الأحد، 13 سبتمبر 2015

الرد على محرفي الاءسماء والصفات)الصوفية الاءشعرية)=): (باب: من الأدلة التي تدل على أن القرآن كلام الله الخالق، وقوله غير مخلوق، لا كما زعمت الكفرة من الجهمية المعطلة):
1- (237): حدثنا محمد بن يحيى، قال ثنا سريح بن النعمان صاحب اللؤلؤ، عن ابن أبي الزناد، عن أبي الزناد، عن عروة بن الزبير عن نيار بن مكرم السلمي، صاحب رسول الله ‘ قال: لما نزلت (ألم، غلبت الروم، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون)، إلى آخر الآيتين، خرج رسول الله ‘ (فجعل يقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم: (ألم، غلبت الروم، في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين.)،
فقال رؤساء مشركي مكة: يا ابن أبي قحافة: هذا مما اتى به صاحبك، قال لا والله، ولكنه كلام الله وقوله.
فقالوا: فهذا بيننا وبينك أن ظهرت الروم على فارس في بضع سنين، فتعال نناحبك، يريدون: نراهنك وذلك قبل أن ينزل في الرهان ما نزل.
قال: فراهنوا أبا بكر ووضعوا رهائنهم على يدي فلان.
قال: ثم بكروا، فقالوا: يا أبا بكر: البضع ما بين الثلاث إلى التسع، فاقطع بيننا وبينك شيئاً ننتهي إليه".

(42): (باب ذكر البيان أن الله (عز وجل) ينظر إليه جميع المؤمنين يوم القيام، برهم وفاجرهم وإن رغمت أنوف الجهمية المعطلة المنكرة، لصفات خالقنا جل ذكره):
 1- (238): (..): حدثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، قال: ثنا المعتمر، قال سمعت إسماعيل، عن قيس، عن جرير.

2- (..): وحدثنا محمد بن بشار (بندار) قال: وحدثني بزيد بن هارون، قال: أخبرنا إسماعيل.

3- (..): وثنا أحمد بن المقدام العجلي، قال: ثنا معتمر عن إسماعيل.

4- (..): وحدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا عبدالله بن ادريس، قال سمعت ابن أبي خالد.

5- (..): وحدثنا يعقوب بن إبراهيم والحسن بن إبراهيم والحسن بن محمد الزعفراني، قالا: ثنا وكيع، قال: ثنا إسماعيل.

6- (..): وحدثنا الزعفراني أيضاً قال: ثنا يزيد بن هارون، قال أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد.

7- (..): وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا يحيى بن سعيد، ويزيد بن هارون: كلاهما عن ابن أبي خالد.

8- (..): وحدثنا أبو هاشم، زياد بن أيوب، قال: ثنا مروان بن معاوية، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد.

9- (..): وحدثنا عبدالله بن سعيد الأشج، قال: ثنا محمد بن فضيل قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد.

10- (..): وحدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، ووكيع، وأبو أسامة ويعلي ومهران ابن أبي عمرو.

11- (..): وحدثنا عبدالله بن محمد الزهري، قال: ثنا بن أبي عدي، عن شعبة، قال: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن لبي حازم، عن جرير بن عبدالله، قال: كنا جلوساً عند النبي ‘: إذ نظر إلى القمر ليلة البدر، فقال: إنكم سترون ربكم (عز وجل) كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: (فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها). هذا لفظ حديث يحيى بن حكيم.
وقال: بندار في حديث يزيد بن هارون (لا تضامون)، وفي حديث وكيع " أما انكم ستعرضون على ربكم فترونه كما ترون هذا القمر".
وقال الزعفراني في حديث يزيد بن هارون (لا تضامون)، وقال: ثم تلا رسول الله ‘ (فسبح بحمد ربك).
وقال يحيى بن حكيم: " انكم راؤون ربكم كما ترون هذا"، وقال أيضاً: وتلا رسول الله ‘ (فسبح بحمد ربك).
وفي حديث شعبة: " لا تضامون في رؤيته وحافظوا على صلاتين".
وقرأ: (فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها".
وقال مروان ابن معاوية: ثنا إسماعيل بن أبي خالد، قال: ثنا قيس بن أبي حازم، قال: سمعت جرير بن عبدالله، وقال: "لا تضامون"، بالرفع.
وقال: ثم ققرأ جرير (فسبح بحمد ربك)
وقال يوسف في حديثه: (ليلة البدر ليلة أربع عشرة). وقال: واللفظ لجرير.

12- (239): حدثنا عبده بن عبدالله الخزاعي، قال: أخبرنا حسين الجعفي عن زائدة، قال: ثنا بيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم، قال: ثنا جرير بن عبدالله قال: خرج علينا رسول الله ‘: ليلة البدر، فنظر إلى القمر فقال " انكم ترون ربكم (عز وجل) يوم القيامة كما ترون هذا لا تضامون في رؤيته".

13 (240): حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا عاصم بن يوسف اليربوعي، قال ثنا ابن شهاب، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن جرير، قال: قال رسول الله ‘: "انكم سترون ربكم عياناً".

14 (241): حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا عبدالله بن ادريس، قال: ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قلنا يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة، قال: "هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة من غير سحاب؟ قال: قلنا لا، قال: فهل تضارون في رؤية القمر في ليلة البدر، ليس في سحاب؟ قال: قلنا: لا، قال: فإنكم لا تضارون في رؤيته كما لا تضارون في رؤيتهما".

15 (242): حدثنا محمد بن يحيى، قال: وحدثني بن نمير، قال: حدثني يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة، _.

16 (..): وحدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا وهب بن خالد، قال: ثنا مصعب بن محمد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة _، (الحديث).
قال لنا محمد بن يحيى: " الحديث عندنا محفوظ، عن أبي هريرة، وعن أبي سعيد".
قال أبوبكر: "يعني أخطأ محمد بن يحيى".
والصواب: قد روى الخبر أيضاً عن سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة _.

17 (..): حدثنا عبدالجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان، قال سمعته وروح ابن القاسم منه –يعني ابن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة _ قال: سأل الناس رسول الله ‘ فقالوا: يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: "هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر، ليس فيها سحاب؟
قالوا: لا يارسول الله، قال فهل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة، ليس فيها سحاب؟
قال: فوا الذي نفسي بيده، لا تضارون في رؤية ربكم كما لا تضارون في رؤيتهما".
ثم ذكر الحديث بطوله، وقد أمليت هذا الخبر من قبل، عن عبدالله بن محمد الزهري، ومحمد بن منصور الجواز، ومحمد بن ميمون.
وقد روى أيضاً خبر سهيل هذا: مالك بن سعير بن الجمس قال: ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وعن أبي سعيد، قالا: قال رسول الله ‘: "ويؤتي بالعبد يوم القيامة فيقال له: ألم أجعل لك سمعاً وبصراً ومالاً، وولداً..؟ إلى قوله: اليوم أنساك كما نسيتني".

18 (243): حدثنا عبدالله بن محمد الزهري، غير مرة، قال: ثنا مالك بن سعير بن الجمس، وفي حديث سهيل هذا المعنى أيضاً، لأن في خبره: "..فيلقى العبد فيقال: أي قل: ألم أكرمك.. إلى قوله: اليوم أنساك كما نسيتني".
فرواية مالك بن سعير دالة على صحة ما قاله، علمنا أن الخبر محفوظ عن أبي هريرة _ وأبي سعيد.

(19) (...):
وحدثنا بخبر سهيل طليق بن محمد الواسطي، بالبصره مختصراً.
قال: ثنا أبو معاوية، قال: أخبرنا سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة _ قال: قلنا يا رسول الله: هل نرى ربنا؟ قال: "بلى، أليس ترون القمر ليلة البدر؟ قال: فوا الله لترونه كما ترون القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته".
قال أبوبكر: "ليس في خبر معاوية زيادة على هذا".

20 (244): حدثنا بحر بن نصر الخولاني، قال: ثنا أسد يعني ابن موسى قال: ثنا محمد ابن خازم، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة _، قال: قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا؟ قال: "الستم ترون القمر ليلة البدر لا تضارون في رؤيته؟
قالوا: بلى.
قال: والله لتبصرنه كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضارون في رؤيته". يعني تزدحمون.

21 (245): حدثنا بحر بن نصر، قال:ثنا أسد ثنا شريك، بن عبدالله، عن هلال الوزان، عن عبدالله بن عكيم، قال: سمعت ابن مسعود بدأنا باليمين قبل الحديث، فقال: ".. والله أن منكم من أحد إلا سيخلو الله به، كما يخلوا أحدكم بالقمر ليلة البدر، أو قال: ليلته، يقول: يا ابن آدم ما غرك؟ ابن آدم ما عملت فيما عملت؟ ابن آدم: ماذا أجبت المرسلين".

(44): (باب ذكر البيان):
إن جميع أمة النبي ‘ برهم وفاجرهم، مؤمنهم ومنافقهم، وبعض أهل الكتاب يرون الله (عز وجل) يوم القيامة.
يراه بعض رؤية امتحان، لا رؤية سرور وفرح، وتلذذ بالمنظر في وجه ربهم (عز وجل) ذي الجلال والإكرام.
وهذه الرؤية: قبل أن يوضع الجسر بين ظهري جهنم.
ويخص الله (عز وجل) أهل ولايته من المؤمنين بالنظر إلى وجهه، نظر فرح وسرور وتلذذ.

1-    (246): حدثنا أبو موسى، محمد بن المثنى، قال: ثنا ربعي بن عليه، عن عبدالرحمن ابن إسحق، عن زيد ابن اسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: سألنا رسول الله ‘ فقلنا يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟
(فقال: هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب؟ قال: قلنا لا)، فقال: هل تضارون في القمر في ليلة البدر ليس دونه سحاب؟ قال: قلنا: لا، فقال: فإنكم ترون ربكم (عز وجل) كذلك يوم القيامة.
قال: يقال: من كان يعبد شيئاً فليتبعه فيتبع الذين، كانوا يعبدون الشمس الشمس فيتساقطون في النار.
ويتبع الذين كانوا يعبدون القمر القمر فيتساقطون في النار، ويتبع الذين كانوا يعبدون الأوثان، الأوثان، والأصنام الأصنام، وكل من كان يعبد من دون الله. فيتساقطون في النار.
ويبقى المؤمنون ومنافقوهم بين أظهرهم، وبقايا من أهل الكتاب يقللهم بيده.
فيقال لهم: ألا تتبعون ما كنتم تعبدون؟
فيقولون: كنا نعبدالله، ولم نر الله.
قال: فيكشف عن ساق، فلا يبقى أحد كان يسجد لله إلا خر ساجداً، ولا يبقى أحد كان يسجد رياء وسمعة إلا وقع على قفاه.
ثم يوضع الصراط بين ظهري جهنم"، ثم ذكر الحديث بطوله.

2-    (247): حدثنا محمد بن يحيى قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا هشام بن سعد، قال: ثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟
قال: هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحواً ليس في سحاب؟ قلنا لا يا رسول الله.
قال: ما تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما، إذا كان يوم القيامة نادى مناد: ألا تلحق قال ابن يحيى: لعله قال: (كل أمة ما كانت تعبد)، فذكر الحديث بطوله وقال في الخبر: "فيكشف عن ساق فيخرون سجداً أجمعون، فلا يبقى أحد كان يسجد في الدنيا سمعة ولا رياء ولا نفاقاً إلى على ظهره طبق، كلما أراد أن يسجد خر على قفاه.
قال: ثم يرفع برنا ومسيئنا، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة. فيقول: أنا ربكم.
فيقولون: نعم. أنت ربنا، أنت ربنا، أنت ربنا، ثلاث مرات، ثم يضرب الجسر على جهنم.

3-    (248): حدثناه أحمد بن عبدالرحمن بن وهب، قال: ثنا عمي، قال: ثنا الليث، عن هشام وهو ابن سعيد عن زيد بن اسلم عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قلنا يا رسول الله: (هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال رسول الله ‘: " هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة صحواً وليس فيها سحاب؟").
وذكر أحمد الحديث بطوله.

4-    (249): حدثنا محمد بن اليحيى، قال: ثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي، أنا أبا هريرة _ أخبرهما:)ان الناس قالوا: للنبي يا رسول الله: هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال النبي ‘: " هل تمارون في رؤية القمر، ليلة البدر ليس دونه سحاب، قالوا: فإنكم ترونه كذلك. (قال: هل تمارون في الشمس ليس ودنها سحاب؟ قالوا: لا يا رسول الله) قال: فإنكم ترونه كذلك.
يحشر الناس يوم القيامة، فيقال: من كان يعبد شيئاً فليتبعه. فمنهم من يتبع الشمس. ومنهم من يتبع القمر. ومنهم من يتبع الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير صورته، فيقول: أنا ربكم.
فيقولون: نعوذ بالله منك.
هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا جاء ربنا عرفناه.
فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون، فيقولون: أنت ربنا، فيدعوهم: ويضرب الصراط بين ظهري جهنم، فأكون أول من يجيز الرسل بأمته ولا يتكلم يومئذ احدا إلا الرسل". فذكر الحديث.

5-    (250): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا سليمان بن داود الهاشمي: قال: ثنا إبراهيم بن سعد: عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي: أن أبا هريرة _ أخبره، قال: قال الناس يا رسول الله.
وقال الهاشمي: "ان الناس قالوا يا رسول الله...".
وساقا جميعاً الحديث بهذا الخبر، غير أنهما اختلفا في اللفظة والشيء والمعنى واحد.

6 (251): وحدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي، قال: حدثني العلاء بن عبدالرحمن، عن أبيه عن أبي هريرة _ قال: قال رسول الله ‘:" يجمع الله الناس يوم القيامة، في صعيد واحد، ثم يطلع عليهم رب العالمين فيقول ألا يتبع كل اناس ما كانوا يعبدون. فيمثل لصاحب الصليب صليبه. ولصاحب التصوير تصويره.
ولصاحب النار ناره، فيتبعون ما كانوا يعبدون. ويبقى المسلمون فيطلع عليهم رب العالمين، فيقول إلا تتبعون الناس، فيقولون، نعوذ بالله منك. الله ربنا (وهذا مكاننا حتى نرى ربنا).
وهو يأمرهم ويثبتهم، ثم يتوراى ثم يطلع فيقول: إلا تتبعون الناس فيقولون: نعوذ بالله منك، الله ربنا (هذا مكاننا حتى نرى ربنا، وهو يأمرهم ويثبتهم، قالوا وهل نراه يا رسول الله؟). قال وهل تتمارون في رؤية القمر ليلة البدر؟
قالوا: لا يا رسول الله.
قال: فإنكم لا تمارون في رؤيته في تلك الساعة، ثم يتوارى، ثم يطلع عليهم فيعرفهم بنفسه، ثم يقول: أنا ربكم فاتبعون فيقوم المسلمون ويضع الصراط فهم عليه مثل جياد الخيل، والركاب، وقولهم عليه سلم سلم؟". وذكر باقي الحديث.

7 (252): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى وقرأه علي من كتابي قال: ثنا سفيان، قال: ثنا مسلمة وهو ابن كهيل عن أبي الزعراء، قال: ذكروا الدجال عند عبدالله قال: "تفترقون أيها الناس عند خروجه ثلاث فرق" فذكر الحديث بطوله، وقال: ثم يتمثل الله للخلق فيلقى اليهود، فيقول من تعبدون؟ فيقولون: نعبدالله لا نشرك به شيئاً، فيقول هل تعرفون ربكم؟ فيقول: سبحانه، إذا اعترف لنا عرفناه.
فعند ذلك: يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن ولا مؤمنة إلا خر لله سجداً" وذكر باقي الخبر خرجت هذا الحديث بتمامه في كتاب "الفتن" في ذكر الدجال.
قال أبوبكر: (في) هذه الاخبار دلالة على أن قوله جل و علا: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) إنما اراد الكفار الذين كانوا يكذبون بيوم الدين، بضمائرهم، فينكرون، ذلك بألسنتهم، دون المنافقين الذين كانوا يكذبون بضمائرهم ويقرون بألسنتهم بيوم الدين رياء وسمعة ألا تسمع إلى قوله عز وحل (ألا يظن اؤلئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم) إلى قوله تعالى: (كلا أنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) أي المكذبون بيوم الدين.
الا ترى أن النبي ‘ قد أعلم أن منافقي هذه الامة يرون الله حين يأتيهم في صورته التي يعرفون.
هذا في خبر أبي هريرة، وفي خبر أبي سعيد " فيكشف عن ساق فيخرون سجداً اجمعون".
وفيه ما دل على أن المنافقين يرونه للاختبار والامتحان، فيريدون السجود فلا يقدرون عليه.
وفي خبر أبي سعيد "فلا يبقي من كان يعبد صنماً ولا وثناً ولا صورة إلا ذهبوا حتى يتساقطون في النار".
فالله سبحانه وتعالى يحتجب على هؤلاء الذين يتساقطون في النار، ويبقى من كان يعبدالله وحده من بر وفاجر ومنافق وبقايا أهل الكتاب.
ثم ذكر في الخبر أيضاً:"ان من كان يعبد غير الله من اليهود والنصارى يتساقطون في النار، ثم يتبدى الله (عز وجل) لنا في صورة غير الصورة التي رأيناه فيها" وفي هذا الخبر ما بان وثبت وصح أن جميع الكفار قد تساقطوا في النار وجميع أهل الكتاب الذين كانوا يعبدون غير الله.
وأن الله (جل وعلا) إنما يتراءى لهذه الأمة برها وفاجرها ومنافقها بعد ما تساقط اولئك في النار. فالله عزوجل: كان محتجبا عن جميعهم لم يره منهم أحد كما قال تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ثم إنهم لصالوا الجحيم ثم يقال هذا الذي كنتم به تكذبون).
فأعلمنا الله (عز وجل) أن من حجب عنه يومئذ، هم المكذبون، بذلك في الدنيا، ألا تسمع قوله تعالى: (هذا الذي كنتم به تكذبون).
وأما المنافقون: فإنما كانوا يكذبون بذلك بقلوبهم ويقرون بألسنتهم رياء وسمعة.
فقد يتراءى لهم رؤية امتحان واختبار، وليكن حجبه إياهم بعد ذلك عن رؤيته حسرة عليهم وندامة إذ لم يصدقوا به بقلوبهم وضمائرهم وبوعده ووعيده وما أمر به ونهى عنه وبيوم الحسرة والندامة.
وفي حديث سهيل، عن أبيه عن أبي هريرة أنه قال: " فيلقى العبد فيقول أي قل: الم أكرمك؟..) إلى قوله:"فاليوم انساك كما نسيتني".
فاللقاء الذي في هذا الخبر غير التراءي.
لأن الله (عز وجل) يتراءى لمن يقول له هذا القول، وهذا الكلام الذي يكلم به الرب (جل ذكره) عبده الكافر يوم القيامة كلام من وراء حجاب، من غير نظر الكافر إلى خالقه، في الوقت الذي يكلم به ربه (عز وجل) وإن كلام الله إياه كلام توبيخ وحسرة، وندامة للعبد، لا كلام بشر وسرور وفرح ونضرة وبهجة.
الا تسمعه يقول في الخبر بعد ما يتبع اولياء الشياطين وإليهود والنصارى اولياءهم، إلى جهنم قال: "ثم نبقى أيها المؤمنون فيأتينا ربنا، فيقول: على ما هؤلاء قيام؟
فيقولون: نحن عباد الله المؤمنون، وعبدناه وهو ربنا وهو آتنا ويثبتنا، وهذا مقامنا، فيقول "أنا ربكم ويضع الجسر". أفلا تسمع أن قوله: فيأتينا ربنا، إنما ذكره بعد تساقط الكفار واليهود والنصارى في جهنم.
فهذا الخبر دال: أن قوله: "فيلقى العبد" وهو لقاء غير الرؤية.
قال الله عزوجل: (إن الذين لا يرجون لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا) الآية، وقال: (فنذر الذين لا يرجون لقائنا في طغيانهم يعمهون) وقال: (فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحاً) الآية، (وقال الذين لا يرجون لقائنا أئت بقرآن غير هذا أو بدله).
والعلم محيط: أن النبي ‘ لم يرد بقوله: (من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة، ومن لقي الله يشرك دخل النار) لم يرد من يرى الله وهو يشرك به شيئاً). واللقاء غير الرؤية والنظر.
ولا شك ولا ارتياب أن قوله: (والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة) ليس معناه ورؤية الآخرة.
قال أبوبكر: قد بينت في كتاب "الإيمان" في ذكر شعب الإيمان وأبوابه معنى اللقاء، فأغنى ذلك عن تكراره في هذا الموضع.

(45): (باب ذكر البيان:
1-    أن جميع المؤمنين يرون الله يوم القيامة مخلياً به عز وجل.
2-    وذكر تشبيه النبي ‘ برؤية القمر، خالقهم، ذلك اليوم بما يدرك عليه، في الدنيا عياناً ونظراً ورؤية).

1 (253): حدثنا عبد المجيد بن محمد الزهري، قال: ثنا بن أبي عدي، عن شعبة، عن يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس، عن أبي رزين قال: قلت: يا رسول الله: أكلنا نرى الله مخليا به؟
قال: نعم. قال: وما آية ذلك في خلق الله؟
قال: أليس كلكم يرى القمر ليلة البدر، وإنما هو خلق من خلق الله، فالله أجل وأعظم".

2 (254): حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال: ثنا يزيد يعين ابن هارون قال: أخبرنا حماد، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن عمه، قال: قلت يا رسول الله: أكلنا يرى الله يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟
(قال: أليس كلكم ينظر إلى القمر مخليا به؟ قلت: بلى، قال فالله أعظم، وذلك آية في خلقه)..".

3 (255): حدثنا بحر بن نصر، الخولاني، قال: ثنا أسد يعني ابن موسى قال: ثنا حماد بن سلمة، بمثله سواء.. إلى قوله تعالى:" فالله اعظم وزاد" قال: قلت يا رسول الله كيف يحيي الله الموتى؟ وما أية ذلك في خلقه؟
فقال: يا أبا رزين: أما مررت بوادي اهلك محلا؟
ثم مررت به يهتز خصراً، (ثم أتيت عليه محلاً)، ثم مررت به يهتز خضراً؟ قلت: بلى، قال: كذلك يحيي الله الموتى، وكذلك آية الله في خلقه".

4 (256):
حدثنا بحر بن نصر، قال: ثنا أسد، قال: ثنا يحيى بن سليم عن سليمان التميمي عن اسلم العجلي عن أبي مراية عن أبي موسى الاشعري، قال:" شخص الناس بأبصارهم، قال: رفعوا ابصارهم ينظرون. قال النبي ‘ ما تنظرون؟
قالوا الهلال، قال: فو الله لترون الله يوم القيامة كما ترون هذا الهلال.. قال أبوبكر: ذكر النبي ‘ في هذا الخبر بهذا الإسناد علمي وهم، هذا من قبل أبي موسى الاشعري، في هذا الإسناد لا من قول النبي ‘.

5 (257): حدثنا محمد بن عبد الأعلى: ثنا بشر يعني ابن المفضل التميمي، عن اسلم عن أبي مراية، قال: كان أبو موسى يعلمنا سنتنا وأمر ديننا فذكر الحديث، وقال:" فكيف إذا أبصرتم الله جهرة" قال أبوبكر وذكر هذا القول من قبل أبي موسى لا عن النبي ‘.

(46): (باب ذكر البيان):
إن رؤية الله التي يختص بها أولياؤه يوم القيامة، (هي) التي ذكر في قوله: (وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة).
ويفضل بهذه الفضيلة أولياءه من المؤمنين، ويحجب جميع أعدائه عن النظر إليه من مشرك ومتهود ومتنصر ومتمجس ومنافق، كما أعلم في قوله: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون).
وهذا نظر أولياء الله إلى خالقهم جل ثناؤه بعد دخول أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، فيزيد الله المؤمنين كرامة واحساناً إلى احسانه تفضلاً منه، وجوداً بإذنه إياهم والنظر إليه ويحجب عن ذلك جميع أعدائه.

1 (258): حدثنا محمد بن بشار (بندار)، قال: ثنا عبدالرحمن يعني ابن مهدى، بن حسان، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي ‘ في قوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، قال:
إذا دخل أهل الجنة الجنة، نادى مناد، يا أهل الجنة: إن لكم عند ربكم موعداً قالوا: ألم تبيض وجوهنا وتنجنا من النار وتدخلنا الجنة؟
قال: فيكشف الحجاب.
قال:: فوا الله ما أعطاهم شيئاً هو أحب إليهم من النظر".

 2 (259): حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: حدثنا حماد بن سلمة.

3 (...): وحدثنا بحر بن نصر الخولاني، وذكريا بن يحيى بن اياس، قالا: ثنا أسد وهو ابن موسى، قال ثنا حماد بن سلمة به.
عن ثابت اللبنإني، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، عن صهيب، عن النبي ‘ قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة، نودوا: يا أهل الجنة: أن لكم موعداً لم تروه، فقالوا: ما هو، أم تبيض وجوهنا، وتزحزحنا عن النار، وتدخلنا الجنة؟. فيكشف الحجاب: فينظرون الله تعالى.
فوا الله ما أعطاهم الله شيئاً أحب إليهم منه، ثم قرأ (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)".
هذا حديث يزيد بن هارون وليس في خبر أسد بن موسى قراءة الآية. وقال بحر في حديثه": إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، نادى مناد: يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه. فيقولون ما هو؟
ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا وأدخلنا الجنة وأخرجنا من النار؟، قال: فيكشف الحجاب، فينظرون إليه، فوا الذي نفسي بيده ما اعطاهم الله شيئاً أحب إليهم من النظر إليه".
وفي خبر روح بن عبادة:"إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار نادى مناد: يا أهل الجنة: إن لكم عند الله موعداً، فيقولون: ما هو؟
ألم يثقل موازيننا، ويبيض وجوهنا، وأدخلنا الجنة ونجانا من النار؟
قال: فيكشف الحجاب فينظرون إليه، قال: فوا الله ما أعطاهم الله شيئاً قط هو أحب إليهم من النظر إليه".

3 (260): حدثنا أحمد بن عبدة الضبي، قال: ثنا حماد يعني ابن زيد قال: ثنا ثابت، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، أنه تلا هذه الآية (الذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة أعطوا فيها ما شاؤوا وما سألوا.
قال: ثم يقال لهم: إنه بقي من حقكم شيء لم تعطوه.
قال: يتجلى لهم فيصغر عندهم ما أعطوه عند ذلك، ثم تلا: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، قال: الحسنى نظرهم إلى ربهم (ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة) بعد نظرهم إلى ربهم.

4 (261): حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح، قال: ثنا حماد بن يزيد، عن ثابت البناني، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى. قال: "إذا دخل أهل الجنة الجنة: اعطوا فيها ما سألوا، يقال لهم: أنه قد بقي من حقكم شيء لم تعطوه، قال: فيتجلى لهم تبارك وتعالى.
قال: وتلا هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، الحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى ربهم، ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة بعد نظرهم إلى ربهم".

5 (262): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ثابت عن عبدالرحمن بن أبي ليلى، قال: "الزيادة النظر إلى وجه الله".

6 (263): حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح، قال: ثنا سليمان بن المغيره عن ثابت، عن عبدالرحمن، بن أبي ليلى أنه سئل عن قول الله تبارك وتعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، قال: إن أهل الجنة إذا دخلوا الجنة وأعطوا فيها من النعيم والكرامة، نودوا يا أهل الجنة: أن الله قد وعدكم الزيادة، قال: فيكشف الحجاب، ويتجلى لهم تبارك وتعالى، فما ظنك بهم حين ثقلت موازينهم وحين طارت صحفهم في ايمأنهم، وحين جازوا جسر جهنم فقطعوه، وحين دخلوا الجنة فأعطوا فيها من النعيم والكرامة.
قال: فكأن هذا لم يكن شيئاً فيما أعطوه".

7 (264): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع، عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عامر بن سعد، عن أبي بكر.

8 (...): وإسرائيل عن أبي إسحاق، عن مسلم بن يزيد، عن حذيفة، (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، قال: النظر إلى وجه الله عز وجل.

9 (265): وثنا بحر بن نصر، قال: ثنا أسد، قال: ثنا قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن مسلم بن يزيد، عن حذيفة (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، قال: الزيادة النظر إلى وجه ربكم.

10(...): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع بن الجراح، عن سفيان عن أبي إسحاق، عن عامر بن سعد (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)، قال: النظر إلى وجه الله.
لم يقل سفيان في هذا السند عن أبي بكر، وقاله: إسرائيل.

11 (...): ورواه أبو الربيع، أشعث السمان، وليس ممن يحتج أهل الحديث بحديثه لسوء حفظه.
رواه عن ابن إسحاق، عن عامر بن سعد، عن سعيد، بن نمران، عن أبي بكر الصديق _.

12 (...): حدثنا بحر بن نصر، قال: ثنا أسد، قال: ثنا أبو الربيع.
قال أبوبكر: إسرائيل أولى بهذا الإسناد من أبي الربيع.
سمعت أبا موسى يقول: كان عبدالرحمن بن مهدي يصحح أحاديث إسرائيل عن أبي إسحاق.
وقال: (إنما فاتني ما فاتني من الحديث).
من حديث سفيان عن أبي إسحاق اتكالاً مني على إسرائيل.

13 (266): حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح، قال: ثنا عوف، عن الحسن، قال: "بلغني أن رسول الله ‘ سئل: قيل: يا رسول الله، هل يرى الخلق ربنا يوم القيامة؟
فقال رسول الله ‘: يراه من شاء أن يراه، فقالوا: يا رسول الله، فكيف يراه الخلق مع كثرتهم والله واحد؟ فقال رسول الله ‘: "أرأيتم الشمس والقمر في يوم صحو لا غيم دونهما، هل تضارون في رؤيتهما؟ قالوا: لا، قال: إنكم لا تضارون في رؤيته كما لا تضارون في رؤيتهما".
قال أبوبكر: إنما أمليت هذا الخبر مرسلاً لأن بعض الجهمية ادعى بأن الحسن كان يقول: أن الزيادة: الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، تمويهاً على بعض الرعاع والسفل.
(و) أن الحسن كان ينكر رؤية الرب عز وجل.
ففي رواية عوف عن الحسن بيان أنه كان مؤمناً مصدقاً بقلبه مقرأ بلسانه، أن المؤمنين يرون خالقهم في الآخرة، لا يضارون (في رؤيته كما لا تضارون) في رؤية الشمس والقمر في الدنيا، إذا لم يكن دونهما غيم.
وإن علمنا بأن هذا كان قول الحسن، فإن بحر بن نصر بن سابق الخولاني قال: ثنا أسد يعني ابن موسى، قال: ثنا المبارك بن فضالة عن الحسن في قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة) قال: الناظرة: الحسنة، حسنها الله بالنظر إلى ربها.
"وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى ربها".

10 (267): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا وكيع، عن أبي بكر الهذلي، عن أبي تميمة وهو الهجيمي، عن أبي موسى، وهو الأشعري، (للذين أحسنوا الحسنى..).
قال: الجنة، والزيادة هي: "النظر إلى الله عز وجل".

11 (268): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة في قوله: (للذين أحسنوا الحسنى..) الجنة، والزيادة، فيما بلغنا النظر إلى وجه الله عز وجل.

12 (269): حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح، قال: ثنا سعيد عن قتادة في قوله: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة):
قال: ذكر لنا أن المؤمنين إذا دخلوا الجنة ناداهم مناد، أن الله تبارك وتعلى وعدكم الحسنى وهي الجنة، وأما الزيادة: فالنظر إلى وجه الرحمن.
قال الله تبارك وتعالى: (وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة).
قال أبوبكر: فاسمعوا الآن خبراً ثابتاً صحيحاً من جهة النقل يدل على أن المؤمنين يرون خالقهم جل ثناؤه، بعد الموت، وأنهم لا يرونه قبل الممات، ولو كان معنى قوله (لا تدركه الأبصار): على ما تتوهمه الجهمية المعطلة الذين يجهلون لغة العرب، فلا يفرقون بين النظر وبني الادراك، لكان معنى قوله: (لا تدركه الأبصار) أي: أبصار أهل الدنيا قبل الممات.

13 (270): حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن وهب، قال: ثنا عمي، قال: أخبرني يونس، ابن يزيد، عن عطاء الخرسإني، عن يحيى بن أبي عمرو، الشيباني، يحدث عن عمرو الحضرمي، من أهل حمص عن أبي أمامة الباهلي قال: خطبنا رسول الله ‘ يوماً، كان أكثر خطبته ذكر الدجال.
فأخذ يحدثنا عنه، حتى فرغ من خطبته". فذكر الحديث بطوله خرجته في كتاب الفتن.
وقال في الخبر: (فيقول: يعني الدجال أنا نبي ولا نبي بعدي. قال: ثم يثني، فيقول: أنا ربكم وهو أعور، وربكم ليس بأعور، ولن تروا ربكم حتى تموتوا. وذكر الحديث بطوله. قال أبوبكر: في قوله: "لن تروا ربكم حتى تموتوا"، دلالة واضحة. وذكر الحديث بطوله.

14 (271): حدثنا محمد بن منصور الجواز، أبو عبدالله، قال: ثنا يعقوب بن محمد ابن عيسى الزهري، قال: ثنا عبدالرحمن بن المغيره بن عبدالرحمن، قال: ثنا عبدالرحمن بن المغيره بن عبدالرحمن بن عياش، الآنصاري، ثم السمعي، عن دلهم بن الأسود، بن عبدالله عن أبيه، عن عمه لقيط بن عامر، أنه خرج وافداً إلى رسول الله ‘ ومعه (نهيك بن عاصم بن مالك بن المنتفق) قال: فقدمنا المدينة لانسلاخ رجب، فصلينا معه صلاة الغداة، فقام رسول الله ‘ في الناس خطيبا فقال: "أيها الناس إني قد خبأت لكم صوتي منذ أربعة أيام إلا لأسمعكم، فهل من امرئ بعثه قومه فقالوا: اعلم، اعلم لنا، ما يقول رسول الله ‘. لعله أن يلهيه حديث نفسه، أو حديث صاحبه، أو تلهيه الضلالة، ألا إني مسئول هل بلغت. إلا اسمعوا تعيسوا، إلا اجلسوا إلا اجلسوا فجلس الناس، وقمت أنا وصاحبي حتى إذا فرغ لنا فؤاده وبصره قلت: (إني سائلك عن حاجتي، فلا تعجلن علي، قال: سل عن ما شئت)، قلت: يا رسول الله، هل عندك من الغيب؟
فضحك لعمر الله وهز رأسه، وعلم إني ابتغي تسقطه.
فقال: ضن ربك بمفاتيح خمس من الغيب لا يعلمهن إلا الله، وأشار بيده. فقلت: ما هن يا رسول الله؟
قال: علم المنية، قد عبم متى منية أحدكم ولا تعلمونه، وعلم يوم الغيث. يشرف عليكم أزلين مشفقين فيظل يضحك، قد علم أن غوثكم قريب.
قال لقيط: فقلت: يا رسول الله لن نعدم من رب يضحك خيراً يا رسول الله.
قال: وعلم ما في غد، قد علم ما أنت طاعم، غداً، ولا تعلمه.
وعلم يوم الساعة.
قال: وأحسبه ذكر ما في الأرحام.
قال: قلت: يا رسول الله علمنا مما تعلم الناس وما تعلم، فأنا من قبيل لا يصدقون، تصديقنا أحد من مذحج، التي تدنو الينا، وخثعم التي توالينا، وعشيرتنا التي نحن منها.
قال: تلبثون ما لبثتم (ثم يتوفى نبيكم ‘)، (ثم)، تلبثون ما لبثتم، ثم تبعث الصيحة، فلعمر إلهك ما يدع على ظهرها شيئاً إلا مات الملائكة الذين مع ربك.
فخلت الأرض، فأرسلت السماء بهضيب من تحت العرش، فلعمر إلهك ما يدع على ظهرها من مصرع قتيل، ولا مدفن ميت إلا شقت القبر عنه حتى يخلقه من قبل رأسه فيستوى جالساً يقول ربك مهيم، (لما كان منه).
يقول: يا رب أمس اليوم، لعهده بالحياة يحسبه حديثاً بأهله. قلت: يا رسول الله: كيف يجمعنا بعد ما تمزقنا الرياح والبلي والسباع؟
قال: أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله.
الأرض أشرفت عليها مدرة باليه، فقلت: لا تحيا أبداً.
فأرسل ربك عليها السماء..
فلم تلبث عنها إلا أياما حتى أشرفت عليها فإذا هي شربة واحدة.
ولعمر إلهك: لهو أقدر على أن يجمعكم من الماء على أن يجمع نبات الأرض. فتخرجون من الأصواء ومن مصارعكم، فتنظرون إليه وينظر إليكم.
قال: قلت: يا رسول الله: كيف وهو شخص واحد ونحن ملء الأرض ننظر إليه وينظر الينا؟ قال: أنبئك بمثل ذلك في آلاء الله، الشمس والقمر: آية منه، صغيرة ترونهما، في ساعة واحدة، وتريانكم، لا تضامون في رؤيتهما، ولعمر إلهك: لهو على أن يراكم وترونه أقدر منهما على أن يريانكم وترونهما.
قلت: يا رسول الله: فما يفعل بنا ربنا إذا لقيناه؟
قال: تعرضون عليه، باديةً له صفحاتكم، لا تخفى عليه منكم خافية.
فيأخذ ربك (عز وجل) بيده غرفة من الماء، فينضح بها قبلكم، فلعمر إلهك، ما تخطئ وجه واحد منكم منها قطرة.
وأما المؤمن فتدع وجهه مثل الريطة البيضاء.
وأما الكافر: فتضمحه بمثل الحمم الأسود.
ألا ثم ينصرف نبيكم ‘، ويفرق على أثره الصالحون، أو قال: ينصرف على اثره الصالحون، قال: فيسلكون جسراً من النار، يطأ أحدكم الجمرة فيقول: حس.
فيقول ربك: أو أنه قال: فتطلعون على حوض الرسول ‘ أظمأ ناهله، والله ما رأيتها قط.
فلعمر إلهك: ما يبسط (يده) أو قال: يسقط واحد منكم إلا وقع عليها، قدح يطهره من الطوف والبول والأذى، وتخلص الشمس والقمر أو قال: تحبس الشمس والقمر، فلا ترون منهما واحداً.
فقلت: يا رسول الله: فبم نبصر يومئذ؟ قال: بمثل بصرك ساعتك هذه.
وذلك في يوم أشرقت الأرض وواجهت الجبال، قال: قلت يا رسول الله: فبم نجازى من سيئاتنا وحسناتنا؟
قال ‘: الحسنة بعشر أمثالها، والسيئة بمثلها أو يعفو.
قلت: يا رسول الله: فما الجنة وما النار؟
قال: لعمر إلهك: إن للجنة لثمانية أبواب، ما منهن بابان إلا وبينهما مسيرة الراكب سبعين عاماً.
وإن للنار سبعة أبواب، ما منهن بابان إلا بينهما مسيرة الراكب سبعين عاماً.
قلت: يا رسول الله: ما يطلع من الجنة؟
قال: أنهار من عسل مصفى، وأنهار من لبن لم يتغير طعمه، وأنهار من كأس ما لها صداع، ولا ندامة، وماء غير آسن، وفاكهة.
ولعمر إلهك، ما تعلمون وخير من مثله معه وأزواج مطهرة.
قلت: يا رسول الله: أو لنا أزواج منهم أو منهن مصلحات.
قال: الصالحات للصالحين، تلذونهم مثل لذاتكم في الدنيا، ويلذذنكم غير أن لا توالد.
قلت: يا رسول الله! هذا أقصى ما نحن بالغون ومنتهون إليه؟
(قال: فلم يجبه النبي ‘).
قلت: يا رسول الله، علام أبايعك؟ قال: فبسط النبي ‘ يده. فقال: على إقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وزيال المشركين.
إن الله لا يغفر أن يشرك به الها غيره.
فقلت: وإن لنا ما بين المشرق والمغرب، فقبض (رسول الله ‘ يده) وبسط أصابعه وظن إني مشترط شيئاً لا يعطينه.
فقلت: نحل منها حيث شئنا ولا يجن على امرئ إلا نفسه.
قال: ذلك لك: حل منها حيث شئت، ولا يجن عليك إلا نفسك.
فبايعناه: ثم انصرفنا.
فقال: ها إن ذين، ها إن ذين، ها إن ذين، ثلاثاً لمن يقرءني حديثاً لأنهم من أتقى الناس لله في الأول، والآخر.
فقال كعب بن الخدارية: أحد بني بكر بن كلاب من هم يا رسول الله؟
فقال: بنو المنتفق، أهل ذلك منهم، قال: فأقبلت عليه.
فقلت: يا رسول الله: هل لأحد ممن مضى منا في جاهليته من خير؟ فقال: رجل من عرض قريش: والله إن اباك المنتفق في النار.
قال: فكأنه وقع حر بين جلد وجهي ولحمه مما قال لأبي على رؤوس الناس، فهممت أن أقول: وأبوك يا رسول الله، ثم نظرت. فإذا الأخرى أجمل: فقلت: وأهلك يا رسول الله. قال: وأهلي.
لعمر الله حيث ما أتيت عليه من قبر قرشي أو عامري مشرك فقل: أرسلني إليك محمد فأبشر بما يسوءك، تجر على بطنك ووجهك في النار. قال: فقلت: فما فعل ذلك بهم يا رسول الله وكانوا على عمل لا يحسنون إلا إياه؟ وكانوا يحسبونهم مصلحين؟
قال: ذلك بأن الله بعث في آخر كل سبع أمم نبياً، فمن اطاع نبيه كان من المهتدين ومن عصى نبيه كان من الضالين.
قال أبوبكر: محمد بن إسحاق: معنى قوله (غير أن لا توالد) أي: لا يشتهون الولد. لأن في خبر أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري عن النبي ‘: (إذا اشتهى أحدكم الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة".
والله (عز وجل) قد أعلم أن لأهل الجنة فيها ما تشتهي الآنفس وتلذ الأعين، ومحال أن يشتهي المشتهي في الجنة ولداً فلا يعطى شهوته والله لا يخلف الوعد.
والأولاد في الدنيا: قد يكون على غير شهوة الوالدين. فأما في الجنة: فلا يكون لأحد منهم ولد إلا أن يشتهي فيعطى شهوته على ما قد وعد ربنا أن لهم فيها ما تشتهي أنفسهم.

(47): (باب ذكر الأخبار المأثورة):
1- في إثبات رؤية النبي ‘ خالقه العزيز العليم، المحتجب عن أبصار بريته، قبل اليوم الذي تجزى فيه كل نفس بما كسبت يوم الحسرة والندامة.
وذكر اختصاص الله نبيه محمداً ‘ بالرؤية كما خص نبيه إبراهيم بالخلة، من بين جميع الرسل، وخص الله كل واحد منه بفضيلة وبدرجة سنية كرماً منه وجوداً.
كما أخبرنا (عز وجل) في محكم تنزيله في قوله: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات).

1- (272): حدثنا محمد بن بشار (بندار)، وأبو موسى محمد بن المثنى، إمامان من أئمة علماء الهدى، قالا: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عباس _ما، قال: " أتعجبون أن تكون الخلة لإبراهيم، والكلام لموسى، والرؤية لمحمد ‘".

2- (273): حدثنا محمد بن يحيى أسكنه الله جنته قال: ثنا يزيد بن أبي حكيم العدني، قال: ثنا الحكم بن ابان، قال: سمعت عكرمة يقول: سمعت ابن عباس _ سئل: هل رأى محمد ‘ ربه؟
قال: نعم، قال: فقلت لابن عباس: أليس الله يقول: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار..).
قال: لا أم لك، ذلك نوره إذا تجلى بنوره لم يدركه شيء".
قال: محمد بن يحيى: امتنع علي إبراهيم بن الحكم في هذا الحديث.
فخار الله لي هذا أجل منه، يعني أن يزيد بن أبي حكيم أجل من إبراهيم ابن الحكم، أي أنه أوثق منه.
قال محمد بن يحيى، قال: له ابنه: يعني إبراهيم بن الحكم (تعالى) حتى يحدثك، فلم أذهب.

3- (274): حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم، قال: ثنا موسى بن عبد العزيز القنبارى: قال: ثنا عبدالرحمن موسى أصله فارسي سكن اليمن، قال: حدثني الحكم بن أبان، قال: حدثني عكرمة، قال: سئل ابن عباس: هل رأى محمد ربه، قال: نعم قلت أنا لإبن العباس: أليس يقول الرب (عز وجل): (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار)؟ فقال: لا أم لك، وكانت كلمته لي: "ذلك نوره الذي هو نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء".

4- (275): حدثنا محمد بن عيسى، قال: ثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن عبدالرحمن بن الحرث بن عبدالله بن عياش بن أبي ربيعة، عن عبدالله بن أبي سلمة، أن عبدالله بن عمر بن الخطاب بعث إلى عبدالله بن العباس يسأله: (هل رأى محمد ‘ ربه؟ فأرسل إليه عبدالله بن العباس: أن نعم. فرد عليه عبدالله لن عمر ورسوله أم كيف رآه؟ (فأرسل إليه أنه رآه) في روضة خضراء دونه فراش من ذهب على كرسي من ذهب تحمله أربعة من الملائكة).
ملك في صورة رجل، وملك في صورة ثور، وملك في صورة نسر، وملك في صورة أسد.

5- (276):
حدثنا عبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق الشيخ الصالح قال: ثنا هاشم بن القاسم، عن قيس بن الربيع، عن عاصم الأحول عن عكرمة، عن أبن عباس _ما، قال:" أن الله اصطفى إبراهيم بالخلة، واصطفى موسى بالكلام، واصطفى محمداً ‘ بالرؤية".

6- (277): حدثنا أبوبكر محمد بن سليمان الواسطي بالفسطاط، قال: ثنا محمد بن الصباح، قال: ثنا إسماعيل يعني ابن زكريا عن عاصم عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: "إن الله اصطفى إبراهيم بالخلة، واصطفى موسى بالكلام، ومحمداً بالرؤية".

7- (278): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن الصباح، قال: ثنا إسماعيل –يعني ابن زكريا عن عاصم، عن الشعبي، عن عكرمة، عن ابن عباس _ما: قال: "رأى محمد ‘ ربه".

8- (279): حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا محمد بن الصباح، قال: ثنا إسماعيل يعني ابن زكريا، عن عاصم، عن الشعبي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: "رأى محمد ربه".

9- (280): حدثنا إبراهيم بن عبد العزيز المقوم، قال: ثنا أبو بحر يعني عبدالرحمن بن عثمان البكراوي عن شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: "رأى محمد ربه".

10- (281): حدثني عمي إسماعيل بن خزيمة، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرني المعتمر بن سليمان، عن المبارك بن فضالة، قال: "كان الحسن يحلف بالله قد رأى محمد ربه".
قال أبوبكر: وقد اختلف عن ابن عباس في تأويل قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى): فروى بعضهم عنه أنه رآه بفؤاده.

11- (282): حدثنا القاسم بن محمد بن عباد المهلبي، قال: ثنا عبدالله بن داود الخريبي، عن الأعمش، عن زياد بن حصين عن أبي العاليه، عن ابن عباس _ما في قوله: (ولقد رآه نزلةً أخرى) قال: "رآه بفؤاده".

12- (283): حدثنا عمي: إسماعيل، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا إسرائيل عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله: (ما كذب الفؤاد ما رأى)، قال: (رآه بقلبه).

13- (284): حدثنا أحمد بن سنان الواسطي، قال: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا محمد بن عمرو، عن أبي يلمة عن ابن عباس _ما قال: قدر رأى محمد ربه.

14- (285): حدثنا أبو موسى، وبندار قالا: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة عن عكرمة، عن ابن عباس، في قوله: (فأوحى إلى عبده ما أوحى)، قال: عبده: محمد.
وقال قتادة: قال الحسن: "عبده جبريل".
قال بندار: قال الحسن: (عبده: جبريل لم يقولاها هنا).

15- (286): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا قبيصة بن عقبة، قال: ثنا سفيان عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس _ما، قال: (رآه مرتين).
قال أبوبكر: احتج بعض أصحابنا بهذا الخبر أن ابن عباس _ما وأبا ذر كانا يتأولأن هذه الآية أن النبي ‘ رأى ربه بفؤاده لقوله بعد ذكر ما بينا (فأوحى إلى عبده ما أوحى، ما كذب الفؤاد ما رأى).
وتؤول أن قوله: (ثم دنا فتدلى) إلى قوله (فأوحى إلى عبده ما أوحى): أن النبي ‘ دنا من خالقه (عز وجل) قاب قوسين أو أدنى، وإن الله (عز وجل) أوحى إلى النبي ‘ (ما أوحى، وإن فؤاد النبي ‘) لم يكذب ما رأى، يعنون رؤيته خالقه جل وعلا.
قال أبوبكر:" وليس هذا التأويل الذي تأولوه لهذه الآية بالبين، وفيه نظر، لأن الله إنما أخبر في هذه الآية أنه رأى من آيات ربه الكبرى.
ولم يعلم الله في هذه الآية أنه رأى ربه جل وعلا. وآيات ربنا ليس هو ربنا جل وعلا. فتفهموا لا تغالطوا في تأويل هذه الآية.
واحتج آخرون من أصحابنا على الرؤية:

16- (287): بما حدثنا عبدالجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان، عن عمرو بن دينار عن عكرمة، قال: ابن عباس _ما: (وما جعلنا الرؤيا التي اريناك..)، قال: رؤيا عين أريها النبي ‘ ليلة أسرى به.

17- (...): حدثناه عبدالجبار مرة، وسعيد بن عبدالرحمن المخزومي أيضاً، بهذا الإسناد، عن ابن عباس في قوله: (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك..) قال: "هي رؤيا عين أريه النبي ‘ ليلة أسرى به".
قال: والشجرة الملعونة في القرآن: هي شجرة الزقوم.

18- (...): حدثناه عمر بن حفص الشيباني، قال: ثنا سفيان بمثل رواية عبدالجبار الثانية، وزاد ليس رؤيا منام.

19- (...): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا ابن عيينة بهذا الإسناد بمثله، إلى قوله: "ليلة أسرى به"، قال: وليس الخبر بالبين أيضاً، إن ابن عباس أراد بقوله (رؤيا عين): رؤية النبي ‘ ربه بعينه.
لست استحل أن احتج بالتمويه، ولا استجيز أن أموه على مقتبسي العلم، فأما خبر قتادة، والحكم بن أبان، عن عكرمة عن ابن عباس _ما، وخبر عبدالله بن أبي سلمة، عن ابن عباس _ما فبين واضح أن ابن عباس كان يثبت أن النبي ‘ قد رأى ربه.

20- (...): حدثنا هارون بن إسحاق الهمدإني، قال: ثنا عبده، يعني ابن سليمان، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن ابن عباس، في قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: رآى ربه.

21- (...): حدثنا هارون بن إسحاق، قال: ثنا عبده بن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبدالله بن الحرث، بن نوفل، عن كعب، قال: (أن الله قسم رؤيته وكلامه بين موسى ومحمد صلوات الله عليهما).
فرآه محمد مرتين، وكلم موسى مرتين.
قال أبوبكر: والدليل على صحة ما ذكرت: أن آيات ربنا الكبرى غير جائز أن يتأول أن آيات ربنا هي ربنا.

أخبار عبدالله بن مسعود:

22- (288): حدثنا أحمد بن منيع، قال: ثنا عباد يعني ابن العوام عن الشيباني، قال: سألت زر بن حبيش، عن قول الله (عز وجل): (فكان قاب قوسين أو أدنى)، قال: فقال: أخبرني ابن مسعود أن النبي ‘: "رأى جبريل له ستمائة جناح.

23- (...): حدثنا سلم بن جنادة، قال: ثنا أبو معاوية، عن ابن إسحاق وهو الشيباني عن زر بن حبيش، عن عبدالله (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: "رأى جبريل له ستمائة جناح".

24- (289): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا النفيلي، قال: زهير قال: ثنا أبو إسحاق الشيباني، قال: سألت زر بن حبيش عن قول الله (عز وجل) (فكان قاب قوسين أو أدنى)، قال: ثنا عبدالله بن مسعود: "أنه رأى جبريل له ستمائة جناح".

25- (290): حدثنا زكريا بن يحيى، بن اياس، قال: ثنا عمرو بن خالد يعني الحراني، قال: ثنا زهير، عن أبي إسحاق، قال: (أتيت زر بن حبيش وعلى درتان أو في أذني درتان، فألقيت علي منه محبه، فجعل الناس يقولون لي: سله سله، فسألته عن قوله (عز وجل): (فكان قاب قوسين أو أدنى) قال: ثنا ابن مسعود: "أن رسول الله ‘ قال: نظرت إلى جبريل له ستمائة جناح".

26- (291): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا حجاج بن محمد، قال: ثنا حماد عن عاصم عن زر، عن ابن مسعود، في قوله: (ولقد رآه نزلةً أخرى عند سدرة المنتهى)، قال: قال رسول الله ‘: "رأيت جبريل عند سدرة المنتهى عليه ستمائة جناح، يتناثر منها التهاويل الدر والياقوت".

27- (292): حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثني أبوبكر بن أبي شيبة قال: ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبدالله، قال: "رأى رسول الله ‘ جبريل في صورته على السدرة له ستمائة جناح".

28- (293): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبدالرحمن بن مهدى، قال: ثنا شعبة عن الشيباني، قال: سمعت زر بن حبيش، يقول: (قال عبدالله..).

29- (294): وثنا محمد قال: حدثنا عبدالصمد بن عبد الوارث، قال: ثنا شعبة، عن الشيباني عن زر، عن عبدالله، في قوله: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى)، قال: (رأى جبريل في صورته له ستمائة جناح).

30- (295): حدثنا محمد، ثنا أبو الوليد، قال: ثنا شعبة، عن الشيباني، قال: سألت زر بن حبيش، عن هذه الآية (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) فقال: قال عبدالله: "رأى رفرفاً أخضر قد سد أفق السماء".

31- (296): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن عاصم عن زر عن عبدالله في قوله: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال: "رأى جبريل له ستمائة جناح ينتثر منها تهاويل الدر والياقوت".

32- (297): ثنا عبدة بن عبدالله الخزاعي، قال: ثنا يحيى ابن آدم، عن إسرائيل عن أبي إسحاق، عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله في قوله تعالى: (ما كذب الفؤاد ما رأى) قال: (رأى رسول الله ‘ جبريل في حلة رفرف، ملأ ما بين السماء والأرض".

33- (...): حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا خالد بن الحارث، قال: ثنا شعبة، عن الشيباني، عن زر، عن عبدالله، (لقد رأى من آيات ربه الكبرى)، أو (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: (جبريل في صورته له ستمائة جناح).

34- (298): حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: ثنا خالد بن الحارث، قال: ثنا شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبدالله (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) أو (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: (رأى رفرفاً أخضر سد أفق السماء).

35- (299): حدثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا يحيى بن سعيد، عن حماد بن سلمة، عن عاصم ابن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن عبدالله رفعه، (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: (رأيت جبريل عند السدرة له ستمائة جناح تنهال منها تهاويل الدر والياقوت).

36- (3..): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا سفيان عن عاصم، عن زر، عن عبدالله، قال: (أن جبريل طار والنبي ‘ في الخلاء ففزع منه).
قال أبوبكر: الخلاء، يرد الخلوة التي ضد الملأ، أي لك يكن في جماعة، كان وحده.

37- (301): حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، عن أبي إسحاق وهو الشيباني، قال: سمعت زر بن حبيش يحدث ابن مسعود أنه قال في هذه الآية: (قاب قوسين أو أدنى) قال: أن النبي ‘ رأى جبريل له ستمائة جناح".

38- (302): حدثنا محمد بن معمر، قال: ثنا روح قال: ثنا شعبة عن سليمان عن إبراهيم عن علقمة عن عبدالله في هذه الآية (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) قال: "رأى رفرفاً أخضر، قد سد أفق السماء".
قال أبوبكر: خرجت بقية هذا الباب في كتاب التفسير وكذلك بقية تأويل قوله: (ولقد رآه نزلةً أخرى) خرجته في كتاب (التفسير).
وقال أبوبكر: فأخبار ابن مسعود دالة على أن قوله: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) وتأويله: (أي رأى جبريل على الصفة التي ذكر في هذه الأخبار)، وأما قوله (ولقد رآه نزلة أخرى) فغير مستنكر أن يكون معنى هذه الآية على ما قال ابن عباس: (أن النبي ‘ رأى ربه مرتين، لا تأويل قوله (لقد رأى من آيات ربه الكبرى).
وقد روى عن أبي ذر خبر قد اختلف علماؤنا في تأويله، لأنه روي بلفظ يحتمل النفي والإثبات جميعاً، على سعة لسان العرب.

39- (303): حدثنا أبو موسى، قال: ثنا عبدالرحمن بن مهدى، قال: ثنا يزيد بن إبراهيم يعني التستري عن قتادة، عن عبدالله بن شقيق قال: قلت لأبي ذر: " لو رأيت رسول الله ‘ لسألته، قال: عن أي شيء كنت تسأله؟ قال: لسألته: هل رأيت ربك؟قال: قد سألته، فقال: (أنى أراه).

40- (304): حدثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا عبدالرحمن، حدثنا علي عبد الحسين الدرهمي، قال: ثنا معاذ بن معاذ العنبري، عن يزيد بن إبراهيم التستري، عن قتادة، عن عبدالله بن شقيق العقيلي، قال: قلت لأبي ذر: "لو رأيت رسول الله ‘ لسألته، قال: عما كنت تسأله؟
قال إذن لسألته: هل رأى ربه؟ فقال: قد سألته أنا: فما قال؟ قال: "نور أنى أراه".

41- (305): حدثنا سلم بن جنادة القرشي، قال: ثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم، عن قتادة، عن عبدالله بن شقيق، قال: قال رجل لأبي ذر لو رأيت رسول الله ‘ لسألته، قال: عما كنت تسأله؟
قال: كنت أسأله: هل رأيت ربك؟
قال أبو ذر: قد سألته، قال: "نور أنى أراه".
قال أبوبكر: في القلب من صحة سند هذا الخبر شيء، لم أر أحداً من أصحابنا من علماء أهل الآثار فطن لعلة في إسناد هذا الخبر، فإن عبدالله بن شقيق، كأنه لم يكن يثبت أبا ذر، ولا يعرفه بعينه واسمه ونسبه.

42- (306): لأن أبا موسى محمد بن المثنى ثنا، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عبدالله بن شقيق، قال: أتيت المدينة، فإذارجل قائم على غرائر سود، يقول: ليبشر أصحاب الكنوز بكرة في الحياة والموت، فقالوا: هذا أبو ذر، صاحب رسول الله ‘.
قال أبوبكر: فعبدالله بن شقيق يذكر بعد موت أبي ذر، أنه رأى رجلاً يقول هذه المقاله، وهو قائم على غرائر سود، خُبِّرَ أنه أبو ذر، كأنه لا يثبته ولا يعلم أنه أبو ذر.
وقوله: "نور أنى اراه"، يحتمل معنيين: أحدهما نفي؛ أي: كيف أراه، وهو نور، والمعنى الثاني: أي كيف رأيته، وأين رأيته وهو نور، لا تدركه الأبصار، إدراك ما تدركه الأبصار من المخلوقين، كما قال عكرمة: أن الله إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء.
والدليل على صحة هذا التأويل الثاني: أن امام أهل زمانه في العلم والاخبار:: محمد بن بشار بندار ثنا بهذا الخبر قال:

43- (307): حدثنا معاذ بن هشام: قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن عبدالله بن شقيق، قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله لسألته، فقال: عن أي شيء كنت تسأله؟ فقال: كنت أسأله، هل رأيت ربك؟
فقال أبو ذر: قد سألته، فقال: "رأيت نوراً".

44- (308): حدثني يحيى بن حكيم، قال: ثنا عبدالرحمن بمثل حديث أبي موسى، وقال: (نوراًً إني أراه).

45- (309): حدثنا بندار أيضاً: قال: ثنا عبدالرحمن بن مهدي، قال: ثنا يزيد بن إبراهيم التستري، عن قتادة، عن عبدالله بن شقيق، قال: قلت: لأبي ذر، لو رأيت النبي ‘ لسألته: قال: وعن أي شيء كنت تسأله؟ قال: كنت أسأله، هل رأيت ربك؟ قال: قد سألته، فقال: (نور أنى أره)، كذا قال لنا بندار أنى أراه، لا كما قال أبو موسى قال: إني أراه.
قال أبوبكر: قوله أنى: يحتمل معنيين، أحدهما النفي، والآخر الإثبات، قال الله تعالى: (نساءكم حرث لكم فأتوا حرثكم أن شئتم) فمعنى (أنى): أي شئتم فيجوز أن يكون معنى أبو ذر (أنى أراه)، فمعنى أنى في هذا الموضع: أي كيف شئتم وأين شئتم ويجوز أن يكون معنى خبر أبي ذر: (أنى أراه) أي أين أراه، أو كيف أراه، فهو نور كما رواه معاذ بن هشام، عن أبيه، خبر أب ذر: (رأيت نورا) فعلى هذا اللفظ يكون معنى قوله: (أنى أراه) أي: أين أراه، أو كيف أراه؟ فإنما أرى نوراً، والعرب قد تقول أتى على معنى النفي، كقوله (عز وجل): (أنى يكون له الملك علينا..) الآية.
يريدون: كيف يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه، فلو كان معنى قول أبي ذر من رواية يزيد بن إبراهيم التستري (أنى أراه)، أو، (أنى أراه) على معنى نفي الرؤية، فمعنى الخبر: أنه نفى رؤية الرب، لأن أبا ذر قد ثبت عنه أن النبي ‘ قد رأى ربه بقلبه".

46- (310): حدثنا أحمد بن منيع، غير مرة قال: ثنا هشيم، قال: ثنا منصور: وهو ابن زاذان عن الحكم، عن يزيد بن شريك، الرشك، عن أب ذر، في قوله تعالى: (ولقد رآه نزلة أخرى) قال: (رآه بقلبه..)، يعني النبي ‘.

(....): حدثنا أبو هاشم زباد بن أيوب، قال: ثنا هشيم، قال: ثنا منصور، عن الحكم عم يزيد بن شريك، بن الرشك، عن أبي ذر، قال: "رآه بقلبه ولم يره بعينه".

47- (311): حدثنا أبو هاشم: قال: ثنا هشيم، عن العوام، وهو ابن حوشب عن إبراهيم التيمي، في قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى)، قال: (رآه بقلبه ولم يره ببصره).

48- (312): حدثنا محمد ين معمر، قال: ثنا روح، قال: أنبأ سالم، أبو عبيدالله عن عبدالله بن الحرث، بن نوفل، أنه قال: (رأى النبي ‘ بفؤاده ولم يره بعينه).

49  (313): حدثنا ابن معمر، قال: حدثنا الروح، عن سعيد، عن قتادة (ولقد رآه نزلةً أخرى)، قال: (رآى نوراً عظيماً عند سدرة المنتهى).
قال أبوبكر: "فلو كان أبو ذر سمع النبي ‘ ينكر رؤية ربه (جل وعلا) بقلبه وعينه جميعاً في قوله (نوراً أنى أراه) لما تأول الآية التي تلاها: قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى) خلاف ما سمع النبي ‘ يقول: إذ العلم محيط أن النبي ‘ لا يقول خلاف الكتاب، ولا يكون الكتاب خلاف (الثابت عنه وإنما يكون) خبر النبي ‘ أبداً موافقاً لكتاب الله، لا مخالفاً لشيء منه، ولكن قد يكون لفظ الكتاب لفظاً عاماًَ، مراده خاص، من الكتاب والسنة، قد بينات جميعاً من هذا الجنس في كتبنا المصنفة ما في بعضها الغنية والكفاية عن تكراره في هذا الموضع، ولولا أن تأويل هذه الآية قد صح عندنا، وثبت عن النبي ‘ أنه على غير ما تأوله أبو ذر رحمه الله، فجاز أن يكون خبرا أبي ذر اللذان ذكرناهما من الجنس الذي يقال: جائز أن يكون النبي ‘ سأله أبو ذر، في بعض الأوقات، هل رأى ربه (جل وعلا) (ولم يكن قد رآه بعد، فأعلمه أنه لم يره، ثم رأى ربه (جل وعلا) بعد ذلك) فتلا عليه الآية وأعلمه أنه رآه بقلبه، ولكن قد ثبت عن النبي ‘ أنه سئل عن هذه الآية فأخبر أنه إنما رأى جبريل على صورته، فثبت أن قوله: (ولقد رآه نزلة أخرى): إنما هو رؤية النبي ‘ جبريل، لا رؤية ‘ ربه (عز وجل)، وجائز أن يكون النبي ‘ قد رأى ربه، على ما أخبر ابن عباس _ما، ومن قال: ممن حكينا قوله أن محمداً ‘ قد رأى ربه لتأويل هذه الآية (ولقد رآه نزلة أخرى)، وخبر أبي عمران الجوني، عن أنس بن مالك شبيه المعنى بخبر أبو ذر: (رأيت نورا).

50- (314): حدثنا زكريا بن يحيى، بن اياس، قال: حدثني سعيد يعني ابن منصور قال: ثنا الحرث بن عبيد الإيادي، عن أبي عمران الجوني عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ‘: (بينما أنا جالس إذ جاء جبريل فوكز بين كتفي، فقمت إلى شجرة مثل وكرى الطير، فقعد في إحداهما، وقعدت في الأخرى فسمت، فارتفعت حتى سدت الخافقين وأنا اقلب بصرى، ولو شئت أن أمس السماء لمسست، فنظرت إلى جبريل، كأنه حلس، لاطئ، فعرفت فضل علمه بالله علي، وفتح لي بأبين من أبواب الجنة، ورأيت النور الأعظم، وإذا دون الحجاب رفرف الدر والياقوت، فأوحى إلى ما شاء أن يوحي".
قال أبوبكر: "فأما قوله: جل وعلا: (ثم دنا فتدلى، فكان قاب قوسين أو أدنى) ففي خبر شريك بن عبدالله بن أبي نمر، عن أنس بن مالك، بيان ووضوح أن معنى قوله (دنا فتدلى) إنما دنا الجبار رب العزة، لا جبريل.

51- (315): كذلك حدثنا الربيع بن سليمان المرادي، قال: ثنا عبدالله بن وهب، قال: ثنا سليمان بن بلال، قال: حدثني شريك بن عبدالله بن أبي نمر، قال: سمعت أنس بن مالك، يحدثنا ليلة أسري برسول الله ‘ من مسجد الكعبة، أنه جاء ثلاثة نفر من قبل أن يوحى إليه، وهو قائم في المسجد الحرام، فقال: أولهم: هو هو، فقال: أوسطهم: هو خيرهم، فقال آخرهم: خذوا خيرهم فكانت (الليلة) فلم يرهم، حتى جاءوا ليلةً أخرى، فيما يرى قلبه والنبي ‘ تنام عيناه ولا ينام قلبه، وكذلك الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، فلم يكلموه حتى احتملوه فوضعوه عند بئر زمزم، فتولاه منهم جبريل ‘، فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته (حتى فرج من صدره وجوفه وغسله من ماء زمزم بيده، حتى ألقى جوفه، ثم جاءه بطست من ذهب محشوا ايماناً وحكمة فحشاً (به) جوفه وصدره، ولغاديده، ثم أطبقه ثم عرج به إلى السماء الدنيا، فضرب باباً من أبوابها، فناداه أهل السماء من هذا؟ قال: هذا جبريل، قالوا: ومن معك؟ قال: محمد، قالوا: وقد بعث إليه، قال: نعم، قالوا: فمرحباً وأهلاً يستبشر به أهل السماء الدنيا، لا يعلم أهل السماء ما يريد الله (به) في الأرض حتى يعلمهم.
فوجد في السماء الدنيا آدم، فقال له جبريل ‘: هذا أبوك، فسلم عليه (فسلم عليه)، فرد عليه وقال: مرحباً وأهلاً يا ببني، فنعم الابن أنت، فإذا هو في السماء الدنيا بنهرين يطردان فقال: ما هذان النهران يا جبريل؟ قال: هذا النيل والفرات عنصرهما قال: ثم مضى به في السماء، فإذا هو بنهر آخر، عليه قصر من لؤلؤ وزبرجد، فذهب يشم ترابه فإذا هو مسك، قال: جبريل: ما هذا المهر؟ قال: هذا الكوثر، الذي خبأ لك ربك، ثم عرج إلى السماء الثانية، فقالت الملائكة (له) مثل ما قالت له في الأولى، من هذا معك؟ قال: محمد ‘ قالوا: وقد بعث (إليه) قال: نعم، قالوا مرحباً به وأهلاً، ثم عرج به إلى السماء الثالثة فقالوا (له) مثل ما قالت الأولى والثانية، ثم عرج به إلى السماء الرابعة، فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السماء الخامسة، فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السماء السادسة، فقالوا له مثل ذلك، ثم عرج به إلى السماء السابعة فقالوا له مثل ذلك،وكل سماء فيها أنبياء قد سماهم. فوعيت منهم: ادريس في الثانية وهارون في الرابعة وآخر في الخامسة لم أحفظ اسمه وإبرهيم في السادسة وموسى في السابعة، بفضل كلام الله، فقال موسى: لم أظن أن يرفع على أحد ثم علا به فيما لا يعلمه إلا الله، حتى جاء به سدرة المنتهى، ودنا الجبار رب العرش، فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى (الله) إليه ما أوحى، فأوحى فيما أوحى: خمسين صلاة على امته في كل يوم وليلة، ثم هبط (به) حتى بلغ موسى، فاحتبسه (موسى) فقال: يا محمد ماذا عهد إليك ربك؟ قال: عهد إلى خمسين صلاة على أمتي كل يوم وليلة، قال: أن أكتك لا تستطيع (ذلك)، ارجع فليخفف عنك (ربك) وعنهم، فالتفت الى جبريل ‘ كأنه يستشيره في ذلك، فأشار إليه (جبريل) أن نعم، أن شئت، فعلى به جبريل، حتي أتي إلى الجيار 0 وهو مكانه فقال يا رب خفف، فإن أمتي لا تستيطيع هذا، فوضع عنه عشر صلوات، فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت خمس صلوات، ثم احتبسه عند الخامسة، فقال: يا محمد قد والله راودت بني إسرائيل على ادنى من هذه الخمس، فضيعوه، وتركوه وأمتك أضعف أجساداً وقلوباً وأبصاراً، واسماعاً، فارجع فليخفف عنك ربك، كل ذلك يلتفت إلى جبريل ليشير عليه، فلا يكره ذلك جبريل، فرفعه فرجعه عند الخامسة، فقال: يا رب أن امتي ضعفاء ضعاف اجسادهم وقلوبهم، وأبصارهم وأسماعهم، فخفف عنا فقال الجبار: يا محمد قال: لبيك وسعديك، فقال: إنه لا يبدل القول لدى، وهي خمس عليك، فرجع إلى موسى فقال: كيف فعلت؟ فقال خفف عنا، أعطانا بكل حسنة عشرة أمثالها، قال: قد والله راودت بني إسرائيل على ادنى من هذه فتركوه، فارجع فليخفف عنك أيضاً قال. قد والله استحييت من ربي (عز وجل)، مما اختلف إليه، قال فاهبط باسم الله، فاستيقظ وهو وفي المسجد الحرام".

52- (316): حدثنا ابن معمر، قال: ثنا روح، قال: ثنا عباد بن منصور، قال: سألت الحسن، فقلت: (ثم دنا فتدلى) من ذا يا أبا سعيد؟ قال: (ربي).
قال أبوبكر: وفي خبر كثير بن حبيش، عن انس: أن النبي ‘ قال: مثل هذه اللفظة التي في خبر شريك بن عبدالله.

53- (317): كذلك ثنا أبو عمار الحسين بن حريث، قال: ثنا الفضل بن موسى، عن محمد ابن عمرو، قال: ثنا كثير بن حبيش، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ‘: "بينما أنا مضطجع في المسجد، رأيت ثلاث نفر أقبلوا الي، فقال الأول: هو هو، فقال الأوسط: نعم، فقال الآخر: خذوا سيد القوم، قال: فرجعوا الي، فاحتملوني، حتى القوني على ظهري، عند زمزم، فشقوا بطني، فغسلوه، فسمعت بعضهم يوصي بعضاً يقول: أنقوها، فأنقوا حشوة بطني، ثم أُتيت بطشت من ذهب، مملوء حكمة وايماناً، فأوعى في قلبي، ثم صعدوا بي الي السماء فاستفتح قال: من هذا؟ قال لجبريل، قال: ومن معك؟ قال محمد ‘ قال: وقد أرسل إليه، قال: نعم، ففتح فإذا آدم، إذا نظر عن يمينه ضحك، وإذا نظر عن شماله بكى، قال: قلت يا جبريل: من هذا؟ قال: هذا أبوك آدم، إذا نظر إلى الجنة عن يمينه فرأى من فيها من ولده ضحك، وإذا نظر إلى النار عن يساره فنظر إلى ولده فيها فبكى، قال أنس: أن شئت سميت لك كلهم، ويكن يطول علي الحديث فعرج بي حتى أتى السماء السادسة فقال: من هذا. فقال جبريل: قيل: ومن معك؟ قال محمد ‘، قال: وقد ارسل إليه، قال: نعم، فإذا موسى، قال: فعرج بي حتى السماء السابعة فاستفتح قيا من هذا؟ قال: جبريل، قيل: ومن معك؟ قال محمد ‘، قال: وقد بعث إليه، قال: نعم، ففتح، فأدخلت الجنة فأعطيت الكوثر، وهو نهر في الجنة، شاطئه يا قوت مجوف من لؤلؤ ثم عرج بي حتى جاء سدرة المنتهى، فدنا إلى ربه، فتدلى فكان قاب قوسين أو أدنى، فأوحى إلى عبده ما أوحى، ففرض علي وعلى امتي خمسين صلاة، فرجعت فمررت على موسى، فقال: كم فرض عليك وعلى امتك، قلت خمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربك أن يخفف عنك وعن امتك، فرجعت إليه، فوضع عني عشر صلوات، ثم مررت على موسى فقال: كم فرض عليك وعلى أمتك؟ قلت: فرض علي أربعين صلاة، قال ارجع إلى ربك أن يخفف عنك، وعن امتك، فرجعت إليه فوضع عني عشراً، فبم يزل حتى انتهى إلى عسر، فلما انتهى إلى عشر قال: أن بني إسرائيل أمروا بأيسر من هذا فلم يطيقوه، فرجعت إليه فوضع خمساً ثم قال: لا يبدل قولي ولا ينسخ كتابي، هو في النخفيف خمس صلوات، وفي التضعيف في الأجر خمسون صلاة، فرجعت إلى موسى فقال: كم فرض عليك وعلى امتك؟ قلت: خمس صلوات، قال: ارجع إلى ربك، أن يخفف عنك وعن أمتك، قال لقد رجعت إلى ربي حتى أني لأستحي منه".
وقد روى الوليد بن مسلم خيراً يتوهم كثير من طلاب العلم ممن لا يفهم علم الأخبار أنه خبر صحيح من جهة النقل، وليس كذلك، هو عند علماء أهل الحديث. وأنا مبين علله أن وفق الله لذلك، حتى لا يغتر بعض طلاب الحديث به، فيلتبس الصحيح بغير الثابت من الاخبار، قد أعلمت ما لا أحصي من مرة إني لا استحل أن أموه على طلاب العلم بالاحتجاج بالخبر الواهي، وإني خائف من خالقي، جل وعلا، إذا موهت على طلاب العلم بالاحتجاج بالأخبار الواهية، وإن كانت حجة لمذهبي.

54- (318): روى الوليد، قال: حدثني عبدالرحمن بن يزيد بن جابر قال: ثنا خالد بن اللجلاج، قال: حدثني عبدالرحمن بن عائش الحضرمي قال: سمعت رسول الله ‘ يقول:
" رأيت ربي في أحسن صورة، فقال: فيما يختص الملأ الأعلى يا محمد؟ قال: قلت: أي ربي، أي ربي مرتين، فوضع كفه بين كتفي فوجدت بردها، بين ثديي، فعملت ما في السموات والأرض ثم تلا: (وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين).

قال: فيما يختص الملأ الأعلى يا محمد؟ قال: في الكفارات يا رب، قال: وما هن؟ قلت: المشي إلى الجمعات، والجلوس في المساجد، وانتظار الصلوات، وإسباغ الوضوء على المكاره، فقال الله: من فعل ذلك يعش بخير ويموت بخير، ويكون من خطيئته كيوم ولدته أمه، ومن الدرجات: إطعام الطعام وطيب الكلام، وإن تقوم الليل والناس نيام، فقال: اللهم إني أسألك الطيبات وترك المنكرات وحب المساكين وإن تتوب علي وتغفر لي وترحمني وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، قال رسول الله ‘ تعلمونهن، فوا الذي نفسي بيده إنهن لحق".

(...): حدثنا أبو قدامة، وعبدالله بن محمد الزهري، ومحمد بن ميمون المكي، قالوا: ثنا الوليد بن مسلم، قال: الزهري، ومحمد بن ميمون عن، وقال أبو قدامة: حدثني عبدالرحمن بن يزيد بن جابر واللفظ الذي ذكرت لفظ حديث الزهري وقال أبو قدامة: (بين كتفي فوجد بردها بين ثديي، قال وقال وما هن؟ قال: المشي إلى الجمعات، والجلوس في المساجد، وانتظار الصلوات، وإذا اردت فتنة..).
قال أبوبكر: "قوله في هذا الخبر: " قال سمعت رسول الله ‘ وهم (لأن) عبدالرحمن بن عائش لم يسمع من النبي ‘ هذه القصة، وإنما رواه عن رجل من أصحاب النبي ‘، ولا أحسبه أيضاً سمعه من الصحاب، لأن يحيى بن أبي كثير رواه عن زيد بن سلام، عن عبدالرحمن الحضرمي، عن مالك بن يخامر عن معاذ، وقال يزيد بن جابر، عن خالد بن اللجلاج، عن عبدالرحمن ابن عائش، عن رجل من أصحاب النبي ‘.

55- (....): كذلك ثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: حدثني أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال: ثنا زهير وهو ابن محمد عن يزيد قال أبو موسى وهو يزيد بن جابر عن خالد بن اللجلاج، عن عبدالرحمن بن عائش عن رجل من أصحاب النبي ‘ قال: خرج علينا النبي ‘، فذكر الحديث بطوله.
قال أبوبكر: "وجاء قتادة بلون، آخر، فرواه معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي عن قتادة، عن أبي قلابة، عن خالد بن اللجاج، عن عبدالله بن عباس _ما.

56- (319): حدثناه بن بندار وأبو موسى، قالا: حدثنا معاذ، قال: حدثني أبي عن قتادة، عن أبي قلابة، عنت خالد بن اللجاج، عن ابن عباس _ما، أن نبي الله ‘ قال: "رأيت ربي في أحسن صورة، قال: يا محمد قلت لبيك، وسعديك، قال: فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت: يا رب لا أدري، قال: فوضع يده بين كتفي، فوجدت بردها بن ثديي، فعلمت ما بين المشرق والمغرب، فقال: يا محمد، قالت: لبيك ربي وسعديك، قال: فيم يختص الأعلى؟ قال: قلت يا رب في الكفارات؛ المشي على الاقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء على الكاره، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، من حافظ عليهن، عاش بخير، ومات بخير، وكان من ذنوبه كيوم ولدته أمه".
هذا حديث أبي موسى، وقال بندار: قال: "أتاني ربي في أحسن صورة، وقال: قلت في الدرجات والكفارات، وقال: انتظار الصلاة بعد الصلاة لم يقل: الصلوات".
ورواه معمر عن أيوب عن أبي قلابة عن ابن عباس _ما.

57- (320): حدثناه محمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن عبد الأعلى الصنعاني، وكان ثقة، قال: ثنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة عن ابن عباس _ما أن النبي ‘ قال: "أتاني ربي في أحسن صورة.." فذكر محمد بن يحيى الحديث.
قال أبوبكر: "رواية يزيد وعبدالرحمن بن يزيد بن جابر أشبه بالصواب، حيث قالا: عن عبدالرحمن بن عائش، من رواية قال: عن عبدالله بن عباس _ما، فإنه قد روي عن يحيى ابن أبي كثير عن زيد بن سلام، أنه حدثه عبدالرحمن الحضري، وهو ابن عائش أن شاء الله (تعالى) حدثنا مالك بن يخامر السكسكي أن معاذ بن جبل قال: "احتبس عنا رسول الله ‘ ذات غداة، عن صلاة الصبح حتى كدنا أن نتراءى قرن الشمس، فخرج رسول الله ‘ سريعاً، فثوب بالصلاة، فصلى وتجوز في صلاته فلما سلم دعا بصوته على مصافكم كم أنتم، ثم (اقبل لدينا) قال: إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، إني قمت من الليل فتوضأت وصليت ما قدر لي، فنعست في مصلاي، حتى استثقلت، فإذا أنا بربي في أحسن صورة، فقال: يا محمد، فقلت: لبيك يا رب، قال: فيما يختص الملأ الأعلى؟ قال: قلت: لا ادري، قالها ثلاثاً، قال فرأيته وضع كفه بين كتفي، حتى وجدت برد أنامله، بين ثديي، فتجلى لي كل شيء وعرفته، فقال: يا محمد، قال: قلت: لبيك، قال: يا محمد: قلت: لبيك رب، قال: فيم يختص الملأ الأعلى؟ قال: قلت: في الكفارات، قال: وما هن، قلت المشي على الاقدام إلى الجماعات، وجلوس في المساجد بعد الصلوات، وإسباغ الوضوع حين الكريهات، قال: ومالدرجات؟ قلت: اطعام الطعام ولين الكلام والصلاة والناس نيام، قال: سل، فقلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات، وحب المساكين وإن تغفر لي وترحمني، وإذا اردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، وأسألك حبك وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك، فقال رسول الله ‘: "انها حق فتعلموها، وادرسوها".

58- (321): حدثناه (أبو موسى، فقال: ثنا معاذ بن هانئ، أبو هانئ، قال: ثنا جهضم ابن) عبدالله القيسي، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام أنه حدثه عبدالرحمن الحضرمي قال أبو موسى وهو ابن عائش بالحديث على ما أمليته.

(...): وروى معاوية بن صالح، عن ابن يحيى، وهو عندي لسليمان أو سليم بن عامر، وعن أب يزيد، عن أبي سلام الحبشي، أنه سمع ثوبان مولى رسول الله ‘ أن النبي ‘ أخر صلاة الصبح حتى أسفر، فقال: إنما تأخرت عنكم أن ربي قال لي: يا محمد: هل تدري فيما يختص الملأ الأعلى؟
قلت: لا أدري يا رب، فرددها مرتين أو ثلاثاً، ثم حسست بالكف بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي، ثم تجلى لي كل شيء وعرفت، قال: قلت: نعم، يا رب: يختصمون في الكفارات والدرجات، والكفارات: المشي على الأقدام إلى الجماعات، وإسباغ الوضوء في الكريهات، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، والدرجات: إطعام الطعام وبذل السلام والقيام بالليل والناس نيام، ثم قال: يا محمد، اشفع تشفع، وسل تعط، قال: فقلت: اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وإن تغفر لي وترحمني، وإذا اردت فتنة في قوم فتوفني وأنا غير مفتون. اللهم (إني أسألك) حبك، وحب من يحبك ،وحب عمل يقربني إلى حبك، فقال رسول الله ‘: إنها حق فتعلموها وادرسوها".
58- (321) حدثناه (أبو موسى، قال: ثنا معاذ بن هانىء، أبو هانىء، قال: ثنا جهضم ابن) عبدالله القيسي، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير بن زيد بن سلام أنه حدثه عبدالرحمن الحضرمي قال أبو موسى وهو ابن عائش بالحديث على ما أمليته.
(......) وروى معاوية بن صالح، عن ابن يحيى، وهو عندي سليمان أو سليم بن عامر، عن أبي يزيد، عن أبي سلام الحبشي، أنه سمع ثوبان مولى رسول الله ‘ أن النبي ‘ أخر صلاة الصبح حتى أسفر، فقال: إنما تأخرت عنكم أن ربي قال لي: يا محمد: هل تدري فيم يختص الملأ الأعلى؟
قلت: لا أدري يا رب، فرددها مرتين أو ثلاثاً، ثم حسست بالكف بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي، ثم تجلى لي كل شيء وعرفت، قال: قلت: نعم، يا رب: يختصمون في الكفارات والدرجات، والكفارات: المشي على الأقدام إلى الجماعات،
59- (...): حدثنا أحمد بن عبدالرحمن، قال: ثنا عمي، قال ثنا معاوية: قال أبوبكر: لست أعرف أبا يزيد هذا بعدالة ولا جرح.

60- (...): وروى شيخ من الكوفيين يقال له: سعيد بن سويد القرشي، عن عبدالرحمن بن إسحاق، عن عبدالرحمن بن أبي ليلي، عن معاذ بن جبل، هذه القصة بطولها تشتبه بخبر يحيى بن أبي كثير.
ثنا محمد بن أبي سعيد بن سويد القرشي، كوفي قال: حدثني أبي.
قال أبوبكر: وهذا الشيخ سعيد بن سويد لست أعرفه بعدالة ولا جرح، وعيد الرحمن بن إسحاق، هذا: هو أبو شيبة الكوفي، ضعيف الحديث، الذي روى عن النعمان بن سعد، عن علي بن أبي طالب _، عن النبي ‘ أخباراً منكرة، وعبدالرحمن بن أبي ليلى، لم يسمع من معاذ بن جبل؛ مات معاذ في أول خلافة عمر بن الخطاب بالشام _، مع جماعة من أصحاب النبي ‘ منهم: بلال بن رباح مولى أبي بكر رض الله عنه، في طاعون عَموَاس، قد رأيت قبورهم أو بعضها قرب عمواس بين الرملة وبيت المقدس، (عن يمين الطريق إذا قصد من الرملة بيت المقدس)، فليس يثبت من هذه الأخبار شيء، من عند ذكرنا عبدالرحمن بن عائش، إلى هذا الموضع، فبطل الذي ذكرنا لهذه الأسانيد، ولعل بعض من لم يتحر العلم يحسب أن خبر يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلاّم ثابت، لأنه قيل في الخبر عن زيد أنه حدثه عبدالرحمن الحضرمي، يحيى بن أبي كثير ’أحد المدلسين، لم يخبر أنه سمع هذا من زيد بن سلاّم.
قد سمعت الدارمي، أحمد بن سعيد، يقول: ثنا عبدالصمد بن عبد الوارث، قال: حدثني أبي، عن حسين المعلم، قال: لما قدم علينا عبدالله بن بريدة، بعث إلي مطر الوراق: احمل الصحيفة والدواة وتعال، فحملت الصحيفة والدواة فأتيناه فجعل يقول: حدثني أبي وثنا عبدالله بن مغفل، فلما قدم يحيى بن أبي كثير بعث إلى مطر الوراق احمل الصحيفة والدواة، وتعالى: فأتيناه فأخرج الينا كتاب أبي سلاّم، فقلنا: سمعت هذا من أبي سلاّم؟ قال: لا: قلنا فمن رجل سمعه من أبي سلاّم، قال: لا، فقلنا تحدث بأحاديث مثل هذه لم تسمعها من الرجل، ولا من رجل سمعها منه، فقال: أترى رجلاً جاء بصحيفة ودواة كتب أحاديث عن النبي ‘ مثل هذه كذباً هذا معنى الحكاية.
قال أبوبكر: كتب عني مسلم بن الحجاج هذه الحكاية.

(48): (باب ذكر أخبار رويت عن عائشة ~):
في إنكار رؤية النبي  تسليماً، قبل نزول المنية بالنبي ، إذ أهل قبلتنا من الصحابة والتابعات والتابعين ومن بعدهم إلى من شاهدنا من العلماء من أهل عصرنا، لم يختلفوا ولم يشكوا ولم يرتابوا أن جميع المؤمنين يرون خالقهم يوم القيامة عياناً، وإنما اختلف العلماء: هل رأى النبي .خالقه؟ (عز وجل)، قبل نزول المنية بالنبي ، لا أنهم قد اختلفوا في رؤية المؤمنين خالقهم يوم القيامة، فتفهموا المسألتين، لا تغالطوا فتصدوا عن سواء السبيل.

1- (323): حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا ابن عليه قال: ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن مسروق، قال:
"كنت متكئاً عند عائشة –~ فقالت: يا أبا عائشة: ثلاث من تكلم بواحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، (قلت: وما هن؟ قالت: من زعم أن محمدا  رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية)، قال: وكنت متكئاً فجلست فقلت: يا أم المؤمنين: انظريني وال تعجلين، ألم يقل الله: ولقد رآه بالأفق المبين، ولقد رآه نزلةً أخرى؟
فقالت (~): أنا أول هذه الأمة، سأل عن هذا رسول الله ، فقال (): "جبريل لم أره على صورته التي خلق عليها غير هاتين المرتين، رأيته منهبطاً من السماء ساداً عظم خلقه ما بين السماء والأرض، فقالت: أو لم تسمع أن الله يقول: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير قالت:أو لم تسمع أن الله يقول:وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب قرأت إلى قوله علي حكيم، قالت: ومن زعم أن محمداً  كتم شيئاً من كتاب الله فقد أعظم على الله الفرية، والله (تعالى) يقول: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل الله إليك من ربك، (وإن لم تفعل فما بلغت) … قرأت إلى قوله …والله يعصمك من الناس، قالت: ومن زعم أنه يخبر الناس بما يكون في غد، فقد أعظم على الله الفرية، والله (تعالى) يقول: لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله.

2- (324): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، وثنا محمد بن بشار، وأبو موسى، قالا: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا داود بن أبي هند، وثنا أبو موسى، قال: ثنا عبد الأعلى، عن داود، (وهذا حديث) ابن أبي عدي، عن الشعبي، عن مسروق، قال: (كنا عند عائشة ~، فقالت: يا أبا عائشة، ثلاث من قال واحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية،: من زعم أن محمداً رأى ربه، قال: وكنت متكئاً فجلست فقلت: أمهلني ولا تعجلين، قال قلت: أليس يقول الله: ولقد رآه بالأفق المبين-ولقد رآه نزلةً أخرى قالت: أنا أول هذه الأمة، سأل رسول الله  عنها، قال: إنما ذلك جبريل لم أره في صورته التي خلق (عليها) إلا مرتين، رآه منهبطاً من السماء، وساداً عظم خلقه ما بين السماء إلى الأرض، قالت: أو لم تسمع الله يقول: لا تدركه الأبصاروهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً قرأت إلى قوله …علي حكيم قالت: ومن زعم أن محمداً  يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: …لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله ومن زعم أن محمداً كتم شيئاً مما أنزل عليه فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك.
زاد بندار وأبو موسى في خبر عبد الوهاب، قالت: لو كان محمد- كاتماً شيئاً مما أنزل الله إليه، لكتم هذه الآية وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله، وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس ….

3- (325): وثنا بندار بهذه الزيادة، قال: ثنا ابن أبي عدي، عن داود عن الشعبي، قال: قالت عائشة ~: لو كان رسول الله  كاتماً شيئاً مما أنزل الله عليه لكتم هذه الآية على أمته وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك … إلى قوله: ….فلما قضى زيداً منها وطراً زوجناكها…وكان أمر الله مفعولاً.
قال لنا أبو موسى في خبر عبد الأعلى بعد قراءته علينا خبر عبدالوهاب عن عائشة ~ نحوه.
وكذا قال لنا في خبر يزيد بن هارون، عن مسروق قال: (كنت عند عائشة ~…) فذكر نحوه.
فأما بندار: فإنه قرأ علينا حديث يزيد بتمامه، ليس في خبر يزيد ذكر هذه الآية، ولا قولها: (لو كان النبي  كاتماً…)، إلى آخر الحديث، فأحسب أن أبا موسى إنما أراد بقوله في خبر يزيد بن هارون نحوه إلى قوله: ما أنزل إليك دون هذه الزيادة التي أدرجها عبدالوهاب في الخبر متصلاً، وميز ابن أبي عدي بين هذه الزيادة وبين الخبر المتصل، فروى هذه الزيادة عن داود بن أبي هند، عن الشعبي، عن عائشة ~، ليس في هذه الزيادة ذكر مسروق.

4- (326): حدينا يونس بن عبد الأعلى الصدفي، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحرث، أن عبدالله بن سعيد حدثه أن داود بن أبي هند حدثه عن عامر الشعبي، عن مسروق بن الأجدع أنه سمع عائشة ~ تقول: أعظم الفرية على الله من قال: ثلاثة، من قال: إن محمداً رأى ربه، وإن محمداً كتم شيئاً من الوحي، وإن محمداً يعلم ما في غد، قال: يا أم المؤمنين وما رآه؟ قالت: لا، إنما ذلك جبريل، رآه مرتين في صورته مرة بالأفق الأعلى، ومرةً ساداً أفق السماء.

5- (327): حدثنا هارون بن إسحاق الهَمْداني، قال: ثنا عبدة عن سعيد، عن أبي معشر، عن إبراهيم، عن مسروق، قال: قالت عائشة ~: ثلاث من قال واحدة منهن فقد أعظم على الله الفرية، من زعم أنه يعلم ما في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: وما تدري نفس ماذا تكسب غدا…، ومن زعم أن محمداً كتم شيئاً من الوحي فقد أعظم على الله الفرية، والله (تعالى) يقول: يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك الآية. ومن زعم أن محمداً رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: لا تدركه الأبصار، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير.
والله يقول: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب فقال مسروق لعائشة: يا أم المؤمنين~ أو لم يقل: ولقد رآه نزلةً أخرى وقال تعالى: ولقد رآه بالأفق المبين فقالت عائشة –~: "أنا سألت رسول الله عن ذلك، فقال: رأيت جبريل، نزل في الأفق، على خلقه وهيئته، أو خلقه وصورته ساداً ما بين الأفق".
قال أبوبكر: هذه لفظة، أحسب عائشة تكلمت بها، في وقت غضب كانت لفظة أحسن منا يكون فيها دركاً لبغيتها، كان أجمل بها، ليس يحسن في اللفظ: أن يقول قائل: أو قائلة فقد أعظم ابن عباس الفرية، وأبو ذر، وأنس بن مالك، وجماعات من الناس الفرية على ربهم، ولكن قد يتكلم المرء عند الغضب باللفظة التي يكون غيرها أحسن وأجمل منها، أكثر ما في هذا أن عائشة ~ وأبا ذر، وابن عباس _ما، وأنس بن مالك _ قد اختلفوا: هل رأى النبي  ربه؟ فقالت عائشة –~ (لم ير النبي- ربه)، وقال أبو ذر وابن عباس _ما: قد رأى النبي  ربه، وقد أعلمت في مواضع في كتبنا أن النفي لا يوجب علماً، والإثبات هو الذي يوجب العلم، لم تحك عائشة عن النبي أنه خبرها أنه لم ير ربه-عز وجل-، وإنما تلت قوله (عز وجل): لا تدركه الأبصار وقوله: وما كان لبشر أن يلكمه الله إلا وحيا… ومن تدبر هاتين الآيتين ووفق لإدراك الصواب، علم أنه ليس في واحدة من الايتين ما يستحق من قال: أن محمداً رأى ربه الرمي بالفرية على الله، كيف بأن يقول: (قد أعظم الفرية على الله؟).
لأن قوله: لا تدركه الأبصار قد يحتلم معينين: على مذهب من يثبت رؤية النبي  خالقه، (عز وجل)، قد يحتمل بأن يكون معنى قوله: لا تدركه الأبصار على ما قال ترجمان القرآن: لمولاه عكرمة ذاك نوره الذي هو نوره، إذا تجلى بنوره لا يدركه شيء.
والمعنى الثاني: أي: لا تدركه الأبصار أبصار الناس، لأن الأعم والأظهر من لغة العرب أن الأبصار إنما يقع على أبصار جماعة، لا أحسب غريبا يجيئ من طريق اللغة أن يقول: لبصر امرئ واحد أبصار، وإنما يقال لبصر امرئ واحد بصر، ولا سمعنا غربياً يقول: لعين امرئ واحد بصرين، فكيف أبصار.
ولو قلنا إن الإبصار ترى ربنا في الدنيا لكنا قد قلنا الباطل والبهتان فأما من قال: أن النبي  قد رأى ربه دون سائر الخلق، فلم يقل: إن الإبصار قد رأت ربها في الدنيا، فكيف يكون-يا ذوى الحجا من يثبت أن النبي  قد رأى ربه دون سائر الخلق مثبتاً أن الأبصار قد رأت ربها، فتفهموا يا ذوى الحجا هذه النكتة تعلموا أن ابن عباس _ما وأبا ذر وأنس بن مالك ومن وافقهم لم يعظوا الفرية على الله، ولا خالفوا حرفاً من كتاب الله في هذه المسألة.
فأما ذكرها: وما كان لبشر أن يكلم الله إلا وحياً أو من وراء حجاب…فلم يقل أبو ذر وابن عباس _ما وأنس بن مالك ولا واحد منهم ولا أحد ممن يثبت رؤية النبي  خالقه –عز وجل أن الله كلمه في ذلك الوقت الذي كان يرى ربه فيه، فيلزم أن يقال: قد خالفتهم هذه الآية، ومن قال: أن النبي  قد رأى ربه، لم يخالف قوله تعالى: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب، وإنما يكون مخالفاً لهذه الآية من يقول: رأى النبي  ربه فكلمه الله في ذلك الوقت، (و) ابن عمر مع جلالته وعلمه وورعه وفقهه وموضعه من الإسلام والعلم يلتمس علم هذه المسألة من ترجمان القرآن ابن عم النبي  يرسل إليه ليسأله، هل رأى النبي  ربه؟، علماً منه بمعرفة ابن عباس بهذه المسألة يقتبس هذا منه.
فقد ثبت عن ابن عباس إثباته أن النبي  قد رأى ربه، وبيقين يعلم كل علام أن هذا من الجنس الذي لا يدرك بالعقول، والآراء والجنان والظنون، ولا يدرك مثل هذا العلم إلا من طريق النبوة، أما بكتاب أو بقول نبي مصطفى، ولا أظن أحداً من أهل العلم يتوهم أن ابن عباس قال: رأى النبي  ربه برأي وظن، لا ولا أبو ذر، لا ولا أنس بن مالك، نقول: كما قال معمر بن راشد لما ذكر اختلاف عائشة ~ وابن عباس _ما في هذه المسألة: (ما اختلاف عائشة عندنا أعلم من ابن عباس، نقول: عائشة الصديقة بنت الصديق، حبيبة حبيب الله عالمة فقيهة كذلك ابن عباس، _ما، ابن عم النبي ، قد دعا النبي  له أن يرزق الحكمة، والعلم، وهذا المعني من الدعاء وهو المسمى بترجمان القرآن، ومن كان الفاروق _ يسأله عن بعض معاني القرآن، فيقبل منه، وإن خالفه غيره، ممن هو أكبر سناً منه، وأقدم صحبةً للنبي ، وإذا اختلفا فمحال أن يقال قد أعظم ابن عباس الفرية على الله، لأنه قد أثبت شيئاً، نفته عائشة ~، والعلماء لا يطلقون هذه اللفظة وإن غلط بعض العلماء في معنى آية من كتاب الله أو خالف سنة أو سنناً من سنن النبي  لم تبلغ المرء تلك السنن فكيف يجوز أن يقال أعظم الفرية على الله من يثبت شيئاً لم ينفه كتاب ولا سنة فتفهموا هذا، لا تغالطوا.

(ذكر حكاية معمر: سمعت عمي يحكيه عن عبد الرزاق، عن معمر في خبر ليس إسناده من شرطنا).
6- (328): حدثني عمي، قال: ثنا عبد الرزاق قال: أخبرنا ابن عيينة عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن عبدالله بن الحارث، قال اجتمع ابن عباس وكعب، فقال ابن عباس: إنا بنو هاشم، نزعم أو نقول: أن محمداً رأى ربه مرتين، قال: فكبر كعب حتى جاوبته الجبال، فقال: (أن الله قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى، صلى الله عليهما وسلم، فرآه محمد  بقلبه، وكلمه موسى).
قال مجالد: قال الشعبي: فأخبرني مسروق، أنه قال لعائشة: أي أمتاه هل رأى محمد ربه قط؟ قالت: إنك تقول قولاً، أنه ليقف منه شعري، قال: قلت رويداً قال: فقرأت عليها: والنجم إذا هوى…. إلى قوله… قاب قوسين أو أدنى قالت: أين يذهب بك؟ إنما رأى جبريل  في صورته، من حدثك أن محمداً رأى ربه فقد كذب، ومن حدثك أنه يعلم الخمس من الغيب قد كذب، إن الله عنده علم الساعة … إلى آخر السورة.
قال عبد الرزاق: فذكرت هذا الحديث لمعمر، فقال: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس.
قال أبوبكر: لو كنت ممن استحل الاحتجاج بخلاف أصلي، واحتججت بمثل مجالد، لاحتججت أن بني هاشم قاطبة، قد خالفوا عائشة ~، في هذه المسألة، وأنهم جميعاً كانوا (يثبتون أن النبي  قد رأى ربه، مرتين).
فاتفاق بني هاشم عند من يجيز الاحتجاج بمثل مجالد أولى من انفراد عائشة بقول لم يتابعها صحابي، يعلم، ولا امرأة من نساء النبي ، ولا من التابعات، وقد كنت قديماً أقول: لو أن عائشة حكت عن النبي  ما كانت تعتقد في هذه المسألة أن النبي لم ير ربه (جل وعلا) وإن النبي- أعلمهما ذلك، وذكر ابن عباس _ما وأنس بن مالك وأبو ذر عن النبي  أنه رأى ربه، لعلم كل عالم يفهم هذه الصناعة أن الواجب من طريق العلم والفقه قبول قول من روى عن النبي  أنه رأى ربه، إذ غير جائز أن تكون عائشة سمعت النبي  يقول: لم أر ربي قبل أن يرى ربه، (عز وجل)، ثم سمع غيرها أن النبي  يخبر أنه قد رأى ربه، بعد رؤيته ربه، فيكون الواجب من طريق العلم قبول خبر من أخبر أن النبي  رأى ربه؛ وقد بينت هذا الجنس في المسألة التي أمليتها في ذكر بسم الله الرحمن الرحيم.

(49): (باب ذكر إثبات ضحك ربنا عز وجل):
بلا صفة تصف ضحكه، جل ثناؤه، لا ولا يشبّه ضحكه بضحك المخلوقين، وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك، كما أعلم النبي ، ونسكت عن صفة ضحكه جل وعلا، إذ الله (عز وجل) استأثر بصفة ضحكه، لم يطلعنا على ذلك، فنحن قائلون بما قال النبي ، مصدقون بذلك، بقلوبنا منصتون عما لم يبين لنا، مما استأثر الله بعلمه.

1- (329): حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، والحسين بن عيسى البسطامي قالا: ثنا يزيد بن هارون، قال: ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن عبدالله بن مسعود، عن النبي-، قال: "إن آخر من يدخل الجنة لرجل يمشى على الصراط، فينكب مرة، ويمشي مرةً".

فذكر الحديث بطوله، وقالا في آخر الخبر: "فيقول ربنا تبارك وتعالى ما يصرني منك، أي عبدي، أيرضيك أن أعطيك من الجنة مثل الدنيا ومثلها معها؟ قال: فيقول: أتهزأ بي، وأنت رب العزة، قال: فضحك عبد الله حتى بدت نواجذه، ثم قال: إلا تسألوني لم ضحكت؟ قالوا: لم ضحكت؟ قال: لضحك رسول الله  ثم قال لنا رسول الله : إلا تسألوني لم ضحكت؟ قالوا: لم ضحكت يا رسول الله؟ قال: لضحك الرب تبارك وتعالى، حين قال أتهزأ بي وأنت رب العزة".

2- (330): حدثنا محمد بت يحيى، قال: ثنا أبو اليمان، قال: ثنا شعيب عن الزهري، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، وعطاء بن يزيد الليثي أن أبا هريرة _ أخبرهما أن الناس قالوا: للنبي : هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فذكر الحديث بطوله، قال: (ويبقى رجل بين الجنة والنار، وهو آخر أهل الجنة دخولاً (الجنة) مقبل بوجهه على النار، فيقول: يا رب: اصرف وجهي عن النار فإنه قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها، فيقول الله-عز وجل: فهل عسيت أن فعلت ذلك بك أن تسأل غير ذلك، فيقول: لا وعزتك، فيعطى ربه ما شاء من عهد وميثاق، فيصرف (الله) وجهه عن النار".
فذكر الحديث وقال: (فيقول: أو لست أعطيت العهود والمواثيق أن لا تسأل غير الذي أعطيت؟، فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فيضحك الله (عز وجل) منه). ثم ذكر باقي الحديث.

3- (.....): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة _.

4- (.......): ثنا محمد قال: ثنا سليمان بن داود الهاشمي، قال: ثنا إبراهيم –وهو ابن سعد عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد، أن أبا هريرة أخبره.
قال محمد بن يحيى: وساق جميع الأحاديث بهذا الخبر غير أنهما ربما اختلفا في اللفظ والشيء، والمعنى واحد.
قال أبوبكر: هذا الخبر عن أبي هريرة _ وأبي سعيد جميعاً، لأن في الخبر أن أبا سعيد قال لأبي هريرة: أشهد أن النبي  قد قال، قال الله: ذلك لك، وعشرة أمثاله.
فهذه المقاله تثبت أن أبا سعيد قد حفظ هذا الخبر عن النبي على ما رواه أبو هريرة _، إلا أنه حفظ هذه الزيادة: قوله (ذلك لك وعشرة أمثاله)، وأبو هريرة إنما حفظ (ذلك لك ومثله معك)، وهذه اللفظة التي ذكرها أبو هريرة ومثله معه لا تضاد اللفظة التي ذكرها أبو سعيد، وهذا من الجنس الذي ذكرته في كتأبي –عوداً وبدءاً أن العرب قد تذكر العدد للشيء ذي الأجزاء والشعب، لا تريد نفياً لما زاد على ذلك العدد، وهذا مفهوم في لغة العرب.
لو أن مقراً قال لآخر: "لك عندي درهم معه درهم، ثم قال بعد هذه المقالة لك عندي درهم معه عشرة دراهم، لم تكن الكلمة الثانية تكذيباً لنفسه، للكلمة الأولى، لأن من كان معه عشرة دراهم، فمعه درهم من العشرة دراهم، وزيادة تسعة دراهم على الدرهم، وإنما يكون التكذيب: لو قال في الابتداء: (لك عندي درهم  أكثر منه، أو قال في الابتداء) ليس لك عندي أكثر من درهمين، ثم قال: لك عندي عشرة دراهم، كان بقوله الثاني مكذباً لنفسه في الكلمة الأولى، لا شك ولا امتراء ومن كان له أربع نسوة (فقال مخاطب لمخاطبه لي امرأة معها أخرى، ثم قال له أو لغيره لي أربع نسوة) لم تكن كلمته الآخرة تكذيباً منه نفسه للكلمة الأولى.
هذا باب يفهمه من يفهم العلم والفقه، وإنما ذكرت هذا البيان لأن أهل الزيغ والبدع لا يزالون يطعنون في الأخبار لاختلاف ألفاظها.
قال أبوبكر: قد بينت معنى هاتين اللفظتين، في موضع آخر، علمت أن النبي  قال في الابتداء: إن الله (عز وجل) يقول له: (أترضى أن أعطيك مثل الدنيا ومثلها معها)، ثم زاد بعد ذلك حتى بلغ أن قال: (لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها).

5- (331): حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة الأحمسي، قال: ثنا وكيع عن سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة _، عن النبي ، قال: "إن الله (عز وجل) يضحك إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما داخل الجنة، يقاتل هذا في سبيل الله، فيستشهد، ثم يتوب الله على قاتله، فيسلم، فيقاتل في الله فيستشهد".

6- (......): وأخبرني محمد بن عبدالله بن عبد الحكم، أن ابن وهب أخبره، قال: أخبرني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة _ عن رسول الله  …بذلك.

7- (332): حدثنا بندار، قال: ثنا مؤمل، وثنا أبو موسى، عن مؤمل، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا أبو الزناد، عن عبدالرحمن الأعرج، عن أبي هريرة _، قال: قال رسول الله :
"ضحك ربنا من رجلين، قتل أحدهما صاحبه، وكلاهما في الجنة".
وقال بندار: عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة _، عن النبي : "يضحك الله (عز وجل)، من رجلين يقتل أحدهما صاحبه، يدخلان الجنة".

8- (333): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا أبو المغيرة، قال: ثنا عبدالرحمن بن يزيد، قال: حدثني الزهري، عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة _، عن النبي  قال:
"ضحك الله من رجلين: قتل أحدهما صاحبه، ثم دخلوا الجنة جميعاً"، قال: سئل الزهري عن تفسير هذا، قال: مشرك قتل مسلماً ثم أسلم، فمات فدخل الجنة.

9- (334): حدثنا عبدالرحمن بن بشر بن الحكم، قال: ثنا عبد الرزاق، قال: ثنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدثنا به أبو هريرة، قال: قال رسول الله:"يضحك الله لرجلين، أحدهما يقتل الآخر، كلاهما يدخل الجنة، قالوا: وكيف يا رسول الله؟ قال: يقتل هذا فيلج الجنة، ثم يتوب الله على الآخر، فيهديه إلى الإسلام، ثم يجاهد في سبيل الله، فيستشهد".

10- (335): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا عبد الرزاق بمثله، غير أنه قال: سمعت أبا هريرة _ وقال: قالوا: وكيف ذلك يا رسول الله؟".

11- (336): حدثنا عيسى بن أبي حرب، قال: ثنا يحيى، يعني ابن بكير قال: ثنا بشر ابن الحسين –وهو أبو محمد الأصبهاني قال: ثنا الزبير بن عدي، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله  أحسبه قال: "يعجب أو يضحك تبارك وتعالى من رجلين يقتل أحدهما الآخر، كلاهما يدخل الجنة، يقتل هذا، هذا، فيلج الجنة، ثم يتوب الله على الآخر، فيهديه للإسلام".
قال أبوبكر: "خرجت هذا الباب في كتاب (الجهاد)".

12- (337): حدثنا موسى بن خاقان، بغدادى، قال: ثنا سلم بن سالم البلخي، عن خارجة بن مصعب، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عائشة ~ قالت: (قال رسول الله:"إن الله (عز وجل) ليضحك من إياسة العباد وقنوطهم، وقربه منهم، قلت: يا رسول الله: بأبي أنت وأمي، أو يضحك ربنا؟ قال: أي، والذي نفسي بيده، إنه ليضحك، قال: فقلت: إذا لا يعدمنا منه خيراً إذا ضحك".

13- (338): وروى عبيدالله بن عبد المجيد، قال: ثنا فَرْقد بن الحجاج، قال سمعت عقبة –وهو ابن أبي الحسناء قال: سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله : "إذا جمع الله الأولى والأخرى، يوم القيامة، جاء الرب تبارك وتعالى إلى المؤمنين، فوقف عليهم المؤمنون على كوم، فقالوا: لعقبة ما الكوم؟ قال: المكان المرتفع، فيقول: هل تعرفون ربكم؟ فيقولون: نإ عرفنا نفسه عرفناه، ثم يقول لهم الثانية، فيضحك في وجوههم فيخرجون له سجداً".

14- (....): حدثنا عمرو بن علي، قال: ثنا عبيدالله بن عبدالمجيد.

15- (339): وروى حماد بن سلمة، قال: ثنا علي بن زيد، عن عمارة القرشي، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، قال: قال رسول الله : "يتجلى لنا ربنا (عز وجل)، يوم القيامة ضاحكاً".
حدثناه محمد بن يحيى، قال: ثنا سليمان بن حرب، عن حماد عن سلمة.

16- (340): وثنا محمد، قال: ثنا عفان بن مسلم، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد، عن عمارة القرشي، قال: وفدنا إلى عمر بن عبدالعزيز وفينا أبو بردة، فذكر قصة فيها بعض الطول.
وذكر أن أبا بردة قال: قال: حدثني أبي عن النبي  قال: "يجمع الله الأمم يوم القيامة، في صعيد واحد".
فذكر حديثاً في ذكر بعض أسباب يوم القيامة، قال: فيتجلى لهم ربنا ضاحكاً، فيقول: أبشروا معاشر المسلمين إنه ليس منكم أحد، إلا جعلت مكانه في النار يهودياً أو نصرانياً".

17- (341): حدثنا إبراهيم بن محمد الحلبي، قال: ثنا عبدالله بن داود أبو عبدالرحمن عن إسماعيل بن عبد الملك، عن علي بن ربيعة قال: "أردفني علي –رضوان الله عليه خلفه ثم خرج إلى ظهر الكوفة، ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاغفر لي، ثم التفت إلي فضحك، فقال: ألا تسألني مم ضحكت؟ قال: قلت: ممن ضحكت يا أمير المؤمنين؟ قال: أردفني رسول الله  خلفه، ثم خرج بي إلى حرة المدينة ثم رفع رأسه إلى السماء فقال: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين فاغفر لي، ثم التفت إلي فضحك، فقال: ألا تسألني مم ضحكت؟ قال: قلت: مم ضحكت يا رسول الله؟ قال: ضحكت من ضحك ربي، وتعجبه من عبده أنه يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيره".
قال أبوبكر: قد أمليت بعض طرق هذا الخبر في الدعاء عند الركوب، في كتاب المناسك، أو كتاب الجهاد
18- (342): وروى إسماعيل بن أبي خالد، عن إسحاق بن راشد، عن امرأة من الأنصار يقال لها، أسماء بنت يزيد بن السكن، قالت: لما مات سعد بن معاذ، صاحت أمه، فقال لها رسول الله : "ألا يرقأ دمعك، ويذهب خزنك، فإن ابنك أول من ضحك الله إليه واهتز منه العرش".
حدثناه محمد بن بشار، ويحيى بن حكيم قال بندار: ثنا يزيد، قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، وقال يحيى: ثنا يزيد بن هارون، قال إسماعيل بن أبي خالد.
قال أبوبكر: لست أعرف إسحاق بن راشد هذا، ولا أظنه الجزري، أخو النعمان بن راشد.

19- (343): حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن وهب قال: حدثني ابن لهيعة وعبدالرحمن بن شريح، ويحيى بن أيوب، عن عبيدالله بن المغيره السبائي، عن أبي فراس، عن عبدالله بن عمرو، قال: يضحك الله إلى صاحب البحر، ثلاث مرات، حين يركبه ويتخلى من أهله وماله وحين يميد، وحين يرى إلي أما شاكراً وإما كفوراً".
قال أبوبكر: قد كنت أعلمت قبل هذا الباب: أن العلماء لم يختلفوا أن المؤمنين يرون خالقهم يوم القيامة، جل ربنا وعز، وإن النبي أفضل المؤمنين، يرى خالقه، جل وعز، يوم القيامة، وإنما اختلفوا هل رأى النبي –’ ربه، (عز وجل)، قبل نزول المنية بالنبي وأعطاني بعض أصحابي كتاباً منذ أيام منسوباً إلى بعض الجهمية رأيت في ذلك الكتاب عن محمد بن جابر عن أبي إسحاق عن هبيرة بن يريم، عن ابن مسعود قال: (من زعم أن الله يرى جهره فقد أشرك، ومن زعم أن موسى سأل ربه أن يراه جهرة فقد أشرك).
واحتج الجهمي بهذا الخبر، ادّعى: أن الله (تعالى) لا يرى، وإن النبي لا يرى ربه يوم القيامة، ولا المؤمنون وهذا الخبر كذب موضوع، باطل، وضعه بعض الجهمية، وعندنا بحمد الله ونعمته خبران، بإسنادين متصلين عن ابن مسعود، خلاف هذا الخبر الموضوع في خبر أبي عبيدة، عن مسروق، عن عبدالله بن مسعود، قال: "يجمع الله الناس يوم القيامة، فينادي مناد: يا أيها الناس، ألم ترضوا من ربكم الذي خلقكم وصوركم ورزقكم أن يولي كل إنسان ما كان يعبد في الدنيا، ويتولى؟
أليس ذلك عدل من ربكم؟ قالوا: بلى، قال: فلينطلق كل إنسان منكم إلى ما كان يتولى في الدنيا، قال: يمثل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا، قال: يمثل لمن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ويمثل لمن كان يعبد عزيزاً شيطان عزيز، حتى يمثل لهم الشجرة والعود، والحجر ويبقى أهل الإسلام جثوماً، فيقول لهم: ما لكم لا تنطلقون كما انطلق الناس؟
فيقولون: إن لنا رباً ما رأيناه (بعد، قال: فيقول: بم تعرفون ربكم، أن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة، أن رأيناه) عرفناه، قال وما هي؟ قال: فيكشف عن ساق، قال: فيخر كل من كان لظهره طبق ساجداً، ويبقى قوم ظهورهم كصياصي البقر".
الحديث بطوله، وفي الخبر: أن ابن مسعود قال: سمعت رسول الله  يحدث مراراً، فلما بلغ هذا المكان من الحديث ما ذكر موضعاً من الحديث (إلا ضحك).

20- (344): حدثناه يوسف بن موسى، قال: ثنا مالك بن إسماعيل البصري، قال: ثنا عبدالسلام بن حرب، قال: ثنا يزيد بن عبدالرحمن أبو خالد الدالآني، قال: ثنا المنهال بن عمرو، عن أبي عبيدة مسروق، عن عبدالله بن مسعود، فذكر الحديث بطوله.
وفي خبر سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن عبدالله بن مسعود، في الحديث الطويل، قال: "ثم يتمثل الله (عز وجل) للخلق فيقول: من تعبدون؟
وذكر بعض الحديث، وقال: حتى يبقى المسلمون، فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبدالله لا نشرك به شيئاً، فيقول: هل تعرفون ربكم؟ فيقولون: سبحانه إذا اعترف لنا عرفناه، فعند ذلك يكشف عن ساق، فلا يبقى مؤمن ولا مؤمنه إلا خرّ لله ساجداً".

21- (345): حدثناه محمد بن بشار بندار، قال: ثنا يحيى، وقرأه عليّ من كتأبي، قال: ثنا سفيان، قال: ثنا سلمة وهو ابن كهيل.
(و) حدثنا البسطامي، قال: ثنا أبو نعيم، قال: ثنا سفيان، الحديث بطوله.
قال أبوبكر: هذا الخبر، وخبر مسروق عن ابن مسعود: يصرحان أن ابن مسعود كان يقر أن المسلمين يرون خالقهم (عز وجل)، يوم القيامة، إذا كشف عن ساق، وإن المؤمنين يخرون لله سجداً، إذا رأوه في ذلك الوقت، فكيف يكفر من يقول بما هو عنده حق وصدق وعدل.
ولو ثبت هذا الخبر عن ابن مسعود لكان للخبر عندنا معنى "صحيحاً" لا كما توهمه الجهمي، عليه لعائن الله، ونحن نقول: (أن من زعم أن الله يرى جهرة في الدنيا، فقد كذب، وافترى، لأن ما يرى جهرةً يراه كل بصير، لا حجاب بينه وبينه. وإنما سأل قوم موسى موسى، أن يريهم الله جهرة، فأما موسى فإنما سأل على لفظ الكتاب قال رب أرني أنظر إليك، قال لن تراني… ولم يقل: أرني أنظر إليك جهرةً، لأن الرؤية جهرةً، هي الرؤية التي يراه كل من كان بصره مثل بصر الناظر إلى الشيء، والله (عز وجل) يحتجب عن أبصار أهل الدنيا، في الدنيا، لا يرى أحد ربه في الدنيا جهرةً، وقد أعلمنا قبل معنى قوله: لا تدركه الأبصار وأنه جائز أن يكون النبي  مخصوصاً برؤية خالقه، وهو في السماء السابعة، لا أن النبي رأى ربه وهو في الدنيا، وقد أعلمت به قبل أن العلماء لم يختلفوا أن جميع المؤمنين يرون خالقهم (في الآخرة لا في الدنيا، ومن أنكر رؤية المؤمنين خالقهم) يوم المعاد، فليسوا بمؤمنين، عند المؤمنين، بل هم أسوأ حالاً في الدنيا –عند العلماء من اليهود والنصارى والمجوس، كما قال ابن المبارك: (نحن نحكي كلام إليهود والنصارى، ولا نقدر أن نحكي كلام الجهمية).

22- (346): حدثنا علي بن عبدالرحمن بن المغيره البصري، قال: ثنا خلف بن هشام البزار، قال: ثنا أبو شهاب، عن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبدالله، قال: قال رسول الله : "إنك تعاينون الله (عز وجل) يوم القيامة عياناً".

(50): (بابا ذكر أبواب شفاعة النبي ‘):

التي قد خص بها دون الأنبياء سواه، صلوات الله عليهم لأمته، وشفاعة النبي  (دون غيره من الأنبياء صلوات الله  عليهم)، وشفاعة بعض أمته لبعض أمته، ممن قد أوبقتهم خطاياهم، وذنوبهم فأدخلوا النار، ليخرجوا منها، بعد ما قد عذبوا فيها، بقدر ذنوبهم، وخطاياهم التي لا يغفرها لهم، ولم يتجاوز لهم عنها، بفضله (وجوده. بالله) نتعوذ من النار.

(51): (باب: ذكر الشفاعة التي خص الله بها النبي ‘):

دون غيره من الأنبياء صلى الله عليهم، وهي الشفاعة الأولى التي يشفع بها لأمته، ليخلصهم الله من الموقف الذي قد جمعوا فيه، يوم القيامة، مع الأولى، وقد دنت الشمس منهم، فآذتهم وأصابهم من الغم والكرب مالا يطيقون، ولا يحتملون. هذه الشفاعة هي سوى الشفاعة التي يشفع النبي  بعد، لإخراج من قد أدخل النار من أمته، بما قد ارتكبوا من الذنوب، والخطايا في الدنيا، التي لم يشأ الله أن يعفو عنها ويغفر لهم، تفضيلاً وكرماً وجوداً، وما ذكر من خصوصية الله نبيه محمداً بالنظر إليه (عز وجل) عند الشفاعة داخل في هذا الباب.

1- (.......): حدثنا أبو قدامة عبيدالله بن سعيد، ويعقوب بن إبراهيم الدورقي وعبدالرحمن بن بشر بن الحكم، قالوا: ثنا يحيى بن سعيد قال: ثنا أبو حيان، قال: حدثني أبو زرعة بن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة _.
2- (.....): وثنا علي بن المنذر، قال: ثنا ابن فضيل، ثنا أبو حيان التميمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة _.

3- (347): وثنا عبدة بن عبدالله الخزاعي، قال: ثنا ابن فضيل، قال: ثنا أبو حيان التميمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة _ قال: "أُتِيَ النبي  بلحم، فدفع إليه الذراع، وكان يعجبه، فنهش منه نهشةً، ثم قال: أنا سيد الناس يوم القيامة، وهل تدرون لم ذلك؟ يجمع الله يوم القيامة الأولين والآخرين في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي، وينفدهم البصر، وتدنوا الشمس فيبلغ الناس من الكرب والغم ما لا يطيقون ولا يحتملون، فيقول بعض الناس لبعض: إلا ترون ما أنتم فيه؟ إلا ترون ما قد بلغكم إلا تنظرون من يشفع إلى ربكم.
فيقول بعض الناس لبعض: أبوكم آدم ‘ فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم أنت أبو البشر، خلقك الله بيده، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفع لنا إلى ربك، إلا ترى ما نحن فيه، إلا ترى ما قد بلغنا؟
فيقول لهم: أن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإنه نهاني عن الشجرة، فعصيته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى نوح، فيأتون نوحاً، فيقولون يا نوح، أنت أول الرسل إلى أهل الأرض، وسماك الله عبداً شكوراًن اشفع لنا إلى ربك، إلا ترى إلى ما نحن فيه، إلا ترى إلى ما قد بلغنا؟
فيقول لهم: أن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب مثله (ولن يغضب بعده مثله)، وإنه كانت لي دعوة دعوت بها على قومي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى إبراهيم (فيأتون إبراهيم) فيقولون يا إبراهيم: أنت نبي الله، وخليله من أهل الأرض، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه، إلا ترى ما قد بلغنا؟ فيقول لهم إبراهيم: (أن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وذكر كذباته، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى موسى، فيأتون موسى فيقولون: يا موسى: أنت رسول الله، فضلك برسالاته، وبتكليمه على الناس، فاشفع لنا إلى ربك، إلا ترى ما نحن فيه، إلا ترى ما قد بلغنا؟
فيقول لهم موسى: إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، وإني قتلت نفساً، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى عيسى بن مريم، فيأتون عيسى بن مريم، فيقولون: يا عيسى: أنت رسول الله، وكلمت الناس في المهد، وكلمة منه ألقاها إلى مريم وروح منه، اشفع لنا إلى رب، ألا ترى ما نحن فيه؟ إلا ترى ما قد بلغنا، فيقول لهم عيسى: أن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ولم يذكر له ذنباً، نفسي نفسي، اذهبوا إلى غيري، اذهبوا إلى محمد  فيأتوني، فيقولون: يا محمد أنت رسول الله وخاتم النبيين، وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك، ألا ترى ما نحن فيه؟ إلا ترى ما قد بلغنا فأنطلق فآتي تحت العرش، فأقع ساجداً لربي، ثم يفتح الله عليّ ويهمني من محامده، وحسن الثناء عليه، شيئاً لم يفتحه لأحد قبلي، ثم قال: يا محمد: ارفع رأسك، وسل تعط، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول رب: أمتي، أمتي أمتي، ثلاث مرات، فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه، من الباب الأيمن، من أبوب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب، قال: والذي نفسي بيده: أن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر أو كما بين مكة وبصرى".
هذا لفظ حديث عبدالرحمن بن بشر.

52 (باب: ذكر الدليل أن هذه الشفاعة التي وصفنا أنها أول الشفاعات هي التي يشفع بها النبي- ليقضي الله بين الخلق فعندها يأمره الله (عز وجل) أن يدخل من لا حساب عليه من أمته الجنة من الباب الأيمن، فهو أول الناس دخولاً الجنة من المؤمنين).
1- (348): حدثنا محمد بن عبدالله بن عبدالحكم، قال: حدثني أبي وشعيب عن الليث.

2- (349): وحدثنا يونس بن عبدالأعلى، قال: ثنا يحيى-يعني ابن عبدالله بن بكير قال: حدثني الليث، عن بن أبي عبيدالله بن أبي جعفر قال: سمعت حمزة بن عبدالله يقول: سمعت عبدالله بن عمر يقول: قال رسول الله "ما يزال الرجل يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم، وقال: أن الشمس تدنو، حتى يبلغ العرق نصف الأذن، فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم’ فيقول: لست بصاحب ذلك، ثم بموسى فيقول كذلك، ثم بمحمد- فيشفع ليقضى بين الخلق، فيمشي حتى يأخذ بحلقة الجنة، يبعثه الله مقاماً محموداً يحمده أهل الجمع كلهم".
هذا حديث يونس.

3- (350): حدثنا أبو زرعة، عبيدالله بن عبدالكريم، قال ثنا سعيد بن محمد الجْرمي، قال: ثنا عبدالواحد بن واثل، قال: ثنا محمد بن ثابت البناني، عن عبدالله بن عبدالله بن الحرث بن نوفل، عن أبيه عن عبدالله بن عباس_ما-، قال: قال رسول الله : "للأنبياء منابر من ذهب، فيجلسون عليها قال: ويبقى منبري، لا أجلس عليه ولا أقعد عليه، قائم بين يدي ربي مخافة أن يبعث بي إلى الجنة وتبقى أمتي بعدي، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقول الله (عز وجل): يا محمد ما تريد أن نصنع بأمتك؟ فأقول: يا رب عجل حسابهم فيدعا بهم، فيحاسبون، فمنهم من يدخل الجنة برحمة الله، ومنهم من يدخل الجنة بشفاعتي، فما أزال أشفع حتى أعطى صكاكاً برجال، قد بعث بهم إلى النار، وحتى أن مالكاً– خازن النار يقول: يا محمد ما تركت للنار، لغضب ربك في أمتك من نقمة".
وفي خبر قتادة عن أنس: "فاشفع لنا إلى ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا". في ذكر مسألتهم آدم، ثم ذكر في المسألة باقي الأنبياء.

(53): (باب ذكر البيان أن هذه الشفاعة التي ذكرت أنها أول الشفاعات إنما هي قبل مرور الناس على الصراط حين تزلف الجنة، فإن الله قال: وأزلفت الجنة للمتقين.
1- (352): حدثنا علي بن المنذر، قال: ثنا محمد بن فضيل، قال: ثنا أبو مالك، عن أبي حازم، عن أبي هريرة –_، وعن ربعي بن خراش، عن حذيفة قالا: قال رسول الله: "يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون، حين تزلف الجنة، فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة، فيقول: وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم؟ لست بصاحب ذلك، إنما كنت خليلاً من وراء وارء.
اعمدوا إلى ابني موسى، الذي كلمه الله تكليماً، فيأتون موسى، فيقول لست بصاحب ذلك، اذهبوا إلى كلمة الله وروحه عيسى، قال: فيقول عيسى، لست بصاحب ذلك، فيأتون محمداً  فيقوم فيؤذن له، وترسل معه الأمانة والرحم، فيقفان على الصراط، يمينه وشماله، فيمر أولكم، كمر البرق، قلت: بأبي أنت وأمي: أي شيء مر البرق قال: ألم تر إلى البرق كيف يمر، ثم يرجع في طرفة عين، كمر الريح، ومر الطيور، وشد الرجال، تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، (يقول) رب سلّم، سلّم، قال: حتى تعجز أعمال الناس، حتى يجيء الرجل، فلا يستطيع أن يمر إلا زحفاً، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت به فمخدوش ناج، ومكدوس في النار". والذي نفس أبي هريرة بيده: إن قعر جهنم لسبعين خريفاً.

(54): (باب ذكر البيان: أن للنبي شفاعات يوم القيامة في مقام واحد، واحدة بعد أخرى).
أولها: ما ذكر في خبر أبي زرعة، عن أبي هريرة –_، وخبر ابن عمر، وابن عباس. وهي شفاعته لأمته ليخلصوا من ذلك الموقف، وليعجل الله حسابهم ويقضي بينهم، ثم ما بعدها من الشفاعات في ذلك الموقف، إنما هي: لإخراج أهل التوحيد من النار، بشفاعته فرقة بعد أخرى، وعوداً بعد بدء، ونذكر خبراً مختصراً، حذف منه أول المتن، كما حذف في خبر أبي هريرة –_، وابن عمر آخر المتن، واختصر الحديث اختصاراً.
قال النبي : "واختصر لي الحديث اختصاراً، فأصحاب النبي ربما اختصروا أخبار النبي  إذا حدثوا بها، وربما اقتصوا الحديث بتمامه، ربما كان اختصار (بعض) الأخبار، أو بعض السامعين يحفظ بعض الخبر، ولا يحفظ جميع الخبر، وربما نسي بعض الحفظ، بعض المتن، فإذاجمعت الأخبار كلها علم حينئذ جميع المتن والسند، دل بعض المتن على بعض، كذكرنا أخبار النبي في كتبنا، نذكر المختصر منها، والمقتصى منها، والمجمل المفسر، فمن لم يفهم هذا الباب لم يحل له تعاطي علم الأخبار، ولا ادعاءها.

1- (352): حدثنا أبو عمر حفص بن عمرو الرَبَال، قال: ثنا عبدالرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي، قال: ثنا شعبة قال: ثنا قتادة عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ‘: "يجمعون يوم القيامة فيوهمون لذلك، قال: فيقولون: إلا نأتي من يشفع لنا إلى ربنا، فيريحنا من مكاننا هذا، قال: فيأتون آدم، فيقولون: أنت آدم الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأسكنك جنته، اشفع لنا إلى ربك، قال: فيقول: لست هناك، ويذكر خطيئته، ولكن ائتوا نوحاً، أول نبي بعثه الله إلى العالمين فيأتون نوحاً، فيقولون: انطلق فاشفع لنا إلى ربك، قال: فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ولكن ائتوا إبراهيم ‘ عبداً اتخذه الله خليلاً، قال: فيأتون إبراهيم فيقولون: انطلق فاشفع لنا إلى ربك، قال: فيقول: لست هناكم، ويذكر ثلاث كذبات ولكن ائتوا موسى عبداً كلمه الله تكليماً، قال: فيأتون موسى فيقولون: انطلق فاشفع لنا إلى ربك، قال: فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ولكن ائتوا عيسى، روح الله وكلمته، وعبده ورسوله فيأتون عيسى فيقولون: انطلق فاشفع لنا إلى ربك، قال: فيقول: لست هناكم، ولا يذكر خطيئته ولكن ائتوا محمداً ، عبداً غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: فيأتوني، فأقوم، فآخذ بحلقة الباب، فأستأذن، فيؤذن لي، فإذا رأيته وقعت ساجداً، قال: ارفع رأسك، وقل يسمع، واشفع تشفع، وسل تعطه، قال: فيخرج لي حدّاً من النار، ثم أقع ساجداً، فيقول لي: ارفع رأسك وقل: تسمع، واشفع تشفع، وسل تعطه، قال: فيخرج لي حد من النار، حتى أقول: يا رب أنه لم يبق في النار إلا من حبسه القرآن).
وقال: رسول الله : (أن لكل نبي دعوة، قد دعا بها في أمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعةً لأمتي يوم القيامة…".

2- (353): حدثنا أبو الأشعث أحمد بن المقدام العجلي، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت أبي، قال: ثنا قتادة، عن أنسن قال لنا أحمد في الرحلة الثانية عن النبي قال: فيأتي المؤمنون آدم يوم القيامة، فيقولون: أسجد الله لك الملائكة، فاشفع لنا إلى الله فيريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم، فائتوا نوحاً، فيأتون نوحاً فيقول: لست هناك، فيما يزالون حتى يؤمروا إلى خليل الله إبراهيم، فيأتون إبراهيم فيقول: لست هناك، فئتوا عيسى، فإنه روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقول: لست هناك، فائتوا محمداً فقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال النبي: "فيأتوني فآتي ربي (عز وجل) في داره، فأستأذن، فيؤذن لي، فإذا رأيت ربي (قال لنا أحمد: هيه: فإذا نظرت ربي) خررت له ساجداً، فيدعني، ما شاء الله أن يدعني، فيقال أو يقول: ارفع محمد، قل يسمع، وسل تعطه، اشفع تشفع، فأحمد ربي بمحامد يلعمنيها، ثم أشفع، فيحد لي حدّاً، فأخرج فأدخلهم الجنة، ثم أعود إلى ربي الثالثة، فإذا رأيت ربي خررت له ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول أو يقال: ارفع محمد، قد يسمع، سل تعطه، اشفع تشفع، فأحمد ربي بمحامد يعلمنيها، ثم أشفع، فيحد لي حدّاً، فأخرجهم فأدخلهم الجنة، حتى أقول لربي: ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن".

3- (.....): قال لنا: أحمد مرةً: أو (كما قال): حدثنا أحمد قال: ثنا خالد بن الحرث، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس عن النبي ‘ بنحوه.

4- (354): حدثنا أبو موسى، محمد بن المثنى-، قال: ثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله يجتمع المؤمنون يوم القيامة، فيهتمون بذلك، أو يلهمون به فيقولون: لو استشفعنا إلى ربنا (عز وجل) فأراحنا من مكاننا هذا، فيأتون آدم (فيقولون: يا آدم) أنت أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسجد لك ملائكته، وعلمك أسماء كل شيء، فاشفع لنا عند ربك، حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لست هناكم، ويذكر لهم ذنبه الذي أصابه، فيستحي من ربه من ذلك، ويقول: ولكن ائتوا نوحاً، فإنه ألو رسول بعثه الله إلى أهل الأرض، فيأتون نوحاً، فيقول: لست هناكم ويذكر سؤالاته ربه ما ليس له به علم، فيستحي من ربه من ذلك، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن، فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا موسى، عبداً كلمه الله، وأعطاه التوراة، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر قتله للنفس بغير نفس، فيستحي من ربه من ذلك، ولكن ائتوا عيسى، عبدالله ورسوله، وكلمة الله وروحه، فيأتونه، فيقول: لست هناكم، ولكن ائتوا محمداً عبداً غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأنطلق (قال الحسن: فأمشي بين سماطين من المؤمنين، ثم رجع إلى حديث أنس) فأستأذن على ربي، فيؤذن لي، فإذارأيت ربي وقعت له ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع محمد، قل يسمع وسل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي فأحمد بتحميد يعلمنيه، فأشفع، فيحد لي حدّاً، فيدخلهم الجنة، ثم أعود الثانية، فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع محمد، قل يسمع، سل تعطه، واشفع تشفع فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يلعمنيه ثم أشفع، فيحد لي حدّاً، فيدخلهم الجنة، ثم أعود في الثالثة، فإذا رأيت ربي وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقال: ارفع محمد، قل يسمع، سل تعطه، اشفع تشفع فأرفع رأسي، فأحمده بتحميد يعلمنيه ثم أشفع، فيحد لي حدّاً، فيدخلهم الجنة، ثم آتيه الرابعة (أو أعود الرابعة)، فأقول: "يارب ما بقي إلا من حبسه القرآن".
قال أبوبكر: قوله في هذا الخبر-أعني خبر شعبة في أول ذكر الشفاعة: "فيخرج لي حدّاً من النار" دال: على أن الشفاعة ليست الشفاعة الأولى، التي في خبر أبي هريرة _، وليخلصوا من ذلك الموقف الذي ذكر في خبر ابن عمر، أنه سأل ربه (عز وجل) أن يقضي بين الخلق، وفي خبر ابن عباس: أنه سأل أن يعجل حسابهم ابتداءً، وهو القضاء بينهم، فمن ذكر أنه يدخل الجنة برحمته هم الذين يدخلون الجنة ممن لا حساب عليهم، الذين ذكرهم في خبر أبي هريرة، وهم الذين يدخلون الجنة من الباب الأيمن، وأعلم في خبر ابن عباس أنه يشفع كذلك، ولا يزال يشفع، كما ذكر في الخبر، (لا يزال عند العرب لا يكون إلا مرة بعد أخرى، وثالثة بعد ثانية)، وفي خبر الحسن عن أنس قال: (ما زلت أشفع) خرجته بعد في باب آخر.
وقوله في خبر سعيد بن أبي عروبة: (فيحد لي حدّاً فيدخلهم الجنة)، في الابتداء، قد يجوز أن يكون أراد من ذكرهم في خبر أبي هريرة –_ الذين لا حساب عليهم، ممن يدخلون الجنة من الباب الأيمن، ويجوز أن يكون أراد من ذكرهم في رواية شعبة، ممن يخرجون النار، فإن كان أراد الذي ذكرهم في خبر أبي هريرة، فخبر سعيد مناقض لأول الحديث، وآخره، كخبر ابن عباس –_ما وإن كان أراد من ذكرهم في خبر شعبة ممن يخرجون من النار، فخبر سعيد أيضاً مختصر كرواية شعبة.

5- (355): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبدالوهاب بن عبدالجيد الثقفي، قال: ثنا أبو مسعود الجريري، أو غيره –وأكثر ظني الجريري عن الحسن عن أنس بن مالك، أن النبي  قال: "إن الناس يحشرون يوم القيامة يحبسون ما شاء الله أن يحبسوا، فيهم المؤمنون، فيجتمعون فيقولون: انظروا من يشفع لنا إلى ربنا؟ فيسرحنا من منزلنا هذا، فيقصدون الأنبياء كلهم، ثم يقولون: لست هناكم، لست هناكم، ثم يعودون إلى آدم، فيقول: لهم: يا بني أرأيتم لو أن أحدكم جعل متاعاً في عيبة ثم ختم عليها، أيؤتى متاعه إلا من قبل الخاتم وإن محمداً  خاتم النبيين، وهو يفتح الساعة، فعليكم به، فأوتى، حتى آتي باب الجنة، فأستفتح الباب، فيفتح لي، فإذا رأيت ربي خررت له ساجداً، فيدعني ساجداً)، ما شاء الله ثم يعلمني محامده، أحمده بها، لم يحمده بها أحد قبلي، ولا يحمده بها أحد بعدي، ثم يقال: يا محمد اشفع تشفع، وسل تعط، قال: ثم أقول: يا رب شفاعتي في كل طفل صغير-يريد من مات صغيراً فيقال له: أن تلك ليست لك يا محمد وعزتي وجلالي وعظمتي لا أدع في النار عبداً مات لا يشرك بي شيئاً، إلا أخرجته منها، وذكر لي أن رجلاً يقول: يا رب أنه كان لي صديق، فيحرم عليه حتى يخرج صديقه".
قال أبوبكر: أن ثبت هذا الخبر بأن يكون عن الجريري لا شك، أو عن ثقة غيره، فمعنى الخبر: (ثم أقول يا رب شفاعتي في كل طفل)، لأن في الأخبار التي قدمنا ذكرها عن أنس دلالة على أنه يؤذن له في الشفاعة ثلاث مرات.
… قد حدثنا بخبر سعيد موسى بن عبدالرحمن المسروقي، قال: ثنا أبو أسامة قال: أخبرنا سعيد أبو عروبة قال: ثنا قتادة عن أنس قال: قال رسول الله: "إذا اجتمع المؤمنون يوم القيامة…" فذكر الحديث بطوله.
إلى قوله: (فآتيه الرابعة فأقول: يا رب ما بقي في النار إلا من حبسه القرآن)، قال قتادة: أي وجب عليه الخلود، قال قتادة: وثنا أنس بن مالك أن نبي الله قال: (فيخرج من النار من قال لا إله إلا الله وكان في قلبه من الخير ما يزن ذرةً".
قال قتادة: وأهل العلم يرون أن المقام المحمود الذي قال الله (عز وجل) عسى أن يبعثك ربك مقاماً محموداً قال: الشفاعة يوم القيامة.
قال أبوبكر: فهذا الخبر يدل على أن النبي  يشفع مرات، ولهذا الفصل باب طويل، سيأتي في موضعه من هذا الكتاب، إن الله وفق لذلك وشاء.

6- (356): حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان، قال: ثنا محمد بن أبي عدي، قال: ثنا سعيد، نحو حديث أبي موسى بطوله.

7- (357): حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، قال: ثنا عفان –يعني ابن مسلم قال: ثنا حماد هو ابن سلمة قال: ثنا ثابت عن أنس أن رسول الله  …

8- (358): وثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا محمد بن كثير الثقفي، قال: ثنا حماد بن سلمة، قال: أخبرنا ثابت، عن أنس، أن رسول الله  قال: "يطول يوم القيامة على الناس فيقول: بعضهم لبعض: انطلقوا بنا إلى آدم، أبي البشر، فيشفع لنا إلى ربه، فليقض بيننا، فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم: أنت الذي خلقك الله بيده وأسكنك جنته وأسجد لك ملائكته، اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا نوحاً، فإنه رأس النبيين، فيأتون نوحاً، فيقولون: يا نوح شافع لنا إلى ربك، ليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الله، فيأتون إبراهيم، فيقولون: يا إبراهيم: شافع لنا إلى ربك، فيقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا موسى، الذي اصطفاه الله برسالاته وبكلامه، قال: فيأتون موسى فيقولون: يا موسى: اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، ولكن ائتوا عيسى روح الله وكلمته، فيأتون عيسى، فيقولون: يا عيسى اشفع لنا إلى ربك، فليقض بيننا، فيقول: إني لست هناكم، أرأيتم لو كان متاعاً في وعاء قد ختم عليه، كان يقدر على ما في الوعاء حتى يفض الختام، قال: قال محمد خاتم النبيين: قد حضر اليوم، وقد غفر الله ما تقدم من ذنبه وما تأخر، قال: رسول الله  فيأتون محمداً، فيقولون: يا محمد: اشفع بنا إلى ربك، فليقض بيننا، فأقول: أنا لها، حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى قال: فآتي باب الجنة فأقرع الباب فيقال من أنت فأقول محمد فيفتح لي فآتي ربي وهو على سريره أو على كرسيه فأخر ساجداً، فأحمده بمحامد، لم يحمده بها أحد كان قبلي، ولا يحمده بها أحد كان بعدي، فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأرفع رأسي، فأقول: يا رب أمتي أمتي، فيقال: أخرج من كان في قلبه مثقال شعيرة (من إيمان) قال:
فأخرجهم ثم أعود فأسجد، فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي، ولا يحمده بها أحد كان بعدي، فيقول: يا محمد ارفع رأسك، وقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: أي ربي، أمتي أمتي، فيقول أخرج من في قلبه مثقال برة، فأخرجهم ثم أعود فأسجد، فأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد كان قبلي، ولا يحمده بها أحد كان بعدي، فيقول: ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعطه، واشفع تشفع، فأقول: أي ربي، أمتي أمتي. فيقول: أخرج من كان في قلبه مثقال ذرة، فأخرحهم".
وقال حميد: في الثالثة "أخرج من كان في قلبه أدنى شيء".

9- (359): حدثنا أبو يحيى محمد بن عبد الرحيم البزاز، قال: ثنا يونس بن محمد، قال: ثنا حرب بن ميمون عن النضر، عن أنس، قال: "حدثني نبي الله قال: إني لقائم أنتظر أمتي يعبرون الصراط، إذ جاءني عيسى بن مريم، فقال: يا محمد هذه الأنبياء قد جاءتك يسألونك أن يجتمعوا إليك، فتدعوا الله أن يفرق بين جمع الأمم إلى حيث يشاء لِغَمِّ ما هم فيه، فالخلق ملجمون في العرق، فأما المؤمن فهو عليه كالزكمة، وأما الكافر فيتغشاه الموت، قال: انتظر حتى أرجع إليك، فذهب نبي الله فقام تحت العرش، فلقي ما لم يلق ملك مصطفى، ولا نبي مرسل، قال: فأوحى الله إلى جبريل أن اذهب إلى محمد، فقل له ارفع رأسك وسل تعطه، واشفع تشفع، فشفعت في أمتي إلى أن أخرج من كل تسعة وتسعين إنساناً واحداً، قال: فما زلت أتردد على ربي فلا أقوم مقاماً إلا شفعت، حتى أعطاني من ذلك أن قال: يا محمد أدخل من أمتك من خلق الله من شهد أن لا إله إلا الله ومات على ذلك".
(52): "ذكر البيان أن النبي  أول شافع وأول مشفع، يوم القيامة، وفيه دلالة أن يوم القيامة قد يشفع بعد نبينا غيره على ما سأبينه بعد ذلك، أن شاء الله، إذ غير جائز في اللغة أن يقال أول لما لا ثإني له بعد ولا ثالث".
1- (360): حدثنا عبدالله بن سعيد الأشج، قال: حدثنا حسين بن علي الجعفي، عن زائدة، عن المختار بن فلفل، عن أنس قال: قال رسول الله : "أنا أول شفيع في الجنة، وقال: ما صدق نبي ما صدقت، وغن من الأنبياء نبي لم يصدقه من أمته، إلا رجل واحد".

2- (361): حدثنا محمد بن حسان الأزرق، قال: ثنا ريحان –يعني ابن سعيد قال: ثنا عباد بن منصور، عن أبي قلابة عن أنس، قال: قال رسول الله : "محمد رسول الله يوم القيامة، أول من يدخل الجنة، وأول من يشفع".

3- (362): وروى الأوزاعي، عن قتادة، عن عبد الملك العتكي، عن أبي هريرة، _، قال: قال رسول الله ‘: "أنا سيد ولد آدم، وأول من تنشق عنه الأرض، وأول مشفع" حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، قال: ثنا محمد بن مصعب القرقسائي، عن الأوزاعي.
قال أبوبكر: لست أعرف عبدالملك هذا، بعدالة ولا جرح، ولا أعرف نسبه أيضاً، والأخبار التي قدمنا ذكرها: "يأتي الناس آدم، فيقولون: اشفع لنا إلى ربنا" الأخبار بطولها، فينها بينا أن نبينا محمد  أول شافع وأول مشفع".

4- (363): وقد روى علي بن يزيد بن جدعان، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري "يفزع الناس ثلاث فزعات" فذكر حديثاً طويلاً، قال: فيأتون محمداً ، فأنطلق، فآخذ بحلق باب الجنة فأقعقها فيقولون: من هذا؟ فأقول: محمد. فيقولون: قد بعث محمد ، فيرحبون بي حدثناه أبو قدامة، قال: ثنا سفيان قال: ثنا ابن جدعان.

(53): "باب ذكر شدة شفقة النبي  ورأفته ورحمته بأمته وفضل شفقته على أمته، على شفقة الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم، على أممهم".
إذ الله (عز وجل) أعطى كل نبي دعوة وعد إجابتها، فجعل كل نبي منهم  مسألته فأعطى سؤله في الدنيا، وأخر نبينا  دعوته ليجعلها شفاعة لأمته، لفضل شفقته ورحمته، ورأفته بأمته، فجزى الله نبينا محمداً  أفضل ما جزى رسولاً عمن أرسل إليهم، وبعثه المقام المحمود الذي وعده ليشفع فيه لأمته فإن ربنا (عز وجل) غير مخلف وعده، ومجز نبيه ما أخر من مسألته في الدنيا وقت شفاعته لأمته يوم القيامة.

1- (364): حدثنا الربيع بن سليمان المرادى، قال: ثنا شعيب يعني ابن الليث، عن الليث، عن جعفر بن ربيعة، عن عبدالرحمن بن هرمز، أنه قال، قال أبو هريرة _: قال رسول الله : لكل نبي دعوة يدعو بها، فتستجاب له، فأريد أن شاء الله أؤخر دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة".

2- (365): حدثنا يونس بن عبدالأعلى، قال: ثنا ابن وهب، أن مالكاً حدثه، عن أبي الزناد، عن الأعرج عن أبي هريرة _، أن رسول الله  قال: "لكل نبي دعوة يدعو بها فأريد أن أختبيء دعوتي، شفاعة لأمتي في الآخرة".

3- (366): حدثنا يوسف بن موسى، قال: ثنا جرير، عن عمارة وهو ابن القعقاع-عن أبي زرعة، عن أبي هريرة _ قال: قال رسول الله : "لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، فتستجاب له، فؤتاها وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي".

4- (367): حدثنا يونس ين عبدالأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أن عمرو بن أبي سفيان بن جارية الثقفي، أخبره أنا أبا هريرة _، قال لكعب: "إن نبي الله  قال: لكل نبي دعوة، يدعو بها، فأريد أن شاء الله أن أخبي دعوتي، شفاعة لأمتي، يوم القيامة".

5- (368): حدثني يوسف ين موسى، قال: ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة _ قال: قال رسول الله : "إن لكل نبي دعوة مستجابة، وإني اختبأت دعوتي، شفاعة لأمتي".

6- (...): حدثني محمد بن عزيز الأيلي، قال: ثنا سلامة عن عقيل، عن ابن شهاب، قال: أخبرني عمرو بن أبي سفيان بن أسيد بن جارية أن أبا هريرة قال لكعب فذكر بمثل حديث ابن وتب سواء، وزاد، فقال كعب لأبي هريرة: أنت سمعت هذا من رسول الله ؟ قال أبو هريرة: نعم، قال يونس بن عبدالأعلى: عمرو بن أبي سفيان: وقال ابن عزيز: أنه عمر بن أبي سفيان، والصحيح في علمي عمرو ابن أبي سفيان وهو ابن أسيد بن جارية لا كما ذكر ابن عزيز، ونسيته.

7- (369): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام، قال: ثنا أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن نبي الله  قال: "لكل نبي دعوة في أمته وإني اختبأت دعوتي، شفاعة لأمتي، يوم القيامة".

8- (...): حدثناه بندار، مرة أخرى، ولم يقل يونس، "في أمته".

9- (370): حدثناه يونس بن عبدالأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، أن مالكاً حدثه، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة _، أن رسول الله  قال: لكل نبي دعوة، فأريد أن أختبيء دعوتي أن شاء الله، شفاعة لأمتي، يوم القيامة".

10- (371): حدثنا محمد بن يحيى، وعبدالرحمن بن بشر، قالا: ثنا عبدالرزاق، قال: ثنا معمر، عن همام بن منبه، قال: هذا ما حدنا أبو هريرة قال: قال رسول الله : لكل نبي دعوة مستجابة له، فأريد إن شاء الله أن أؤخر دعوتي، شفاعة لأمتي إلى يوم القيامة".

11- (372): وقال محمد بن يحيى: أنه سمع أبا هريرة _ يقول: قال رسول الله : "إن لكل نبي دعوة يدعو بها وإني أريد أن أختبئ، شفاعة".
قال أبوبكر: هذه اللفظة التي في هذه الأخبار: "إن لكل نبي دعوة" فيها اختصار كلمة أي كانت لكل نبي دعوة، وقوله في هذه الأخبار: "يدعو بها فتستجاب له".
هو من الجنس الذي، قد أعلمت في مواضع، من كتبي أن العرب قد تقول: يفعل كذا، ويكون كذا، على معنى فعل كذا وكان كذا، وبيقين يعلم أن الأنبياء الذين نزلت بهم منإياهم، قبل خطاب النبي  أمته بهذا الخطاب، لو كانت دعواتهم باقية، قد وعد الله استجابتها لهم، لم يكن لقوله : "فإني اختبأت دعوتي، معنى إذ لو كان الأنبياء قد تركوا دعوتهم، قبل نزول المنايا بهم، وأنهم يدعون بها يوم القيامة فتستجاب لهم دعوتهم، لكانوا جميعاً قد أخروا دعوتهم إلى يوم القيامة، فتستجاب لهم دعوتهم، في ذلك اليوم فيكونوا جميعاً في الدعوة والإجابة، كالنبي .

(54) "باب ذكر الدليل على صحة ما أولت قوله "يدعو بها" أن معناها قد دعا بها على ما حكيته عن العرب أنها تقول: "يفعل في موضع فعل".
1- (373): حدثنا أبو طالب زيد بن أخزم الطائي، قال: ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي  قال: "إن لكل نبي دعوة، دعا بها، وإني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة".

2- (374): حدثنا سَلْم بن جنادة، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : "لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته واختبأت دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة أن شاء الله، من مات منكم، لا يشرك بالله شيئاً".

3- (375): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد-يعني ابن جعفر قال: ثنا شعبة، عن محمد بن زياد، قال: سمعت أبا هريرة _ يقول: قال رسول الله : أسأل الله أن يجعل دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة".

4- (376): حدثنا محمد بن عبدالأعلى الصنعاني، قال: ثنا المعتمر عن أبيه، عن أنس، أن النبي  قال: "كل نبي قد سأل سؤالاً، أو قال: لكل نبي دعوة قد دعا بها قومه، فاستخبأت دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة".
قال أبوبكر: يريد بقوله: "إن كانت حفظت هذه اللفظة، أي على قومه أو لقومه".

5- (377): حدثنا بهذا الحديث بشر بن معاذ العقدي، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت أبي يحدث أنس قال: قال رسول الله : "إن لكل نبي دعوة، أو قال: سؤالاً، قد دعا بها، فاستخبأت دعوتي شفاعة لأمتي" هذا لفظ حديث بشر.
وقال إسحاق: "كان نبي الله ‘ يقول: "كل نبي سأل سؤالاً ولكل نبيّ دعوة، فاستجاب دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة" هكذا وجدته في كتأبي: "ولكل نبي دعوة"، والصحيح ما قال الصنعاني وبشر بن معاذ، على معنى الشك، في السؤال أو الدعوة ويشبه أن يكون هذا الشك، من سليمان التيمي فإنه كثير الشكوك في أخباره، على إني قد أعلمت في بعض كتبي أن العرب قد تضع الواو في موضع أو، كقوله تعالى: فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع ولا شك ولا امتراء أن معناه، أو ثلاث أو رباع.

6-  (378): وفي خبر أبي بحر، عن شعبة، عن قتادة، عن أنس، في الحديث الطويل الذي قد أمليته، في آخره. "إن لكل نبي دعوة، دعا بها في أمته" دلالة على صحة ما تأولت قوله: "قد دعا بها قومه" وفي رواية الصنعاني، أنه أراد قد دعا بها في قومه، أو على قومه وفيه أيضاً بيان على صحة ما تأولت ألفاظ من قال: "يدعو بها" أي أن معناها، دعا بها.

7- (379): حدثنا محمد بن عبدالأعلى الصنعاني، قال: ثنا خالد يعني ابن الحارث قال: ثنا شعبة، عن محمد بن زياد عن أبي هريرة _، عن النبي  قال: "لكل نبي دعوة دعا بها، تستجاب في قومه، وإني أريد أن شاء الله، أن أؤخر دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة".

8- (380): حدثنا أبو موسى محمد بن المثنى، قال: ثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة، قال: ثنا أنس بن مالك، أن النبي  قال: أن لكل نبيّ دعوة، دعا بها في أمته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، يوم القيامة".
قال أبوبكر: هذه اللفظة "دعا بها في أمته" كخبر أبي بحر، عن شعبة.

9-  (381): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا جعفر بن عون، قال: أخبرنا مسعر، عن قتادة، عن أنس، قال: "إن لكل نبي دعوة، دعا بها فاستخبأت دعوتي –شفاعة لأمتي، يوم القيامة، قوله: "قال": يريد النبي ، كذا قال لنا محمد بن يحيى: "إن لكل نبي دعوة"، وهذا لا شك ولا امتراء، أنه من قبل النبي .
قال أبوبكر: أي استخبأت، هو في الخبر، ليس من كلامي، ولا يجوز هذا الكلام، أن يقوله غير النبي .

10- (382): وقد روى زكريا بن أبي زائدة، عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري، عن النبي ، قال: "أعطى كل نبي دعوة فتعجلها، وإني أخرت دعوتي للشفاعة، لأمتي يوم القيامة، وإن الرجل من أمتي ليشفع (للفئام من الناس، وإن الرجل ليشفع للعصبة) والثلاثة، والإثنين والواحد".
حدثنا أبو موسى، قال: ثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا زكريا.

11-  (383): وروى هشام بن حسان، عن الحسن، عن جابر بن عبدالله أن النبي ، قال: "لكل نبي دعوة، دعا بها في أمته، وإني استخبأت دعوتي، شفاعة لأمتي يوم القيامة".
حدثنا إسماعيل بن بشر بن منصور السلمي قال: ثنا عبدالأعلى عن هشام.
قال أبوبكر: إنما قلت في هذا الخبر، روى هشام، عن الحسن لأن بعض علمائنا، كان ينكر أن يكون الحسن سمع من جابر".

(54) "باب ذكر ما كان من تخيير الله (عز وجل) نبيه محمداً  بين إدخال نصف أمته الجنة وبين الشفاعة فاختار النبي ‘ لأمته الشفاعة إذ هي أعم وأكثر وأنفع لأمته خير الأمم من إدخال بعضهم الجنة".
1- (384): حدثنا الربيع بن سليمان المرادى، قال: ثنا بشر –يعني ابن بكر قال: حدثني ابن جابر، قال: سمعت سليم بن عامر يقول: سمعت عوف بن مالك الأشجعي يقول: "نزلنا مع رسول الله  منزلاً فاستيقظت من الليل، فإذا لا أرى في المعسكر شيئاً أطول من مؤخرة رحل، قد لصق كل إنسان، وبعيره بالأرض، فقمت أتخلل الناس، حتى دفعت إلى مضجع رسول الله ، فإذا هو ليس فيه فوضعت يدي على الفراش، فإذا هو بارد، فخرجت أتخلل الناس، وأقول: أنا لله وإنا إليه راجعون ذهب برسول الله  حتى خرجت من العسكر، كله فنظرت سوادا، فمضيت، فرميت بحجر، فمضيت إلى السواد، فإذا معاذ بن جبل، وأبو عبيدة بن الجراح، وإذا بين أيدينا صوت، كدوى الرحى، أو كصوت القصباء حين تصيبها الريح، فقال بعضنا لبعض: يا قوم أثبتوا حتى تصبحوا، أو يأتيكم رسول الله ، فلبثنا ما شاء الله، لبعض: يا قوم أثبتوا حتى تصبحوا، أو يأتيكم رسول الله ، فلبثنا ما شاء الله، ثم نادى أثم معاذ بن جبل، وأبو عبيدة، وعوف بن مالك، فقلنا، يعني نعم –قال أبوبكر: لم أجد في كتابي نعم –فأقبل إلينا، فخرجنا نمشي معه لا نسأله عن شيء، ولا يخبرنا، حتى قعدنا على فراشه فقال: أتدرون ما خيّرني به ربي، الليلة؟ قلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه خيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة فقلنا: يا رسول الله! ادع لنا الله أن يجعلنا من أهلها قال: هي لكل مسلم".
قال أبوبكر: وأنا أخاف أن يكون قوله: "سمعت عوف بن مالك" وهما وإن بينهما معدي كرب.

2- (...) فإن أحمد بن عبدالرحمن بن وهب، ثنا، قال: ثنا حجاج –يعني ابن رشدين قال: حدثني معاوية –وهو ابن صالح عن أبي يحيى سليم بن عامر، عن معدي كرب عن عوف بن مالك، قال: "خرجنا مع رسول الله ‘ في سفر" فذكر الحديث نحوه، غير أنه قال: أن ربي استشارني في أمتي، فقال: أتحب أن أعطيك مسألتك اليوم، أم أشفعك في أمتك، قال: فقلت بل اجعلها شفاعة لأمتي، قال عوف: فقلنا: يا رسول الله اجعلنا في أول من تشفع له الشفاعة قال: بل أجعلها لكل مسلم".

3- (...): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، قتادة، عن أبي المُلَيح، عن عوف بن مالك الأشجعي قال: "كنا مع النبي ‘".

4- (385): وحدثنا بندار، قال: ثنا ابن عدي ابن أبي سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أبي المُلَيح بن عوف بن مالك الأشجعي، قال: "فاستيقظت، فلم أر رسول الله ، فقمت، فذهبت أطلبه، فإذا معاذ بن جبل قد أفزعه الذي أفزعني، قال: فبينما نحن كذلك، إذا هدير كهدير الرحى، بأعلى الوادي، فبينما نحن كذلك، إذ جاء النبي ، فقال: أتاني آت من ربي، فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة، فقلنا: ننشدك الله والصحبة يا رسول الله لما جعلتنا من أهل شفاعتك قال: أنت من أهل شفاعتي، قال: ثم انطلقنا إلى الناس، فإذا هم قد فزعوا حين فقدوا رسول الله ، (فأتاهم النبي )، فقال: أنه أتاني آت من ربي، فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة قالوا: يا رسول الله! ننشدك الله والصحبة لما جعلتنا من أهل شفاعتك قال: فأنتم من أهل شفاعتي، فلما أضبوا عليه، قال: شفاعتي لمن مات من أمتي، لا يشرك بالله شيئاً".

5- (386): حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا ابن أبي عدي عن سعيد، عن قتادة، أن أبا المليح الهذلي حدثهم أن عوف بن مالك قال: "كنا مع النبي  في بعض أسفاره، فأناخ نبي الله ، أنخنا معه "فذكر أبو موسى، الحديث بطوله، قال: "لقيت معاذ بن جبل، وأبا موسى، وقال في آخره، قال: نبي الله ، فإني أشهد من حضرني، أن شفاعتي لمن مات من أمتي، لا يشرك بالله شيئاً".

6- (...): وحدثنا أبو موسى، قال: ثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك، فذكر نحوه.

7- (...): وحدثنا هارون بن إسحق الهمدإني، قال: ثنا عبدة –يعني ابن سليمان عن سعيد، عن قتادة، عن المليح، عن عوف بن مالك، فذكر هارون، الحديث بتمامه.
قال أبوبكر: لو جاز الحكم بالإسناد الواهي، وبرواية غير الحافظ على رواية الحافظ، المتقن، لحكمت أن أبا المليح لم يسمع بهذا الخبر، من عوف بن مالك، وإن بينهما أبا بردة.

8- (...): لأن أبا موسى، ثنا، قال: ثنا عبدالصمد عن محمد بن أبي المليح، (عن أخيه زياد، عن أبي المليح)، عن أبي بردة، عن عوف بن مالك، فذكر أبو موسى الحديث بتمامه.
قال أبوبكر: محمد بن أبي المليح، وأخوه زياد ليسا ممن يجوز أن يحتج بهما على سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي، وقتادة، وقتادة أعلم أهل عصره وهو من الأربعة الذين يقولون: انتهى العلم إليهم في زمأنهم، وسعيد بن أبي عروبة من أحفظ أهل زمانه، وهشام الدستوائي من أصح أهل زمانه كتاباً، سمعت أحمد بن عبدة، يقول: سمعت أبا داود الطيالسي يقول: وجدنا الحديث عند أربعة، الزهري، وقتادة، والأعمش، وأبي إسحاق، وكان قتادة أعلمهم بالاختلاف، وكان الزهري أعلمهم بالإسناد، وكان أبو إسحاق أعلمهم بحديث علي بن أبي طالب _ وعبدالله.
وكان عند الأعمش من كل هذا، ولم يكن عند هؤلاء إلا الفن والفنان، سمعت محمد بن يحيى يقول: سمعت علي بن عبدالله يقول: أصحاب قتادة ثلاثة: فأحفظهم سعيد بن أبي عروبة، وأعلمهم بما سمع قتادة، ما لم يسمع شعبة، وأكثرهم رواية مع صحة كتاب هشام.
قال أبوبكر: لأبي المليح في هذه القصة، إسناد روى هذه القصة، أخبرنا أبو موسى الأشعري، ولو حكمت لمحمد بن أبي المليح وأخيه زياد، عن قتادة، لحكمت أن أبا بردة لم يسمع أيضاً، هذا الخبر، من عوف بن مالك، (فإن بينهما أبا موسى الأشعري إلا إني إذا لم أحكم بأبي المليح، على قتادة، وسعيد وهشام، جعلت لهذا الخبر) إسنادين: أحدهما أبو المليح، عن عوف ابن مالك، والثاني، أبو بردة عن أبي موسى، عن عوف بن مالك.

9- (387): حدثنا أبو بشر الواسطي، قال: ثنا خالد –يعني ابن عبدالله عن خالد –يعني الحذاء عن أبي قلابة، عن عوف بن مالك، قال: "كنا مع رسول الله  في بعض مغازيه، فانتهينا ذات ليلة، فلم نر رسول الله ، في مكانه، وإذا أصحابنا، كأن على رؤوسهم الصخر، وإذا الإبل قد وضعت جرانها –يعني أذقانها فإذا أنا بخيال، فإذا هو أبو موسى الأشعري، فتصدى لين وتصديت له، قال خالد: فحدثني حميد بن هلال عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن عوف بن مالك، قال: سمعت خلف أبي موسى، عن عوف بن مالك، قال: سمعت خلف أبي موسى هزيزاً كهزيز الرحى، فقلت: أين رسول الله ؟ قال: ورائي قد أقبل، فإذا أنا برسول الله فقلت: يا رسول الله! أن النبي  إذا كان بأرض العدو كان عليه حارساً، فقال النبي : أنه أتاني آت من ربي آنفاً، فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي في الجنة، وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة".

10- (388): وثنا بخبر أبي المليح، محمد بن بشار، وأبو موسى قالا: ثنا سالم بن نوح، قال: أخبرني الجُرَيْري، عن أبي السليل، عن أبي المليح، عن الأشعري، قال: "كنا مع رسول الله  في سفر، وكنا نشاهده بالليل في مضجعه، فأتيته ذات ليلة، فلم أجده، فانطلقت أطلبه، فإذا رجلان قد افتقداه كما فقدته فقلت: هل حسستماه؟ قالا: لا، فسمعنا صوتاً من أعلى الوادي كجر الرحى، لا نراه إلا نحوهن إذ طلع علينا، فقال: من هؤلاء؟ قلنا فقدناك يا رسول الله. قال: أتاني الليلة آت من ربي، فخيرني بين الشفاعة، وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة، قال: قلنا يا رسول الله! اجعلنا من أهل شفاعتك، قال: أنتم من أهل شفاعتي –زاد بندار ثم أقبلنا، فانتهينا إلى القوم وقد تحسسوا، وفقدوه، فقال: أنه أتاني آت من ربي، فخيرني بين الشفاعة، وبين أن يدخل نصف أمتي الجنة، فاخترت الشفاعة، قالوا: يا رسول الله! اجعلنا من أهل شفاعتك، قال: "أنتم من أهل شفاعتي".
قال بندار: وأبو موسى "ومن شهد أن لا إله إلا الله وإني عبده ورسوله".
قال أبوبكر: لم أفهم عن بندار هل عند قوله: "اجعلنا من أهل شفاعتك، هذا اللفظ حديث بندار، وقال أبو موسى عن الجُرَيْري، وقال أيضاً يسمع صوتاً من أعلى الوادي كأنه جر رحى.

1- (389): وحدثنا بخبر أبي المليح عبد الوارث بن عبدالصمد، قال: ثنا أبي، قال: ثنا محمد بن أبي المليح الهذلي، قال: حدثني زياد بن أبي المليح، عن أبيه، عن أبي بردة، عن عوف بن مالك الأشجعي "أنه كان مع رسول الله ، في سفر فسار بهم يومهم أجمع، لا يحل لهم عقدة ليلته جمعاء، لا يحل لهم عقدة، إلا للصلاة، حتى نزلوا أوسط الليل، قال: فرقب رجل رسول الله  حين وضع رحله قال: فانتهيت إليه فنظرت، فلم أر أحداً إلا نائماً، ولا بعيرا إلا واضعاً جرانه قائماً قال فتطاولت، فنظرت حيث وضع النبي  رحله" فذكر الحديث بطوله..، وقال: فإذا أنا بمعاذ بن جبل، والأشعري.

(55): "باب ذكر الدليل على أن الأنبياء، قبل نبينا محمد ، وعليهم أجمعين، إنما دعا بعضهم فيما كان الله جعل لهم من الدعوة المجابة، سألوها ربهم، ودعا بعضهم بتلك الدعوة، على قومه، ليهلكوا في الدنيا، والدليل على أنه لم يكن أحد منهم أرأف بأمته، من نبينا محمد ، تسليمًا، لأنه اختبأ دعوته، شفاعة لأمته، يوم القيامة".
1- (390): حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، قال ثنا سليمان بن داود، قال: ثنا علي بن هاشم بن هاشم بن البريد قال: ثنا عبدالجبار بن العباس الشبامي، عن عون بن أبى جحيفة السواي، عن عبدالرحمن بن علقمة الثقفي، عن عبدالرحمن ابن أبي عقيل الثقفي، "قدمت على رسول الله، في ثقيف فعلقنا طريقاً من طرق المدينة، حتى انخنا بالباب، وما في الناس رجل أبغض إلينا من رجل، نلج عليه منه فدخلنا وسلمنا، وبايعنا، فما خرجنا من عنده، حتى ما في الناس رجل أحب إلينا من رجل خرجنا من عنده، فقلت له: يا رسول الله! ألا سألت ربك ملكا كملك سليمان؟
فضحك وقال: فلعل لصاحبكم عند الله أفضل من ملك سليمان، إن الله لم يبعث نبيًا إلا أعطاه الله دعة فمنهم من اتخذ بها دنيا، فأعطيها ومنهم من دعا بها على قومه فأهلكوا بها، وإن الله (تعالى) أعطاني دعوة، فاختبأتها عند ربى، شفاعة لأمتي يوم القيامة".

2- (391): حدثنا محمد بن عثمان أيضاً، قال: حدثني محمد بن إسماعيل الآنصاري، قال: ثنا علي بن هاشم بن البريد عن عبدالجبار بن العباس الشبامي، بهذا الإسناد، قال: "وفدنا على رسول الله، فاستأذنا عليه، فأذن لنا، فولجنا وليس أحد أبغض منه إلينا فأسلمنا، وبايعنا، فما خرجنا حتى ما كان أحد أحب إلينا منه" فذكر نحوه.
قال أبوبكر: محمد بن إسماعيل هذا هو الملقب بالوساوس.

(56): "باب ذكر لفظة رويت عن النبي  في ذكر الشفاعة، حسبت المعتزلة والخوارج وكثير من أهل البدع وغيرهم لجهلهم بالعلم وقلة معرفتهم بأخبار النبي  أنها تضاد قول النبي  عند ذكر الشفاعة إنها لكل مسلم، وليست كما توهمت هؤلاء الجهال بحمد الله ونعمته وسأبين بتوفيق خالقنا (عز وجل) أنها ليست متضادة".
1- (392): حدثنا العباس بن عبدالعظيم العمبري وأحمد بن يوسف السلمي قالا: حدثنا عبد الرازق، عن معمر، عن ثابت، عن أنس، عن النبي  قال: شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي".

2- (393): حدثنا العباس بن عبد العظيم، قال:ثنا سليمان بن حرب قال: ثنا بسطام بن حريث، عن أشعث الحداني، عن أنس، عن النبي ‘ قال: " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي".

3- (394): حدثنا محمد بن يحيى، قال: ثنا الخليل بن عمرو.

4- (...): وثنا يحيى بن محمد بن السكن، قال: ثنا الخليل بن عمرو، قال: ثنا: الأبح وهو بن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله:قال رسول الله ‘:
"الشفاعة لأهل الكبائر من أمتي" وقال يحيى ابن محمد: " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ".

5- (395): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو داود، قال: ثنا محمد بن ثابت البناني، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله، أن النبي قال: " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " وقال لي جابر: يا محمد من لم يكن من أهل الكبائر فما له والشفاعة.

6-(396) حدثنا أحمد بن يوسف السلمي، قال: ثنا عمرو بن أبي سلمة عن زهير-وهو ابن محمد-عن جعفر بن محمد عن أبيه، عن جابر، قال رسول الله: " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ".

7- (397): حدثنا محمد بن رافع، قال: ثنا سليمان بن داود الطيالسي عن الحكم بن خزرج.

8- (....): وثنا علي بن مسلم، قال: ثنا أبو داود: قال: ثنا الحكم بن خزرج، قال: ثنا ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله ‘: " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ".
قال أبوبكر: قوله ‘ في ذكر الشفاعة في الأخبار التي قدمناها في الباب، قبل هذا الباب.
"هي لكل مسلم" يريد أنى أشفع لجميع المسلمين، في الابتداء للنبيين، والشهداء، والصالحين وجميع المسلمين، فيخلصهم الله من الموقف الذي قد أصابهم فيه من الغم والكرب ما قد أصابهم في ذلك الموطن، ليقض الله بينهم ويعجل حسابهم على ما قد بيّن في الأخبار، التي قد أمليتها، بطولها.
فأما قوله: " شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي " فإنما أراد شفاعتي بعد هذه الشفاعة، التي قد عمت جميع المسلمين هي شفاعة لمن قد أدخل النار، من المؤمنين، بذنوب وخطايا، قد ارتكبوها، لم يغفرها الله لهم، في الدنيا، فيخرجوا من النار، بشفاعته، فمعنى قوله: " شفاعتي لأهل الكبائر " أي من ارتكب من الذنوب الكبائر، فأدخلوا النار بالكبائر، إذ الله (عز وجل) وعد تكفير الذنوب الصغائر باجتناب الكبائر، على ما قد بينت، في قوله تعالى: إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه وقد سأل رسول الله خالقه، وبارئه، (عز وجل)، أن يوليه شفاعة فيمن سفك بعضهم دماء بعض، من أمته، فأجيب إلى مسألته وطلبه، وسفك دماء المسلمين، من أعظم الكبائر، إذا سفكت بغير حق، ولا كبيرة، بعد الشرك بالله، والكفر أكبر من هذه الحوبة.

9- (398): حدثنا بمسألة النبي، الذي ذكرت، علي بن سعيد النسائي، قال: ثنا أبو اليمان، قال: ثنا شعيب-وهو ابن حمزة-عن الزهري، قال: ثنا أنس بن مالك، عن أم حبيبة، عن النبي أنه قال:
" أرِيْتُ ما تلقى أمتي، بعدي، وسفك بعضهم دماء بعض، وسبق ذلك من الله كما سبق على الأمم، قبلهم، فسألته أن يوليني شفاعة يوم القيامة فيهم، ففعل ".
قال أبوبكر: قد اختلف عن أبي اليمان، في هذا الإسناد فروى بعضهم هذا الخبر، عن أبي اليمان، عن شعيب، عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبي حسين، وقال بعضهم عن الزهري.

(57): "باب ذكر الدليل على أن النبي إنما أراد بالكبائر في هذا الموضع ما هو دون الشرك، من الذنوب".
إن النبي  قد أخبر أن الشرك أكبر الكبائر: فمعنى قوله: " لأهل الكبائر من أمتي " إنما أراد أمته، الذين أجابوه، فآمنوا به، وتأبوا من الشرك إذ اسم الأمة قد يقع، على من بعث إله أيضاً، أي أنهم أمته الذين بعث إليهم، ومن آمن وتاب من الشرك، فهم أمته في الإجابة، بعد ما كانوا أمته في الدعوة إلى الإيمان، ذكره في خبر الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة _، عن النبي: " فهي نائلة أن شاء الله، من مات منهم لا يشرك بالله شيئاً".

(58): "باب ذكر البيان أن شفاعة النبي التي ذكرت أنها لأهل الكبائر، وهي على ما تأولته، وأنها لمن قد أدخل النار، من غير أهل النار، والذين هم أهلها، أهل الخلود فيها، بل لقوم، من أهل التوحيد ارتكبوا ذنوبا، وخطايا، فأدخلوا النار ليصيبهم سفعًا منها".
1- (399): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد –يعني ابن جعفر قال: ثنا شعبة، قال: سمعت أبا سلمة وهو سعيد بن يزيد-قال: سمعت أبا نضرة، يحدث عن أبي سعيد الخدري، عن النبي قال: "إن أهل النار" الذين هم أهل النار، لا يموتون فيها ولا يحيون، ولكنها صيب أقواماً بذنوبهم وخطاياهم، حتى إذا ما صاروا فحماً أذن في الشفاعة، قال: فيخرجون ضبائر، فيلقون على أنهار الجنة فيقال: يا أهل الجنة، اهريقوا عليهم، من الماء، فينبتون، كما تنبت الحبة، في حميل السيل".

2- (400): حدثناه أبو موسى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي مسلمة، فذكر الحديث بمثله، قال: "ولكنها تصيب قوماً وقال ولكنها كما تنبت الحِبَّة في حميل السيل".
قال أبوبكر: قد خرجت بعض طرق هذا الخبر في باب آخر، بعد هذا.

3- (401): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا أبو داود قال: ثنا هشام عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن النبي  قال: " ليصبن قومًا سفعة، من النار بذنوب عملوها، ثم يدخلهم الله الجنة، يقال لهم الجهنميون ".

4- (402): حدثنا محمد بن يحيى القطعي، وأبو حفص عبيدالله بن يوسف الجبيري، قالا: ثنا محمد بن مروان –وهو العقيلي قال: ثنا هشام –وهو ابن أبي عبدالله الدستوائي بهذا الإسناد، مثله وقال: "سفع من النار عقوبة بذنوبهم، ثم يخرجون منها، يقال لهم الجنميون".

5- (403): بحدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: ثنا سعيد بن عامر عن هشام بن أبي عبدالله الصدوق المسلم، نحو حديث بندار، وقال: "يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته".

6- (404): وحدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: ثنا وهب بن جرير قال: ثنا هشام بهذا الحديث، وقال: "عقوبة بذنوب عملوها".

7- (405): حدثنا محمد بن يحيى الذهلي، قال: ثنا عبدالرزاق قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، وثابت، عن أنس، أنه سمع أو أن رسول الله  قال: (أن أقواما سيخرجون من النار قد أصأبوا سفعا من النار، عقوبة بذنوب عملوها ثم يخرجهم الله بفضل رحمته، فيدخلون الجنة).

8- (406): حدثنا أحمد بن المقدام، قال: ثنا المعتمر، قال: سمعت أبي، قال: ثنا قتادة، عن أنس بن مالك، عن رسول الله  أنه قال: (إذا أبصرهم أهل الجنة قالوا: ما هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الجنميون).

9- (407): حدثنا محمد بن بشار، ومحمد بن الوليد، قالا: ثنا محمد قال: ثنا شعبة، عن حماد، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال شعبة رفعه إلى النبي  مرة قال: "يخرج الله من النار، قوماً منتنين، قد غشيتهم النار، بشفاعة الشافعين، فيدخلون الجنة، فيسمون الجهنميون".

10- (408): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا يحيى بن سعيد، قال: ثنا الحسن بن ذكوان، عن أبي رجاء العُطَاردي، عن عمران عن النبي  قال: "ليخرجن قوم من النار بالشفاعة يسمون الجهنمون"، وسمعت بندار في الرحلة الثانية، وقيل له: حدثكم يحيى بن سعيد، قال: ثنا الحسن بن ذكوان عن أبي رجاء العُطَاردي، عن ابن عباس، عن النبي ‘ بمثله؟ فقال بندار: نعم.

11- (...): حدثنا يحيى بن حكيم، قال: ثنا أبو داود، وقال: ثنا شعبة، عن حماد، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، قال: شعبة، كان أحياناً يرفعه إلى النبي ، وأحياناً لا يرفعه قال: "يخرج قوم من النار، بالشفاعة، يسمون الجهنميون".
قال أبوبكر: قرئ على أبي موسى وأنا أسمع، قيل: حدثكم يحيى بن سعيد، عن الحسن بن ذكوان، عن أبي رجاء عن عمران ين حصين، عن النبي قال: "يخرج من النار قوم، يقال لهم الجهنميون من شفاعة محمد ؟ فقال أبو موسى: نعم فقال أبوبكر: لست أنكر أن يكون الخبران صحيحين لأن أبا رجاء قد جمع بين ابن عباس وعمران بن حصين في غير هذا الحديث أيضاً.

12- (409): وثنا حفص بن عمرو الرَبَال، قال: ثنا أبو بحر، قال: ثنا عوف، قال: ثنا أبو نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله : "يخرج ضبارة من النار بعدما كانوا فحماً: قال: فيقال أنبذوهم في الجنة، ورشوا عليهم الماء، فينبتون كما تنبت الحبّة في حَمِيْل السيل، فقال رجل من المسلمين، كإنما كنت من  أهل البادية يا رسول الله".

13 (410): حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عثمان بن عمر قال: ثنا خارجة بن مصعب، عن أبيه، عن عبدالله بن عمرو قال: قال رسول الله ‘: "يخرج ناس من النار فيسمون الجهنميون" قال: قلت لعبدالله بن عمرو: أنت سمعت هذا من رسول الله ‘؟ قال: نعم.

14- (411): حدثنا أحمد بن عبدة، قال: ثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا خارجة بن مصعب الخراسإني، قال: ثنا أبي أنه سمع عبدالله بن عمرو، ذات يوم يقول: قال رسول الله : "يخرج من النار ناس، بعدما تصيبهم النار، فيدخلون الجنة" قال: قلت: أنت سمعت هذا من رسول الله ؟ قال: نعم".

15- (412): حدثنا أحمد بن عبدة، قال حماد بن زيد، قال: قلت لعمرو بن دينار: أسمعت جابر بن عبدالله يحدث عن النبي "أن الله يخرج قوماً من (النار) بالشفاعة؟ قال: نعم".

16- (413): حدثنا عبدالجبار بن العلاء، قال: سمعت من عمرو، ما شاء الله، من مرة، يأتونه الناس يسألونه عنه خاصة، يقول: سمعت جابر به عبدالله يقول: سمعت أذناي، من رسول الله : "إن ناسا يدخلون النار، ثم يخرجون منها، فيدخلون الجنة".

17- (414): حدثنا سعيد بن عبدالرحمن المخزومي: ومحمد بن الوليد قالا: ثنا سفيان، عن عمرو، عن جابر بن عبدالله، أنه سمعه، يقول: أشهدكم، لسمعت رسول الله  بأذني هاتين، يقول: "إن الله يخرج يوم القيامة ناساً، من النار، فيدخلون الجنة" وقال محمد بن الوليد: سمع جابر بن عبدالله.

18- (415): حدثنا يونس بي عبدالأعلى، قال: أخبرنا عبدالله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث، أن عمرو بن دينار، حدثه، أنه سمع جابر بن عبدالله يقول: "سمعت أذناي من رسول الله  يقول: سيخرج أناس من النار".

19- (416): حدثنا أبو هاشم زياد بن أيوب، قال: ثنا عاصم –يعين بن علي قال: ثنا همام ابن يحيى، عن قتادة عن أنس، أن النبي ‘ قال: "إن قوماً يخرجون من النار بعدما يصيبهم سفع فيها فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميون".

20- (...): حدثنا محمد بن عبدالأعلى قال: ثنا بشر بن المفضل، قال: ثنا يزيد ابن أي حبيب، قال: سمعت أنسا يقول: قال رسول الله : "يدخل أناس جهنم فإذا صاروا حُمَما أخرجوا فأدخلوا الجنة، فيقول أهل الجنة من هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الجهنميون".
قال أبوبكر عند بشر بن المفضل، عن هذا الشيخ، أخبار غير إني لا أقف على عدالته، ولا على جرحه.

21- (417): حدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد، قال: حدثني أبي، عن النضر وهو أبو محمد إمام مسجد أبي عمران الجوني، قال: ثنا أبو عمران أنه ركب في سفينة، فرأى رجلاً تأخذه العين، فقالوا: هذا ابن أبي سعيد الخدري فسأله فقال: حديث بلغنا عن أبيك، قال: ما هو؟ قلت: بلغنا أنه حدث أنه سمع النبي  يقول: "إن الله يخرج من النار أناساً بعدما أدخلهم فيها" قال: نعم، سمعته منه، غير مرة ولا مرتين، ولا ثلاثة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق