسيف ابن عابدين اسمه (عبد الوهاب السوسي). ويدعي الشيخ إسماعيل (على حد قوله): أن عبد الوهاب، هذا الطاعن في خالد البغدادي: »قد بنى فضوله على خبر قصة الشيخ إسماعيل بالذات عليه (أي على عبد الوهاب السوسي)، فيكون عبد الوهاب قد تصرف فيما نقل إليه. فزاد عليه أو حرفه بألاستعانة بأحد الأشخاص المطرودين من باب الشيخ خالد، حيث كان هذا الشخص مع الشيخ إسماعيل في حجرة مغلة الباب، فسمع أصوات الأجنة تذكر الله. فلما قص هذا الخبر على عبد الوهاب استغل هذه القصة فزاد فيه ما زاد. «(/ 10)ثم عثرت على اسم هذا الرجل في رسالة أخرى مدونة باللغة التركية ألفها شخصية من كبار الأعلام في تركيا اسمه قسيم كفروي، يتطرق فيها إلى نفس النزاع، فيقول: »إن عبد الوهاب السوسي كان من خلفاء خالد البغدادي. فكلفه شيخه خالد بنشر دعوته في إسطنبول. ولما بلغه أن عبد الوهاب يأمر الناس بالرابطة لنفسه، طرده من طريقته بعد أن جرت بينهما مشاجرات ومساجلات ... «. كذلك وردت هذه القصة في عدد أخرى من الرسائل والكتب للنقشبنديين وغيرهم. فمن أراد المزيد من المعلومات حول هذه القصة، يكفيه مراجعة (الحدائق الوردية في حقائق أجلاء النقشبندية) لعبد المجيد الخاني (1). أما (الرابطة): فهي صلاة في الديانة النقشبندية مأخوذة من معتقدات مجوس الهند، ويغلب أنها مقتبسة من كتاب السطرايات للراهب الهندي المعروف باسم (باتانجالي باتانجالي). تنشب أحيانا بسبب هذه البدعة فتن بين المسلمين والنقشبنديين في تركيا.
أود هنا أن أشير بالمناسبة إلى أنه ظهر لي أثناء مطالعة رسالة (سل الحسام الهندي) لابن عابدين، أن المؤلف كان متأثرا إلى حدود بعيدة بظروف عصره والبيئة التي نشأ فيها. وتشهد على ذلك كلماته المسجعة وما يبدو من خلالها من تكلف وتصنع وتشدق. كل ذلك ليظهر به مهارته في تنسيق العبارات واتقانه في التعبير بسحر الكلمات.
__________
(1) 
أود هنا أن أشير بالمناسبة إلى أنه ظهر لي أثناء مطالعة رسالة (سل الحسام الهندي) لابن عابدين، أن المؤلف كان متأثرا إلى حدود بعيدة بظروف عصره والبيئة التي نشأ فيها. وتشهد على ذلك كلماته المسجعة وما يبدو من خلالها من تكلف وتصنع وتشدق. كل ذلك ليظهر به مهارته في تنسيق العبارات واتقانه في التعبير بسحر الكلمات. __________ (1) كاس؟ م Kufral؟، ناك؟ ibendîli؟ في Kurulu؟ لقد ياي؟ ل ؟؟؟، ق.185. Türkiyat Enstitüsü رقم337

(/ 11)لقد كان عصر ابن عابدين مرحلة خطيرة انتشرت فيها الفتن وعم فيها الفساد، وساد الاضطراب على الحياة الاجتماعية في جميع أرجاء المعمورة، خاصة العالم الإسلامي شهد انهيارا بالغا في الأخلاق والسلوك، فأدي ذلك إلى ضياع الرشد وغياب القيم السامية والفصائل، حتى احتلت مكانها بدع الصوفية وخرافات السحرة والمشعوذين. نشاهد موقف ابن عابدين الغافل عن أحداث وتطورات عصره في كل كلمة من عباراته. ونجده في سباته العميق كجهلة زمانه لا يفطن إلى شيء بدت أماراته، بل استخدم علمه ومعرفته واستهلك وقته في الرد على شخص هاجم شيخا من شيوخ الصوفية وهو في غنى عن ذلك، بينما كان عليه أن يستخدم علمه في إيقاظ المسلمين وإثارة مشاعرهم للوقوف أمام التيارات الهدامة والفلسفات الماكرة من التصوف والفرمسونية وأشكال غريبة من الزندقة والكفريات التي أماتت الحمية والغيرة الإيمانية في قلب الرجل المسلم وجعلت العالم الإسلامي فريسة للأمم الكافرة بمدة قليلة بعد موت ابن عابدين، فانهارت دولة المسلمين، فسقطوا بأيدي أعداءهم، وزحف الغرب على الوطن الإسلامي بكامله فاستعمره، وترك فيها من خبائثه يوم غادره. ثم بنوا على أنقاض هذه الدولة العظيمة دويلات قزمة وفرقوا بذلك صفوف المسلمين وشتتوا شملهم وجعلوهم شيعا وأحزابا، كل حزب بما لديهم فرحون. ولكن لم يستطع شيوخ الصوفية المدرعون بدفاع ابن عابدين وأمثاله أن ينقذوا المسلمين من هذه البلايا على الرغم من تعظيم ابن عابدين لهم وما يعتقد فيهم من البركة والكرامة والتصرفات المعنوية.(/ 12)ثم سجل ابن عابدين في رسالته (ص / 8)، مقطعا آخر من كلام عبد الوهاب السوسي، جاء فيه بالاختصار: أن عبد الوهاب استشعر أنه سيصبح هدفا للأغراض على استشهاده بمن هو عدو لنفس الشخص الذي يعاديه، فعابه ابن عابدين بمثل هذا الاستشهاد وبحجج أخرى يدل كلامه على سعة علمه وكمال معرفته بطرق الاستدلال، على الرغم من غفلته عن واقع عصره. إلا أنه نقل شيئا من كلام ابن حجر الهيتمي الذي تدل ألفاظه على انتصاره للصوفية وتساهله مع الباطنية على طريقة ابن عابدين، مما يسبب ذلك عدم الثقة برأيهما. ويستغرب من مثلهما هذا الموقف. ثم ينهال ابن عابدين على هذا الطاعن في الشيخ خالد بالتكذيب المتواصل، مستدلا بآيات كريمات عدة، ويرميه بالحسد والافتراء والزور، كما يحاول إبراء ساحة الشيخ خالد من الكفر والزندقة بدلائل منقولة من كتب الرجال كابن حجر الهيتمي وابن شحنة .. . ويعززها بطائفة من الأخبار والأشعار. ثم بعد كل هذه المقدمات والتعليلات، والحكم على عبد الوهاب، والإجابة على سؤال مفروض بأن »القاعدة التي عليها التعويل بين أهل التفريع والتأصيل: أن الجرح مقدم على التعديل« سلك ابن عابدين نفسه خلاف هذه القاعدة بحجة: »أن هذه في غير من اشتهرت عدالته وظهرت ديانته، وفي غير من علم أن التكلم فيه ناشئ عن عداوة ... إلخ «. (ص / 12) ثم انتقل ابن عابدين بعد ذلك إلى شرح أمور متعلقة بموضوع الطعن فقال: »ولنشرح لك هذا المقال تتميما للمرام في أربعة فصول«. (ض / 14) »الفصل الأول: في بيان حقيقة الكرامة« »الفصل الثاني: في بيان حقيقة الجن والفرق بينهم وبين الشياطين، وجواز رؤيتهم والاجتماع بهم« »الفصل الثالث: في بيان السحر وأقسامه وأحكامه ...« »الفصل الرابع: في بيان دعوى علم الغيب إلى آخره ... إلخ «(/ 13)وربما يكون ابن عابدين قد أصاب في توضيحاته التي أوردها ضمن الفصول الثلاثة الأولى، وقد بذل جهدا بالغا في الكشف عن أسرار مفهوم الكرامة والسحر والاستدراج وأمثالها من الخوارق. ولله دره في شرح مسائلها وبيان الفوارق الموجودة بينها. ونقل ما يتعلق بها من آيات وأخبار وآراء للعلماء. كذلك حسن ترتيبه لهذه الفصول وتبويبه لكل مسألة على حدة، وأسلوب استدلاله. كل ذلك جدير بالتقدير مما يدل على معرفته الواسعة وباعه الطويل في مختلف العلوم. ومع هذا المستوى الرفيع والعقل الراجح والحرص المتزايد في استنباط الحقائق فقد انثنى ابن عابدين عن منهج العلماء المحققين عندما تدخل في دعوى علم الغيب. فعلى الرغم من وجود النصوص القاطعة في كتاب الله بأنه وحده تعالى منفرد بعلم الغيب »وعنده مفاتح الغيب لا يعلمهآ إلا هو«. (الأنعام 59). »قل لا أقول لكم عندي خزآئن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي قل هل يستوي الأعمى والبصير أفلا تتفكرون«. (الأنعام / 50). »قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شآء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون«. (الأعراف / 188). فقد أغضى ابن عابدين عن كل هذه البراهين القاطعة وتكلف في تأويل الآية الكريمة: »فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول«. (الجن / 26-27)، وتمسك بالقيل والقال بغية أن يشمل هذه الآية على غير الرسل من البشر من أولئك الذين يحظون الشهرة بالتفاف الرعاع حولهم، وبإطلاق بعض الناس صفة الولاية عليهم وإن لم يدعوها لأنفسهم.(/ 14)ثم أنهى ابن عابدين رسالته هذه »بخاتمة مشتملة على نبذة يسيرة« وليست بيسيرة في الحقيقة وذلك »عن بعض العلماء الأعلام من معاصري هذا الإمام الذين شهدوا له بالفضل التام وبأنه من العلماء العاملين والأولياء الكرام« على حد قوله وطبقا لذوقه السقيم وعقله المتخلف القديم، فلا يستحق أن نهتم به لبساطة إطلاقه وخلطه ومراوغته ومجازفته ... أما بعد هذه الدراسة السريعة لرسالة ابن عابدين المسماة »سل الحسام الهندي ...«، فأقول مستعينا بالله سبحانه على سبيل الإيجاز: أن في هذه الدراسة أمورا بجب الوقوف عليها بامعان وتحليلها في ضوء الكتاب والسنة: أولها: أن ابن عابدين -غفر الله لنا وله- قد دون هذه العجالة ردا على شخص اسمه عبد الوهاب، ولم نعثر على شيء من آثاره إلا ما ذكرناه. وتجب الإشارة هنا إلى أن عبد الوهاب هذا الرجل المستهدف ليس هو محمد بن عبد الوهاب (1703-1792م.) الزعيم النجدي الذي تنسب إليه الطائفة الوهابية، تفاديا للاشتباه. وثاني هذه الأمور: هو أنه ثبت لي من خلال عباراته أن ابن عابدين غاضب أشد الغضب على هذا الشخص بسبب تطاوله على الشيخ خالد البغدادي، وكأنه يرى نفسه مكلفا بالدفاع عن هذا الشيخ خاصة وأكثر من أي فرد آخر من جمهور الناس المتهافتين حول هذا الشيخ! فاستغربت هذا الموقف منه، ووددت لو عرفت السبب المعقول لهذه المحاولة، كما تمنيت لو عرفت نسبته إلى هذا الشيخ وقرابته التي دفعته إلى هذا الميدان حتى أخذ على عاتقه أن يقوم بمثل هذه المهمة وأن يتخذ من هذا الأسلوب الحماسي في الدفاع عنه (!) وقد انتابني الاستغراب أيضا بأشد ما يكون، عندما تصفحت أواخر كتابه وقرأت الفصل الرابع من مقالته إذ يقول للقارئ بأسلوبه المسجع على سبيل التنبيه:(/ 15)»قد ظهر لك وبان، مما قررناه في هذا الشأن، أن من كان من أهل العلم والعرفان، وأخبر عن أمر حدث أو سيحدث في الزمان، مما أطلعه عليه الملك المنان، لا يحل لمسلم ذي دين وإيمان، أن يتهمه بأن ذلك عن إخبار الجان، وبأنه ساحر وشيطان، وأن يحكم عليه بالكفر والزندقة والإلحاد بمجرد داء الحسد والافتراء والعناد؛ فإن سهامه ترجع إليه، ودعاويه تعود عليه، ويظهر منه خبث العقيدة، وأن آراءه غير سديدة، ويخشى عليه سرعة الانتقام وسوء الختام والعياذ بالله «(ص / 45- 46 ) نعم هكذا ابن عابدين الفقيه الموقر بين جماهير الأحناف بل وعند كثير من علماء أهل السنة! قد انحط إلى هذا الدرك الذي يأسف عليه كل ذي علم بالحلال والحرام، وكل ومطلع على العقيدة في الإسلام. فنسأل الله تعالى أن يكون قد ندم وتاب عن هذه الفضيحة بعد أن سجل هذه الترهات. ولعل بعض الأقلام المسمومة قد جرت على حسابه والله أعلم بالخفايا. أما الشيخ خالد البغدادي هذا الذي اختلفت الأقلام بين طاعن فيه ومدافع عنه، فقد أوردت ترجمته في الفصل الرابع ضمن كتاب ألفته تحت عنوان (الطريقة النقشبندية بين ماضيها وحاضرها)؛ ولكنني أرى أن أذكر هنا أيضا نبذة من أحوال هذا الشخص الخطير الذي جاء بنظرة روحانية جديدة أشغل بها عقول ملايين الناس في عبادة الله منذ قرنين. فحدث بذلك تغير جذري في عقائد المنتسبين إليه، وانتشرت بدعته خاصة بين الأتراك والأكراد على الساحة التركية.(/ 16)خالد البغدادي رجل من أكراد العراق ينتمي إلى العشيرة الميكائيلية القاطنة بضواحي مدينة السليمانية. ولد البغدادي عام 1778 للميلاد، ونشأ في المنطقة نفسها. درس على جماعة من الملالي الذين جرت العادة على تسميتهم بالعلماء وهم في الحقيقة لم يكونوا من العلماء. إذ لا شك أن العلم هجر أرض المسلمين منذ قرون وحلت بهم حقبة مظلمة بعد القرن الثالث من الهجرة النبوية عليه السلام ودامت إلى هذه الأونة. بهذا طبعا لا يجوز إطلاق صفة العلم على البغدادي أيضا ولا على أحد من الملالي وشيوخ الصوفية. إذ أنهم طبقة من أهل الرهبنة والجهل والعمى، لا حظ لهم من العلوم والمعارف والثقافة المعترف بها في العالم المتحضر، بل كانوا ولا يزالون يدرسون ركاما من الكتب ذات الورق الأصفر التي حشاها نفر من شيوخ العجم بعباراتهم المعقدة، كتبوها في عصور الظلام مثل كتاب العزي في الصرف وكتاب الإظهار والنتائج وحل المعاقد والفوائد الضيائية في النحو. وعدد أخر من كتبهم مدونة باللغة الكردية مثل كتاب الظروف والتركيب في النحو العربي. كل هذه الكتب خالية من القيمة العلمية لا فائدة فيها، عباراتها غامضة ومعقدة، لم ينجح مؤلفوها في الأسلوب والتبويب. فضلا عما حشدوا فيها من شروح وحواشي مطولة زادتها غموضا فحولتها إلى ألغاز أعيت من تناولها من الطلبة والمدرسين، فأشغلتهم عن الانفتاح الذي يشهده العالم المتحضر وعن الصحو الذي بفضله قطع جماهير المثقفين شوطا بعيدا في مضمار العلوم والفنون. كما أن هذه الكتب غير معروفة في البلاد العربية. والطامة الكبرى أن التلاميذ كانوا يحفظون هذه الكتب طوال مدة لا تقل عن خمسة عشر عاما. ثم تعود عليهم بالخسران والندم حين يتخرجون وهم غير ذي كفاءة لأي عمل. لذا منهم من يمارس الشعوذة، ومنهم من يصبح ذيلا للصوفية طلبا(/ 17)لرغيف يشبع به بطنه. كان خالد البغدادي من أبناء هذه البيئة المتخلفة. ولكنه كان لبقا نشيطا جريئا متلونا يتقلب مع الظروف بصبر وينسجم مع كل من يرجو منه المصلحة ويستغل الفرصة في حينها. ساعدته هذه الطبيعة حتى استطاع أن يحقق جميع أهدافه ويصبح رجلا مرموقا يتهافت عليه الآلاف، وإن كانوا من الأوغاد والرعاع. ذلك أن من واقع الحياة الاجتماعية أن الإنسان متى حظي من الشهرة واحتفل به الناس وخاصة إذا كانوا صادقين في ولاءهم له، هانت عليه صعاب الأمور ودانت له الرقاب. هذا ما حصل للبغدادي حتى طارت شهرته إلى الآفاق. فلم يحتمل لأحد، حتى للعلماء أن يدققوا النظر في دعوته الجديدة، عما إذا توافق أصول الدين أم هي بدعة أو سلسلة من معتقدات الديانة البوذية والهندوكية! كان خالد ماهرا في استمالة قلوب الناس والتحكم في رقابهم. نجح بذلك في جمع نخبة من رجالات الأكراد تحت زعامته، ونفذ إلى قرارة نفوسهم بسحره حتى غدوا عبيدا يعكفون على أعتابه وهو يسيطر على نفوسهم وعقولهم بعد أن عودهم على صلاة الرابطة وهي شطر هام من طقوسهم، ومبدأ أساسي تقوم عليه هذه الطريقة الصوفية اقتبستها من الديانة البوذية . يكمن سر الطريقة النقشبندية في هذا المبدأ الخطير الذي يجعل من المريد عبدا ذليلا أمام شيخه، متفانيا فيه، يطيعه في كل ما يأمره، ولو كان محرما بنص الكتاب والسنة!

هناك تعليقان (2):

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
    تلبيةً لِطلب القُرَّاءِ الكرام؛ أعبِّرُ عن استعدادِي أن أقدِّمَ لهم الكتابَ الموسومَ (الطريقة النقشبندية بين ماضيها وحاضرها)، لِمؤلِّفِهِ أستاذِنا علاَّمَةِ الديار التُّرْكِيَّةِ الشيخ فريد صلاح الهاشمي المعروف باسمِهِ المحلِّيِّ Feriduddin AYDIN. يُعدُّ هذا الكتابُ القيِّمُ من أهمِّ بحوثِهِ التي قد نالت إعجابَ علماء الأمة في مشارق الأرض ومغاربها. لقد نذر المؤلِّفُ 23 عامًا من أغلى أيامهِ في تأليفِ هذا الكتاب لتعرية طائفة لها دور كبير في تشويه صورة الإسلامِ على مدى سبعة قرون. هذا الكتابُ هبةٌ من مؤلِّفِهِ لأُمَّةِ محمدٍّ صلى الله عليه وسلم، ووقفٌ على المسلمين جميعًا. وقد أجازَ لكل من أرادَ طَبْعَهُ وَنَشْرَهُ في سبيل الله لإصلاح عقائدِ المسلمين وتحذيرِهِمْ من بِدَعِ الصوفيةِ وضلالاتِهِمْ، بشرطِ أن لا يُتَّخَذَ متاعًا للتجارةِ ولو بثمنٍ قليل، بل يتداوله أهل الإحسانِ ويحتسبوا ذلك وجهَ الله تعالى. فعسى أن ينتفع به أهلُ العلم والباحثون خاصةً من أرادَ أن يتعرَّفَ على حقيقة الصوفية النقشبندية وخطرِها على الإسلام والمسلمين، وذلك على لسان أصدقِ شخصيَّةٍ من أعلامِ المجتمع التركي، سيُغْنِيهِمْ هذا الكتاب إن شاء الله تعالى عن مراجعةِ مئات من المصادر.
    نرجو أن ينالَ الكتابُ اهتمامًا منكم دون أي تصرفٍ في محتواه. كما نرجو إعلامَنا ببريدكم الألكتروني لكي نرسل لكم نسخة منه بصيغة PDF، ولكم جزيل الشكر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    عدنان عبد المهيمن الأماسي
    Adnan PAKSOY
    مسؤول بريد الشيخ
    اسطنبول المحروسة، حرسها الله تعالى وجميعَ بلادِ المسلمين.
    ‏السبت‏، 23‏ رجب‏، 1437ه. الموافق: 30‏ نيسان‏/أبريل 2016م.

    ردحذف
  2. وإليكم نبذة من السيرة الذاتية للشيخ فريد صلاح الهاشمي


    وُلد العلاَّمةُ الشيخ فريد صلاح الهاشمي عام 1945م. بضواحي مدينة موش الواقعة بمنطقة شرق تركيا. يُعرَفُ باسمه الخاص في تركيا Feriduddin AYDIN. تنحدرُ أسرتُه من سلالةٍ عربيَّةٍ عريقة، أتقن اللُّغة التُّرْكِيَّةَ بجانبِ اللُّغةِ العربيَّةِ بفضلِ أُمِّهِ التي كانت تُرْكِيَّةَ الأصلِ، كما أتقن اللُّغةَ الكرديَّةَ والفارسيَّةَ والإنجليزيَّةَ... نشأ في بيتِ علمٍ وفضل، وتربَّى في كنف والدهِ الشيخ صلاح بن الشيخ عبد الله بن الشيح محمد الحزين الهاشمي. تلقَّى معارِفَهُ الأُولى على يدِ تَلاَمِذَةِ والدِهِ، درس على جمهرةٍ من العلماءِ أصنافًا من الكتب المتعارَفِ عليها في أشتات العلوم. فأجازوه بالتدريس والتعليم وإرشاد العباد.

    خاض الشيخ فورَ تخرُّجه في بحوثٍ متنوعةٍ بعد أن أكمل ثقافتَهُ في مختلفِ الفنونِ من العقائدِ، والعلوم الإجتماعية، والمنطق وتاريخِ الأديانِ، والفلسفاتِ.. وبالمشاركة في الندوات والمؤتمرات العلمية، ومتابعةِ التياراتِ السياسيَّةِ والأوضاعِ الإجتماعيَّةِ...

    حزَّ في نفسهِ ما تعرَّضَ له الإسلامُ من العبثِ والتشويهِ، وما انتشرَ بين المسلمين من التيَّاراتِ الهدَّامةِ وَالبِدَعِ والخرافات... قَادَتْهُ آلاَمُهُ إلى تفكيرٍ وتأمُّلٍ عميقين في الحالةِ المتدهورةِ التى آلتْ إليها أُمَّةُ الإسلامِ، وما سادَ على أجواءَ المسلمين من الفتنِ والفسادِ وشتاتِ الشملِ والفوضى، وما تعرَّضتْ له الأُمَّةُ من فرقةِ الصفوفِ والتناحرِ والإقتتالِ، وما شاعَ بين صفوفهم من العصبيَّةِ المذهبيَّةِ، والعنصريَّةِ، وتقاليد المشركين... فنهضَ لِمُقَاوَمَتِهَا بقلمهِ المدرار، يدعو الناسَ إلى التوحيدِ الخالصِ، والإخلاصِ في الدين، والوسطية في السلوك والإخلاقِ، ونبذِ طقوسِ الشركِ،... تناول عديدًا من القضايا الفكريَّةِ والعقديَّةِ واللُّغويَّةِ والثقافيَّةِ التي لها صلةٌ ببحوثِهِ. توسَّع في دراساتِهِ المتعدِّدةِ الوجوه، رَكَّزَ الإهتمامَ بخاصَّةٍ على إشكاليَّةِ الْعُجْمَةِ فِي الدِّينِ واللُّغةِ، وعلى الأسباب التاريخيَّةِ والاجتماعيَّةِ للعدولِ عن العقيدةِ الحنيفةِ في بلده (تركيا)، فجادَ قلمُهُ بمؤلفاتٍ قيِّمةٍ، متميِّزةٍ بعُمقِ النظرِ من حيث المحتوى، ودقَّةِ الترتيبِ في الأسلوب، مِمَّا جعلتْ المؤلِّفَ يتبوَّأ مكانةً ساميةً على صعيدِ الدعوةِ والإرشادِ.

    حاصره النظامُ الكمالِيُّ الوثَنِيُّ منذ كان تلميذًا يدرس في الثانوية، فعاشَ تحت مراقبةٍ شديدةٍ مستضعَفًا ومضطَهَدًا طوالَ حياتِهِ. ناصبه جمهورُ الْمُلْحدين من الصوفيَّةِ بالعَداءِ السافرِ، وقاطعَهُ جميعُ دورِ النشرِ، فلم يُطْبَعْ له كتابٌ إلاَّ بحثين باللُّغةِ التركيَّةِ، كما تخاذل عنه الوهابيَّةُ، فتقاعسوا عن طبعِ بحثِهِ الشهيرِ "الطريقة النقشبنديَّة بين ماضِيها وخاضرِها" في بلاد الحجاز، رغم ما استفادوا منه كمصدرٍ وثائقِيٍّ رصين. هكذا أصمُّوا الآذان وأعْمَوْا الأبصارَ عنه، ولكنَّهم ما استطاعوا أن يَحُولُوا بينه وبين قُرَّائِهِ. لأنَّ كُتُبَهُ اخترقتْ كلَّ هذا الحصارَ المشدَّدَ، فانتشرتْ بعونِ اللهِ وتوفيقهِ عن طريق الشبكةِ العنكبوتيَّةِ، يستفيدُ اليومَ منها آلافٌ مؤلَّفَةٌ من عُشَّاقِ الحقيقةِ وطُلابِ الحريَّةِ ومُحِبِّي الفوزِ بمرضاة الله تعالى.

    ردحذف