الأحد، 13 سبتمبر 2015

الرد على محرفي الاءسماء والصفات)الصوفية الاءشعرية)=(باب ذكر سنة ثالثة في إثبات اليد لله الخالق البارئ):
وكتب الله بيده على نفسه أن رحمته تغلب غضبه، وفي هذه الأخبار التي نذكرها في هذا الباب إثبات صفتين لخالقنا البارئ، مما ثبتها الله لنفسه، في اللوح المحفوظ والامام المبين، ذكر النفس واليد جميعاً، وإن رغمت أنوف الجهمية.

1- (68): حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، قال: ثنا خالد بن كريب –يعني ابن الحرث عن محمد بن عجلان، وثنا محمد بن العلا بن كريب وعبدالله بن سعيد الأشج، قال: ثنا أبو خالد عن ابن عجلان عن أبيه، عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله  :
"لما خلق الله الخلق كتب بيده على نفسه: أن رحمتي تغلب غضبي".

2- (69): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى قال ثنا ابن عجلان بهذا الإسناد،قال: "لما خلق الله آدم كتب بيده على نفسه: أن رحمتي تغلب غضبي".

3: (70): حدثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا يحيى بن سعيد، قال ثنا محمد بن عجلان قال: سمعت أبي، عن أبي هريره _ عن النبي-قال:إن الله لما خلق الخلق كتب بيده على نفسه: أن رحمتي تغلب غضبي "

4- (71): حدثنا يحيى بن حكيم،ثنا أبو، عن الأعمش، عن ذكوان عن أبي هريرة _ عن النبي- قال: "لما خلق الله الخلق كتب كتاباً و جعله (فوق) العرش:إن رحمتي تغلب غضبي ".

(14): (باب ذكر سنة رابعة مبينة ليدى خالقنا –عز وجل-):
مع البيان: أن لله يدين، كما أعلمنا في محكم تنزيله، أنه خلق آدم بيديه، وكما أعلمنا أن له يدين مبسوطتين، ينفق كيف يشاء.

 1- (72): حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير وابن فضيل، عن إبراهيم الهجري، وثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا جعفر بن عوف، قال: ثنا إبراهيم الهجرى. عن أبي الأحوص، عن عبدالله، قال: قال رسول الله  وقال ابن يحيى يرفعه، قال: (أن الله (تعالى) يفتح أبواب السماء في ثلث الليل الباقي، فيبسط يديه فيقول: " إلا عبد يسألني فأعطيه (قال: فما يزال كذلك حتى يسطع الفجر، وقال ابن يحيى: فيبسط يده: ألا عبد يسألني فأعطيه).
قال أبوبكر: خرجت هذا الحديث بتمامه بعد.
عند ذكر نزول الرب (عز وجل) كل ليلة بلا كيفية نزول نذكره، لأنا لا نصف معبودنا إلا بما وصف به نفسه، أما في كتاب الله، أو على لسان نبيه ، بنقل العدل عن العدل موصولاً إليه، لا نحتج بالمرأسيل ولا بالاحبار الواهية، ولا نحتج –أيضا- ًفي صفات معبودنا بالآراء والمقاييس.

(15): (باب ذكر سنة خامسة تثبت أن لمعبودنا يدا):
يقبل بها صدقة المؤمنين عز ربنا وجل عن أن تكون يده كيد المخلوقين.

1- (73): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يزيد –يعني ابن هارون عن محمد بن عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله  : " أن أحدكم ليتصدق بالتمرة من طيب، ولا يقبل الله إلا طيباً، فيجعلها الله في يده اليمنى، ثم يربيها ما يربي أحدكم فلوه أو فصيله، حتى تصير مثل أحد ".

 2- (74): حدثنا محمد، قال: ثنا يزيد بن هارون قال: ثنا محمد –يعني ابن عمرو عن سعيد بن أبي سعيد مولى المهري، عن أبي هريرة (رضى الله عنه) عن النبي  بقال: " أن أحدكم ليتصدق بالتمرة إذا كانت من الطيب ولا يقبل الله إلا طيباً فيجعلها الله في كفه فيربيها كما يربى أحدكم مهرة أو فصيله، حتى تعود في يده مثل الجبل".
قال أبوبكر: هو اللفظة –يعني تعود من الجنس الذي أقول: أن العود: قد يقع على البدء.
وأقول: العرب قد تقول (عاد) على معنى صار.
وبيقين يعلم أن تلك التمرة التي تصدق بها المتصدق: لم تكن مثل الجبل قبل أن يتصدق بها المتصدق، ثم صغرت فصارت مثل تمرة تحويها يد المتصدق، ثم أعادها الله إلى حالها فصيرها كالجبل.
ولكن كانت التمر مثل: تمرة تحويها يد المتصدق، فلما تصدق بها صيرها الله الخالق البارئ مثل الجبل.
فمعنى قوله: (حتى تعود مثل الجبل): أي تصير مثل الجبل، فافهموا سعة لسان العرب، لا تخدعوا فتغالطوا، فتتوهموا أن المظاهر لا تجب عليه الكفارة إلا بتظاهر مرتين، فإن هذا القول خلاف سنة النبي المصطفى  وخلاف قول العلماء، قد بينت هذه المسالة في موضعها.

3- (.......): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا يعلى، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، بهذا ولم يرفعه.

4- (75): حدثنا محمد في عقب حديث يزيد، وثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، قال: ثنا هشام وهو ابن سعد عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله  قال: " ما تصدق أحد بصدقة من كسب يريد من كسب طيب إلا تقبلها الله بيمينه، ثم غذاها كما يغذوا أحدكم فلوه أو فصيله، حتى تكون التمرة مثل الجبل ".

 5- (76): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى –يعني ابن سعيد قال: ثنا ابن عجلان، قال: ثنا سعيد بن يسار، عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله : " من تصدق بصدفة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً ولا يصعد إلى السماء إلا الطيب فيقع في كف الرحمن، فيربيه كما يربي أحدكم فصيله حتى أن التمرة لتعود مثل الجبل العظيم ".

6- (.....): حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب، قال: ثنا عمي قال: ثنا هشام ابن سعد بمثل حديث يونس.

7- (77): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا بكر –يعني ابن مضر قال: ثنا ابن عجلان، قال: أخبرني أبو الحباب، سعيد بن يسار، أن أبا هريرة أخبره أن رسول الله  قال: بمثله، وقال: " إلا وهو يضعها في يد الرحمن أو في كف الرحمن وقال: حتى أن التمرة لتكون مثل الجبل العظيم ".

 8- (78): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: ثنا الليث قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن سعيد بن يسار أخي أبي مزرد أنه سمع أبا هريرة (رضى الله عنه) يقول: قال رسول الله  : " ما تصدق أحد بصدقة من طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الله بيمينه، وإن كانت مثل تمرة فتربو له في كف الرحمن، حتى تكون أعظم من الجبل، كما يربى أحدكم فلوه أو فصيله".

 9- (78): حدثنا محمد، قال: ثنا هشام بن عمار، قال: ثنا صدقة قال: ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، _ عن النبي  قال:" ما من امرئ يتصدق بصدقة …… ".

10- (79): قال أبو يحيى: بهذا، يعني حديث: ابن أبي مريم، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب: أن مالكا أخبره عن يحيى بن سعيد، سعيد بن يسار، عن أبي هريرة أن رسول الله  قال: " من تصدق بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً كان إنما يضعها في كف الرحمن يربيها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله، حتى تكون مثل الجبل ".

11- (....): حدثنا يونس، في عقبه، قال ثنا يحيى بن عبدالله بن بكير، قال: ثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة رضى الله عنه، عن النبي  بمثله ".

 12- (....): وحدثنا محمد بن يحيى، قال: وفيما قرأت على عبدالله بن نافع، وثنا روح، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن يسار، أبي الحباب قال: ابن نافع عن أبي هريرة، وقال: ابن يحيى وهذا حديثه: " أن رسول الله  قال: بمثله، وقال: " إنما يضعها في كف الرحمن ".

 13- (.....): حدثنا محمد، قال: ثنا يعلى بن عبيد، قال: ثنا يحيى يعني ابن سعيد، عن سعيد بن يسار أبي الحباب، أنه سمع أبا هريرة بهذا الحديث موقوفاً، وقال: " إلا وضعها حين يضعها في كف الرحمن، حتى أن الله ليربي … ".
قال أبو بكر: خرجت هذا الباب في كتاب الصدقات، أول باب من أبواب صدقة التطوع.

 14- (80): حدثنا محمود بن غيلان، قال: ثنا وهب بن جرير، بن حازم بن العباس، قال: ثنا أبي، قال، سمعت عبيدالله بن عمر يحدث عن حبيب بن عبدالرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة _، وذكر النبي  : فقال: " إذا تصدق الرجل بصدقة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا طيباً أخذها الله بيمينه، فيربيها لأحدكم اللقمة والتمرة، كما يربى أحدكم فلوه، أو فصيله، حتى أنها لتكون أعظم من أحد ".

 15- (81): حدثنا الحسين بن الحسن، وعتبة بن عبدالله، قالا: ثنا ابن المبارك قال: ثنا عبيدالله بن عمر، عن سعيد المقبرى، عن أبي الحباب وهو سعيد بن يسار عن أبي هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله : " ما من عبد مسلم يتصدق من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أن يأخذه بيمينه) فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه، أو قال: فصيله، حتى تبلغ التمرة مثل أحد "، وقال عتبة: " قلوصه أو فصيله " ولم أضبط عن عتبة " مثل أحد ".

 16- (82): حدثنا محمد بن رافع وعبدالرحمن بن بشر بن الحكم، قالا، ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن أيوب، عن القاسم بن محمد، عن أبي هريرة (رضى الله عنه)، قال: قال رسول الله  " أن العبد إذا تصدق من طيب تقبلها الله منه، ويأخذها بيمينه فرباها كما يربي أحدكم مهره أو فصيله، وإن الرجل ليتصدق باللقمة فتربو في يد الله، أو قال في كف الله، حتى تكون مثل الجبل فتصدقوا ".

(16): باب ذكر صفة خلق الله آدم ‘):
والبيان الشافي أنه خلقه بيديه، لا بنعمتيه، على ما زعمت الجهمية المعطلة، إذ قالت: أن الله يقبض بنعمته من جميع الأرض قبضة فيخلق منها بشراً، وهذه السنة السادسة في إثبات اليد للخالق الباري جل وعلا.

1- (83): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد، وابن أبي عدي، ومحمد بن جعفر، و عبد الوهاب الثقفي، قالوا: ثنا عوف عن قسامة بن زهير المازني، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله  وقال بعد الوهاب قال: سمعت رسول الله  يقول: " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منها الأحمر والأسود، وبين ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب ".

 2- (84): وحدثنا أبو موسى، قال: ثنا يحيى بن سعيد وثنا محمد بن رافع، قال: ثنا النضر بن شميل، وثنا أحمد بن سعيد الدرامي، قال: ثنا أبو عاصم كلهم عن عوف، وثنا أبو هاشم، وزياد بن أيوب، قال، ثنا أبو سفيان –يعني الحميري سعيد بن يحيى الواسطي قال: ثنا عوف عن قسامة ابن زهير، عن أبي موسى قال: قال رسول الله  : أن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، منهم الأبيض والأسود، وبين ذلك، السهل والحزن والخبيث ".
هذا حديث أبي هشام، وحديث أبي رافع وأبي موسى مثله، غير أنهما زادا، " الأحمر والطيب "، وزاد أبو موسى في آخره " وبين ذلك "، وقال الدارمي: " من جميع الأرض جاء منهم السهل والحزن والخبيث والطيب والأحمر والأسود ".
وقال أبو موسى: قال: حدثني قسامة بن زهير.

 (17): (باب ذكر سنة سابعة تثبت يد الله):
و البيان أن يد الله هي العليا، كما أخبر الله في محكم تنزيله:(يد الله فوق أيديهم)، فخبر النبي-أيضاً "أن يد الله هي العليا " أى فوق المعطي و المعطى جميعاً

1- (85): حدثنا يحيى حكيم قال: ثنا أبو قتيبة، قال: ثنا ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن حكيم بن حزام، قال: سالت النبي  فألحقت في المسألة، فقال: " يا حكيم، ما أكثر مسألتك؟، إن هذا المال حلوة خضرة، وإنما هو أوساخ أيدي الناس، وإن يد الله هي العليا ويد المعطي التي تليها ويد السائل أسفل من ذلك".

 2- (86): حدثنا بندار، قال: ثنا عثمان بن عمر، قال: حدثني ابن أبي ذئب، عن مسلم بن جندب، عن حكيم بن حزام، قال: سألت رسول الله  من المال، والححت عليه، فقال، وما أكثر مسألتك يا حكيم، أن هذا المال حلوة خضرة، وهي مع ذلك أوساخ أيدي الناس، وإن يد الله فوق يد المعطي، ويد المعطي فوق يد المعطى، ويد المعطى أسفل الأيدي ".
قال أبو بكر: مسلم بن جندب قد سمع من ابن عمر غير شيء، وقال أمرني ابن عمر أن أشتري له بدنة، فلست أنكر أن يكون قد سمع من حكيم بن حزام.

 3- (87): حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، عن إبراهيم بن مسلم الهجرى، (.....) وثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا (أسباط قال: ثنا) إبراهيم الهجرى، وثنا محمد بن بشار قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن إبراهيم الهجرى، قال: سمعت أبا الأحوص، عن عبدالله، عن النبي : أنه قال: " الأيدي ثلاثة: يد الله العليا ويد المعطي، التي تليها، ويد السائل السفلى إلى يوم القيامة، فاستعف من السؤال ما استطعت".
هذا لفظ حديث بندار، وقال يوسف، ومحمد بن رافع، عن أبي الاحوص، عن عبدالله، وقال ابن رافع " فيد المعطي الثاني "، وقال يوسف " ويد المعطي التي تليها وقال: استعفوا عن السؤال ما استطعتم " وكلهم أسند الخبر.

 4- (88): حدثنا الحسن بن محمد، قال: ثنا عبيدة بن حميد، قال، حدثني أبو الزعراء وهو عمرو بن عمرو عن أبي الأحوص، عن أبيه، مالك بن نضلة، قال: قال رسول الله : "الأيدي ثلاثة، فيد الله العليا ويد المعطي التي تليها ويد السائل السفلى، فاعط الفضل ولا تعجز عن نفسك".
قال أبو بكر: أبو الزعراء هذا: عمرو بن عمرو بن أخي أبي الأحوص. وأبو الزعراء الكبير: الذي روى عن ابن مسعود اسمه: عبدالله ابن هانئ.

(18): (باب ذكر سنة ثامنه):
تبين وتوضح: أن لخالقنا (جل وعلا) يدين كلتاهما يمينان، لا يسار لخالقنا (عز وجل)، إذ أليسار من صفة المخلوقين، فجل ربنا عن أن يكون له يسار، مع الدليل على أن قوله (عز وجل): بل يداه مبسوطتان  اراد عز ذكره باليدين، اليدين، لا النعمتين كما ادعت الجهيمة المعطلة.
1- (89): حدثنا محمد بن بشار، وأبو موسى محمد بن المثنى، ومحمد بن يحيى، ويحيى بن حكيم، قالوا: ثنا صفوان بن عيسى، قال ثنا الحارث بن عبدالرحمن، بن أبي ذُباب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبرى، عن أبي هريرة _ قال: قال رسول الله  : " لما خلق الله آدم، ونفخ فيه الروح عطس فقال الحمد الله، فحمد الله باذن الله تبارك وتعالى، فقال له ربه: رحمك الله يا آدم، وقال له آدم، اذهب إلى أولئك الملائكة، إلى ملإ منهم جلوس، فقل: السلام عليكم، فقالوا، وعليك السلام (ورحمة الله وبركاته)، ثم رجع إلى ربه (عز وجل) فقال: هذه تحيتك وتحية نبيك، وبنيهم، فقال الله (تبارك وتعالى) له ويداه مقبوضتان اختر أيهما شئت قال: اخترت يمني ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطها فإذا فيها آدم وذريته، فقال: أي رب ما هؤلاء؟، قال: هؤلاء ذريتك، فإذا كان انسان مكتوب عمره بين عينيه، وإذا فيهم رجل أضوؤهم، (أو من أضوئهم)، لم يكتب له إلا أربعين سنة، فقال: يا رب ". (من) هذا؟ فقال: هذا ابنك " داود " وقد كتبت له أربعين سنة، فقال يا رب " زده في عمره، قال: ذاك الذي كتبت له، قال: فإني جعلت له من عمري ستين سنة، قال: أنت وذاك، فقال: ثم أسكن الجنة ما شاء الله، ثم أهبط منها، وكان آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت، فقال له آدم، قد عجلت، قد كتب لي ألف سنة، قال: بلى، ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة، فجحد، فجحدت ذريته، ونسي فنسيت ذريته، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود ".
هذا حديث (بندار) غير أنه قال: " رحمك الله يا آدم "، وقال: " أو من أضوئهم، قال: يا رب ما هذا " وقال أبو موسى: " عمره مكتوب عنده ": لم يقل " بين عينيه "، وقال: " إذ لآدم ألف سنة، وقال: وإذا فيهم رجل أضرؤهم أو من أضوئهم لم يكتب له إلا أربعين سنة قال: أي رب ما هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قال: يا رب زده، وقال: عجلت أليس كتب الله لي ألف سنة؟ وقال: ما فعلت فجحد " وهكذا قال يحيى بن حكيم في هذه الأحرف كما قال أبو موسى.

 2- (90): حدثنا محمد بن يحيى، وعبدالرحمن بن بشر، قالا: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا أبو هريرة (رضى الله عنه)، فذكر أخباراً عن النبي  قال: قال رسول الله  : " يمين الله ملأى، لا يغيضها نفقة، سحاء بالليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض، فانه لم يغض ما في يمينه ".

قال: وعرشه على الماء، وبيمينه الأخرى القبض، يرفع ويخفض ".
هذا لفظ حديث عبدالرحمن، قال: محمد بن يحيى في حديثه: " يمين الله ملأى، لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار " وقال: " فإنه لم ينقص مما في يمينه وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض ".

(19): (باب ذكر سنة تاسعة تثبت يد الله جل وعلا):
وهي: إعلام النبي  أن الله غرس كرامة أهل الجنة بيده وختم عليها.

 1- (91): حدثنا محمد بن ميمون المكي، قال: ثنا سفيان، قال: حدثني من لم تر عيناك مثله، ثم حدثنا مرة، فقال: ثنا الأبرار قلنا من؟ قال: عبد الملك بن سعيد بن أبجر، ومطرف بن طريف، عن الشعبي، قال: سمعت المغيره بن شبعة على منبره قال: قال رسول الله  " أن موسى سأل ربه (عز وجل) فقال يا رب: أخبرني بأدنى أهل الجنة منزلة، قال: هو عبد يأتي بعدما يدخل أهل الجنة الجنة فيقال له: ادخل فيقول: كيف أدخل وقد سكن أهل الجنة الجنة، وأخذوا منازلهم، وأخذوا أخذاتهم، فيقال له، أما ترضى أن يكون لك مثل ما كان لملك من ملوك الدنيا؟ قال: فيقول نعم، قال فترضى أن يكون لك مثل ما كان لملكين من ملوك الدنيا؟ أترضى أن يكون لك مثل ما كان لثلاثة ملوك من ملوك الدنيا؟، قال ": رب رضيت قال لك مثله ومثله وعشرة أضعافه، ولك فيها ما اشتهت نفسك ولذت عينك، فقال، يا رب، فأخبرني بأعلاهم منزلة قال: هذا أردت، فسوف أخبرك، قال: غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، لم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر (ذلك) على قلب بشر، ومصداق ذلك في كتاب الله (عز وجل):  فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون  …. "

(20): (باب ذكر سنة عاشرة):
تثبتت يد الله، وهو اعلام النبي  أمته قبض الله الأرض يوم القيامة، وطيه (جل وعلا) سمواته بيمينه، مثل المعنى الذي هو مسطور في المصاحف، متلو في المحاريب، والكتاتيب والجدور.

 1- (92): حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن أبي شهاب، عن سعيد بن المسيب، أن أبا هريرة كان يقول: قال رسول الله  " يقبض الله الأرض يوم القيامة ويطوى السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، فأين ملوك الأرض ".

 2- (93): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو اليمان، قال: ثنا شعيب وهو ابن أبي حمزة عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة، أن أبا هريرة (رضى الله عنه) قال: قال رسول الله  : " يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك فأين ملوك الأرض ".

 3- (94): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو صالح، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عبدالرحمن بن خالد وهو ابن مسافر عن ابن شهاب.

(....) وثنا محمد –أيضا- ًقال: ثنا إسحق بن إبراهيم بن العلاء، قال: ثنا عمرو ابن الحرث، قال: حدثني عبدالله بن سالم، عن الزبيدي، قال: أخبرني الزهري، عن أبي سلمة، أن أنا هريرة (رضى الله عنه)، قال سمعت رسول الله  بمثله، يقول ".

قال: لنا محمد بن يحيى: الحديثان عندنا محفوظان –يعني عن سعيد وأبي سلمة).

 4- (....): حدثنا حماد بحديث سعيد بن المسيب، قال ثنا نعيم بن حماد قال: ثنا ابن المبارك، قال: أخبرنا يونس.
قال أبوبكر: إنما قلت في ترجمة الباب بمثل المعنى الذي هو مسطور في المصاحف لأن الله (عز وجل) قال:  والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه .

(21): (باب تمجيد الرب (عز وجل) نفسه):
عند قبضته الأرض بإحدى يديه، وطيه السماء بالاخرى، وهما يمينا لربنا، لا شمال له (تعالى) ربنا عن صفات المخلوقين: وهي السنة الحادية عشرة في تثبيت يدي خالقنا (عز وجل).

1- (95): حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا إسحق بن عبدالله –يعني ابن أبي طلحة، عن عبيد بن مقسم، عن أبن عمر،" أن رسول الله  قرأ هذه الآيات يوماً على المنبر  وما قدروا الله حق قدره الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه الآية، ورسول الله يقول: هكذا بأصابعه يحركها يمجد الرب نفسه أنا الجبار أنا المتكبر، أنا الملك، أنا العزيز، أنا الكريم، فرجف برسول الله  المنبر حتى قلنا ليخرن به "

 2- (...): حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم، قال: ثنا بهز بن أسد قال: ثنا حماد وهو ابن سلمة عن إسحق بن عبدالله، عن عبيدالله بن مقسم، عن ابن عمر، قال: " قرأ النبي  هذه الآية وهو على المنبر و السموات مطويات بيمينه  قال: يقول الله: أنا الجبار المتكبر، أنا الملك يمجد نفسه، فجعل النبي  يرددها حتى ظننت أنه سيخر به ".

 3- (96): حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا سعيد بن منصور قال: ثنا يعقوب، عن أبي حازم، عن عبيدالله بن مقسم، أنه نظر إلى عبدالله ابن عمر، كيف يحكى رسول الله ، قال: يأخذ الرب (جل وعلا) سمواته وأراضيه بيديه، (وجعل يقبض يديه ويبسطهما) يقول الله أنا الرحمن حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل (شيء) منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله  "؟

 4- (97): حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرنا هشام وهو ابن سعد عن عبيدالله بن مقسم عن عبدالله بن عمر قال: رأيت رسول الله  على المنبر يقول "  والأرض جميعاً فيضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، ثم يقول: أنا الله الرحمن الجبار، اين المتكبرون؟ حتى إني أخشى أن يسقط به المنبر"، هكذا ثنا يونس ليس بين هشام بن سعد وبين عبيدالله بن مقسم أحد.

(22): (باب ذكر السنة الثانية عشرة):
في إثبات يدي ربنا (عز وجل)، وهي البيان أن الله (تعالى) إنما يقبض الأرض بيده يوم القيامة، بعد ما يبد لها فتصير الأرض خبزة لأهل الجنة، لأن الله يقبضها وهي طين وحجارة ورضرض وحمأة ورمل وتراب.

1- (98): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو صالح، قال، حدثني الليث قال: حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله  قال: " تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم بيده خبزته في السفر، نزلا لأهل الجنة، فاتى رجل من إليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، إلا أخبرك كما قال رسول الله  (قال: فنطر رسول الله  الينا) ثم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال، إلا أخبرك بأدامهم؟ قال: بلى، قال: لام، ونون، وما هذا؟ قال: ثور ونون يأكل من زيادة كبدهما سبعون ألفا ".

6 (23) (باب السنة الثالثة عشرة في إثبات يدي الله (عز وجل)):
وهي اعلام النبي  أن يدي الله يبسطان لمسيء الليل ليتوب بالنهار، ولمسئ النهار ليتوب بالليل حتى تطلع الشمس من مغربها.

7- (99): حدثنا محمد بن عبدالله المبارك، قال: ثنا وهب بن جرير قال: ثنا شبعة، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، عن النبي  قال: " أن الله (عز وجل) يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده –يعني بالنهار ليتوب مسيء الليل، حتى تطلع الشمس من مغربها ".
قال أبوبكر: لم يقل المخزومي "بالنهار"، قد أمليت هذا الباب بتمامه في كتاب (التوبة والآنابة)، فاسمع الدليل على معنى هذا الخبر أن الله (تعالى) يبسط يده على لفظ الخبر، ليعلم ويتيقن أن عمل الليل يرفع إلى الله قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل).

 8- (100) حدثنا محمد بن عبدالله المخزمي قال: أخبرنا أبو معاوية الضرير، قال ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، قال: قام فينا رسول الله بخمس كلمات: قال: "إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، ولكن يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشفها لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه".

9- (101): حدثنا محمد بن عبدالله، ثنا وهب بن جرير، قال: أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيجة، عن أبي موسى عن النبي  قال: قام فينا رسول الله  بأربع: "إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يرفع القسط ويخفضه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل"

(24): (باب ذكر امساك الله –تبارك وتعالى اسمه وجل ثناءه، السموات والأرض وما عليها، على أصابعه).
جل ربنا عن أن تكون أصابعه كأصابع خلقه، وعن أن يشبه شيء من صفات ذاته، صفات خلقه، وقد أجل الله قدر نبيه  عن أن يوصف الخالق البارئ بحضرته بما ليس من صفاته، فيسمعه فيضحك عنده، ويجعل بدل وجوب النكير والغضب على المتكلم به ضحكا تبدو نواجذه، تصديقا وتعجبا لقائله.
لا يصف النبي  بهذه الصفة مؤمن مصدق برسالته.

 1-(102): حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، ….)

(.....): وحدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا أبو معاوية وجرير، واللفظ لجرير وحدثنا: سلم بن جنادة، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله، قال أتى النبي  رجل من أهل الكتاب، فقال: يا أبا القاسم: أبلغك أن الله (عز وجل) يحمل الخلائق على أصبع، والسموات على أصبع، والأرضين على أصبع، والشجر على أصبع، والثرى على أصبع، قال: فضحك النبي  حتى بدت نواجذه، قال: فأنزل الله تعالى:  وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة الى اخر الآية.

2- (103): وحدثنا أبو موسى، قال: ثنا يحيى بن سعيد، وحدثنا: محمد بن بشار، (بندار)، وقال: ثنا يحيى، عن سفيان، عن منصور، وسليمان، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبدالله قال: " جاء يهودي إلى رسول الله  فقال: " يا محمد أن الله يمسك السموات على أصبع والأرضين على أصبع، والجبال على أصبع، والشجر على أصبع، و الخلائق على أصبع، ويقول: أنا الملك، فضحك رسول الله  حتى بدت نواجذه وقال:  وما قدروا الله حق قدره .

 3- (104): حدثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا سفيان، قال حدثني منصور، وسليمان الأعمش بهذا الإسناد، (الحديث بتمامه).

(......): حدثنا بندار في عقيب خبره قال: ثنا يحيى، قال: ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبدالله قال: " فضحك النبي  تعجباً وتصديقا له ".
فقال أبو موسى في عقب خبره : (قال يحيى: زاد فيه فضيل بن عياض، عن منصور عن عبيدة، عن عبدالله (فضحك رسول الله  تعجبا وتصديقاً له ".

 4- (.....): حدثنا: أبو موسى في عقب حديث يحيى بن سعيد، قال: ثنا أبو المساور، قال: ثنا أبو عوانه، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن عبدالله، عن النبي  بنحوه، كذا حدثنا به أبو موسى قال: بنحوه).
قال: أبوبكر: الجواد قد يعثر في بعض الأوقات وهم يحيى بن سعيد في إسناد خبر الأعمش، مع حفظه واتقانه وعلمه بالأخبار، فقال: عن عبيدة عن عبدالله، وإنما هو: عن علقمة.
وأما خبر (منصور) فهو: عن إبراهيم عن عبيدة، عن عبدالله، والإسنادان ثابتان صحيحان.
منصور، عن إبراهيم عن عبيدة، عن عبدالله.
والأعمش: عن إبراهيم، عن علقمة عن عبدالله
غير مستنكر لإبراهيم النخعي مع علمه وطول مجالسته أصحاب ابن مسعود أن يروى خبراً عن جماعة من أصحاب ابن مسعود عنه.

 5- (105): حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، عن منصور عن إبراهيم، عن عبيدة السلماني، عن عبدالله قال: " جاء حبر من اليهود إلى رسول الله  فقال: " أنه إذا كان يوم القيامة جعل الله السموات على اصيع، والأرضين على أصبع، والجبال والشجر على أصبع، والماء والثرى على اصبع، والخلائق كلها على أصبع، ثم يهزهن ثم يقول: أنا الملك أنا الملك، قال: فلقد رأيت رسول الله : وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه سبحانه وتعالى عما يشركون.

 6- (106): حدثنا أبو زرعة؛ عبيدالله بن عبد الكريم، قال: ثنا محمد بن الصلت، قال: ثنا أبو كدينة، وهو يحيى بن المهلب، عن عطاء بن السائب، عن أبي الضحى، عن ابن عباس، قال: مر يهودي بالنبي  فقال: "يا أبا القاسم، ما تقول: إذا وضع الله السماء على ذه، والأرضين على ذه، والماء على ذه، و الجبال على ذه، وسائر الخلق ذه، فأنزل الله: وما قدروا الله حق قدره.
قال أبوبكر: فلعل متوهما يتوهم ممن لم يتحر العلم ولا يحسن صناعتنا في التأليف بين الأخبار، فيتوهم أن خبر ابن مسعود يضاد خير (ابن عمر، وخبر أبي سعيد يضاد خيرهما، وليس كذلك، وهو عندنا بحمد الله ونعمته.
أما خبر ابن مسعود فمعناه: أن الله (جل وعلا) يمسك ما ذكر في الخبر على أصابعه، على ما في الخبر سواء. قبل تبديل الله الأرض غير الأرض، لأن الامساك على الأصابع غير القبض على الشيء، وهو مفهوم في اللغة، التي خوطبنا بها (لأن الإمساك على الشيء بالأصابع غير القبض على الشيء)، ونقول: ثم يبدل الله الأرض غير الأرض، كما أخبرنا منزل الكتاب على نبيه:  في محكم تنزيله في قوله: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات، وبين على لسان نبيه المصطفى  صفة تبديل الأرض غير الأرض، فأعلم  أن الله تعالى يبدلها فيجمعها خبزة واحدة، فيقبض عليها حينئذ كما خبر (في خبر) ابن عمر _ ما وانكفاءها كما أعلم في خبر أبي سعيد الخدري، فالأخبار الثلاثة كلها ثابتة صحيحة المعاني على ما بينا.

قال أبوبكر:
 7- (107): وروى نمر بن هلال، قال: ثنا الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله  في القبضتين: " هذه في الجنة ولا أبالي، وهذه في النار ولا ابالي ".

 8- (...): حدثنا أبو موسى، قال: ثنا مسلم بن إبراهيم قال: ثنا النمر بن هلال النمري، حدثنا أبو موسى، قال: حدثني الحكم بن سنان، قال: ثنا بن عون قال: ثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله  " أن الله تعالة قبض قبضة فقال: إلى الجنة برحمتي، وقبض قبضة فقال: إلى النار ولا أبالي ".

 (25): (باب إثبات الأصابع لله (عز وجل)):
من سنة النبي  قيلاً " له لا حكاية " عن غيره، كما زعم بعض أهل الجهل والعناد، أن خبر ابن مسعود ليس هو من قول النبي  (وإنما هو من قول إليهود، وأنكر أن يكون ضحك النبي )، تصديقا لليهودي.

1- (108): وحدثنا: عبدالله بن محمد الزهري، والحسين بن عبدالرحمن الجرجرائي، ومحمد بن خلاد الباهلي، ومحمد بن ميمون ومحمد ابن منصور المكي، وقالوا: ثنا الوليد بن مسلم، قال الزهري عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، (وقال محمد بن خلاد، ثنا المكي، حدثني عبدالرحمن بن يزيد بن جابر) قال: حدثني بسر بن عبيدالله الحضرمي، قال: حدثني: أبو ادريس الخولاني، قال: حدثني النواس بن سمعان الكلابي، قال سمعت رسول الله  يقول: " ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الله (تعالى) أن شار أقامه، وإن شاء أزاغه، وكان (رسول الله ) يقول: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، والميزان بيد الرحمن يخفض ويرفع ".
هذا حديث الباهلي، وقال الآخرون: " فإذاشاء أن يقيمه أقامه، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه ". وقال محمد بن ميمون: "أو قال: يضع ويخفض "، بالشك. وقال الحسين بن عبدالرحمن، قال حدثني عبدالرحمن بن يزيد الأزدى، وقال هو والجرجرائي أيضاً " يا مقلب القلوب "، و قال لنا عبدالله بن محمد الزهري مرة " ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين، فإذا شاء أن يقيمه أقامه، (الا وهو بين اصبعين من اصابع رب العالمين)، وإذا شاء أن يزيغه أزاغه ".

قال أبوبكر: بهذا الخبر استدل أن معنى قوله في خبر أبي موسى: " يرفع القسط ويخفضه "، أراد بالقسط الميزان، كما أعلم في هذا (الخبر أن) الميزان بيد الرحمن، يرفع ويخفض، فقال ونضع الموازين القسط ليوم القيامة، قد أمليت هذا الباب في كتاب القدر.

2- (109): وروى ابن وهب، قال: حدثني إبراهيم بن نشيط الوعلاني، عن ابن أبي الحسين وهو عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي حسين، المكي، عن شهر بن حوشب، قال: سمعت أم سلمة تحدث أن رسول الله .كان يكثر في دعائه: " اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك "، (قالت): فقلت يا رسول الله: وإن القلوب لتتقلب؟ قال: " نعم، ما من خلق لله من بني آدم إلا وقلبه بين أصبعين من أصابع الله، فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه ".
فنسالة أن لا يزيع قلوبنا بعد إذ هدانا ونسأله أن يهب لنا من لدنه رحمة إنه هو الوهاب.

 3- (110): حدثنا أحمد بن عبدالرحمن، قال: ثنا عمي، وروى عبدالله شراحبيل بن الحكم، عن عامر بن نائل، عن كثير بن مرة، عن أبي ذر، قال: قال رسول الله  " إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الله، فإذاشاء صرفه، وإذا شاء نكسه، ولم يعط الله أحداً من الناس شيئاً هو خير من أن يسلك في قلبه اليقين، و عند الله مفاتيح القلوب، فإذا أراد الله بعبده خيراً، فتح له قفل قلبه، واليقين والصدق، وجعل قلبه وعاء، وعياً لما سلك فيه، وجعل قلبه سليماً ولسانه صادقاً، وخليقته مستقيمة، وجعل أذنه سميعة، وعينه بصيره، ولم يؤت أحد من الناس شيئاً –يعني هو شر من أن يسلك الله في قلبه الريبة، وجعل نفسه شرة شرهه مشرفة متطلعة، لا ينفعه المال وإن أكثر له، وغلق الله القفل على قلبه فجعله ضيقاً حرجاً، كإنما يصعد في السماء ".

 4- (......): حدثناه: محمد بن يحيى، قال: حدثني إسحق بن إبراهيم الزبيدي، قال: حدثني عبدالله بن رجاء.

قال أبوبكر، أنا أبرأ من عهدة شرحبيل بن الحكم وعامر بن نائل، وقد أغنانا الله فله الحمد كثيراً عن الاحتجاج في هذا الباب بأمثالها، فتدبروا يا أولي الالياب، ما نقوله في هذا الباب،في ذكر اليدين: كنحو: قولنا في ذكر الوجه، والعينين، تستيقنوا بهداية الله إياكم، وشرحه (جل وعلا) (صدوركم للايمان بما قصه الله جل وعلا)، في محكم تنزيله ونبيه  من صفات خالقنا (عز وجل)، وتعلموا بتوفيق الله إياكم أن الحق، والصواب والعدل في هذا الجنس مذهبنا، مذهب أهل الآثار، ومتبعي السنن، وتقفوا على جهل من يسميهم مشبهة، إذ الجهيمة المعطلة جاهلون بالتشبيه.
نحن نقول: لله (جل وعلا) يدان كما أعلمنا الخالق البارئ في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفى  ونقول: كلتا يدي ربنا (عز وجل) يمين، على ما أخبر النبي  ونقول: (أن الله (عز وجل) يقبض الأرض جميعاً باحدى يديه، ويطوى السماء بيده الأخرى، وكلتا يديه يمين، لا شمال فيهما ، ونقول: من كان من بني آدم سليم الأعضاء والأركان مستوى التركيب لا نقص في يديه، أقوى بني آدم وأشدهم بطشاً له يدان. عاجز عن أن يقبض على قدر أقل من شعرة واحدة، من جزء من أجزاء كثيرة، على أرض واحدة من سبع أرضين.
ولو أن جميع من خلقهم الله من بني آدم إلى وقتنا هذا، وقضى خلقهم إلى قيام الساعة لو اجتمعوا على معونة بعضهم بعضا وحاولوا على قبض أرض واحدة من الأرضين السبع بأيديهم كانوا عاجزين عن ذلك غير مستطيعين له، وكذلك لو اجتمعوا جميعاً على طي جزء من أجزاء سماء واحدة لم يقدروا على ذلك، ولم يستطيعوا وكانوا عاجزين عنه، فكيف يكون يا ذوى الحجا من وصف يد خالقه بما بينا من القوة والأيدي، ووصف يد المخلوقين بالضعف والعجز مشبها، يد الخالق بيد المخلوقين؟، أو كيف يكون مشبهاً من يثبت أصابع على ما بينه النبي المصطفى  للخالق البارئ؟
ونقول: " إن الله (جل وعلا) يمسك السموات على أصبع، والأرضين على أصبع " تمام الحديث.
 ونقول: إن جميع بني آدم منذ خلق الله آدم إلى أن ينفخ في الصور لو اجتمعوا على امساك جزء من أجزاء كثيرة من سماء من سمواته أو ارض من أراضيه السبع بجميع أبدأنهم كانوا غير قادرين على ذلك، ولا مستطيعين له، بل عاجزين عنه، فكيف يكون من يثبت لله (عز وجل) 0 يدين على ما ثبته الله لنفسه وأثبته له  مشبها يدي ربه بيدي بني آدم؟
نقول: لله يدان مبسوطتان، ينفق كيف يشاء، يهما خلق الله آدم  ‘ (وبيده كتب التوراة لموسى ‘، ويداه قديمتان لم تزالا باقيتين، وأيدي المخلوقين مخلوقة محدثة، غير قديمة فانية غير باقية، بالية تصير ميتة ثم رميما، ثم ينشئه الله خلقا آخر  تبارك الله أحسن الخالقين، فاي تشبيه يلزم أصحابنا: أيها العقلاء إذا أثبتوا للخالق ما أثبته الخالق لنفسه وأثبته له نبيه المصطفى  .
وقول هؤلاء المعطلة يوجب أن كل من يقرأ كتاب الله ويؤمن به اقراراً باللسان وتصديقاً بالقلب فهو مشبه، لأن الله ما وصف نفسه في محكم تنزيله بزعم هذه الفرقة.
ومن وصف يد خالقه فهو: يشبه الخالق بالمخلوق، فيجب على قود مقالتهم: أن يكفر بكل ما وصف الله به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه  عليهم لعائن الله إذ هم كفار منكرون لجميع ما وصف الله به نفسه في كتابه، وعلى لسان نبيه  غير مقرين بشيء منه، ولا مصدقين بشيء منه.
نقول: لو شبه بعض الناس: يد قوي الساعدين شديد البطش، عالم بكثير من الصناعات، جيد الخط، سريع الكتابة، بيد ضعيف البطش، من الآدميين، خلو من الصناعات والمكاسب، أخرق، لا يحسن أن يخط بيده كلمة واحدة، أو شبه يد من ذكرنا أولا بالقوة والبطش الشديد، بيد صبي في المهد، أو كبير هرم، يرعش، لا يقدر على قبض (ولا بسط) ولا بطش.

أو نقول له: يدك شبيهة بيد قرد، أو خنزير، أو دب، أو كلب، أو غيرها من السباع، أما ما يقوله سامع هذه المقاله أن كان من ذوي الحجا والنهي : أخطأت يا جاهل التمثيل، ونكست التشبيه، ونطقت بالمحال من المقال، ليس كل ما وقع عليه اسم اليد جاز أن يشبه ويمثل احدى اليدين بالاخرى وكل عالم بلغة العرب، فالعلم عنده محيط: أن الاسم الواحد قد يقع على الشيئين مختلفي الصفة، متبايني المعاني.
وإذا لم يجز اطلاق اسم التشبيه، إذا قال المرء لابن آدم، وللقرد يدان، وأيديهما مخلوقتان، فكيف يجوز أن يسمى مشبها من يقول لله يدان، على ما أعلم في كتابه وعلى لسان نبيه ، ونقول لبني آدم يدان ونقول ويدا الله بهما خلق آدم، وبيده كتب التوراة لموسى  ‘، ويداه مبسوطتان، ينفق كيف يشاء (وأيدي بني آدم) مخلوقة على ما بينت وشرحت قبل: في باب الوجه والعنين وفي هذا الباب.
وزعمت الجهمية المعطلة " أن معنى قوله: بل يداه مبسوطتان أي نعمتاه وهذا تبديل لا تأويل.
والدليل على نقض دعواهم: هذه، أن نعم الله كثيرة لا يحصيها إلا الخالق البارئ، ولله يدان لا أكثر منهما. كما قال لإبليس عليه لعنة الله: ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي، فأعلمنا (جل وعلا) أنه خلق آدم بيديه، فمن زعم أنه خلق آدم بنعمته كان مبدلا لكلام الله، وقال الله (عز وجل): والأرض جميعاً قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، أفلا يعقل أهل الإيمان: أن الأرض جميعاً لا تكون قبضة إحدى نعمتيه يوم القيامة، ولا أن السموات مطويات بالنعمة الآخرى.
ألا يعقل ذوو الحجا من المؤمنين: أن هذه الدعوى التي يدعيها الجهمية جهل، أو تجاهل شر من الجهل، بل الأرض جميعاً قبضة ربنا جل وعلا، بإحدى يديه يوم القيامة، والسموات مطويات بيمينه وهي: اليد الأخرى، وكلتا يدي ربنا يمين، لا شمال فيهما جل ربنا وعز عن أن تكون له يسار إذ (كون) إحدى اليدين يسارا إنما يكون من علامات المخلوقين، جل ربنا وعز عن شبه خلقه، وافهم ما أقول من جهة اللغة، تفهم وتستيقن أن الجهمية مبدلة لكتاب الله، لا متأولة قوله: بل يداه مبسوطتان لو كان معنى اليد النعمة كما ادعت الجهمية لقرئت: بل يداه مبسوطة، أو منبسطة، لأن (نعم الله) أكثر من أن تحصى، ومحال أن تكون نعمه نعمتين لا أكثر.
فلما قال الله (عز وجل) بل يداه مبسوطتان، كان العلم محيطا أنه ثبت لنفسه يدين لا أكثر منهما، وأعلم أنهما مبسوطتان ينفق كيف يشاء.
(والآية دالة أيضاً على أن ذكر اليد في هذه) الآية ليس معناه النعمة، حكى الله (جل وعلا) قول إليهود فقال:  وقالت إليهود يد الله مغلولة  فقال الله (عز وجل) رداً عليهم  غلت أيديهم وقال:  بل يداه مبسوطتان ، وبيقين يعلم كل مؤمن: أن الله لم يرد بقوله  غلت أيديهم : أي غلت نعمهم، لا، ولا إليهود أن نعم الله مغلولة وإنما رد الله عليهم مقالتهم وكذبهم في قولهم (يد الله مغلولة) وأعلم المؤمنين أن يديه مبسوطتان، ينفق كيف يشاء وقد قدمنا ذكر انفاق الله (عز وجل) بيديه في خبر همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي. : " يمين الله ملأى، سحاء لا يغيضها نفقة ".
فأعلم النبي  أن الله ينفق بيمينه، وهما يداه التي أعلم الله أنه ينفق بهما كيف يشاء.
وزعم بعض الجهمية: أن معنى قوله "خلق الله آدم بيديه":
(أي بقوته) فزعم أن اليد هي القوة، وهذا من التبديل أيضاً، وهو جهل بلغة العرب، والقوة إنما تسمى الأيد في لغة العرب، لا اليد، فمن لا يفرق بين اليد والأيد فهو إلى التعليم والتسليم إلى الكتاتيب أحوج منه إلى الترؤس والمناظرة.
قد أعلمنا الله (عز وجل) أنه خلق السماء بأيد، واليد واليدان غير الأيد، إذ لو كان الله آدم بأيد كخلقه السماء، دون أن يكون الله خص خلق آدم بيديه لما قال لإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي.
ولا شك ولا ريب: أن الله (عز وجل) قد خلق ابليس عليه لعنة الله أيضاً بقوته، أي إذا كان قويا على خلقه فما معنى قوله: ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي، عند هؤلاء المعطلة، و البعوض والنمل وكل مخلوق فالله خلقهم عنده بأيد وقوة.
وزعم من كان يضاهي بعض مذهبه مذهب الجهمية: في بعض عمره لما لم يقبله أهل الآثار، فترك أصل مذهبه عصبية: زعم أن خبر ابن مسعود الذي ذكرناه إنما ذكر اليهودي أن الله يمسك السموات على أصبع. الحديث بتمامه وأنكر أن يكون النبي  ضحك تعجبا وتصديقا له.
(فقال: إنما هذا من قول ابن مسعود، لأن النبي  إنما ضحك تعجبا لا " تصديقا " لليهودي)، وقد كثر تعجبي من إنكاره، ودفعه هذا الخبر، وكان يثبت الأخبار في ذكر الأصبعين. قد احتج في غير كتاب من كتبه بأخبار النبي  : (ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين)، فإذاكان هذا عنده ثابتا يحتج به، فقد أقر وشهد أن لله صابع، لأن مفهوما في اللغة: إذا قيل أصبعين من الأصابع: أن الأصابع أكثر من أصبعين، فكيف ينفي الأصابع مرة ويثبتها أخرى؟ فهذا تخليط في المذهب والله المستعان.
وقد حكيت مراراً عن بعض من كان يطيل مجالسته أنه قد انتقل في التوحيد منذ قدم نيسابور ثلاث مرات، وقد وصفت أقاويله التي انتقل من قول إلى قول، وقد رأيت في بعض كتبه يحتج بخبر ليث بن أبي سليم، عن عبدالرحمن بن سابط، عن أبي أمامة، عن النبي .
ويخبر خالد بن اللجلاج عن عبدالرحمن بن عائش، عن النبي  ، قال: " رأيت ربي في أحسن صورة "، فيحتج مرة بمثل هذه الأسانيد الضعاف، الواهية، التي لا تثبت عند أحد له معرفة بصناعة الحديث.
ثم عمد إلى أخبار ثابتة صحيحة من جهة النقل، مما هو أقل شناعة عند الجهيمة المعطلة من قوله (رأيت ربي من أحسن صورة)، فيقول: هذا كفر بإسناد ويشنع على علماء الحديث بروايتهم تلك الأخبار الثابتة الصحيحة، والقول بها قلة رغبة وجهل بالعلم وعناد.

والله المستعان، وإن كان قد رجع عن قوله: فالله يرحمنا وإياه.

(26): (باب ذكر إثبات الرجل لله عز وجل):
وإن رغمت أنوف المعطلة الجهمية، الذين يكفرون بصفات خالقنا (عز وجل) التي أثبتها لنفسه في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه المصطفى .
قال الله (عز وجل) يذكر ما يدعو بعض الكفار من دون الله ألهم أرجل يمشون بها، أم لهم أيد يبطشون بها، أم لهم أعين يبطرون بها أم لهم آذان يسمعون بها، قل ادعوا شركاءكم..
فأعلمنا ربنا (جل وعلا) أن من لا رجل له، ولا يد، ولا عين، ولا سمع فهو كالآنعام بل هو أضل.
فالمعطلة الجهمية: الذين هم شر من اليهود والنصارى والمجوس، كاللأنعام بل أضل. فالمعطلة الجهمية عندهم كالآنعام بل هم أضل.

1- (111): فحدثنا محمد بن عيسى قال: ثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثني محمد ابن إسحاق.
وحدثنا محمد بن أبان، قال: ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق عن يعقوب بن (عتبة بن) المغيره بن ألأخنس، عن عكرمة (مولى ابن عباس)، عن ابن عباس: " أن رسول الله أنشد قول أمية ابن أبي الصلت الثقفي:
رجل وثور تحت رجل يمينة    والنسرللاخرى وليث مرصد
والشمس تصبح كل احر ليلة    حمراء يصبح لونها يتورد.
تأبي فما تطلع لنا في رسلها    إلا معذبة والا تجلد
فقال رسول الله  صدق"

2- (.....): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا محمد بن عيسى –يعني ابن الطباع قال ثنا عبدة –يعني ابن سليمان، قال: ثنا محمد بن إسحاق بهذا الإسناد مثله غير أنه قال: " إن النبي  قال: صدق امية بن أبي الصلت في بيتن من شعرة قال رجل: وثور " بمثله لفظا واحداً.

3- (112): حدثنا: محمد بن أبان قال: ثنا يونس بن بكير قال: أخبرنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني يعقوب بن عتبة بن المغيره بن الاخنس عن عكرمة عن ابن عباس قال: " انشد رسول الله  بيتين من قول امية بن أبي الصلت الثقفي:
رجل وثور تحت رجل يمينة    والنسر للاخرى وليث مرصد
فقال رسول الله : (صدق)، وانشد قوله:
لا الشمس تأبي فما تخرج    إلا معذبة والا تجلد
فقال رسول الله : صدق "
قال أبوبكر: (والا تجلد: معناه: اطلعي، كما قال ابن عباس

4- (113): حدثنا أبو هشام، زياد بن أيوب، قال: ثنا إسماعيل –يعني ابن علية قال: ثنا عمارة بن أبي حفصة، عن عكرمة، عن ابن عباس فذكر القصة
قال عكرمة: فقلت لابن عباس: وتجلد الشمس؟ فقال: عضضت بهن أبيك، وإنما اضطره الروى إلى أن قال " تجلد "

5- (114): حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، قال: ثنا أسد السنة –يعني ابن موسى قال: ثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة قال: (حملة العرش أحدهم على صورة انسان، والثاني على صورة ثور، والثالث على صورة نسر والرابع على صورة أسد) قال أبوبكر: سنذكر قوله: (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) في موضعة من هذا الكتاب أن شاء الله ذلك وقدرة.

6- (115): حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السليمي قال: ثنا عبد الأعلى –يعني ابن عبد الأعلى السامي قال: ثنا هشام وهو ابن حسان، عن محمد وهو ابن سيرين عن أبي هريرة _ عن رسول الله  قال: " اختصمت الجنة والنار إلى ربهما فقالت الجنة.
اى رب: ما لها إنما يدخلها ضعفاء الناس وسقطهم وقالت النار: اي رب إنما يدخلها الجبارون والمتكبرون فقال: أنت رحمتي اصيب بك من شاء وانت عذابي اصيب بك من اشاء، ولكل واحدة منكما ملؤها.
فاما الجنة: فإن الله لا يظلم من خلقه احدا، وأنه ينشيء لها نشئا واما النار فيلقون فيها، ويقول: هل من مزيد؟ ويلقون فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى يضع الجبار فيها قدمه هناك تمتلئى ويدنو بعضها إلى بعض وتقول: قط قط.

7- (116): حدثنا الفضل بن يعقوب الرخامي قال: ثنا الحسن بن بلال، قال ثنا حماد بن سليمة، قال: ثنا يونس بن عبيد عن ابن سيرين، عن أبي هريرة عن النبي  قال: " افتخرت الجنة والنار فذكر نحوه.

8- (117): حدثنا جميل بن الحسن الجهضمي، قال: ثنا نحند –يعني ابن مروان العقلي قال: ثنا هشام عن محمد، عن أبي هريرة _ن قال: قال رسول الله  بمثل حديث عبد الأعلى فقال: " وإنه ينشئ لها من يشاء كذا قال وتقول: قط قط، بخفض القاف

9- (118): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا عثمان بن الهيثم بن جهم عن عوف عن محمد عن أبي هريرة _ قال: قال رسول الله  اختصمت الجنة والنار فقالت النار: اوثرات بالمتكبرين والمتجبرين، قال: وقالت الجنة: مالي لا يدخلني إلا سفلة الناس وسقاطهم أو كما قال فقال: الله لها اى للجنة " أنت رحمتي ارحم بك من شئت من خلقي ولكل واحدة منكما ملؤها، فأما جهنم فانها إلا تمتلئ حتى يضع الله قدمه فيها فهنالك تمتلئ ونزوي بعضها إلى بعض وتقول: قد قد قد واما الجنة: فإن الله ينشئ لها خلقا.

10- (119): حدثنا محمد، ثنا روح بن عبادة قال: ثنا عون عن محمد قال: قال أبو هريرة _ –اختصمت الجنة والنار بهذا ولم يرفعة المعنى واحد ولفظهما مختلف.

11- (....) حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا حماد، عن عطاء بن السائب عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة عن أبي سعيد الخدري: أن النبي  قال: " افتخرت الجنة والنار

12- (....): وقال محمد بن يحيى: وساق الحديث.نحو حديثهم، قال محمد ثنا عقبة، قال: ثنا حماد، قال: أخبرنا يونس، عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة، عن النبي : بمثله غير أنه قال: " قط، قط، قط، "

13- (120): حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم قال: عبد الرازق قال: ثنا معمر، عن همام بن منبة، قال: هذا ما ثنا أبو هريرة _، عن محمد رسول الله  فذكر أحاديث قال: قال رسول الله  " تحجت الجنة والنار، فقالت النار: اوثرت بالمستكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: فما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسقطهم وعجزهم، قال الله للجنة: إنما أنت رحمتي، وارحم بك من اشاء من عبادى، وقال للنار: إنما أنت عذابي، أعذب بك من اشاء من عبادى، ولكل واحدة منكما وملؤها واما النار فلا تتملئ حتى يضع الله رجله فيها فتقول: قط، قط، قط، فهنالك تتملئ ويزوي بعضها إلى بعض، ولا يظلم الله (عز وجل) من خلقه احدا. واما الجنة فإن الله (عز وجل) ينشيء لها خلقا قال أبوبكر: ولم اجد في التصنيف هذه اللفظة مقيدة لا بنصب القاف ولا بخفضها.

14- (121): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا الحجاج بن منهال، قال: ثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي  قال: " افتخرات الجنة والنار: اى رب يدخلني الجبابرة والملوك والاشراف.
وقالت الجنة: أي رب: يدخلني الفقراء والضعفاء والمساكين، فقال الله للنار: إنت عذابي اصيب بك من اشاء. وقال للجنة: أنت رحمتي وسعت كل شيء ولكل واحدة منكما ملؤها.
فاما النار (فليقى فيها اهلها فتقول: هل من مزيد؟)، حتى ياتيها تبارك وتعالى فيضع قدمه عليها فتنزوي، وتقول: قدني قدني، واما الجنة فيبقى منها ما شاء الله أن يبقى فينشئ الله لها خلقا ممن يشاء "

15- (122): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن بعد الله بن بعد الله بن عتبة، عن أبي هريرة _، عن رسول الله  قال: " اختصمت الجنة والنار " قال إسحاق: فذكر الحديث، وقال: " محمد بن يحيى ولم استزده على هذا، قال محمد بن يحيى: الحديث عن أبي هريرة الله عنه مستفيض، فاما عن أبي سعيد فلا.

16- (123): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا ابن أبي مريم، قال أخبرنا عبد العزيز ابن محمد الداروردى، وقال: حدثني العلاء بن عبدالرحمن مولى الحرقة عن أبي هريرة _ قال: قال رسول الله : " يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد ثم يطلع عليهم رب العالمين فيقول: إلا ليتبع كل اناس ما كانوا يعبدون. فيمثل لصاحب الصليب صلبيه، ولصاحب التصوير تصويره، ولصاحب النار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون، ويبقى المسلمون فيطلع عليهم رب العالمين فيقول ألا تتبعون الناس؟ فيقولون نعوذ بالله منك، الله ربنا وهذا مكاننا حتى نرى ربنا وهو يأمرهم ويثبتهم، ثم يتوارى، ثم يطلع فيقول ألا تتبعون الناس. فيقولون نعوذ بالله منك الله ربنا وهذا مكاننا حتى نرى ربنا وهو يأمرهم ويثبتهم. ثم قالوا: وهل نراه يا رسول الله؟ قال: وهل تتمارون في رؤية القمر ليلة البدر؟ قالوا: لا يا رسول الله قال: فانكم إلا تتمارون في رؤيتة تلك الساعة، ثم يتوارى، ثم يطلع عليهم فيعرفهم بنفسه، ثم يقول: أنا ربكم فاتبعون فيقوم المسلمون، ويضع الصراط، فيمر عليه مثل جياد الخيل والركاب، وقولهم عليه: سلم سلم، ويبقى هل النار فيطرح منهم فيها فوج ثم يقال: هل امتلات؟ فتقول هل من كزيد، ثم يطرح فيها فوج اخر فيقال هل امتلات؟ فتقول هل من مزيد حتى إذا اوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فانزوي بعضها إلى بعض، ثم قال: قط، قالت: قط، قط، فإذا صير أهل الجنة في الجنة واهل النار في النار اتي بالموت ملببا فيوقف على السور الذى بين أهل الجنة واهل النار، ثم يقال: يا أهل الجنة فيطلعون خائفين ثم يقال: يا أهل النار (فيطلعون مستبشرين فرحين للشفاعة والهين، فيقال: لاهل الجنة ولاهل النار) هل تعرفون هذا؟ فيقولون هولاء: (وهولاء: قد عرفناه، هذا الموت، الذى وكل بنا " فيضجع " فيذبح ذبحا على السور، ثم يقال: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت "

17- (124): حدثنا أبوموسى، محمد بن المثنى، ثنا عبدالصمد، ثنا أبان بن يزيد ثنا قتادة عن انس: أن رسول الله  قال: " لا تزال جهنم تقول: هل من كزيد؟ فينزل رب العالمين فيضع قدمه فيها فينزوي بعضها إلى بعض فتقول بعزتك قط. قط. وما يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا اخر فيسكنة الجنة في فضل الجنة".

18- (125): حدثنا أبو موسى، ني عقبة، قال: ثنا عمرو بن عاصم قال: ثنا معتمر عن أبيه قال: ثنا قتادة عن أنس قال: ما تزال جهنم تقول هل من مزير؟ قال: أبو موسى: فذكر نحوة غير أنه قال: أو كما قال.

19- (125): حدثنا محمد بن عمر بن على بن عطاء بن مقدم قال: ثنا اشعث بن عبدالله الخراساني، قال: ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن رسول الله  قال: " يلقى في النار فتقول: هل من مزيد؟ حتى يضع رجله أو قدمه فتقول قط قط "

20- (127): حدنا محمد بن يحيى قال: ثنا أبو سلمة وهو موسى بن إسماعيل قال: ثنا ابان –يعني ابن يزيد العطار قال: ثنا قتادة، عن انس: (أن نبي الله  كان يقول: " لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول: هل من مزيد؟، حتى يدلي فيها رب العالمين قدمه فينزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط بعزتك، وما يزال في الجنة فضل، حتى ينشيء الله لها خلقا فيسكنه في فضول الجنة "

21- (128): حدثنا أبو الفضل –رزق الله بن موسى- إملاء علينا ببغداد، قال: ثنا بهز –يعني ابن أسد- قال: ثنا أبان بن يزيد العطار، قال: ثنا قتادة، قال: ثنا أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ‘ بمثل حديث عبدالصمد غير أنه قال: "فيدلي فيها رب العالمين قدمه"

22- (129): حدثنا إسماعيل بن إسحاق الكوفي بالقسطاط قال: ثنا آدم –يعني ابن أبي اياس العسقلاني، قال:ثنا شيبان عن قتادة عن أنس بن مالك قال: قال رسول  بمثله، وقال: " يضع رب العزة قدمه فيها، فتقول: قط قط ويزوي". والباقي مثله.

23- (130): حدثنا أبو هاشم، زياد بن أيوب، قال: ثنا عبد الوهاب بن عطاء، قال: أخبرنا سعيد عن قتادة، عن أنس النبي  قال: " احتجت الجنة والنار فقالت النار: يدخلني الجبارون، والمتكبرون، وقالت الجنة: يدخلني الفقراء والمساكين، فأوحى الله إلى الجنة أنت رحمتي اسكنك من شئت وأوحى إلى النار: أنت عذابي، انتقم بك ممن شئت، ولكل واحدة منكما ولؤها، فتقول –يعني النار هل من مزيد؟ حتى يضع فيها قدمه فتقول: قط قط ".

24- (131): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا حجاج بن منهاك الآنماطي، قال: ثنا حماد، عن عمار، عن أبي هريرة _ أن رسول الله قال: " يلقى في النار اهلها وتقول: هل من مزيد؟ حتى ياتيها ربها فيضع قدمه عليها، فينزوي بعضها 0(الى بعضها) وتقول: قط قط قط، حتى ياتيها ربها ".
هكذا قال لنا محمد بن يحيى ثلاثا، قط: بنصب القاف.

25- (132): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا حماد، قال: ثنا عمار بن أبي عما عن أبي هريرة _: قال: سمعت رسول الله . قال: محمد بن يحيى، فذكر الحديث

26- (133): حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح، قال: ثنا سعيد عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله : " لا تزال جهنم يلقى فيها وتقول هل مزيد؟، حتى يضع فيها رب العالمين قدمه فيزوي بعضها إلى بعض وتقول: قط قط " (قال أبوبكر: لم اجد في أصلي مقيداً (قط)
بنصب القاف ولا بخفضها)، بعزتك وكرمك، ولا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله خلقاً فيسكنهم الجنة "

27- (134): حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح قال: ثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي  قال: " افتخرت الجنة والنار " وذكر نحو حديث حجاج بن منهال عن حماد وقال: حتى يأتيها تبارك وتعالى، فيضع قدمه عليها فتنزوى وتقول: قدني قدني، وأما الجنة فيبقى منها ما شاء الله، ف : أو قال: قال أبو القاسم: " اختصمت الجنة "، فذكر مثل حديث عبد الأعلى، وقال: " أنه ينشئ لها ما شاء " وقال: " حتى يضع ينشيء الله لها خلقاً ما شاء".

28- (135): حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح، قال: ثنا هشام عن محمد عن أبي هريرة -_- قال: قال رسول الله ‘: أو قال: قال أبو القاسم: "اختصمت الجنة"، فذكر مثل حديث عبدالأعلى، وقال: "إنه ينشيء لها ماشاء" وقال: "حتى يضع فيها قدمه فهناك تمتلىء ويزوى بعضها إلى بعض وتقول: قط، قط".

29- (136): حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح ثنا حماد، قال: ثنا عمار بن أبي عمار، قال: سمعت أبا هريرة _ يقول: " أن رسول الله  قال: يلقى في االنار اهلها، وتقول هل من مزيد؟ ويلقى فيها وتقول هل من مزيد؟ حتى ياتيها (ربها) تبارك وتعالى فيضع عليها فتنزوي، وتقول: قط، قط، قط "

30- (137): حدثنا سلم بن جنادة، عن وكيع، عن إسماعيل بن أبي خالد عن زياد مولى بني مخزوم-، عن أبي هريرة _ فقال: " ما تزال جهنم تسأل الزيادة حتى يضع الرب عليها قدمه، فتقول: رب قط رب قط "
سمعت أحمد بن سعيد الدارمي يقول: سمعت روح بن عبادة يقول: طلبت الحديث أو كتبت الحديث عشرين سنة، وصنفت عشرين سنة، قال الدرامي: فذكرته لأبي عاصم فقال: فلو كتب في العشرين أيضاً ما الذي كان يجيئ به قال أبوبكر: اختلف رواة هذه الاخبار في هذه اللفظة في قوله قط، أو قط، فروى بعضهم بنصب القاف، وبعضهم بخفضها، وهم أهل اللغة، ومنهم يقتبس هذا الشأن.
ومحال أن يكون أهل الشعر أعلم بلفظ الحديث من علماء الآثار، الذين يعنون بهذه الصناعة، يروونها ويسمعونها من الفاظ العلماء ويحفظونها وأكثر طلاب العربية: إنما يتعلمون العربية من الكتب المشتراة أو المستعارة من غير سماع.
ولسنا ننكر أن العرب تنصب بعض حروف الشيء وبعضها يخفض ذلك الحرف لسعة لسانها.
قال المطلبي رحمة الله عليه: " لا يحيط أحد علما بالسنة العرب جميعاً غير نبي " فمن ينكر من طلاب العربية هذه اللفظة بخفض القاف على رواة الاخبار، مغفل ساه لأن علماء الآثار لم ياخذوا هذه اللفظة من الكتب غير المسموعة، بل سمعوها باذانهم من افواه العلماء
فاما دعواهم: أن (قط) انها: الكتاب، فعلماء التفسير قد اختلفوا في تأويل هذه اللفظة. ولسنا نحفظ عن أحد منهم أنهم تأولوا (قط: الكتاب)

31- (138): حدثنا محمد بن يحيى، قال ثنا بن يوسف، عن ورقاء عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: في قوله (عجل لنا قطنا) قال: عذبنا وثنا محمد بن يخيى، قال: ثنا ابن يوسف، قال: ثنا سفيان، عن اشعث بن سوار، عن الحسن في قوله (ربنا عجل لنا قطنا): قال " عقوبتنا "

32- (139): حدثنا عمي إسماعيل بن خزيمة، قال: ثنا عبد الرازق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، قال: " نصيبنا من النار".

33- (139): حدثنا محمد بن يحيى، قال:ثنا محمد بن يوسف، عن سفيان عن ثابت بن هرمز، عن سعيد بن جبير، في قوله: (عجل لنا قطنا) قال: نصيبنا من الجنة.

34- (141): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي المقدام ثابت بن هرمز عن سعيد بن جبير: (عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب): قال: " نصيبنا من الآخرة "

35- (142): حدثنا عمي " إسماعيل "، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن عطاء الخراساني، في قوله (قطنا) قال: "قضاءنا".

36- (143): حدثنا محمد بن عمر المقدمي ثنا شعث بن عبدالله، عن شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد، في قوله (عجل لنا قطنا) قال: "رزقنا".

(27): (باب: ذكر استواء خالقنا العلي الأعلى):
الفعال لما يشاء، على عرشه، فكان فوقخ وفوق كل شيء عاليا كما أخبر الله جلا وعلا في قوله (الرحمن على العرش استوى)، وقال ربنا (عز وجل): (أن ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة ايام ثم استوى على العرش)
وقال في تنزيل السجدة: (الله الذي خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة ايام ثم استوى على العرش).
وقال الله تعالى: (وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة ايام وكان عرشه على الماء)
فنحن نؤمن بخبر الله (جل وعلا) أن خالقنا مستو على عرش، لا نبدل كلام الله، ولا نقول قولا غير قيل لنا، كما قالت العطلة الحهمية: أنه استولى على عرشه، لا استوى، فبدلوا قولا غير الذي قيل لهم، كفعل اليهود كما امروا أن يقولوا: حطة فقالوا: حنطة، مخالقين لامر الله (جل وعلا) كذلك الجهمية.

1- (144): حدثنا: أحمد بن نصر، قال: أخبرنا الدشتكي، عبدالرحمن بن عبدالله الرازي، قال: ثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عبدالله ابن عميرة، عن الاحنف بن قيس، عن العباس بن عبد المطلب،: أنه كان جالسا في البطحاء في عصابة ورسول الله:  جالس فيهم إذ علتهم سحابة فنظروا إليها، فقال: " هل تدرون ما اسم هذة؟ قالوا: نعم هذا السحاب، فقال رسول الله : والمزن؟ فقالوا: والمزن. فقال رسول الله  والعنان؟، ثم قال: وهل تدرون كم بعد م بين السماء والأرض؟ قالوا: إلا والله ما ندرى. قال: فإن بعد مابينهما: أما واحدة، واما اثنتان، واما ثلاث وسبعون سنة. إلى السماء التي فوقها كذلك، حتى عدهن سبع سموات كذلك ثم قال: فوق السماء السابعة بحر بين اعلاه واسفله، مثل ما بين سماء، إلى سماء (ثم فوق ذلك ثمانية اوعال ما بين اظلافهن وركبهن كما بين سماء إلى سماء، ثم فوق ظهورهن العرش، بين اعلاه واسفله مثل ما بين سماء إلى سماء، والله فوق ذلك)

(....): ورواه الوليد بن أبي ثور، عن سماك، عن عبدالله بن عميرة عن الاحنف ابن قيس، قال: حدثني عباس بن عبد المطلب قال: كنا جلوسا بالبطحاء، في عصابة فيهم رسول الله ، فذكر الحديث بمثل معناه غير أنه قال: "وفوق السماء السابعة بحر ما بين أسفله وأعلاه كما بين سماء إلى سماء وفوق البحر ثمانية أوعال "

2- (145): حدثناه: عباد بن يعقوب، الصدوق في أخباره، المتهم في رأيه، قال: ثنا الوليد بن أبي ثور قال أبوبكر: " يدل هذا الخبر على أن الماء الذي ذكره الله في كتابه أن عرشه كان عليه هو البحر الذي وصفه النبي  في هذا الخبر، وذكر بعد ما بين أسفله وأعلاه، ومعنى قوله: (وكان عرشه على الماء) كقوله: (وكان الله عليماً حكيماً) ، (كان الله عزيزاً حكيماً)

3- (146): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن المنهال وهو ابن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: اتاه رجل وقال: ارأيت قول الله (تعالى) (وكان الله) فقال ابن عباس: كذلك كان لم يزل".

4- (147): حدثنا محمد بن بشار، ثنا وهب –يعني ابن جرير قال: ثنا أبي قال.: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة عن جبير بن محمد بن جبير بن مطعم عم أبيه عن جدة، قال: اتى رسول الله  اعرابي فقال: رسول الله جهدت الآنفس، وضاع العيال، ونهكت الاموال وهلكت الآنعام فاستسق (الله) لنا فانا نستشفع بك على الله ونستشفع بالله عليك، فقال رسول الله  ويحك، اتدرى ما تقول؟ فسبح رسول الله ، فما زال يسبح حتى عرف ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: ويحك، أنه لا يستشفع بالله على أحد من جميع خلقه، شان الله اعظم من ذلك، ويحك، اتدرى ما الله؟ أن الله على عرشه، وعرشه على سمواته وسمواته على ارضه، هكذا وقال باصابعه مثل القبة، وأنه ليئط به مثل اطيط الرحل بالراكب "
قرئ على أبو موسى، وانا اسمع أن وهباً حدثهم بهذا الإسناد مثله سواء.
قال أبوبكر: في خبر فليح بن سليمان عن هلال بن علي عن عبدالرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة _ قال: " قال رسول الله  " وإذا سألتم الله فاسالوه الفردس، فانه وسط الجنة، واعلا الجنة وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر انهار الجنة "
قال –يعني أبوبكر أمليته في كتاب " الجهاد "
قال أبوبكر: " فالخبر يصرح أن عرش ربنا وجل وعلا فوق جنته، وقد أعلمنا (جل وعلا) أنه مستو على عرشه، فخالقنا عال فوق عرشه الذي هو فوق جنته "

5- (148): حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، قال: ثنا أسد –يعني ابن موسى قال: ثنا عبدالرحمن بن الزناد عن أبيه، عن الأعرج، عن أبي هريرة _ قال: سمعت رسول الله  يقول: لما قضى الله الخلق كتبه في كتابه، فهو عنده فوق عرشه أن رحمتي غلبت غضبي " قال أبوبكر: " أمليت طرق هذا الخبر في غير هذا الكتاب فالخبر دال على أن ربنا جل وعلا فوق عرشه الذي كتابه أن رحمته غلبت رحمته عنده غضبه عنده ".

6- (149): حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد –يعني ابن سلمة، عن عاصم عن زر عن عبدالله قال: " ما بين كل سماء إلى اخرى مسيرة خمسمائة عام وما بين السماء والأرض مسيرة خمسمائة عام، وما بين السماء السابعة إلى الكرسي مسيرة خمسمائة عام، وما بين الكرسي إلى الماء مسيرة خمسمائة عام، والعرش على الماء، والله على العرش ويعلم اعمالكم "

7- (.....): وحدثنا أحمد بن سنان، قال: ثنا يزيد بن هارون، وقال: ثنا حماد عن عاصم، عن المسيب بن رافع، عن وائل بن ربيعة عن عبدالله قال: " بين كل سماء مسيرة خمسمائة عامة"

8- (150): حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال: ثنا أسد قال: ثنا حماد بن سلمة عن عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود قال: " ما بين السماء الدنيا والتي تليها مسيرة خمسمائة عام، وبين كل سماء مسيرة خمسمائة عام، وبين السماء السابعة وبين الكرسي خمسمائة عام، والعرش فوق السماء والله تبارك وتعالى فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه"
وقد روى إسرائيل عن أبي إسحق عن عبدالله بن خليفة، اظنه عن عمر، " أن امراة اتت النبي  فقلت: ادع الله أن يدخلني الجة فعظم الرب جل ذكره فقال: أن كرسيه وسع السموات والأرض، وإن له اطيطا كاطيط الرحل الجديد إذ ركب من ثقله.

9- (151): حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي قال: ثنا يحيى بن أبي بكير قال ثنا إسرائيل، قال أبوبكر: ما ادري الشك والظن أنه عن عمر، هو من يحيى بن أبي بكير، أم من إسرائيل، قد رواه وكيع بن الجراح عن، إسرائيل عن أبي إسحق عن عبدالله بن خليفة مرسلا ليس فيه ذكر عمر لا بيقين ولا ظن، وليس هذا الخبر من شرطنا، لأنه غير متصل الإسناد، لسنا: نحتج في هذا الجنس من العلم بالمرأسيل المنقطعات.

10- (152): حدثناه: سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع. قال ابن خزيمه: وثنا بشر بن خالد العسكري، قال: ثنا أبو اسامة، قال: ثنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن سعد بن معبد، عن اسماء بنت عميس، قالت: كنت مع جعفر بأرض الحبشة، فرأيت امرأة على رأسها مكتل من دقيق، فمرت برجل من الحبشة، فطرحه عن رأسها، فسفت الريح الدقيق، فقالت: اكلك إلى الملك، يوم يقعد على الكرسي، ويأخذ للمظلوم من الظالم).

 11- (153): حدثنا أبو موسى، قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا همام قال: ثنا زيد بن اسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصامت أن النبي  قال: (الجنة مائة درجة، بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض، ومن فوقها يكون العرش، وإن الفردوس من اعلاها درجة ومنها تفجر انهار الجنة الاربعة، فسلوه الفردوس).
وقد أمليت هذا الباب في كتاب (ذكر نعيم الجنة).

12- (154): حدثنا بندار، محمد بن بشار، قال: ثنا أبو عاصم، قال ثنا سفيان، عن عمار، وهو الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس _ قال: الكرسي: موضع القدمين والعرش لا يقدر قدره).

13- (155): حدثنا بندار، قال: ثنا أحمد، قال: ثنا سفيان عن عمار، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: (الكرسي موضع القدمين) ،

 14- (156): حدثنا مسلم بن جنادة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عمار الدهني، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس _ قال: (الكرسي موضع قدميه، والعرش لا يقدر قدره).

 15- (157): حدثنا محمد بن العلاء (أبو كريب)، قال: ثنا أبو اسامة عن هاشم وهو ابن عروة، عن أبيه، قال: قدمت على عبد الملك فذكرت عنده الصخرة التي ببيت المقدس فقال عبد الملك: (هذه صخرة الرحمن، التي وضع عليها رجله، فقلت: سبحان الله يقول الله تبارك وتعالى: {وسع كرسية السموات والأرض}، وتقول: وضع رجله على هذه، يلسبحان الله؟، إنما هذه جبل قد أخبرنا الله أنه ينسف نسفاً فيذرها قاعاً صفصفاً).
قال أبوبكر: ولعله يخطر ببال بعض مقتبسي العلم: أن خبر العباس بن عبد المطلب عن النبي  في بعد ما بين السماء إلى التي تليها خلاف خبر ابن مسعود، وليس كذلك، هو عندنا، إذ العلم محيط أن السير يختلف، سير الدواب من الخيل والهجن، والبغال والحمر، والابل، وسابق بني آدم، يختلف أيضاً، فجائز أن يكون النبي المصطفى ، اراد بقوله بعد ما بينهما اثنتان أو ثلاث وسبعون سنة، أي: بسير جواد الركاب، من الخيل، وابن مسعود اراد: مسيرة الرجال من بني آدم، أو مسيرة البغال والحمر او الهجن من البراذين، أو غير الجواد من الخيل.
فلا يكون أحد الخبرين مخالفاً للخبر الاخر، وهذا مذهبنا في جميع العلوم، أن كل خبرين يجوز أن يؤلف بينهما في المعنى لم يجز أن يقال هما متضادان، متهاتران، على ما قد بيناه في كتبنا.

16- (158): حدثنا علي بن حجر السعدي، قال: ثنا شريك، وثنا عبدة بن عبدالله الخزاعي، قال: أخبرنا يحيى بن آدم، عن شريك، عن سماك، عن عبدالله بن عميرة، عن الاحنف بن قيس عن العباس بن عبد المطلب، في قوله {ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية}، املاك في صورة الاوعال).
انتهى حديث علي بن حجر، وزاد عبدة في حديثة (ما بين اظلافهم إلى ركبهم ثلاث وستون سنة)، قال شريك مرة: (ومناكبهم ناشبة بالعرش).
قال:ثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الاعرج، عن أبي هريرة، عن النبي -قال:
" الله: (سبقت رحمتي غضبي) وقال: (يمين الله وملاى سحاء لا يغضها شيء بالليل والنهار).

17- (159): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا معاوية بن عمرو، قال: ثنا زائدة عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبى هريرة _ عن النبي.قال: " احتج آدم وموسى: فقال موسى يا ادم أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس أخرجهم من الجنة؟ فقال آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه تلومني على عمل اعمله، كتبه الله علي قبل أن يخلق السموات والأرض قال: فحج آدم موسى".

18- (160): وحدثنا محمد بن عقبه قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة قال: ثنا وكيع، قال: ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: "احتج آدم وموسى ..."،  قال محمد بن يحيى: فذكر الحديث.
قال أبوبكر: خبر أبي صالح عن أبي هريرة، قد سمعه الأعمش عن أبي صالح وليس هو مما دلسه، وخبر أبي سعيد في هذا الإسناد صحيح لا شك فيه، وإنما الشك في خبر أبي سعيد في ذاك الإسناد دون خبر أبي هريرة كذلك.

19- (161): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عمر بن حفص بن عياث قال: ثنا أبي قال: ثنا الأعمش، قال: ثنا أبو صالح قال: ثنا أبو صالح هريرة _ قال: " واراه قد ذكر أبا سعيد الخدري قال: قال رسول الله." احتج آدم وموسى" وساق الحديث.

(28): (باب: ذكر البيان أن الله (عز وجل) في السماء):
كما أخبرنا في محكم تنزيله وعلى لسان نبيه  ‘ وكما (هو) مفهوم في فطرة المسلمين، علمائهم وجهالهم، أحرار هم ومماليكهم، ذكراهم وإناثهم، بالغيهم وأطفالهم كل من دعا الله (جل وعلا): فإنما يرفع رأسه إلى السماء ويمد يدية إلى الله، إلى اعلاة لا إلى أسفل.
قال أبوبكر: قد ذكرنا استواء ربنا على العرش، في الباب: قبل، فاسمعوا لأن ما اتلو عليكم من كتاب ربنا الذي هو مسطور بين الدفتين، مقروء في المحاريب والكتاتيب، مما هو مصرح في التنزيل، أن الرب (جل وعلا) في السماء، لا كما قالت الجهمية المعطلة إنه في أسفل الأرضين. فهو في السماء عليهم لعائن الله التابعة.
قال الله تعالى: (أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض).
وقال الله تعالى: (أم امنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصبا).
افليس قد أعلمنا يا ذوى الحجا خالق السموات، والأرض وما بينهما في هاتين الآيتين: أنه في السماء
وقال (عز وجل): (إليه يصعد الكلم الطيب، والعمل الصالح يرفعه) افليس العلم محيطا يا ذوى الحجا والالباب أن الرب (جل وعلا) فوق من يتكلم بالكلمة الطبية، فتصعد إلى الله كلمتة؟، لا كما زعمت المعطلة الجهمية أنه تهبط إلى الله الكلمة الطبية تصعد إليه،
الم تسمعوا يا طلاب العلم قوله تبارك وتعالى لعيسى ابن مريم: (يا عيسى إني متوفيك ورافعك آلي)؟، أليس إنما يرفع الشيء من اسفل إلى علا لا من اعلا إلى اسفل؟ وقال الله (عز وجل): (بل رفعه الله إليه) ومحال أن يهبط الآنسان من طهر الأرض إلى بطنها، أو إلى موضع اخفض منه واسفل.
فيقال: رفعه الله إليه لأن الرفعة في لغة العرب الذين بلغتهم خوطبنا لا يكون لا من اسفل إلى اعلى وفوق
الم تسمعوا قول خالقنا (جل وعلا) يصف نفسه: (وهو القاهر فوق عباده)، أو ليس العلم محيطا، أن الله فوق جميع عبادة من الجن والآنس، والملائكة، الذين هم سكان السموات جميعاً؟
اولم تسمعوا قول الخالق البارئ (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة، والملائكة وهم يستكبرون  يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون)
فأعلمنا الجليل جل وعلا في هذه الآية أيضاً أن فوق ملائكته، وفوق ما في السموات، وما في الأرض، من دابة وأعلمنا أن ملائكته يخافون ربهم الذي فوقهم.
والمعطلة تزعم أن معبود هم تحت الملائكة، والم تسمعوا قول خالقنا (يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه) أليس معلوما في اللغة السائر بين العرب التي خوطبنا (بها) وبلسانهم نزل الكتاب، أن تدبير الأمر من السماء إلى الأرض، إنما يدبره المدبر، وهو في السماء لا في الأرض، كذلك مفهوم عندهم: أن المعارج: المصاعد، قال الله (تعالى): (تعرج الملائكة والروح إليه) وإنما يعرج الشيء من اسفل إلى أعلى وفوق لا عن إلى دون، واسفل، فتفهموا لغة العرب لا تغالطوا.
وقال (جل وعلا): (سبح اسم ربك الأعلى) فالأعلى: مفهوم في اللغة: أنه أعلى شيء، وفوق كل شيء والله  قد وصف نفسه في غير موضع من تنزيله ووحيه، أعلمنا أنه العلي العظيم
افليس العلي ياذوى الحجا ما يكون عليا، كما تزعم المعطلة الجهمية: أنه اعلى واسفل، ووسط ومع كل شيء موضع من ارض وسماء وفي اجواف جميع الحيوان.
ولو تدبروا آية من كتاب الله (ووفقهم الله) لفهمهما: لعقلوا أنهم جهال، لا يفهمون ما يقولون.وبان لهم جهل انفسهم وخطا مقالتهم.
وقال الله (تعالى) لما سأله كليمه موسى ‘ أن يريه ينظر إليه: (قال لن تراني، ولكن انظر إلى الجبل إلى قوله (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) افليس العلم محيطا ياذوى الالباب أن الله –عز وجل –لو كان في كل موضع، ومع كل بشر وخلق كما زعمت المعطلة، لكان متجليا لكل شيء وكذلك جميع ما في الأرض لو كان متجليا لجميع ارضه سهلها ووعرها وجبالها، وبراريها ومفاوزها، ومدنها وقراها، وعمرانها وخرابها، وجميع ما فيها من نبات وبناء 0(لجعلها دكا) كما جعل الله الجبل الذي تجلى له دكا، قال الله تعالى: (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا).

1- (162): حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني وعلي بن الحسين، ويحيى بن حكيم، قالوا: ثنا معاذ بن نعاذ العنبري قال: ثنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك، عن النبي  في قوله (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) قال: بإصبعه هكذا، واشار بالخنصر من الظفر يمسكه بالإبهام
قال: فقال حميد لثابت: يا أبا محمد دع هذا، ما تريد إلى هذا، قال: فضرب ثابت منكب حميد وقال: ومن أنت ياحميد؟، وما أنت ياحميد، حدثني به أنس بن مالك عن رسول الله وتقول أنت: دع هذا.
هذا لفظة.

2- (163): حدثنا يحيى حكيم: وقال الزعفراني، وعلي بن الحسين عن حماد بن سلمة قال علي:ثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك عن رسول الله وقال الزعفراني عن ثابت البناني، عن انس، عن رسول الله في قوله (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) قال: هكذا ووصف معاذ أنه اخرج اول مفصل من خنصره، فقال له حميد الطويل: يا أبا محمد ما تريد إلى هذا؟ فضرب صدرة صربة شديدة وقال: أنت فمن أنت يا حميد، يحدثني أنس بن مالك، عن رسول الله  وتقول: أنت ما تريد إلى هذا.
غير أن الزعفراني قال: " هكذا ووضع ابهامة أليسرى على طرف خنصر الأيسر على العقد الأول "

3 - (164): حدثنا عبد الوارث بن عبدالصمد، قال: ثنا أبي، ثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا ثابت، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ‘ (لما تجلى ربه للجبل رفع خنصره وقبض على مفصل منها فانساخ الجبل)، فقال له حميد أتحدث بهذا؟ فقال: حدثنا أنس عن النبي ‘، وتقول لا تحدث به.

4- (165): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: ثابت عن أنس عن النبي ‘ في قوله تعالى: 0(فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا) قال: تجلى قال بيدة هكذا ووصف عفان بطرف اصبعه الخنصر، قال: فساح الجبل، فقال حميد لثابت: اتحدث بمثل هذا؟
قال: (فرفع ثابت يدة) فضرب صدرة قال: حدثنيه أنس عن رسول الله وتقول: اتحدث بمثل هذا؟.

5 - (....): حدثنا محمد قال: ثنا الهيثم بن جميل قال: ثنا حماد عن ثابت عن أنس عن النبي ‘ بمثله.

6- (166): وحدثنا محمد قال: ثنا مسلم بن إبراهيم قال: ثنا حماد قال: ثنا ثابت، عن أنس أن النبي ‘ تلا هذه الآية: (فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا وخر موسى صعقا) قال: فحكاه النبي ‘ فوضع خنصره على ابهامة فساح الجبل فتقطع.

7- (.....): وحدثنا محمد قال: ثنا حجاج –يعني ابن منهال عن حماد بن سلمة بمثله. عن ثابت عن أنس _ عن النبي: (أنه) قرأ هذه الآية: (فلما تجلى ربه للجبل)

8- (......): حدثنا محمد قال: ثنا سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس قال: تلا رسول الله ‘ : بهذا نحو حديثهم
فاسمعوا ياذوى الحجا دليلا اخر من كتاب الله: أن الله جلا وعلا في السماء مع الدليل على أن فلاعون مع كفرة وطغيانه قد أعلمه موسى  ‘ بذلك وكانه قد علم أن خالق البشر في السماء
ألا تسمع قول الله يحكي عن فرعون قوله: {يا هامان ابن لي صرحاً لعلي أبلغ الأسباب، أسباب السموات فأطلع إلى إله موسى}،
ففرعون –عليه لعنة الله- يأمر ببناء صرح، فحسب أنه يطلع إلى إله موسى، وفي قوله: {وإني لأظنه كاذباً}، دلالة على أن موسى قد كان أعلمه أن ربه –جل وعلا- أعلى وفوق.
وأحسب أن فرعون إنما قال لقومه {وإني لأظنه كاذباً} استدراجاً منه لهم، كما خبرنا جل وعلا في قوله {وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً}، فأخبر الله تعالى: أن هذه الفرقة جحدت –يريد بألسنتهم- لما استيقنتها قلوبهم، فشبه أن يكون فرعون إنما قال لقومه { وإني لأظنه كاذباً}، وقلبه: أن كليم الله من الصادقين، لا من الكاذبين، والله أعلم أكان فرعون مستيقناً بقلبه –على ما أولت أم مكذباًَ بقلبه ظاناً أنه غير صادق.
وخليل الله –إبراهيم عليه السلام- عالم في ابتداء النظر إلى الكواكب والقمر والشمس أن خالقه عال فوق خلقه حين نظر إلى الكواكب والقمر والشمس، ألا تسمع قوله: {هذا ربي} ولم يطلب معرفة خالقه، من أسفل، إنما طلبه من أعلى مستيقناً عند نفسه أن ربه في السماء لا في الأرض.

(29): (باب: ذكر سنن النبي ):
المثبتة أن الله جلا وعلا فوق كل شيء، وأنه في السماء، كما أعلمنا في وحيه، على لسان نبيه، إذ لا يكون سنته ابداً المنقولة عنه بنقل العدل عن العدل موصولا إليه الا: موافقة لكتاب الله لا مخالفة لة.

1- (167): حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو أسامة، عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة، قال: أتت فاطمة رسول الله فسالته خادما فقال لها قولي: " اللهم رب السموات السبع، ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء منزل التوراة والآنجيل، وقال مرة والقرآن العظيم، فالق الحب والنوى، اعوذ بك من شر كل ذى شر أنت اخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الأخر فليس بعدك شيء، وانت الظاهر فليس فوقك شيء وانت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين واغننا من الفقر "

2- (.....): حدثنا محمد بن الحرشي قال: ثنا زياد بن عبدالله البكائي، قال: ثنا الأعمش بهذا الإسناد نحوه.

3-(168): حدثنا الواسطي، قال: ثنا خالد بن عبدالله، عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، قال: كان رسول الله يأمرنا إذا اخذ احدنا مضجعه أن يقول: " اللهم رب السموات ورب الأرض ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والآنجيل، والقرآن، اعوذ بك من شر كل شيء، أنت اخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الأخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عني الدين واغنني من الفقر.

4- (169): حدثنا محمد بن معمر قال: ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي قال ثنا وهيب، قال: ثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة _، قال: كان رسول الله ‘ إذا آوى إلى فراشه قال: " اللهم رب السموات ورب الأرض كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والآنجيل، اعذني من شر كل ذى شر، أنت اخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء زانت الباطن فليس دونك وانت الظاهر فليس فوقك شيء اقض عني الدين واغنني من الفقر.

5- (170): حدثنا أبو يحيى، محمد بن عبد الرحمن قال: ثنا عفان بن مسلم قال ثنا وهيب بهذا وقال: " رب السموات والأرض، ورب كل شيء أنت اخذ بناصيته أنت الأول فليس فوقك شيء إلى آخر بمثله ولم يذكر الزيادة "في الوسط.

6- (171): حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم قال: ثنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر، عن همام بن منبه قال: هذا ما ثنا أبو هريرة _ قال: قال رسول الله الملائكة يتعاقبون فيكم، ملائكة بالليل، وملائكة بالنهار، ويجتمعون في الفجر وصلاة العصر، ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكم فيسألهم وهو أعلم بهم: كيف تركتم عبادى؟ قالوا: تركناهم وهم يصلون، واتيناهم وهم يصلون "

7- (172): حدثنا يوسف بن موسى قال: ثنا جرير عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة _ قال: قال رسول الله ." "ان لله (عز وجل) ملائكة يتعاقبون فيكم فإذا كانت صلاة الفجر نزلت ملائكة النهار فشهدوا معكم الصلاة جميعاً، ثم صعدت ملائكة الليل، ومكثت معكم ملائكة النهار، فسألهم ربهم وهو أعلم بهم ما تركتم عبادي يصنعون؟ قالوا: فيقولون: جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون. فإذا كانت صلاة العصر نزلت ملائكة الليل، فشهدوا معكم الصلاة جميعاً، ثم صعدت ملائكة النهار، ومكثت ملائكة الليل، قال: فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم فيقول: ما تركتم عبادي يصنعون؟ قال: فيقولون: جئناهم وهم يصلون وتركناهم وهم يصلون، قال: فحسبت أنهم يقولون: فاغفر لهم يوم الدين).

 8- (....): حدثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا يحيى بن حماد، وقال: ثنا أبو عوانة، عن سليمان ،وهو الأعمش، بهذا الإسناد، فذكر الحديث وقال: (وتركناهم وهم يصلون فاغفر لهم يوم الدين). ولم يشك.
خرجت هذا الباب بتمامه في كتاب (الصلاة)، وكتاب (الإمامة).

9- (173): وفي خبر ابن آبى نعم، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي  في قسمة الذهب التي بعث بها علي بن أبي طالب، من اليمن، قال النبي : (أنا أمين من السماء).

10- (174): حدثنا أبو هشام الرفاعي، قال: ابن فضيل، قال: ثتا عمارة، وثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، عن عمارة، وهو ابن القعقاع عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد.
قال أبوبكر: قد أمليت أخبار المعراج في غير هذا الكتاب: (أن النبي  أتى بالبراق قال: فحملت عليه ثم انطلقت حتى أتينا السماء الدنيا..) الحديث بطوله. وفي الأخبار دلالة واضحة أن النبي  عرج به من الدنيا إلى السماء السابعة، وإن الله (تعالى) فرض عليه الصلوات على ما جاء في الأخبار، فتلك الأخبار كلها دالة على أن الخالق الباري فوق سبع سمواته لا على ما زعمت المعطلة: أن معبودهم هو معهم في منازلهم، وكفنهم (على ما هو على عرشه قد استوى).

 11- (175): وفي خبر الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن زاذان، عن البراء، في قصة قبض روح المؤمن وروح الكافر، قال في قصة قبض روح الؤمن: (فيقول أيتها النفس الطيبة المطمئنة اخرجي إلى مغفرة من الله ورضوان، قال: فتخرج تسيل كما تسيل القطرة من السقاء لا يتركونها في يده طرفة عين فيصعدون بها إلى السماء، فلا يمرون بها على جند من الملائكة إلا قالوا: ما هذه الروح الطيبة؟ فيقولون فلان بأحسن أسمائه، فإذا انتهى به إلى السماء فتحت له أبواب السماء، ثم شيعه شيعة من كل سماء مقربوها من السماء التي تليها حتى ينتهي بها إلى السماء السابعة، ثم يقال: اكتبوا كتابه في عليين).
فذكر الحديث بطوله.

12- (.....): حدثناه يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، عن الأعمش، وثنا سلم ابن جنادة، قال: ثنا أبو معاويه، قال: ثنا الأعمش، الحديث بطوله. قد أمليته في كتاب (الجنائز).

13- (....): (وحدثا علي بن أبي المنذر، قال: ثنا ابن فضيل، قال: ثنا الأعمش، الحديث بطوله قد أمليته في كتاب الجنائز).

14- (176): وفي خبر يونس بن خباب، عن المناهل بن عمرو، عن زاذان. عن البراء بن عازب، عن النبي. في هذه القصة:
 (حتى إذا خرجت روحه وصلى عليه كل ملك بين السماء والأرض، وكل ملك في السماء وفتحت أبواب السماء، ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله أن يعرج بروحه قبلهم، فإذا عرج بروحه قالوا: رب عبدك فلان، فيقول: أرجعوه فإني عهدت إليهم إني منها خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارة اخرى).

15- (....): وحدثنا محمد بن يحيى، قال ثنا عبد الرازق، عن معمر عن يونس بن خباب بهذا.

16- (....). ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، وأسد بن موسى، قالا: ثنا أبن أبي ذئب.

 17- (....): وحدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب، قال: ثنا عمي، عن أبي ذئب.

 18- (....): وثنا محمد بن رافع، قال: ثنا أبن أبي فديك، قال: أخبرنا أبن أبي ذئب، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة _: أن النبي  : قال: (أن الميت تحضره الملائكة، فإذاكان الرجل صالحا قيل: اخرجي أيتها النفس الطيبة، كانت في جسد طيب، اخرجي حميدة وابشري بروح وريحان، ورب غير غضبان. قال: فيقولون ذلك حتى تخرج، فإذا خرجت عرجت إلى السماء فيستفتح لها، فيقال: من هذا؟ فيقال: فلان، فيقال: مرحبا بالنفس الطيبة كانت في الجسد الطيب، ادخلي حميدة وابشري بروح وريحان، ورب غير غضبان، فيقال لها كذلك حتى تنتهي إلى السماء التي فيها الرب تبارك وتعالى).
ثم ذكروا الحديث بطوله قد أمليته في أبواب عذاب القبر.

 19- (177): حدثنا رجاء بن محمد العذري، قال: ثنا عمران بن خالد بن طليق بن عمران بن حصين، قال: حدثني أبي عن أبيه عن جده، (أن قريشا جاءت إلى الحصين وكانت تعظمه، فقالوا له: كلم لنا هذا الرجل فانه يذكر آلهتنا ويسبهم، فجاءوا معه حتى جلسوا قريبا من باب النبي ، ودخل الحصين، فلما رآه النبي  قال: (أوسعوا للشيخ وعمران وأصحابه متوافدون –، فقال حصين: ما هذا الذي يبلغنا عنك انك تشتم آلهتنا وتذكرهم، وقد كان أبوك جفنة وخبزا؟، فقال: يا حصين أن أبي وأباك في النار.
يا حصين: كم إلها تعبد اليوم؟ قال سبعة في الأرض، واله في السماء، قال: فإذا أصابك الضر من تدعو؟ قال: الذي في السماء، قال: فإذا هلك المال من تدعو؟ قال: الذي في السماء، قال: فيستجيب لك واحدة وتشركهم معه).
وذكر الحديث. وقد أمليته في كتاب الدعاء.

(30): (باب ذكر الدليل على أن الإقرار بأن الله (عز وجل) في السماء من الإيمان):
1- (178): حدثنا أبو هاشم، زياد بن أيوب، قال: ثنا مبشر، يعني ابن إسماعيل الحلبي عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، قال: حدثني هلال بن أبي ميمونة قال: حدثني عطاء بن يسار، قال: حدثني معاوية بن الحكم السلمي، قال: وكانت غنيمة لي ترعاها جارية لي قبل أحد، والجوانية فوجدت الذئب قد اخذ منها شاة، وأنا رجل من بني آدم آسف  كما يأسفون، فصككتها  صكة، ثم انصرفت إلى رسول الله  فعظم ذلك علي فقلت: يا رسول الله أفلا اعتقها؟ قال: بلى، ائتني بها فجئت بها إلى رسول الله  فقال لها: أين الله؟ قالت:في السماء، قال: فمن أنا؟ قالت: أنت رسول. الله، قال: إنها مؤمنة فأعتقها".

2- (179): حدثنا بندار، وأبو قدامة، قالا: ثنا يحيى وهو ابن سعيد، قال بندار: ثنا الحجاج، عن يحيى بن أبي كثير. وقال: أبو قدامة عن حجاج، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير عن هلال أبو ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي، قال:" وكانت لي جارية ترعى غنماً لي".
فذكر الحديث بتمامه.
وفي الخبر فقال: ائتني بها، فقال: أين الله؟ قالت: في السماء. قال: من أنا؟ قالت: رسول الله، قال: أعتقها فإنها مؤمنة".
قال أبوبكر: الحجاج هذا: هو الحجاج بن أبي عثمان الصواف، سمعت محمد بن يحيى يقول: الحجاج متين يريد "أنه حافظ متقن".

3- (180): حدثنا الربيع بن سليمان المرادى، قال: أخبرنا الشافعي، قال: أخبرنا مالك.
 وثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا محمد بن إدريس، الشافعي، قال: ثنا مالك.

4- (...): وثنا يوسف بن عبد الأعلى، وثنا ابن وهب، أن مالكاً أخبره، عن هلال بن أسامة، عن عطاء بن يسار، عن الحكم أنه قال: أتيت رسول الله ‘ فقلت يا رسول الله: أن جارية لي كانت ترعى غنماً لي، فجئتها ففقدت شاة من الغنم، فسألتها عنها فقالت: أكلها الذئب، فأسفت وكنت من بني آدم فلطمت على وجهها، وعلى رقبة، أفأعتقها؟ فقال لها رسول الله ‘:" أين الله؟ قالت في السماء، قال: من أنا؟، قالت: أنت رسول الله، قال: أعتقها".

5- (181): حدثنا محمد بن يحيى القطعي، قال: ثنا زياد بن الربيع، قال: ثنا محمد بن عمرو بن علقمة، عن أب سلمة، عن أبي هريرة _ أن محمد بن الشريد جاء بخادم سوداني عتماء إلى رسول الله ‘ فقال: يا رسول الله أن أمي جعلت عليها عتق رقبة مؤمنه، فقال: يا رسول الله: هل يجزى أن أعتق هذه؟ فقال رسول الله ‘ للخادم:" أين الله، فرفعت رأسها فقالت: في السماء، فقال: من أنا؟ قالت: أنت رسول الله، فقال: اعتقها فإنها مؤمنة".

6- (182): حدثنا محمد بن رافع، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا المسعودي، عن عون بن عبدالله، عن أخيه عبيدالله بن عبدالله، عن أبي هريرة _ قال: جاء رجل إلى رسول الله ‘ بجارية أعجمية، فقال: يا رسول الله: إن علي عتق رقبة مؤمنه، أفأعتق هذه؟، فقال لها رسول الله ‘: " أين الله؟ فأشارت إلى السماء، قال رسول الله ومن أنا، قالت: فأشارت إلى رسول الله وإلى السماء، أي: أنت رسول الله، فقال رسول الله ‘: أعتقها فإنها مؤمنة".

7- (183): حدثنا بحر بن نصر، قال: ثنا أسد السنة –يعني ابن موسى قال: ثنا المسعودي بهذا مثله، وقال: (بجارية سوداء لا تفصح، فقال: أن علي رقبة مؤمنة، وقال لها رسول الله ‘ من ربك؟ فأشارت بيدها إلى السماء، ثم قال: من أنا؟ قالت بيدها ما بين السماء إلى الأرض تعني رسول الله"، والباقي مثله.

8- (184): حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا المسعودي، قال: أخبرني عون بن عبدالله بت عتبة، بهذا الإسناد مثله. وقال أيضاً "بجارية عجماء لا تفصح، وقال: أعتقها"، وقال: فقال المسعودي مرة: "أعتقها فإنها مؤمنة".
قال أبوبكر: أمليت هذا الباب في كتاب (الظهار) في ذكر عتق الرقبة في الظهار.

9- (185): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الرازق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن رجل من الآنصار: "أنه جاء بامرأة سوداء، فقال: يا رسول الله: أن علي رقبة مؤمنة، فإن كنت ترى هذه مؤمنه اعتقها، فقال: أتشهدين أن لا اله إلا الله؟ قالت: نعم، قال: أتشهدين أني رسول الله، قالت: نعم، قال: أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟ قالت: نعم، قال: أعتقها".
رواه مالك عن ابن شهاب، عن عبيدالله، عن عبدالله مرسلاً، عن النبي ‘.

10- (186): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا بشر بن عمر، قال: ثنا مالك: قال أبوبكر:" أخطأ الحسين بن الوليد في إسناد هذا الخبر، رواه عن مالك، عن الزهري، عن عبيدالله عن أبي هريرة _، عن النبي ‘.

11- (187): حدثنا محمد بن عبد الوهاب، في عقب خبر المسعودي قال: أخبرنا الحسين بن الوليد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبيدالله، عن أبي هريرة، عن النبي ‘ نحواً من ذلك، يريد من حديث المسعودي عن عون؛ عن عبيدالله بن عبدالله، عن أبي هريرة قال: قال: نحواً من ذلك، إلا أنه لم يقل أنها مؤمنة".
قال أبوبكر: لا شك ولا ريب، أن هذا غلط، ليس في خبر مالك ذكر أبي هريرة، فأما معمر في روايته فإنه قال: عن رجل من الآنصار، وأبو هريرة دوسي، ليس من الآنصار، ولست أنكر أن يكون خبراً معمراً ثابتاً صحيحاً، ليس بمستنكر لمثل عبيدالله بن عبدالله أن يروي خبراً عن أبي هريرة، عن رجل من الآنصار، لو كان متن الخبر متنا واحداً، كيف وهما متنان، وهما علمي حديثان لا حديثا واحداً.
حديث عون بن عبدالله في الامتحان، إنما أجابت السوداء بالاشارة، لا بالنطق.
وفي خبر الزهري، أجابت السوداء بنطق: (نعم)، بعد الاستفهام، لما قال لها: (أتشهدين أن لا اله إلا الله؟، وفي الخبر أنها قالت: نعم، وكذا عن الاستفهام قال لها اتشهدين اني رسول الله قالت: نعم، نطقاً بالكلام، والإشارة باليد ليس النطق بالكلام.
وفي خبر الزهري: زيادة الامتحان بالبعث بعد الموت، لما استفهمها أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟، فافهموا لا تغالطوا.

(31): (باب أخبار ثابتة السند صحيحة القوام):
رواها علماء الحجاز والعراق، عن النبي ‘ في نزول الرب (جل وعلا) إلى السماء الدنيا، كل ليلة نشهد شهادة مقر بلسانه، مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب، من غير أن نصف الكيفية، لأن نبينا المصطفى لم يصف لنا كيفيه نزول خالقنا إلى سماء الدنيا، وأعلمنا أنه ينزل. والله (جل وعلا) لم يترك، ولا نبيه ‘ بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه، من أمر دينهم.
فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الاخبار من ذكر النزول غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية، إذ النبي ‘ لم يصف لنا كيفيه النزول.
وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح: أن الله (جل وعلا) فوق سماء الدنيا، الذي أخبرنا نبينا ‘ أنه ينزل إليه، إذ محال في لغة العرب أن يقول: نزل من أسفل إلى أعلى، ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل.

1- (188): حدثنا (بندار)، محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن الأغر.

2- (...): وحدثنا محمد بن أبي صفوان، قال: ثنا بهز بن أسد، قال: ثنا شعبة، قال: أبو إسحاق قال: سمعت الأغر، قال: أشهد على أبي هريرة، وأبي سعيد الخدري أنهما شهدا على رسول الله ‘ أنه قال:" إن الله يمهل حتى يذهب ثلث الليل، فينزل فيقول: هل من سائل؟ هل من تائب؟ هل من مستغفر؟ هل من مذنب؟ فقال له رجل: حتى يطلع الفجر؟ قال: نعم".
(هذا حديث بندار، وفي حديث بهز بن أسد: هل من تائب؟ هل من مستغفر؟، فقال رجل لأبي إسحاق: حتى يطلع الفجر، قال: نعم)".

3- (189): حدثنا (بندار)، قال: حدثنا ابن مهدي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن الأغر، أبي مسلم، قال: أشهد على أبي هريرة، _ وأبي سعيد: أنهما شهدا على رسول الله ‘ وأنا اشهد عليهما بذلك: أن رسول الله ‘ قال: "إن الله يمهل، حتى إذا ذهب ثلث الليل نزل، إلى سماء الدنيا فيقول: هل من مستغفر؟ هل من داع؟ هل من سائل؟ حتى يطلع الفجر".
قال أبوبكر: الحجازيون والعراقيون يختلفون في كنية (الأغر) يقول الحجازيون الأغر أبو عبدالله، ويقول العراقيون أبو مسلم.
وغير مستنكر: أن يكون للرجل كنيتان، وقد يكون للرجل ابنان، اسم أحدهما: عبدالله، واسم الآخر: مسلم، فيكون له كنيتان، على اسم ابنيه. وكذا ذو النورين له كنيتان: أبو عمرو وأبو عبدالله، هذا كثير في الكنى.

4- (....): حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير عن منصور، عن ابن إسحاق، نحو حديث شعبة، في المعنى: ولفظهما مختلفان.

5- (190): حدثنا أحمد بن سعيد الرباطي، قال: ثنا محاضر بن المورع، قال: ثنا الأعمش عن أبي صالح: قال: ذكر عن أبي سعيد أو عن أبي هريرة _ وأبي إسحاق، وحبيب، عن الأغر، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ‘: "إن الله يمهل، حتى يذهب شطر الليل الأول، ثم ينزل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه، هل من تائب فأتوب عليه، حتى ينشق الفجر".

6- (191): حدثنا أحمد بن سعيد، قال: ثنا محاضر عن الأعمش، قال: قال أبو سفيان، عن جابر أنه قال: "ذاك في كل ليلة".

7- (....): حدثناه إسحاق بن وهب الواسطي، قال: ثنا محاضر بن المورع قال: ثنا الأعمش، ذكر عن أبي صالح، عن أبي سعيد، وأبي هريرة، وأبي إسحاق، وحبيب عن الأغر، عن أبي هريرة _ قال: "قال رسول الله ‘: أن الله يمهل حتى يذهب شطر الليل الأول، ثم ينزل إلى السماء الدنيا، فيقول: هل من مستغفر؟ فأغفر له، هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ حتى ينشق الفجر".
قال: وإن أبا سفيان قد ذكر عن جابر بن عبدالله أنه قال: "ذلك في كل ليلة".

8- (192): حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكاً حدثه، عن ابن شهاب عن أبي عبدالله الأغر، وعن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن أبي هريرة _ أن رسول الله ‘ قال: "ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟".

9- (...): حدثنا أحمد بن عبدالرحمن، قال: حدثني عمي بمثله، وقال: عن أبي عبدالله سلمان الأغر، قال: "ينزل ربنا.."، والباقي مثله.

10- (...): حدثنا أحمد، قال: أخبرنا عمي، قال: أخبرني يونس عن الزهري عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، وأبي عبدالله الأغر، أنهما سمعا أبا هريرة _ يقول: قال رسول الله ‘: "ينزل ربنا تبارك وتعالى". ثم ذكر مثله غير أنه لم يقل "حين يبقى ثلث الليل الأخير".

11- (...): وقال لنا أحمد مرة في خبر يونس:" ينزل ربنا تبارك وتعالى حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى سماء الدنيا فيقول: من يسألني فأعطيه؟ من يدعوني: أستجب له؟ من يستغفرني؟ أغفر له؟"

12- (...): وقال لنا أحمد مرة في خبر مالك: ثنا عمي قال: حدثني مالك بن أنس (و)، ثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا أبو دواد، قال: ثنا إبراهيم بن سعد، عن الزهري، عن أبي سلمة، والأغر كليهما عن أبي هريرة _ أخبرهما أن رسول الله ‘ قال: ".......".

13- (...): وحدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا أبي، عن ابن شهاب، عن أبي عبدالله الأغر، عن أبي هريرة، أنه أخبرهما: " أن رسول الله ‘....".

14- (...): وحدثنا محمد، قال ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري.

15- (...): وحدثنا محمد، قال: ثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال في حديث معمر، أخبرني أبو سلمة والأغر صاحب أبو هريرة.

16- (...): وفي حديث شعيب، قال: حدثني أبو سلمة، ابن عبدالرحمن، وأبو عبدالله الأغر، صاحب أبي هريرة، أن أبا هريرة،: أخبرنا أن النبي ‘ قال: مثل حديث يونس، عن ابن وهب، عن مالك، وزاد في خبر شعيب (حتى الفجر)، غير أنه لم يقل في خبر يعقوب: (إلى سماء الدنيا).

17- (193): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا أبو المغيره، قال: ثنا الأوزاعي عن يحيى، وهو ابن أبي كثير، قال: ثنا أبو سلمة بن عبدالرحمن، عن أبي هريرة _ قال: قال رسول الله ‘: "إذا مضى شطر الليل الأول، أو ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا فيقول هل من سائل يعطى؟ هل من داع يستجاب له؟ هل من مستغفر يغفر له؟ حتى ينفجر الصبح".

18- (194): حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: ثنا المعتمر قال: سمعت محمدا عن أبي سلمة، عن أبي هريرة _ أن النبي ‘ قال: " ينزل الله (جل وعلا) كل ليلة إلى سماء الدنيا لنصف الليل الآخر، أو لثلث الليل الآخر، فيقول: من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟، حتى يطلع الفجر، أو ينصرف القارئ من صلاة الصبح".

19- (...): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الوهاب، قال: ثنا محمد بن عمرو.

20- (...): وحدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الوهاب قال: ثنا عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن عمرو، بهذا الإسناد، مثله، إلا أنه قال: "حتى ينفجر الصبح أو ينصرف القارئ من صلاة الصبح".

21- (...): حدثنا زيد بن أخزم، قال: ثنا وهب بن جرير، قال: ثنا أبي، قال: سمعت النعمان يعني ابن راشد، يحدث عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة _، عن النبي ‘ نحو حديث مالك، عن الزهري، وزاد، قال الزهري: "فلذلك كانوا يفضلون صلاة آخر الليل".

22- (195): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا موسى بن هارون البردى، قال: ثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي ‘ قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إذا مضى ثلث الليل الأول يقول: أنا الملك، أنا الملك، من ذا الذي يسألني فأعطيه؟
من ذا الذي يدعوني فأستجيب له؟
من ذا الذي يستغفرني فأغفر له؟
فلا يزال كذلك إلى الفجر".

23- (...): حدثنا محمد بن الأعلى، الصنعاني، قال: ثنا المعتمر، قال سمعت عبيدالله عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة _.

24- (...): وحدثنا محمد بن بشار، وعمرو بن علي، ويحيى بن حكيم، قال: يحيى: عن عبيدالله، قال أخبرني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة _.

25- (...): وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد، قال: ثنا هشام بن حسان، وعبيدالله، عن سعيد، عن أبي هريرة _.

26- (...): وحدثنا يحيى بن حكيم قال: ثنا ابن أبي عدي، عن محمد بن إسحق قال: قال: أخبرني سعيد بن أبي سعيد عن عطاء، عن أبي هريرة.

27- (...): وثنا أبو موسى، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن هشام عن يحيى بن أبي كثير عن أبي جعفر، أنه سمع أبا هريرة يقول: (....).

28- (...): حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا خالد يعني ابن الحرث قال: ثنا هشام عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي جعفر أنه سمع أبا هريرة، يقول..".

29- (....): وحدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا محاضر، قال: ثنا الأعمش، عن أبي صالح، ذكره عن أبي سعيد الخدري، أو عن أبي هريرة وأبي إسحاق وحبيب عن الأغر، عن أبي هريرة.

30- (...): وحدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزار، قال: ثنا أبو بدر، شجاع ابن الوليد، قال: ثنا سعيد بن سعيد قال: سمعت سعيد بن مرجانة، عن أبي هريرة _.

31- (...): وحدثنا محمد بن يحيى وإسحاق بن وهب الواسطي، قالا: ثنا محاضر قال: ثنا سعد يعني ابن سعيد بن قيس.
وقال: إسحاق: ثنا سعد بن سعيد الآنصاري، قال: ثنا سعيد بن أبي سعيد بن مرجانة، قال: (سمعت أبا هريرة _ يقول).
هكذا نسباه سعيد بن أبي سعيد بن مرجانة.

32- (...): وحدثنا محمد بن رافع، قال: ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، قال: حدثنا بن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن نافع بن جبير وهو ابن مطعم عن أبي هريرة _ رفعوه جميعاً إلى النبي ‘ قال بعضهم: عن النبي ‘، وقال بعضهم: قال رسول الله ‘،..فذكروا جميعاً الحديث في نزول الرب (جل وعلا) كل ليلة إلى سماء الدنيا.
قال في خبر ابن أبي ذئب (ينزل الله تبارك وتعالى شطر الليل فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟، من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟، فلا يزال كذلك حتى ترجل الشمس).
وألفاظ الآخرين خرجتها في كتاب (الصلاة)، خلا خبر المعتمر فإني لم أكن خرجته.
وخبر المعتمد قبل خبر ابن أبي سعيد، إلا أنه قال: "إن الله (تعالى) وتقدس ينزل تلك الساعة إلى سماء الدنيا فيقول: هل من داع فأجيبه؟ هل من سائل فأعطيه سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟".
وفي جميع الأخبار: "ينزل إلى سماء الدنيا" خلا: خبر محمد بن إسحاق، فإن فيه "يهبط الله إلى سماء الدنيا".
وفي خبر محاضر، قال الأعمش: وأرى أبا سفيان، ذكره عن جابر أنه قال: "كل ليلة".

33- (....): حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا إسماعيل بن علية، عن هشام الدستوائي، أنه قال: "ذلك في كل ليلة".

34- (....): وحدثنا الزعفراني، قال: ثنا عبدالله بن بكر السهمي، قال: ثنا هشام.

35- (..): وثنا الزعفراني، أيضاً، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا الدستوائي..

36- (...): وثنا محمد بن عبدالله بن ميمون بالاسكندرية قال: ثنا الوليد، عن الأوزاعي، جميعاً عن يحيى عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، قال: حدثني رفاعة الجهني.

37- (...): وثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: ثنا مبشر –يعني ابن إسماعيل الحلبي، عن الأوزاعي، قال: حدثني يحيى بن أبي كثير، قال: ثنا هلال بن أبي ميمونة، قال: حدثني عطاء بن يسار، قال: حدثني رفاعة بن عرابة الجهني، قال:" صدرنا مع رسول الله ‘، من مكة، فجعلوا يستأذنون النبي ‘ فجعل يأذن لهم، فقال النبي ‘: ما بال شق الشجرة الذي يلي رسول الله ‘ أبغض إليكم من الشق الآخر؟ فلا يرى من القوم إلا باكياً.

قال أبوبكر الصديق: إن الذي يستأذن بعد هذا في نفس لسفيه. فقام النبي ‘  فحمد الله، وأثني عليه، وكان إذا حلف قال: والذي نفسي بيده، أشهد عند الله، ما منكم أحد يؤمن بالله واليوم الآخر، ثم يسدد إلا: سلك به في الجنة.
ولقد وعدني ربي (عز وجل) أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفاً بغير حساب ولا عذاب، وإني أرجو أن تدخلوها حتى تبوءوا، ومن صلح من أزواجكم وذرياتكم مساكنكم في الجنة..
ثم قال: "إذا مضى شطر الليل، أو قال ثلثاه ينزل الله تبارك وتعالى إلى سماء الدنيا ثم يقول: لا أسأل عن عبادي غيري:
من ذا الذي يسألني؟ فأعطيه.
من ذا الذي يدعوني؟ فأجيبه.
من ذا الذي يستغفرني؟ فأغفر له.
حتى ينفجر الصبح".
هذا لفظ حديث الوليد بن مسلم.
خرجت ألفاظ الآخرين في أبواب الشفاعة، وحفظي أن في أخبار الآخرين: (إن الذي يستأذنك بعدها في نفس لسفيه).
وفي أخبار النبي ‘ "..أن يدخل من أمتي سبعون الفاً بغير حساب ولا عذاب، وإني لأرجو أن لا يدخلها حتى تبوءوا أنتم..".

38- (197): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا هشام بن عبد الملك، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عمرو بن دينار.

39- (...): وثنا محمد بن أبي صفوان الثقفي، قال: ثنا بهز بن أسد، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: ثنا عمرو بن دينار، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، قال: قال رسول ‘: " ينزل الله تبارك وتعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل؟ فأعطيه.
هل من مستغفر؟ فأغفر له."
وقال (بندار في حديثه): "ينزل الله تبارك وتعالى: كل ليلة إلى سماء الدنيا".

40- (....): أخبرني سعيد بن عبدالرحمن المخزومي، قال: ثنا سفيان، عن عمرو، عن نافع بن جبير، عن رجل من أصحاب النبي ‘ قال: "إذا ذهب نصف الليل ينزل الله تبارك وتعالى، إلى سماء الدنيا، فيفتح بابها فيقول:
من ذا الذي يسألني؟ فأعطيه.
من ذا الذي يدعوني؟ فأستجيب له.حتى يطلع الفجر".
قال أبوبكر: "ليس رواية سفيان بن عيينة مما توهن رواية حماد بن سلمة، لأن جبير بن مطعم هو: رجل من أصحاب النبي ‘، وقد يشك المحدث في بعض الأوقات في بعض رواة الخبر، ويستقين في بعض الأوقات، وربما شك سامع الخبر من المحدث في اسم بعض الرواة، فلا يكون شك من شك في اسم بعض الرواة مما يوهن من حفظ اسم الراوي.

حماد بن سلمة رحمه الله قد حفظ اسم جبير بن مطعم في هذا الإسناد. وإن كان ابن عيينة شك في اسمه فقال عن رجل من أصحاب النبي ‘. وخبر القاسم بن عباس: إسناد آخر، نافع بن جبير عن أبي هريرة _، وغير مستنكر لنافع بن جبير مع جلالته ومكانه من العلم أن يروي خبراً عن صحابي عن النبي ‘ وعن جماعة من أصحاب النبي ‘ أيضاً.
ولعل نافعاً إنما روى خبر أبي هريرة عن النبي ‘ الذي رواه عن أبيه لزيادة المعنى في خبر أبي هريرة، لأن في خبر أبي هريرة (فلا يزال كذلك حتى ترجل الشمس)، وليس في خبره عن أبيه ذكر الوقت، إلا أن في خبر (ابن عيينة): " حتى يطلع الفجر"، وبين طلوع الفجر وبين ترجل الشمس ساعة طويلة.
فلفظ خبره الذي روى عنه أبيه، أو عن رجل من أصحاب النبي ‘ غير مسمى بلفظ.
غير لفظ خبره، الذي روى عن أبي هريرة، فهذا كالدال على أنهما خبران لا خبراً واحداً.

41- (198): حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، وابن فضيل عن إبراهيم الهجري.

42- (....): وثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا إبراهيم، عن أبي الأحوص، رفعه.
وقال يوسف في حديثه: "قال رسول الله ‘:" أإن الله يفتح أبواب السماء في ثلث الليل الباقي، ثم يهبط إلى سماء الدنيا، فيبسط يديه: ألا عبد يسألني فأعطيه؟
فما يزال كذلك حتى تسطع الشمس".
وقال محمد بن يحيى في حديثه: "فيبسط يده فيقول: ألا عبد..".

43- (....): وروى على بن زيد بن جدعان، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، عن النبي ‘ قال: " ينزل الله تبارك وتعالى اليى سماء الدنيا كل ليلة فيقول: هل من داع؟ فأستجيب له؟ هل من سائل؟ فأعطيه؟ هل من مستغفر؟ فأغفر له.

44- (...): حدثناه محمد بن بشار، قال: ثنا هشام –يعني ابن عبد الملك أخبرنا الوليد.

45- (...): وثنا محمد بن يحيى، قال ثنا أبو الوليد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن علي بن يزيد.

46- (199): وروى الليث بن سعد، قال: حدثني زياد بن محمد، عن محمد بن كعب القرظي، عن فضالة بن عبيد، عن أبي الدرداء، عن رسول الله ‘ قال: " أن الله (عز وجل) ينزل في ثلاث ساعات بقين من الليل، يفتح الذكر في الساعة الأولى لم يره أحد غيره، فيمحو ما شاء ويثبت ما شاء، ثم ينزل في الساعة الثانية إلى جنة عدن، التي لم ترها عين، ولم تخطر على قلب بشر، ولا يسكنها بني آدم غير ثلاثة: النبيين والصديقين، والشهداء، ثم يقول: طوبى لم دخلك.
ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى سماء الدنيا بروحه وملائكته، فتنتفض فيقول: قيومي بعزتي، ثم يطلع إلى عباده فيقول: هل من مستغفر؟ أغفر له.
هل من داع أجيبه، حتى تكون صلاة الفجر؟".
ولذلك يقول: (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً)، فيشهده الله، وملائكة الليل والنهار".
حدثنا الامام: محمد بن يحيى، قال: ثنا سعيد بن أبي مريم المصرى، قال: ثنا الليث بن سعد.

47- (....): وثنا علي بن داود القنطري، قال: ثنا عبدالله بن صالح، قال: ثنا الليث ابن سعد، بهذا الحديث بتمامه.
قال لنا علي بن داود، قال ابن بكير: في هذا الحديث ثم ينزل الله إلى سماء الدنيا، فتنتفض فيقول: قيومي بعزتي".
ولفظ متن خبر أبي صالح: قال: " إذا كان في آخر ثلاث ساعات بقين من الليل، ينظر الله في الساعة الأولى، في الكتاب الذي لا ينظر فيه غيره فيمحو ما شاء ويثبت.
ثم ينظر في الساعة الثانية في عدن، وهي مسكنه، لا يكون معه فيها إلا النبيون والصديقون والشهداء وفيها ما لم تره عين، ولم يخطر على قلب بشر.
ثم هبط في الساعة الثالثة إلى سماء الدنيا فيقول: من يسألني؟ فأعطيه، من يستغفرني؟ فأغفر له، من يدعوني؟ فأجيبه حتى يطلع الفجر".
ثم قرأ (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا)، يشهده: الله وملائكته.

48- (200): روى عمرو بن الحرث، أن عبد الملك حدثه، عن المصعب بن أبي ذئب عن القاسم بن محمد، عن أبيه، أو عمه، عن جده، عن رسول الله ‘ أنه قال: "ينزل الله (عز وجل) ليلة النصف من شعبان إلى سماء الدنيا، فيغفر لكل شيء إلا الآنسان في قلبه شحناء، أو مشرك بالله.
حدثناه أحمد بن عبدالرحمن بن وهب، قال: حدثني عمرو بن الحرث.

(أبواب إثبات صفة الكلام لله عز وجل)

(32): (باب ذكر تكليم الله كليمه موسى..):
خصوصية خصه الله بها، من بين الرسل. بذكر آي مجملة غير مفسرة، فسرتها آيات مفسرات.
قال أبوبكر: نبدأ بذكر تلاوة الآي المجملة غير المفسرة، ثم نثني بعون الله وتوفيقه بالآيات المفسرات.

الأدلة من الكتاب:
قال الله تعالى: (تلك الرسل فضلنا بعضها على بعض منهم من كلم الله..) الآية.
فأجمل الله (تعالى) ذكر من كلمه (الله) في هذه الآية فلم يذكره باسم ولا نسب، ولا صفة فيعرف المخاطب بهذه الآية التالي لها أو سامعها من غيره: أي الرسل الذي كلمه الله من بين الرسل.
وكذلك أجمل الله أيضاً في هذه الآية الجهات التي كلم الله عليها من علم أنه كلمهم من الرسل، فبين في قوله (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء)، الجهات التي كلم الله عليها بعض البشر.
فأعلم: أنه كلم بعضهم وحياً، أو من وراء حجاب، أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء.
وبين في قوله: (وكلم الله موسى تكليماً) أن موسى ‘ كلمه تكليما، فبين لعباده المؤمنين في هذه الآية ما كان أجمله في قوله (منهم من كلم الله)، فسمي في هذه الآية كليمه، وأعلم أنه موسى، الذي خصه الله بكلامه، وكذلك قوله تعالى: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه).
مفسر للآية الأولى، سمى الله في هذه الآية كليمه وأعلم أنه موسى، الذي خصه الله بالتسمية من بين جميع الرسل صلوات الله عليهم.
وأعلم جل ثناؤه أن ربه الذي كلمه، وأعلم الله (تعالى) أنه اصطفى موسى برسالته وبكلامه، فقال (عز وجل): (يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي، فخذ ما آتيتك وكن مع الشاكرين).
ففي هذه الآية: زيادة بيان، وهي: إعلام الله في هذه الآية بعض ما به كلم موسى.
ألا تسمع قوله (إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي)، إلى قوله.. (وكن من الشاكرين)، وبين في آي أخر بعض ما كلمه الله (عز وجل) به، فقال في سورة طه: (فلما أتاها نودي يا موسى، إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى، وأنا اخترتك فاستمع إلى ما يوحي، إنني أنا الله لا اله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري..)، إلى آخر القصة، وقال في سورة النمل: (إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً سآتيكم منها بخبر) إلى قوله: (فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها). إلى قوله: (يا موسى إنه أنا الله العزيز الحكيم)..).
وقال في سورة القصص: (فلما أتاها نودي من شاطئ الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين). إلى آخر القصة.
فبين الله في الآيات الثلاث: بعض ما كلم الله به موسى، مما لا يجوز أن يكون من الفاظ ملك مقرب ولا ملك غير مقرب.
غير جائز أن يخاطب ملك مقرب موسى فيقول: (إني أنا الله رب العالمين) أو يقول: (إني أنا ربك فاخلع نعليك).
قال الله تعالى: (وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا)، فأعلم الله في هذه الآية أن له (جل وعلا) كلمة يتكلم بها.

(الأدلة من السنة):
فاسمعوا الآن سنن النبي ‘ الصريحة، بنقل العدل عن العدل موصولاً إليه، المبينة أن الله اصطفى موسى بكلامه خصوصية خصه بها من بين سائر الرسل عليهم السلام.

1- (201): حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي، وبشر بن معاذ العقدي، وأبو الخطاب والزيادي، قالوا: ثنا بشر وهو ابن المفضل قال: ثنا داود، عن الشعبي، عن أبي هريرة رض الله عنه عن النبي ‘ قال: "لقي موسى آدم".
فذكروا الحديث بتمامه، وفي الخبر: " فقال آدم ألست موسى اصطفاك الله على الناس برسالاته وبكلامه.."؟.

2- (....): قال يحيى بن حبيب، عن داود، عن عامر،..

3- (...): وثنا عبدالجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان عن عمرو وهو ابن دينار، قال: أخبرنا طاووس، قال سمعت أبا هريرة _ يذكر عن النبي ‘ فذكر هذا الحديث وقال: "فقال آدم: يا موسى: اصطفاك الله بكلامه، وخط لك بيده".
ثنا به الزعفراني قال: ثنا سفيان بن عيينة، بهذا وقال: " وخط لك التوراة بيده".
وقال عن طاوس، سمع أبا هريرة _ يقول: قال رسول الله ‘.

4- (...): ثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة _ قال: قال رسول الله ‘.. فذكر الحديث وقال: "قال آدم: أنت موسى، اصطفاك الله بكلامه، وبرسالته وكلمك تكليماً".

5- (....): (حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى بن حماد، ثنا أبو عوأنه، عن سليم بهذا الإسناد، وقال: قال آدم: " أنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه، وبرسالاته"..).

6- (202): حدثنا الربيع بن سليمان المرادى، قال: ثنا ابن وهب، عن سليمان بن بلال.

7- (....): (وثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني أخي، عن سليمان بن بلال)، عن شريك بن عبدالله بن أبي نمر، قال: سمعت أنس بن مالك، يحدثنا عن ليلة اسرى بالنبي ‘، من مسجد الكعبة، الحديث بطوله.
وقال: "حتى انتهى إلى قوله كل سماء فيها الأنبياء قد سماهم أنس، فوعيت منهم ادريس ف الثانية، وهارون في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه، وإبراهيم في السادسة، وموسى في السابعة، بفضل كلام الله، فقال موسى: رب لم أظن أن يرفع علي فيه أحد، ثم علا به فوق ذلك، بما لا يعلمه إلا الله، حتى جاء سدرة المنتهي، ودنا الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسن أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما شاء، فأوحى إليه فيما أوحى خمسين صلاة على أمته كل يوم وليلة، ثم هبط، ثم هبط، ثم بلغ موسى".
فذكر باقي الحديث.

8- (203): حدثنا علي بن المنذر، قال: ثنا محمد بن فضيل، قال: ثنا أبو مالك، وهو سعد بن طارق، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، وعن ربعي بن حراش، عن حذيفة قالا: قال رسول الله ‘: "يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزلف الجنة فيأتون آدم فيقولون: يا ابانا استفتح لنا الجنة، فيقول: هل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم؟ فيقول: لست بصاحب ذلك، اعمدوا إلى إبني إبراهيم خليل ربه، فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك، إنما كنت خليلاً من وراء وراء، اعمدوا إلى ابني موسى الذي كلمة الله تكليماً، فيأتون موسى..". فذكروا الحديث بطوله. خرجته في كتاب "ذكر نعيم الآخرة".
قال أبوبكر: هذه اللفظة " وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم" من أضافة الفعل إلى الفاعل، الذي قد بينته في مواضع من كتبنا أن العرب قد تضيف الفعل إلى الفاعل، لأنها تريد أن الفعل بفعل فاعل.

9- (204): حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا ابن أبي عدي عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق، أن جعفراً وهو ابن أبي طالب، قال: "يا نبي الله ائذن لي أن آتي أرضاً أعبدالله فيها لا أخاف أحداً، قال: فأذن له فأتى أرض الحبشة".
قال: فحدثنا عمر بن العاص، أو قال: قال عمرو بن العاص: "لما رأيت جعفر وأصحابه آمنين بأرض الحبشة حسدته، قال: قلت لأستقبلن هذا وأصحابه آمنين بأرض الحبشة حسدته، قال: قلت لأستقبلن هذا وأصحابه، قال: فأتيت النجاشي فقلت: أن بأرضك رجلاً ابن عمه بأرضنا يزعم أنه ليس للناس إلا إله واحد، (وإنك والله أن لم تقتله وأصحابه لا أقطع إليك هذه القطيعة أبداً أنا ولا أحد) أصحابي.
قال: اذهب إليه فادعه، قال: قلت أنه لا يجيء معي (فأرسل معي رسولاً)، فأتيته وهو بين ظهري أصحابه يحدثهم، قال: فقال له أجب، قال: فجئنا إلى الباب فناديت ائذن لعمرو بن العاص، فرفع صوته، ائذن لحزب الله، قال: فسمع صوته، فأذن له قبلي، قال: فوصف لي عمرو السرير، قال وقعد جعفر بين يدي السرير وأصحابه حوله على الوسائد، قال: قال عمرو: فجئت فلما رأيت مجلسه قعدت بينه وبين السرير فجعلته خلف ظهري، قال: وأقعدت بين كل رجلين من أصحابه رجلاً من أصحابي.
قال: قال النجاشي: "نخر يا عمرو بن العاص (أي:تكلم)، قال: فقلت ابن عم هذا بأرضنا، (يزعم أن ليس للناس إله إلا اله واحد، وانك والله لئن لم تقتله وأصحابه لا أقطع) إليك هذه القطيعة ابداً، وأنا لا أحد من أصحابي.
قال: نخر يا حزب الله، نخر، قال: فحمد الله وأثنى عليه وشهد أن لا اله إلا الله، وإن محمداً رسول الله، وقال: صدق، وهو ابن عمي، وأنا على دينه، قال عمرو: فوا لله إني أول ما سمعت التشهد قط إلا يومئذ، قال بيده هكذا، ووضع ابن عدي يده على جبينه، وقال أوه أوه حتى قلت في نفسي العن العبد الحبشي إلا يتكلم، قال: ثم رفع يده، فقال: يا جعفر ما يقول في عيسى؟ قال: يقول هو روح الله وكلمته، قال: فأخذ شيئاً تافهاً من الأرض، قال: ما أخطأ منه مثل هذه، ثم يا حزب الله، فأنت آمن بأرضي، من قاتلك قتلته، ومن سبك غرمته.
قال: وقال: لولا ملكي وقومي لا تبعتك فقم.
وقال لآذنه: انظر هذا، فلا تحجبه عني إلا أن أكون مع أهلي، فإن أىي إلا أن يدخل فإذن له.
وقم أنت يا عمرو بن العاص، فو الله ما ابالي إلا تقطع إيى هذه القطعة ابداً، أنت ولا أحد من أصحابك، قال: فلم نعد أن خرجنا من عنده فلم يكن أحد ألقاه خالياً احب الي من جعر، قال: فلقيته ذات يوم في سكة فنظرت فلم أر خلفه فيها أحدا، ولم أر خلفي أحدا، قال: فأخذت بيده، وقال: قلت: تعلم إني اشهد أن لا اله إلا الله، وإن محمداً رسول الله، قال: غمز يدي، وقال: هداك الله فأثبت، قال: فأتيت أصحابي فوا الله كإنما شهدوني وإياه، قال: فأخذوني فألقوا على وجهي قطيفة، فجعلوا يغموني بها وجعلت امارسهم، قال: فأفلت عرياناً ما علي قشرة، قال: فأتيت على حبشية فأخذت قناعها من رأسها، قال: وقالت لي بالحبشية: كذا وكذا، (فقلت لها، لذا ولدى)، قال: فأتيت جعفر وهو بين ظهري أصحابه يحدثهم قال: قلت ما هو إلا أن فارقتك، فعلوا بي وذهبوا كل شيء من الدنيا هو لي، وما هذا الذي ترى علي إلا من متاع حبشية.
قال: فقال: انطلق، قال: فأتي الباب فنادى، ائذن لحزب الله، قال: فخرج الآذن، فقال: أنه مع أهله، قال: استأذن لي، فأذن له فدخل.
قال: أن عمرو بن العاص قد ترك دينه واتبع ديني، قال: قال: كلا، قال: قلت بلى، قال: قال: كلا، قلت بلى، قال: كلا، قلت بلى، قال: فقال لآذنه: اذهب فإن كان كما يقول: فلا يكتبن لك شيئاً إلا أخذه، قال: فكتبت كل شيء حتى كتبت المنديل وحتى كتبت القدح، قال: فلو أشاء أن آخذ من أموالهم إلى مالي فعلت، ثم كتب في الذين جاءوا في سفر المسلمين قال: أبو بكر بمعنى قوله "روح الله وكلمته" باب سيأتي في موضعه في هذا الكتاب إن شاء.
وأما الأخبار التي فيها ذكر الشفاعة الأولى "فيأتون موسى فيقولون أنت الذي كلمك الله تكليماً". فأخرجتها في باب الشفاعات، فأغنى ذلك عن تكراره في هذا الموضع.

(33): (باب ذكر البيان):
أن الله جل وعلى كلم موسى –عليه السلام- من وراء حجاب، من غير أن يكون بين الله تبارك وتعالى وبين موسى ‘ رسول يبلغه كلام ربه، ومن غير أن يكون موسى –عليه السلام- يرى ربه (عز وجل) في وقت كلامه إياه.

1- (205): حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب، قال: حدثني عمي، قال: حدثني هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب، _ قال: قال رسول الله ‘: "إن موسى –عليه السلام- قال: يا رب: أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم.. فقال: أنت أبونا آدم، قال له آدم: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه، وعلمك الاسماء كلها؟ وأمر ملائكته فسجدوا لك؟ قال: نعم، قال: فما حملك على أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ قال له آدم: ومن انت؟
قال: أنا موسى.
قال: نبي بني إسرائيل، الذي كلمك الله من وراء حجاب، لم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟ قال: نعم.
قال: فما وجدت في كتاب الله أن ذلك كان في كتاب الله (عز وجل) قبل أن يخلق آدم؟ قال نعم.
قال: فبم تلومني في شيء سبق من الله (عز وجل) فيه القضاء قبلي؟ قال رسول الله ‘: "عند ذلك"، فحج آدم موسى عليهما السلام".

(34): (باب: صفة تكلم الله بالوحي وشدة خوف السموات منه وذكر صعق أهل السموات وسجودهم لله عزوجل):

1- (206): حدثنا ذكريا بن يحيى بن اياس المصرى، قال: ثنى نعيم بن حماد، قال: ثنا الوليد بن مسلم، عن عبدالرحمن بن يزيد بن جابر، عن ابن أبي زكريا، عن رجاء بن حيوة، عن النواس بن سمعان، قال: قال رسول الله ‘: " إذا أراد الله (عز وجل) أن يوحي بالأمر تكلم بالوحي، أخذت السموات منه رجفة، أو قال رعدة شديدة، خوفاً من الله، فإذا سمع بذلك أهل السموات صعقوا، وخروا لله سجداً، فيكون أول من يرفع رأسه جبريل، فيكلمه الله من وحيه بما أراد، ثم يمر جبريل على الملائكة، كلما مر بسماء سماء سأله ملائكتها: "مإذا قال ربنا يا جبريل؟" فيقول جبريل ‘: قال الحق، وهو العلي الكبير، قال فيقولون: كلهم مثل ما قال جبريل، فينتهي جبريل بالوحي حيث أمره الله".
قال أبوبكر: عبدالله بن أبي زكريا، أحد عبادهم.

(35): (باب من صفة تكلم الله (عز وجل) بالوحي):
والبيان: أن كلام ربنا لايشبه كلام المخلوقين، لأن كلام الله كلام متواصل، لا سكت بينه، ولا سمت، لا ككلام الآدميين الذي يكون بين كلامهم سكت وسمت، لانقطاع النفس أو التذاكر، أو التذاكر، أو العي، منزه الله مقدس من ذلك أجمع تبارك وتعالى.

1- (207): حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم بن الحر، قال: ثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عبدالله، قال: قال رسول الله ‘: "إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء صلصة كجر السلسلة على الصفا، قال: فيصعقون، فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، فإذا أتاهم جبريل فزّع عن قلوبهم، فيقولون: يا جبريل: مإذا قال ربك؟ قال: يقول الحق: قال فينادون: الحق الحق".

2- (208): حدثنا أبو موسى، وسلم بن جنادة، قالا: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن مسلم وهو ابن صبيح عن مسروق عن عبدالله، قال: "إن الله إذا تكلم بالوحي سمع أهل السموات للسماء صلصة كجر السلسلة علي الصفا، فيصعقون فلا يزالون كذلك حتى يأتيهم جبريل، فإذاجاءهم جبريل فزع عن قلوبهم، قال: فيقولون: يا جبريل: مإذا قال ربك؟ قال: الحق".
قال سلم: فيقول الحق، وقالا: فينادون: "الحق الحق".

3- (209): حدثنا محمد بن بشار (بندار)، قال ثنا ابن أبي عدي، عن شعبة.
وثنا بشر بن خالد، قال: ثنا محمد عن شعبة، عن سليمان قال: سمعت أبا الضحى يحدث عن مسروق قال: قال عبدالله: " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السماء صلصة كصلصة السلسلة على الصفوان، فيرون أنه من أمر السماء، فيفزعون، فإذا سكن عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير".
هذا حديث محمد بن صبيح (الصواب مسلم بن صبيح).
وقال بندار عن أبي الضحى عن مسروق عن عبدالله، قال: "إذا تكلم الله بالوحي، سمع أهل السموات للسموات صلصة، كجر السلسلة على الصفوان، فيفزعون، يرون أنه من أمر السماء حتى إذا فزع على قلوبهم ينادون ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير".

4- (...): حدثنا أبو موسى، قال: ثنا موسى بن إسماعيل، قال: ثنا سفيان قال: ثنا منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، قال: سئل عبدالله عن هذه الآية: (حتى إذا فزع عن قلوبهم) قال: إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات للسموات صلصة كجر السلسلة على الصفا".
قال أبو موسى فذكر نحواً مما ثنا أبو معاوية.

5- (210): حدثنا عبدالله بن سعيد الأشج، قال: ثنا ابن أبي نمر، عن الأعمش عن مسلم عن مسروق، عن عبدالله قال: "إذا تكلم الله سبحانه وتعالى بالوحي، سمع أهل السموات صلصة كصلصة السلسلة على الصفوان، فيصعقون لذلك، ويخرون سجداً، فإذا علموا أنه وحي، فزع عن قلوبهم، قال: ردت إليهم ارواحهم، فينادي أهل السموات بعضهم بعضاً ماذا قال ربكم؟ قالوا الحق وهو العلي الكبير".

6- (211): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عبدالله، قال: " إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات للسموات صلصة كصلصة السلسلة على الصفوان، فيخرون سجداً، فيرفعون رؤوسهم فيقولون: ماذا قال ربكم؟ فيقولون: قال الحق وهو العلي الكبير".

7- (212): حدثنا عبدالجبار بن العلاء، وسعيد بن عبدالرحمن المخزومي، قال: ثنا سفيان، عن عمرو وهو ابن دينار عن عكرمة، عن أبي هريرة _ يبلغ به النبي ‘.
وقال المخزومي في روايته أن النبي ‘ قال: إذا قضى الله في السماء أمراً ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنها سلسلة على صفوان، فإذا فزع عن قلوبهم قالوا: مإذا قال: ربكم؟ قالوا: الذي قال: الحق، وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترقو السمع وهم هكذا واحد فوق الآخر، وأشار سفيان بأصابعه وربما أدرك الشهاب المستمع فيحرقه، وربما لم يدركه حتى يرمي بها إلى الذي اسفل منه ويرميها الآخر على من هو أسفل منه، فيلقيها على فم الساحر، أو الكاهن، فيكذب عليها ما يريد، فيحدث بها الناس، فيقولون قد أخبرنا بكذا، فوجدنا حقا، فيصدق بالكلمة التي سمعت من السماء".
هذا حديث عبدالجبار، إلا أنه قال: " إذا قضي الأمر في السماء". وقال المخزومي: " قالوا ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق، قال: ومسترقو السمع بعضهم فوق بعض، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، فيدركه الشهاب، فيلقيها على لسان الساحر، أو الكاهن فيكذب معها مائة كذبة، قال: فقال أليس قد قال يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة".
قال أبوبكر: قد أمليت خبر ابن عباس عن رجال من الآنصار، "كنا عند النبي ‘ إذا رمي بنجم فاستنار.." الحديث بتمامه.
وخبر سعيد بن جبير، عن ابن عباس في كتاب التوكل.

8-  (213): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال:" إذا حدث أمر عند العرش، سمعت الملائكة صوتاً كجر السلسلة، قال: فيغشى عليهم، فاذا فزع عن قلوبهم، فيقولون: ماذا قال ربكم؟ فيقولون: ما شاء الله، الحق وهو العلي الكبير).

9- (...): حدثنا سلم بن جنادة، قال، ثنا وكيع، عن سلمة بن نبيط، عن الضحاك، قال: "إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات صلصة كصلصة الحديث على الصفوان".

10- (...): حدثنا سلم، قال: ثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم، قال: سمعت الحسن يقول: "حتى إذا فزع عن قلوبهم، قال: تجلى على قلوبهم".

(36): (باب: صفة نزول الوحي على النبي ‘):
والبيان أنه قد كان يسمع بالوحي في بعض الأوقات، صوتاً كصلصة الجرس.
قال أبوبكر: "قد كنت أمليت بعض طرق الخبر في كتاب صفة نزول القرآن".

1- (214): فحدثنا يوسف بن عبد الأعلى، قال أخبرنا عبدالله بن وهب، أن مالكاً حدثه، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة ~، أن الحرث بن هشام سأل رسول الله ‘: كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله ‘: "أحياناً مثل صلصة الجرس، فهو أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت ما قال. وأحياناً يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول".
قالت عائشة: "ولقد رأيته ينزل عليه الوحي (جبريل) في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقاً".

(37): (باب "إن الله (جل وعلا) يكلم عباده يوم القيامة من غير ترجمان يكون بين الله (عز وجل) وبين عباده بذكر لفظ عام مراده خاص"):
1- (215): حدثنا عبدالله بن سعيد الأشج، عن أبن نمير.

2- (...): وثنا علي بن خشرم، قال أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش.

3- (...): وثنا الزعفراني، الحسن بن محمد، قال: ثنا أبو معاوية الضرير، ووكيع بن الجراح، واللفظ لوكيع، قال: ثنا الأعمش.

4- (...): وثنا عبدالله بن سعيد الأشج.
وأبو هاشم، زياد بن أيوب، قالا: ثنا وكيع، عن الأعمش.

5- (...): وثنا أبو هاشم، قال: ثنا أبو معاوية، قال: ثنا الأعمش، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم (كلهم قالوا: عن خيثمة، عن عدي بن حاتم)، قال: قال رسول الله ‘.

6- (....): وحدثنا إسحاق بن منصور، قال أخبرنا أبو أسامة، عن الأعمش، قال: ثنا خيثمة بن عبدالرحمن، عن عدي بن حاتم قال: قال رسول الله ‘: "ما منكم من أحد إلا سيكلم ربه ليس بينه وبينه ترجمان، ثم ينظر من أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، ثم ينظر أشأم منه، فلا يرى إلا ما قدم، ثم ينظر بين يديه فلا يرى إلا النار، تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة".
هذا لفظ حديث عيسى بن يونس.
وقال الزعفراني: "من استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة فليفعل". وقال الأشج في حديث وكيع:" فينظر عمن أيمن منه فلا يرى إلا شيئاً قدمه، وينظر عن من أشأم منه فلا يرى شيئاً قدمه وينظر أمامه".
ومعاني أحاديثهم قريبة، وكلهم قالوا في الخبر "ما منك أحد إلا سيكلمه ربه، (وقال وسيكلمه ربه)، أو قال: سيكلمه الله ليس بينه وبينه ترجمان".
إلا أن في حديث أبي أسامة: "ليس بينه وبينه حاجب ولا ترجمان".

7- (216): حدثنا علي بن سلمة اللبقي حفظاً، قال: ثنا زيد بن الحباب، قال: ثنا حسين بن واقد، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه، قال: قال رسول الله ‘: " ما منكم من أحد إلا وسيكلمه ربه ليس بينه وبين حاجب ولا ترجمان".

8- (217): حدثنا عبدالله بن سعيد الأشج، قال: ثنا وكيع عن شريك، عن هلال بن أبي حميد، وهو الوزان، عن عبدالله بن عكيم الجهني، عن عبدالله بن مسعود، قال: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه فيقول: ابن آدم: ما غرك بي، ماذا عملت فيما علمت؟ مإذا أجبت المرسلين؟".

9- (218): حدثنا زيد بن أخزم الطائي، قال: ثنا وحب بن جرير قال: ثنا أبي، قال سمعت الأعمش يحدث عن خيثمة، بن عبدالرحمن، عن عدي بن حاتم، عن النبي ‘ قال:"أيمن أمرئ وأشأمه بين لحييه".
قال لنا زيد: سمعته مرتين، مرة رفعة ومرة لم يرفعه.
وقال لنا زيد مرة وسمعته مره، وسئل عنه فقال: لا أهاب أن أرفعه.

10- (...): حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو اسامة، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن خيثمة بن عبدالرحمن، عن عدي بن حاتم، أنه قال: (أيمن امرئ وأشأمه بين لحييه).
قال أبوبكر: وهذا هو الصحيح.

(38): (باب: ذكر بعض ما يكلم به الخالق (جل وعلا) عباده):
مما ذكر النبي ‘: أن الله يكلمهم به من غير ترجمان يكون بين العزيز العليم وبين عباده، والبيان: أن الله (عز وجل) يكلم الكافر والمنافق أيضاً تقريراً وتوبيخاً.

1- (219): حدثنا الحسين بن عيسى البسطامي، قال: ثنا عثمان بن عمر، قال: ثنا إسرائيل، قال: ثنا سعد الطائي، قال ثنا ابن خليفة قال: ثنا عدي بن حاتم، قال: كنت جالساً عند رسول الله ‘ إذ جاءه رجل فشكا إليه الحاجة، وجاء آخر فشكا قطع السبيل، فقال لي رسول الله ‘ هل رأيت الحيرة؟ (قلت لم أرها)، وقد أنبئت عنها، فقال: لئن طالت بك حياة ليفتحن علينا كنوز كسرى، قلت: يا رسول الله، كسرى بن هرمز، قال: كسرى بن هرمز. ولئن طالت بك حياة، لترى أن الرجل يجيء بملء كفه ذهباً، أو فضة يلتمس من يقبله فلا يجد أحداً يقبله.
وليلقين الله أحدكم يوم القيامة وليس بينه وبين ترجمان يترجم له فيقول: ألم أرسل إليك رسولاً فيبلغك؟
فيقول بلى، فيقول: ألم أعطك مالاً فأفضل عليك؟
فيقول بلى.
فينظر عينه يمينه فلا يرى إلا جهنم، وينظر عن يساره فلا يرى إلا جهنم.
قال رسول الله ‘: فاتقوا النار ولو بشق تمرة، وإن لم تجدوا فبكلمة طيبة".
قال عدي: فلقد رأيت الظعينة يرتحلون من الحيرة حتى يطوفوا بالكعبة آمنين لا يخافون إلا الله.
ولقد كنت فيمن افتتح كنوز كسرى، ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال أبو القاسم ‘:"يجيء الرجل بملء كفه ذهباً أو فضة لا يجد من يقبله منه".

2- (...): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عثمان بن عمرو بنحوه.

(39): (باب: ذكر البيان الشافي لصحة ما ترجمته للباب قبل هذا):
إن الله (جل وعلا) يكلم الكافر والمنافق يوم القيامة تقريراً وتوبيخاً، وذكر إقرار الكافر في ذلك الوقت بكفره في الدنيا، وهو إقراره: أنه لم يكن يظن في الدنيا أنه ملاق ربه يوم القيامة، فمن كان غير مؤمن في الدنيا، غير مصدق بأنه ملاق ربه يوم القيامة، فكافر غير مؤمن.
وذكر دعوى المنافق في ذلك الوقت: أنه كان مؤمنا بربه، (عز وجل)، وبنبيه وبكتابه، صائماً ومصلياً، مزكياًُ في الدنيا وانطاق الله (عز وجل) فخذ المنافق ولحمه وعظامه لما كان يعمل في الدنيا تكذيباً لدعواه بلسانه.

1- (220): حدثنا عبدالجبار بن العلاء العطار، قال: ثنا سفيان، قال: سمعته وروح ابن القاسم منه يعني من سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة _، قال: "سأل الناس رسول الله ‘: فقالوا: يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟
فقال: هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس فيها سحاب.
قالوا: لا يارسول الله.
قال: فهل تضارون في الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب؟
قالوا: لا يا رسول الله.
قال: فوا الذي نفسي بيده، لا تضارون في رؤية ربكم، كما لا تضارون في رؤيتهما.
قال: فلقى العبد فيقول: أي قل يعني يا فلان: ألم أكرمك.
ألم أسودك؟ ألم أزوجك؟
أم أسخر لك الخيل والإبل وأتركك ترأس وتربع؟
قال: بلى يا ربي.
قال: فظننت أنك ملاقي.
قال: لا يا رب، قال: اليوم أنساك كما نسيتني.
قال: ثم يلقى الثاني: فيقول: ألم أكرمك، ألم أسودك، ألم أزوجك؟ ألم أسخر لك الخيل والابل واتركك ترأس وتربع؟ قال: بلى يا رب.
قال: فظننت أنك ملاقي؟ قال: لا يا رب. قال: فاليوم أنساك كما نسيتني.
قال: ثم يلقى الثالث فيقول: ما أنت؟ فيقول: أنا عبدك، آمنت بك وبنبيك وبكتابك، وصمت وصليت، وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع.
فيقال له: أفلا نبعث عليك شاهدنا. قال: فينكر في نفسه من ذا الذي يشهد عليه، قال: فيختم على فيه، ويقال لفخذه انطقي، قال: فتنطق فخذه ولحمه، وعظامه بما كان يعمل، فذلك المنافق، وذلك ليعذر من نفسه وذلك الذي سخط الله عليه.
قال: ثم ينادي مناد: "ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد.." فذكر الحديث بطوله.

2- (221): حدثنا عبدالله بن محمد الزهري، قال: ثنا سفيان عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة _ قال:
قال قائلون: يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تضارون في رؤية الشمس في ظهيرة ليس في سحاب؟
قالوا: لا، قال: فهل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس فيها سحاب؟
قالوا:لا، قال: فوا الذي نفسي بيده: ما تضارون إلا كما تضارون في رويتهما، يلقى العبد فيقول: أي قل: "ألم أكرمك؟ ألم أزوجك؟ ألم اسخر لك الخيل والإبل؟.
ألم أتركك ترأس وتربع؟ فيقول:بلى.
فيقول: إني أنساك كما نسيتني. قال ثم يلقى الثاني فيقول: أي قل: ألم أكرمك؟ ألم أزوجك؟
ألم أسخر لك الخيل والإبل؟ ألم أتركك ترأس وتربع؟
فيقول: بلى. فظننت أنك ملاقي؟، ثم يلقى الثالث فيقول: رب آمنت بك وبكتابك وصليت وتصدقت.
قال: فيقول: ألا أبعث شاهداً يشهد عليك، فينكر في نفسه، من الذي يشهد عليه؟
قال: فيختم على فيه، ويقول لفخذه: أنطقي، فتنطق فخذه، وعظمه ولحمه بما كان يفعل.
فذلك المنافق. وذلك الذي يعذل نفسه وذلك سخط الله عليه.
فينادي مناد: ألا تتبع كل أمة ما كانت تعبد، فيتبع الشياطين، والصليب وأوليائهم إلى جهنم، وبقينا أيها المؤمنون، فيأتينا ربنا، فيقول: على ما هؤلاء؟ فنقول: نحن عباد الله المؤمنون آمنا بربنا، ولم نشرك به شيئاً. وهو ربنا تبارك وتعالى وهو يأتينا، وهو يثبتنا، وهذا مقامنا حتى يأتينا ربنا، فيقول: أنا ربكم فانطلقوا.
فننطلق حتى نأتي الجسر، وعليه كلاليب من نار تخطف.
عند ذلك حلت الشفاعة أي اللهم سلم، اللهم سلم، فإذا جازوا الجسر، فكل من أنفق زوجاً من المال في سبيل الله مما يملك فتكلمه خزنة الجنة تقول: "يا عبدالله، يا مسلم هذا خير".
فقال أبوبكر _: (يا رسول الله: إن هذا عبد لاتوى عليه، يدع باباً ويلج من آخر، فضرب كتفه وقال: إني لأرجو أن تكون منهم".

3- (....): حدثنا محمد بن ميمون المكي، قال: ثنا سفيان.. فذكر الحديث بطوله.
سمعت محمد بن ميمون يقول:" سئل سفيان عن تفسير حديث سهيل بن أبي صالح:" ترأس وتربع"، فقال: " كان الرجل إذا كان رأس القوم كان له المرباع، وهو الربع.
وقال: قال النبي ‘ لعدي بن حاتم حين قال: يا رسول الله: إني على دين، قال:" أنا أعلم بدينك منك، إنك تستحل المرباع، ولا يحل لك".

4- (....): حدثنا محمد بن منصور الجواز، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة _ وحفظته أنا وروح بن القاسم، وردده علينا مرتين أو ثلاثة.
قال الناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟، فقال رسول الله ‘: "هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليس دونها سحاب؟ قالوا: لا".
فذكر الحديث بطوله.

5- (222): حدثنا عبدالله بن محمد الزهري غير مرة لفظاً واحداً، قال:.. وثنا مالك بن سعير بن الجمس، أبو محمد قال: ثنا الأعمش عن أبي صالح: عن أبي هريرة وعن أبي سعيد، قالا: قال رسول الله ‘: " يؤتى بالعبد يوم القيامة، يقال له:
ألم أجعل لك سمعاً وبصراً، مالاً، وولدا، وسخرت لك الآنعام والحرث، وتركتك ترأس وتربع؟
فكنت تظن أنك ملاقي في يومك هذا؟ قال: فيقول: لا، فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني".
غير أن عبدالله لم يقل في بعض المرات بن الجمس، أبو محمد.

6- (223): حدثنا محمد بن يحيى، قال: أخبرنا أبو اليمان: قال: ثنا شعيب، يعني ابن أبي حمزة، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي، أن أبا هريرة _ أخبرهما: " أن الناس قالوا يا رسول الله.. هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فذكر الحديث بطوله.
"فيقول: أنا ربكم، فيقولون، نعوذ بالله منك، هذا مكاننا، حتى يأتينا ربنا، فإذا جاءنا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون.
فيقولون: أنت ربنا فيدعوهم".
فذكر الحديث بطوله. (و) خرجته في غير هذا الباب، من حديث معمر، وإبراهيم بن سعد أنهما قالا: عن عطاء بن يزيد، وابن المسيب.

7- (224): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا هشام بن سعد، قال: أخبرنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قلنا يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة".
فذكر الحديث بطوله.
وقال:" ثم يتبدى الله لنا صورة في غير صورته، التي رأيناه فيها أول مرة فيقول أيها الناس لحقت كل أمة بما كانت تعبد، وبقيتم، فلا يكلمه يومئذ إلا الأنبياء. فارقنا الناس في الدنيا ونحن كنا إلى صحبتهم فيها أحوج. لحقت كل أمة بما كانت تعبد، ونحن ننتظر ربنا الذي كنا نعبد.
(فيقول: أنا ربكم، فيقولون، نعوذ بالله منك، فيقول: هل بينكم وبين الله آية تعرفونها). فنقول نعم: فيكشف عن ساق فنخر سجداً أجمعون. ولا يبقى احداً كان يسجد في الدنيا سمعة ولا رياء ولا نفاقاً إلا على ظهره طبقاً واحداً، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه، قال: ثم نرفع رؤوسنا، وقد عاد لنا على صورته التي رأيناه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم، فنقول: نعم أنت ربنا ثلاث مرات".
ثم ذكر باقي الحديث (و) قد خرجته بعد بيان معناه بياناً شافياً، بينت فيه جهل الجهمية، وافتراءهم على أهل الآثار، في إنكارهم هذا الخبر لما جهلوا معناه.

8- (225): حدثنا محمد بن معمر ربعي القيسي، قال: ثنا يحيى بن حماد، قال: ثنا أبو عوانه، عن سليمان، قال: وحدثني أبو صالح، عن أبي هريرة _ عن النبي ‘ قال: " أن أحدكم ليلتفت ويكشف عن ساق..".

9- (226): حدثني محمد بن بشار (بندار) قال: ثنا أبو عاصم، قال: سعدان ابن بشر، أخبرناه.
قال: ثنا أبو مجاهد الطائي، قال: حدثني محل بن خليفة عن عدي بن حاتم، قال: كنت عند رسول الله ‘ فجاء إليه رجلان يشكوان إليه:
أحدهما: العيلة.
ويشكو الآخر: قطع السبيل.
فقال رسول الله ‘: " أما قطع السبيل فلا يأتي عليك إلا قليل، حتى تخرج العير من الحيرة إلى مكة بغير خفير، وأما العيلة فإن الساعة لا تقوم حتى يخرج الرجل صدقة ماله فلا يجد من يقبلها ثم ليقفن أحدكم بين يدي الله ليس بينه حاجب يحجبه ولا ترجمان يترجم له، فيقول له: ألم آتك مالاً؟ فيقول: بلى بلى، فيقول ألم أرسل إليك رسولا؟ فيقول: بلى.
ثم ينظر عن يمينه فلا يرى إلا النار، ثم ينظر عن شماله فلا يرى إلا النار، فليتق أحدكم النار ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة".

10- (227): وفي خبر سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم، عن النبي ‘: "...
وإن أحدكم لاقي الله (عز وجل) فقائل ما أقول:
ألم أجعلك سميعاً بصيراً، ألم أجعل لك مالاً وولداً؟، فماذا قدمت؟ فينظر (من) بين يديه ومن خلفه، وعن يمينه وعن شماله، فلا يجد شيئاً ولا يتقي النار إلا بوجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة".

11- (228): حدثناه محمد بن بشار (بندار)، قال: ثنا محمد، عن شعبة، عن سماك.. خرجته بطوله في كتاب "الصدقات"، من كتاب الكبير.
ورواه أيضاً:
قيس بن الربيع، عن سماك بن حرب، قال: حدثني عباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم الطائي، قال أتيت النبي ‘ وهو جالس في المسجد فقال:" يا قوم هذا عدي بن حاتم وكنت نصرانياً وجئت بغير أمان ولا كتاب فلما دفعت إليه: أخذ ثيابي وقد كان قبل ذاك قال: (إني لأرجو أن يجعل الله يده في يدي)، قال: فقام فلقيته أمرأة وصبي معها، فقالا: أن لنا إليك حاجة، فقام معهما، حتى قضى حاجتهما.
ثم أخذ بيدي، حتى أتى داره، فألقيت له وسادة، فجلس عليها وجلست بين يديه فحمد الله..، وأثنى عليه، ثم قال: ما أفرّك؟ أن يقال: الله أكبر، فهل تعلم شيئاً أكبر من الله؟
قال: قلت: لا.
قال: فإن اليهود مغضوب عليهم، وإن النصارى ضلال؟
قال: قلت: فإني حنيف مسلم.
قال: فرأيت وجهه ينبسط فرحاً.
قال: ثم أمرني فنزلت على رجل من الآنصار، قال: فجعلت آتيه طرفي النهار.
قال: فبينما أنا عشية عند النبي ‘ إذا أتاه قوم في ثياب من صوف من هذه النمار.
قال: فصلى، ثم قام فحث عليهم، ثم قال: ولو بصاع، أو نصف صاع، ولو بقبضة، ولو بنصف قبضة، يقي أحدكم حر جهنم أو النار، ولو بتمرة، ولو بشق التمرة، فإن أحدكم لقي الله تبارك وتعالى فقائل له ما أقول لكم: فيقول ألم اجعل لك سمعاً؟
ألم أجعل لك بصراً؟
فيقول: بلى.
ألم أجعل لك مالاً وولداً، فيقول بلى.
فأين ما قدمت لنفسك؟
قال: فينظر أمامه وخلفه وعن يمينه وعن شماله، فلا يجد شيئاً يقي به وجهه، فليق أحدكم وجهه من النار، ولو بشق تمرة، فإن لم يجد فبكلمة طيبة، فإني لا أخاف عليكم الفاقة، أن الله ناصركم، ومعطيكم حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب والحيرة، أو أكثر ما تخاف على مطيتها السرق.
قال: فجعلت أقول في نفسي: أين لصوص طيء؟".

12- (229): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عاصم بن علي، قال: ثنا قيس بن الربيع.
قال أبوبكر: "فخبر أبي سعيد، وأبي هريرة يصرحان: أن الله (عز وجل) يكلم المؤمنين، والمنافقين يوم القيامة بلا ترجمان، بين الله وبينهم إذ غير جائز أن يقول غير الله الخالق البارئ لبعض عباده أو لجميعهم: (أنا ربكم)، ولا يقول (أنا ربكم) غير الله.
إلا أن الله (تعالى) يكلم المنافقين على غير المعنى الذي يكلم المؤمنين، فيكلم المنافقين على معنى التوبيخ والتقرير.
ويكلم المؤمنين: يبشرهم بما لهم عند الله (عز وجل)، كلام أوليائه وأهل طاعته.

13- (230): حدثنا يوسف، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم عن عبيدة، عن عبدالله بن مسعود، قال: قال رسول الله ‘: " إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً الجنة.
رجل يخرج من النار حبواً، فيقول الله له: "إذهب وادخل الجنة"، فكر الحديث بتمامه. خرجته بطرقه في غير هذا الكتاب. وسأبين ذكر الفرق بين كلام الله أولياءه، وبين كلامه أعداءه، في موضعه، من هذا الكتاب، أن شاء الله ذلك وقدره.

14- (231): حدثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو أسامة عن الأعمش، عن خثيمة عن عدي بن حاتم، قال رسول الله ‘: " ما منكم من أحد إلا سيكلمه الله ليس بينه وبينه حاجب"، فذكر أبو كريب الحديث.

(40): (باب الفرق بين كلام الله تباركت أسماؤه، وجل ثناؤه، المؤمن الذي قد ستر الله عليه ذنوبه وبين: كلام الله الكافر، الذي كان في الدنيا غير مؤمن بالله العظيم، كاذباً على ربه، ضالاً عن سبيله كافراً بالآخرة).

1- (232): حدثنا أبو الأشعث، أحمد بن المقدام العجلي، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت أبي قال: ثنا قتادة، عن صفوان بن محرز، عن ابن عمر، عن نبي الله ‘.

2- (....): وثنا أبو موسى، محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة عن صفوان بن محرز، قال: بينما نحن مع ابن عمر ونحن نطوف بالبيت.

3- (....): وثنا بندار، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد وهشام عن قتادة، عن صفوان بن محرز، قال: بينما نحن مع ابن عمر، ونحن نطوف بالبيت.
غير إني لم اضبط عن بندار سعيد.

4- (....): وثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا همام، قال: ثنا قتادة، عن صفوان بن محرز، قال: كنت آخذاً بيد ابن عمر، فأتاه رجل فقال: كيف سمعت رسول الله ‘ يقول في النجوى؟ فقال سمعت رسول الله ‘ يقول: " أن الله (عز وجل) يدني المؤمن يوم القيامة حتى يضع عليه كنفه، ثم يقول: أي عبدي: تعرف ذنب كذا وكذا؟ فيقول: نعم، أي ربي.
حتى إذا قرره بذنوبه، ورأى في نفسه أنه هلك، قال: إني قد سترتها عليك في الدنيا، وغفرتها لك اليوم، ثم يعطى كتاب حسناته.
وأما الكفار والمنافقون: (فيقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم إلا لعنة الله على الظالمين).
هذا حديث الزعفراني، وقال أبو موسى في حديثه: "وأما الكفار: فينادي على رؤوس الاشهاد: أين الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين؟".

5- (....): حدثنا الزعفراني، قال: ثنا عفان، قال: ثنا قتادة.

6- (....): وحدثنا الزعفراني، قال: ثنا خلف، قال: ثنا أبو عوانه، عن قتادة، بهذا الإسناد وألفاظهم مختلفة.

(41): (باب ذكر البيان)
- من كتاب ربنا المنزل على نبيه المصطفى ‘.
- ومن سنة نبينا محمد ‘.
علـــى:
- الفرق بين كلام الله (عز وجل) الذي به يكون خلقه.
- وبين خلقه الذي يكون بكلامه وقوله.
- والدليل على نبذ قول الجهمية الذين يزعمون أن كلام الله مخلوق جل ربنا وعز عن ذلك).

الأدلة من الكتاب:
قال سبحانه وتعالى: (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين).
ففرق الله ببن الخلق والأمر، الذي به يخلق الخلق، بواو الاستئناف.
وعلمنا الله (جل وعلا) في محكم تنزيله أنه يخلق الخلق بكلامه. وقوله (إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون).

الفرق بين الخلق والأمر:
فأعلمنا (جل وعلا) أنه يكون كل مكون من خلقه بقوله: كن فيكون، وقوله (كن): هو كلامه الذي به يكون الخلق.
وكلامه (عز وجل) الذي به يكون الخلق غير الخلق الذي يكون مكوناً بكلامه، فافهم ولا تغلط ولا تغالط.
ومن عقل عن الله خطابه علم أن الله سبحانه لما أعلم عباده المؤمنين أنه يكون الشيء بقوله كن، أن القول الذي هو كن غير المكون، بكن المقول له كن.
وعقل عن الله: أن قوله (كن)، لو كان خلقاً على ما زعمت الجهمية المفترية على الله كان الله إنما يخلق الخلق، ويكونه بخلق، لو كان قوله (كن) خلقاً.
فيقال لهم: يا جهلة، فالقول الذي يكون به الخلق على زعمكم لو كان خلقاً، ثم يكونه على أصلكم.
أليس قول مقالتكم الذي تزعمون أن قوله (كن) إنما يخلقه بقول قبله؟ وهو عندكم خلق.
وذلك القول يخلقه بقول قبله، وهو خلق، حتى يصير إلى ما لا نهابة له ولا عدد، ولا أول، وفي هذا ابطال تكوين الخلق وانشاء البرية، وإحداث ما لم يكن قبل أن يحدث الله الشيء وينشئه ويخلقه.
وهذا قول لا يتوهمه ذو لب، لو تفكر فيه، ووفق لإدراك الصواب والرشاد، قال الله سبحانه وتعالى: (والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره).
فهل يتوهم مسلم يا ذوى الحجا أن الله سخر الشمس والقمر والنجوم مسخرات بخلقه؟
أليس مفهوماً عند من يعقل عن الله خطابه أن الأمر الذي سخر به المسخّر غير المسخّر بالأمر؟
وأن القول غير المقول له.
فتفهموا يا ذوى الحجا عن الله خطابه، وعن النبي المصطفى ‘ بيانه، لا تصدوا عن سواء السبيل، فتضلوا كما ضلت الجهمية عليهم لعائن الله.

الأدلة من السنة:
فاسمعوا الآن الدليل الواضح البين غير المشكل من سنة النبي ‘ بنقل العدل عن العدل موصولاً إليه.
على الفرق بين خلق الله وبين كلام الله.

1- (233): حدثنا عبدالجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان، عن محمد بن عبدالرحمن، وهو مولى طلحة عن كريب عن ابن عباس: أن النبي ‘ حين خرج إلى صلاة الصبح وجويرية جالسة في المسجد فرجع حين (تعالى) النهار فقال: " لم تزالي جالسةً بعدي؟.
قالت:نعم، (قال): قد قلت بعدك أربع كلمات، لو وزنت بهن لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ومداد كلماته، ورضا نفسه، وزنة عرشه".

2- (234): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد، وهو ابن جعفر.

3- (....): وثنا أبو موسى، قال: حدثني محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة عن محمد بن عبدالرحمن، قال: سمعت كريباً يحدث، عن ابن عباس عن جويرية، " أن رسول الله ‘ مر عليها"، فذكر الحديث وهو أتم من حديثه ابن عيينة، وقالا في الخبر:"سبحان الله عدد خلقه سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله عدد خلقه..".
وقال: في كل صفة ثلاث مرات.
خرجته في كتاب الدعاء.

قال أبوبكر: فالنبي ‘ ولى بيان ما أنزل الله (عليه) من وحيه قد أوضح لأمته، وأبان لهم أن كلام الله غير خلقه، فقال: "سبحان الله عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته".
ففرق بين خلق الله، وبين كلماته، ولو كانت كلمات الله من خلقه لما فرق بينهما.
ألا تسمعه حين ذكر العرش الذي هو مخلوق نطق ‘ بلفظة لا تقع على العدد فقال: "زنة عرشه".
والوزن غير العدد، والله (جل وعلا) قد أعلم في محكم تنزيله أن كلماته لا يعادلها ولا يحصيها محص من خلقه.
ودل ذوي الألباب من عباده المؤمنين على كثرة كلماته، وأن الإحصاء من الخلق لا يأتي عليها، (فقال (عز وجل): (قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا)، وهذه الآية من الجنس الذي نقول: مجملة غير مسفرة، معناها: (قل يا محمد: لو كان البحر مداداً لكلمات ربي فكتبت به كلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد) كلمات ربي، ولو جئنا بمثله مددا.
والآية المفسرة لهذه الآية: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله (إن الله عزيز حكيم)..).
فلما ذكر الله الاقلام في هذه الآية، دل ذوي العقول بذكر الاقلام أنه اراد: لو كان ما في الأرض، من شجرة أقلام، يكتب بها كلمات الله، وكان البحر مداداً فنفد ماء البحر لو كان مداداً لم تنفد كلمات ربنا.
وفي قوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام) أيضاً ذكر مجمل، فسره بالآية الأخرى، لم يرد في هذه الآية: أن لو كتبت بكثرة هذه الاقلام، بماء البحر كلمات الله، وإنما أراد، لو كان ماء البحر مداداً كما فسره في الآية الأخرى.
وفي قوله جل وعلا: (لو كان البحر مداداً) الآية، قد أوقع اسم البحر على البحار، في هذه الآية، أي (على البحار كلها)، واسم البحر قد يقع على البحار كلها لقوله: (هو الذي يسيركم في البر والبحر حتى إذا كنتم في الفلك..) الآية.
وكقوله: (والفلك تجري في البحر بأمره)، والعلم محيط أنه لم يرد في هاتين بحراً واحداً من البحار، لأن الله يسير من أراد من عباده في البحار.
وكذلك الفلك تجري في البحار بأمر الله، لا أنها كذا في بحر واحد وقوله: (ولو أن ما في الأرض من شجرة اقلام) يشبه أن يكون من الجنس الذي يقال: إن السكت ليس خلاف النطق، لم يدل الله بهذه الآية أن لو زيد من المداد على ماء سبعة أبحر لنفدت كلمات الله (جل وعلا) عن أن تنفد كلماته.
والدليل على صحة ما تأولت هذه الآية: أن الله جل وعلا: قد أعلم في هذه الآية الاخرى، أن لو جيء بمثل البحر مداداً لم تنفد كلمات الله.
معناه لو جيء بمثل البحر مداداً، فكتب به أيضاً كلمات لم تنفد. واسم البحر كما علمت يقع على البحار كلها، ولو كان معنى قوله في هذا الموضع (قل لو كان البحر مداداً) بحراً واحداً، لكان معناه في هذا الموضع) (أنه لو كان به بحر واحد، لو كان مداداً لكلمات الله) وجئ بمثله أي ببحر ثان لم تنفد كلمات الله.
فلم يكن في هذه الآية دلالة أن المداد لو كان أكثر من بحرين فكتب بذلك أجمع كلمات الله نفدت كلمات الله.
لأن الله قد أعلم في الآية الأخرى: أن السبعة الأبحر لو كتب بهن جميعاً كلمات الله لم تنفد كلمات الله.

تابع الأدلة من السنة:
فاسمع الآن الاخبار الثابتة الصحيحة، بنقل العدل إلى العدل، موصولاً إلى النبي ‘ الدالة على أن كلمات ربنا ليست بمخلوقة، على ما زعمت المعطلة الجهمية عليهم لعائن الله.

4- (235): حدثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث عن يزيد ابن حبيب، وأبيه: الحرق بن يعقوب.

5 - (...): حدثناه عن يعقوب بن عبدالله بن الأشج، عن بسر بن سعيد، عن سعد ابن أبي وقاص عن خولة بنت حكيم، انها سمعت رسول الله يقول: "لو نزل أحدكم منزلاً فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا يضره شيء حتى يرحل منه".
قال يعقوب بن عبدالله، عن القعقاع بن حكيم، عن ذكوان أبي صالح عن أبي هريرة _ قال: جاء رجل إلى النبي ‘ فقال: "يا رسول الله، ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة. فقال له: رسول الله ‘: "أما أنك لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك".

قال أبوبكر: قد أمليت هذا الباب بتمامه في كتاب "الطب والرقي". قال أبوبكر: افليس العلم محيطاً، يا ذوي الحجا؟ أنه غير جائز أن يأمر النبي ‘ بالتعوذ من خلق الله من شر خلقه؟ هل سمعتم عالماً يجيز، أن يقول: الداعي: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق؟
أو يجيز أن يقول " أعوذ بالصفا والمروة"؟ أو أعوذ بعرفات ومنى، من شر ما خلق الله، هذا لا يقوله ولا يجيز القول به مسلم يعرف دين الله، محال أن يستعيذ مسلم بخلق الله من شر خلقه.

6- (236): حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب قال: ثنا إبراهيم –يعني ابن المنذرالخزامي، قال: ثنا إبراهيم بن المهاجر بن مسمار، قال: ثنا عمر بن حفص ابن ذكوان، عن مولى الحرقة، وهوعبدالرحمن عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ‘: " أن الله تبارك وتعالى قرأ طه، ويس قبل أن يخلق آدم بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت: طوبى لأمة ينزل هذا عليهم، وطوبى لألسن تتكلم بهذا، وطوبى لأجواف تحمل هذا"
قال أبوبكر: ولذكر القرآن أنه غير مخلوق مسألة طويلة تأتي في موضعها من هذا الكتاب إن وفق الله ذلك لإملائها.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق